منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 قرأت لك    

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70298
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

قرأت لك     Empty
مُساهمةموضوع: قرأت لك       قرأت لك     Emptyالثلاثاء 8 سبتمبر 2015 - 22:31

قرأت لك    

قرأت لك     Glowbar
الإنسان واللغة والتطور .. فرضيات ونظريات حديثة
1- The Evoluation of Modern Humans: Where are we now ?
General Anthropology 7 (2):1-5. 2001
2- تاريخ البشرية ، أرنولد توينبي ،  نقله إلى العربية نقولا زيادة ، 
الطبعة الرابعة 2003 ، الأهلية للنشر والتوزيع ، لبنان
 3- في نشأة اللغة .. من إشارة اليد إلى نطق الفم
تأليف : مايكل كورباليس ، ترجمة محمود ماجد عمر ،  سلسلة عالم المعرفة ، مارس ،  2006 ، الكويت
إعداد وعرض وتعليق : الدكتور حسان المالح
استشاري الطب النفسي - دمشق

قرأت لك     Glowbar

حول الإنسان والتطور :
قدمت الاكتشافات الحديثة المرتبطة بعلوم المستحاثات ( fossils ) معلومات هامة حول العمليات التطورية التي أدت إلى ظهور الكائن البشري الحالي .. ومن النظريات الشهيرة عالمياً نظرية الخروج من أفريقيا ( Out of Africa ) والتي ارتبطت بعالم الانثروبولجيا البريطاني كريس ستينجر Chris B. Stinger ، والتي تفترض أن الإنسان الحالي المنتشر في جميع أنحاء العالم قد تطور وظهر في أفريقيا ثم خرج منها إلى باقي القارات .. منذ حوالي مليوني سنة . وله مقولة مشهورة تقول : " كلنا أفريقيون تحت جلدنا " " All of us are Africans under the skin" .
ويقول ستينجر إن عملية تطور الإنسان كانت عملية معقدة واستغرقت حوالي أربعة ملايين سنة ، وكانت بداياتها محددة في أفريقيا .. ومنذ حوالي مليوني سنة خرج شبيه الإنسان إلى باقي أنحاء العالم .
وقد وجدت مستحاثات تعود إلى " شبيه الإنسان منتصب القامة" ( Homo Erectus ) في شرق أفريقيا وفي جورجيا وأندونيسيا تعود لنفس الفترة الزمنية . وتختلف النظريات والتفسيرات حول ماذا حدث بالضبط من تحولات على شبيه الإنسان هذا إلى الإنسان الحالي المعاصر . وبعض العلماء يعتقد أن هناك تزاوجاً هجيناً ساهم في هذه العملية خلال فترات زمنية طويلة وفي أماكن مختلفة من العالم خلال المئتي ألف سنة الماضية .. وأن تغيرات المناخ قد لعبت دوراً في انقراض الأنواع الشبيهة بالإنسان ( مثل إنسان نيانثردال الموجود في أوروبا ) ، وأدت إلى ظهور النوع الإنساني من خلال صفاته وتكيفه مع المناخ الجديد والنباتات المتوفرة والحيوانات الموجودة حوله ، وهذا التكيف الناجح يرتبط بتكوين علاقات جماعية أوسع ، وثياب ومساكن أكثر فعالية مقارنة مع الأنواع المنقرضة السابقة . وقد حدث ذلك خلال المئتي ألف سنة الماضية .. وكان خلال فترات زمنية طويلة .. وكل هذه التغيرات والتطورات لم تكن سريعة أو مفاجئة أو كاملة .
وتدل الموجودات الأثرية على تطور في الأدوات الحادة المستعملة في تلك الفترة الزمنية وعلى ظهور أنواع من الفن والرموز والمدافن البشرية .
وقد وجدت الحفريات في أفريقيا أدلة على وجود السلوك الإنساني المعاصر مثل إنتاج أدوات معقدة ومركبة واستغلال لموارد البحر والأصبغة الترابية الحمراء منذ زمن طويل .. ولكن لم يتم العثور على مستحاثات بشرية جنباً إلى جنب هذه الأدلة الدالة على السلوك البشري .. وبعض العلماء يعتقد أن التطور التشريحي الجسدي للإنسان المعاصر قد سبق ظهور الأدلة على السلوك البشري .. وربما حدث تطور بطيء مواز في هذين الأمرين معاً.
ويبدو أن التكيف مع نمط العيش على أطراف الأنهار وفي المناطق الساحلية  قد ساهم في انتقال الإنسان خارج أفريقيا .
 وفي جانب آخر .. تدل دراسات المورثات ( الجينية ) على أن المظاهر العرقية للبشر مسؤول عنها بضعة مورثات فقط  .. وأن هذه المورثات قد تطورت مؤخراً في الأزمنة الحديثة وبشكل سريع . وعلى الرغم من اختلاف الملامح المميزة العرقية مثل لون البشرة وشكل الأنف وشكل العين .. فإنه من المدهش أن نعرف أن البشر المعاصرين متماثلين في تكوينهم الوراثي العام .
ويبقى السؤال لماذا نحن الجنس البشري ( Homo Sapiens ) قد بقينا وليس إنسان نيانثردال ( Neanderthals ) ؟
 بعض العلماء يعتقد أن الجواب لأننا نملك دماغاً أكبر ، وهيكلاً عظمياً أقل وزناً ، و لدينا لغة دقيقة ومعقدة ، وأن لدينا مهارات تنظيمية أفضل من إنسان نيانثردال .
ويطرح الفيلسوف الإنكليزي المعروف أرنولد توينبي في كتابه " تاريخ البشرية " وجود نقطة تفرع هامة في مسيرة الأحياء الشبيهة بالإنسان .. وأنه لم يبق أمامها إلا أحد احتمالين بديلين .. فإما أن تصبح بشرية أو أنها تعجز عن البقاء .. وأن الأحياء الشبيهة بالإنسان أصبحت حيوانات اجتماعية لأنها اكتشفت أنها لاتستطيع مقاومة الحيوانات المفترسة إذا لم تتوحد ضدها مما طور التعاون الاجتماعي ونظمه .. وأن اكتشاف النار وتسخيرها بدلاً عن الخوف منها مثل الكائنات الأخرى ، إضافة لترقيق الحجارة واستعمالها كأدوات .. كل ذلك قد ساهم في تطور الإنسان فيما يعرف بما قبل التاريخ .. وأما التاريخ البشري المدون والذي يعود لخمسة آلاف سنة فقط فهو يدل على أن الإنسان قد قضى وقتاً طويلاً جداً قبل أن يبدأ بممارسة القدرة الروحية والمادية التي وفرتها له يقظة الوعي الإنساني والأخلاقي .
حول اللغة والتطور :
وتدل الدراسات الحديثة على أن " اللغة الأولية " قد تطورت لدى ثلاث مجموعات تطورية من الكائنات وهي : الطيور والثدييات البحرية ( الدلافين وأسود البحر ) والقردة العليا . وتمثل اللغة الأولية في أفضل الأحوال نحواً بدائياً يسمح بمختلف الترابطات بين الكلمات التي تمثل الأشياء والأفعال . بينما النحو الحقيقي في اللغات البشرية يشمل صفات التعاقبية بين الكلمات ، والأزمنة ، وتضمين فقرات ، والقدرة التوليدية اللغوية .
 وهناك دلائل  من خلال تحليل د. ن. ا (DNA ) أن حوالي عشرة آلاف فقط من  الكائنات البشرية (Homo sapiens ) قد عاشوا في فترة زمنية منذ 170 ألف سنة في أفريقيا وأن لديهم قدرة على الكلام ..
ويعتقد بعض العلماء أن اللغة نبعت من إشارات اليد وليس من الأصوات الملفوظة .. وأن اللغة تطورت لا من النداءات الصوتية لأسلافنا من الرئيسات بل من إيماءات أيديهم ووجوههم .
وبعض العلماء يعتقد أن الإيماءات لاتشكل لغة أولية .. وإن إسهامها في اللغة كان ببساطة تهيئة الأرض للبرمجة الإرادية لأفعال الكلام الصوتي . وقد تطورت اللغة فيما بعد كإنجاز صوتي .. في حين عاشت الإيماءات في الرقص والتمثيل الإيمائي ولغة الجسد والطقوس وبعض أشكال الموسيقى والاتصالات غير الكلامية .
بينما يعتقد بعضهم الآخر أن الكلام والإشارات يؤلفان نظاماً واحداً متكاملاً .. ومن المثير للانتباه أن اللغات الإشارية تستخدم غالباً للتغلب على الكلام في المحرمات .. كما أن الإشارات يمكن لها أن تستخدم في الظلام . والاتصالات الصوتية معرضة لخطر اكتشافها في حين أن الإشارات اليدوية صامتة . ومن الإشارات مايعطي تأكيداً للكلام ، ومنها إشارات إيقاعية فقط ، ومنها إشارات كاشفة تنقل معنى . ويمكننا القول عموماً أن الإشارة هي أكثر رسوخاً في نظام الاتصالات لأنها تعود إلى زمن أبعد في ماضينا التطوري .
ويبدو أنه منذ خمس أو ست ملايين سنة نهضنا واقفين على أقدامنا .. والوقوف على القدمين هو الخصيصة الرئيسية التي تميز الإنسانيات من القردة العليا الأخرى .. وتفسير الوقوف على القدمين ربما ارتبط بضرورة الرحيل إلى بيئة غابات متاخمة للبحيرات أو الأنهار أو البحر وكان عليها أن تبحث عن طعامها في المساء وهذا يعني أن المشي على قدمين كان تكيفاً مع الخوض في الماء .. وعلى أية حال فإن الوقوف على قدمين قد حرر الأيدي والأذرع لتقوم بتأدية الإشارات بصورة أكثر فعالية .
والحقيقة أن كثيراً من أنواع المخلوقات تظهر تحكماً للجانب الأيسر من المخ في إنتاج الأصوات وفهمها .. وهو تحيز قد يعود إلى نشأة الحبال الصوتية منذ حوالي 170 مليون سنة.. ومع التزايد المستمر في اندماج الصوت في الإشارة اليدوية ربما أوجد ذلك سيطرة لهذا النصف الأيسر على الاتصالات الإشارية أيضاً .
والحقيقة أننا مارسنا المشي جيداً قبل أن نمارس الكلام .. وتقول إحدى النظريات أن أصابع القدم لدى معظمنا زوائد عديمة النفع تقريباً .. وهي مجرد أشياء تذكرنا  بماضينا الشجري .. والمنطقة الدماغية المسؤولة عن بدء الحركة في الأقدام وأصابعها ، أقل كثيراً مما يناظرها في مخ القرد أو الشمبانزي بما يسمح بزيادة كبيرة في المساحة العصبية المتوفرة للسيطرة على الأيدي .
وبالطبع فإن الأيدي والأصابع متخصصة في المعالجة الحاذقة للأشياء .. كما أن القدرة على صنع الأدوات هي إحدى السمات الإنسانية المميزة .
وتقول إحدى الفرضيات أن : ظهور الجين الذي يعطي نصفاً واحداً من المخ السيطرة على النصف الآخر كان هو الحدث النوعي الذي أوجد " هوموسابينز" المحدثين وزودنا باللغة واللاتناظر المخي ونظرية العقل وخطر الاضطراب الذهاني ..
ومن المعروف أن الكلام والصنع والتخطيط المعقد وتنفيذ المتتاليات تعتمد أساساً على النصف الأيسر في معظم الناس . وأن منطقة بروكا والنطق تقع في الجانب الأيسر من اللحاء الجبهي أمام المنطقة التي تسيطر على حركات الفم واليدين .. وإن تلفها يمنع النطق والكلام .
وتدل الدراسات على أن مستخدمي اليد اليمنى يميلون إلى الإشارة باليد اليمنى بينما مستخدمو اليسرى يظهرون ميلاً أكبر للإشارة بكلتا اليدين .
ويمكن القول أن النصف الأيمن من الدماغ يحتفظ بسجل صادق لأحداث الماضي بينما النصف الأيسر يميل إلى التفسير والتحليل . وأيضاً فإن الوظائف الأكثر سلبية ترتبط بالنصف الأيمن مثل الإدراك المكاني والإدراك الانفعالي .. ويبدو أن المشي على قدمين زاد الفرصة لكل من عمل اليد كما في استخدام وصنع الأدوات والاتصالات المعقدة الإشارية والتي تعد من صنع اليدين .. وتبين إحدى الفرضيات أن تجنيب المخ إلى جانبين ربما نشأ في اللاتناظرمن أجل إصدار الأصوات .. وهذا يعني أنه حالما بدأ أجدادنا يزيدون الأصوات على الإشارات دخل اللاتناظر في النظام موجداً تحيزاً في الإشارا ت إلى اليمين وفي السيطرة على الاشارات الاتصالية أيضا ً.. ومن المثير للانتباه أن ثلثي أفراد الشمبانزي تظهر تفضيلاً لليد اليمنى بينما تزداد هذه النسبة إلى 95 بالمئة عند البشر .
ومن الفرضيات أن الأصوات الأولى التي أصدرها البشر منذ حوال مئتي ألف سنة ( اللغات البشرية المعروفة يمكن تتبعها إلى خمسة أو ستة آلاف سنة فقط ) .. كانت مصحوبة بالأعمال العنيفة مثل القطع والكسر والطرق والسحق .. وأن اللغة الأولى كانت تقليداً لهذه الأفعال أو اقتراحات لأفعال ..
وإن نزول الحنجرة في الحلق نتيجة ترتبت على المشي على قدمين .. وموقعها هذا يساعد على إصدار أصوات عالية ومخيفة ( المراهق البالغ صوته أقوى من الطفل ) .. مما يضمن أساليب تكيفية مفيدة دفاعية وهجومية .
كلمة أخيرة .. تمثل الجهود العلمية الحثيثة المرتبطة بعلوم الإنسان ومورثاته وتاريخه .. قفزة كبيرة في ميادين الطب والعلوم الإنسانية المرتبطة به .. وتتنوع الفرضيات والنظريات ونتائج الأبحاث في مدلولاتها والخلفيات الفكرية التي تحكمها .. وبعضها يمكن توظيفه عقائدياً واجتماعياً وعرقياً .. والمهم أن تستمر الجهود العلمية الرصينة غير المتحيزة في بحثها عن حقائق بشرية يمكن استخدامها وتوظيفها في سبيل خير الإنسان والبشرية .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70298
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

قرأت لك     Empty
مُساهمةموضوع: رد: قرأت لك       قرأت لك     Emptyالثلاثاء 8 سبتمبر 2015 - 22:41

طقوس و تنوع الانتحار عبر التاريخ
اسم الكاتب : أوزجان يشار



 العلاقة ما بين الكآبة السوداوية و الانتحار لها أنماط و طقوس و تاريخ يحمل منحنيات و خبايا لاغتراب النفس البشرية و انهزامها أمام نرجسيتها تارة و تارة أخرى هروبها من عبثيتها. 
    وجدت نفسي أغوص فى موضوع الانتحار إلى أعماق الحالات و إلى ميثولوجيا الشعوب. انتحار فرد قد لا يكون حالة أولى أو أخيرة فى مسلسل الهروب من الاحباطات و ما أكثرها فى عصرنا هذا. 

    حالات الانتحار الأكثر حيرة التي وجدتها أثناء الانغماس فى تاريخ الانتحار هى الانتحار الجماعي الذي له رواسب عقائدية متطرفة Extrémisme Idéologique: وأصحابها يتصفون بأن لديهم شيء داخلي مختلف وهدف واحد هو الموت، ولديهم طقوس دينية وتحضيرات له ويكون لديهم حالة تماهي أي الرغبة بالموت بنفس الطريقة ونفس الوقت، ويتم هذا من خلال هيئات وجماعات تشكل ميثاقاً مع الموت وتكثر عادة في الولايات المتحدة الامريكية.


1 ـ طائفة الوصايا العشر 
    طائفة أوغندية تتبع المذهب الكاثوليكي المسيحي ، أسسها راهب يدعى " جوزيف كيبويتيره " ، ومعه عدد من الراهبات . 

    كانت هذه الطائفة تعتقد بأن القيامة ستقوم في يوم 31 ديسمبر 1999م ، وقد أقنعهم بأنه ينبغي عليهم بيع ممتلكاتهم والتبرع بها للكنيسة ، والاستعداد للذهـاب إلى الجنـة . وبالفعـل قام هؤلاء" المنتحرون " ببيع ممتلكاتهم ولكن القيامة ويا للأسف لم تقم . 

وفي مارس الماضي (مارس 2000) بدأت موجة من الانتحار الجماعي بين أعضاء تلك الطائفة الضالة ، والتي بدأت باكتشاف 530 جثة في كنيسة كاثوليكية في مدينة " كانونجو " التي تبعد عن العاصمة كمبـالا بـ 320 كيلو متراً ، ثم اكتشفت مقابر جماعية أخرى تباعاً ، حتى زاد عدد المنتحرين على الألف نسمة . 

وقد أطلق على هذه الطائفة اسم " بعث الوصايا العشر للرب " ، وقد كان بين القتلى أطفال - أيضاً - يبدو أن آباءهم اصطحبوهم معهم إلى جنتهم المزعومة . 

2ـ جماعة جيم جونز

أتباع القس ( جيم جونز ) ، وهو قـس مهووس ، ومدمـن للمخدرات ، أقام لأتباعه مزرعة ضخمة وجمعهم فيها ، وأباح لهم الجنس ، وأتاح لهم المخدرات ، وظنوا أن الحياة داخل هذه المزرعة هي السعـادة ، وأن هذا هو النعيم المقيم . ولكن بعد فترة خاب ظنهم ، وأصابهم الإحباط ، واستطاع هذا القس إقناعهم بالانتحار ،.. وبالفعل وفي عام 1978م أقدم 918 شخصاً على الانتحار ، وكان بينهم كثير من الأطفال وكبار السن . 

والعجيب أن الانتحار كان بتـناول مادة السيانيد السامة ، ومن امتـنع عن تناول السيانيد قتل رمياً بالرصاص . 

وكان مقر هؤلاء مدينة جويانا بولاية سان فرانسيكو بالولايات المتحدة ، وكان أكثر أعضاء الطائفة من الزنوج الساخطين على النظـام الاجتماعي ، والذين كانوا يعانون من التفرقة العنصرية التي يعاملهم بهـا الأمريكان البيض . 

ـ طائفة معبد الشمس

هي طائفـة أخرى من طوائف الانتحار الجماعي ، وأتباعها يتواجدون في كندا ، وأوروبا خاصة فرنسا وسويسرا . ويعتقد أصحاب هذه الطائفة أن الانتحار الجماعي في طقوس معينة يمكَّن الواحد منهم أن يولد من جديد في كوكب الشعرى اليماني . 

وقد وجد ( 48 ) شخصاً من أعضاء هذه الطائفة قتلى " منتحرين " في أحد الشاليهات في سويسرا . وفي جبال الألب بفرنسا انتحر " 16 " شخصاً من أتباعها أيضاً في ديسمبر 1995م . 

وفي كويبك بكندا عثر على جثث لخمسة منتحرين في مارس 1997 ، وكـان قد سبق ذلك العثور على خمسة أطفال آخرين في مدينة مونتريال بكندا أيضاً . 

4 ـ أعضاء كنيسة خلاص الله

كان أتباع هذه الطائفة يعتقدون أن الله سوف ينزل إلى الأرض لينقذ كل المخلوقات . 

زعيم هذه الطائفة تايواني يدعى " هونج ينـج شين " ، ويعرف لدى أعضاء طائفته بالمعلم شين ، وهو أستاذ سابق في العلوم الاجتماعية ويبلغ من العمر 41 عاماً . وقد قال شين لأتباعه : إنه تبنى عيسى منذ ألفي عام ، وأنه الآن يتحدث إلى الله - تعالى - عبر خاتم في أصبعه ، وزعم أن الله سيأتي إلى الأرض في طبق طائر ، وقد دعا أتباعه للتجمع في ضاحية دالاس لينظروا إلى ذلك الحدث العظيم .

وبالفعل قام 150 شخصاً في كنيسة خلاص الله بارتداء ملابس بيضاء من مفرق شعورهم إلى أخمـص أقدامهم ، وتركوا كل شيء في تايوان وانتقلوا إلى جارلاند بدعوى أنها تشبه أرض الله . 

وتوقعاً لوصول إلههم إلى الأرض قام أتباع هذه الطائفة ببناء ما يسمونه بسفينة فضاء مستخدمين خمس إطارات شعاعية ، وبعض الخشب الرقيـق ، وقليل من أعمدة الإضـاءة ، وقاموا أيضاً بإعداد الفـاكهة والمشروبات والألعاب النارية . وأمضوا وقتهم في دعاء استعداداً لنهاية شهر مارس حيث يأتي الرب كما يزعمـون . 

يقول شين قائد الطائفة : إن الله سيظهر أولاً على شاشة القناة الثامنة عشرة وفي أجهـزة الـتلفاز المنتشرة في العالم منتصف يوم 24 مارس ، وفي يوم 31 مارس الساعة العاشرة صباحاً سيتخذ الرب شكل بشري - شين نفسه بالطبع - . 

والعجيب أن شين واثق من معتقداته حتى قال : إذا لم يأت الله في جارلاند فسوف يبيح نفسه للرجم أو الصلب ، ويحق لأتباعه مطلق الحـرية والكف عن اتباعه والعودة لمنازلهم . ويحـق لكل واحد أن يقول: إن معتقداته مجرد هراء . 

و استهواني البحث فيما إذا كان للانتحار الجماعي من مكان فى تاريخ و ثقافات الشعوب, و بالفعل و جدت أن هناك راهب أندلسي من النصارى المستعربين اسمة أيولوخيو eologio زعيم فتنة النصارى المستعربين في قرطبة في عهد الأمير عبد الرحمن الثاني بن الحكم وولده الأمير محمد. كان أيولوخيو راهباً من أسرة مستعربة ميسورة الحال، وله أخ موظف في الدولة وأخوة آخرون يشتغلون بالتجارة. عز عليه إقبال الشباب المسيحي على تعلم اللغة العربية وآدابها بدلاً من اللغة اللاتينية، لغة الكتاب المقدس وسير القديسين، وحاول بشتى الطرق أن يحملهم على قراءة اللاتينية، فوضع لهم شعراً لاتينياً يقوم على القافية والوزن مثل الشعر العربي، إلا أن محاولته باءت بالفشل فتحول عندئذ من مهاجمة الثقافة الإسلامية إلى مهاجمة الإسلام نفسه، وحرض أتباعه من الرهبان المتطرفين على ذلك. فكان الواحد منهم يذهب إلى مكان عام كالمساجد والميادين العامة ويسب الرسول علناً، فيقبض عليه ويساق إلى القاضي الذي يحاول إقناعه بالعدول عن أقواله، ولكنه يرفض فيأمر القاضي بإعدامه. وقد راح ضحية هذه الحركة الجنونية الانتحارية عدد من الرجال والنساء والرهبان، وعندئذ عقد الأمير عبد الرحمن الثاني مجتمعا دينيا في قرطبة سنة 237 ه (852م) ضم جميع أساقفة الأندلس برئاسة مطران إشبيلية لبحث هذه المسألة، وأصدر المجمع قرارا يستنكر حركة هؤلاء المسيحيين المتطرفين واعتبرها خروجا على تعاليم الكنيسة وقد اعتقلت الحكومة الراهب أيولوخيو وأتباعه وأودعتهم السجن فهدأت الفتنة. وفي عهد الأمير محمد بن عبد الرحمن أفرج عن أيولوخيو وعين أسقفاً لمدينة (طليطلة) ولكنه لم يلبث أن عاد إلى قرطبة ليواصل نشاطه القديم، وعندئذ لم يطق الأمير محمد صبراً وأمر بقتله (11 مارس سنة 859م) الموافق لسنة 245 ه. وقد جاءت هذه الفتنة الدينية المتطرفة التي أثارها أيولوخيو نتيجة لحركة الاستعراب وتعلم اللغة العربية التي عمت الشباب المسيحي في إسبانيا.

هناك نوع آخر للانتحار و هو جلد الذات الى اللانهاية أو النهاية  تكون الانتحار و تلك أيضاً له جذور فى ثقافات بعض الشعوب و الطوائف و منها طائفة هندية منشقة من الهندوسية و هى الطائفة (الجينية) و يعتبر (مهاويرا) المؤسس الحقيقي للجينية، وعلى يديه تبلورت معتقداتها التي ما تزال قائمة إلى يومنا هذا.

الجينية ديانة منشقة عن الهندوسية، ظهرت في القرن السادس قبل الميلاد على يدي مؤسسها (مهاويرا) وما تزال إلى يومنا هذا، إنها مبنية على أساس الخوف من تكرار المولد، داعية إلى التحرر من كل قيود الحياة والعيش بعيداً عن الشعور بالقيم كالعيب والإِثم والخير والشر، وهي تقوم على رياضات بدنية رهيبة وتأملات نفسية عميقة بغية إخماد شعلة الحياة في نفوس معتنقيها.

الفكر الجيني يقوم أصلاً على أفكار هندوسية كالانطلاق، والكارما، والنجاة، والتناسخ وتكرار المولد، والدعوة إلى السلبية مع صبغ هذه المفاهيم بالصبغة الجينية وتطويرها لتلائم المعتقد الجيني .

يترك الرهبان والمتنسكون الطعام وكل ما يغذي الجسم لعدم الإِحساس بالجوع ولقطع الروابط التي تربطهم بالحياة مما يؤدي إلى الانتحار البطيء عن طريق التجويع الذاتي.

أما النوع الثالث فهو الانتحار المصيرى المقصود: و هو انتحار لازال إلى يومنا هذا يمارس فى غياهب القرى الهندوسية الهندية و هو عندما تختار الأرملة الهندية إنهاء حياتها بنفسها لتلحق بمصير زوجها و رغم حملات التوعية التي تقوم بها المنظمات الانسانية بالتعاون مع الحكومة الهندية لا تزال و للأسف ممارسة الانتحار المصيري مستمرة فى الهند .

النوع الرابع و هو انتحار الكبرياء و الكرامة أو ما يعرف بالطعنة النرجسية : ويحدث عندما يوظف الشخص كل طاقاته الذاتية حول هدف معين ولا يفكر في شيء آخر وإذا فشل في الوصول إلى هذا الهدف أو تخيل الفشل. و قد برع فى هذا النوع من الانتحار فرسان السموراي اليابانيون أصحاب النزعة إلى الكمال والمثالية (Perfectionisme) و أصبح لهذا الانتحار مصطلحات عالمية معروفة منها: طريقة "الهاراكيري" التي كان يقدم عليها محارب الساموراي بشق بطنه بسيف قصير.

و يبدو أن اليابانيون لم يتخلوا إلى يومنا هذا عن انتحار الطعنة النرجسية و هذا مثل لانتحار حديث العهد بطله مدير إحدى الشركات اليابانية المتخصصة في تصنيع قضبان السكك الحديدية ، قام بشنق نفسه في أحد مخازن الشركة. وما يلفت الانتباه في هذه الحادثة المأساوية، أن بطلها ترك رسالة لزملائه في الشركة ذكر فيها أنه يأمل بأن تساهم قيمة وثيقة التأمين على حياته في حل مشاكل الشركة المالية.
واختتم رسالته بالقول: " أرجو المعذرة.. لم أجد طريقة أخرى لمساعدة الشركة". وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الشركة الصغيرة عانت من عجزها عن تسديد ديون مستحقة للبنوك، وصلت قيمتها إلى نحو مليون دولار، تراكمت نتيجة لتراجع مبيعاتها في اليابان، ودول جنوب شرق آسيا. ولعل المؤسف في هذه القصة أن الشركة لم تستفد من فروسية انتحار مديرها أو غيرت من حالها بعد انتحاره، فبعد مدة قصيرة جداً من وفاته أعلنت الشركة إفلاسها . ليت المنتحر أدرك ذلك قبل الإقدام على أزها ق حياته بدون معنى.

النوع الخامس للانتحار هو الانتحار الواعي من أجل الهدف : والمقدمون على هذا النوع من الانتحار يحملون فى طياتهم رغبة الموت والايمان بضرورته من أجل الوصول إلى أهدافهم ولكنها رغبة غير ظاهرة تماماً و لم يكن شبان القاعدة الذين فجروا أنفسهم فى برجي التجارة العالمية بنيويورك طلائع للانتحار الواعي و لكن سبقهم طياري الكاماكازي اليابانيون فى الحرب العالمية الثانية التي انتهت نهاية مأسوية باستعمال الولايات المتحدة أخطر آلة قتل في تاريخ الانسانية (القنبلة الذرية) في هيروشيما و ناجازاكي. 

النوع السادس الانتحار في مرحلة الطفولة :
ويقصد به الانتحار في الفئات العمرية دون 15 سنة وهي حالات نادرة وتكون عفوية لا يوجد فيها تخطيط أو تصميم بل تكون نتيجة تأثر الطفل بالخيال حينما يرى أفلاماً أو يقرأ قصصاً خيالية تشجعه عليه.
و يشرف الرئيس الامريكى جورج بوش شخصياً على "ويب" للحد من ظاهرته و قد صدر عن المكتب الوطني الفيدرالي الأميركي للعائلة تقرير بتاريخ 11آب ـ أغسطس2002، نشر أمام الرأي العام الأميركي بواسطة مكاتب الخدمات الحكومية المعنية بالصحة النفسية والمخدرات، وتضمن معلومات مفادها أن أكثر من ثلاثة ملايين طفل، ممن تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً ـ نصفهم من الفتيات ـ فكروا بالانتحار العام2002، وأن حوالي الثلث منهم حاولوا الانتحار فعلاً وتلقوا علاجاً سريعاً في العيادات الطبية النفسية الرسمية.

التقرير شمل الفئات الاثنية المتشرة في سائر الولايات الأميركية (سود وبيض، إسبان وآسيويون)، وكان الشباب القاطنون في ولايات الغرب "أكثر قابلية واستعداداً للانتحار بمعدل 14 في المئة، يليهم شباب الجنوب بـ13 في المئة وشباب الوسط بـ12 في المئة، وشباب الشمال الشرقي 11 في المئة". وأشار التقرير أيضاً إلى أن 9 في المئة من المراهقين، ممن تراوحت أعمالهم بين 12 و13 عاماً، لديهم "أفكار جهنمية" عن الانتحار، وهؤلاء حاولوا "الانتقام من أنفسهم أكثر من مرة". أما من تراوحت أعمارهم بين 14 و15، وبين 16 و17 عاماً فكانت نسبتهم هي الأعلى (أكثر من 13،7 في المئة)، فضلاً عن كونهم أكثر الفئات التي تعاني من اضطرابات نفسية وعائلية ومدرسية، وهم الأكثر خطورة في مشاعرهم ومسلكياتهم العدوانية. ويلفت التقرير إلى أن هذه الفئة الأخيرة تستهلك مقادير مبالغاً بها من الكحول والمخدرات داخل حرم المدارس وخارجها، وأن هؤلاء متأثرون جداً بالبيئات التي ينتشر فيها العنف والانحرافات الجنسية.

النوع السابع و هو الشعور بالنقص والخسارة و الاحباط العاطفي Distorsion cognitive، وهو شعور ممكن أن يكون واقعياً وخيالياً. و لكن عدم القدرة على تخطي ظروفه يجعل ضحاياه كثيرين و من أشهرهم كليوباترا الأميرة المصرية التي انتحرت عندما سمعت إشاعة عن مقتل أنطونيوس ماركوس حبيبها الذي هزمه أوكتافيوس في معركة أكتيوم فانتحرت بلدغة أفعى ليسبقها هو أيضاً.

و بالطبع هناك أنواع أخرى للانتحار مثل الحالات العصبية و الذهنية مثل ( انفصام الشخصية) والهذيان والهلوسات و الانتحار غير المقصود الذى قد يحدث بقرار نابع من تأثير الكحول أو جرعة كبيرة من المخدرات أو جرعة زائدة من المخدرات.
و هناك ظاهرة الانتحار تحت ضغط حالات نفسية وعقلية كأن يسمع أصوات تريد منه الانتحار ويشعر بأنه مطارد ويحاول الهروب بالانتحار.

أما عن الصفات التي يتميز بها المنتحر في الغالب فهي عديدة ومتنوعة يمكننا ذكر بعض منها :
1_ لديه خلل على صعيد الأنا، فهو لا يستطيع أن يبلور طاقاته الدفاعية كي يتعامل مع الناس ومع واقعه.
2_ الشعور بالنقص والخسارة، وهو شعور ممكن أن يكون واقعياً وخيالياً.
3_ عدم قدرته على تخطي ظروفه.
4_ الطعنة النرجسية : وتحدث عندما يوظف الشخص كل طاقاته الذاتية حول شيء معين ولا يفكر في شيء آخر وإذا فشل في هذا الشيء تخيل الفشل.
5_ لديه ضعف في الصور الخيالية، تتميز الصحة النفسية بأنها تنفس طاقات وضغوطاً معينة عن طريق الخيال، لذا فإن الشخص الذي يلجأ للانتحار يكون لديه ضمور وعدم قدرة على التنفيس وضعف في الطاقة التخيلية.
6_ العنف على الذات ويكون نابع عن كبت كما أن لديه صعوبة في التعبير.
7_ ضعف ثقته بنفسه، إذ يكون دائماً بحاجة إلى امتداح الآخرين وطمأنينتهم له.
8_ ذو شخصية تتميز باللامسؤولية إذ يبدو وكأنه مراهق أبدي، لا يمتلك الاستقرار العاطفي والنفسي وهو بلا هوية جنسية ويعيش بحالة فراغ مستمرة ويشعر بالاكتئاب.
9_ يفقد القدرة على التأقلم مع المحيط والظروف والأوضاع المختلفة.
10_ يمكن اعتباره فاقداً لمادة الاستمرارية وعاجزاً عن رؤية الحلول، مع العلم بأن الحل موجود دائماً ولكنه وصل إلى درجة لا يرى غير الانتحار حلاً مناسباً.
*مثلث الكآبة وعلاقته بالانتحار
في مثلث الكآبة هناك ثلاثة حالات :
1_ نظرة سوداء للذات.
2_ نظرة قاتمة للمحيط، لذا ينطوي وينعزل عن المجتمع.
3_ نظرة قاتمة عن المستقبل.
أكثر حالات الانتحار تكون عند الأشخاص الذين يمتلكون الحالة الثالثة من مثلث الكآبة.
*مقومات الاستقرار والصحة النفسية
1_ الأمان.
2_ الحنان.
3_ أن يتقبله الآخرون كما هو لا كما يريدون.
4_ الارتياح في العائلة.
5_ الارتياح في المجتمع.
6_ الارتياح المادي.
7_ الارتياح العاطفي.
الإنسان بحاجة للاستقرار في كل هذه الامور كي يشعر بالصحة النفسية.
*الانتحار والعلاج النفسي :
1_ إن العلاج النفسي في الواقع مرتكز على التعبير والإصغاء للشخص ومساعدته في أن يعبر عن احساساته ومساعدته في تحليل الامور، لا الحكم عليها.
2_ مساعدة الشخص في أن ينطلق من قراراته الشخصية، وعمل علاقات مع الآخرين كي ينفس عما في داخله.
3_ التفكير بوفرة الحلول الأخرى غير الانتحار.
4_ حب الحياة والتصريح والبوح.
5_ معالجة الأمراض النفسية لا تكون بالدواء بل بالمحبة وكسر الحاجز بين الشخص والآخرين.

القاسم المشترك لمعظم حالات الانتحار هو الشعور باليأس!!

أظهر أول استطلاع عن الانتحار في الصين أن معدل ‏ ‏حالات الانتحار يصل إلى 287 ألفاً كل عام.‏ وذكرت وكالة الأنباء الصينية، أن حالات الانتحار تشكل 6ر3 في المائة ‏ ‏من مجموع الوفيات في الصين سنوياً وهو ما يشكل خامس أكبر مسبب للموت بعد أمراض ‏ الأوعية القلبية والقصبة الهوائية وسرطان الكبد والتهاب الرئة. ‏ ‏ 

وأضافت (شينخوا) أنه وفقاً للاستطلاع فإن الانتحار هو العامل القاتل لمن ‏ أعمارهم بين 15 و34 سنة وأن معدل انتحار الإناث يزيد 25 في المائة عن معدل الذكور، ‏والمعدل للريفيات أعلى بكثير. ‏ وأشارت إلى أن الاستطلاع يوضح أن هذا المعدل دليل على تباين كبير عما هو موجود ‏ ‏في معظم الدول المتقدمة حيث يصل معدل انتحار الذكور غالبا إلى ما يزيد ثلاثة ‏ أضعاف معدل الإناث. ‏ ‏ 

وكشف الاستطلاع حسب وكالة الأنباء الكويتية، أن سبعة في المائة من حالات الانتحار الكامنة يبحث عن مساعدات ‏ ‏نفسانية قبل ارتكاب الانتحار. ‏ وقالت /شينخوا/ إن الحكومة الصينية تخطط لإنشاء شبكة وطنية للوقاية من ‏الانتحار في الأعوام الثلاثة المقبلة. 

والجدير ذكره أنها ليست الصين وحدها من تعاني من ارتفاع نسبة حالات الانتحار حيث تسعى الحكومة البريطانية إلى تنفيذ خطة للحد من ظاهرة عمليات الانتحار المنتشرة بكثرة بين الشباب البريطاني أيضاً. 

فقد أشار تقرير للجنة الوطنية للحد من عمليات الانتحار بأن الحكومة تهدف إلى خفض نسبة عمليات الانتحار إلى 20% في حلول عام 2010. 
ويؤكد التقرير إن الحكومة تخطط للوصول إلى50% من الأشخاص الذين يفكرون في الانتحار ولا يراجعون أطباء نفسيين، مشيراً إلى أن نسبة الانتحار تنتشر بكثرة بين الأوساط تقل أعمارهم عن 35 عاماً. 

ومن جانب آخر يقول أطباء النفس إن هناك إهمالاً في تشخيص محاولات الانتحار المحتملة، حيث يقول بحث إن كثيراً من الأهمية يولى للمشاكل الصحية والنفسية، ويحذر الباحثون من أن الكثيرين من الذين يقدمون على الانتحار أو يفكرون فيه ليسوا مصابين بأمراض نفسية أو عقلية. 

ويقولون إن القاسم المشترك لمعظم حالات الانتحار هو الشعور باليأس وفقدان الأمل بالتقدم في الحياة وليس بالضرورة بسبب أمراض عقلية، لذلك فإن الباحثين يقولون بأن هناك حاجة لتقييم أوضاع الأشخاص الذين يمكن أن يقدموا على الانتحار. 

وعلى سبيل المثال يجب أن يركز التقييم على كيفية تعامل هؤلاء مع المشاكل التي تواجههم. ويقدم حوالي أربعة عشر شخصاً من كل مائة ألف على الانتحار في بريطانيا. 

ويقول الدكتور روري أو كونور من جامعة ستراثكلايد والبروفيسور نول شيهي من جامعة كوينز في بلفاست إن هناك أدلة على وجود حالة من اليأس والضغوط النفسية التي لا تطاق عند تسعين في المائة من الذين يقدمون على الانتحار أو يفكرون فيه. 

ويقترح الطبيبان أن تتركز الأبحاث المستقبلية في هذا المجال على كيفية تشخيص الأشخاص الذين يمكن أن يقدموا على الانتحار وعلى العلاج الذي يمكن أن يقدم لهم والابتعاد عن رؤية الانتحار على أنه بسبب أمراض عقلية ونفسية. 

ويقول الدكتور أوكونور إن من الصعب التنبؤ بالانتحار وبالتالي فإن من الصعب منع حصوله. ويضيف أن طرق تشخيص حالات الانتحار ليست حساسة بما فيه الكفاية، وليس بالضرورة أن يكون المقدم على الانتحار مصاباً بأمراض عقلية. 

وقال إن من المهم دراسة وتقييم القدرة على حل المشاكل الاجتماعية ومعرفة رؤية الأشخاص الذين يمكن أن يقدموا على الانتحار للحياة والمستقبل. 
لذلك فإن هناك حاجة لتدريب المزيد من الأخصائيين على طرق علاج الأزمات النفسية للذين يحاولون الانتحار. 
وقال الدكتور أوكونور إن المستشفيات طالما أخرجت الذين أقدموا على الانتحار باعتبار أن ليس لهم أي مشاكل صحية، ونصحتهم باستشارة طبيب العائلة. 

ويضيف الدكتور أوكونور أنه في الكثير من الحالات هناك أسباب يمكن تفهمها عند الذين يفكرون بالانتحار، لذلك فإن هناك حاجة لإشعار الأشخاص الذين يفكرون بالانتحار بأنهم ليسوا شاذين. 

ويقول بعض المختصين إن المشكلة تكمن في أن الأشخاص الذين يعانون من أزمات نفسية وحياتية لا يعرفون إلى أين يذهبون للحصول على المساعدة. 

لذلك فإن هناك حاجة لوجود جهة معينة يعلن عنها بأنها تساعد ذوي الأزمات النفسية والعاطفية والحياتية 
ومن الاختراعات المبتكرة للتعامل مع هذه الأزمات هو البريد الإلكتروني الذي يمكن لأي شخص يعاني من أزمة نفسية أن يرسل رسالة عبره إلى الجهات المعنية أو الأشخاص الذين يود الاتصال بهم دون الحاجة إلى التحدث بالهاتف.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70298
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

قرأت لك     Empty
مُساهمةموضوع: رد: قرأت لك       قرأت لك     Emptyالثلاثاء 8 سبتمبر 2015 - 22:42

مقالة في جريدة الشرق الأوسط :

بعد أن اتضح أن هجمات لندن قام بها انتحاريون بريطانيون مسلمون: من يصنع الانتحاري... ومن هم صناع الحالة الانتحارية؟
لندن: مشاري الذايدي 
بعدما كشفت الأنباء عن أن منفذي هجمات لندن صباح الخميس الماضي، على عربات المترو وباصات النقل العام، هم مجموعة شباب بريطانيين من اصل باكستاني، نفذوا العملية بطريقة انتحارية، بعد ان تلقى بعضهم دورسا في الدين الاسلامي في باكستان، وزار افغانستان، اصبح السؤال: كيف يهيأ الانتحاري الاصولي، وما هو مبررهم الفكري والنفسي لهذا العمل الرهيب؟ إذا طالعنا الشرائط المصورة للانتحاريين، التي يظهر فيها الانتحاري يلقي بعض وصاياه ويرسل رسائله التي تفسر سبب اقدامه على هذا العمل، فسنرى حالات فرح وسعادة بالمصير الانتحاري. ويبرز هنا شريط «الزفة» الشهير، الذي بثته قناة «الجزيرة» القطرية، وظهر فيه ناصر السياري وعلي المعبدي، اللذان قاما بتنفيذ الهجمات الانتحارية على مجمع المحيا السكني في العاصمة السعودية الرياض في نوفمبر (تشرين الثاني) 2003، فقد بدا الفرح والسرور الهسيتري على الحضور، باعتبار ان الانتحاريين سوف يقدمون على لحظة موت صغيرة، تنقلهم الى حفلة اخرى تنتظرهم في العالم الآخر.
ويحدثني الباحث العراقي رشيد الخيون عن سائق التاكسي العراقي في بغداد، الذي أركب معه أحد المارة، وأخذ يدور به ويدور من دون هدف، الى ان تملك الضجر سائق التاكسي، فسأل الراكب الى أين تقصد بالضبط؟ فقال له: لا تقلق سأعطيك أجرتك مضاعفة، ثم أخذ يدور به مرة أخرى في شوارع بغداد، وأخيرا أوقف السيارة ونقد سائق التاكسي أجرة مجزية، وقال له: للأسف فاتنا العشاء اليوم مع الرسول صل الله عليه وسلم! فقال له: ماذا تعني؟ فقال الراكب: كنت أبحث عن هدف أفجر فيه نفسي، وكشف عن الحزام المتفجر في جسده.. ثم مضى إلى حال سبيله في انتظار عشاء آخر.
وعن الأساس الفقهي والفكري، الذي يقنع به المحرضون من يقع يملك القدرة على تنفيذ عمل انتحاري، فهناك أدبيات كثيرة لدى الاصوليين القاعديين، تسوغ العمليات الانتحارية وتشجع عليها.
يقول الاصولي الكويتي حامد العلي (أفرجت عنه السلطات الكويتية، بكفالة آخر يونيو (حزيران) الماضي، بعد اتهامه بالتحريض على الارهاب)، في فتوى له بعنوان «حكم العمليات الاستشهادية»، وبعد أن أورد عددا من النصوص والمقتطفات التراثية التي تعزز القول بجواز العمليات الانتحارية: «هذه سبعة نقول من أئمة العلم، تدل دلالة واضحة بطريق اللزوم على جواز العمليات الاستشهادية، بشرط حصول مصلحة النكاية في العدو».
وفي فتوى للأصولي المقيم في لندن أبو قتادة الفلسطيني (أفرجت عنه السلطات البريطانية من سجن بيل مارش في مارس الماضي بكفالة، بعد اشتراط وضع حلقة الكترونية في جسده لمراقبته)، في هذه الفتوى التي تحمل عنوان «جواز العمليات الاستشهادية وأنها ليست بقتل للنفس»، قال ابو قتادة، وهو يشرح انماط وصور العمليات الانتحارية ويؤصل لها فقهيا : «قيام المجاهد بتفجير نفسه، أو سيارته في وسط الاعداء لإحداث النكاية بهم، وهذه الصورة وان كانت لم توجد في الزمن السابق لعدم وجود أدواتها، فهي حادثة في هذه العصور»، ثم يمضي أبو قتادة في الشرح، ويصل الى جواز هذه العمليات، وانها من أرفع انواع الجهاد. فتواه هذه منشورة في نشرة الأنصار بتاريخ الخميس 6 ذوالقعدة 1415 العدد 91، وهي النشرة التي كانت توجه عمل الجماعة الاسلامية المقاتلة في الجزائر، ويبث من خلالها ابو قتادة فتاواه، حول العمليات العسكرية التي نفذتها الجماعة الجزائرية الاصولية بشراسة.
وأما أبو محمد المقدسي، فرد على مفتي السعودية، الذي أفتى بعدم جواز العمليات الانتحارية، رافضا وصفها بالانتحارية، وقال عنها إنها «عمليات بطولية أبعد ما تكون عن الانتحار»، كما في فتواه التي نشرها على موقعه بعنوان «حول فتوى مفتي السعودية بشأن العمليات الاستشهادية».
العلميات الانتحارية او الاستشهادية، لم تكن محل اتفاق بين فقهاء المسلمين المعاصرين، فقد وافق عليها فريق وعارضها فريق آخر. وكان كل ذلك ضمن سياق الحديث عن المقاومة في فلسطين. فهناك فتوى لمجموعة من العلماء في الأردن، بمشروعية العمليات الانتحارية (الاستشهادية)، وفتوى جبهة علماء الأزهر في نفس الاتجاه. يقول الدكتور يوسف القرضاوي في مشروعية هذه العمليات «إن هذه العمليات، تعد من أعظم أنواع الجهاد في سبيل الله، وهي من الإرهاب المشروع»، وبين د. القرضاوي أن تسمية العمليات بـ«الانتحارية» تسمية خاطئة ومضللة، فهي عمليات فدائية بطولية استشهادية». اما في السعودية، فقد ذهب بعض الفقهاء الى عدم مشروعية العمليات الانتحارية. قال الشيخ محمد بن عثيمين، احد ابرز الفقهاء السعوديين، والمتوفى قبلَ أحداث 11 سبتمبر (ايلول) 2001، في إجابة له عن سؤال حولَ رأيه في العمليات الانتحارية: «رأيي في هذا، أنه قاتل لنفسه، وأنه سيعذب في جهنم بما قتل به نفسه، كما صح ذلك عن النبي صل الله عليه وسلم، لكن الجاهل الذي لا يدري وفعله على أنه فعل حسن مرضي عند الله، أرجو الله سبحانه وتعالى أن يعفو عنه، لكونه فعل هذا اجتهادا، وإن كنت أرى أنه لا عذر له في الوقت الحاضر، لأن هذا النوع من قتل النفس اشتهر وانتشر بين الناس، وكان على الانسان أن يسأل عنه أهل العلم، حتى يتبين له الرشد من الغي. ومن العجب أن هؤلاء يقتلون أنفسهم مع أن الله نهى عن ذلك وقال «ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما». وكثير منهم لا يريدون إلا الانتقام من العدو على أي وجه، سواء كان حلالا أو حراما، فهو يريد ان يشفي غليله فقط، أو يروي غليله، ونسأل الله أن يرزقنا البصيرة في دينه والعمل بما يرضيه إنه على كل شيء قدير». (مجلة الدعوة: العدد ـ 1598 ـ 28 صفر 1418 هـ). ودعما لنفس الرأي يرى القاضي والمفتي السعودي عبد المحسن العبيكان، في حديث سابق لـ«الشرق الأوسط» عدم جواز العمليات الانتحارية، الذي قال عن العمليات في فلسطين «منذ زمن، وأنا أفتي بتحريم العمليات الانتحارية وليست الاستشهادية، كما يسميها البعض فهي تسمية خاطئة، وثار حينها الكثيرون، ولكنني ما زلت متمسكاً برأيي بأن مثل هذه العمليات محرمة، ولا توجد أدلة تؤيدها لا من كتاب ولا من سنة. فهذه النفس يملكها من خلقها فكيف يُقدم المرء على قتل نفسه»، وقال «لقد أفتى بتحريم هذه العمليات جماعة من العلماء كالشيخ ابن باز، ابن عثيمين، الألباني، رحمهم الله، وكذلك مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، وجمع كثير». واما المفتي العام للسعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، فقال معلقا على طريقة قتل النفس بين الأعداء أو ما يوصف بالطرق الانتحارية «لا أعلم لها وجها شرعيا، ولا أنها من الجهاد في سبيل الله، وأخشى أن تكون من قتل النفس». وكان المفتي العام للسعودية يرد على سؤال مفاده أن «بعض الدول الإسلامية تتعرض لحرب أو احتلال من دول أخرى، فيعمد بعض أفرادها إلى مهاجمة أفراد البلد المعتدي بالطرق الانتحارية فيقتل نفسه ويقتل غيره من الأعداء، ويرون أن هذا لون من ألوان الجهاد في سبيل الله، وأن المنتحر شهيد». يشار إلى الانتحار بدافع ديني، يعتبرممارسة قديمة ومتعددة الصور، وهذه الظاهرة ليست مقصورة على المسلمين، فحسب دراسة لباحث عربي هو حسان المالح ، فإن هناك طوائف مسيحية وديانات شرقية، قام بعض أفرادها بأعمال انتحارية بحجة دينية.
فهناك «طائفة الوصايا العشر»، وهي طائفة أوغندية تتبع المذهب الكاثوليكي المسيحي، أسسها راهب يدعى «جوزيف كيبويتيره»، ومعه عدد من الراهبات.
كانت هذه الطائفة تعتقد بأن القيامة ستقوم في يوم 31 ديسمبر 1999، وقد أقنعهم بأنه ينبغي عليهم بيع ممتلكاتهم والتبرع بها للكنيسة، والاستعداد للذهاب إلى الجنـة. وبالفعـل قام هؤلاء «المنتحرون» ببيع ممتلكاتهم، ولكن القيامة لم تقم. وفي (مارس 2000) بدأت موجة من الانتحار الجماعي بين أعضاء تلك الطائفة. وهناك جماعة «جيم جونز»، وهم أتباع القس جيم جونز، وحسب بحث المالح ، فهو قس مهووس، ومدمن للمخدرات، أقام لأتباعه مزرعة ضخمة وجمعهم فيها، وأباح لهم الجنس والمخدرات، وظنوا أن الحياة داخل هذه المزرعة هي السعادة، وأن هذا هو النعيم المقيم. ولكن بعد فترة خاب ظنهم، وأصابهم الإحباط، واستطاع هذا القس إقناعهم بالانتحار، وبالفعل وفي عام 1978 أقدم 918 شخصاً على الانتحار، وكان بينهم كثير من الأطفال وكبار السن. وتم الانتحار بتناول مادة السيانيد السامة، ومن امتنع عن تناول السيانيد قتل رمياً بالرصاص. وكان مقر هؤلاء مدينة جويانا بولاية سان فرانسيكو بالولايات المتحدة. وهناك طائفة «معبد الشمس»، وهي طائفـة أخرى من طوائف الانتحار الجماعي، وأتباعها يوجدون في كندا، وأوروبا خاصة فرنسا وسويسرا. ويعتقد أصحاب هذه الطائفة أن الانتحار الجماعي في طقوس معينة، يمكَّن الواحد منهم أن يولد من جديد في كوكب الشعرى اليماني. وأغرب أنواع الانتحار التاريخية ذات الصبغة الدينية، التي أشار إليها الباحث المالح هي حالة الراهب الأندلسي «أيولوخيو» زعيم فتنة النصارى المستعربين في قرطبة، في عهد الأمير عبد الرحمن الثاني بن الحكم وولده الأمير محمد. فقد كان أيولوخيو راهباً من أسرة مستعربة ميسورة الحال، وله أخ موظف في الدولة الذي عز عليه اقبال الشباب المسيحين على تعلم اللغة العربية، واهمال الثقافة المسيحية، فحض اتباعه على الخروج للشوارع، وشتم الاسلام والرسول، وكان كلما قبض على شخص منهم وحول للقاضي الشرعي، وطلب منه التراجع يرفض حتى يقتل، في حالة انتحار جنوني جماعي، وعندئذ عقد الأمير عبد الرحمن الثاني مجتمعا دينيا في قرطبة سنة 852 ضم جميع أساقفة الأندلس برئاسة مطران إشبيلية لبحث هذه المسألة، وأصدر المجمع قرارا يستنكر حركة هؤلاء المسيحيين المتطرفين، واعتبرها خروجا على تعاليم الكنيسة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70298
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

قرأت لك     Empty
مُساهمةموضوع: رد: قرأت لك       قرأت لك     Emptyالثلاثاء 8 سبتمبر 2015 - 22:52

القتل الرحيم ومشكلات الخوف والألم
دكتوراة فلسفة كاتب وأديب
هل يمكن أن تكون طلقة الرحمة حلاًّ للأمراض المستعصية والشيخوخة؟

متى نفكّر بالموت بوصفه حلاًّ لما نعانيه؟ وهل يمكن أن يكون التخلّص من الحياة أمراً قابلاً للتنفيذ؟
وهل تسمح الأديان حتى بمجرد التفكير في الموت الرحيم ؟
هذه الأسئلة وغيرها كانت مدار محاضرة ألقاها الأستاذ إحسان الكيالي في جمعية العاديات، فكانت ورقة بحث مثيرة للجدل بين مؤيِّـد ومعارض.
وتكتسب هذه المحاضرة بعض أهميتها من مواكبتها لما يحدث في العالم بعد أن أصدرت هولندا (قانون الموت الرحيم) بعد إقراره من جميع المراجع الدستورية فغدا قانوناً يُعمل به اعتباراً من أول أيلول الماضي ( 2003 ) .
بعد جدل واستفتاءات ونقاش دام ثلاثين عاماً، صدر أول قانون في العالم يقونن وينظّم الموت الرحيم ويعدّه عملاً مشروعاً وفق حالات وشروط دقيقة حدّدها المشرّع. غير أن معارضي القانون اتهموا الحكومة الهولندية بأنها أصدرت هذا القانون لتخفّف من مصاريف المعالجة الطبيّة والأدوية للمواطنين.
جمع المحاضر الوثائق المتعلقة بالموضوع ودرس نص القانون الذي يتعلّق بهذه المادة من خلال معونة الأستاذ حسين المدرّس قنصل المملكة الهولندية بحلب، وعكف على اختيار الطريقة المثلى ليقدم محاضرة شاملة ومقتضبة تلمّ بالموضوع من جوانبه كافة.
في البداية قدّم الباحث تعريفاً للموت الرحيم بقوله: " هو استجابة الطبيب المعالج لرغبة مريضه، بإنهاء حياته نتيجة لمعاناة هذا المريض من آلام مبرّحة لايمكن تحمّلها، والميؤوس من شفائها نهائياً وقطعياً " ثم تساءل: هل يُعتبر هذا العمل جريمة قتل يعاقَب عليها الطبيب، أم يُعدّ عملاً إنسانياً مشروعاً ؟

الموت الرحيم من وجهة النظر الدينية

إذا كان القتل بدافع الرحمة يعني إنهاء حياة إنسان أو مساعدته على الانتحار فإن الأديان كلّها تحرّم ذلك تحريماً مطلقاً وتعتبره جريمة قتل، لأن الله هو الوحيد الذي يحيي ويميت. فالديانتان - اليهودية والمسيحية - كما قال الباحث - تحرّمان القتل بحسب الوصية الخامسة من الوصايا العشر " لاتقتل " والكنيسة ترفض الإجهاض والموت الرحيم بحسب ماجاء في ردّ المطران يوحنا جنبرت في معرض ردّه على سؤال المحاضر عن مشروعية الموت الرحيم. أما عن رأي الإسلام بهذه المسألة فقد أورد المحاضر كثيراً من الآيات القرآنية التي تدلّ على أن الموت هو من حق الله وحده واهب الحياة. وقد حرص الإسلام على حياة الإنسان ولم يجعل النفس ملكاً حتى للإنسان ذاته، وإنما هي ملك لله استودعه الله إياها، فلا يجوز له الانتحار، كما لايجوز له التفريط فيها بواسطة الغير ولو كان طبيباً يهدف إلى إراحة المريض من آلامه.
ثم أورد المحاضر جملة من الأسباب التي يتمسك بها أخصام نظرية الموت الرحيم، منها أن هناك مئات الحالات من المرضى الميؤوس من شفائهم قد مـنَّ الله عليهم بالشفاء وعاشوا عشرات السنين بعد أن كانوا يُحتضرون، وأن العلم يأتي كل يوم بجديد، ومن الممكن للمريض الذي لاعلاج له اليوم أن يشفى غداً، وأن مهمة الطبيب حماية حياة المريض ومتابعة علاجه بكل الوسائل الممكنة، وفقاً لِقَسَم (أبقراط) الطبي.
وبالرغم من ذلك كله، يتحوّل المحاضر من حديثه عن الموت الرحيم إلى الحديث عن الموت الأكلينيكي ليعرض وجهة نظر مختلفة من خلال رأي مختلف لأحد شيوخ الأزهر، فيورد قولاً ورد في كتاب (بيان للناس) للشيخ جاد الحق علي جاد الحق يقول فيه: (( أما بالنسبة للموت الأكلينيكي فإنه يمنع تعذيب المريض المحتضر باستعمال أية أدوات أو أدوية متى يتبين للطبيب أن هذا كله لاجدوى منه، وعلى هذا فلا إثم إذا أوقفت الأجهزة التي تساعد على التنفس وعلى النبض متى تبيّن للمختص القائم بالعلاج أن حالة المحتضر ذاهبة به إلى الموت)). ولقد استند شيخ الأزهر السابق جاد الحق في ذلك إلى مقررات مجمع الفقه الإسلامي الثالث التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في عمّان بالأردن عام 1987 حول أجهزة الإنعاش والموت الأكلينيكي. وهذا ما أقرّه أيضاً مؤتمر جنيف الدولي المنعقد عام /1979/ إذ عرّف المؤتمر الموت بتوقّف جذع المخ عن العمل بغضّ النظر عن نبض القلب بالأجهزة الصناعية. ورفع تلك الأجهزة الصناعية عن المريض هو ماسمّاه المحاضر بالموت الرحيم السلبي ومال إلى جوازه من غير تصريح علني واضح.
الموت الرحيم من الناحية القانونية
أما عن الموت الرحيم من الناحية القانونية فقد أكّد المحاضر أن جميع القوانين والتشريعات في أكثر بلدان العالم لاتقرّ بـه لأي سبب من الأسباب، وتوجب العقاب على من يقوم به. وقانون العقوبات السوري صنّف هذه الأعمال في باب القتل القصد، ويعاقب مرتكبه بالأشغال الشاقة من خمس عشرة إلى عشرين سنة. ثم عاد المحاضر فبيّن أن المادة /538/ من قانون العقوبات هي التي تنطبق تماماً على حالة الموت الرحيم، فهي تنص على مايلي: (( يعاقب بالاعتقال عشر سنوات على الأكثر من قتل إنساناً قصداً بعامل الإشفاق بناءً على إلحاحه بالطلب)). وتبقى إذن صفة جرم القتل الذي يعاقب عليه القانون مهما يكن نوعه.
وهنا عاد المحاضر وبيّن ميله إلى مشروعية الموت الأكلينيكي قائلاً: (( يجب المطالبة بتعديل قانون العقوبات … والأخذ بنظرية الموت الأكلينيكي على الأقل … وإن إقدام الطبيب بهذه الحالة على نزع جميع الآلات والأدوات وإيقاف الأدوية عن المريض يُعتبر عملاً مشروعاً وهذا ماعبرنا عنه بالموت الرحيم السلبي)).

الموت الرحيم من الناحيتين: الاجتماعية والإنسانية

رأى المحاضر الأستاذ إحسان كيالي أن الموت الرحيم يمارَس بشكل خفي في كثير من المجتمعات بالرغم من حظـره دينياً وقانونياً، والذين يقومون به يبررون فعلهم بدوافع إنسانية محضة لتخليص المريض من وضع ميؤوس من شفائه. وعلى سبيل المثال فلقد اعترف أحد الأطباء الفرنسيين بأنه مارس الموت الرحيم على العديد من مرضاه، كما أن ممرضاً أمريكياً أطلق على نفسه اسم ملاك الموت حيث كان ينهي حيوات بعض المرضى الميؤوس من شفائهم، حتى أنه - في إحدى المرات - خنق مريضاً ظل يتنفس بعد أن نزع عنه جهاز التنفس الاصطناعي.
وهناك عدة دول تبحث الآن إمكانية الاقتداء بهولندا مثل استراليا ونيوزيلنده وفرنسا وسواها لإصدار قانون مماثل للموت الرحيم.
وبعد عدة تساؤلات، أورد المحاضر مثلاً عامياً وطلب إلى المحاضرين التفكّر في مغزاه،، فكثيراً مانقول عن المريض: (( الله يخفّف عليه))؟!..
ثم بيّن المحاضر تفاصيل القانون الهولندي وموادّه الأساسية التي تحدّد الحالات الممكنة للموت الرحيم، وتبيّن واجبات الطبيب المعالج وشروط قيامه بعملية (( القتل الرحيم)) ؟!..

حوار " الموت الرحيم "

بعد انتهاء المحاضرة ثار كثير من المحاضرين ضد الفكرة بينما أيّدها آخرون. وكان من بين الذين تحدّثوا : 
د. إحسان شيط : من يقرر ضرورة الرحمة .. وكيف؟
قال د. شيط إن الموت الرحيم ليس من مهام الطبيب، ولا يوجد لدينا أي معلومات كيف نعطي فيها الموت للمرضى.
الطبيب يعطي الدواء ويخفف الألم مهما كان سببه، ومهما كانت شدته، ولا يُسمح للمريض أن يتعذب، فيوجد في ترسانة الطبيب أدوية عديدة جداً لتقتل الألم.
أما قتل المريض فهذا أمر آخر تماماً.
ورأى أن مصدر فكرة الموت الرحيم مأخوذة من الطب البيطري (فالحيوانات التي لاتُنتج تُقتل).
ومأخوذة من معاقل النازية والعنصرية الذين كانوا يقتلون أعداءهم السياسيين ويصفّونهم جسدياً، والمعارضة السياسية كانت تلقى هذا الموت الرحيم أو غير الرحيم.
والآن أصبح قانوناً في هولندا وهذه مشكلة كبيرة: من سيقرر ضرورة الموت الرحيم؟ … الإنسان - المريض هو صاحب العلاقة.
هذا المريض هل هو دائماً متمتع بملكاته العقلية .
قد تأتي مريضة مصابة باكتئاب متكرر وتطلب أن ينهي الطبيب حياتها فهل هذا جائز؟
لذلك المشكلة مهمة جداً. أما اللف على القوانين الأخلاقية والدينية، وهذا ممكن، فهو شيء آخر.
اللـه حرّم القتل إلا بالحق.
وقد يستطيع أن يشرّع الإنسان أن هذا الحق هو تخفيف الألم. مثل معاقبة المجرمين ومثل الجهاد في سبيل الله أو الموت في سبيل الوطن، كلها طرق للموت… يمكن أن تلاقي لها غطاءاً دينياً، أما نحن كبشر … وأنا كطبيب، لايمكن أن أتصور نفسي أعطي الموت لأي إنسان. ولا أعرف دواءً ينهي حياة المريض.
د. عبدالمجيد رضوي : القتل الرحيم .. مرفوض
اتفق الفلاسفة المؤمنون أن الحياة هي هبة من الله ولا يجوز أن يأخذها إلاّ الله.
القضية هنا أن بعض المرضى يعتمدون المنطق الآتي، يقولون: إنني إذا بقيت فإنني سأكون عبئاً.
في بعض الدول وُضع قانون يمكن أن يوصي من خلاله الإنسان بأن تُمنع عنه الأجهزة الطبيّـة إذا كانت حياته ستبقى تعتمد عليها دائماً. لكن ليس من حقه ألاّ يُعطى أدوية لتخفيف الألم، ولا يحق له طلب إنهاء حياته.
وفكرة القتل الرحيم غير أخلاقية وغير جائزة.
القانون خطوة جريئة
وقال أحد الحاضرين : هناك وقائع فرضت نفسها حتى ظهر هذا القانون في هولندا.
وفي أمريكا هناك نوادٍ للمنتحرين وتعرف بها الدولة.
الهولنديون قرروا وقائع. سنّـوا قانوناً يعيشه الناس الآن، في ظل الانفجار السكاني الحالي.
بعض الدول ليس لديها إمكانية لرعاية المريض فترة طويلة، فلو مات المريض سريرياً وبقي حياً لسنوات عديدة، هل هناك إمكانيات لرعايته كل تلك المدة؟ القانون الهولندي خطوة جريئة استجابت لواقع موجود.
الشرائع حرّمت القتل بكل أشكاله، وهذه بدع غربية ينبغي علينا ألاّ نناقشها.
والإنسان الذي يتعذب عليه أن يصبر حتى يموت.
د. عمر الدقاق : نعم .. للموت الرحيم
أؤيد الموت الرحيم رغم أن معظم الآراء الظاهرية ضده.
الشرائع والأنظمة في خطوطها العامة من حقها أن تمنع ذلك، ولكن هناك حالات خاصة وتطورات لابد أن ننظر فيها فللضرورة أحكام.
وإذا كان القتل الرحيم مشروطاً بشروط دقيقة ومحصّناً بالحذر ومرفق بآراء لجان طبية فهو ممكن في حالات خاصة ولمصلحة الإنسان.
علينا أن نستخدم العقل ونستفيد من تطورات العلم في هذا المجال، والقانون الهولندي متطور إلى أبعد مدى وهو جريء ولا تجرؤ على مثله الدول الأخرى، وكثير من الأطباء لايتحلّون بالشجاعة الكافية لمساعدة مرضاهم.
محمد قجـة: تتغير الأحكام بتغير الأزمان
الموضوع ليس فقط طب وقانون، فيما أرى له جوانب كثيرة، فالآن البشرية يزداد فيها متوسط الأعمار ويكثر الشيوخ في مجتمعات قد تكون فقيرة، وهذا يفرز إشكالات كثيرة، وخلال هذا القرن ومع ثورة الجينات المعروفة قد يكون لدينا خارطة أعمار جديدة للبشر ولهذا لايمكن أن تكون المجتمعات متساوية في تناول الموضوع، بل لكل مجتمع ظروفه.
ومنذ أكثر من ألف سنة قال الإمام أبو حنيفة (( تتغير الأحكام بتغير الأزمان))، بمعنى أن لكل حاجة وقتها.
وفي هذا الوقت لاأدعو إلى قول نعم أو لا. وإنما أقول إن للموضوع جوانبه المتشعبة والكثيرة، وإذا نظرنا إلى الموضوع من زاوية أخرى نجد أن البشرية أو الرأي العام العالمي لم يعر أي اهتمام قضية موت مليون إنسان في راوندا الفقيرة السوداء كما يعير لموضوع كهذا.
فالمسألة نسبية وتختلف من فترة إلى فترة ومن مجتمع إلى مجتمع.
لكن نبقى دائماً حريصين على سماع مثل هذه الإشكالات التي يثيرها الأستاذ إحسان الكيالي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
قرأت لك    
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من اجمل ما قرأت من الحكم.
» كلمات من أجمل ما قرأت
»  أجمـــل مــا قرأت لــ~ ََ نـــزار قبــاني ًً

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات-
انتقل الى: