القهوة.. رفيقة الوقت!

القهوة.. رفيقة الوقت!

على ما يبدو فان ارصفة الشوارع وزواياها قد ضاقت ذرعا باكتظاظ محال بيع وتقديم المشروب الاكثر حضورا في حياة الناس منذ القدم، القهوة، لذا اصبح الفضاء الالكتروني ملاذا من بعد المقاهي والاستراحات، لعشاق القهوة، ومحبيها.
للقهوة في حياتنا ذلك النصيب الذي يتوجها على عرش الاكثر حضورا وطلبا من بين مئات خيارات الشرب المتاحة، منها السادة ومنها المحلى، منها غربي الاسم ومنها التركي ويبقى المذاق في طريقة الاعداد والاحتساء. وعشاق القهوة يرسمون أحلامهم بما يزيد عن مساحة فنجان القهوة، عادة، واليوم هم يرسمونها بعيدا عن حدود المدينة والدولة والقارة، هم يرسمونها على مساحة شاسعة مداها الفضاء الالكتروني بما رحب.
فكما هي ليالينا ونهاراتنا هذه الأيام،الكترونية، غدا فنجان القهوة صورة ودعوة الكترونية قوية الحضور، في الفضاء الرقمي، سيما مواقع التواصل الاجتماعي، شاهد على الصداقات والعلاقات بين المستخدمين.
حملنا عشق القهوة الى الفضاء
تقول فاتن نصرالدين «لطالما احببنا القهوة، ونحبها، فنجان القهوة في ثقافتنا له دلالات اجتماعية ونفسية غاية في العمق، لذا صاحبنا في العالم الافتراضي الذي اصبح حضورنا فيه منتظم». وتضيف «القهوة ليست مجرد مشروب، نحتسيه ويمضي مفعوله سريعا، ولكن فنجان القهوة الذي بات يرافق حضور العديد من الاشخاص على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي هوإحساس وشعور طافح بالمودة والحب والاصالة والرقي، بسبب حب العربي لمدلولات فنجان القهوة وتقريبه بين الناس، اليس اول تعارفنا الدعوة على فنجان قهوة، اليس صلحنا يتم على فنجان قهوة، به نرحب ونهلل بالضيف والعزيز».
لما لا نحتسي القهوة؟
تقول العشرينية «ديما سرور» يوميا تصلني عشرات الدعوات من اصدقاء لاحتساء القهوة، عبر صفحتي على موقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك»، ذلك الفنجان الذي لا نشربه ولكننا نتذوق طعمه وينعشنا برسالة الاحبة والاصدقاء.
وتقول «دعوات جميلة وحضور رائع للقهوة في تعاملنا اليومي المتكرر مع اهل واصدقاء عبر الفضاء الالكتروني حتما يصاحبه ترحاب وجمل عبقة ولربما ألحان واشعار تتغنى بالفنجان ومحتواه.
من جانبه لا يتوانى الثلاثيني «ماجد عيسى» عن التقاط صورة لكل فنجان قهوة يحتسيه في مكان ما ووقت ما،ومن ثم بثها على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك.
يقول عيسى»هي بمثابة امنية ان يكون الاهل والاصدقاء معي لحظة تناول هذا الفنجان، واحيانا هي تذكير بأنهم على البال ولربما امنية بحضورهمالفعلي لاحتساء القهوة التي غالبا ما تحتاج الى رفيق وخليل حتى يكتمل الطعم». مقاهي الفضاء الالكتروني واروقة برائحة القهوة
انتشار واسع
انتشار واسع ومسميات عدة، القاسم المشترك الاكبر بينها هو القهوة، فعلى سبيل السرد والتعداد هناك صفحة «انثى برائحة القهوة «، و»لا حياة بدون قهوة «، و»قهوة الفيس بوك»، و»قهوة ع المفرق»، و»عشاق القهوة»، وغيرها مئات العناوين لصفحات اختار اصحابها ان تكون القهوة سيدة العناوين لخواطر وقصص وحكايات وحتى اخبار وابداعات. الاربعينية «ناديا صادق» تؤكد اشتراكها في العديد من المجموعات التي تتصدر القهوة عناوينها، تقول، على العموم انا مغرمة بالقهوة والشعر، وعلى صفحات الفيس بوك هناك متسع لنهم المزيد من ادب يترافق مع عشق الهيل والبن. وتضيف» القهوة تتعدى كونها مشروب يفرض وجوده في وتيرة يومنا، هي ثقافة عربية متاصلة لطالما ارتبطت بوجودنا وكرمنا، قربنا وتوادنا».
اتيكيت ثقافي : قهوة وقراءة
كيف تكتب يد لا تُبْدع القهوة ؟ تساءل محمود درويش ذات لحظة، وزاد «أعرف قهوتي , و قهوة اُمي , و قهوة أصدقائي , أعرفها عن بعيد و أعرف الفوارق بينها «.
وشرع يفصل اسباب عشقنا لهذه السمراء المعطرة برائحة الهيل اذ قال «لا قهوة تُشبه قهوة أُخرى , و دفاعي عن القهوة هو دفاع عن خصوصية الفارق، ليس هناك مذاق إسمه مذاق القهوة , فالقهوة ليست مفهوماً و ليست مادة واحدة , و ليست مطلقاً , لكل شخص قهوته الخاصة،إلى حد أقيس معه درجة ذوق الشخص و أناقته النفسية بمذاق قهوته».
اذا لربما من هنا ارتبط الفضاء الالكتروني الخاص بالادب والادباء، الشعر والشعراء بفنجان القهوة، من جهة اخرى، في الفنجان، وبحسب الاربعيني رشيد نواف « رائحة الذكرى، وحضور الاحبة، المشروب الاكثر اعدادا في منازلنا ومقاهينا، لربما نستحضر معه الغائب والبعيد، لذا هو حاضر كل زمان ومكان حتى في الفضاء الالكتروني».
عبق القهوة ورسائل تصل
يقول طارق سلامة «فنجان من القهوة، واغنية لفيروز، كل ما تحتاجه لتلقي تحية على قريب او حبيب او صديق، تفصله المسافات وتقربه «بوست» يحمل معه كل امنياتك في رسالة واضحة، مقتضبة، ولكن معبرة وعابرة عبر الفضاء لتصل وكأنه اللقاء.
ساشرب القهوة مع 1000 صديق
ومن نوادر القهوة والفضاء الالكتروني، وتحديدا موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، فقد قرر «ماثيو كولسزا، 28 عاما» من «ميلبورن»، في استراليا، احتساء القهوة مع كامل قائمة اصدقائه على موقع التواصل الإجتماعى «الفيس بوك».
تقول الحكاية، ان ماثيو قال ذات لحظة «أنوي إحتساء القهوة «وجها لوجه»، مع كل أصدقاء الفيسبوك، على مدار الثلاثة أعوام المقبلة، أو مهما كان الوقت الذي يلزم لذلك، إنه تمرين لتذكر الاختلاط ومعرفة الناس على «الواقع».
وعن اختياره القهوة تحديدا لتكون سيدة الموقف في لقاء اصدقاء غرباء قال «القهوة والشاي، هي الطريقة العالمية التي يتخالط بها الناس».
وفي تفصيل اكثر لمشروعه قال « هناك الكثير في المشروع، غير التركيز على مقابلة الأصدقاء القدامى، ومعرفة الناس بشكل أفضل، ليس هناك معنى عميق، وراء المشروع، غير كوني في الأساس مهتماً بالناس، وأريد إمضاء الوقت في معرفة الناس بطريقة غير التى نقدم بها أنفسنا على الإنترنت «أونلاين»، وإرجاع «الإجتماع» في «شبكات التواصل الإجتماعي».
ومن طرائف الفضاء الرقمي وعشاق القهوة تم مؤخرا الكشف عن ماكينة لتحضير القهوة الذكية من خلال تطبيق على الهاتف الذكي من على بعد باستخدام الواي فاي.
بات بالامكان وعبر الهاتف الذكي التحكم في كل ما يتعلق باعداد فنجان قهوتك، بدءًا من طحن حبوب القهوة ومدى كثافة القهوة وحجم الفنجان الذى تود تناوله، كما ستيقظك من النوم في موعد محدد لتناول كوب القهوة اللذيذ، وستحتفظ بالقهوة ساخنة ولذيذة لمدة 20 دقيقة كاملة.
مزايا ماكينة القهوة الذكية بحسب مصممي الخدمة، إرسال العديد من التنبيهات للمستخدم حال نفاد الماء أو القهوة، ومن السهل ضبط مواعيد معينة لتحضير القهوة مثال موعد عودتك من العمل، كما يمكنها تحضير نحو 12 كوبًا من القهوة بسرعة ودون عناء

.

» القهوة .... كيف تعرف إن كانت القهوة ترفع ضغط الدم لديك؟
» أغرب طرق إعداد القهوة في العالم
» كنّتُ صغيراً على القهوة . ..........!!!!!!
» القهوة والإنسان ماذا لو...؟
» ذرات الملح وفنجان القهوة