حبوب الإنسولين بدلاً من الحُقن
يعاني مرضى السكري من اضطرارهم لأخذ حُقن الإنسولين عدة مرات في اليوم، هذا عدا عن المخاوف التي تنتاب بعضهم من عملية الحقْن وهواجس التعرض لانخفاض حاد في السكر، لذا تتنافس شركات الأدوية على إنتاج أول بديل نهائي لحقن الإنسولين ذلك لتخليص المرضى من هذه المعاناة.
في عام 2006 تم طرح اكزوبيرا أول بخاخ إنسولين من قبل شركة فايزر إلا انه تم سحبه بهد ذلك لأسباب اقتصادية
ثم في عام 2014 تم طرح بخاخ أفريزا.
تعد بخاخات الانسولين إنجازا طبيا حقيقيا لكن أمورا عدة حدّت من انتشاره والاعتماد عليه بشكل كامل منها عدم امكانية استخدامه من قبل المدخنين وكذلك الذين يعانون من أمراض في الجهاز التنفسي مثل الربو والانسداد الرئوي المزمن عدا عن كونه لا يغني مرضى السكري النوع الأول عن حقن الانسولين طويل المفعول كما لا يمكن استخدامه من قبل المرضى الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً.
تتجه الأبحاث حالياً لابتكار طريقة لإيصال الانسولين للدم عن طريق الفم ومواجهة تحدي تحطيم الإنسولين عن طريق أحماض المعدة عدا عن مشكلة امتصاص الأمعاء، حيث ان جزيئات الإنسولين كبيرة ولا تمر عبر غشاء الأمعاء لتصل للدورة الدموية.
اكتشف باحثون في جامعة هارفرد طريقة جديدة لإيصال الإنسولين للدم عن طريق الفم، ما يعطي بذلك أملاً لمرضى السكري بتخفيف آلامهم والحد من مخاوفهم.
وتعتمد الطريقة على وضع الإنسولين في محلول أيوني ومن ثم إحاطته بغشاء يقوم بحمايته من التعرض لأحماض المعدة ومن ثم يذوب الغشاء في الأمعاء الدقيقة ثم يتجه الإنسولين إلى الأمعاء الغليظة و بمساعدة المحلول الأيوني يصل إلى جدار الأمعاء ومن ثم امتصاصه ليصل إلى الدم.
تتميز حبوب الإنسولين بفترة صلاحية أطول من الإنسولين الحالي حيث تصل إلى شهرين أو أكثر.
ويتوقع الباحثون أن تكون التكلفة مشابهة للإنسولين الحالي
والأهم من ذلك كله هو الحد من مخاوف المرضى من التعرض لهبوط حاد في السكر حيث يقلل تناول الإنسولين عن طريق الفم احتمالية ذلك.
ما زال الباحثون في جامعة هارفرد يجرون الدراسات على الحيوانات ويتوقع ان تبدأ التجارب على البشر بعد سنتين إلى خمس سنوات من الآن.