اتفاقية سايس بيكو
سايكس بيكو: هي اتفاقية وقعت بين فرنسا وبريطانيا عام 1916 ميلادي، وكانت تقوم هذه الاتفاقية على اقتسام الدول العربية الموجودة على شرق المتوسط، وقد تمت هذه الاتفاقية بين وزراء خارجية فرنسا وروسيا وإنجلترا .
وتم عمل هذه الاتفاقية بين عام (1915_1916) .
وتم اجتماع مفوض الحكومة الفرنسية ومفوض الحكومة البريطانية في القاهرة، فقد قامت الحكومة الفرنسية بتعيين (جورج بيكو) باعتباره مندوباً سامياً لملاحقة ومراجعة الشئون في الشرق الأدنى، وأن يتناقش مع الحكومة البريطانية لمعرفة شئون البلاد العربية، وما سيحصل من تقسيم لهذه الدول.
والحكومة البريطانية قامت ببعث مفوضها الموجود في القاهرة وهو (مارك سايكس)، وباشتراك مع مندوب روسيا، وسميت هذه الاتفاقية باتفاقية القاهرة السرية، ومن بعدها تم الانتقال إلى روسيا، وبالتحديد في مدينة بطرسبرغ، وفي نهاية هذه الاجتماعات والاتفاقيات التي حصلت بين روسيا وبريطانيا وفرنسا أنتجت اتفاقية سايكس بيكو .
وقد تّم تحديد المناطق التي سيحصل عليها كل دولة من الدول :-
قيام فرنسا بالاستيلاء على ولاية أضّنة، وحصولها على غرب سوريا ولبنان .
قيام بريطانيا بأخذ والسيطرة على مدينة بغداد وجنوب ووسط العراق، وفلسطين بالاستيلاء على ميناء حيفا وعكا .
أن تستولي روسيا على شمال كردستان، واستيلائها على تركيا على الولايات الأرمينية .
أن يكون ميناء الإسكندرون حراً غير تابع لأي دولة .
أن تخضع فلسطين للإدارة الدولية .
حق روسيا في الدفاع عن فئة المسيحيين الأرثوذكس الموجودين في فلسطين .
أن يتم تقسم النفوذ بين فرنسا وبريطانيا في احتواء كل منهما على: شرق بلاد الشام، وولاية الموصل أن تكون تحت الوصاية الفرنسية، ويخضع الجزء الشمالي من ولاية بغداد، وحتى الحدود الإيرانية، وشرق الأردن للنفوذ البريطانية .
وبعد تطبيق هذه الإتفاقية كُشفت بنودها وأغراضها بعد صدور وعد بلفور، حيث صدر كتاب تشرشل الأبيض سنة 1922 ميلادي ؛ ليبين أغراض هيمنة بريطانيا على فلسطين بالتحديد .
ولكن بعد انعقاد مؤتمر سان ريمو عام 1920 م، حيث كان هذا المؤتمر مؤكداً لسايكس بيكو، واستمرت الاتفاقيات بين الدول الحاكمة ليصدر عام 1923 م معاهدة لوزان، تنص على التخلي عن بعض المناطق لتركيا، وهي الأقاليم السورية الشمالية، وبعض المناطق الموجودة في اليونان، وتحتوي على تعديلات وضِعت في معاهدة سيفر .
وسنعرض الآن تواريخ استقلال بعض الدول العربية من أيدي الإحتلال :-
حصلت العراق على استقلالها في تاريخ 1936م، وحصلت سوريا على الاستقلال سنة 1946، ولبنان استقلت عام 1943م، وتم ضم لتركيا الأقاليم السورية الشمالية .
أما بالنسبة للأردن، فقد حصلت على حكم ذاتي سنة 1922م، ولكن الاستقلال الفعلي لها كان عام 1946م .
ولكن فلسطين كانت حكايتها مختلفة عن بقية الدول، في أنها بعد رحيل البريطانيين وانتهاء مدة حكمهم، قامت ثاني يوم إسرائيل بإعلان نفسها دولة في فلسطين، وقامت بالاستيلاء على الكثير من الأراضي الفلسطينية، واستقلت بعدها فلسطين جزئياً، في أن الضفة الغربية تابعة للأردن، وغزة تابعة لمصر. وفي عام 1994 ظهرت السلطة الوطنية الفلسطينية .
اتفاقية سان ريمو
في عام 1920 تم توقيع معاهدة سان ريمو التي حددت مناطق النفوذ البريطانية و الفرنسية في المشرق العربي . نتيجة لموقف انجلترا و فرنسا من مقررات المؤتمر السوري العام المنعقد في 1920 , انعقد المجلس الأعلى للحلفاء الذي يعتبر امتدادا لمؤتمر لندن المنعقد في فبراير 1920 في مدينة سان ريمو الإيطالية في المدة بين التاسع عشر و الخامس و العشرين من نيسان 1920 للبحث في شروط الحلفاء للصلح مع تركيا طبقا لمعاهدة سيفر و المصادقة عليها بعد إعلان سوريا استقلالها و مناداتها بالأمير فيصل ملكا عليها في المؤتمر السوري العام في الثامن من آذار 1920 .
وقد بحث المؤتمر في :
معاهدة سفر التي رسمت مستقبل المنطقة العربية التي تضم العراق و سوريا بما فيها لبنان و الأردن و فلسطين .
التقسيمات و الإنتدابات حسب مصالح دول الحلفاء , بحيث تقسم سوريا الكبرى إلى أربعة أقسام : سوريا و لبنان و الأردن و فلسطين .
تكون سوريا و لبنان تحت الإنتداب الفرنسي , و فلسطين و الأردن تحت الإنتداب البريطاني بالإضافة إلى العراق .
تسبب و ضع فلسطين تحت الإنتداب البريطاني , في اندلاع صدامات واسعة بين اليهود و العرب في مدينة القدس .
فكان ملخص المعاهدة كما يلي :
1- وضع سوريا و لبنان تحت الإنتداب الفرنسي
2- وضع العراق تحت افنتداب الإنجليزي
3- وضع فلسطين و شرقي الأردن تحت الإنتداب الإنجليزي مع الإلتزام بتنفيذ وعد بلفور
اجتمع المؤتمر السوري في ( 16 جمادى الآخرة 1338ه – 8 مارس 1920 ) و اتخذ عدة قرارات تاريخية تنص على إعلان إستقلال سوريا بحدودها الطبيعية استقلالا تاما بما فيها فلسطين , و رفض ادعاء الصهيونية في إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين , و إنشاء حكومة مسؤولة أمام المؤتمر الذي هو مجلس نيابي , و كان يضم ممثلين انتخبهم الشعب في سوريا و لبنان و فلسطين , و تنصيب المير فيصل ملكا على البلاد . و استقبلت الجماهير المحتشدة في ساحة الشهداء هذه القرارات بكل حماس بالغ و فرحة طاغية بإعتبارها محققة لآمالهم و نضالهم من أجل التحرر و الإستقلال .
و تشكلت الحكومة برئاسة رضا باشا الركابي , و ضمت سبعة من الوزراء من بينهم فارس الخوري و ساطع الحصري , و لم يعد فيصل في هذا العهد المسؤول الأول عن السياسة , بل أصبح ذلك منوطا بوزارة مسؤولة أمام المؤتمر السوري , و تشكلت لجنة لوضع الدستور برئاسة هاشم الأتاسي فوضعت مشروع دستور 148 مادة على غرار الدساتير العربية , و بدأت الأمور تجري في اتجاه يدعو إلى التفاؤل و يزيد من الثقة غير أن هذه الخطوة الإصلاحية في تاريخ البلاد لم تجد قبولا و استحسانا من الحلفاء و رفضت الحكومتان البريطانية و الفرنسية قرارات المؤتمر في دمشق , و اعتبرت فيصل أميرا هاشميا لايزال يدير البلاد بصفته قائدا للجيوش الحلفية لا ملكا على الدولة , و دعته إلى السفر إلى أوروبا لعرض قضية بلاده لأن تقرير مصير الأجزاء العربية لا يزال بيد مؤتمر السلم .
وجاءت قرارات مؤتمر السلم المنعقد في سان ريمو الإيطالية في ( 6 شعبان 1338 ه – 25 ابريل 1920 م ) مخيبة لآمال العرب فقد قرر الحلفاء استقلال سوريا تحت الإنتداب الفرنسي , و استقلال العراق تحت الإنتداب البريطاني , ووضع فلسطين تحت افنتداب البريطاني , و كان ذلك سعيا لتحقيق وعد بلفور لليهود فيها . و لم يكن قرار الإنتداب في سان ريمو إلا تطبيقا لإتفاقية سايكس بيكو , و إصرار قويا من فرنسا على إحتلال سوريا .
و كان قرار المؤتمر ضربة قوية لآمال الشعب في استقلال سوريا و وحدتها , فقامت المظاهرات و الإحتجاجات , و اشتعلت النفوس بالثورة و أجمع الناس على رفض ما جاء بالمؤتمر من قرارات , و كثرة افجتماعات بين زعماء الأمة و الملك فيصل و أبلغوه بتصميم الشعب على مقاومة كل اعتداء على حدود البلاد و استقلالها