ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: القمح.. والطعام الشعبي الأردني الخميس 09 يوليو 2015, 2:49 am | |
| [rtl] القمح.. والطعام الشعبي الأردني[/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl]
أبواب-وليد سليمان - القمح ملك الحبوب، وذهب الحقول المتألق، وسيد المحاصيل الزراعية، وهو حصن للامن الغذائي، وزاوية للارتكاز السياسي والتعامل الدولي، والحاضر دائما في افواهنا وامعائنا وامنياتنا في حساب الآخرة حينما تصبح حسناتنا مضاعفة كالسنبلة. وهو الوحيد الذي نفذ الى الاغاني بكثرة في ليلة عيده.. ربنا يبارك ويزيده. ويؤكد الباحث محمد مستجاب ان الموطن الاصلي للقمح هو ارض ما بين النهرين – دجلة والفرات – وشمال وادي النيل، وفي مصر تألق القمح حلما لفرعونها نصفه الاول سبع بقرات عجاف تلتهم سبع سمان!! والنصف الثاني سبع سنابل يابسات تأكل سبع سنبلات خضر، مما يؤدي الى خروج النبي يوسف عليه السلام من سجنه بصفته صاحب تفسير الحلم، وليصبح مشرفا على مشروع السنوات السبع لمواجهة القحط المقبل، كما أن الأواني التي كانت تحفظ في بعضها احشاء الجثث المحنطة (المومياوات) في مصر القديمة، وحفظت ايضا حبوب القمح ضمن ما حفظته من اشياء اخرى. ويمتزج القمح بعادات وتقاليد الناس اكثر من اية حبوب اخرى، ففي اتفاقات الزواج كان القمح جزءا من الاعباء التمهيدية للعريس، فمع الذهب والملابس والمهر يكون اردب القمح، ذلك لانه هو الاصلح لعمل ارغفة خبز الولائم، وبسكويت الافراح، وكثيرا ما كان قديما اجر تعليم الصبيان في كتاتيب الشيوخ قدحاً من القمح. ودقيق القمح اكثر الانواع حساسية في الحرام والحلال، فلا يصح ان يرتكب الاثم قريبا من شوالات القمح، كما ان غضب السماء مرهون بأية ادران تلوث العجين. والكثير من الاعمال الماكرة ذات الشر، والتي توضع سرا في طريق المطلوب ايذاؤهم من البشر (في شكل تمائم) تفقد قدرتها على التأثير اذا ما كان المطلوب ايذاؤه مضمخا بالدقيق، ومسح او تضميخ مقدمة رأس البهيمة بالدقيق اضافة الى القاء حبوب القمح اللينة مع الملح في طريقها، طقس معروف وقديم كي تتفشى في البهيمة البركة، كما ان اناء اللبن الحليب الذي تفت فيه عجائن القمح المبثوث تطهر الجسد من الشياطين والجوف من المرض. وسنابل القمح اليابسة تصاغ بشكل مجدول كالتاج لتوضع في مداخل البيوت رمزا للخير والرضا الإلهي. ولعل وشم سنابل القمح فوق الاكتاف قريبا من الرقبة يشي بما للقمح من دوره الواضح في التفاؤل، وان كانت جماعات بشرية كثيرة تجعل الوشم قريبا من الرسغ ممتدة الى ظهر اليد، فالشيطان لا يجد الطريق سهلا لمن احتمى بالقمح سنابل وحبوبا ودقيقا وعجينا وخبزا. هذا المحصول الاستراتيجي في التاريخ تحتفل بحصاده الكثير من الشعوب وسط الاناشيد، والتفاؤل والاغاني والرقص، واقامة الموالد الدينية في بعض الدول الاسلامية تكريما للقمح سيد الاطعمة واقدسها لدى البشر.
أطعمة أردنية من القمح ونتذكر في رمضان بعض انواع طعامنا الاردني قديما والذي ما زال متداولا في اكثره حتى هذه اللحظة والمصنوع من القمح عادة، وبعضه من مواد أخرى كالأرز والعدس وحبوب اخرى. وهنا نتذكر ما ورد في كتاب الباحث الاردني فراس دميثان المجالي (العادات الاردنية بين الامس واليوم) عن المأكولات الشعبية الاردنية حيث نقرأ: «ان الاعتماد الرئيسي على حبة القمح وباقي حبوب المحاصيل الحقلية ما زال له من الاهمية في اكلاتنا الشعبية الكثير. فمن حبة القمح مثلا كان وما زال بعض الناس هنا يصنعون الخبز الذي هو العماد الرئيسي لوجبة الغذاء، حيث يطحنون القمح في مطاحن كانت تدار قديما بواسطة المياه، حيث يحصرون الماء لينزل على دولاب المطحنة، وينزل الماء بقوة، ليدير الدولاب والمطحنة لتطحن الحبوب وتحولها الى طحين ناعم، او جريش خشن. ومن اهم الاكلات الشعبية التي يمكن عملها من هذا الطحين او الجريش القمحي:
العيش يتكون من جريش القمح ويطبخ بالماء الى ان يتماسك ببعضه وينضج، ويُستعمل إما أكلاً عادياً، أو أن يوضع في مناسف عليها اللحم المطبوخ باللبن على شكل منسف عادي.
عيش الربيع وهو الجريش المطبوخ باللبن المخيض ويكثر استعماله في ايام الربيع لوجود اللبن المخيض، ويتميز عن العيش السابق بطعم لبن المخيض، كما انه يكون مرنا وغير متماسك الحبات مثل العيش المطبوخ بالماء.
عيش الحليب يطبخ الجريش بالحليب وبعد استوائه يوضع في سدر ويترك قليلا ثم يُصب عليه السمن البلدي وشيء من الحليب.
الشوربة يُطبخ جريش القمح مع العدس بالماء والسمن، وبعد الاستواء تقدم الشوربة، ويمكن ان يعمل منها ما يُسمى بـ(الفتة) اي فتيت خبز الطابون العويص غير الخامر، ثم تصب عليه الشوربة ويهرس الفتيت ويغمر بالسمن البلدي والبصل المقلي. وهناك اكلة اخرى يمكن عملها من الشوربة وتُسمى (المشوطة) حيث تشبه ما سبقها ولكن هنا يضاف اليها قشرة البندورة، وبعد ان تنضج يفت بها الخبز العويص سواء كان خبز شراك أو خبز طابون ثم تغمر بالسمن والبصل.
شوربة الملاح وهي عبارة عن العدس المجروش المطبوخ بالماء وقليل من السمن والبصل، ومثل ما هي الشوربة العادية إما ان تشرب شربا او يفت بها الخبز العويص شرائح او من خبز الطابون. والمؤلف لهذا الكتاب فراس المجالي يذكر اكلات وفطائر اخرى مثل: فطيرة اللبن وفطيرة الحليب والثريد وقرص النار والفريكة والبرغل، والشعيرية والمجدرة، والمنسف سيد الأكلات الأردنية.
كنافة العرب وهي المفروكية وتُسمى بكنافة العرب، وتتكون من خبز اللزاقي، وخبز اللزاقي عبارة عن خبز شراك لكنه اسمك من رغيف الشراك، حيث يقدر سُمكه من 3ملم الى 5ملم، ويقطع قطعا كبيرة، ويوضع عليها الزبدة السائلة بعد ذوبانها على النار، ثم يُرش عليها السكر، وتستعمل حلوى بعد الاكل. هذا مجمل لأهم الأكلات الشعبية التي كانت تؤكل بالأمس، والتي كانت صافية نقية، كلها من زاد القدر كما يُقال، لا تجلب معها الأمراض ولا تضر بالصحة، لقد كانوا يأكلون الدسم واللحم والشحم، ويجبرون على أن يناموا بالخلاء ولا تضرهم الأكلة التي أكلوها.[/rtl] |
|