حول الكتاب
اصطلاح : تدل الحروف التي توجد بين قوسين بعد بعض الكلمات على ما ليلي : ف : فتحة، ض : ضمة، ك : كسرة، ش : شدة.
قدم لهذا العمل الجليل الضخم رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أفرام البستاني بالكلمات الآتية : «يسرنا على النهضة باللغة مجاراة لأحداث العصر، وتلبية لمختلف حاجاته وتكاليفه، الغير على صفائها الأصيل أن تشوبه حوشية لفظ دخيل باسم العلم، أو رطانة تعبير غريب بحجة دقة البحث-هذه المسوعة الجديدة، شاملة علوم الطبيعة بأنواعها وتفرعاتها مفردة ومجتمعة، نظرية وتطبيقية في المجتمع الإنساني المعاصر. فمن الفلاحة والزراعة إلى النبات في متميز ضروبه، إلى الحيوان في متعدد فروعه وشعبه، إلى الطفيليات والجراثيم، وما قد ينتج بعضها من أدواء نباتية وحيوانية، إلى الفيزياء والكيمياء، والرياضيات، والجيولوجية، والفلك، إلى أثر كل ذلك في المجتمع وعلاقة الناس به فائدة واستخداما، ووقاية وعلاجا ومعاملات قانونية، تتوالى الأبحاث وفاقا للترتيب الأبجدي العربي، يقابلها في كل عنوان، لسمها باللاتينية، لغة العلم، وباللغات الأجنبية.. مما يجعل الكتاب شفر علم وأدب، يرضى عنه الاختصاصي المدقق، ويرحب به اللغوي البصير، ويهش له الأديب المثقف، ويفيد منه كل طالب علم على الإطلاق».
وأضيف من جهتي أن مثل هذا العمل أساس من أسس النهضة باللغة العربية، كان علينا أن نقوم به منذ زمن بعيد حينما اصطدام العالم العربي بالمدينة الغربية ورأى وأدرك أن تقدم الغرب إنما هو تقدم يرتكز على العلم ويستمد قواه من تطبيقه في سائر الميادين. والمجهودات التي قمنا بها إلى حد الآن مجهودات جبارة ولكن نقصها التنظيم والمنهج.
وقبل أن أبدي بعض الآراء حول هذه النقطة الأخيرة أي ما نقصنا من تنظيم ومنهج في تطوير اللغة، أريد أن أبحث في طريقة إدوار غالب لوضع بعض مصطلحاته :
طالعت هذا الكتاب وتتبعت مفرداته من أولها إلى آخرها وأعجبني من حيث هو مادة خام. مادة خام في فن السيد إدوار غالب وهو مهندس زراعي. وقد أميل إلى الظن أنه ألف موسوعته هذه بالصفة الآتية :
1) عمد فيما يرجع إلى أسماء الحيوانات والنباتات إلى المعاجم والمؤلفات الخاصة بهذه الفنون، والتي ذكرها في أول الكتاب.
2) طالع قواميس عربية مثل معجم مقاييس اللغة، ولسان العرب، والقاموس المحيط، ومحيط المحيط، وتاج العروس إلخ. وكتب اللغة مثل المخصص، والرسائل اللغوية مثل كتب النبات والشجر والنخل والكرم إلخ.
ففيما يرجع إلى المعاجم والمؤلفات الخاصة مثل معجم الحيوان للمعلوف، ومعجم الألفاظ الزراعية للشهابي ومجموعة المصطلحات العلمية والفنية لمجمع القاهرة إلخ. كان عمله فيها عمل ترتيب أبجدي وجمع الألفاظ المختلفة للمصطلح العلمي الواحد أكانت تلك الألفاظ عربية أم أوربية، إذ من المعلوم أن العلماء الأوربيون آثروا أن يصوغوا المصطلحات العلمية للنبات والحيوان من اللغة اللاتينية لما رأوا في لغاتهم من اختلاف الألفاظ للشيء العلمي الواحد. فهذا حيوان أو نبات له في نفس البلاد أسماء متعددة يرجع اختلافها إلى اختلاف نواحي البلاد في تسمية ذلك الحيوان أو ذلك الحيوان أو ذلك النبات. مثلا نقول نحن للطائر المعروف بالبازي صقر باز أو شاه باز أو لو يحق بينما يسميه الفرنسيون أوتور كومان أو أوتور دي بالومب أما علميا فاللفظ الدولي المضبوط الذي يستعمله كل عالم في أي بلاد كان هو : آستور بالومباريوس. ونقول نحن : بربريس أو بر باريس أو أنير باريس أو أثرارة أو زرشك أو عود الريح ويقول الفرنسيون بيربيريس أو ايبين فينيت أو فينوتيي، أما اسم هذا النبات العلمي الذي يعرفه علماء العالم ويتباحثونه ويتكاتبون في شأنه هو : بيربيريس فورلكاريس.
والسبب الآخر الذي أدى بالعلماء الأوربيين إلى اختيار اللاتينية لتسمية هذه النباتات وهذه الحيوانات هو أنهم اكتشفوا لكل نبات ولكل حيوان العشرات بل المئات والآلاف من الأنواع بحيث أن هذه الأنواع منها الكبير المرئي ومنها الصغير الذي لم ينتبه إليه أحد من قبل والمجهري الذي لم يره أحد قبل اكتشافه بالمجهر. وعلى سبيل المثال كلنا نعرف شجرة الزيتون وكلما رأينا شجرة منه إلا وقلنا هذه زيتونة دون أن نعبأ إلى أنها ثلاثون نوعا، لكل واحد اسمه العلمي الخاص المتداول بين العلماء الذين يدرسونه من جميع نواحيه. وكلنا يعرف الفطر ذلك النبات الذي منه النافع ومنه السام ولكن أنواعه مرئية ومجهرية تتعدى المئات والمئات، وكل واحد له اسمه العلمي المضبوط، ومنها طبعا من ليس له اسم عامي ولو أوروبي من اللغات الراقية.
وهذه الاعتبارات هي التي أدت بالأوربيين إلى أن يختاروا اللغة اللاتينية لتكون خاصة لغة هذه العلوم لكونها وما زالت لغة مشتركة عندهم في ثقافتهم وفي كنائسهم. ولم يثر هذا الاختيار أي نزاع بل النزاع اللغوي بين فرنسا وانكلترا، وإن كان نزاعا خفيا، إلى حد أنهما تتزاحمان وتتنافسان في توسيع نفوذ لغتها ونشرها في العالم بتخصيص أموال باهظة وتشجيع كل مبادرة في هذا الميدان.
ومن جهة أخرى فإن لغاتهم تكتب بالحروف اللاتيني مما وطد استعمال اللاتينية ودعم إثباتها كما أن أصوات اللاتينية لا تختلف بكثير عن أصوات لغاتهم من سواكن وصوتيات الشيء الذي يشكل صعوبات للأمم غير الأوربية فاضطرت إلى استعمال الحرف اللاتيني للمحافظة على الرسم والنطق الصحيحين لهذه الأسماء العلمية. ولو استعمل كل عالم منهم لغته الخاصة في تعيين هذه الحيوانات والنباتات لحصلت بلبلة عظيمة ولما تقدم العلم تقدمه الملحوظ بيت تلك الأمم الأوربية ولبقي كل علم محصورا في حدود البلد الواحد لا يتعداها. ولا ننسى أن نذكر أن هذه العلوم كانت موضع التباسات واختلافات في أيامها الأولى لأن كل عالم كان يضع أسماء لاتينية من عنده كلما اكتشف نوعا جديدا من أنواع النباتات أو الحيوانات، فحدث أن عالما آخر اكتشف نفس النوع وسماه باللاتينية من عنده باسم يخالف العالم الأول مما أدى إلى عقد مؤتمرات دولية لتوحيد هذه المصطلحات وإنشاء مؤسسات دولية للمحافظة على وحدة المصطلح العلمي.
وفيما يرجع إلى غير هذه المعاجم الفنية الخاصة التي قد يكون استوفاها المؤلف، هناك ألفا وضعها من عنده أمام مصطلحات علمية لاتينية يظهر أنها كانت عديمة المقابل العربي فأشار إلى هذه الألفاظ بعلامة صفر صفير بعدها دلالة على أنها من وضعه وهي تنقسم إلى دخيلة ومعربة ومشتقة ومنحوتة ونظيرة. وأعني بالنظيرة اللفظية العربية التي لها نفس المعنى في اللغتين العربية وللالاتينية أو الأوربية. وهاكم أمثلة من النوع الأول :
1) إبس «ك.س» وهو من الدخيل في مقابل ips المصطلح العلمي وهو «جنس حشرات خاشبة من فصيلة الكراشيات ورتبة غمديات الأجنحة»، وإبس التنوب «ف.ضش» في مقابل : Ips des abiétrines والتنوب شجرة من فصيلة الصنوبريات وقبيلة التنوبية. فلم يترجم المؤلف «سيكسدانتاتوس» وهي اللفظة اللاتينية العلمية بل ترجم اللفظة العامية الفرنسية وهي «أبييتيني» الآتية من اللاتينية : «آبييس» بمعنى صنوبر. «وسيكسد أنتاتوس» مركبة من «سيكس» بمعنى ستة «ودانتاتوس» بمعنى ذي أسنان أي حشرة ذات ست أسنان. وكلمة التنوب نظيرة اللفظة الفرنسية.
2) بلنون «ض.س.ض» وهو من المعرب على وزن فعلول في مقابل balaninus اللاتينية الآتية من اليونانية : «بلانوس» بمعنى بلوط. وهو «جنس خنافس صغيرة القد من فضيلة السوسيات». وسميت بذلك لسببين أولهما أنها تعيش غالبا في أشجار البلوط وثانيهما لأن جسدها في شكل ثمرة البلوط.
3) بياء «ك.» وهو من المشتق، في مقابل mesologie اللفظ العلمي المركب المنحوت من لفظتين يونانيتين وهي «ميسوس» بمعنى : المتوسط و «لوغوس» بمعنى : لغة. أي علم التفاعل بين الوسطين أو البيئتين الطبيعية والذات البشرية أو الحيوانية أو النباتية. فوضع المؤلف بياءة على وزن فعالة الذي أصبح يستعمل في مقابل المصطلحات العلمية المختومة بالكاسعتين اليونانيتين «لوجي» و «غرافي»(1). ومن الملاحظ أن الأمير مصطفى التهابي كان وضع لها لفظة بينات.
4) مشقاسي «ض.س» وهو من المنحوت، في مقابل commensurable اللفظ الفرنسي المركب من اللاتينية الفصيحة أو العالية «كوم» بمعنى : مع، ومن اللاتينية العامية أو السفلي «مانسورا» ومعناها : قياس، ومن الكاسعة، «آبل» التي أصلها : إبيليس اللاتيني والذي يدل على الصفة إذا التحق بالاسم. واللفظة العربية التي وضعها المؤلف ركبها بالنحت من كلمتي «مشترك» و«قياس» فأصبحت : «مشقاسي» أي الشيء المشترك القياس وهذا المعنى نظير المعنى الفرنسي تماما.
والأمثلة كثيرة في منهج المؤلف هذا منها الموفق تمام التوفيق ومنها المحتمل ومنها الجائز وهو مشكور على اجتهاده في وضع المصطلحات الأوربية بهذه الطرق العربية المطابقة لفقه اللغة العربي.
هذا من جهة. ومن جهة أخرى وهي مصادرة العربية من معاجم وكتب اللغة، فإنني أراه تناول هذه المؤلفات والقلم في يده وصار يطالع مطالعة المهندس المتقن للغة «ويرشم» كما تقول بالمغرب أي يضع علامة على كل لفظة رآها تنتمي إلى فنه وقد تصلح لمقابلة لفظة أوروبية أو علمية أكانت مشتقة من اللاتينية أم من اليونانية، وذلك، من شتى نواحي منهج الوضع في فقه اللغة. وإليكم بعض الأمثلة :
5) معاص «ف» في مقابل اللفظة الفرنسية milieu بمعنى وسط. ويقول المؤلف «هو البيئة، أطلبها» وفي البيئة يقول «هو الوسط الذي تعيش فيه المادة». ولفظة كعاص وضعها بالاشتقاق على وزن مفعل من العيص : «منبت خيار الشجر، والعيص : الشجر الكثير الملتف، والعيص : الأصل، يقال : فلان من عيص بني هاشم : أي من أصلهم، وفي المثل : «عيصك منك وإن كان أشبا» أي أصلك منك وإن كان ذا شوك، والمعيص : المنبت» «عن المعجم الوسيط».
فنحن أمام كلمتين عربيتين للفظة فرنسية واحدة تستعمل في جميع الميادين بنفس المدلول وهو الوسط والبيئة.
6) مئدل ومصرب «ك.س.» في مقابل اللفظة aeidimètre بمعنى : آلة قياس الحموضة. ويقول المؤلف «مقياس الحموضة، يستعمل لمعرفة مقدار ما في بعض السوائل كالخمر والحليب وما أشبه من حوامض» فوضع مئدلا ومصربا على وزن مفعل، صيغة الآلة، الأول من الأدل «ك.س» اللبن الخاثر المتلبد الشديد الحموضة، والثاني من الصرب «ف.ف» وهو اللبن الحامض. وجاء في سائر الكتب الأخرى مقياس الحموضة، ووضع لها مجمع اللغة بالقاهرة لفظة محمض «ك.س».
7) علسط «ف.س.ف» في مقابل altimètre بمعنى آلة قياس العلو وهي مركبة من «آلتي» = علو، ومتر. ويقول المؤلف «جهاز يعين رهاء الموقع بالنسبة إلى سطح البحر أي ارتفاع المكان عن مرمى مياه البحر». ولفظة «عسلط» الموضوعة منحوتة من العلو والسطح(2)، وليس لها علاقة بمادة علسط الأخرى التي بمعنى «كلام غير ذي نظام» «انظر لسان العرب». فلم ينهج المؤلف هنا منهجه في aeidimètre ليضع لها، على وزن مفعل معلاء، أضف إلى ذلك أن كلمة «رهاء» «ض» التي أوردها في تعريف العلسط وضعها من قبل في نظير altitude المنحدرة من اللاتينية altitudo بمعنى العلو، أو الارتفاع والتي تفيد دائما معنى الارتفاع بالنسبة إلى سطح البحر فكان يقول : مرهاء على وزن مفعال. ولفظة رهاء بهذا المعنى أخذها من مادة رها يرهو رهوا «سكن، وعيش راه : خصيب ساكن راقه، .. وكل ساكن لا يتحرك راه ورهو.. ورهي البحر سكن، وفي التنزيل العزيز : وأترك البحر راهوا.. والرهو والرهوة : المكان المرتفع والمنخفض أيضا يجتمع فيه الماء وهو من الأضداد، وعن ابن سيدة : الرهوة الارتفاع والانحدار ضد» «عن اللسان باختصار» وبقطع النظر عن المعاني الأخرى التي تفيدها كلمة الرهو والتي ليس لها علاقة بمدلول السكون والارتفاع يظهر أن المؤلف زاوج في ذهنه بين سكون البحر والارتفاع بالنسبة إلى سطح البحر الساكن فرأى المادة صالحة للانطباق على اللفظ الأوربي.
بربخ «ف.س.ف» في مقابل aquedue بمعنى قناة لسوق الماء ذلك على وجه الأرض أم تحت سطحها. واللفظية مأخوذة من اللاتينية «آكواي دوكتوس» حرفيا : سائق الماء. والبربخ الموضوعة هنا عرفها المؤلف بأنها «قناة لجر المياه عبر الوادي ترتكز على قناطر من حجر أو أقواس من باطون «البيطون الفرنسية» تمكنها من احتمال ثقل الماء وضغطه». وتحديدها في الفرنسية لا يقتصر على سوق الماء على وجه الأرض بل ويكون ذلك حتى سطحها. أما البربخ في اللغة فهو «منفذ الماء ومجراه والبربخ : البالوعة من الخزف وغيره «ج» برابخ «عربيتها الأودية «ك.س.ف.قش»» «المعجم الوسيط». أما الأردب فجاءت عنده بمعنى «القناة التي تجري «كذا» فيها الماء على وجه الأرض»».
9) تنوخ «ض.ض» في مقابل ecologie التي بمعنى : دراسة علاقات الأنواع الحيوانية واللفظية العلمية منحوتة من اليونانية «وايكوس» بيت و«لوغوس» : لغة : علم. والتنوخ في اللغة هو الإقامة «بالمكان» والثبات على الشيء. وجاء في مقابلها عند الأمير مصطفى الشهابي : «علم البيئة أو البيئات» في معجمه للمصطلحات الزراعية.
10) نتالة «ف.» ونتل «ف.ف» في مقابل : المركبة من اليونانية من «أبو» Apogamie التي تفيد المنع و«غاموس» : زواج. والتي معناها : الظاهرة التي تجعل بعض النباتات تولد بعد فقدانها خاصيتها الشرقية –بالتبرعم أو تبقى على حالها دون إنتاج. فوضع لها المؤلف لفظتين مشتقتين من مادة واحدة وهي نتل ومعناها في اللغة التقدم قدام، والنتلة : البيضة. والنتل «ف.س.و.ف.» بيض النعام يدفن في المفازة بالماء، وتناتل النبت : التف وصار بعضه أطول من بعض «اللسان» وأظن أن هنا كذلك تزاوج في فكر الواضع معاني التقدم والبيض والنبات فأدى به إلى وضع تلك اللفظة. مع أنه من الملاحظ أن مجمع اللغة العربية بالقاهرة كان قد وضع لنفس المصطلح العلمي لفظة : «لامشيجي»، من لا المانعة النافية والمشيج كل لونين اختلطا، وقيل هو ما اختلط من حمرة وبياض، وقيل : هو كل شيئين مختلطين.. ومشجت بينهما مشجا : خلطت، والشيء مشيج. وعن ابن سيده : المشيج : اختلاط ماء الرجل والمرأة.. قل والصحيح أن يقال : المشيج : ماء الرجل يختلط بماء المرأة، وفي التنزيل العزيز : إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه.. وفي حديث علي رضي الله عنه : ومحط «ف.ف.ف.» الأمشاج من مسارب الصلاب، يريد المني الذي يتولد منه الجنين «اللسان». وعند الشهابي : فقد الإلقاح وفقد.
وهذه الألفاظ كلها كما يظهر ذلك جليا وضع أغلبها بالتوسيع والتشبيه والمداناة علاوة عن الاشتقاق والتعريب والنحت وغير ذلك من ضروب الوسائل المعهودة في نمو اللغات وإنمائها. إلا أن لي ملاحظات أخرى في مفردات هذه الموسوعة وهي أن المؤلف أصدر إلى حد الآن جزأين من موسوعته يحتويان على المواد من العربية إلى الأعجمية أي اللاتينية والفرنسية بالخصوص بإضافة الإنكليزية في غالب المواد والألمانية والإيطالية في الكثير منها. وسيصدر عن قريب الجزء الثالث وهو كما أعلن عن ذلك يحتوي على معجم الألفاظ الأعجمية ولاشك أن الألفاظ ستكون متبوعة بأرقام تدل على الصفحات في الجزأين الأولين حيث المواد العربية وسنرى إذ ذاك كثرة وافرة من المقابلات العربية للفظ الأعجمي الواحد مما يسمح لي أن أتابع مقالي هذا إن شاء الله بطرق موضوع النظام والمنهج اللذين نقصانا في تطوير لغتنا منذ أوائل النهضة الحديثة كما أشرت إلى ذلك في أول هذا الكلام. وأختتم بالإشارة إلى أن هذه الموسوعة مرتبة ألفاظها لا حسب الترتيب الألفبائي العرب يبل حسب الترتيب الألفبائي الأوروبي أي باعتبار نظام تتابع الحروف الهجائية لا باعتبار جذور المواد والاشتقاق، كما رأينا ذلك في «المرجع» وهو المعجم الثوري الذي وضعه العلامة عبد الله العلايلي والذي سنتناول الكلام عنه عندما يتم إن شاء الله إذ لم يظهر منه إلا المجلد الأول الذي ينتهي بمادة «جحدل»، والذي تجلت فيه مع ذلك الفائدة العظمى التي كانت تعوزنا في ميدان التعريب.