ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: عمارة «المحراب» وأهميتها في المساجد السبت 04 يوليو 2015, 2:22 am | |
| [rtl] عمارة «المحراب» وأهميتها في المساجد[/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl]اهم جدار من جدران المسجد هو جدار القبلة، حيث يكون فيه المحراب والمنبر، والمحارب هو مقام الامام اثناء الصلاة، والمعروف ان المحراب يأخذ شكل القوس او نصف دائرة. ولماذا سمي المحراب بهذا الاسم؟! لان المحراب في لغة العرب هو صدر المجلس، وصدر البيت، حيث يُكرم الضيوف بالجلوس في محراب او صدر البيت عادةً. ومن أهمية المحراب والذي يشير الى القبلة نحو الكعبة المشرفة في مكة المكرمة ان قرأنا قديما خبرا يقول ان احد الدارسين قام بتأليف كتاب خاص فقط عن محراب المساجد!!. هذا وقد ابدع الخطاطون المسلمون بكتابة وتخطيط الآيات القرآنية اعلى المحراب لان الزخرفة، والخط العربي وايقاعهما الجميل بصريا يعبر عن خلجات الروح المنعتقة من اسار المادة والمحسوس. لذلك كانت من اكثر الآيات القرآنية التي يخططها الخطاطون على المحراب وعند جوانبه الآية القرآنية الكريمة التي ذُكر فيها المحراب وهي: «كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا» و»فنادته الملائكة وهو قائماً يصلي في المحراب» و»فخرج على قومه من المحراب». وفي دراسة للمفكر المصري خالد عزب عن (فقه عمارة المساجد) نقرأ عن المحراب ما يلي: «والمحراب في المسجد يكون على شكل نصف اسطوانة تغطيها نصف قبة تسمى (خوذة)، ويكتنف المحراب عادة عمودان، والجزء الذي يعلو تاج العمود مباشرة يسمى صدر، ويسمى الحائطان على جانبي المحراب (اكتاف المحراب)، اما قواعد وتيجان العواميد فتسمى (قواعد) وفي اوصاف المحراب بالوثائق: «محراب معقود بالحجر يكتنفه عمودا رخام» و»محراب بعمودي رخام وهو مرخم الصدر والخوذة» و»محراب يشتمل على بايكتين» اي عقدين من داخل بعض، و»محراب بكل من جانبيه عمود رخام مثمن بقاعدتين عليا وسفلى، وهما حاملتان لكتف المحراب». وان بروز المحراب عن حائط القبلة يوفر صفا من صفوف الصلاة بالمسجد، فضلا عن ان توسط المحراب حائط القبلة لكون الإمام قائد الصلاة، فيسهل من وسيلة موقع المحراب الاستدلال على مكان الامام، فضلا عن منطقية موقعه لإمامة المسلمين.
محراب المسجد النبوي وفي بحثه القيم يؤكد المؤرخ خالد عزب الى انه قد اشارت العديد من الدراسات الاثرية الحديثة الى ان بناء المحراب في هيئة مجوفة بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة، كان بداية انشائه في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد اعتمدت هذه الدراسات على روايتي كل من السمهودي وابن فضل الله العمري، والتي ورد في كل منهما ان صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم عند بناء محراب هذا المسجد قد «صفوّا النخل قبلة له، وجعلوا عضاديته من حجارة»، وهذا يعني معماريا انه كان لمحراب المسجد النبوي في عهد الرسول الله عضادتان، اي كتفين من الحجر، ولما كان المحراب مسدودا من الجهة الخارجية، فذلك يعني انه كان في هيئة دخلة او حنية، اي كان مجوفا. ويبدو ان هذا الشكل المعماري للمحراب قد استقر بتلك الهيئة نفسها في تجديدات المسجد النبوي في عهد كل من الخليفتين عمر وعثمان رضي الله عنهما، حيث تشير رواية السمهودي الى ان عمر بن عبدالعزيز فيما بعد وعندما اراد اعادة بناء المحراب للمسجد النبوي خاطب الصحابة والتابعين من اهل المدينة بقوله: «تعالوا احضروا بنيان قبلتكم، لا تقولوا غيَّر عمر قبلتنا، فجعل لا ينزع حجرا الا وضع مكانه حجرا». وفي ذلك ما يشيير الى ان محراب المسجد النبوي في عمارة الامويين قد اتخذ الشكل المجوف الذي كان عليه المحراب في عهد الخليفة عثمان رضي الله عنه، ونظرا لارتفاع عمارة المسجد النبوي في العهد الاموي، فقد تطلب الامر بناء (عقد علوي) للمحراب، يعتبر هذا الطاق الذي بني في هيئة معقودة هو الجزء الاموي الذي اضيف الى عمارة محراب المسجد النبوي.
حائط القبلة والمحراب لقد شكّل حائط القبلة والمحراب اهم معالم عمارة المساجد، وظهرت هذه الاهمية في عدة مظاهر: - محاولة ابراز المحراب وتمييزه، بحيث يمكن رؤيته بوضوح من اي مكان في المسجد، ولذلك نراه غالبا يتوسط جدار القبلة فيما عدا احوال قليلة. - الاهتمام بانشائه حتى لو ادى الامر الى عمل بروز خارجي لاستيعاب حنييته في حالة قلة سمك الحائط. - الاهتمام بزخرفة المحراب بالزخارف النباتية وخطوط الآيات القرآنية، اكثر من غيره من العناصر، برغم ما قيل عن كراهية زخرفته بحجة انها قد تشغل المصلي بالنطر اليها، لكنه اصبح من الصعب القبول بان يُترك المحراب دون زخرفة، في الوقت الذي تزخرف فيه الجدران. وفي مجال الاهتمام الخاص بزخرفة المحراب ينبغي الاشارة الى ان استخدام الرخام في كسوته كان يعتبر احيانا من الاعمال التي تتم رغبة في جزيل الثواب من الله. هذا ولم يُكتف لابراز اهمية المحراب بان تكون ظلة القبلة هي اكبر الظلات في المسجد وانما لزيادة ابراز هذه الاهمية كان يراعى عمل ما يسمى بالمجاز القاطع كما في الجامع الازهر على سبيل المثال، وهو لا ييقوم فقط بتحديد اتجاه المحراب واكسابه الاهمية، بل يساعد ايضا على اضاءة المنطقة التي تتقدمه، كذلك كانت تحدد امام المحراب احيانا منطقة مربعة تتم تغطيتها بقبة تبرز اهميته وتساعد على اضاءة المكان امامه، وقد تكون هذه القبة على طرف المجاز كما في الجامع الازهر او مستقلة كما في مسجد الظاهر بيبرس وجامع المارداني في القاهرة.
اضاءة المحراب والى جانب الاهتمام بالاضاءة الطبيعية للمحراب كان يُهتم بالاضاءة الصناعية، سواء عن طريق المشكاوات (جمع مشكاة) او عن طريق الشماعد (جمع شمعدان) في العصر المملوكي في مصر، توقف احيانا على المحاريب (جمع محراب) بدليل وجود شمعدان من العصر المملوكي كُتب عليه انه اوقف على محراب الجامع الولوني (696هـ - 296م) وكذلك ربما كانت الكراسي المعدنية او الخشبية المعروفة بكراسي العشاء، تستخدم لحمل هذه الشماعد على جانبي المحراب.
في سجادات الصلاة وفي ملاحظة عصرية فاننا نلاحظ ان معظم سجادات الصلاة الفردية الصغيرة والتي تستخدم في البيوت مثلا للصلاة لا بد ان يكون رسم المحراب موجودا في اعلى السجادة دلالة على اهمية هذا المكان في المساجد.[/rtl] |
|