ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: الأردن: نسخة عراقية من «العنف» تستعرض شوارع عمان والإيقاع السوري تحول لمركز قوة في المجتمع الأربعاء 19 أغسطس 2015, 8:52 am | |
| [rtl]الأردن: نسخة عراقية من «العنف» تستعرض شوارع عمان والإيقاع السوري تحول لمركز قوة في المجتمع[/rtl] [rtl]بسام البدارين[/rtl] AUGUST 18, 2015 عمان ـ «القدس العربي»: لا تقف حادثة اعتداء عشرات الضيوف العراقيين على شاب ورجل أمن في الأردن عند محطة السؤال السياسي والديمغرافي الذي يتردد أصلا في كل القنوات المحلية، بقدر ما تتجاوز باتجاه التذكير بحادثة مماثلة تم فيها الاعتداء على ناشط أردني وأمام الكاميرات من قبل حرس السفير العراقي قبل نحو عام. عمان من عائلاتها لنخبها ولصالوناتها مشغولة هذه الأيام في تناقل الأنباء عن مشهد «العنف العراقي» الذي شهده شارع حيوي في عمان الغربية مقابل أحد الفنادق. القصة التي أثارت انتباه وقلق حتى المراجع السياسية في الأردن بدأت مع شبان عراقيين ضيوف ضمن دورة أمنية للتدريب يتجولون خلال إجازة بسيارة فارهة ويتوقفون لمضايقة فتاة أردنية تعبر الشارع. يثير المشهد حمية شاب أردني فيتدخل لحماية الفتاة من سلوك تحرشي، لكنه يضرب بصورة خشنة وجماعية قبل ان تتدخل دورية أمنية للشرطة الأردنية في الجوار فتتعرض هي الأخرى لاعتداء الشبان العراقيين الذين تجمعوا بالعشرات في استعراض خشن في الشارع بعد استدعاء بعضهم بالهاتف الخلوي من أحد الفنادق. الشبان العراقيون كانوا بصدد التجمع للمشاركة في تدريب أردني، ومناطق عمان الغربية تعتبر من مناطق النفوذ لطبقة رجال الأعمال والنافذين من الضيوف العراقيين. طبعا مارست السلطات الأردنية كل مظاهر ضبط النفس وأظهرت ميلا لاحتواء الحادث حتى لا يستثمر في إثارة نقاش سياسي، وفيما كان السفير العراقي في عمان يبدأ بإجراءات مصالحة «عشائرية» وقانونية للمشكلة مطلقا حزمة من التصريحات الإنشائية والدبلوماسية في هذاالسياق، في هذا الوقت بدأت ماكينة التدوير السياسية تعيد إنتاج الجدل حول كلفة ونفوذ التركيبة الديمغرافية التي تعاني منها عمان العاصمة تحديدا هذه الأيام. المشكلة أثارت جدلا عاصفا على مستوى وسائط التواصل الاجتماعي وصدرت دعوات لطرد العراقيين المتسببين بالمشكلة واتهمت السلطات المحلية بالتساهل لأن الاعتداء على رجال أمن في الأردن بالعادة ليس من السلوكيات المألوفة. وتم تنظيم حملات على فيسبوك تطالب بأن يتأدب الضيوف وبأن تتخذ إجراءات غير متساهلة تجاه أي مخالفات للقانون، وهو ما تم بخصوص قضية الشبان العراقيين سالفة الذكر ولكن من دون احتواء الجدل المتعاظم في السياق. النقاش الأعمق في نمو واضح للاعتراضات النخبوية على التساهلات الحكومية في استضافة وتسهيل إقامة ملايين الضيوف العرب في البلاد وتحديدا من السوريين والعراقيين، في الوقت الذي تبرز فيه مشكلات شح الموارد والمياه والضائقة الاقتصادية في الوقت الذي تعتبر فيه الاعتراضات ان هذه التسهيلات تنضج على حساب ومصالح المواطن الأردني. من جانب الحكومة، المنطق المستعمل يؤشر على أن حركة النشاط الاقتصادي للمغتربين والضيوف والمقيمين واللاجئين، هو السبب في الحفاظ على نسبة منطقية من السياحة العربية أولا وتنشيط الدورة الاقتصادية والتجارية ثانيا. لكن نوابا في البرلمان يقولون علنا بأن هذه الإيجابيات تتواضع قياسا بالتأثيرات الناتجة عن خلط التراكيب الديموغرافية وآثاره على رفع أسعار العقارات والخدمات ومنافسة الأردني على خدمات الكهرباء والماء والتعليم والصحة. مخاوف فعاليات البرلمان تتزايد من تكثف «مراكز القوى» التي تتشكل في عمق المجتمع الأردني وتمثل المقيمين والضيوف المنتجين لإيقاعات عامة لا يمكن نكرانها، وبصورة تترافق مع تحديات ومشكلات «أمنية» لا يمكنها إسقاطها من الحساب المعمق، خصوصا في ظل الاعتراف الأمني بأن البلاد تشهد أو بدأت تشهد بين الحين والآخر «نسخة سورية» من الجرائم المنظمة وغير المنظمة ونسخة عراقية أقل حضورا. حجم القضايا التي تسجل في المحاكم الأردنية اليوم وبين أطرافها عراقيون أو سوريون يزيد، وكذلك حجم التداخلات الأمنية وشكاوى المراكز الأمنية ونزاعات المجتمع ومشاجرات الشارع، وفي الوقت ذاته يعلن وزير الداخلية سلامة حماد أن إجراءات هيبة القانون ستطال كل الأطراف والمحافظات. بسام البدارين |
|