إجتياح الروس لسوريا
لافروف يقول أن الجيش السوري الحر هو تنظيم وهمي وإذا كان غير ذلك فعلى أميركا أن تعلمنا وتخبرنا بأسماء قاداته ومواقعه والتفاصيل الأخرى عنه وإلا إعتبرناه "ارهابيا" وسنضربه، وهي ضرَبته أول يوم وكل يوم بعده منذ تدخلت لا تَسللاً بل بوقاحة المحتل المختل غير العابئ بحقوق الشعب الذي يحتله ويقتله ويهجره. هو لافروف أحد أعوان بوتين الذي وسيده يجترحون البطولات بغياب القادرين عن صَدِّهم. رجال فيهم من الرجولة ما في الجبان من ضمير. هم تركوا الضمير جانبا ونسوه وسيبقى منسيا إلى ما بعد أن يدفعوا ثمن أعمالهم.
بوتين كما قلنا إجتاح سوريا دون خوف لأنها كانت مفتوحة فارغة وليس من يحميها، أفرغها لروسيا أو لغيرها أو لمن شاء ذَكَر إسمه باراك حسين أوباما، إعتاد في سيرته الطويلة الهروب من كل ما هو أكبر من قدرته على التحمل ويترك المجابهة، لأنها تحتاج إلى جرأة ليست عنده ، يتركها لغيره ، ولا يكلفه ما يقوم به إلا "غض النظر" فلا يعمل وينتصب الفراغ داعيا لمن يملأه. وجاء دب من الشمال لا يقدر العواقب وملأ الفراغ وبدأ بحكم سوريا التي لا يحكمها أحد وفيها من الصغار أمثال إبن حافظ بشار الذي يهيِّء لإبنه حافظ أن يتولى مقادير الحكم بعده وليس هو إلا حارس عينته يران ويعمل الآن عند لافروف
أيران أرسلت فيالق مسلحة لتحارب في غرب سوريا وقد إبتدعت هي والرفيق الروسي دويلة للعلويين وربما تحوي أيضا بعض الشيعة من نواحي سورية من خارج المخطط لتغيير الديمغرافية والظاهر أنها ستطعم بعناصر شيعية من إثنيات أخرى، إيرانية وأفغانية ومن كل واد عصا. غريب أمر روحاني العالم الديني رئيس إيران الذي قال منذ يومين أو ثلاثة أن إيران لم تتدخل ولن تتدخل في الأمور السورية، وهو تدخل علني وله من الفيالق، حزب الله واحد منها، والتي تعلن إنتصاراتها في معاركها يوميا منذسنتين أو أكثر وفي وسائل إعلامها وبالأخص في تلفزيون المنار خاصتها دون تردد وبافتخار. ولا ما يمنع أن نجد إيران مرتاحة للغزو الروسي وقد أزيل عن كاهلها ومؤقتا عبء مقاتلة أعداء الأسد وحمايته وأصبح أسدُهم يسير بسرعة إلى القفص المنصوب له من أعدائه
العراق، مسكينةالعراق، دخلت في الساحة السورية وهي في حرب أهلية مذهبية من الطراز الأول تتشابك فيه الفيالق العراقية والإيرانية والسنية وتتناحر ، وطبعا هناك داعش التي تحتل أكثر من نصف مساحة العراق وحربها المؤلمة فيه. أدخلوها لمالها النفطي ولأنها ممر بلاد فارس إلى سوريا ولأسباب أخرى كما هي عصا موسى التي " يهُش فيها على غَنَمه"وله فيها "مآرب أخرى"
نتنياهو، العضو الرابع في التحالف، قال اليوم بعد إجتماع الحكومة المصغرة أن إسرائيل تخوض حربا حتى الموت مع الفلسطينيين. ما الجديد، وقد قامت إسرائيل بحربها الأول فهجرت ثلثي الشعب وبقي الثلث والآن هي تعلن سياستها وما ستفعل. الواقع أن "السين" هذه لا ضرورة لها فقد باشرت منذ أيام باستفزاز العرب في الضفة وقتل بعضهم وكان جرحى اليومين الأخيرين في حدود 450 إنسان، ومنعت التجول وأطلقت عنان إرهابها المتمثل بالمستوطنين الجدد الذين يتصرفون بحرية تامة لا قانون يمنعهم ولا دولة تقف في طريقهم. السلاح مسموح لها وهي تستعمله بوقاحة تتعدى وقاحة نتنياهو والحاخام الأكبر. وانتفاضة ثالثة بشائرها واضحة تلملم جراحها وتستعد لمواجهة قاسية ضد اليهود. القتل لا يأتي إلا بالقتل والمستوطنين وكل يهودي سيكون عرضة للثأر لما يفعلون وحتى تاريخه عندهم من أسباب الثأر لو كُتبت مجلدات. الضفة والقدس ممنوعة على أهلها مباحة للمستوطنين
من مفارقات الزمان أن يتنطح أوباما وبعده كيري لما يجري في القدس والضفة ويتشدقان بقول لا نفهمه " بالنسبة للقدس ، من غير المقبول من أي من الجانبين اللجوء إلى العنف حلاًّ " وربما يريان أن لليهود حصرا "حق اللجوء إلى القوة". اليهود هم الطارئون على البلاد ويلزمهم وقت ليكملوا إحتلاله وأوباما يمنحهم الفرصة. ويقولون بالديمقراطية والسلام المُخَصَصين فقط وحصرا لبلادهم وليس للغير
داعش التي تَقَلَّص الإعلان عن سيئاتها تمددت. فهي في سيناء وهي في ليبيا واحتلت ربعها وقد يكون بترولها في يد داعش قريبا. وهي تتمدد وبسهولة في كل المنطقة ولكنها لم تحاول بعد التمدد في المناطق العربية السنية من إيران. الوضع يثير الدهشة أو أقله "التساؤل" عما إذا كان بينهما تفاهما بحيث يُظهران العداء ويبطنان التعاون ولو أن "الصداقة" بينهما لا يمكن تصديقها لأسبابها المذهبية
هذا ما رأينا بأعين تدمع وآذانا تتأذى مما تسمع وعقولا لم تتبين بعد إرتفاع قدرة الفاسدين الأربعة على الكذب وعلى القتل والتهجير بسبب أوضاع لا نفهما وأهداف غامضة لا نرى فيها حسنات قد يرتَدُّ بعضها على من يعاني وينتظر الفرج