غزة
تقع مدينة غزة على البحر المتوسط وتحتل المدينة وقطاعها مساحة تبلغ368 كيلومتر مربع. ويتخذ القطاع شكل شريط بري مستطيل بعرض8 كلم وطول45 كلم، قبل عام1948. كانت غزة كغيرها من المناطق الفلسطينية تضم نواحي وقرى زراعية متوسطة الكثافة السكانية. وكانت المدينة تعيش من نشاطات مرفئها أساساً ومن الصيد البحري والمنتجات الزراعية، ولم يكن عدد سكانها يتعدى100 ألف نسمة في ذلك الحين. انقلب مصير هذه المنطقة الهادئة رأساً على عقب بعد حرب1948، وعلى إثر سقوط فلسطين بيد إسرائيل فلجأ إلى قطاع غزة ( غزة ـ خان يونس ـ رفح) عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذي تركوا قراهم ومدنهم ويقدر عدد هؤلاء بـ200 ألف نسمة أي ما يعادل ضعفي سكان القطاع تقريباً. وعاش اللاجئون منذ ذلك الحين في ثمانية مخيمات تمتد من شمال القطاع حتى جنوبه ثم تضاعف عدد السكان إلى أن بلغ عام1987 ما يقارب700 ألف نسمة.
وتضخمت المخيمات نتيجة الاكتظاظ السكاني ومقابل النمو السكاني الكثيف في القطاع بدأت إسرائيل بممارسة الضغوطات المختلفة فاتبعت سياسة مصادرة الأراضي الخصبة وبناء مستوطنات زراعية وصادرت الأراضي للجيش الإسرائيلي وتدريباته، وكرست إسرائيل جيشاً مؤلفاً من15 ألف جندي لمراقبة سكان غزة وضبطهم وأقامت سواتر ترابية عالية على حدود المخيمات وفي مواجهتها وبنت أبراجاً حول السواتر لمراقبة حركة السكان حيث أصبح القطاع عبارة عن معسكر اعتقال كبير وفرضت قوانين وأنظمة مجحفة في حق السكان منها:
1. منع التجمع في الأماكن العامة لثلاثة أشخاص فما فوق
2. منع استبدال الأشجار غير المثمرة بأشجار مثمرة
3. منع زراعة المنغا والأفوكا لكي لا تنافس الإنتاج الإسرائيلي
4. منع الصيد في البحر خلال أوقات معينة تحددها الإدارة العسكرية
5. منع حفر الآبار الارتوازية
6. يمنع ارتداء الملابس التي تحمل ألوان العلم الفلسطيني: (أسود، أبيض، أحمر، أخضر).
بالإضافة إلى حظر التجول وتسيير دوريات على مدار الساعة في كل نواحي ومدن القطاع.
وفي هذه الظروف الصعبة كان الشعب يبحث عن عمل ولا يجد فعمل حوالي نصف السكان منهم في إسرائيل ومنهم في غيرها والنصف الآخر عاطل عن العمل. فأصبح قطاع غزة كالمرجل الذي يغلي منتظرا ساعة الانفجار.
ووقع الانفجار في9/ كانون الأول/1987/ حيث كان اندلاع الانتفاضة وكان ذلك في مخيم جبالية في غزة حين دهست شاحنة إسرائيلية مجموعة من الشبان الفلسطينيين، وانطلقت الانتفاضة من غزة وشملت كل الأراضي المحتلة، وحمل هذا الانفجار اسم« انتفاضة الحجارة»، وقد كانت حصة غزة من هذه الانتفاضة كبيرة إذ بلغت أكثر من1000 قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى.
وتعتبر غزة المركز الرئيسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس. وبعد توقيع اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير والكيان الصهيوني أصبحت غزة بمثابة المركز الرئيسي أو العاصمة المؤقتة للسلطة الفلسطينية بانتظار البدء بالمفاوضات حول مصير القُدْس التي ستكون العاصمة النهائية لدولة فلسطين.
رفح
تقع مدينة رفح في أقصى الجنوب وتبعد عن مدينة غزة حوالي 35 كم وعن خان يونس 10كم، يحدها من الغرب البحر المتوسط ومن الشرق خط الهدنة عام 48 ومن الجنوب الحدود المصرية الفلسطينية .
تعتبر مدينة رفح من المدن التاريخية القديمة، فقد أنشأت قبل خمس آلاف سنة وعرفت بأسماء عدة، عرفها الفراعنة باسم (روبيهوي) وأطلق عليها الآشوريون اسم (رفيحو) وأطلق عليها الرومان واليونان اسم (رافيا) وأطلق عليها العرب اسم رفح، ومما زاد من أهميتها عبر التاريخ مرور خط السكة الحديدية الواصل بين القاهرة وحيفا في أراضيها وقد اقتلع هذا الخط بعد عام 1967.
قسمت مدينة رفح إلى شطرين بعد اتفاقية كامب ديفيد حيث استعادت مصر سيناء، وحسب الاتفاقية وضعت الأسلاك الشائكة لتفتت الوحدة الاقتصادية والاجتماعية للمدينة، وإثر هذه الاتفاقية انفصلت رفح سيناء عن رفح الأم، وتقدر مساحة ما ضم إلى الجانب المصري حوالي 4000 دونم وبقي من مساحة أراضيها 15500 دونم اقتطع منها حوالي 3500 دونم للمستوطنات.
تقدر المساحة المزروعة في رفح حوالي 7500 دونم تزرع مختلف أنواع المزروعات كالحمضيات واللوزيات والخضراوات، ويعمل في هذا المجال ما يزيد عن ألف مواطن، تطورت الزراعة فيها وأخذت تستخدم الوسائل الحديثة والطرق العلمية في الزراعة، وازدهرت الحركة التجارية في رفح نتيجة لتدفق رؤوس الأموال من أبنائها العاملين في الخارج، تقتصر الصناعة على الصناعات البسيطة كصناعة الألبان والألبسة والحلوى بالإضافة إلى العديد من الورش الصغيرة.
ويوجد في مدينة رفح لجنة زكاة رفح والتي تكفل مئات الأيتام وتعمل على مساعدة الفقراء وتشرف على عدد من مراكز تحفيظ القرآن.
بلغ عدد سكانها عام 1922 حوالي 599 نسمة وعام 1945م حوالي 1700 نسمة وبلغ عدد سكانها عام 1967م بعد الاحتلال حوالي 10800 نسمة من السكان الأصليين، أما عدد سكان مخيم رفح حوالي 39000 نسمة.
تأسست في المدينة أول مدرسة ابتدائية في عام 1936م، وتطورت الحركة التعليمية بشكل ملحوظ وفتحت العديد من المدارس لجميع المراحل الدراسية منها 4 مدارس ثانوية و8 مدارس إعدادية وابتدائية و8 مدارس إعدادية وابتدائية تابعة للتربية والتعليم و 8 مدارس إعدادية و21 مدرسة ابتدائية تابعة لوكالة الغوث .
في المدينة فرع للاتحاد النسائي الفلسطيني الذي مقره الرئيسي مدينة غزة ويشرف على مراكز تعليمية للخياطة والتطريز وعلى دور للحضانة ومركز لمحو الأمية.
صادرت سلطات الاحتلال من أراضيها وأقامت عليها مستوطنة (رفيح بام) تقع غربي رفح وهي قرية تعاونية مساحتها حوالي 1000 دونم ويقطنها 25 عائلة .
القدس
من أقدم مدن الأرض التي سكنت منذ العصر الحجري الأول. هدمت وأعيد بناؤها أكثر من 18 مرة. عربية النشأة والجذور، أسسها الكنعانيون العرب قبل 5000 سنة قبل الميلاد. حيث سكنها العرب اليبوسيين وأقاموا مدينتها وأطلقوا عليها اسم أورسالم أو سالم إله السلام عند الكنعانيين.
بالإضافة إلى مدينة السلام فقد عرفت القدس بأسماء كثيرة أهمها مدينة بيوس، مدينة إيليا، مدينة بيت القدس. أورشليم النواة الأولى لمدينة القدس التي نشأت على تلال الضهور الطور أو تل أوفل المطلة على قرية سلوان جنوب شرق المسجد الأقصى. هذه النواة هجرت وحل محلها نواة رئيسية أقامت على تلال أخرى مثل مرتفع بيت الزيتون بريتا ومرتفع ساحة الحرم موريا ومرتفع صهيون، وهي مرتفعات تقع داخل السور والتي تعرف اليوم بالقدس القديمة.
والقدس تنفرد بظاهرة دون سواها من المدن، فهي الوحيدة التي يقدسها أهل الديانات الثلاثة.
تقع القدس على هضبة وبين كتلتي جبال نابلس من الشمال والخليل من الجنوب. وترتفع عن مستوى سطح البحر الأبيض المتوسط 775 م، وتبعد عنه 52 كلم، وترتفع عن مستوى سطح البحر الميت 1150 م. هذا الموقع وهذه المكانة الدينية جعل القدس عبر التاريخ مطمعا للغزاة. فتعاقب على غزوها العبرانيين والأشوريين والفراعنة والإغريق والرومان والصليبيون والأتراك والإنكليز، ثم المنظمات الصهيونية.
تبلغ مساحة القدس وفقا لدراسة العام 1945 (19.331) دونما، عدد السكان فقد بلغ عام 1922(62.577) نسمة، وعام 1945 (157080) نسمة. وفي عام 1961 حوالي (60488 ) نسمة.
تعتبر القدس من أشهر المدن السياحية في العالم، فهي محط أنظار سكان العالم أجمع حيث الأماكن المقدسة والتاريخية والأثرية. فالمسيحيون يؤمونها حيث كنيسة القيامة والكنيسة الجثمانية وكنيسة مريم العذراء وغيرها الكثير من الأديرة، وفيها أكثر من مئة بناء أثري إسلامي إضافة إلى قبة الصخرة والمسجد الأقصى وحائط البراق ومدافن ومقامات للصحابة والتابعين.
وللقدس 7 أبواب هي باب العمود، باب الساهرة، باب الأسباط، باب المغاربة، باب النبي داود، باب الخليل، باب الحديد.
احتلت المنظمات الصهيونية المسلحة الجزء الغربي من مدينة القدس في 28/4/1948 وفي 7/6/1967 احتلت الجزء الشرقي منها، وفي 27/6/1967 أقر الكنيست الإسرائيلي ضم شطري القدس وفي 30/7/1980 أقر الكنيست قانونا بموجبه اعتبرت القدس بشطريها عاصمة لإسرائيل.
منذ بداية الاحتلال عام 1967 شرعت سلطات الاحتلال تنفذ الخطط والإجراءات الرامية إلى تهويد مدينة القدس، فقامت بربط سكان القدس الشرقية إداريا وقضائيا واقتصاديا وتعليميا بالواقع الإسرائيلي، إلا أن خطر الإجراءات وأكثرها تعسفا هو الاستيطان والاستيلاء على الأراضي والمنازل. فقد قامت قوات الاحتلال بهدم حي المغاربة وأجلت سكانه وأجلت قسم كبير من سكان حي الشرف في البلدة القديمة وصادرت الكثير من الأراضي وأقامت المستعمرات عليها واستولت على العديد من المنازل العربية.
وقد صادرت قوات الاحتلال أكثر من 23 ألف دونما من أراضي القدس الشرقية ومحيطها. وأقامت عليها أكثر من 35 ألف وحدة سكنية، في حين يحرم العرب من إقامة أي وحدة سكنية. وما زالت سلطات الاحتلال مستمرة في مخططاتها في مصادرة الأراضي، ويحيط بالقدس حوالي عشرة أحياء سكنية يهودية وأكثر من 41 مستعمرة تشكل 5 كتل استيطانية.
يا قدس
للشاعر الراحل نزار قبَّاني
بكيت.....حتى انتهت الدموع
صليت.... حتى ذابت الشموع
ركعت.....حتى ملني الركوع
سألت عن محمد...فيك...وعن يسوع
يا قدس....يا مدينة تفوح أنبياء!
يا أقصر الدروب بين الارض و السماء!!
يا قدس...يا منارة الشرائع....
يا طفلة جميلة....محروقة الأصابع......
حزينة عيناك......يا مدينة البتول....
يا واحةظليلة....مربها الرسول...
حزينة حجارة الشوارع...
حزينة مأذن الجوامع........
يا قدس.....يا جميلة....تلتف بالسواد!!
من يقرع الأجراس في كنيسة القيامة
صبيحة الآحاد؟؟
من يحمل الألعاب للأولاد
في ليلة الميلاد؟؟!
الخليل
مدينة كنعانية عربية. عريقة منذ القدم، فقد أثبتت عمليات التنقيب فيها عن الآثار أن تاريخ هذه المدينة يعود إلى 3500 سنة ق.م. فهي من أقدم مدن العالم، وكانت تقوم على تل شمال غرب المدينة الحالية، وإلى الجنوب من القدس بحوالي 35 كلم.
بناها الكنعانيون العرب على سفح جبل الرميدة، ودعيت قرية أربع نسبة إلى بانيها أربع العربي الكنعاني. وتحتل مدينة الخليل قدسية عند المسلمين. هذه القدسية تعود إلى ضمها رفات أبو الأنبياء خليل الرحمن إبراهيم وأبناؤه إسحق ويعقوب. فضلا عن ذلك فإنها تضم رفات كثير من الصحابة شهداء معركة أجنادين وغيرهم من التابعين.
ولهذا فإن مدينة الخليل تعتبر المدينة المقدسة الثانية في فلسطين بعد القدس الشريف. ويعتبر الحرم الإبراهيمي من أقدس المساجد الإسلامية. يحيط بالحرم الإبراهيمي سور ضخم، والذي يعد من أروع الآثار الفلسطينية وهو من بقايا بناء أقامه هيرودس الآرومي الذي ولد السيد المسيح عليه السلام في آخر أيام حكمه.
إن مدينة الخليل هي مركز القضاء الذي يحمل اسمها، قضاء الخليل. هنا القضاء كان يضم قبل نكبة 1948 35 قرية و 109 مزرعة وخربة، وقبيلتان هما الجهالين والكعابنة.
وبعد النكبة أصبح يضم 19 قرية، 64 مزرعة وخربة، والتي تنامت وأصبحت قرى.
وتعتبر جبال الخليل من أعلى وأطول وأعرض مجموعة جبلية في الأراضي الفلسطينية، أما مدينة الخليل فقد تنامت خلال الفترة من عام 1948 وحتى عام 1967 بشكل ملحوظ. وتعددت فيها الخدمات وتطور الإنتاج وارتفعت كثافة السكان وامتدت المدينة في أطرافها حتى وصلت قمة الجبال المشرفة على الوادي.
وقد عرفت الخليل منذ القدم بأنها مدينة تحيط بها الأراضي الزراعية الخصبة والمياه الوافرة، وقد اشتهرت بعنبها نوعا وكما.
ومن مزروعات الخليل: الزيتون والتين والمشمش والحبوب والبقول والخضروات. وتشتهر الخليل بالمهن اليدوية قديما. كصناعة الغزل والزجاج والصابون، دباغة الجلود وصناعة معاطف الفرو. بالإضافة إلى تصنيع الفواكه وتجفيفها، وصناعة النبات والموازين وآلات عصر الزيتون.
ومن أهم الآثار الموجودة في الخليل: سور الحرم الإبراهيمي، إضافة لبعض الآثار في الخرب القريبة من المدينة مثل بلدة برينتس والتي تعرف اليوم باسم رامة الخليل، وتقع شمال الخليل وبها بقايا كنيسة أقامها قسطنطين الكبير، ويقال أن إبراهيم عليه السلام أقام بها، وبها بشرته الملائكة بولده إسحق.
ومن الخرب المحيطة بالخليل والتي بها بعض الآثار خربة النصارى التي تقع جنوب غرب رامة الخليل، وخربة سبتة وتبع ظاهر المسكوبية الشمالي، وخربة كنعان.
وقد أقامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أحزمة استعمارية حول المدينة. كما استعمرت قلب مدينة الخليل، وأقاموا أيضا مستعمرات داخل الأحياء العربية منها بيت رومانو وهداسا الدبويا، والحي اليهودي، تل الرميدة. كما تعد مستعمرة كريات أربع من أكبر المستعمرات التي أقامتها إسرائيل مساحة، ويوجد في الخليل أكثر من 20 مستعمرة مقامة على أراضيها التي صادرتها سلطات الاحتلال لهذا الغرض.
بيت لحم
بيت لحم من أعرق المدن الفلسطينية. وهي تقع على جبل يرتفع نحو 780م عن سطح البحر، على مسافة حوالي 10 كم جنوبي مدينة القدس.
مناخها معتدل البرودة شتاء، أما الصيف فلطيف جاف. وتتميز بيت لحم بهجرة أبنائها إلى الخارج، ولاسيما إلى الأميركتين، وهي تأخذ عادة طابع الهجرة الدائمة. وقد بدأت هذه الهجرة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وأخذت تتسع في بداية القرن العشرين. وتعود هذه الهجرة إلى أسباب، أهمها السعي إلى العيش في ظروف أفضل نتيجة الفكرة القديمة عن ثروات الأميركتين، ويقدر عدد من يعود إلى أصل تلحمي في الأميركتين حاليا ما يزيد عن 55 ألفا.
ومدينة بيت لحم قديمة في التاريخ، سكنت حوالي سنة 2000 ق.م. وكانت تسمى بيت إيلو لاهاما، أي بيت الإله لاهاما. وهذا الإله هو إله القوت والطعام عند الكنعانيين، والأرجح أن اسم المدينة الحالي مشتق من اسم هذا الإله. وربما كان سبب جعل المدينة بيتا للإله لاهاما أنها كانت تقع في منطقة خصبة ترعى في الأغنام والمواشي وتنتشر فيها حقول القمح والشعير والكروم والزيتون. كما أن كلمة بيت لحم تعني بالآرامية بيت الخبز.
وفي بيت لحم ولد الملك داود.
أما أهمية بيت لحم الكبرى وشهرتها في العالم فقد استمدتا من مولد المسيح فيها. ويروي إنجيل لوقا (2:1-20) أن مريم ويوسف النجار ذهبا إلى بيت لحم ليسجلا اسميهما في الإحصاء العام بناء على أمر أغسطس قيصر. وقد ولدت مريم السيد المسيح وهي هناك.
وفي حوالي سنة 330 م بنى الإمبراطور قسطنطين الروماني كنيسة فوق المغارة التي ولمد فيها السيد المسيح دعيت بكنيسة القديسة مريم. والمشهور أن الذي بنى هذه الكنيسة هو القديسة هيلانة أم قسطنطين بين سنتي 326و333م.
كانت بيت لحم في العصور القديمة متواضعة. وقد اشتهرت كمركز تجاري في العهد الروماني لقيامها على الطريق التجاري التي تربط بين البحر الأحمر وبلاد الشام. ووصلت شهرتها إلى الذروة بسبب ميلاد المسيح فيها.
وقد شهدت المدينة نموا عمرانيا في أوائل هذا القرن بسبب تدفق رؤوس الأموال من أبنائها المغتربين.
أما دخل المدينة فتشكل السياحة جانبا مهما فيه، فكون بيت لحم مسقط رأس السيد المسيح، شجع السياحة وما يرتبط بها، فتحولت إلى حج للسياح على مدار السنة. وقد تطورت صناعة التحف والهدايا والتذكارات المصنوعة من خشب الزيتون والصدف والنحاس والتطريز. وقد دخلت هذه الصناعة في القرن الثاني عشر الميلادي، فأتقنها أهل المدينة وأصبحت مصدر الرزق الرئيسي لمعظم بيوتها، ثم أخذت تتطور بدخول الآلة إليها.
وقد تطورت في بيت لحم مؤخرا صناعة التحف المعدنية والنحاسية. كما تطور فيها فروع صناعية متعددة أهمها وأقدمها صناعة النسيج، والتريكو، والمعكرونة ، والأثاث المعدني، والسخانات الشمسية، والمسامير والبراغي، والهوائيات التليفزيون، والأدوات الكهربائية، والدهانات، وأدوات التجميل والصابون ومبيدات الحشرات.
أما الزراعة فبعلية أهمها: الزيتون والعنب واللوزيات، يضاف إلى ذلك بعض الخضر الصيفية. ويزرع في المنطقة القمح والشعير وبعض البقول.
أما الثروة الحرجية في المنطقة فبسيطة، وهي الأحراج، توجد الآن في بقع متفرقة حول الأديرة وبعض مناطق التحريج.
ومن حيث المباني، في المدينة طرازان معماريان مختلفان:
الأول قديم في البلدة القديمة حيث القباب والجدران السميكة المصنوعة من الحجر الكلسي، والأبواب والشبابيك على شكل الأقواس. وتلتصق هذه البنايات بعضها ببعض مقسمة البلدة القديمة إلى حارات متراصة ذات شوارع ضيقة. وكان هذا هو الشكل الأمثل لتأمين الدفاع عن المدينة والأحياء قديما.
أما الطراز الثاني فهو الطراز الحديث في مناطق السكن الجديدة. ويتكون البناء فيه من الحجر المنحوت من الخارج والإسمنت من الداخل. والشبابيك والأبواب مستطيلة الشكل، والسقف مسطح. والبناء السائد هو البيوت المستقلة ذات الطبقة الواحدة. وقد بدأ حديثا بناء عمارات من طبقات متعددة.
أريحا
أقدم مدينة في العالم، يرجع أصلها إلى العصر الحجري ويقدر عمرها 7 آلاف سنة على الأقل. أصلها كلمة « يريحو» الكنعانية التي تعني القمر أو مكان الروائح العطرية. تنخفض392 متراً عن سطح واحة خضراء، تخترقها السيول وتكثر فيها عيون الماء. وفي الرواية اليهودية أن يوشع بن نون أسقط أسوارها بحملة عسكرية لم تتكرر، هي النفخ بالبوق. وفي الانجيل أن المسيح عليه السلام مر بها بعد أن تعمد في نهر الأُرْدُنّ في طريقه إلى القُدْس. وهي مدينة فلسطينية صغيرة في الضفة الغربية تبعد 37 كم عن القُدْس، 100 كلم عن غزة، ومنعزلة نسبياً عن بقية التجمعات السكانية في الضفة الغربية. وتعتبر من أكبر مدن الضفة الغربية من حيث المساحة، وقد بنيت عليها ثلاثة مستوطنات اليهودية.
ويعتمد سكان مدينة أريحا على العمل في مستوطنات الخان الأحمر اليهودية، وفي الزراعة المتميزة والناجحة لوفرة مياه المكان وحرارة المناخ، وعلى السياحة لمناخها الدافئ في الشتاء ولآثارها التي تضم قصر هشام بن عبد الملك ودير القرنطل وعين السلطان وقمران والبحر الميت. لكن سياحها اقتصروا على الأجانب من غير العرب منذ عام1967، عندما وقعت تحت الاحتلال. ومع بداية الانتفاضة عام1987 أغلقت معظم فنادق أريحا ومطاعمها لتعود وتفتح مجدداً بعدما هدأت وتيرة الانتفاضة.
لم يكن لأريحا موقع مميز على الخارطة السياسية الفلسطينية في يوم من الأيام. أما أهم الأحداث التي مرت على أريحا فهو المؤتمر الذي عقد فيها بإشراف الملك عبد الله عام1948، في وقت كان اللاجئون الفلسطينيون يتدفقون عليها من كل صوب. فقد جمع الملك عبد الله مؤيديه من القيادة التقليدية برئاسة رئيس البلدية في الخليل آنذاك الشيخ محمد على الجعبري تحت اسم المؤتمر الفلسطيني الثاني. واتخذ المؤتمرون قرارات تدعو إلى وحدة شرقي الأردن تحت تاج الملك عبد الله وتبعها إلحاق الضفة الغربية بشرق الأردن. وكذلك حدث أمر آخر مرتبط بأريحا، وهو الخطاب السياسي الذي ألقاه الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة في أريحا في 3 آذار1965، أثناء جولة قام بها في الشرق الأوسط، وقد قوبل يومها بعاصفة من التنديد والتخوين.
يافا
تقع مدينة يافا على الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط.
هي إحدى نوافذ فلسطين على البحر، وعبرها يتم اتصال فلسطين بدول حوض البحر المتوسط
والدول الأوروبية والأفريقية والأميركية.
وكانت منذ القدم محطة رئيسية تتلاقى فيها بضائع الشرق والغرب. كما كانت جسر عبور للقوافل التجارية بين مصر وبلاد الشام لأنها في منتصف السهل الساحلي الفلسطيني الذي يعد من أكثر الطرق التجارية يسرا وسهولة وأمانة. وكان السهل الساحلي معبرا مفضلا للجيوش المتجهة نحو مصر جنوبا أو نحو بلاد الشام شمالا وشرقا.
افتتح ميناء يافا عام 1936 وأدى إلى ازدهار المدينة ونشاطها الاقتصادي، فشهدت حركة تجارية منقطعة النظير. وبه صارت عقدة مواصلات بحرية إضافة إلى البرية.
ويمتاز السهل الساحلي الذي تقوم يافا في وسطه بانبساط أرضه وخصب تربته وتوافر مياهه واعتدال مناخه واستقامة ساحله. وتعتبر تربتها من أخصب الترب في فلسطين. وهي صالحة لزراعة جميع أنواع المحاصيل الزراعية بصفة عامة، والحمضيات بصفة خاصة.
يجري في أراضي يافا الشمالية نهر العوجا، وتمتد على جانبي النهر بساتين الحمضيات التي جعلت من هذه البقعة متنزها محليا لسكان يافا يؤمونهم في عطل نهايات الأسبوع، وفي المناسبات والأعياد.
مناخ يافا مناخ حوض البحر المتوسط، ويندر أن يحدث الصقيع أو ينزل الثلج في منطقة يافا، الأمر الذي يساعد أشجار الحمضيات على النمو.
موقع يافا الجغرافي أكسبها أهمية حربية وتجارية وزراعية، فكانت على مر التاريخ معبرا للغزاة والتجار والحجاج. وكانت بابا لفلسطين ومدخلا إلى القدس. وقد تطلعت إليها دول وأقوام كثيرة، وحوصرت وفتحت وخربت وأعيد بناؤها مرارا.
واسم مدينة يافا تحريف لكلمة " يافي " الكنعانية، ومعناها الجميلة. وكان سكانها يعملون قديما في الصيد والزراعة، وإلى جانب ذلك ظهر فيها بعض الصناعات المبكرة كالغزل والنسيج وعصر الزيت والخمور وصناعة الفخار.
وبدأت بتقدم بناء السفن علاقات التجارة مع مصر وسواحل آسيا الصغرى وجزر بحر إيجة، فظهرت تأثيرات الفن المصري والإيجي في يافا ومدن الساحل الفلسطيني الأخرى.
وقد شهدت يافا في القرن الثامن عشر حركة عمرانية، وزادت فيها حركة المسافرين، وبدأ إحياء بعض الصناعات فيها كصناعة الصابون وغزل القطن. وورد أول ذكر برتقال يافا عام 1751م. وأخذت تنمو بخطوات سريعة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، فزاد عمرانها وكبرت مساحتها. وافتتح بها أول خط سكة حديد في فلسطين يربط يافا بالقدس عام 1892.
وظلت يافا حتى الحرب العالمية الأولى ميناء فلسطين الأول، وكانت السفن تنقل إليها البضائع وتحمل منها البرتقال والصابون والحبوب وغيرها. واتصف بحارتها بالجرأة والمهارة في الملاحة في مرفأ معرض للأنواء.
وللصناعة دور في اقتصاديات يافا، لكنه لا يصل إلى مرتبة دوري التجارة والزراعة. ففيها معامل للتبغ والبلاط والقرميد وسكب الحديد والنسيج والبسط والورق والزجاج وعدة مصابن ومدابغ ومطابع. كما أن صناعة طحن الغلال من بين أهم الصناعات الغذائية في يافا.
وتعتبر شواطئ يافا من أهم مراكز صيد الأسماك في فلسطين.
وازدهرت السياحة في يافا، فكانت محط أنظار السياح الذين يؤمونها من داخل فلسطين وخارجها لمشاهدة الأماكن الأثرية والتاريخية، وللاستجمام فوق شواطئها الجميلة وفي البساتين المحاذية لنهر العوجا.
كما كانت يافا مركز النشاط الثقافي والأدبي في فلسطين.
عكا
عكا من المدن الكنعانية.أسسها الجرجاشيون الفينيقيين على موقع يسهل الدفاع عنها بين رأس الناقورة وجبل الكرمل وجبال الجليل ومستنقعات النعامين، ودعوها باسم عكو بمعنى الرمل الحار، وأطلق عليها الفراعنة اسم عكا، واليونانيون اسم بتوطايس.
وقد شهدت عكا كل الغزاة الذين عزوا فلسطين وقاومتهم على مدى العصور منذ الفراعنة حتى العثمانيين. ولا ينسى التاريخ تحطم أحلام نابليون في الإستيلاء على الشرق تحت أسوار عكا الحصينة.
وتعد مدينة عكا مركز القضاء الذي يحمل اسمها والذي يقع إلى الشمال الغربي من فلسطين ويحده من الشمال الحدود اللبنانية، ومن الشرق قضاء صفد وطبريا، ومن الغرب البحر المتوسط ومن الجنوب قضاء الناصرة.
ويضم القضاء بالإضافة إلى مدينة عكا التي تقع على الطرف الشمالي من خليج عكا حوالي 52 قرية و8 عشائر بدوية.
وكان لأهالي عكا دور في كل الإنتفاضات والمظاهرات والمؤتمرات والثورات الفلسطينية ضد الإنكيز وأعوانهم اليهود. وبعد انسحاب القوات البريطانية واشتعال الحرب دافع العكاويون عن مدينتهم حتى امتد القتال من دار إلى دار ومن شارع إلى شارع إلى أن سقطت بأيدي المنظمات الصهيونية المسلحة، وذلك بفضل ما تملكه من أحدث آلات الحرب من المصفحات والمدافع والزوارق الحربية. وإدى الاحتلال إلى تشريد بعض أهالي عكا.
وتعتبر عكا ذات موقع اقتصادي وتجاري بفضل ميناؤها الذي يعد من أهم موانئ فلسطين لصيد الأسماك، كما تعتبر ذات موقع أثري هام. فهي تحتوي على العديد من الآثار والمعالم والأماكن الأثرية القديمة من أغلب العصور التاريخية، فهناك السوق الأبيض وحمام الباشا، وخان العمدان والقلعة، وأسوارها الحصينة والممر ألماني، وجامع الجزار وغيرها.
ومن أبراز أبناء مدينة عكا المرحوم أحمد الشقيري مؤسس وأول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1964م، وأيضا الشهيد غسان كنفاني أحد أبرز فرسان الفكر والقلم الذي اغتالته أيدي الإرهاب الصهيوني في بيروت بتاريخ 8-7-1972.