ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: أهمية إدارة الوقت في الإسلام الجمعة 04 ديسمبر 2015, 7:03 am | |
| أهمية إدارة الوقت في الإسلامالفريق عبدالعزيز بن محمد هنيديالمصدر: المصدر: من كتاب: “إدارة الذات: مدخل مقترح في الإدارة الإسلامية”أنَّنا كأمَّة مسلمة نَحتكم في كل أمورنا إلى الكتاب والسنة، وعلى ما أجمع عليه أئمة المسلمين بالقياس والاجتهاد، وأنَّ هذه هي مصادر الإدارة الإسلامية، وأنَّنا كأمَّة إسلامية نستنير بالتُّراثِ الإسلامي، ونستفيد من تَجارب الأمم الأخرى، وأنَّ الشريعة الإسلامية تُمثل تراثًا غنيًّا بالأصول والمبادئ والنظريات، التي تَحكم وظائف الوُلاة والقادة والحكام وغيرهم، وكذلك شؤون الحكم والإدارة؛ لأَنَّها مُلتزمة بثوابت المجتمع الإسلامي وبالقيم الروحية والدينية؛ مِمَّا جعلها فكرًا مُتكاملاً يصلح للتطبيق العملي في كل زمان ومكان؛ لأَنَّها اهتمت بالإنسان الذي كرَّمه الله على سائر مخلوقاته، في الوقت الذي نجد فيه مدارسَ الإدارة والتنظيم الإداري ونظرياته الحديثة – برغم كثرتها وثَباتِها – ما زالت تتخبَّط في تفسير سلوك الفرد ووسائل حفزه، وأساليب تحسين إنتاجه، علاوة على وجود تضارُب بين النظم والقوانين الإدارية من جانب، وما يَحمله الفرد من مفاهيمَ ومعتقداتٍ دينية واجتماعية من جانب آخر.وسأحاول في هذا الفصل الكتابةَ عن موضوع إدارة الوقت في الإدارة الإسلامية، والذي سبق لي أنْ تطرقت إليه في مُحاضرات ولقاءات سابقة، وقبل تناوُل هذا الموضوع لا بُدَّ من التأكيد على أهمية العنصر البشري وأهميته، وأهمية الوقت بالنسبة له؛ لأن إدارةَ الوقت تعتبر الإنسانَ هو محورَ العملية الإدارية وأهم عناصرها؛ لأَنَّه هو الذي يُحرِّك بقيةَ العناصر، وهو الذي يُخطط لها ويَجمعها ويستخدمها، وهو الذي يضع الأهدافَ، وهو الذي يُحقق النتائج ويقومها، ويتعلم من تَجاربه، ويطوِّر أفكارَه وأفعاله، وهو يسلك في ذلك أنواعًا عديدة من السلوك، تعكس صنوفًا وألوانًا من القيم والاتجاهات، وهو يتأثَّر بمن حوله من الناس، وبما يُحيط به من مُتغيِّراتٍ ومواقفَ وظروف، يؤثِّر فيها ويتأثَّر بها.ولما كان الوقت هو أهم هذه المتغيرات؛ لذا تُعَدُّ إدارةُ الوقت سلوكًا إداريًّا فريدًا في الإدارة الإسلامية، التي نظرت إلى الأداء بمنظورٍ أكثرَ شُمولية، ومن جانبين: أولهما: داخلي، وهو يعمل من خلال ضمير الإنسان نفسه، وثانيهما: خارجي، يعمل من خلال الحوافز المادية المتعارف عليها إداريًّا.والثابت أنَّ الحوافِزَ الداخلية للفرد العامل المسلم تسمُو وتفوق الحوافزَ والدوافع المادية، فالإنسان من وجهة النَّظر الإسلامية قبل أن يكونَ عاملاً، فهو مسلم مُنقاد، يَخاف عقابَ الله ويرجو ثوابَه، ويراقبه في كل أقواله وأفعاله، فالتوحيدُ في حَدِّ ذاته رَغبة ورهبة معًا، وهما حافزان مستقلان ثابتان، والمراقبة الضميرية (الذاتية) تعد عاملاً أساسيًّا لضبط الحدِّ الأدنى المقبول من العطاء الإداري[1]، فالرقابة الذاتية في الإسلام هي الخوف من مُحاسبة الخالق، والطَّمع في ثوابه، وصرف الوقت فيما يُفيد الفرد وأمَّته.ولقد ذكرنا في الفصول السابقة أهميةَ الوقت، وأنَّه من المتغيرات الخارجية، التي ليس للمنظمة سُلطة عليها، أو قدرة على التحكم فيها، وهو أثْمن وأنفس ما يَملكه الإنسان، ولا يمكن تقديمه أو تأخيره أو زيادته، وهو إنْ ضاع لا أَمَلَ في عودته، والوقت مُحدد للجميع بشكل متساوٍ، وهو يسير بشكل مُنتظم نَحوَ الأمام فقط، وقد أوضحت الكثيرُ من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية العديدَ من خصائصِ وأهميةِ الوقت؛ يقول – تعالى -: ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 1 – 3]، وكذلك قوله – تعالى -: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾[الفرقان: 62]، وكذلك قوله – تعالى -: ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾[النحل: 12]، فالقرآن الكريم والسنة النبوية قد أعطت الوقتَ قيمةً وأهميةً وأوجه انتفاع، وأنَّه من أعظم نِعم الله تعالى[2].وهناك أيضًا أقوالُ الرسول – عليه الصَّلاة والسَّلام – في الوقت، منها قوله: ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسْأَل عن خمس: عن عمره فيمَ أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وماذا عمل فيما علم؟))، وقال – عليه الصَّلاة والسَّلام – أيضًا: ((اغتنم خمسًا قبل خمس: حياتَك قبل موتك، وصِحَّتَك قبل سقمك، وفراغَك قبل شغلك، وشبابَك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك))، ويقول الخليفة الراشد عمر بن العزيز – رضي الله عنه -: “إنَّ الليلَ والنهار يعملان بك، فاعمل فيهما”، كما كان للشعر العربي والإسلامي إسهامات في ذكر الوقت وأهميته،يقول أحمد شوقي: دَقَّاتُ قَلْبِ الْمَرْءِ قَائِلَةٌ لَهُ إِنَّ الْحَيَاةَ دَقَائِقٌ وَثَوَانِي
|
كما يذكرنا قول أحد الشعراء بأنَّ التمني والتحسر على ما فات من الوقت لا جدوى منه: أَلاَ لَيْتَ الشَّبَابَ يَعُودُ يَوْمًا فَأُخْبِرَهُ بِمَا فَعَلَ الْمَشِيبُ
|
وتأتي قيمةُ الوقت بما يقدِّمه الإنسان وينتجه طوالَ حياته، فإدارةُ الوقتِ في الإسلام لا تعني فكرةً مُجردة بحد ذاتها ترمي إلى استغلالِ الوقت، فيترتب عليها زيادةُ الرِّبحِ المادي والإنتاج فحسب، بل هي أكثرُ سُمُوًّا؛ إذ هي هدف روحي ينطلق من رهبة يوم القيامة؛ يوم الحساب والعقاب[3].ولقد قال حسن البنا في هذا الشأن: “الوقت هو الحياة، فما حياة الإنسان إلاَّ الوقت الذي يقضيه من ساعة الميلاد إلى ساعة الوفاة”، ويقول ابن مسعود – رضي الله عنه -: “ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شَمسُه، نقص فيه أجلي، ولم يزد فيه عملي”، وذكر عدنان النحوي أنَّ الإسلامَ ينظر إلى الوقت نظرةً أكثر سموًّا وعدلاً وصدقًا، فالمالُ الذي يضيع على الإنسان قد يُيسر الله له استعادةَ هذا المال، أمَّا الدقيقة التي تذهب على الإنسان، فلن تعود ولن تستعاد، فهذه سنة الله – عزَّ وجل – في الزمن والحياة، أمَّا قضاء الله في الآخرة، فهو أول ما يحاسب عليه الإنسان[4].
[size] [1] فهد صالح السلطان، مرجع سابق، ص88.
[2] عبدالملك القاسم، “الوقت أنفاس لا تعود”، ص605.
[3] محمد بن عبدالله البرعي، “الإدارة في التراث الإسلامي”، ص 278.
[4] عدنان علي النحوي، فقه الإدارة الإيمانية في الدعوة الإسلامية، ص54.
[/size] |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: أهمية إدارة الوقت في الإسلام الجمعة 04 ديسمبر 2015, 7:06 am | |
| |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: أهمية إدارة الوقت في الإسلام الجمعة 04 ديسمبر 2015, 7:07 am | |
| |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: أهمية إدارة الوقت في الإسلام الجمعة 04 ديسمبر 2015, 7:12 am | |
| إدارة الوقت في رمضان وصناعة التغيير الإيجابيد. عبدالمنعم نعيميإدارة الوقت في رمضانوصناعة التغيير الإيجابيأزف شهر رمضان الفضيل على الرحيل، وأوشَك أن تنسلخ أيامُه، وتنقضي نفحاته، وهو الموصوف من ربِّ البرية جلَّ وعلا بقوله: ﴿ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 184]، نعم إنْهو إلا أيام معدودات؛ مُعيَّنات ومُحدَّدات بالعدد؛ فعِدَّةُ رمضان إما تسع وعشرون أو إكمال عدَّته ثلاثين يومًا، والشهر هكذا كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: إما تسع وعشرون يومًا، أو ثلاثون يومًا عدًّا وعددًا؛ بدليل ما صح عند الشيخين من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ، الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا))؛ يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ، وَمَرَّةً ثَلَاثِينَ.وقوله عزَّ وجلَّ: ﴿ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾[البقرة: 184]؛ فيه تلميح وتنبيه إلى تسارع الزمن وسرعة انقضائه، وأن الوقت في شهر رمضان عامل مهم لإنجاح عملية التغيير المقصودة من فرض الصيام، هذه العملية التي عبَّر عنها ربنا تبارك وتعالى في آي الصيام بالتقوى في قوله: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، وقوله: ﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 187].إذًا غايةُ الصائم من صومه نهارَ رمضان تحصيلُ ما أمَر الله تعالى به من التقوى، وهي المَقصَد الشرعي الأصلي والأساسي والهام من تشريع الصوم في رمضان، بَيْدَ أن البعض قد يتوهَّم أن التقوى في رمضان خاصة بنهار يومه فقط، لا بليله أيضًا، وهذا توهُّم بيِّنُ الخطأ؛ لأن العبادة وإن قُصدت في نهار رمضان بالصوم، فهي مقصودة أيضًا في ليله بالقيام والتلاوة ونحوها.إن الصيام وإن عُدَّ أهم عمل في رمضان؛ لقوله تعالى في مطلع آي الصيام من سورة البقرة: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]؛ فإن له أيضًا أعمالاً أخرى يُؤجر عليها الصائم ويُثاب، يُسنُّ له تحصيلها، ويُرغَّب له إدراكها؛ كتلاوة القرآن والقيام والاعتكاف وإطعام الطعام والتصدق... وغيرها من أنواع البِرِّ وأبواب الخير.إن رمضان مدرسة للمران على تهذيب النفس وتزكية القلب مما علق به من رَانٍ، رمضان يصنع التغيير في نفوس الصائمين وجوارحهم، ويظهر جليًّا في سلوكياتهم، هو التغيير الذي لا يحظى به إلا من صام وقام رمضان إيمانًا بثواب صيامه وقيامه، واحتسابًا لهذا الثواب الجزيل الذي أعده الله تعالى للصائمين القائمين.نرجع إلى قوله تعالى: ﴿ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 184]، فإن الله تعالى قد جعل لأمَّة الإسلام في أيام دهرهم نفحات؛ من تعرَّض لها بإخلاص وصدق، نال المقصد الشرعي من تشريع العبادة فيها، وأيامُ رمضان كلها خير وبركة، ينال فيها الصائم ما وعد الله تعالى به الصائمين من الثواب العظيم في الدنيا، والنعيم المقيم في الآخرة.وهذه الآية مما يُمكن الاستئناسُ به للتدليل على قيمة الوقت في رمضان، وأهمية إدارته واستغلاله في صناعة التغيير، والارتقاء بالنفس الإنسانية المكرَّمة ارتقاء اجتماعيًّا وحضاريًّا بعيدًا عن دحض الحيوانية الدونية.هي أيام معلومات ومحدَّدات ومُعيَّنات بعددها وزمانها؛ لكنها تصنع فارقًا عجيبًا يمتد بقية عمر الإنسان مع تجدُّدها كل عام من حياته، أيامٌ عمليةُ التغيير فيها تنطلق من نفس الإنسان وقلبه وجوارحه، تُترجم في سلوكيات إيجابية تجعل من الإنسان شامة بين غيره، هذا التغيير الذي يعكس حقيقة ما طرأ على قلب الصائم وعقله وسلوكه من تفاعل إيجابي مع عبادة الصوم.وعلى أبواب هلال شوال يسعد الصائم ويفرح بما نال من التغيير الذي يستحق؛ فيرى في الفطر يوم جائزته التي يُتوج بها نجاحه الباهر وفوزه الفاخر في مدرسة رمضان، فيفرح يوم فطره فرحًا يليق بهذا اليوم السعيد (عيد الفطر المبارك)؛ كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((للصائم فرحتان: فرحه حين يفطر، وفرحة حين يلقى ربه))، وفي لفظ آخر: ((وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه)).إذًا واضح أن التغيير لا يناله إلا من استغَلَّ أيام رمضان وأحسن إدارة وقتها؛ فإذا انسلخ رمضان وانقضى ولم يحقق التغيير، فاعلم أخي الصائم أمرين:الأمر الأول: أنك فوَّت عليك فرصة حقيقية لتتغيَّر، لكنك لم تُحسن استغلالها لتتغيَّر؛ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في حديثه الذي أخرجه البزار عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "ارتقى النبي صل الله عليه وسلم على المنبر درجة فقال آمين ثم ارتقى الثانية فقال آمين ثم ارتقى الثالثة فقال آمين ثم استوى فجلس فقال أصحابه على ما أمنت قال: أتاني جبريل فقال رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت آمين فقال رغم أنف امرئ أدرك أبويه فلم يدخل الجنة فقلت آمين فقال رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له فقلت آمين".الأمر الثاني: من لم يتغيَّر في رمضان تغييرًا إيجابيًّا، فليعلم يقينًا أن التغيير في غيره من سائر أيام العام صعب وليس باليسير إلا على من يسَّر الله تعالى له أسبابه؛ لرغبته الصادقة في التغيُّر، كما قال الله تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾ [الليل: 5 - 10]. |
|