قرية "أم الرشراش" ... ما هى إلا ........... ميـــــناء " أيـــــــــــلات"
موضوع طويل جدا جدا ....
جزء من مواضيع "سلسلة "أرض مصر الضائعة" ....
سأختصره
الخطأ كان ... نـــــوم العــــــــــرب فوق ودانهم ....
إنشغلنا ببعض ... وتركنا الباقى حولنا ..
إيلات .. جزء من "حياة وكيان بقاء إسرائيل" ...
بسببه "أيضا" والممرات دخلت إسرائيل حرب 1956
وبسببه.. نشأت حرب "مصيبة ونكسة 1967"
وبسببه ... لم تتقدم ... القوات الى الداخل سنة 1973
وبسببه .... ستقوم .... حـــرب قادمة ....
عندما نكتشف انهم قد ... حققوا القنال الجديد بين البحلر الأبيض والبحر الأبيض ...قناة البحرين البديلة لقناة السويس تحريك للمياة الراكدة أم تجديد للعلاقات المتوترة
... وتطرح الدراسات الصهيونية عدة «سيناريوهات» لحفـر هذه القناة:
الأول: قناة تمر من إيلات «قرية أم الرشراش المصرية» متجهة ناحية الشمال مستغلة وادي عربة ومخترقة صحراء النقب وصولاً إلى وادي غزة على البحر المتوسط بطول 280 كم.
والثاني: قناة تقــع إلى شـــمال من الأولى متصلة بالبحـــر المتوسط عند ميناء أشدود بطول 300 كم.
والثالث: قناة تسير في خط مستقيم من إيلات بامتداد وادي عربة شمال البحر الميت ومنكسرة ناحية الغرب لتتصل بالميناء الفلسطيني حيفا بطول 390 كم.
وقد أشار شيمون بيريز في كتابه: (الشرق الأوسط الجديد) إلى نفس السيناريوهات ولكن بصورة أخرى وهي توصيل البحر المتوسط بالبحر الميت عن طريق قناة، ثم توصيل البحر الميت بخليج العقبة، وبهذا يصبح البحر الميت شبيهاً بالبحيرات المرة المتصلة بقناة السويس.
وينصح من يود المزيد من المعرفة التاريخية المتعمقة ، أن يحمل كتاب الدكتور لبيب يونان رحمه الله ، والذي يوجد في مكنبة الواحة ويمكن تحمبله من الرابطة التالية
د. يحى الشاعر
منقول
[size=13]".............
http://www.almoslim.net/Moslim_Files/eilat...main.cfm?id=721
"أم الرشراش" .. ورقة مساومة مصرية مفقودة مع الصهاينة 29/1/1426
بقلم : محمد جمال عرفة
في شهر فبراير الماضي ، نشرت الصحف الصهيونية نبأ يقول أن الكيان الصهيوني هدد مصر بإسقاط طائراتها المدنية في حال دخولها المجال الجوي لميناء "إيلات" ، وطلب من القاهرة منع طائراتها من التحليق فوق المنطقة التي اعتبرها محظورة ، وقالت مصادر صهيونية إن : "طائرات الركاب المصرية تستعمل مجال العقبة الجوي المحاذي لـ "إيلات" لدخول الأراضي الأردنية ، ولكنها أحياناً تدخل المجال الجوي "الإسرائيلي" خطأ ، وأن "إسرائيل" لن تتردد في إسقاط أي طائرة مصرية تدخل المجال الجوي المحظور !! .
ولأن خبراء السياسية والتاريخ يعلمون أن (إيلات) هذه هي في الأصل (قريـة أم الرشراش) المصرية التي احتلها الصهاينة يوم 10 مارس 1949 ، فقد أثار الخبر التساؤلات حول أسباب عدم تمسك مصر باستعادة ايلات حتى الان كما فعلت في طابا بالتحكيم ، وهل معني ذلك أن القاهرة تنازلت عن إيلات للصهاينة نهائيا ؟! .
واقع الحال يشير إلي أن مصر لم تطالب بإعادة إيلات لأسباب سياسية وتاريخية وجغرافية ، أبرزها أن قرارات مجلس الأمن التي طالبت بإعادة الأرض العربية المحتلة ، اهتمت كلها بالحديث عن إعادة الأرض المحتلة منذ 1967 ، وليس ما قبلها بعد نكبة 1948 ، كما أن واقع جديد طرأ هناك يصعب تغييره .
واقع الحال يشير إلي أن مصر لم تطالب بإعادة إيلات لأسباب سياسية وتاريخية وجغرافية ، أبرزها أن قرارات مجلس الأمن التي طالبت بإعادة الأرض العربية المحتلة ، اهتمت كلها بالحديث عن إعادة الأرض المحتلة منذ 1967 ، وليس ما قبلها بعد نكبة 1948
ولكن الوقائع تشير مع ذلك إلي أن القاهرة لا تزال تتطلع لاستعادة أم الرشراش باعتبارها أرضا مصرية ، ولا تعترف بأنها أرض إسرائيلية .. فقد نشرت مصادر صحفية مصرية عام 2000 إن وزارة الخارجية المصرية بعثت باحتجاج رسمي إلى وزارة الخارجية البريطانية على ما جاء في وثائق بريطانية قديمة أفرج عنها من مزاعم تشير إلى إن مصر قد تنازلت خلال حكم الرئيس الأسبق عبد الناصر عن منطقة أم الرشراش ( ميناء إيلات الان) .
وقالت مصر في ردها الرسمي أن ما ورد في أوراق حكومة هارولد ويلسن عن تنازل عبد الناصر عنها لـ"إسرائيل" حتى تحصل على منفذ بحري على خليج العقبة "محض افتراء وتشويه لسمعة الرئيس الراحل فضلا عن انه دعم واضح للجانب الاسرائيلى على حساب مصر" ، وأوردت رسالة الاحتجاج المصرية نصوص لتصريحات عبد الناصر التي أكد فيها احتلال "إسرائيل" لأم الرشراش ، إضافة لوثائق ومستندات قديمة تؤكد تبعيتها لمصر .
وكان الحديث عن ضرورة استعادة قرية أم الرشراش المصرية المعروفة الآن باسم "إيلات" التي لا تزال تحتلها "إسرائيل" منذ 56 عاماً، قد عاد بقوة عام 1999 ، ونقلت الصحف المصرية عن مصادر سياسية مصرية أن دراسات وافية قد أعدت بالفعل حول الوضع القانوني للمدينة تمهيداً لتصعيد الأمر بعدما تجاهل الصهاينة على مدار 17 عاماً طلباً مصرياً قيل أن الرئيس مبارك قدمه لـ"إسرائيل" عام 1982م لبحث مصير المدينة ، فيما قالت مصادر في الخارجية المصرية إن ملف الحدود مغلق تماماً.
وقد نشرت عدة صحف مصرية تقارير متعددة عن أم الرشراش في أوج النزاعات بين مصر وتل أبيب وتصاعد التوتر عقب استدعاء السفير المصري من هناك ، أشارت فيها إلى أن مصر تستعد للمطالبة بها ، ونشرت ذات الخبر صحيفة ( إجيبشن جازيت) المصرية الرسمية الناطقة باللغة الإنجليزية ما دعا الصحف "الإسرائيلية" حينئذ للتحرك ونشرت ما تعتزم مصر القيام به.
وقد كشفت إحدى هذه الصحف الصهيونية أن "إسرائيل" طالبت أمريكا بالتدخل ، وأن السفارة الأمريكية بالقاهرة قد أجرت اتصالات بالخارجية المصرية لاستجلاء الأمر فأبلغها مصدر رسمي أن الخارجية لا تقف وراء الموضوع وهو ما فسر بأن ملف الحدود بين مصر وفلسطين المحتلة مغلق ، ولكن زاد الأمر غموضا حول حقيقة مطالبة مصر بها او التخلي عنها أن مصر احتجت عام 2000 على الوثائق البريطانية القديمة التي تزعم تنازل عبد الناصر عن أم الرشراش لـ"إسرائيل" !
وقد لوحظ في أعقاب التقارير التي تحدثت عن تدخل أمريكي لمعرفة حقيقة إثارة مصر لهذه القضية ، أن مصر تراجعت عن مطالبة "إسرائيل" بإعادة قرية أم الرشراش المصرية التى يحتلها الصهاينة منذ 56 عاما (10 مارس 1949) ، حيث قالت مصادر مسئولة فى الخارجية المصرية في ذلك الوقت أن ما تردد عن قيام مصر بتشكيل لجنة خبراء ومجموعة تفاوض استعدادا للمطالبة بأم الرشراش ليس صحيحا وأن ملف الحدود بين مصر و"إسرائيل" مغلق تماما !
وتشير دراسات مصرية إلي أن قرية أم الرشراش كانت تدعى في الماضي (قرية الحجاج) حيث كان الحجاج المصريون المتجهون إلى الجزيرة العربية يستريحون فيها
ويأتى هذا الموقف المصرى رغم تأكيد الرئيس مبارك قبل عامين أنه طالب "الإسرائيليين" عام 1985 بالتفاوض حول أم الرشراش وتأكيد الجامعة العربية أن أم الرشراش مصرية بالوثائق.
وقد نشر المؤرخ المصري عبد العظيم رمضان دراسة في صحيفة الوفد الليبرالية يوم 25 فبراير 2000 أكد فيها تكذيب الخارجية المصرية لما تردد حول اعتزام مصر المطالبة بأم الرشراش وزعم أن ما يتردد عن حقوق مصرية فى هذه القرية ليس له أساس تاريخى ، وأن الخارجية المصرية أحسنت صنعا بتكذيب المطالبة بها حتى لا ينشأ نزاع جديد لا مبرر له بين مصر و"إسرائيل" (!) واعتبر ذلك إفلات من فخ نصبته الصحافة "الإسرائيلية" لمصر !؟ .
وجاء رفض الرقابة علي المصنفات الفنية المصرية مشاهد خاصة بالحديث عن احتلال "إسرائيل" لمدينة أم الرشراش في سيناريو فيلم ( شباب علي الهواء) عام 2000 ليؤكد ضمنا الرغبة المصرية في عدم الحديث عن أي مناطق مصرية محتلة من جانب "إسرائيل" عقب توقيع اتفاقية السلام .
حيث تضمنت المشاهد المحذوفة من الفيلم مشاهد خاصة بأم الرشراش ، ويتهم "إسرائيل" بتهريب المخدرات لمصر واغتيال مصريين من خلال قصة ثلاثة أصدقاء شبان يشيدون محطة للبث التلفزيوني في منطقة المعادي جنوب القاهرة ، وتستهدف هذه المحطة التلفزيونية عرض أفلام تتناول المشاكل الاجتماعية المصرية ، الي أن يلتقط احد العاملين بالمحطة أثناء تصوير بعض المشاهد عملية اغتيال صحفي مصري معادي لـ"إسرائيل" ، ليتم الكشف عن دور للسفارة "الاسرائيلية" في التخطيط لمحاولة الاغتيال ، وتتعرض المحطة ضمن هذا السياق لدور "الاسرائيليين" في تهريب الممنوعات لمصر خصوصا المخدرات .
وتشير دراسات مصرية إلي أن قرية أم الرشراش كانت تدعى في الماضي (قرية الحجاج) حيث كان الحجاج المصريون المتجهون إلى الجزيرة العربية يستريحون فيها ، ولكن "إسرائيل" احتلتها منذ عام 1949 " ، وهي منطقة حدودية مع فلسطين، وكان يقيم بها حوالي 350 فردا من جنود وضباط الشرطة المصرية حتى يوم 10 مارس 1949 عندما هاجمتها احدى وحدات العصابات العسكرية الصهيونية وقتلت من فيها واحتلتها في عملية أطلق عليها عملية عوفدا" وقد حدثت تلك المذبحة بعد ساعات من توقيع اتفاقية الهدنة بين مصر و"إسرائيل" في 24 فبراير1949 .
وتعود تسمية المنطقة أم الرشراش الى احدى القبائل العربية التي كانت تقيم بها ، وهي منطقة استراتيجية تسيطر عليها وتحتلها "إسرائيل" وبدون مستندات تخص تلك المنطقة .
مؤتمرات للمطالبة باستعادة أم الرشراش
وقد سعت أطراف مصرية وجمعيات لعقد مؤتمرات للمطالبة باستعادة أم الرشراش وإثارة القضية للضغط علي الحكومة المصرية والصهاينة أيضا ، حيث عقد مؤتمر في 9/9/1999 بفندق شبرد وبحضور عدد من العسكريين وخبراء الاستراتيجيات وأعضاء في مجلسي الشعب والشورى وقيادات من الأحزاب والنقابات والطلبة تحت عنوان (خطورة احتلال أم الرشراش على الأمن القومي العربي والاسلامى) ، وسعت نفس الأطراف ومنها اللواء أركان حرب صلاح سليم – الخبير العسكري المصري - لإقامة المؤتمر الثاني لام الرشراش بيد أنه لا يعرف نتائج هذه المؤتمرات
المشكلة أنه في الوقت الذي يزايد فيه الصهاينة بكل كبيرة وصغيرة علي مصر ، ويساومون حتى علي رفات جنود قتلوا في غارات صهيونية علي أرض مصر في الستينات والسبعينات ، لا تتبع معهم مصر ذات الأسلوب ولا تلوح بملف أم الرشراش ، وحتى قضية الأسري المصريين الذين قتلهم جنرالات وجنود الاحتلال في حروب 56 و67 وتظل إلى الآن معلقة ، ولا يجري تسخين ملفها بقوة من حين لآخر
كما ظهر في وسائل الإعلام ما يسمي (الجبهة الشعبية لاستعادة أم الرشراش المصرية المحتلة ) التي أصدرت بيانات في عام 2003 عقب تردد أنباء شق الصهاينة قناة تربط بين أم الرشراش المصرية ( البحر الأحمر ) بالبحر الميت والآخر خاص بخط السكة الحديد ، تؤكد فيها "حق مصر في استعادة التراب المصري السليب وحق الأجيال المبرأة من الآثام والفجور في أن تواصل نضالها المشروع لاستعاده أرضنا السليبة " .
وتحذر من مخاطر المشروع الصهيوني "علي مستقبل أرضنا السليبة بما يمكن الصهاينة من تكريس احتلالهم لأم الرشراش ( ايلات ) التي احتلتها "إسرائيل" عام 49 وقتلت ما يقرب من ثلاثمائة جندي وضابط مصري تم أسرهم وتعذيبهم وتقطيع أوصالهم إبان فترة الهدنة بعد حرب 48 .
وقالت الجبهة أن الدكتور الباز "ردا علينا أن مصر سوف تلجأ إلى ذات الأساليب التي استخدمت مع طابا لاستعادة أم الرشراش وهو ما لم يحدث " .
وكررت (الجبهة الشعبية لاستعادة أم الرشراش ) الأحزاب المصرية وطلائع الشعب المصري "الالتفاف حول الجبهة وتصعيد النضال في مواجهه الأصوات الخبيثة المسموح لها بالتواجد في الأجهزة الرسمية ووقف مهزلة التصريحات الإعلامية والتي كان أخرها في برنامج صباح الخير يا مصر يوم 28 / 1 / 2003 علي لسان رئيس هيئة قناة السويس .
وحذرت الجبهة الأنظمة العربية والإسلامية من خطورة احتلال أم الرشراش المحتلة علي الأمن القومي العربي والإسلامي في ضوء حصول الصهاينة علي غواصات ( دولفين ) التي تحمل رؤوسا نووية وغيرها حيث يرتعون في البحر الأحمر والخليج العربي مهددة الأمن القومي العربي والإسلامي في أمنه واستقلاله وثرواته وإحكام الحصار تحسبا للمعركة المقبلة .
ويبدو أن الظروف الدولية التي تزداد سواء عاما بعد عام بالنسبة للنظم العربية والإسلامية في ظل تصاعد جبروت التحالف الأمريكي الصهيوني سوف تدفع قضية أم الرشراش أكثر فأكثر إلي مؤخرة الأولويات المصرية في ظل تصاعد الضغوط ، ولكن القضية لن تموت أملا في التوقيت المناسب لإثارتها .
ولكن المشكلة أنه في الوقت الذي يزايد فيه الصهاينة بكل كبيرة وصغيرة علي مصر ، ويساومون حتى علي رفات جنود قتلوا في غارات صهيونية علي أرض مصر في الستينات والسبعينات ، لا تتبع معهم مصر ذات الأسلوب ولا تلوح بملف أم الرشراش ، وحتى قضية الأسري المصريين الذين قتلهم جنرالات وجنود الاحتلال في حروب 56 و67 وتظل إلى الآن معلقة ، ولا يجري تسخين ملفها بقوة من حين لآخر ، فمتى تصبح قضية أم الرشراش ورقة مساومة قوية ؟
...................."
منقول
http://www.almoslim.net/figh_wagi3/print_COM.cfm?id=296
"............
أم الرشراش: عنوان مرحلتين
طلعت رميح 9/2/1426
لم يكن الاستيلاء على ام الرشراس واحتلالها فى عام 1949م تغييرا لهوية المكان حضاريا وجغرافيا ،كما لم يكن تاسيسا لنقطة جديدة فى الصراعات الاستراتيجية الحديثة فقط ،بل هو جاء استمرارا لصراع استراتيجى حول مكان ذو بعد استراتيجى منذ قديم الصراعات الاستراتيجية بين المسلمين وأعدائهم
لولا استيلاء الكيان الصهيوني على أم الرشراش واحتلالها في عام 1949م ، ما كان لهذا الكيان وجود في البحر الأحمر أو على البحر الأحمر أو فيما بعد البحر الأحمر، ولكان مطوقاً -إلا من البحر الأبيض بأرض عربية شمالاً وجنوباً وشرقاً، ولما توافرت له فرصة النفاذ إلى شرق أفريقية تحالفاً مع أريتريا أو تغلغلاً في أثيوبيا وكينيا، ولما توافر له مكاناً للمرور المباشر إلى الهند بما جعله دولة بحرية تمد نفوذها إلى المحيط الهادي مروراً من البحر الأحمر وعبره، ولما كان لديه ميناء على البحر الأحمر يوفر له مرور نحو 40 % من صادراته ووارداته، ولما كان هناك فاصل جغرافي بين مصر والأردن والسعودية ولا بين الدول العربية الإسلامية في أفريقيا ونظيرتها في القارة الآسيوية، ولظل البحر الأحمر نقطة قوة عربية آمنة مؤمنة داعمة للأمن القومي العربي بعيداً عن الاختراق الصهيوني.
ولولا استيلاء الكيان الصهيوني على أم الرشراش في عام 1949م، لما كان هناك ضغط صهيوني على قناة السويس بحرياً، ولما كانت خطة حرب أكتوبر 73 قد أجهدت نفسها في سد منفذ البحر الأحمر عند مضيق باب المندب، ولما كانت هناك إمكانية سهلة لدى هذا الكيان للذهاب هناك إلى أريتريا لدعمها في احتلال جزر حنيش -عند مضايق باب المندب – ضد اليمن، ولما كان له من بعد أن يسعى ويمتلك غواصات دولفين الألمانية الصنع القادرة على حمل رؤوس نووية تذهب من البحر الأبيض وتعود من الأحمر، ما سحة مناطق عربية وإسلامية في جنوب المتوسط وفي البحر الأحمر كله.
ولولا احتلال أم الرشراش لما كان هناك خطان ومجريان مائيان تعمل عليهما الاستراتيجية الصهيونية بشكل متوازٍ لحصار مصر والسودان، أحدهما الشريان البحري عند باب المندب نقطة الفصل الاستراتيجى فيه، وثانيهما شريان نهر النيل وبوابته دولة جنوب السودان التي تخطو الخطوات الكبرى لإقامتها حالياً، وكليهما نقطة الالتقاء فيه أثيوبيا (وجزئها الذي استقل عنها بأيدٍ صهيونية -أريترية)،حيث يجتمع الضغط من النيل (80 % من مياه النيل من الهضبة الأثيوبية ) ومن البحر الأحمر عبر أريتريا التي هي الوحيدة غير النضوية تحت الجامعة العربية (في ظل توجهات أفورقى ) بما لها وجود على البحر الأحمر.
ولولا استيلاء الكيان الصهيوني على أم الرشراش، لما أصبح هذا الكيان من خلال سفنه وغواصاته ومن خلال القواعد في أريتريا أقرب ما يكون من مناطق وجود النفط وضاغطاً عليها.
ولولا احتلال الكيان الصهيوني لأم الرشراش في عام 1949م، لما كانت هناك إمكانية من الأصل للتفكير في الخطة الصهيونية لوصل البحرين الأحمر والميت، وإلى جوارها خط حديدي، ولما كانت هناك إمكانية للتفكير في مشروع إنشاء قناة فاصلة بين رفح المصرية ونظيرتها الفلسطينية وبعمق 25 متراً (بزيادة 8 أمتار عن عمق قناة السويس) وبطول 4 كيلو مترات هي المسافة الفاصلة بين أم الرشراش على البحر الأحمر إلى رفح على البحر الأبيض، والتي هدفها الحقيقي إنهاء تفرد قناة السويس كممر مائي، وبقدرة على تمرير الناقلات العملاقة !
أم الرشراش تاريخ الوعي الاستراتيجي!
لم يكن الاستيلاء على أم الرشراس واحتلالها في عام 1949م تغييراً لهوية المكان حضارياً وجغرافياً، كما لم يكن تأسيساً لنقطة جديدة في الصراعات الاستراتيجية الحديثة فقط ، بل هو جاء استمراراً لصراع استراتيجي حول مكان ذو بعد استراتيجي منذ قديم الصراعات الاستراتيجية بين المسلمين وأعدائهم. إذ سعى الغازي دوماً للسيطرة على أم الرشراش –والتسمية تعود إلى اسم قبيلة عربية ضربت في المكان منذ القدم - لقطع طريق و ممر الانتقال داخل الدولة الإسلامية من شمال أفريقيا إلى الأراضي الحجازية وإلى الشام عبر البر من البحر الأحمر. كانت أم الرشراش هي نقطة التقاء الحجاج المصريين والشوام، وكانت سوقاً تجارياً ذو طبيعة خاصة في ذلك الزمان برمزياته الدينية المحفورة في التاريخ، فكانت نقطة صراع استراتيجي.
في أيام الحروب الصليبية لم يغفل الصليبيين عن احتلالها مرتين، وفي الأولى أخرجهم منها صلاح الدين الأيوبي وفي الثانية أخرجهم منها الظاهر بيبرس، كانت أذن نقطة صراع استراتيجي منذ أيام الحروب والاعتداءات الصليبية على الدولة والأمة الإسلامية ومن ثم لم يكن احتلال الشام مناسبة لمقولة الجنرال الغربي "ها نحن عدنا يا صلاح الدين "، بل كان احتلال أم الرشاش مناسبة مماثلة بعد عام 1949م على يد دايان.
والفارق بين المرحلة القديمة من احتلال أم الرشراش خلال الدولة الإسلامية، وتلك المرحلة التي تم احتلال أم الرشراش خلالها ( عام 1949م)، إن الوعي الاستراتيجي لدى القيادة المسلمة الشجاعة كان وافراً في المرحلة الأولى، بينما كانت الغفلة الاستراتيجية ولعبة الدولة القطرية حاضرة في عام 1949م لتوقع وتثبت مجدداً كم من الجرائم ارتكبت من خلالها، حيث ضاعت أم الرشراش في داخل دوامتها، ففي الوقت الذي شدد فيه بن جوريون على دايان أن يستولى على أم الرشراش بوعي يعود إلى خبرات الحروب الصليبية، كانت أم الرشراش تبحث عن مكانها ومكانتها بين الدول العربية، إذ كانت في ذاك التاريخ بيد القوات الأردنية التي منحت إياها في إطار التنسيق بين الجيوش العربية خلال حرب عام 1948م فأخلتها تلك القوات تحت ضغط الجيش الصهيوني دون أن يتدخل الجيش المصري لإنقاذها. احتج الأردن لدى الدكتور بانش (السكرتير العام للأمم المتحدة ) كما تقدمت مصر باحتجاج رسمي نتج عنه اجتماع بين قائم قام مصري ودايان انتهى إلى الفشل، فترسخ الفشل إلى يومنا هذا يوماً بعد يوم !
غاب الوعي الاستراتيجي، ولعبت الدولة القطرية دورها –من تسلمها مؤقتا ومن هي جزء من جسد بلده وأمته وتاريخه -وتكرس الفشل من عام إلى عام، ولم يأت للأمر ذكر رسمي إلا في عام 1997م على لسان (الرئيس المصري) حسنى مبارك الذي وصفها بأرض مصرية محتلة. . وكفى !
أم الرشراش بين استراتيجيتين!
احتلها الكيان الصهيوني، وتغير اسمها إلى ايلات، فبدأت من أم الرشراش مرحلة استراتيجية جديدة، إذ كانت تلك المدينة البحرية الصغيرة عنواناً لكل الصراع الاستراتيجى.
فباستيلاء الكيان الصهيوني على أم الرشراش لم يعد البحر الأحمر بحيرة عربية وإسلامية على المستوى الاستراتيجى من أوله عند منطقة طابا والعقبة الأردنية، بل هو أصبح "بحيرة دولية " بالمعنى الدولي "الكامل" في أرض الواقع، فبوجود الكيان الصهيوني على ساحله أصبح البحر الذي تترامى على أطرافه الحدود السعودية والمصرية والسودانية واليمنية و الأردنية، بحراً يحق للكيان الصهيوني المرور منه وإليه، و تحول البحر الأحمر إلى ساحة صراع من أوله عند "أم الرشراش طابا العقبة" إلى مضيق باب المندب، بدلاً من أن يكون نقطة أمان عربي، ومنه نفذ الكيان الصهيوني ليس فقط إلى نفوذ على ساحل أفريقيا الشرقي –في بلاد إسلامية -وباب المندب بل أيضاً إلى المحيط الهندي، حيث جرت محاولة بناء التحالف الصهيوني الهندوسي !
وبسبب الوجود الصهيوني في هذه النقطة على البحر الأحمر ، كان لابد أن تشمل خطة حرب أكتوبر على غلق باب المندب بديلاً من التركيز البحري على السواحل الصهيونية على البحر الأبيض وحدها، ومن بعدها أدرك الصهاينة المغزى الاستراتيجى لأهمية المكان وامتداده الاستراتيجى بشكل أوثق، فانطلقوا لبناء قواعد عند باب البحر الأحمر أو باب المندب فكانت القواعد الصهيونية في اريتريا والدفع الصهيوني لأريتريا لاحتلال جزر حنيش.
وأبت أم الرشراش إلا أن تجدد أهميتها وخطورة ما حل بالوضع الاستراتيجى لأمتنا بسبب ضياعها، بسبب ما يطرح الآن من مشروعات للانطلاق من الرشراش إلى تطوير وضع الكيان الصهيوني. في المرحلة الأولى من الاحتلال الصهيوني لأم الرشراش، جرى الانطلاق منها إلى الخارج لتحقيق الاستراتيجية الصهيونية وإفقاد الأمة أوراق قوتها الاستراتيجية في المحيط (من البحر الأحمر إلى ساحل أفريقيا بدوله الإسلامية إلى الهند إلخ )، وجاء ذلك ضمن الخطة الصهيونية –خطة بن جوريون -بتطويق المنطقة العربية بحصار من الخارج يسير خطه من تركيا إلى إيران إلى أثيوبيا ويلتف منها إلى داخل أفريقيا، لمواجهة الحصار العربي للكيان الصهيوني من خلال دول الطوق، وفي المرحلة الحالية يجرى الانطلاق من أم الرشراش باتجاه ترسيخ الوجود الصهيوني وتدعيمه استراتيجياً على حساب دول الطوق. في المرحلة الأولى بعد الاستيلاء على أم الرشراش جرى الانطلاق منها إلى الخارج عموما باتجاه شرق أفريقيا إلى الهند وإلى المحيطات فكانت فكرة القواعد العسكرية في أريتريا وأثيوبيا وكان التحالف الاستراتيجي مع الهند إلخ. وفي المرحلة الراهنة يجرى الانطلاق من أم الرشراش إلى تدعيم وتعظيم القدرات الاستراتيجية للكيان الصهيوني على حساب دول الطوق من خلال مشروعات من داخل الأرض المحتلة ذاتها، وهنا يأتي مشروع قناة البحر الميت لإنهاء فكرة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة في عام 1967م ويأتي مشروع مد خط حديدي مجاور لتلك القناة لتتحول منطقة البحر الميت إلى منطقة سيطرة اقتصادية على الأردن، ولتكون حتى الدولة الفلسطينية المزعومة محاطة داخل مجارى جغرافية واقتصادية، كما تأتى قناة البحرين الأبيض والأحمر من أم الرشراش إلى رفح لإنهاء الوجود المستقل لغزة أيضاً ولضرب القدرات الاستراتيجية لمصر ولكي يصبح الكيان الصهيوني في الوضع المسيطر اقتصادياً في الشرق أوسطية، وهى كلها مشروعات يستعد من خلالها الكيان الصهيوني للسيطرة على المنطقة من خلال مشروع الشرق أوسطية.
وهكذا، كانت تلك الخطوة "الصغرى " بالاستيلاء على مدينة أم الرشراش، عنواناً للغفلة الاستراتيجية العربية، وتعبيراً عن الامتداد الاستراتيجى للحروب الصليبية ودروسها، لكن من قبل الصهاينة لا من قبلنا نحن.
......."
د. يحي الشاعر[/size]