ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: شباب الانتفاضة… قيادة جديدة للشعب الفلسطيني؟ السبت 10 أكتوبر 2015, 7:30 am | |
| [rtl]شباب الانتفاضة… قيادة جديدة للشعب الفلسطيني؟[/rtl] [rtl]رأي القدس[/rtl] OCTOBER 9, 2015
استمر امس التصاعد في هبة الغضب الشعبية الفلسطينية، بعد ان فشل اجرام المستوطنين وقوات الاحتلال في اجهاضها او مواجهتها. وبدا واضحا ان حكومة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو اعطت الضوء الاخضر لقطعان المستوطنين ليصعدوا هجماتهم، ما ادى عمليا الى اندلاع «حرب سكاكين»، فيما توسعت المواجهات لتشمل قطاع غزة، وليرتقي سبعة شهداء في يوم واحد، حتى كتابة هذه السطور. وكان نتنياهو ظهر في مؤتمر صحافي مساء امس الاول الخميس «يائسا بدون رؤية او استراتيجية واضحة للخروج من المأزق»، كما وصفته وسائل الاعلام الاسرائيلية. ولم يجد ما يقوله سوى الاعتراف بفشل «الإجراءات الأمنية الإسرائيلية، في توفير حلول سحرية فورية لوقف الهجمات الفلسطينية»، ثم بدأ بتوزيع الاتهامات والتهديدات يمينا ويسارا في لهجة موتورة، لكن أهم ما قاله يبقى أنه اقر بأن «اغلب الهجمات غير منظمة» في تناقض واضح مع اتهاماته للسلطة والفصائل بـ«اشعال المشاعر». إنها شهادة مهمة من العدو بأنها انتفاضة شعبية حقيقية تلك التي اشعلت الأراضي الفلسطينية المحتلة. انتفاضة اكبر من اي تنظيم او سلطة او حركة او فصيل ايا كان. ولعل هذه الحقيقة هي التي دفعت وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون في المؤتمر نفسه إلى محاولة تهدئة الاجواء بالدعوة «إلى تجنب إطلاق الشعارات الرنانة، التي تؤجج النار»، قبل ان يزعم «أن إسرائيل لا تسعى لتغيير الوضع في الأقصى». واستباقا لاتهامات نتنياهو، كان الرئيس محمود عباس جدد دعوته للشعب الفلسطيني لرفض «الانجرار إلى العنف والقوة»، في مواجهة إسرائيل. وقال عباس في كلمة له خلال افتتاح شركة خاصة في مدينة رام الله،:» نحن لن ننجر إلى مربعهم (إسرائيل)، ولن نستعمل العنف ولا القوة، نحن مؤمنون بالسلام وبالمقاومة الشعبية السلمية، فهي حقنا ويجب أن نستمر فيها ما دام هناك عدوان». للأسف انها تصريحات صادمة من الرئيس الفلسطيني الذي كان وعد بالقاء «قنبلة» في خطابه بالامم المتحدة، لكنه اكتفى بـ «التهديد بعدم الالتزام بالاتفاقات في حال استمرت اسرائيل بعدم الالتزام بها» وكأننا، بعد ثلاثة وعشرين عاما من الانتظار والمستوطنات والمجازر والعدوان، نتوقع من اسرائيل ان تقرر فجأة الالتزام بكافة الاتفاقات. وبالطبع لم ترد في خطابه اي اشارة صريحة او حتى ضمنية إلى خيار الكفاح المسلح ضد الاحتلال، رغم انه حق انساني طبيعي وقانوني تكفله جميع المواثيق الدولية ذات الصلة. ثم حرص مساعدون للرئيس الفلسطيني على اصدار تصريحات تنفي اي تفسير للخطاب بانه يعني من قريب او بعيد الغاء الاتفاقات. اما بعد اندلاع الهبة الفلسطينية فقد خرج بعضهم محاولين تصويرها على انها استجابة شعبية لخطاب عباس، لكنهم لم يتوقعوا ان يخرج عباس نفسه بعد ساعات ليعتبر ما يحصل (انجرارا للعنف الاسرائيلي). ومع استمرار الانتفاضة امس، فمن الواضح ان الشعب الفلسطيني إما أنه لم يستمع لدعوة الرئيس الفلسطيني، او انه على الاغلب قرر تجاهلها، فيما تتزايد الدلائل على انه قرر اختيار الثوار من الشباب والاطفال والنساء في مختلف المدن الفلسطينية كقيادة جديدة. قيادة تعلمت الدرس جيدا، بعد ان تسبب المتصارعون على المناصب والامتيازات على مدى نحو ربع قرن في ضياع القضية الفلسطينية، او كادوا، حتى ان المسجد الاقصى بدا امس وحيدا مهجورا، بعد ان منعت قوات الاحتلال الاغلبية الساحقة من الفلسطينيين من الدخول لاداء صلاة الجمعة. فماذا يعني «السلام» الذي يتحدث عنه عباس، بل والحياة نفسها بعد ضياع الاقصى والقدس وكافة الثوابت والحقوق التاريخية والقانونية للشعب الفلسطيني؟ ويعرف كل من شاهد اولئك الشباب العزل، الا من حجارة وايمان بعدالة قضيتهم، وهم يجلسون على الارض على بعد امتار من المعسكر الاسرائيلي المدجج بالسلاح، انهم يؤمنون حقا بانهم اقوى من الاحتلال، وانهم لا يخافون الموت، بل يتصرفون احيانا وكأنهم يطلبون الشهادة، حيث انهم لم يتحركوا شبرا واحدا حتى عندما خرجت فرقة القناصة من المعسكر لتصفيتهم. اما «الفرجة» التي يمارسها النظام الرسمي العربي تجاه هذه الانتفاضة، ناهيك عن قمع اي تحرك شعبي لمساندتها، كما حدث في الاردن امس، فتستمر وسط صمت رهيب من «دعاة الحرية» الذين يملأون الدنيا ضجيجا حول قضايا اخرى، فلها حديث آخر. رأي القدس |
|