يا غريب الدّار، يا أقصى !!
*حيدر محمود
لا تَقُلْ أَقْبَلَتِ الخَيْلُ إذا صِحْنا
فَحتى الغَزَلُ النّاعِمُ
بينَ الإخوةِ - الأعداءِ، بالفُصحى
صِياحُ!
فإذا ما اخْتَلفوا، سالتْ جِراحُ
وإذا ما ائْتَلفوا، سالتْ جِراحُ
وَبدتْ من كُوّةِ العَتْمَةِ راياتٌ،
وَدَوّتْ في الإذاعاتِ بياناتٌ،
وَهَبَّتْ من عذاباتِ فلسطينَ رياحُ..
ثُمّ غاصَتْ باسْمِها، في جِسْمِها
مِنْهُمْ رماحُ..
أيها الإخوةُ في الشَّرْقِ، وفي الغَرْبِ،
وفي السَّهْلِ، وفي الصَّعْبِ،
وفي الظَّهْرِ، وفي القَلْبِ،
أعادينا في الكُلِّ استراحوا..
سَفَحوا ما سَفَحوا من دَمِنا،
ثُمّ استراحوا !!
نحنُ، يا أَقْصى، كثيرون كثيرونَ
ولكنَّ الدّكاكينَ كثيرةْ
والسَّكاكينَ التي تحملها أيدي المجانين
كبيرةْ
فَمَن الثُّوّارُ، والتُّجّارُ، والأحرارُ
والشُّطّارُ.. مَنْ يَمْلكُ في
هذا الدُّجى المُعْتمِ مِفتاحَ البصيرةْ!؟
كيفَ لا تَنْخَسِفُ الأرضُ بنا
كيفَ لا يَمْحَقُنا «الجبّارُ»، أو يُبْدِلُنا
بِسوانا..
فلدودِ الأرضِ - إنْ سُدَّتْ عليهِ
سُبُلُ العيشِ سِلاحُ؟
وإذا أَطْبَقَتِ الرّيحُ على الطَّيْرِ،
فَلِلطّيْرِ جَنَاحُ..
يَتَحَدّاها به، فالأفُقُ الرَّحْبُ مُتَاحُ!؟
يا غريبَ الدّارِ، يا .. «أَقْصى»..
كِلانا بيعَ مِنْ غيرِ ثَمَنْ..
نحنُ، باعونا تماثيلَ لأميركا..
وباعوكَ لأعدائِكَ «أنتيكا»..
فَمَنْ.. يَشْكو.. لِمَنْ؟!