ديمة طهبوب
صارحونا ولو لمرة واحدة!
التاريخ:19/9/2015 - الوقت: 12:35ص
"قد بدأت المفاوضات الأردنية-الاسرائيلية حول السماح بدخول اليهود إلى داخل المصليات في المسجد الأقصى وليس فقط الدخول إلى ساحاته عام ٢٠١٤، بعد أن استجاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لطلب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وأجرى لقاء بين الاسرائيليين والاردنيين وافق فيه الأردن على سحب اعتراضه القاطع على دخول اليهود المتدينين"
كان سهلا ومحببا لي أن أكذب كل هذا! فهذا بلدي الذي تهان سمعته وعروبته وأمانته وإرثه ولن أصدق فيه اعلاما صهيونيا كصحيفة هارتس كمصدر للمعلومات! لن أكذب إيماني ببلدي وتاريخه ودوره وأصدق اعلام العدو، وكم كان مريحا لنفسي ان اطلق سيل السباب الذي اعرفه على هآرتس لافتراءاتها على الأردن! غير أن الخبر ما عاد وحيدا بل سار به الاعلام العالمي وكانت الرسالة انه لولا سكوت الأردن، وموافقته الضمنية، لما استعر الاحتلال في اقتحامات الاقصى محاولا فرض التقسيم الزماني والمكاني بالقوة ملمحين الى ان العدو الصهيوني لديه ضوء اخضر بهذه الاجراءات!
لم نعد ندري ماذا نصدق ومن نصدق! وهل هناك دخان من غير نار؟! اذا لم نصدق الاعلام فماذا عن التطورات على واقع الارض في المسجد الاقصى، أليست تصدق هذه الأخبار؟! أنصدق الواقع المرير أم نهرب الى التاريخ المجيد حيث دماء جنود الجيش العربي الاردني مجبولة بثرى القدس وفلسطين؟! لماذا يبدو الحاضر قبيحا وغريبا ومنسلخا عن كل المبادئ والمقدسات؟!
فلتصارحنا الحكومة بما يجري في الغرف المغلقة وبمسؤوليتها عن تقسيم المسجد الاقصى وهي الوصي عليه! فلتصارحنا بأنها تطعن الأمة العربية والاسلامية في الظهر بقبولها للتقسيم! فلتصارحنا بتفريطها بأمانة الوصاية والحماية ولترفع يدها وتترك المقدسيين والمسلمين لمواجهة قدرهم بدل ان يعولوا عليها ويستغيثون ويتأملون بها كلما استُهدف الاقصى!
يا حكومة
لقد أوقفتم كل احلامنا بالاصلاح السياسي ومحاربة الفساد ومحاسبة المسؤولين وكممتم افواهنا وحاكمتمونا لدعم المقاومة وجعلتوها جريمة واستغللتم خوف الشعوب من تكرار سيناريو الحروب فقايضتمونا على الحرية بالأمن والأمان مع ان هذه حقوقنا الانسانية التي لا فصال فيها وسكتنا وصبرنا أما عن ديننا وعرضنا فهل نصبر؟! وهل يصبر اي انسان صاحب عقيدة ونخوة وكرامة؟!
ألا لحظة صدق أيها الحكومة؟! وهل نصدقك بعد هذا؟!
سأل تسي كوغ احد اتباع كونفوشيوس عن السلطة فأجابه:
على السياسة أن تؤمّن ثلاثة أشياء:
١. لقمة العيش الكافية لكل فرد.
٢.القدر الكافي من التجهيزات العسكرية.
٣. القدر الكافي من ثقة الناس بحكامهم.
سأل تسي كوغ: واذا كان لا بد من الاستغناء عن أحد هذه الاشياء الثلاثة فبأيها تضحي؟!
أجاب الفيلسوف: بالتجهيزات العسكرية.
سأل كوغ: واذا كان لا بد ان نستغني عن احد الشيئين الباقيين فبأيهما تضحي؟!
قال: في هذه الحالة نستغني عن القوة لان الموت كان دائما هو مصير الناس ولكنهم اذا فقدوا الثقة لم يبق أي أساس للدولة"
فهل فقدنا كل شيء وآخرها الثقة؟!
أنا أريد أن أكذب اعلام العدو فصارحونا ولو لمرة واحدة!
(السبيل)