لماذا تسعدنا الورود؟
لكل زهرة دلالتها الخاصة وتأثيرها
من منا لا يفرح لتلقيه باقة من الورود الملونة، برائحتها الزكية ومنظرها الأنيق والمتناسق. الورود ذات سحر غريب، ولكل زهرة دلالتها الخاصة، إلا أن تقديمها لأحدهم أشبه بمنحه جرعة من السعادة التي يتفاعل الدماغ معها من خلال إفرازات كيميائية تحفز تلك الحالة المزاجية.
ولأن الزهور تحفز كلا من الدوبامين والسيروتونين والاكسيتوسين في الدماغ، فلأن لكل واحد منها أثرا خاصا على الحالة المزاجية، فإن الدوبامين يحفز عند توقع مكافأة، وهنا تعد الزهور بمثابة إشارة للحياة من العالم فهي تأتي بوفرة بعد فصل شتاء طويل، وإن تواجدت طوال العام، فهي تعزز ذلك الشعور بأن هنالك أمرا مميزا سيحصل وبالطريق.
وللألوان الزاهية إشارة قيمة ارتبطت أيضا بأجدادنا، فهم إن عرفوا كيفية وضع نظام غذائي صحي من خلال المسح الضوئي لبقع من اللون ولم يفعلوا هذا لأنهم يعرفون بالكيمياء؛ بل لأن الدوبامين جعلهم يشعرون بأنهم على خير اليوم، والتنوع اللوني في الأزهار يتركك تشعر بصحة ويشد انتباهك، ويساعد الناس على إدارة تقلباتهم المزاجية، بحسب د. لوريتا غرازيانو برينينغ مؤسس معهد مامال، ومؤلفة كتاب "عادات الدماغ السعيد"، بحسب موقع "سيكولوجي تو داي".
أما الاوكسيتوسين، الذي يخلف شعورا جميلا بالثقة والاجتماعية وهو مادة تعرف بهرمون الترابط، سواء كان حبا رومانسيا أو ارتباطا أموميا أو تضامنا جماعيا.
وهو شعور صعب العثور عليه، ويمكن أن نفقده بسهولة لهذا دائما ما نكون متلهفين لتحفيزه، وتساعد الزهور على ذلك.
والورود تحفز الثقة الاجتماعية بطرق عديدة، وتنقل لنا النية في استثمار جهد لتحسين وتمتين العلاقات.
ولأننا نعلم أن الأزهار لا تدوم، نبذل ما في وسعنا للحفاظ عليها بأفضل حالة لأطول وقت، والتي تذكرنا بأنها ضرورية للحفاظ على الحياة. وفي حين تكون العلاقات هشة كالأزهار فإن الرعاية التي نقدمها لها تحفزنا وتذكر بأهمية الرعاية والتغذية التي تحتاجها العلاقات المهمة في حياتنا.
بينما يمثل السيروتونين مضادا للاكتئاب، فهي مادة كيميائية أثبتت أن لها دورا كبيرا في تقدم العلاقات الاجتماعية وتحسنها بين المجموعات. ويفرزها الجسم حين يشعر بغبطة في المحيط، وتساعد الزهور على تحقيق هذا، وسواء كنت تزرعها أو قدمتها لأحد أو أعجبت بها من بعيد، فالزهور تحفز الشعور بالفخر في الدماغ.
ولأن هنالك من لا يعترف بسهولة بأهميته الاجتماعية، يشعر بالسلبية حينما لا يحفز الجسم السيروتونين، لذا دائما ما نبحث عن القبول الاجتماعي في المحيط من خلال طرق نحركها لتلبي الرغبة الطبيعية بطريقة صحية. ومن أهم تلك الطرق تقديم الأزهار أو اقتناؤها، أو شراؤها لنفسك، لأنها تساعدك على الشعور بأهميتك في طرق لا ضرر منها.
السعي وراء الزهور البرية يرفع مشغلات المواد الكيميائية في الدماغ ليشعر الشخص بالسعادة؛ إذ يتدفق الدوبامين بشكل ثابت، ويشغل الاوكسيتوسين حصة مع الآخرين والمحيط نفسه، بينما يسهم السيروتونين بالشعور بالمتعة بالأنشطة. أما الاندروفين فيخفف من مستوى الإجهاد والتوتر