منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 أسواق العرب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

أسواق العرب Empty
مُساهمةموضوع: أسواق العرب   أسواق العرب Emptyالخميس 19 نوفمبر 2015, 8:42 am

أسواق العرب

أسواق العرب أسواق موسمية كانت تقوم في أنحاء شتى من بلاد العرب تلتقي فيها القبائل العربية فتتبادل السلع وتلقي فيها قصائد المفاخرة بينها، وتقوم فيها القبائل بافتداء أسراها، وتجري فيها مناشط اجتماعية كالمصاهرة وفض النزاع بين القبائل وعقد المحالفات. فهي أسواق ذات صفة تجارية إلى جانب كونها محافل أدبية وأندية اجتماعية.
ولما كانت التجارة من أشرف الحرف قدراً ومنزلة عند العرب، وكانت التجارة الداخلية بين أنحاء جزيرة العرب، والخارجية مع بلاد الشام والعراق، تجارة برية تحمل في قوافل، كان العامل في نشوء هذه الأسواق وقوعها على أحد الطريقين الرئيسين للتجارة، الطريق الشرقي الذي يمتد من نجران إلى عُمان ويمرّ بالبحرين (أي ما يعرف اليوم بسواحل الخليج العربي الغربية التي تشمل الأحساء واليمامة والبحرين) حتى يصل إلى العراق وينتهي بأسواق البادية في الشام، وتنقل فيه بضائع اليمن والهند وفارس والعراق وسورية. والطريق الغربي، وهو أهم من الأول، ويمتد من اليمن إلى بلاد الشام مجتازاً الحجاز، ويقوم التجار على هذا الطريق بنقل بضائع الشام إلى اليمن حيث تصدّر بحراً إلى الحبشة والهند.
وكانت مقاليد التجارة في البدء في يد العرب اليمنيين الذين سعوا إلى السيطرة على الطرق البرية وأقاموا مواضع لحراستها من قطّاع الطرق ومن تحرش القبائل بها. غير أنه نتيجة للأحوال السياسية والطبيعية في اليمن، من ظلم الحكام وانهيار سدّ مأرب وهجرة كثير من القبائل إلى الشمال، انتقلت السيطرة التجارية إلى عرب الحجاز تدريجياً، وكان لبعض المدن شأن كبير في ازدهار التجارة ونشوء الأسواق داخل الجزيرة العربية وعلى أطرافها، ومن هذه المدن: مكة والبتراء وتدمر والحيرة. وقد استفاد أهل مكة من الأحداث التي وقعت في اليمن ولاسيما بعد عام الفيل وموت أبرهة، فانتقلت معظم مقاليد تجارة جزيرة العرب إليها، حتى غدت مكة أعظم محطة تجارية قامت في الجزيرة العربية بسبب موقعها على الطريق التجاري ومهارة أبنائها في التجارة، ولقُدسيتها التي أكدتها قريش بحلف الفضول، الذي نص على أن يكون أهل مكة مع المظلوم حتى يُؤدى إليه حقه. فكان الناس يؤمون مكة مطمئنين موقنين بأن أمن الحرم يسعهم جميعاً. وكان ذلك من أسباب قيام أهم أسواق العرب قربها، وغدا أهل مكة تجاراً ووسطاء في التجارة، فكان لهم رحلتان كبريان في السنة يسيرون فيهما قوافلهم هما: رحلة الشتاء إلى اليمن ورحلة الصيف إلى بلاد الشام، إضافة إلى رحلاتهم إلى الحيرة. وكان القرشيون، المسافر منهم والمقيم، والغني والفقير يشتركون في تجارة تلك القوافل وتوزع الأرباح فيما بينهم بحسب حصصهم.
وقد مارس العرب التجارة رجالاً ونساءً على السواء، وكان التجار يحرصون على خروج تجارتهم في قوافل كبيرة، تُوفر لها الحماية اللازمة، وفي أزمنة محددة معروفة، وكانت القوافل تستريح في محطات وأسواق تجارية، أقيمت على طول الطريق التجاري، يجري فيها البيع والشراء. وكان تجار قريش يسترضون سادات القبائل التي تمر القوافل في أراضيها بأساليب مختلفة، منها إشراكهم في رأس المال بأخذ ما عندهم من سلع يتوسطون لهم ببيعها، أو شراء ما يريدون شراءه من تلك الأسواق، ومنها مصاهرتهم ودعوتهم إلى زيارة مكة والحج إلى الكعبة، ومنها دفع الأتاوى لهم. وكانوا يوثقون كل ذلك بعقود تحدد قواعد مرور قوافل مكة وأصولها وحقوقها، فكانت القوافل تمر بسلام من دون أن تتعرض لأذى أو يعترضها أحد، وكان سيد القبيلة بنفوذه وسيادته على قبيلته كفيلاً بأن يعيد إلى القافلة ما انْتُهِبَ منها في أرضه إن حدث ذلك.
أما البلدان المجاورة فكان القرشيون يعقدون معها المعاهدات التجارية، فقد عقد هاشم بن عبد مناف معاهدة مع بيزنطة ومع أمراء الغساسنة تضمن له تجارة قومه في الشام وارتياد أسواقها آمنين. وعقد أخوه عبد شمس اتفاقاً آخر مع ملوك الحبشة بأكسوم، ونال مثل هذا الإذن أخوه نوفل من الفرس ومناذرة العرب، أما أخوه المطلب فعقد المعاهدات مع العباهلة من ملوك اليمن.
وكانت الأسواق التي تحط فيها القوافل رحالها تُحمى بطرائق شتى. فأما ماكان منها في مناطق النفوذ الفارسي، كأسواق الحيرة والبحرين وعمان وهَجَر والمُشَقّر، فيتولى حمايتها عمال الفرس في تلك المناطق، وتغلب عليها الصبغة الفارسية، وأما ما كان منها في سلطان الروم، كأسواق بُصرى وأَذْرَعات (درعا) وأيلة (العقبة) وغزّة، فيحميها عمال الروم ويغلب عليها التنظيم الروماني، وما كان منها في جزيرة العرب فيحميها سيد القوم القريب من السوق كأمير دُومة الجندل في سوقها وأمير اليمامة في سوق هجر، أو يحميها موقعها في الأرض الحرام التي تقام عليها (كأن تقام في أرض حرّم العرب على أنفسهم سفك الدماء فيها كالكعبة وما حولها) أو يحميها الموسم الذي تقام فيه السوق كالأشهر الحرم (وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرّم ورجب الأصم). فإذا أخرت حرمة المحرم في بعض السنين بسبب النسيء وأُحلَّ الغزو في ذلك الموسم فلا تقوم السوق. وكان العرب ينسِؤون لإلحاق السنة القمرية بالسنة الشمسية فيضيفون إلى سنتهم شهراً لتثبت مواسم سلعهم في حالة واحدة، وقد حرَّم الإسلام ذلك.
ساعد على قيام الأسواق في أوقات مختلفة تباين أنواع المحاصيل والغلات ومواسمها في كل قطر من بلاد العرب، فالبخور في ظَفار وهَجَر والبحرين، والبُرود والسيوف في اليمن، والجلود المدبوغة في الطائف، والأعناب والزيت والخمر والزبيب والمنسوجات الحريرية في الشام. وكان التجار يمكثون في الأسواق يبيعون ويشترون حتى ينتهوا من تجارتهم. ولهم في البيع والشراء أساليب مختلفة، منها بيع الملامسة، وهو أن يُلزَم المشتري بشراء السلعة إذا لمسها، ومثلها بيع الهمهمة والإيماء (خوف الحلف والكذب) والبيع برمي الحصاة أو إلقاء الحجر، وبيع الملاقيح (أي ما ستحمله إناث الإبل) وبيع المضامين (أي بيع ما سينتج من فحول الإبل) وبيع المعاودة (وهو بيع نتاج الإبل لعدة أعوام سلفاً) وبيع المعاومة (وهو ثمر الشجر عامين أو أكثر) وبيع المزابنة (وهو بيع الرطب في رؤوس النخل بالتمر كيلاً) وبيع التصرية (وهي امتناع البائع عن حلب شاته أياماً قبل بيعها حتى يظنّ أن لبنها كثير) وبيع ضربة القانص (وهو ما سيخرج من صيد البحر أو البر) وبيع ضربة الغائص (وهو ما سيخرجه الغوّاص من اللآلئ) وبيع المخاضرة (وهو بيع الثمار خضراً قبل أن يبدو صلاحها). وقد نهى الإسلام عن هذه الأنواع من البيع وأقرّ البيع الناجز، وهو البيع العام المعروف للناس جميعاً، والواضح المعلوم للمتبايعين، والقائم على الرضى الكامل. كما تتبع الإسلام معاملات الجاهليين التجارية، فأبطل كل ما فيها من غش أو ضرر، وشرّع لهم في التجارة والبيوع ما ضمن خير الناس جميعاً، بائعهم ومشتريهم، ورفع عنهم الحيف الذي كان يحيق بهم مما اعتادوه في جاهليتهم، وجاء في القرآن الكريم آيات كثيرة تنصّ على أحكام البيع والشراء وتنهى عن الاحتكار والربا، كما تنهى عن تجارة ممقوتة كانت معروفة في بعض الأسواق وهي تأجير الإماء للرجال ثم أخذ ما يكسبنه.
وقد تطورت الأسواق التجارية الموسمية إلى أسواق من نوع خاص لا تقتصر على البيع والشراء بل أصبحت أسواقاً تقضى فيها الشؤون الاجتماعية والسياسية، ويتبارى فيها الأدباء والشعراء. وكلما كبرت السوق زاد روادها وتعاظم شأنها واتسعت أغراضها، فيجري فيها فداء الأسرى ودفع الديات والقضاء بين القبائل وجمع الأتاوى وطلب الزواج، ويعرض فيها نتاج الأدباء من شعر وخطب، وتجري فيها الدعوات الدينية المختلفة، كما كان يفعل قس بن ساعدة في سوق عُكاظ.
ومع أنه لا يوجد اتفاق حول عدد هذه الأسواق وتحديد أوقاتها تحديداً دقيقاً بين قدامى المؤلفين الذين كتبوا عنها أمثال محمد بن حبيب (ت245هـ) في كتابه «المحبَّر» وأبي الحسن الهمداني (ت334هـ) في كتابه «صفة جزيرة العرب» والمرزوقي (ت421هـ) في كتابه «الأزمنة والأمكنة» وأبي العباس القلقشندي (ت821هـ) في «صبح الأعشى» واليعقوبي (ت897هـ) في تاريخه، والبغدادي (ت1093هـ) في «خزانة الأدب» فإنه يمكن أن تصنف هذه الأسواق أصنافاً ثلاثة:
ـ أسواق تخضع لنفوذ أجنبي وتدار بنظم خاصة وتتضاءل فيها الصبغة العربية (وهي الأسواق التي تقام في أراض يسيطر عليها الفرس أو الروم).
ـ أسواق أنشأها العرب في الجزيرة العربية لحاجتهم إليها، فصارت تمثل عاداتهم في البيع والشراء والخصام والدين والزواج والحقوق، كعُكاظ.
ـ أسواق ذات صبغة مختلطة كأن تكون على ساحل البحر كعدن وصُحار ودَبَى، وفيها يجتمع تجار من شتى البلاد.
وكان العرب من تجار ومستهلكين ينتقلون بين هذه الأسواق الموسمية، فلا يحول الحول حتى يعودوا إلى السوق الأولى. وهناك زهاء عشرين سوقاً تعد من أشهر تلك الأسواق .
ولعل الاختلاف في تاريخ قيام هذه الأسواق عند المؤرخين يرجع إلى أن العرب لم يكونوا يلتزمون كل سنة يوماً معيناً لإقامة السوق ويوماً لتقويضها، فقد يتقدم هذا اليوم في بعض السنين أو يتأخر لسبب ما، وقد يهرع أقوام إلى السوق قبيل ميعادها، وقد يتخلف آخرون بعد انقضائها إذا لم تنته أعمالهم ومع ذلك فإن الخلاف ليس كبيراً في ذكر زمن قيام هذه الأسواق وانقضاء موسمها.
وقد بقيت هذه الأسواق تقام في مواسمها حتى جاء الإسلام وسكن العرب المدن الكبرى من بلاد الشام والعراق ومصر وفارس والروم فتضاءلت أهميتها ثم أمحت قبل انقضاء القرن الثاني للهجرة ورسخت أقدام التجارة في المدن والثغور. وفيما يلي ذكر لأشهر أسواق الجاهلية ولسوق المِربَد الإسلامية التي قامت بعد ذلك.
ومن هذه الأسواق:
سوق دُومة الجندل: تقع دومة الجندل في منطقة الجوف شمالي الحجاز على حدود الشام في نقطة متوسطة بين المدينة المنورة والخليج العربي والشام. وهي حصن منيع تحيط به قرى لبني كنانة من قبيلة كلب وقد جرت عادة القوم أن تقام عندها سوق في أول شهر ربيع الأول وتستمر حتى منتصف الشهر تقريباً.
وكان يرتاد السوق القادمون إليها من العراق والشام ومن أنحاء الجزيرة العربية كلها، وتحميها قبيلتا كلب وجديلة طيء. وكانت هذه السوق كثيرة الرواد على مخاطر طريقها ووعورة مسالكها وطول السفر إليها لأن فوائدها وافرة. وكان التنافس بين بني كلب وبني غسان كل موسم للإشراف عليها يجري عن طريق الأحاجي، وكان البيع فيها يتم بالرمي بالحصاة أو بالحجارة، ولم يكن فيها نشاط أدبي وتقتصر على التجارة والمتعة، وكان بعض العرب يُكْرِهون فيها فتياتهم وإماءهم على البغاء ويأخذون كسبهن، فلما جاء الإسلام حرّم هذه العادة القبيحة.
سوق عكاظ: أجمعت أكثر المصادر أن موقع سوق عكاظ في بلاد الحجاز، خلف عرفة، ويبعد عن مدينة الطائف عشرة أميال وعن مكة مسيرة ثلاثة أيام إلى جنوبها الشرقي. وفيه نخلٌ ومياه، أرضه مستوية واسعة الأرجاء ليس فيها جبل ولا مرتفعات سوى ما كان لأهل الجاهلية من أنصاب عالية.
ولم تكن للسوق حدود معينة لسعة الأرض التي تقام عليها، وقد يتغير موضعها قليلاً أو كثيراً عن العام الذي قبله، أمّا حُماة السوق فقبيلة هوازن من قيس عيلان لأنها تقع في أرضهم، وأكثر من يرتاد السوق من قبائل العرب: قريش وهوازن وغطفان وخزاعة والأحابيش، وهم حلفاء قريش من بني المصطلق وبني خزيمة إضافة إلى جماعات أخرى.
وكانت سوق عكاظ سوقاً عامة شاملة تقام ما بين هلال ذي القعدة ومنتصف الشهر، وقد تمتد حتى الثاني من ذي الحجة موعد القيام بشعائر الحج التي تلي مواسم عكاظ وسوق المَجَنّة وسوق ذي المَجاز ولكل قوم من نزلاء السوق منازل يقيمون فيها وترفع عليها راياتهم، وتضرب فيها مضاربهم بعيداً عن مواقع البيع والتجارة والأندية العامة، ويدير شؤون كل قبيلة شيوخها ورؤساؤها. ويقضي بين الناس إذا تنازعوا قضاة معترف بهم، من أشهرهم أكثم بن صيفي حكيم العرب من تميم، وكان يضرب فيه المثل في النزاهة وحب الخير والحكمة، وعامر بين الظَّرِب من بني عَدْوان من قيس عيلان، وحاجب بن زرارة، وعبد المطلب وأبو طالب والعاص بن وائل والعلاء بن حارثة من بني قريش وربيعة حُذار من بني أسد.
كانت عكاظ معرضاً تجارياً ومنتدى اجتماعياً حافلاً بكل أنواع النشاط، وكانت منبراً يبلغ الحاضرُ الغائب بما أعلن فيها، وما عقد من معاهدات بين القبائل، وتذاع أسماء من يُخلعون من قبائلهم فتسقط بذلك حقوق الواحد منهم على قبيلته فلا تحمل له جريرة. وكان بعض الأشراف يتقنعون في السوق كي لا يعرفوا فلا ينال منهم عدو لهم أو يأسرهم طامع ثم يغالي بطلب فديتهم. وكانت سوق عكاظ مجالاً لإطلاق الألقاب والأوصاف على الأفراد والقبائل، كما كانت الأحداث التي تجري فيها مصدراً للأمثال. وكانت ترفع في السوق رايات الحزن إذا نكبت قبيلة، كما فعلت قريش بعد موقعة بدر. وتقام فيها مباريات الفروسية والسباق وغيرها.
وقد سعت قريش لتبقى السوق قائمة في مواقيتها حرصاً على تجارتها، فكانت تهادن قبيلة هوازن وتجنح إلى السلم معها، وكانت العرب إذا قدمت عكاظ دفعت أسلحتها إلى من تختاره العرب، فيبقيها عنده حتى يفرغ أصحابها من أسواقهم وحجهم ثم يردها عليهم متى ظعنوا، ومع ذلك فقد وقعت حرب الفِجار في عكاظ [ر. أيام العرب].
وكانت عكاظ من أعظم المنابر الأدبية، لهذا كان للسوق نتائج في حياة العرب وفي لغتهم، فقد كانت قريش أفصحها وأعذبها نطقاً. وكان للشعراء أثرهم في انتقاء الألفاظ الفصيحة المشهورة عند أكثر القبائل ولاسيما لغة قريش، فكانت عكاظ من أقوى عوامل توحيد لغة العرب وتمازج القبائل والتقارب بينها.
عمرت سوق عكاظ أكثر من قرنين والمرجح أنها بدأت قبل الهجرة بسبعين سنة واستمرت في الإسلام حتى سنة 149هـ حين نهبها الخوارج.
سوق هَجَر: يشتمل اسم هجر على أرض البحرين عامة وتعد هجر واليمن وعمان من أخصب بلاد العرب وأكثرها رخاء، ولأهلها أسباب للعيش غير التجارة، كالغوص على اللؤلؤ، وتمرها مشهور، وهي على اتصال تجاري دائم ببلاد الهند وفارس، ولمكانة سوقها التجارية كانت تأتيها البضائع منهما بمختلف أصنافها، فكان يوجد فيها ما لا يوجد في غيرها.
وكان كسرى يرسل إلى سوق هجر لطائم تحمل الطيب فيباع فيها وترجع محملة بالبضائع المختلفة والتمور. وقد أغار بنو تميم مرة على لطائم كسرى فأرسل جيشاً أوقع بهم وأخذ أموالهم وسبى ذراريهم، وسميت تلك الموقعة (بيوم الصفقة) أيام العرب).
وكانت العرب تقصد هذه السوق بعد انفضاض سوق دومة الجندل، ومن حُماتها المنذر بن ساوى الذي كان يتولى أمرها ويعشر الناس فيها (بأخذ عِشْر أموالهم)، وكانت لا تباع بضاعة حتى تنفق بضاعته في هذه السوق.
سوق المُشقَّر: المشقر مكان قريب من هجر، تقام فيه السوق من أول جمادى الآخرة، وكان لا يَقْدِم السوق قافلة إلا تخلف منها في السوق ناس، لطيب هواء المنطقة وجمالها. وكان البيع في السوق بالملامسة والإيماء والهمهمة. وقد كثر ذكر المُشقر في الأدب. وكانت واقعة امرئ القيس المشهورة فيها، وكان لكسرى سطوة على هذه السوق، شأنه في سوقي هجر وعمان وكان قاصدها لايستغني عن حمايته. ورؤساء هذه السوق الذين يعشرون الناس فيها من بني تميم، يسيرون سيرة الملوك وهم مثل ملوك دومة الجندل وهجر لا يسمحون ببيع تجارة أو عرضها حتى تنفق تجارتهم بتمامها.
سوق عُمان: كانت عُمان تخضع للنفوذ الفارسي، وتقع على بحر اليمن، وأرضها غنية حتى قيل: «من تعذر عليه الرزق فعليه بعُمان»، وكانت تجارات أهلها كثيرة وفيها كثير من الأعاجم مما أدخل الضيم على لغة أهلها. وقد اشتهرت عمان بالوَرسِ الأصفر الذي يصبغ به وبالعنبر، وبقيت سوقها تقام في موسمها حتى أيام الرشيد.
سوق صُحار: وتقع في عمان على شاطئ البحر، وصحار أعمر مدينة في عمان وأكثرها مالاً، وهي مدينة طيبة الهواء والماء كثيرة الفواكه والخيرات. مبنية بالآجر وخشب الساج، وكانت السلع تجلب إليها من مختلف أقطار الجزيرة العربية، والبيع فيها بإلقاء الحجارة. وتقيم العرب في هذه السوق من العاشر من رجب إلى الخامس عشر منه بعد انقضاء سوق حُباشة، وقد تمتد إلى ما بعد ذلك. وليست صحار من الأسواق العامة، بل هي سوق تجارية محضة. وقيام السوق في شهر رجب يغني قاصدها عن الحماية لأن رجب من الأشهر الحرم.
سوق دَبَى: وهي على ساحل البحر كذلك وكان فيها بضائع أجنبية يحملها التجار من بلادهم بحراً وبراً، ومنها كانت تنفذ تجارات العرب إلى الخارج، والبيع فيها بالمساومة، لأن السوق مختلطة بالعرب والأجانب، ولا يباع فيها شيء حتى يبيع ملكها كل ما عنده، وهو الذي يعشر الناس فيها كما يفعل غيره من الملوك. وأشهر ملوكها الجلندي بن المستكبر.
سوق الشِحْر: وتقع على الساحل الجنوبي في جزيرة العرب بين عمان وعدن وقد ضرب بها المثل في البعد. وتقوم هذه السوق في النصف من شعبان. والبضائع الرائجة فيها البز والأدم والمرّ والصبر والدخن والكُندر (وهو ضرب من العلك)، ولا يسير إليها قاصدها إلا بخفارة، لبعدها وانقطاعها، ولم يكن فيها عشور، أما البيع فيها فكان برمي الحصاة وإلقاء الحجارة.
سوق المِرْبَد: وهي من الأسواق التي برزت بعد الإسلام وقد احتفظت هذه بكثير من خصائص أسواق الجاهلية وزادت عليها بخصائص أسبغتها الحضارة الجديدة، وغدت السوق مرآة تصور حياة العرب في الجاهلية والإسلام.
تقع سوق المِرْبد على الجهة الغربية من البصرة وأقرب إلى البادية، وكانت في الأصل سوقاً للإبل، وفي عهد الأمويين صارت سوقاً عامة تتخذ فيها المجالس ويخرج إليها الناس كل يوم، حتى غدت معرضاً لكل قبيلة تعرض فيها شعرها ومفاخرها وتجارتها وعُروضها.
وكان العرب الأوائل قد أنشؤوا السوق على غرار سوق عكاظ ليقضي فيها النازحون من البادية شؤونهم قبل أن يدخلوا الحضر أو يخرجوا منه، ثم أصبحت السوق مركزاً سياسياً وأدبياً منذ عام 64هـ، وبدأت أهميتها تزداد بعد موقعة الجمل التي جرت أكثر وقائعها في السوق. وقد ازدهرت هذه السوق بالشعراء والأدباء والعلماء ووجوه القبائل في العهد الأموي، وكان شعراء النقائض كثيراً ما ينشدون أشعارهم فيها، وكان لكل شاعر رواة ينقلون إليه ما قاله خصمه ويذيعون رد شاعرهم عليه وقد تفرد المِربد بمن كان يقصده من فصحاء الأعراب الذين رفدوا النحاة باللغة الصحيحة.
وكما كانت عكاظ يؤمها كل من أراد أن يفتخر أو يعلن أمراً تفرد به أو يشيع مأثرة أو خبراً في الناس كانت سوق المربد منبراً لذلك، وكانت مسرحاً لدعوات سياسية ودينية واستغاثات، ومسرحاً برزت فيه الأهواء المتباينة والنزعات المتضاربة بما كان يجري فيها من حوار علمي وفلسفي ونقاش فني ساعد على تقدم العرب الحضاري.
بقي كثير من أسواق العرب بعد ظهور الإسلام قائماً مدة طويلة، ثم بدأت تتلاشى. وكان السبب في اندثارها تغير المجتمع العربي وتبدل مفاهيم الحياة الاجتماعية والسياسية عند العرب، وكانت سوق حُباشة التي انفضت سنة 197هـ آخر الأسواق العربية. لقد كان لهذه الأسواق أثر كبير في توحيد عادات العرب ولغتهم دفعهم في تيار الحضارة في الجاهلية والإسلام وفي تطور حياتهم الثقافية والأدبية.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

أسواق العرب Empty
مُساهمةموضوع: رد: أسواق العرب   أسواق العرب Emptyالخميس 19 نوفمبر 2015, 8:44 am

أسواق العرب في الجاهليه والاسلام
المرفقات
أسواق العرب Attachmentأسواق العرب.pdf
لا تتوفر على صلاحيات كافية لتحميل هذه المرفقات.
(1.5 Mo) عدد مرات التنزيل 0
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

أسواق العرب Empty
مُساهمةموضوع: رد: أسواق العرب   أسواق العرب Emptyالخميس 19 نوفمبر 2015, 8:45 am

أسواق العراق

لا تختلف أسواق العراق القديمة عن سواها من أسواق العالم العربي، من أقصاه إلى أدناه. ومن هذه الأسواق في بغداد:
- سوق الشّورجة الذي يُعتَبَر مركزًا تجاريًا في بغداد. وهو يزخر بالحركة والنّشاط منذ الصباح حتّى المساء. ومن سقوفه المُتعرّجة تنبعث رائحة الشّاي والقهوة والتوابل والصّابون، وفيه كل مايحتاجه البيت من موادٍ صغيرةٍ وكبيرةٍ. وهو يقع في منطقة شارع الرّشيد.
- السّوق العربي ويقع على جانب سوق الشّورجة في بغداد، وقد صُمّم على الطّراز الإسلامي. وفيه كلّ ما تحتاجه العائلة من أدواتٍ منزليّةٍ وأزياءٍ وموادٍ شعبيةٍ.
- سوق الغزل المُتخصّص ببيع الحيوانات الأليفة والطّيور النادرة وأسماك الزّينة. ويكون يوم الجمعة، هو اليوم الرّئيسي للبيع والشّراء في هذا السّوق الذي يقع في شارع الخلفاء قرب سوق الشّورجة.
- سوق النّهر المُتخصّص بالملابس ومواد الزّينة. وفي نهايته سوق خاص بصياغة الذهب والفضة. وهو يقع بمحاذاة نهر دجلة في شارع النّهر.
- سوق البزازين/سوق السجاد/سوق البسط/يقع بمُوازاة نهر دجلة، قرب المدرسة المُستنصريّة وجامع القبلانية ببغداد.
- سوق الكاظمية الذي يقع في مدينة الكاظمية بالقرب من مرقد الأمام موسى الكاظم (ع)، ويختصّ ببيع مختلف المواد من أقمشةٍ وسجادٍ ومواد زينةٍ إضافةً إلى سوق الصاغة الذي يقع ضمن السّوق.
أمّا أسواق المُوصل، فمن بينها:
- سوق باب السراي الذي سُمّي بهذا الإسم نسبةً إلى السّراي الحكومي. وهو من الأسواق المُهمّة في المدينة. تُباع فيه الحاجيات والتّحفيات والزّجاجيات والأحزمة المصنوعة من الجلد.
- سوق الصّفارين الذي يقع في منتصف سوق السّراي وتُباع فيه الأواني النحاسية والقدور والمقالي وغير ذلك من أواني الطّبخ.
- سوق الهرج الواقع بين الصّوافة وبين منطقة الجوبة. تُباع فيه الألبسة المُستعملة والمواد الكهربائية والساعات والمسابح اليدوية والدراجات البخارية والمسجّلات.
- السّوق العصري وهو سوق حديث قامت بإنشائه بلدية الموصل عام 1965م ويقع أمام مبنى محافظة نينوى، وفيه تُباع اللّحوم وبعض المواد الغذائية؛ وفي طبقته السّفلى يوجد بعض محلات الألبسة المُستعملة (اللّنكات).
- سوق السّرج خانة الذي يقع في مُنتصف المدينة وتُباع فيه كلّ أنواع الأقمشة والكماليات الرّجالية والنّسائية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

أسواق العرب Empty
مُساهمةموضوع: رد: أسواق العرب   أسواق العرب Emptyالخميس 19 نوفمبر 2015, 8:47 am

الخانـات

الخانات لفظةٌ فارسيّة الأصل، أُطلِقت على مكان مبيت المُسافرين.
الخانات نوعان: الأوّل أقيم على طُرُق السّفر خارج المُدن المتباعدة، والثاني داخل المدن والتّجمعات السكنية.
كان النّوع الأوّل يُبنى في بادئ الأمر على منابع المياه ومجاري الأنهار؛ ويبتعد الواحد من الآخر مسيرة نهارٍ، أيّ ما يقارب الثلاثين كيلومترًا. وكان الخان يقدّم الخدمات للتّجار والرّحالة والمُسافرين كافةً، ويوفّر لهم الراحة ويجنّبهم مشقّة ومخاطر السّفر ليلاً.
يضمّ الخان مستودعات لحفظ البضائع وإسطبلاتٍ مختلفةً لإيواء العربات وأنواع الحيوانات التي لا تتجانس في الزّرائب. فالخيول تأنف من روائح الإبل. والبغال لا تسكن مع الحمير. وكانت الإسطبلات مجهّزة بلوازم إصلاح المركبات ومعدات للعناية بالدّواب ورعايتها. وإلى جانب تلك المرافق والخدمات، هناك الحوض في وسط الصّحن ومشرب البهائم، الفرن والمُصلى، وكذلك الحمّام.
استُعمِلَت في بناء الخانات مواد تغيّرت مع الموقع. فقد تكون من طينٍ أو من قرميدٍ مشويّ أو نيء، في العراق وإيران ومصر، أو من حجارةٍ كلسيةٍ أو بازلتيّة في الشّام وتركيا. أمّا من حيث التّصميم، فكان الخان مربع المسقط، إجمالا وغالبًا بطبقتين اثنتين، تحتلّ أركانه أبراج للمراقبة والدّفاع. وقد يحيط به سور خارجي مدعّم وبوابة مصفّحة ضخمة محكمة الإغلاق ليلاً، وكأنّه حصن صغير. وكانت غرف المسافرين موزّعة بين الطّبقتين أو في العليا فقط. وفي بعض الخانات المتواضعة، كانت قاعة النّوم مشتركةً يرقدُ فيها المسافرون، على منصّاتٍ مرتفعةٍ عن الأرض. وكانوا يجلسون عليها نهارًا.
ومن الملاحظ أنّ خانات السّهول كانت أوسع من خانات الجبال. كما كانت خانات البلاد الباردة تخلو من الصّحن المكشوف. ولقد أخذت الخانات إجمالا، بعد انتشار الإسلام، تصميمين رئيسين: الأوّل إيراني بِقَاعاتٍ متطاولةٍ موازية للصحن المركزي. ولكنّ هذا التّصميم ما لبث أن أخذ شكل الأواوين. وقد احتلت البوابة في عمارته مركزًا على جانبٍ كبيرٍ من الأهمّية. أمّا التّصميم الثاني فهو بأربعة أضلاعٍ وصحنٍ مركزيٍّ تحيط به الأروقة، قديم العهد، يعُرَف بالطّراز البحر الأوسطي.
أمّا النّوع الثاني فكان خانات المُدن التي كانت تشترك مع خانات الطّرق في ما تقدّم من خدماتٍ؛ وتضمّ مرافق، وتختلف عنها في أخرى، إضافةً إلى ما كان يمكن أن تقدّمه المدينة بشكلٍ أفضل لزوّارها، كالحمام والمسجد والمطعم وشغل البيطار وغير ذلك من الضّروريات والكماليات. وكما كانت خانات الطّرق تمثّل المحطّات الحسّاسة على مفارق الطّرق ومجاري المياه ومراكز الحدود، لذلك احتلّت خانات المُدُن مداخل المدن، خارج السّور أو داخله أيام السّلم وفي قلب الأسواق وجوار الحمام والمسجد.
كانت وظيفة الخان في المدينة استقبال التجار بشكلٍ عامٍ، من باعة الجُملة ومُروّجي البضائع ومراسلي المستوردين والوسطاء. وفي هذا المكان كان يتمّ البيع والشّراء، وكأنّ المكان لم يعد لإيواء المُسافرين بل استقبالهم ريثما يتمّون تجارتهم. وكما كان لكلّ بضاعةٍ دار، صار لها خان يرتبط اسمه بها، إن لم يرتبط بإسم مؤسّسه أو مالكه؛ فهنالك خان الحرير وخان الحبالين فيدمشق، وخان الجوخ في استنبول، وخان الخيّاطين والصّابون في طرابلس، وخان الزّيت وخان الحرير في حلب. وكان بعضها عظيم الإتّساع كخان الجُمرك في حلب الذي يعود تاريخه إلى عام 1574م. فقد ضمّ اثنين وخمسين مخزنًا، وسبعًا وسبعين غرفة وسوقين مبنيين بالحجر المُهندَم، يصل إليهما الضّوء من قببٍ عشر تعلوها. وكان مجموع دكاكينه ثلاثمائة وأربعة وأربعين، وإلى جانبها سبيلان ومسجد.
تصميم خان المدينة، بشكلٍ عامٍ، لم يتغيّر على مرّ العصور. فأخذ تخطيط صحنٍ مركزيٍ مكشوفٍ يتوسّطه حوض. وتحيط بالصّحن بوائك أُقيمت الدكاكين تحتها، لتبقى أبوابها محميّةً من الحرّ صيفًا ومن المطر شتاءً. ومن النّاحية الإدارية، قد يكون الخان مؤسّسةً دينيّةً مرتبطةً بوقفٍ يُحوّل ربعه لصيانة مدرسةٍ أو مسجدٍ أو إطعام مسكينٍ أو فقيرٍ.
لم يبق من كلّ تلك الخانات إلاّ عدد قليل؛ واقتصرت خدماته على استعمال مستودعاته ودكاكينه من قبل مستأجرين، لا تجمعهم إلاّ نادرًا تجارةٌ مشتركةٌ أو مِهَنٌ واحدةٌ، وربّما سكنت غرفةً عائلاتٌ فقيرةٌ.
فالخانات إذًا هي الأبنية المخصّصة لإقامة المسافرين وقوافل التّجار، وهي لها أهمّيتها الخاصة في العمارة الإسلامية، حيث عُرِفَت منذ العصور الإسلاميّة الأولى. ولعلّ أقدم خانٍ أُنشىء في العهد الإسلامي هو الخان الذي بناه هشام بن عبد الملك عام 748م، على مقربةٍ من قصر الحير الغربي في البادية السّورية.
اشتهرت الخانات بواجهاتها المُزيّنة بزخارف جميلةٍ ومداخلها القوسيّة الضّخمة التي كانت تُغلَق بواسطة مصرعيّ بابٍ خشبيٍّ مصفّح بالحديد والنّحاس. وأصبحت أكثر باحاتها مسقوفة بالقباب والعقود.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

أسواق العرب Empty
مُساهمةموضوع: رد: أسواق العرب   أسواق العرب Emptyالخميس 19 نوفمبر 2015, 8:50 am

خـان الخليلي

خان الخليلي هو أشهر الخانات الإسلامية في العالم قاطبةً. موجودٌ في القاهرة ومازال يحتفظ بهذه الشّهرة، على الرّغم من أنّ الإسم بات يُطلق على المنطقة بكاملها التي تتخلّلها شبكة الأسواق التّقليدية حيث تباع المُقتنيات الشّرقية الفضّية والمُذهّبة، إضافةً إلى النُّحاسيّات.
أصبحت هذه المنطقة بمثابة متحفٍ للشّرقيات، يؤمّه السّياح للإطلاع على بدائع فنون الشّرق الإسلامي، من أعمال الأرابيسك والخشب حفرًا ونحتًا وتعشيقًا وتشبيكًا وتنزيلاً، وعلى فنون الزّخارف الهندسية والكتابية، وأفخر منجزات الفنون الإسلامية.
خان الخليلي هو في الأصل ذاك البناء الذي أسّسه جهاركس الخليلي لأداء وظيفة الخان. وكان هذا المبنى على غايةٍ من الجمال والإبداع، إضافةً إلى اتّساعه وفخامته. فبعد المداخل المتعدّدة للخان، يوجد الصّحن الفسيح الذي يتوسّط كتلة بناء الخان، وتحيط به الأروقة على طبقتين، تطلاّن على الخارج نحو الشّوارع والأزقّة والأسواق المحيطة من خلال مشربياتٍ بديعة الطّراز. وكان جهاركس الخليلي، مؤسّس الخان، قد جعله وقفًا إسلاميًا عامًا، يُوزّعُ كلّ يومٍ رغيفين على كلّ فقيرٍ، من المردود الذّي يأتي به الخان من خلال تخزين البضائع واستراحة التّجار واتخاذهم منه مكانًا لمبادلاتٍ ومفاوضاتٍ تجاريّةٍ.
ترتبط بخان الخليلي شبكة الأسواق المحيطة به التّي تتخصّص كلّ منها بسلعةٍ أو صناعةٍ أو حرفةٍ مُعيّنةٍ. وما يزال خان الخليلي نموذجًا وعنوانًا للخانات الإسلاميّة.


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الخميس 19 نوفمبر 2015, 9:08 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

أسواق العرب Empty
مُساهمةموضوع: رد: أسواق العرب   أسواق العرب Emptyالخميس 19 نوفمبر 2015, 9:06 am

سـوق الحميديّـة

يُنسَبُ هذا السّوق الدّمشقي إلى السلطان عبد الحميد الأول والسلطان عبد الحميد الثاني العُثمانيَين. ويقعُ هذا السّوق في مركز مدينة دمشق، على استقامةٍ مع شارع النّصر (حي الباشا سابقًا) وصولاً إلى بوّابة الجامع الأموي الكبير، وتتفرّع عنه أسواقٌ كثيرةٌ مكمّلةٌ له وهي على جوار أمكنةٍ أثريةٍ مُهمّةٍ، تمثّل: قبر صلاح الدّين الأيوبي، المكتبة الظاهرية، البيمارستان النّوري. والسوق كذلك على مقربةٍ من المعبد الآرامي وقرب الكنيسة الرّئيسة والمسجد الأمويّ.
أسواق العرب Souk4
الخانات والسّوق والأزقّة والشوارع المتفرّعة عنه تُشكّل شبكة ثرية يدعوها الكثير من الدّمشقييّن بإسم المدينة. وتمتدّ السّوق بشكلٍ مُستقيمٍ، تصطف على جانبيه المحلاّت الصّغيرة والكبيرة، وهو مُغطّى بسقفٍ يمتدّ على مدى طول السّوق مع فتحاتٍ. تتمّأسواق العرب Souk4a إضاءة السوق عبر كوى صغيرة في جسم القبوة المعدنية المغطّية لسقف السوق. وقد أُجرِيَت عليه إصلاحاتٌ خلال عام 2003 شملت مدخله الرّئيسي وسقفه وأرضه وإضاءته.
يُعتبر سوق الحميدية سيّد الأسواق الدّمشقية؛ تُباع فيه الثّياب الجاهزة والسّجاد والشّرقيات والنّحاسيات والأقمشة والستائر والثياب الداخلية والنراجيل والحلي الذهبية والفضية والفضيات والأحذية والقباقيب والجوارب. وفي أسواقه الفرعية نجد الأدوات المنزلية والكُتب الجديدة والقديمة والمستعملة من دون أن ننسى المطاعم التي تقدّم المآكل التّراثية الطّراز والإعداد.



سـوق البزوريّـة

يصلُ سوق البزورية في دمشق ما بين سوق مدحت باشا وقصر العظم. وهو يشتهر بأريجه المُتميّز، إذ إنّ حوانيته الصّغيرة تغصّ بأنواع البهارات والعُطور واللّوز والفستق والفواكه المُجفّفة والأعشاب الطّبية وحلويات الأعراس والمُناسبات والسّكاكر والشوكولاته والملبس.
وفي وسط السوق يقع حمّام النّوري. وهو أحد الحمّامات العامّة المُتبقّية من مائتيّ حمّامٍ كانت في دمشق منذ القرن الثاني عشر وظلّت قيد الإستعمال حتّى وقتٍ قريبٍ. كما أنّ فيه خان أسعد باشا الشّهير الذي بناه صاحب قصر العظم في منتصف القرن التاسع عشر، وهو الآن في صدد تحويله إلى مركزٍ سياحيٍ مُهمٍ وفندقٍ.
ويؤدّي السّوق إلى سوقٍ صغيرٍ آخرٍ هو سوق الصّاغة الذي تباع فيه أنواع المجوهرات والحلي الذّهبية والفضية، ويطل عليه الباب الجنوبي للجامع الأمويّ.




سوق مدحت باشا

أنشأ هذا السوق والي دمشق العثماني مدحت باشا عام 1778م وهو جنوب سوق الحميدية ومواز له. ودلت التنقيبات الأثرية انه بُني فوق الشارع المستقيم الذي كان في المدينة اليونانية - الرومانية القديمة التي اكتشفت على انخفاض ستة أمتار وكان يصل "باب الجابية" مع "باب شرقي"، وهو مسقوف في نصفه الغربي بالحديد، وتُباع فيه الاقمشة الوطنية والحريرية والعباءات والكوفيات والعقل. وتوجد على جانبه خانات عديدة عثمانية ذات أبواب وأقواس اصبح كل منها سوقاً صغيراً ضمن السوق الكبير، ويضم ورشات ومحلات بيع التحف النحاسية المزخرفة بخيوط الفضة.

يعتقد علماء الآثار ان النصف الثاني من هذا السوق بدءاً من مئذنة الشحن حتى باب شرقي، ومن ضمنه تلة السماكة، كان يضم دمشق الآرامية وما قبلها والتي تعود الى آلاف السنين.

وفي أحد الأزقة المتفرعة عن هذا الجزء نجد مكتب عنبر وهو من اجمل البيوت الدمشقية التي تعود للقرن التاسع عشر وهو حاليا يُسمى قصر الثقافة، ويتميز بزجاجه الملون وباحاته الواسعة وقاعاته الفارهة ذات الزخارف الجصية والحجرية والسقوف ذات الرسوم الأخاذة. وفي نهاية السوق قبل باب شرقي يوجد عدد من الكنائس التي تعود للفترة البيزنطية، اهمها كنيسة "حنانيا". وكذلك نجد مثال البيت الشامي في قصر النعسان الأثري.


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الخميس 19 نوفمبر 2015, 9:18 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

أسواق العرب Empty
مُساهمةموضوع: رد: أسواق العرب   أسواق العرب Emptyالخميس 19 نوفمبر 2015, 9:17 am

سوق العرصة

يُعَدّ سوق العرصة من أقدم الأسواق الشعبية في الإمارات، بل هو أقدم الأسواق الشّعبية. ومعنى "العرصة" هي كل بُقعةٍ بين الدُّور، واسعة ليس فيها بناء. وقد سُمّيَ سوق العرصة للسّبب نفسه. فهو يقع بمحاذاة عرصة السّوق وهــي أرض فضــاءٍ تقــع بيــن بــيت النابـودة (متحف الشّارقة للتراث) ومجلس النابودة والسّوق الذي سُمّي فيما بعد بإسمها، أي سوق العرصة. وقد أتاحت هذه السّاحة مُناخًا للرّكاب وللبيع بالمُفرق والجملة والمُقايضات.
يحتوي سوق العرصة على محلاّتٍ كبيرةٍ وصغيرةٍ، وتتنوّع المعروضات في هذه المحلاّت بين التحف النحاسية والفضية والخشبية والأجهزة والمصوغات والمجوهرات التّقليدية واللؤلؤ والعملات والألبسة والأعشاب الطّبية والألعاب الشّعبية ونماذج السفن والتّمور... إضافةً إلى مقهى العرصة الشعبي الذي يُقدّم المأكولات الإماراتية الشّعبية والحلويات الشهيرة والشاي والقهوة العربية الأصيلة.
لسوق العرصة أربع بوّابات تُغلق في المساء لتأمين الحماية اللاّزمة للمحلات. وقد بُنيت حول أحد هذه البوابات مجموعة من الدّكاكين امتدّت فيما بعد لتكوّن خطًا مُستقيمًا يشوبه التّعرج وتتخلّله الأزقة. وقد شكّلت في مُجملها سوقًا آخرً اصطلح على تسميته سوق العرصة أيضًا، وأحيانًا يُسمّى السّوق الأصلي بالسّوق القديم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

أسواق العرب Empty
مُساهمةموضوع: رد: أسواق العرب   أسواق العرب Emptyالخميس 19 نوفمبر 2015, 9:19 am

[rtl]سوق حباشة[/rtl]
[rtl]يقع سوق حباشة على جنبات وادي قنونا، ويعد من أشهر أسواق العرب في الجاهلية، ويشتهر باسم «سوق أحد»، كما تشير الروايات التاريخية إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد نزل به، وباع فيه واشترى وهو تاجر لصالح السيدة خديجة رضي الله عنها قبل البعثة النبوية.[/rtl]
[rtl]يتميز السوق بموقعه على أهم طرق التجارة القديمة من اليمن إلى مكة ثم الشام، سواء كان ذلك في الجاهلية أو في الإسلام، فمنذ زمن بعيد وقوافل السبئيين التجارية تجوب الجزيرة العربية من الجنوب إلى الشمال حتى بلاد الشام، وكان هذا الطريق يمر بصنعاء ومأرب ثم مكة ويثرب، ثم بمدائن صالح، حتى يصل بصرى جنوب سوريا، وهي من مكة على ست ليال.[/rtl]
[rtl]وجميع الأماكن بسوق حباشة تشير إلى لعصور الجاهلية، فهناك بقايا من أواني فخارية في مكان السوق الذي يستقر على هضبة مرتفعة على ضفاف وادي قنونا، كما أن بقايا الرحى كانت تستخدم لطحن معدن الذهب، كما يوجد العديد من أكوام من الحجارة الكثيرة تغطي قبور الجاهليين على جنبات الطريق القديم للقوافل.[/rtl]
[rtl]ورد في "معجم البلدان" لياقوت الحموي قوله:[/rtl]
[rtl]" حبَاشَةُ: بالضم والشين معجمة وأصل الحباشة الجماعة من الناس ليسها من قبيلة واحدة وحبشت له حُباشة أي جمعت له شيئاً، وحُباشة سوق من أسواق العرب في الجاهلية ذكره في حديث عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال لما استوى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغ أشده وليس له كثير مال استأجرَته خديجة إلى سوق حباشة وهو سوق بتهامة واستأجرت معه رجلاً آخر من قرَيش قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدث عنها ما رأيت من صاحبة أجيرٍ خيراً من خديجة ما كنا نرجع أنا وصاحبي إلآوجدنا عندها تحفة من طعام تخبئه لنا. قال فلما رجعنا من سوق حُباشة وذكر حديث تزويج النبي صل الله عليه وسلم خديجة بطوله. وقال أبو عبيدة في كتاب المثالب: ولد هاشم بن عبد مناف صيفيّاً وأبا صيفي واسمه عمرو أو قيس وأمهما حية وهي أمَة سوداء كانت لمالك أو عمرو بن سَلول أخي أبي بن سلول والد عبد الله بن أبَي بن سلول المنافق اشتريت حية من سوق حباشة وهي سوق لقَينُقَاعَ وأخوهما لأمهما مَخرَمَة بن المطلب بن عبد مناف بن قُصَي".[/rtl]









سوق عُكاظ

عُكاظ أشهر أسواق العرب في الجاهلية وأعظمها. اتُخِذَت سوقًا بعد عام الفيل بخمس عشرة سنةٍ، أي سنة 540م، ثم بقيت في 
الإسلام إلى أن نهبها الخوارج الحرورية حين خرجوا بمكة مع المُختار بن عوف سنة 129هـ.
عُكاظ نخل بقرب الطّائف في السعودية، فكانت قبائل العرب تقصدها لأنّها في طريقها إلى الحج فيجتمعون في مكانٍ يُقال له "الإبتداء" فتعمر أسواقهم بالنّاس فينتهز الشّعراء هذه الفرصة فيعرضون ما قالوه من نخب قصائدهم على نقدة القريض هناك. ويكون لذلك احتفال تشهده الجماهير، فتشيع قصائدهم شيوعًا تامًا ويترنّم بها الرّكبان في كل صقعٍ وفي ذلك غاية ما يتمنّاه شاعر لشِعرِهِ.
ولقد كان لهذه السّوق العظيمة وغيرها من أسواق العرب تأثيرٌ كبيرٌ في تهذيب اللّغة العربية. فكلّ شاعرٍ وخطيبٍ كان يفضي بأحسن ما عنده من المعاني العالية في العبارات الجَزَلية المُنتخلة فيتلقفها السّامعون ويدخلونها إلى كلامهم ويلفظون (يهملون) ما سواها من وحشي الكلمات ومُتنافر التراكيب. وفي ذلك مِن أثر التّهذيب اللّغوي ما لا يُستهان به.
كانت قُريش لقربها من تلك السوق أسبق القبائل لإلتقاط كلّ معنى حسن ولفظ فصيح وعبارة شاردة. فنُسِبَ إليها التّهذيب الأخير للغة واستهلّت الشرف العظيم بنزول القرآن الكريم بلغتها واعتبرت لهجتها أخلص لهجات العرب من التّعقيد والتنافر.
معنى عكـاظ
عكاظ هي إحدى أسواق العرب ( السوق في لغة العرب تذكر وتؤنث ) ، بل هي أشـهرها على الإطلاق لما تتميز به عن غيرها من الأسواق الأخرى ، وعكاظ من مادة (عكظ). يقول صاحب القاموس : عكظه: يعكظه: حبسه . وعكظه : قهره ورد عليه فخره .. فيتعاكظون أي يتفاخرون ويتناشدون.. والتعاكظ : التجادل والتحاج .
وهكذا نجد اسم السوق يدل على ما فيه ، فللاسم دلالة واضحة على المسمي ، فكل الذي أورده صاحب القاموس يناسب السوق " فقد سُمي عكاظُ عكاظاً لأن العرب كانت تجتمعُ فيه فيعكظ بعضهم بعضاً بالفخار أي يدعك..ويقال: عكظ الرجلُ صاحبه إذا فاخره وغلبة في المفاخرة ، فسُميت عكاظُ بذلك. وتذكر بعض المصادر أن سوق عكاظ أقامها أفعى نجران سلطان التبابعة معانـدة لموسم الحرم كما ذكر البيهقي .
بعض أقوال المتقدمين في تحديده
وعكاظ بأعلى نجد ،قال صاحب كتاب بلاد العرب : وعكاظ ، نخل في وادٍ بينه وبين الطائف ليلة، وبينه وبين مكة ثلاث ليال، وبه كانت تقوم سوق العرب ، بالأثيداء بعكاظ وبه كانت أيام الفجار، وكانوا يطوفون بتلك الصخرة ، يحجون إليها . وبمثل هذاالقول قال الأصمعي .
وقال الأزرقي : " عكاظ وراء قرن المنازل بمرحلة على طريق صنعاء في عمل الطائف على بريد منها وهي سوق لقيس بن عيلان وثقيف ، وأرضها لنصر"
ويقول عرام السلمي في كتابه أسماء جبال تهامة : ( ... وعكاظ صحراء مستوية ليس لها جبل ولا علم إلا ما كان من الأنصاب التي كانت في الجاهلية وبها الدماء من دماء البدن كالأرحاء العظام .
وحذاءها عين يقال لها خُليص للعمريين ، وخليص هذا رجل وهو ببلاد تسمى ركبة
أرض سوق عكاظ تشاهد من قمة هضبة العبلاء ويلاحظ أن هناك جهة رسمية قد تكون الجمعية السعودية للدراسات الأثرية ، أو الجمعية الجغرافية السعودية أو غيرهما وضعت مراسيم وعلامات من الخرسانة ودهنت باللون الأبيض تحدد سوق عكاظ .
تاريخ انعقاد هذا السوق
وقد اختلفت الروايات في تاريخ انعقاد هذه السوق ، فقالوا : " كانت العرب تقيم بسوق عكاظ شهر شوال ، ثم تنتقل إلى سوق مجنـة ، فتقيم فيه عشرين يوماً من ذي القعدة " وذكر ابن حبيب أنها " كانت تقوم للنصف من ذي القعدة إلى أخر الشهر " أما الأزرقي فذكر أن الناس كانوا يخرجون إلى مواسمهم فيصبحون بعكاظ يوم هلال ذي القعدة ، فيقيمون به عشرين ليلة تقوم فيها أسواقهم بعكاظ وقد ذكر ابن عبدربه في عقده أيضاً . أن سوق عكاظ تقوم أول يوم من ذي القعدة ، ولعل ما ذهب إليه الأزرقي ، وتابعه فيه ابن عبدربه ، هو الأقرب إلى الصـواب .
وقد كان لقيـام السوق في الأشهر الحُرُم أثر واضح في تأمين الطرق إليها . رغم بعض التجاوزات الأمنية ولما كانت عكاظ من موسم الحج ، فإن السوق كانت تكتظ بصورة لم تشهدها أي سوق في جـزيرة العرب . وإلى ذلك يشير أبو ذؤيب الهذلي بقوله :
إذا بنـي القباب على عكاظ= وقـام البيع واجتمع الألوفُ
تواعدنا عُكاظ لنـنزلنــهُ= ولـم تشعر إذن أني خليـفُ

ومن هذه الألوف كان التاجر ، والخطيب والشاعر ، والبعيد والقريب ، والمسافر والزائر ، وكان الخائف والآمن ، والموتور والواتر ، كان أيضاً الكبير والصغير ، والطفل والشاب والشيخ والمسن من المعمرين ، كانت عكاظُ مسرحاً كبيراً يتسع لجميع الفعاليـات في الحياة العربية في العصر الجاهلي .
حضور النبي صل الله عليه وسلم سوق عكاظ
روى يزيد بن ارون عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن عمرو بن عبسة قال : أتيت النبي صل الله عليه وسلم بعكاظ ، فقلت : من تبعك على هذا الأمر ؟ قال : حر وعبد .
وروى أبو الزبير عن جابر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم مكث سبع سنين يتبع الحاج في منازلهم في المواسم بعكاظ ومجنة يعرض عليم الإسلام ، وبعكاظ رأى رسول الله صل الله عليه وسلم قِسّ بن ساعدة  وحفظ كلامه
تجـارة وإعــلام وثقـافـة
لقد كانت سوقاً شاملة لا تكاد ترقى إليها الأسواق الكبرى في زماننا الحاضر ، ولا المراكز التجارية التي تعقد في كبريات المدن الحديثة ؛ لما في عكاظ من نشاطات وفعاليات جُمعت في مكان واحد ؛ ففيها البيعُ والشراء ، وفيها تبادل للأسرى وافتداءهم ، وفيها الصلحُ وإنهاء العداء ، وفيها الشعُر والخطابة ، وإعلان الأحلاف ، وإصدار الحكم لرفع "فمن كانت له حكومة ارتفع إلى الذي يقوم بأمر الحكومة ، وكان الذي يقوم بأمر الحكومة في هذه السوق ، أُناس من بني تميم ، وكان أحدهم الأقرع بن حابس " فكم من أحداث وقعت في هذه السوق ، فسُجَّلَت على صفحات التاريخ ، وكم من مواقف شهدتها تؤكد تزعم عكاظ لبقية أسواق الجزيرة العربية ، لما كان فيها من نشاط تجاري ، ونشاط اجتماعي ، وسياسي وحربي ، ونشاط أدبي يدخل كله في إطـار الإعلام في ذلك العصر
متى بدأ هذا السوق ومتى انتهـى
وقال البكري في معجم مااستعجم : ( اتخذت سوقا بعد الفيل بخمس عشرة سنة ، وتركت عام خرجت الحرورية بمكة مع المختار بن عوف سنة تسع وعشرين ومائة إلى هلم جرّا
حدود سوق عكاظ
اتقق على هذه الحدود من المحدثين كل من الشيخ ابن بليهد في كتابه صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار, وعلامة الجزيرة حمد الجاسر في مجلته مجلة العرب وبن خميس في كتابه المجاز بين اليمامة والحجار ، والشيخ عبد الله بن محمد الشايع في كتابه عكاظ الأثر المعروف سماعا المجهول مكانا ، بل إن ابن بليهد أمضى أربعة عشر عاما في البحث عن هذا الموضع وتجميع النصوص الواردة في تعيينه حتى استقام له الأمر وضمن هذه البحوث كتابه الآنف الذكر
فيحد هذا السوق من الجنوب : أكمة العبلاء وهي أكمة عالية تنتشر الحجارة البيضاء عليها وفيما حولها ولذا سماها العرب العبلاء .
قال ياقوت الحموي : العبلاء اسم علم لصخرة بيضاء إلى جنب عكاظ .
وقال بهذا القول أيضا ابن حبيب وأبو عبيدة .
قال ابن بليهد وجنوبيه أكمة بيضاء يقال لها العبلاء من العهد الجاهلي إلى هذا العهد .
وهي واقعة على خط العرض 35 27 21 وخط الطول : 58 39 40 

ويحده من الغرب : أكمة الأُ ثَـيْداء ، سميت أرض عكاظ باسمها وهي كما حكت لنا النصوص :
قال الأصفهاني في كتابه بلاد العرب : ( وعكاظ ، نخل في وادٍ بينه وبين الطائف ليلة، وبينه وبين مكة ثلاث ليال، وبه كانت تقوم سوق العرب ، بالأثيداء بعكاظ وبه كانت أيام الفجار، وكانوا يطوفون بتلك الصخرة ، يحجون إليها ) .
وقال ياقوت : ( الأثيداء ، بلفظ التصغير يجوز أن يكون تصغير الثأد بنقل الهمزة إلى أوله وهو الثدا ، والثدي : وهو مكان بعكاظ ) .
يلاحظ لون الصخرة وأنه كلون الطحال بل حتى الشكل يشبه الطحال فلعل هذا سبب التسمية في النصوص القديمة .
وقال ياقوت نقلا عن ابن حبيب : ( جِهار بالكسر وآخره راء اسم صنم كان لهوازن بعكاظ ، وكانت سدنته آل عوف النصريين ، وكانت محارب معهم ، وكان في سفح أطحل ) .
وأطحل صفة للجبل أي أن لونه كلون الطحال .
وفي هذا المكان هضيبة حمراء اللون وبجوارها من جهة الجنوب صخور لاطئة في الأرض يشبه لونها لون الطحال وفي طرفها الشرقي نتوءات بارزة لعل العرب شبهوها بالثدي فأسموها الأثدياء وهي واقعة على خط العرض 19 28 21 وخط الطول 40 38 40
يلاحظ الحجر المكسور إلى ثلاث قطع يمين الغار  وهذا الحجر يعتقد الشيخ عبد الله الشايع أنه صنم هوازن المسمى جِهار الذي كان مستندا إلى هذه الهضبة . كما يعتقد أن هذا الغار كان مكانا لسادن الصنم .
ويحده من الشمال أو الشمال والشمال الغربي : مجرى وادي عكاظ الذي يسمى اليوم بوادي الأخيضر وعين خُليص
ويحده من الشرق : الحُريرة وهي جبل منبطح على الأرض في وسط الأرض المستوية وهي حرة ولكن لصغر المساحة التي تشغلها سماها العرب بالحريرة بالتصغير وهي واقعة على خط الطول 00 13 21 وخط العرض 33 40 40
وقد ورد في جريدة الرياض المقال التالي والذي نعتبر اضافته الى ما ورد أعلاه مفيد لناحية استكمال بعض المعلومات وتثبيت بعضها الآخر:
عكاظ التاريخ والاسم والثقافة والشعر والأدب

عكاظ بضم أوله وآخره ظاء معجمة قال الليث سمي عكاظ عكاظاً لأن العرب كانت تجتمع فيه فيعكظ بعضهم بعضاً بالفخار، اي يدعك، وعكظ فلان خصمه باللدد والحجج عكظاً
قال غيره عكظ الرجل دابته يعكظها عكظاً إذا حبسها، وتعكظ القوم عكظاً اذا تحبسوا ينظرون في أمورهم، وقال وبه سميت عكاظ، وحكى السهيلي كانوا يتفاخرون في سوق عكاظ إذا اجتمعوا، ويقال عكظ الرجل صاحبه إذا فاخره وغلبه بالمفاخرة، فسميت عكاظ بذلك، وعكاظ اسم سوق من أسواق العرب في الجاهلية، وكانت قبائل العرب تجتمع بعكاظ في كل سنة ويتفاخرون فيها، ويحضرها شعراؤهم ويتناشدون ما احدثوا من الشعر ثم يتفرقون، وأديم عكاظي نسب اليه وهو مما يحمل الى عكاظ فيباع فيها
وقال الأصمعي عكاظ نخل في واد بينه وبين الطائف ليلة، وبينه وبين مكة ثلاث ليال، وبه كانت تقام سوق العرب بموضع منه يقال له الأثيداء، وبه كانت أيام الفجار، وكان هناك صخور يطوفون بها ويحجون إليها، قال الواقدي عكاظ بين مخلة والطائف، وذو المجاز خلف عرفة، ومجنة بمر الظهران
وهذه اسواق قريش والعرب ولم يكن فيه اعظم من عكاظ، قالوا كانت العرب تقيم بسوق عكاظ شهر شوال ثم تنتقل الى سوق مجنة فتقيم فيه عشرين يوماً من ذي القعدة ثم تنتقل الى سوق ذي المجاز فتقيم فيه الى ايام الحج، عن معجم البلدان 

وقال البكري صحراء مستوية، لا علم بها ولا جبل، الا ما كان من الأنصاب التي كانت بها في الجاهلية، وبها من دماء البدن كالأرحام العظام
قال البلادي وكانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقاً لمكة في الجاهلية، وعكاظ على عفوة من ماءة يقال لها نقعاء، بئر لا تنكف
قال محمد بن حبيب عكاظ بأعلى نجد قريب من عرفات، قال غيره عكاظ وراء قرن المنازل بمرحلة من طريق صنعاء وهي من عمل الطائف، وعلى بريد منها وأرضها لبني نصر، واتخذت سوقاً بعد الفيل بخمس عشرة سنة، وتركت عام خرجت الحرورية بمكة مع المختار بن عوف سنة تسع وعشرين ومئة
قال أبو عبيد عكاظ فيما بين نخلة والطائف الى موضع يقال له العنق، وبه اموال ونخل لثقيف بينه وبين الطائف عشرة أميال، فكان سوق عكاظ صبح هلال ذي القعدة عشرين يوماً، وسوق مجنة يقوم عشرة ايام بعده وسوق المجاز يقوم هلال ذي الحجة وروى يزيد بن هارون، عن جرير بن عثمان، عن سليم بن عامر عن عمرو ابن عبسة، قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بعكاظ، فقلت من تبعك على هذا الأمر؟ قال حر وعبد وروى أبو الزبير عن جابر، ان النبي صلى الله عليه وسلم مكث سبع سنين يتبع الحجاج في منازلهم في المواسم بعكاظ ومجنة، يعرض عليهم الإسلام، وبعكاظ رأى رسول الله صل الله عليه وسلم، قس بن ساعدة، وحفظ كلامه
وروى البخاري عن ابن جريح وابن عيينة قالا كانت هذه السوق متجر الناس في الجاهلية، فلما جاء الإسلام كرهوها، وتأثموها أن يتجروا في المواسم، فنزلت (ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلاً من ربكم) (آية 198من سورة البقرة) هكذا قرأها ابن عباس؟
ويتصل بعكاظ بلد يسمى ركبة، بها عين تسمى عين خليص للعمريين، وكان بعكاظ وقائع مرة وفي ذلك يقول دريد بن الصمة
تغيبت عن يومي عكاظ كليهما
وإن ينك يوم ثالث أتغيب
وإن يك يوم رابع لم أكن
وإن يك يوم خامس أتجنب
ومن اخبار هذا السوق في السيرة، خبر قتل البراض عروة الرحال، فقال ابن هشام ان البراض قد قتل عروة، وهم في الشهر الحرام بعكاظ، وبقية القصة هناك (ابن هشام - السيرة 186/1)
وذكر ابو عبيدة انه كان بعكاظ اربعة ايام يوم شمظة، ويم العبلاء، ويوم شرب، ويم الحريرة، وهي كلها بعكاظ
فشمظة من عكاظ هو الوضع الذي نزلت فيه قريش وحلفاؤها من بني كنانة بعد يوم نخلة وهو اول يوم اقتتلوا به من ايام الفجار بحول على ما تواعدت عليه من هوازن وحلفائها من ثقيف وغيرهم، فكان يوم شمطة لهوازن على كنانة وقريش، ولم يقتل من قريش أحد يذكر، واعزلت بكر بن عبد مناة بن كنانة الى جبل يقال له دحم، فلم يقتل منهم أحد
ثم التقى الأحياء المذكورون على رأس الحول من يوم شمظة بالعبلاء الى جنب عكاظ، فكان لهوازن ايضاً على قريش وكنانة
فهو يوم العبلاء، ثم التقوا على رأس الحول وهو اليوم الرابع من يوم نخلة بشرب، وشرب من عكاظ ولم يكن بينهم يوم أعظم منه، فحافظت قريش وكنانة، وقد كان تقدم لهوازن عليهم يومان، وقيد سفيان وحرب ابنا أمية وأبو سفيان بن حرب أنفسهم، وقالوا لا يبرح منا رجل مكانه حتى يموت او يظهر، فسم العنابسة، وجعل بلعاء بن قيس يقاتل ويرتجز 

فانهزمت هوازن وقيس كلها الا بني نصر فإنها صبرت مع ثقيف، وذلك ان عكاظاً لهم فيه نخل وأموال، فلم يغنوا شيئاً، ثم انهزموا وقتلت هوازن يومئذ قتلاً ذريعاً، ثم التقوا على رأس الحول بالحريرة، وهي حرة الى جنب عكاظ مما يلي مهب جنوبيها، فكان لهوازن على قريش وكنانة، وهو يوم الحريرة
قال البلادي ليست هذه هي الأقوال التي قيلت في عكاظ، فقد اختصرنا قول البكري، وهناك من كتب كثيراً عن عكاظ منهم الجاسر، وعبدالله بن خميس، وعبدالرحمن عزام، والدكتور ناصر بن سعيد الرشيد، وغيرهم وأصبحت هناك كتب كثيرة عن سوق عكاط، ومما تقدم قول أبي عبيد، موضع يقال له العتق
أرى الصواب، العقيق، وقوله عين تسمى عين خليص موجود الآن خلص، جبل قرب المكان الذي اجمع الباحثون على انه عكاظ
ومما تقدم وما وصل الى من مراجع والقول للبلادي يظهر ان عكاظاً كان يقام في مكان من الأرض ربما غير كل سنة في حدود مساحة تبلغ عشرين كيلاً من العبلاء (العبل اليوم)، جنوباً الى خلص شمالاً، ومن قرب التقاء شرب بالريكة غرباً الى المبعوث شرقاً، حيث توجد اماكن قيل انها من عكاظ
وقوله ان الحريرة في مهب الجنوب من عكاظ اذا صح، فإنه يحدد عكاظاً بين خلص الى المبعوث
فإذا عكاظ كان الوادي اذا تجاوز العرفاء، يؤيد ذلك القول بأن لبني نصر نخلاً بعكاظ، وهناك اليوم نخل وزراعة، وقول خداش بطن عكاظ يدل على ان المكان واد
عكاظ اعظم معرض في جزيرة العرب للتجارة، والصناعة، والفن، وأعظم مؤتمر للرأي والسياسة والاجتماع، وأعظم منتدى للشعر والخطابة والبلاغة لم تبلغ المعارض الدولية اليوم على ما بها من تنسيق وتنظيم وابتكار ما بلغته سوق عكاظ من حيث كثرة الرواد وتعدد الأهداف واستيعاب القبائل وحرارة اللقاء يلتقي فيه اليمني والعراقي والعماني والشامي بالنجدي والحجازي والهجري وتؤمه تجارة الفرس والأحباش وغيرها من الأمم فتجد لطيمة كسرى مجالاً تتفق ليه هناك كما تعرض به بضائع العراق وهجر وبصرى وعدن وبلاد الشام
البرود والأدم وأنواع الطيب والسلاح والحرير والحذاء والزيوت والزبيب والسيوف والرماح والحلل والخيل الأصيلة ونجائب الإبل وغير ذلك مما تعددت اجناسه وتنوعت اشكاله
تقبل القوافل اليه محملة بأجمل ما تنتجه الجهة المقبلة منها ان كان تجارة او صناعة او زراعة وتعود محملة بأجمل ما في جهتها بعد عرض وتسويق ومماكسة يضج بها عكاظ
وتكون بين قبائل العرب وجيرانهم مصارعة ومنافرة وحروب وتارات وتقبل كل قبيلة تحمل مشكلتها وتهيئ حجتها، وتعد العدة لمقارعة الحجة بالحجة وكسر حدة الخصم
وتخرج قبيلة او زعيم على عادة من عادات العرب او سنة من سننهم فتسمع منتديات عكاظ ما اتته هذه القبيلة او هذا الزعيم، فيكون الحكم عليها قاسياً وتحملها الأمم المشتركة في عكاظ عار الدهر فتبوء به خزياً مخلداً
يضطلع بالحكم في هذا وذلك وما سواهما من مشاكل سياسية او اجتماعية حكماء اتفق العرب على تحكيمهم، وجعلوا قولهم الفصل وحكمهم العدل
وتنصب المنابر لحكماء العرب، او يقفون على جمالها، يخطبون ويعظون، ويذكرون العرب بأيام الله، وما هنالك من بعث وحساب ونشور، وما دارت عليه من حكم فيها للمتعظ عظة، وفيها لكل قلب سليم مزدجر كان من بين أولئك حكيم العرب قس بن ساعدة الأيادي، وقف على جمل اورق وتضام الناس حوله وجعل يقول فيهم 

ايها الناس اسمعوا وعوا، من عاش مات ومن مات فات، وكل ماهو آت آت، ليل داج ونهار ساج، وسماء ذات ابراج، ونجوم تزدهر، وبحار تزخر، وجبال مرساة، وأرض مدحاة، وأنهار مجراة، ان في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا، ما بال الناس يذهبون ولا يرجعون؟ ارضوا فأفاقوا ام تركوا فناموا؟
يقسم قس بالله قسماً لا اثم فيه ان لله ديناً هو ارضى لكم وأفضل لكم وأفضل من دينكم الذي انتم عليه، إنكم لتأتون من الأمر منكراً
وكان من المجتمعين حوله غلام يسمع ويعي ما يقول، هذا الغلام هو محمد صلى الله عليه وسلم، قال بعد اربعين سنة من هذا المشهد لوفد اياد قوم قس بن ساعدة وقد يبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام كأني انظر اليه بسوق عكاظ على جمل له اورق، وهو يتكلم بكلام عليه حلاوة ما اجدني احفظه، فقال رجل من القوم انا احفظه يا رسول الله، فتلاه عليه، فلما انتهى قال النبي صل الله عليه وسلم (يرحم الله قساً اني لأرجو ان يبعث يوم القيامة أمة وحده)
ولم يكن العرب يحرصون على شيء أكثر ما يحرصون على البيان، ولم يكن الفخر لديهم اعظم من ان يكون في القبيلة لسان يشيد شعره بمفاخرها، ويتغنى بمآثرها وينشر ذكرها ويرفع قدرها وتقتعد عن طريق الشعر قمة الفخر والسؤدد والمجد ذلك ان البلاغة واللسن صفتان مميزتان لهذه الأمة ذهبت تنشد فخرها في مجالات شتى وركزت امة العرب بخرها في لسانها، فجاءت عن طريقه بالمعجزات، وتركت من اسرار الضاد الآيات الباهرات تضرب قبة من آدم بهذا السوق يتربع بها نابغة بني ذبيان حكماً اول، لينتظم حوله عقد الشعراء من كافة القبائل، يعرضون عليه حصاد عامهم ذلك مما هذبته القرائح وأبدعته الأفكار فيصدون عن حكم صرف يصنف الشاعر وينقده ويضعه حيث تكون منزلته ويزدحم شداة الشعر ومريدوه حول قبته الحمراء يتبادرون في عرض تجاربهم الشعرية، وينتظرون القول لمن تصدر له التهنئة بالشاعرية المقبلة، انطلاقاً من قصيدته المعروضة، ليتناقل اهل عكاظ الخبر بأن القبيلة الفلانية نبغ بها شاعر فتذهب هذه تقيم الولائم، وتتبادل التهاني، وتجعل من ابنها الفائز في عكاظ علماً ترمقه الأبصار، وتحتضنه القلوب وتلتقي اللهجات العربية هنالك، وتقوم سوق النقد، ويعلق بشعر الشعراء وخطابة الخباء، ويتبادل الأحاديث ما يعلق بها من دخيل، جرة صلة تجارة او علاقة من العلاقات او جوار 
او ما يعلق بها من استعمال دعا اليه التسامح، او اقحمه الإيغال في لهجة حوشية فيذهب سوق عكاظ ما هنا او هنالك ويرجع بلسان القوم الى اصالته وجزالته وسموه ولم يكن المجمع العظيم ليفوت صاحب الرسالة صل الله عليه وسلم، بل قصده يتخول الناس بالموعظة، ويدعوهم الى ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة
الجمعة 14 شوال 1428هـ - 26 اكتوبر 2007م - العدد 14368 جريدة الرياض
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
أسواق العرب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب: أسواق العرب في الجاهلية والإسلام
» أسواق القدس - أسماء أسواق مدينة القدس وتاريخها
» سبب نكبة العرب : الفيديو اللذي انتظره العرب والمسلمين
» العرب في مئة عام - جربنا «فحول العرب» فخيبوا ظننا
» كتاب أسواق الأوراق المالية pdf

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث اقتصادية-
انتقل الى: