قاوموا تَصِحّوا..

حلمي الأسمر
قاوموا تَصِحّوا..
التاريخ:13/10/2015 - الوقت: 12:01ص

أتابع كل ما يكتبه صديقي على الفيسبوك، وزميلي في الكتابة، الدكتور صالح النعامي، أتفق معه في غالب الأحيان، أعجبني بالأمس ما كتبه، حين قال: 22 عاماً من التفاوض لم تقنع الصهاينة بوقف الاستيطان .... بعض عمليات للمقاومة ترغم نتنياهو على تجميده ووقف تدنيس الأقصى

قاوموا تصحوا!

وهذا صحيح، فثمة تركيز صهيوني غير مسبوق الآن، على التأكيد على وقف الاعتداء على الأقصى، ولو في «الخطاب الرسمي» كما أننا نشهد تفاعلا نشطا داخل دوائر صنع القرار في الكيان الصهيوني، حول «تجميد» الاستيطان، وعدم استجابة نتيناهو لدعاة اليمين المتطرف للإعلان عن بناء مستوطنات جديدة، ردا على الإنتفاضة، قد يكون هذا موقفا تكتيكيا، خوفا من صب الزيت على نار الثورة الشعبية، ومحاولة احتوائها بكل الطرق، ولكنه مع هذا يعطي مؤشرا بالغ الأهمية على فعالية ثورة الشعب الفلسطيني، ومقاومته السلمية، ومبلغ تأثيرها على مركز صنع القرار في كيان العدو، ولعل هذا ما دفع بعض المحللين الصهاينة لاتهام نتنياهو بالجبن والكذب، وهز صورته كـ «سيد الأمن» حيث يجمع المعلقون اليساريون واليمينيون الصهاينة على حد سواء على أن عمليات المقاومة الأخيرة نسفت صورة نتنياهو كـ «سيد الأمن» فقد كتب الصحافي الصهيوني رفيف دروكر يقول: هجمة السكاكين الفلسطينية أبرزت أسوأ صفتين في نتنياهو: الجبن والكذب، أما الصحافي الإسرائيل بن كاسبيت فوجه حديثه لنتنياهو قائلا: في مواجهة عمليات الفلسطينيين أثبت أنك جبان غير قادر عل اتخاذ أي قرار، وعندما تتخذه في النهاية تتراجع عنه وتبحث عن الآخرين لكي تحملهم تبعات جبنك وترددك!.

لقد نالت الانتفاضة من نتيناهو، كما لم ينل منه عدوانه على غزة، لمدة 51 يوما، صمدت فيه المقاومة، وضربت عصبا حيا في نظرية الأمن الصهيونية، وكان يتصرف كمنتصر، ويتحرك حتى وقت قريب، كالديك النافش ريشه، والحقيقة أنني لست مؤيدا بالكامل مع الرأي الذي كتبه أخونا صالح بهذا الصدد، حين قال: «ما حققته بضع أيام من ثورة السكاكين أكبر مما حققته 50 يوما من الحرب الأخيرة على غزة، لأنها استدرجت الصهاينة للساحة التي يخشونها...ثورة أظهرت عجز مؤسسة الأمن الصهيونية وعمقت مظاهر الاستقطاب في القيادة والمجتمع الصهيوني، ودللت لرجل الشارع الصهيوني على أن قيادته لا تملك حلولاً واقعية وحقيقية...في حين أنه مريح نسبياً للصهاينة أن ينافسهم أحد ما بما لديهم من أدوات تدمير، لأنهم يعرفون أنهم سيتغلبون في هذه المواجهة بما يسمح به فائض القوة لديهم» ولكنني أؤيده بقوة في قوله تحت عنوان «سؤال وجواب»:

س: كيف يمكن القضاء على الثورة الفلسطينية المشتعلة بسرعة؟ وإخراج نتنياهو من أزمته وتوفير الظروف لعباس للعودة لمربع المفاوضات؟

ج: إطلاق الصواريخ من غزة واشعال مواجهة مع القطاع»

في المحصلة، قوى المقاومة اليوم بحاجة لوضع كل ثقلها وراء ثورة الشعب الفلسطيني، وانتفاضته، ومحاولة توفير كل إمكانية لزيادة فعاليتها بكل الطرق الممكتة، ومواجهة تلك الجهود المحمومة التي يبذلها نتيناهو وأعوانه العرب والعجم، من أجل إطفاء تلك الجذوة الملتهبة، لأنها ببساطة شديدة ستقلب الطاولة على رؤوس الكثيرين ليس في المنطقة العربية فقط، بل في غير مكان في هذا العالم أيضا!