منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الغاية من تأليف جوامع السيرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الغاية من تأليف جوامع السيرة Empty
مُساهمةموضوع: الغاية من تأليف جوامع السيرة   الغاية من تأليف جوامع السيرة Emptyالسبت 01 أغسطس 2015, 1:02 pm

الغاية من تأليف جوامع السيرة
لسنا نبعد عن الحق حين نفترض أن ابن حزم 
[*] في كتابة سيرة الرسول صل الله عليه وسلم، كان يرمي إلى وضع مختصر قريب المأخذ، سهل المتناول، في أيدي طلابه، كما فعل في كثير من رسائله التاريخية، مثل رسالة"نقط العروس"، ورسائله في رجال القراءات، والحديث، والفتوح، وتواريخ الخلفاء؛ وأنه كان في هذا المختصر يضع الأصول التي لا يستغني عن تذكيرها أو استظهارها كل من اشتغل بالسيرة النبوية من طلاب العلم.
[*]
قد تكون هذه الغاية التعليمية باعثًا أكيدًا، يحدو وعالمًا مثل ابن حزم إلى كتابة السيرة النبوية، ولكنها ليست كل ما هنالك من بواعث، ومن يعرف قيمة النقل والاستكثار من السنن في مذهب أهل الظاهر عامةً، وعند ابن حزم خاصة والسيرة جزء هام من هذا النقل يجد أن تناول ابن حزم للسيرة بالنظر الجديد، والتحديد والتقييد، إنما هو جزء من مذهبه. فالنقل أساس من أسس المذهب الظاهري، بل ميزة يعدها ابن حزم للملة الإسلامية على سائر الملل؛ وعن طريق النقص في النقل، وضعف الثقة في الناقلين، هاجم ابن حزم الملل الأخرى، ورآها أضعف من أن تثبت للنقد الصحيح.
غير أن سيرة الرسول ليست جزءًا من النقل فحسب، بل هي صورة عليا من الكمال الإنساني، في نفس ابن حزم، ولذلك لا غرابة في أن يجعل منها موضوعه المحبب، وأن يحاول وضعها للناس وضعًا ميسرًا قريبًا واضحًا بين الحقائق. وإن الشخص يعتقد أن "من أراد خير الآخرة، وحكمة الدنيا، وعدل السيرة، والاحتواء على محاسن الأخلاق كلها، واستحقاق الفضائل بأسرها، فليقتد بمحمد رسول الله صل الله عليه وسلم، وليعتمد أخلاقه وسيره ما أمكنه" (من رسالته: مداواة النفوس وتهذيب الأخلاق)، لا يسأل كثيرًا عن البواعث التي تضاعف عنايته بالسيرة، وتحدوه إلى كتابتها من جديد.
كتب ابن حزم سيرة الرسول صل الله عليه وسلم، وميز بالعناية البالغة فصلين هامين منها، هما: أعلام الرسول، وخلقه وشمائله. وهذان هما الموضوعان اللذان ذكرهما في كتاباته الأخرى، لأنهما شاهدا حق على نبوة الرسول، ولأن ثانيهما يمثل الجانب العملي في الكمال الخلقي.
مصادر ابن حزم
وقد ذكر ابن حزم كتابين من المصادر التي نقل عنهما، وهما: تاريخ أبي حسان الزيادي، وتاريخ خليفة بن خياط، وهما من الكتب التي فقدت، وبقيت منهما نقول مبثوثة في بعض الكتب التاريخية؛ ولا ندري أطلع عليهما ابن حزم، أم نقل عنهما نقلًا غير مباشر. أما الذي لا شك فيه فهو أن تاريخ خليفة قد وصل الأندلس في عهد مبكر، برواية 
بقي بن مخلد، وبقي عند ابن حزم شيخ المفسرين والمحدثين.
ونحن على ما يشبه اليقين من أن ابن حزم، الواسع الاطلاع، المعنى بالسيرة النبوية أشد عناية وأبلغها، قد أطلع على كثير من الكتب المؤلفة في سيرة الرسول، ونخص بالذكر منها مغازي موسى بن عقبة، وكتاب السير لسعيد بن يحيى الأموي، وأعلام النبوة لأبي داود السجستاني، وأعلام النبوة لأبي جعفر أحمد بن قتيبة، فكل هذه الكتب، وغيرها، هاجر إلى بلاد الأندلس، وتداوله الأندلسيون روايةً ودراسةً [2].
ابن حزم وسيرة ابن إسحاق
ويدلنا البناء العام لكتاب السيرة، على أن ابن حزم يتكئ كثيرًا على سيرة 
ابن إسحاق، وخاصةٍ حين أخذ في الحديث عنغزوات الرسول واحدة واحدة، وعد في كل غزوة أسماء من شهدها من المسلمين والمشركين، وأسماء من استشهد من المسلمين، حتى إن شدة اتباعه لرواية ابن إسحق في هذه المواطن لتطلعنا على ظاهرة عجيبة، فقد حافظ ابن حزم على النسب الكامل لأكثر من ذكرهم من الأشخاص، وليس هذا مما يستغرب منه وهو صاحب الجمهرة في الأنساب إنما الغريب حقًا أنه في السيرة اختار رواية ابن إسحاق نفسه في النسب، بينا لم يأخذ بها في الجمهرة. فلعله ألف الكتابين في فترتين متباعدتين، أو لعل مصادره في الجمهرة كانت كتبًا أخرى، ليست تحتوي على رواية ابن إسحق.
ابن حزم ودرر ابن عبد البر
وقد أفاد ابن حزم في كتابه السيرة، ما صنعه من قبله شيخه ومعاصره أبو عمر 
ابن عبد البر، مؤلف كتاب "الدرر في اختصار المغازي والسير"، ونحن لا نملك من هذا الكتاب صورةً كاملة أو وافية، تدلنا إلى أي مدى اعتمد عليه ابن حزم، ولكن النقول القليلة التي احتفظ بها ابن سيد الناس من كتاب أبي عمر المذكور [3]، تؤكد أن ابن حزم قد نقل عن شيخه نقولا متفرقة في شيء قليل من التصرف، إلا أن نفترض أن المؤلفين نعنى ابن عبد البر وابن حزم ينقلان عن مصدر ثالث لم يقع إلينا.
على أن من الطريف أن لا تحيا سيرة ابن عبد البر عند من جاء بعده من المؤلفين باستثناء ابن سيد الناس وأن تصبح سيرة ابن حزم مرجعًا معتمدًا ينقل منه بعض من كتبوا في السيرة، بعد القرن السادس، نقلًا مباشرًا أو غير مباشر فقد أفاد منها ابن كثير مرتين: مرةً في البداية والنهاية، ومرةً أخرى في كتابه "الفصول"، وهو مختصر لطيف في السيرة أيضًا. وأكثر المقريزي الاقتباس منها إكثارًا أربى على غيره، حتى لقد ورد في الجزء المطبوع من إمتاع الأسماع خمسة عشر نقلًا عن سيرة ابن حزم، ونقل صاحب المواهب اللدنية نصًا قصيرًا مأخوذًا من السيرة، وردد الديار بكرى هذا النص نفسه في تاريخ الخميس.
آراء خاصة لابن حزم
وتمتاز هذه النقول بأنها تحمل الرأي الخاص بابن حزم في مسائل كثر حولها الاختلاف، وخاصةً تأريخ الأحداث وزمان وقوعها، وإن إيراد بعض الأمثلة المنقولة ليوضح جانبًا من قيمة هذه السيرة، فمن ذلك:
أ- قال الحافظ أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم: "وفي مرجع الناس من غزوة بني المصطلق، قال أهل الإفك ما قالوا، وأنزل الله تعالى في ذلك من براءة عائشة رضي الله عنها، ما أنزل، وقد روينا من طرق صحاح أن سعد بن معاذكانت له في شيء من ذلك مراجعة مع سعد بن عبادة، وهذا عندنا وهم، لأن سعد بن معاذ مات إثر بني قريظة بلا شك وفتح بني قريظة في آخر ذي القعدة من السنة الرابعة من الهجرة، وغزوة بني المصطلق في شعبان من السنة السادسة، بعد سنة وثمانية أشهر من موته، وكانت المقاولة بين الرجلين المذكورين بعد الرجوع من غزوة بني المصطلق بأزيد من خمسين ليلة" [4].
ب- وقال بعضهم: كانوا [أي المسلمين في عمرة الحديبية] سبعمائة، قال ابن حزم: "وهذا وهم شديد ألبتة، والصحيح بلا شك ما بين ألف وثلاثمائة، إلى ألف وخمسمائة" [5].
وبهذه الأمثلة، ومثلها كثير، تظهر لنا ميزة "جوامع السيرة"، وبم تنفرد عن غيرها من السير، وبم يتميز ابن حزم المؤرخ في طريقته التاريخية، فهذه الدقة البالغة في تحليل النص المنقول، واختيار الرواية الصائبة بعد الفحص والنظر والمقارنة، وتصحيح الأوهام التي تنجم عن سرعة أو قلة تدقيق ... هذه هي المميزات التي لا يستطيع أحد أن ينكرها على ابن حزم المؤرخ.
وهي مميزات لا يستكثر معها تلك اللهجة التقريرية القاطعة التي تغلب على كتابته، ولا يستنكر إزاءها قوله دائمًا، "لا شك" و"لا بد". فإن الثقة القائمة على التحري المخلص، والنقل الثابت قطعًا، هي وحدها التي تملى على ابن حزم هذه الألفاظ القوية الحاسمة.
ولقد عرف أبو محمد بين معاصريه بالضبط الدقيق في تقييد التواريخ، حتى إن تلميذه الحميدي في جذوة المقتبس لا يفتأ يقول كلما وجد رواية أستاذه تخالف رواية غيره: "وأبو محمد أعلم بالتواريخ"، أو كلاما ً بهذا المعنى.
كيف يؤرخ ابن حزم لأحداث السيرة ؟
ولذلك جاءت هذه السيرة تحمل رأيًا قاطعًا لا تردد فيه، في تأريخ الأحداث لا لأن ابن حزم مؤرخ شديد الدقة والضبط فحسب، "بل لأنه ذو رأي مستقل في طريقه التأريخ الهجري. فهو يعتبر شهر ربيع الأول وهو الشهر الذي هاجر فيه الرسول إلى المدينة أول السنة الهجرية، محرراَ بذلك تأريخ وقائع السيرة، ينسبها إلى الوقت الذي وقعت فيه الهجرة فعلًا. لا يقصد بذلك مخالفة التاريخ الهجري الذي استقر عليه المسلمون جميعًا، منذ عهد عمر إلى الآن، وإلى ما شاء الله، وهو اعتبار شهر 
المحرم بدء السنة الهجرية".
فصنيعه هذا من الناحية التأريخية الصرفة أدق في التوقيت وأقرب إلى الواقع التاريخي. وخاصةً حين أصبح المؤرخون يقولون: إن هذه الحادثة أو تلك حدثت في السنة الثانية أو الثالثة، وانصرفوا عن مثل قول الواقدي إنها حدثت مثلًا - على رأس خمسة عشر أو ستة عشر شهرًا من مقدم الرسول إلى المدينة، وواضح أن بين التعبيرين فرقًا يذهب بعدد من الأشهر، بعد إذ اعتبر المحرم رأس السنة الهجرية.
نعم إن الخلافات في الناحية الزمنية كثيرة متشعبة، ورأى ابن حزم يزيدها رأيًا جديدًا، ولكن الاطمئنان الذي يضيفه ابن حزم على آرائه يجعلنا نركن إليها وتفضلها، فهو وحده الذي يلقانا مطمئنًا إلى التأريخ الذي حدثت فيه الموقعة، أو فرضت فيه الزكاة. وليس هذا الاطمئنان مؤسسًا على الغلو في الثقة بالنفس، والاعتداد بالرأي محض اعتداد، ولكنه قائم على الدقة والتمحيص.
وقد رأينا كيف استطاع ابن حزم، من هذا كله، أن يصحح كثيرًا من السهو في التاريخ، كنسبة المقاولة في حديث الإفك إلى سعد بن معاذ وسعد بن عبادة؛ وهو بتفضيله الحديث الصحيح على كل رواية أخرى من روايات أصحاب المغازي قد اتخذ لنفسه منهجًا واضحًا في معالجة المسائل التاريخية حيث موضوعها وزمنها.
هل كان ابن حزم أمويا متعصبا لهم؟
وليس ابن حزم صاحب مذهب في التاريخ بهذا وحده، ولكنه يتمتع بصفات المؤرخ النزيه المنصف على ما فيه من حدة وعنف، والنزاهة ميزة عامة عنده، لا تخص الكتابة في السيرة، لأن كتابة السيرة نوع من النقل، ولكنها تظهر في سائر ما كتبه من مادة تاريخية.
ومن المجانبة للإنصاف أن يتهم ابن حزم بأنه "كان متشيعًا في بني أمية منحرفًا عمن سواهم من قريش" كما يقول ابن حيان، فإن مثل هذا الاتهام إساءة كبيرة إلى رجل عاش من طلاب الحق وعشاقه في القول والعمل.
فإن كان ابن حيان يعني بني أمية بالأندلس، فابن حزم كان يعرف لهم قيامهم بأمر الإسلام وجهادهم في سبيله، ويثني عليهم من هذه الناحية، أما إذا كان يعني بني أمية بالمشرق، فليس فيما كتبه ابن حزم ما يشير إلى شيء من التعصب لهم. وإن رسالته في تواريخ الخلفاء لتدلنا على أنه كان يرى إمامة ابن الزبير، ويعد مروان بن الحكم خارجًا عليه، ولا يثبت له حقًا في الخلافة [6]، حتى إنه ليقول فيه، في موطن آخر: "مروان ما نعلم له جرحة قبل خروجه على أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما".

وإذا ذكر الحرة قال: "وهي أيضًا أكبر مصائب الإسلام وخرومه، لأن أفاضل المسلمين وبقية الصحابة وخيار المسلمين من جلة التابعين قتلوا جهرًا ظلمًا في الحرب وصبرًا". ويقول أيضًا في مقتل عبد الله بن الزبير: "وقتله أحد مصائب الإسلام وخرومه، لأن المسلمين استضيموا بقتله ظلمًا وعلانية وصلبه واستحلال الحرم" [7]. ومثل هذه الأقوال لا يرددها من يتعصب للأمويين، أو من يحاول أن يعتذر عن كل ما حدث في أيامهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الغاية من تأليف جوامع السيرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: الدين والحياة :: السيرة النبوية الشريفة-
انتقل الى: