دبلوماسي إسرائيلي: معارك القدس ستتحول لحرب إقليمية "مقدسة"
التاريخ:5/10/2015
قال الدبلوماسي الإسرائيلي يوري سافير، إن الأحداث الجارية في المسجد الأقصى والقدس، ستتحول إلى "حرب مقدسة" على النطاق الإقليمي، في ضوء الظروف والأحداث الجارية في المنطقة.
وقال كبير المفاوضين السابق في محادثات أوسلو، في مقال له على موقع "المونيتور" الأمريكي، إنه "بالرغم من أن أحداث يوم القيامة غير قابلة للتنبؤ، إلا أن تصور ما سيجري في الشرق الأوسط إذا ألقيت قنبلة على المسلمين في المسجد الأقصى، لا يحتاج كثيرا من التخيل" .
وأوضح سافير أنه "في الوقت الذي يملك به المتطرفون الدينيون اليد العليا ويجذبون الجماهير، فإن الصراع الإقليمي يهيمن عليه منظمات مثل تنظيم الدولة والقاعدة وحزب الله وحماس وغيرها"، مشيرا إلى أن الحال شبيه في إسرائيل التي اكتشف به المتطرفون الصهاينة "سهولة إشعال المنطقة"، مما يدل على أن الأحداث تسير نحو "١١ سبتمبر" شرق أوسطي، بحسب تعبيره.
ونقل سافير عن مسؤول أمني كبير في رام الله مخاوفه من أن المواجهات حول المسجد الأقصى ستشعل المنطقة بالكامل، كما اتهم المسؤول إسرائيل باتخاذ إجراءات أحادية الجانب تسعى لتغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى، مبديا قلقه من استغلال حماس لما يجري باتجاه مواجهة "جهادية"، تتزعمها الحركة، بحسب قوله لـ "المونيتور".
وأشار المسؤول الفلسطيني إلى قلقه من جاذبية تنظيم الدولة لدعم ومخيلة الشباب الفلسطيني، خصوصا في قطاع غزة، وبالتالي تحريضهم على اتباع التنظيم وأخذهم لحرب مقدسة.
وأشار سافير إلى أن هجوما من الشمال والجنوب والشرق على إسرائيل، على يد حماس وحزب الله وتنظيم الدولة، المتواجدة شمالا في مرتفعات الجولان، وجنوبا في شبه جزيرة سيناء، سيبدأ مواجهة عنيفة طويلة وغير مسبوقة، مما يثير مخاوف كل الزعماء الإقليميين العلمانيين، الذين لا يفعلون الكثير لتجنب صراع شرق أوسطي قد يتحول لحرب بين المسلمين واليهود، بحسب قوله.
ودعا سافير الإدارة الأمريكية، لإيقاف التنظيمات الإرهابية الأصولية الإسلامية، معتبرا ذلك "الأولوية القصوى"، خصوصا في سوريا والعراق واليمن، في حين أبدى وزير الخارجية الأمريكية جون كيري مخاوفه من أحداث القدس، في تواصله مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس محمود عباس، دون أن تحتوي أكثر من دعوات للأطراف المختلفة بضبط النفس.
وبالنسبة للقيادة الفلسطينية في رام الله، فإن عباس يستخدم قواته الأمنية لتجنب اندلاعا كبيرا للعنف، إذ يحذر الإسرائيليين والمجتمع الدولي من اندلاع انتفاضة ثالثة، ومن نهاية التنسيق الأمني مع إسرائيل.
واعتبر سافير أن نتنياهو حريص على تجنب تدهور الحالة لمواجهة دينية في القدس، إذ يعتبر أن الإجراءات المشددة التي تتخذها الحكومة الإسرائيلية ضد الشباب الفلسطينيين، مثل السجن من عامين إلى أربعة، ستحتوي الحالة.
ودعا سافير إسرائيل والسلطة الفلسطينية والولايات المتحدة للتنسيق الكاملة، بسبب الحالة الراهنة والمخاطر الكبيرة، مشيرا إلى غياب الإرادة لدى كل الأطراف بالتنسيق، مما يستدعي ضرورة البدء بتجديد المفاوضات لعملية السلام، معتبرا أن إجراءات الأطراف الثلاثة بخصوص القدس غير كافية ولا تمثل إلا مسكنا لمريض بالسرطان، بحسب قوله.
بخصوص ذلك، اعتبر سافير أن الإدارة الأمريكية تتعامل اليوم مع أعراض انتفاضة القدس أكثر مما تتعامل مع جذور القضية، وهي حالة التوقف في العملية السياسية، التي يتم التلاعب بها بين يدي "الأصوليين"، بحسب قوله.
وتجد السلطة الفلسطينية نفسها بين مطرقة وسندان، إذ أن عليها دعم الشباب الفلسطيني الثائر في القدس، لكنها تريد تجنب اندلاع انتفاضة شاملة، ولذلك تتسم سياساتها بالغموض.
أما نتنياهو، فهو يرى المواجهات في القدس من "عدسة البندقية"، بحسب تعبير سافير، إذ تشير إجراءات الحكومة الجديدة المشددة، بما في ذلك الاستخدام المحتمل للرصاص الحي ضد راشقي الحجارة، إلى فهم مغلوط لحكومة أصولية لما يجري، بحسب سافير.
وأشار سافير إلى أن الأسوأ لإسرائيل هو أن المجتمع الدولي بدل أدوار "داود" و"جالوت" في الشرق الأوسط، في إشارة إلى عدم تساوي القوى، حيث تلعب الآن إسرائيل دور "جالوت" العملاق، معتبرا ذلك صورة سيئة تعتبر أن جالوت أكبر، وأنه سيسخر.
وأوضح سافير أن هناك خطأ كبيرا بسياسات الأطراف الثلاث (السلطة الفلسطينية وإسرائيل وأمريكا) تجاه "الأصوليين الإسلاميين"، إذ أنهم يقللون من التأثير العاطفي للصراع في القدس على الرأي العام العربي، مستدركا أنه من الصحيح أن قيادات تنظيم الدولة والقاعدة وحزب الله لا تهتم كثيرا بمصير الفلسطينيين، لكنهم يستخدمون الصراع والاحتلال والقدس لتجنيد الحشود العربية والفلسطينية.
ولذلك، بحسب الدبلوماسي الإسرائيلي، فمن الضروري التعامل مع المسارات السياسية للأزمة الحالية بإطلاق عملية سياسية لصالح دولة فلسطينية، وأمن لإسرائيل، وقرار سياسي بخصوص القدس، كمدينة واحدة وعاصمتين، مع مسؤولية كل طرف عن أماكنه المقدسة.
واختتم سافير مقاله بأن أي شيء أقل من ذلك سيؤدي للانحدار نحو انتفاضة ثالثة، بخطاب ديني كبير، وبمشاركة "تنظيمات إرهابية إسلامية متطرفة"، بحسب تعبيره.
(ترجمة: الاسلام اليوم)
الرئيسية 
البوابة 
