[rtl]التاريخ:11/8/2015 - الوقت: 9:12ص[/rtl][rtl]
تعرف على سجن العقرب.. الفكرة أمريكية والتنفيذ مصري[/rtl]
بعد وفاة أربعة سجناء داخل جدرانه في الأشهر الثلاثة الأخيرة، عاد اسم السجن شديد الحراسة المعروف بـ"العقرب" أو "992"، الذي خصصه نظام الانقلاب المصري للجماعات الإسلامية والمتهمين شديدي الخطورة، للظهور بقوة مؤخرا.
وفي تقرير لصحيفة "المصري اليوم"، المؤيدة للانقلاب، وصفت الصحيفة سجن العقرب بأنه "آخر العنقود في سلسلة سجون طرة"، مشيرة لوفاة عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية فيه، الأحد، بالإضافة لمرجان سالم، القيادي بـ"السلفية الجهادية"، وسبقهما القيادي الجهادي نبيل المغربي، والقيادي الإخواني فريد إسماعيل، ليرفع السجن شعار "قبلة المعتقلين سابقا ونهاية الإسلاميين والإخوان حاليا"، عقب تكرار حالات الوفاة داخله، بحسب الصحيفة.
وتابعت الصحيفة بتقريرها أن "سجن العقرب يقع ضمن منطقة سجون طرة (ب)، ويسمى في وزارة الداخلية بـ(سجن شديد الحراسة بطرة)، ويقع على بعد 2 كم من بوابة منطقة سجون طرة الرئيسية، إلا أن وضعه مميز كسجن شديد الحراسة، لأنه محاط بسور يبلغ ارتفاعه سبعة أمتار، وبوابات مصفحة من الداخل والخارج، كما أن مكاتب الضباط تقع بالكامل خلف الحواجز والقضبان الحديدية".
وكشف مصادر أمنية، رفضت الإفصاح عن هويتها، للصحيفة عن أن فكرة إنشاء السجن أمريكية، وتم تنفيذها بأياد مصرية، مضيفة أنه تم اقتراح فكرة سلسلة السجون شديدة الحراسة بعد عودة مجموعة من ضباط الشرطة من بعثة تدريبية في الولايات المتحدة، فيما اعتبرتها الداخلية فكرة "خلاقة، وكافية لسد ما اعتبرته عجزا في سياستها مع الجماعات المسلحة بشكل خاص".
وأضافت المصادر أن "إنشاء السجن بدأ عام 1991، في عهد اللواء حسن الألفي، وزير الداخلية الأسبق، ومجموعة من مساعديه، بينهم اللواء حبيب العادلي، مساعد الوزير لشؤون أمن الدولة آنذاك، وتم تجهيز هذه الأفكار الأمريكية ووضعها على أولوية التنفيذ الفوري، واستغرق بناء السجن عامين، حيث تم الانتهاء منه في 30 أيار/ مايو 1993".
ويتكون السجن من 320 زنزانة مقسمة على أربعة عنابر أفقية، تأخذ شكل الحرف (H)، بكل زنزانة مصباح تتحكم بها إدارة السجن، ويحتوي كل عنبر على 80 زنزانة على شكل حرف (H) ومساحة الزنزانة 2.5م × 3م، وارتفاعها 3.5م، وبكل زنزانة شباك 90 سم × 80 سم، وارتفاعه عن الأرض 2.5 م، ويطل الشباك على طرقة مسورة أعلاها سقف خرساني، ويوجد بالسور فتحات على ارتفاع 3 م من سطح الأرض، يدخل منها الهواء والشمس بطريقة غير مباشرة، لأن شباك الزنزانة ينحرف عن فتحات السور بمسافة 1.5م، وللزنزانة باب حديدي ارتفاعه 2م وعرضه واحد متر، وبه فتحة على ارتفاع 1.5م طولها وعرضها 25 سم × 15 سم، وبداخل كل زنزانة كشاف كهربائي به لمبة 100 وات، ويتم التحكم في إضاءتها عن طريق غرفة التحكم الخارجية.
وتابعت الصحيفة تقريرها بالقول إن السجن "يحتوي مكانا مخصصا للتريض، عبارة عن قطعة أرض خرسانية مغطاة بالرمال على شكل حرف (L)، وتقع في مؤخرة الزنازين، وهي خاصة بـ20 زنزانة ومساحتها 25 م × 15 م، والزنزانة معدة للحبس الانفرادي.، تعد عنابر تأديب خاصة بالمعتقلين السياسيين، يمنع عنهم فيها الإضاءة وتبادل الحديث".
وقالت الصحيفة إن "الداخلية وضعت، فور الانتهاء من بناء السجن، جداول لنقل المعتقلين من سجون ليمان واستقبال طرة وأبو زعبل" إلى السجن الجديد، حتى جمعت نحو 1500 معتقل من منطقة طرة القديمة وخارجها، وتم ترحيل الجميع للزنازين الجديدة، ليكون يوم دخولهم هو الافتتاح الرسمي للعقرب في 26 يونيو 1993، وحضره العادلي، مساعد الوزير"، بحسب قولها.
وأكدت المصادر أن كل عنبر ينفصل بشكل كامل عن باقي السجن، بمجرد غلق بوابته الخارجية المصفحة، فلا يتمكن المعتقلون حتى من التواصل عبر الزنازين، كما يفعل المساجين في السجون العادية، نتيجة الكميات الهائلة من الخرسانة المسلحة التي تمنع وصول الصوت، موضحة أن سجن العقرب هو أبرز أماكن الاحتجاز في مصر، ويعرف بأنه سجن المعتقلين السياسيين وبقسوة المعاملة والانتهاكات المستمرة على حد وصف المنظمات الحقوقية.
وتابعت المصادر للصحيفة بأن "ضباط أمن الدولة كانوا يسمحون حتى عام 2011، أي بعد ثورة 25 يناير، بوجود خلوة شرعية لكل المحبوسين في السجن، وكانت زيارتهم تتم دون رقابة، إلا أنه في نوفمبر 2011، ألغى اللواء محمد نجيب، مساعد الوزير لقطاع السجون وقتها، أي مميزات للجماعات في السجون"، مشيرة إلى أن مصلحة السجون سارعت إلى ابتكار النظام الجديد للغرف الزجاجية، خلال الزيارة، بمجرد دخول عدد من قيادات جماعة الإخوان للسجون، ويتم التحدث عبر التليفونات أثناء الزيارة، لمنع صدور تكليفات من داخل السجون إلى خارجها، لأن تلك الزيارات تكون في وجود ضباط، ووفقا للقانون، ويتم تنفيذها على جميع الرموز.
وكانت تقارير حقوقية قد ذكرت أنه توفي عدد كبير من المعتقلين في السجون خلال الفترة الماضية، أشهرهم القيادي الإخواني فريد إسماعيل، والبرلماني الفلاحجي، والدكتور طارق الغندور، الذي كان يعاني من مرض الكبد، وزكي أبو المجد، الذي كان مصابا بالسكري، وأبو بكر القاضي، الذي عانى من مرض السرطان بسبب الإهمال، ثم القيادي الجهادي نبيل المغربي، والقيادي الجهادي مرجان سالم، وأخيرا القيادي في الجماعة الإسلامية عصام دربالة.
(عربي 21)