منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الإسراء والمعراج

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الإسراء والمعراج  Empty
مُساهمةموضوع: الإسراء والمعراج    الإسراء والمعراج  Emptyالسبت 27 أبريل 2013, 2:24 am




27 رجب من عام الحزن
حيث توفي عمه ابو طالب
وزوجته خديجة بنت خويلد
وبعد ما لا قى من ظلم اهله بمكه وايضا بالطائف

وما قاساه من الم وتشميت وتكذيب

اسري به صل الله عليه وسلم


{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الإسراء1



الضحى(مكية)11
وَالضُّحَى{1} وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى{2} مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى{3} وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى{4} وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى{5} أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى{6} وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى{7} وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى{8} فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ{9} وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ{10} وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ{11}


النجم(مكية)62
وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى{1} مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى{2} وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى{3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى{4} عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى{5} ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى{6} وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى{7} ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى{8} فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى{9} فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى{10} مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى{11} أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى{12} وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى{13} عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى{14} عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى{15} إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى{16} مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى{17} لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى{18}



إخوتي وأخواتي أعضاء منتدانا الحبيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سوف أتناول هذا الموضوع بإستفاضه وهو رحله رسول الله ورسولنا الكريم
محمد صل الله عليه وسلم إلي السماء


(( الإسراء والمعراج ))

وذلك حتي يعلمها الجميع بالتفصيل
وهي علي مراحل متسلسله بإذن الله
والله المستعان
وبسم الله نبدأ

الإسراء
وصف النار
وصف الجنة
في السما ءالسابعة
بقية السماوات
أهل النار
في المعراج إلى السماوات السبع
في المسجد الأقصى
أحوال الناس في البرزخ



أول الإسراء

بينما النبي صل الله عليه وسلم في الحجر عند البيت مضطجعاً بين رجلين إذ أتاه جبريل وميكائيل ومعهما ملك آخر فاحملوه حتى جاءوا به زمزم فاستلقوه على ظهره فتولاه منهما جبريل .

وفي رواية : فرج سقف بيتي فنزل جبريل فشق من ثغرة نحره إلى أسفل بطنه ، ثم قال جبريل لميكائيل : ائتني بطست من ماء زمزم كيما أطهر قلبه وأشرح صدره ، فاستخرج قلبه فغسله ثلاث مرات ، ونزع ما كان به من أذى ، واختلف إليه ميكائيل بثلاث طسات من ماء زمزم ، ثم أتي بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيماناً فأفرغه في صدره ، وملأه حلماً وعلماً ويقيناً وإسلاماً ، ثم أطبقه ، ثم ختم بين كتفيه بخاتم النبوة .

ثم أتي بالبراق مسرجاً ملجماً ، وهو دابة بيضاء طويلة فوق الحمار ودون البغل ، يضع حافره عند منتهى طرفه مضطرب الأذنين ، إذا أتى على جبل ارتفعت يداه ، له جناحان في فخذيه يحفز بهما رجليه فاستصعب عليه ، فوضع جبريل يده على معرفته ثم قال : ألا تستحي يا براق ! فوالله ما ركبك خلق أكرم على الله منه ، فاستحيا حتى ارفض عرقاً وقر حتى ركبها ، وكانت الأنبياء تركبها قبله .

قال سعيد بن المسيب رضي الله عنه وغيره : وهي دابة إبراهيم التي كان يركب عليها للبيت الحرام ، فانطلق به جبريل وهو عن يمينه وميكائيل عن يساره .

وعند ابن سعد : وكان الآخذ بركابه جبريل ، وبزمام البراق ميكائيل ، فساروا حتى بلغوا أرضاً ذات نخل فقال له جبريل : انزل فصل ههنا ، ففعل ثم ركب ، فقال له جبريل : أتدري أين صليت ؟ فقال : لا ، قال : صليت بطيبة وإليها المهاجرة .

فانطلق البراق يهوي به يضع حافره حيث أدرك طرفه ، فقال له جبريل : انزل فصل ههنا ، ففعل ثم ركب ، فقال له جبريل : أتدري أين صليت ؟ قال لا ، قال : صليت بمدين عند شجرة موسى .

فانطلق البراق يهوي به ، ثم قال له جبريل : انزل فصل ، ففعل ثم ركب ، فقال له : أتدري أين صليت ؟ قال : لا ، قال : صليت بطور سيناء حيث كلم الله موسى .

ثم بلغ أرضا فبدت له قصور الشام ، فقال له جبريل : انزل فصل ، ففعل ، ثم ركب ، فانطلق البراق يهوي به فقال : أتدري أين صليت ؟ قال : لا ، قال : صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى ابن مريم


وصـــــف النـــــار

ثم عرضت عليه النار فإذا فيها غضب الله وزجره ونقمته ، لو طرح فيها قوم يأكلون الجيف ، فقال : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء يأكلون لحوم الناس ، ورأى مالكاً خازن النار ، فإذا هو رجل عابس يعرف الغضب في وجهه ، فبدأه النبي صل الله عليه وسلم بالسلام ، ثم أغلقت النار دونه ..

ثم رفع إلى سدرة المنتهى ، فغشيته سحابة فيها من كل لون فتأخر جبريل عليه السلام ، ثم عرج به صل الله عليه وسلم لمستوى سمع فيه صريف الأقلام ، ورأى رجلاً مغيباً في نور العرش .

فقال : من هذا ، أملك ؟

قيل : لا ، قال : أنبي ؟ قيل : لا ، قال من هو ؟ قيل : هذا رجل كان في الدنيا لسانه رطب بذكر الله تعالى ، وقلبه معلق بالمساجد ، ولم يستسب لوالديه قط .

فرأى ربه سبحانه وتعالى ، فخر النبي صل الله عليه وسلم ساجداً وكلمه ربه عند ذلك ، فقال له : يا محمد ! قال : لبيك يا رب ، قال : سل ! .

فقال : إنك اتخذت إبراهيم خليلاً ، و أعطيته ملكاً عظيماً ، وكلمت موسى تكليماً ، و أعطيت داود ملكاً عظيماً ، و ألنت له الحديد ، ***رت له الجبال و أعطيت سليمان ملكاً عظيماً ، ***رت له الجن والإنس والشياطين ، ***رت له الرياح ، وأعطيته ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده ، وعلمت عيسى التوراة والإنجيل وجعلته يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذنك ، وأعذته وأمه من الشيطان الرجيم ، فلم يكن للشيطان عليهما سبيل .

فقال الله سبحانه وتعالى : قد اتخذتك حبيباً .

قال الراوي : وهو مكتوب في التوراة حبيب الله ، وأرسلتك للناس كافة بشيراً ونذيراً ، وشرحت لك صدرك ووضعت عنك وزرك ، ورفعت لك ذكرك ،لا أذكر إلا ذكرت معي ، وجعلت أمتك خير أمة أخرجت للناس ، وجعلت أمتك أمة وسطاً ، وجعلت أمتك هم الأولون وهم الآخرون ، وجعلت أمتك لاتجوز لهم خطبة حتى يشهدوا أنك عبدي ورسولي ، وجعلت من أمتك أقواماً قلوبهم أناجيلهم ، وجعلتك أول النبيين خلقاً وأخرهم بعثاً ، وأولهم يقضى له ، وأعطيتك سبعاً من المثاني لم أعطها نبيا قبلك ، وأعطيتك خواتم سورة البقرة من كنز العرش ، لم أعطها نبياً قبلك ، وأعطيتك الكوثر وأعطيتك ثمانية أسهم :الإسلام ، والهجرة ، والجهاد ، والصدقة ، وصوم رمضان ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر . وإني يوم خلقت السماوات والأرض ، فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلاة ، فقم بها أنت و أمتك ..

قال أبو هريرة رضي الله عنه : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : فضلني ربي ، أرسلني رحمة للعالمين وكافة للناس بشيراً ونذيراً ، و ألقى في قلب عدوي الرعب من مسيرة شهر ، و أحل لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ، و أعطيت فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه ،وعرضت علي أمتي فلم يخف علي التابع والمتبوع ، ورأيتهم أتوا على قوم ينتعلون بالشعر، ورأيتهم أتوا على قوم عراض الوجوه صغار الأعين كأنما خرمت أعينهم بالمخيط فلم يخف علي ما هم لاقون من بعدي و أمرت بخمسين صلاة ..

وفي رواية : وأعطي ثلاثا : أنه سيد المرسلين ، و إمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين .

وفي رواية : أعطي رسول الله صل الله عليه وسلم الصلوات الخمس ، وخواتيم سورة البقرة ، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئاً المقحمات ..


وصــــف الجنــــــة

ثم رفع إلى سدرة المنتهى وإليها ينتهي ما يعرج من الأرض فيقبض منها ، وإليها ينتهي ما يهبط من فوق فيقبض منها ، وإذا شجرة يخرج من أصلها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من خمر لذة للشاربين ، وأنهار من عسل مصفى ، يسير الراكب في ظلها سبعين عاماً لا يقطعاً ، وإذا نبقها مثل قلال هجر ، وإذا ورقها كآذان الفيلة تكاد الورقة تغطي هذه الأمة .

وفي رواية : الورقة منها تظل الخلائق على كل ورقة فيها ملك ، فغشيها ألوان لا يدرى ما هي ، فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تغيرت ..

وفي رواية : تحولت ياقوتاً وزبرجداً ، فما يستطيع أحد أن ينعتها من حسنها ، فيها فراش من ذهب ، وإذا في أصلها أربعة أنهار ، نهران باطنان و نهران ظاهران ، فقال : ما هذه الأنهار يا جبريل ؟ ،قال : أما الباطنان ، فنهران في الجنة و أما الظاهران ، فالنيل والفرات.

وفي رواية : وإذا في أصلها عين تجري يقال لها : السلسبيل . ينشق منه نهران أحدهما الكوثر ، رأيته يطرد عجاجاً مثل السهم عليه خيام اللؤلؤ والياقوت والزبرجد ، وعليه طيور خضر أنعم طير أنت راء، فيه آنية الذهب والفضة، يجري على رضراض من الياقوت والزمرد ، وماؤه أشد بياضاً من اللبن ، فأخذ من آنيته فاغترف من ذلك الماء فشرب ، فإذا هو أحلى من العسل ، وأشد ريحاً من المسك .

فقال له جبريل : هذا هو النهر الذي حباك به ربك ، والنهر الآخر نهر الرحمة فاغتسل فيه ، فغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .

وفي رواية : أنه رأى جبريل عند السدرة وله ستمائة جناح ، كل جناح منها قد سد الأفق يتناثر من أجنحته التهاويل الدر والياقوت مما لا يعلمه إلا الله تعالى .

ثم أخذ على الكوثر حتى دخل الجنة ، فإذا فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، فرأى على بابها مكتوباً : الصدقة بعشر أمثالها ، والقرض بثمانية عشر ، فقال : يا جبريل ! ما بال القرض أفضل من الصدقة ؟ ، قال : لأن السائل يسأل وعنده شيء ، و المستقرض لا يستقرض إلا من حاجة ، فسار فإذا هو بأنهار من لبن لم يتغير طعمه ، وأنهار من خمر لذة للشاربين ، وأنهار من عسل مصفى ، وإذا فيها جنابذ اللؤلؤ ، وإذا رمانها كالدلاء .

وفي رواية : فإذا فيها رمان كأنه جلود الإبل المقتبة وإذا بطيرها كالبخاتي .

فقال أبو بكر : يا رسول الله ، إنها لناعمة ، قال : أكلتها أنعم منها ، وإني لأرجو أن تأكل منها ، ورأى نهر الكوثر على حافتيه قباب الدر المجوف ، وإذا طينه مسك أذفر .






وفي السماء السابعة :

ثم صعدا إلى السماء السابعة ، فاستفتح جبريل ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : أوقد أُرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحبا به وأهلاً ، حيّاه الله من أخٍ ومن خليفةٍ ، فنعم الأخُ ونعم الخليفةُ ، ونعم المجئ جاء ، ففُتح لهما .

فلما خلصا فإذا النبي صلى الله عليه وسلم بإبراهيم الخليل عليه السلام جالس عند باب الجنة على كرسي من ذهب ، مسند ظهره إلى البيت المعمور معه نفر من قوم ، فسلم عليه النبي صل الله عليه وسلم فرد عليه السلام وقال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ثم دعا له بخير ، ثم قال : مر أمتك فلتكثر من غراس الجنة ، فإن تربتها طيبة و أرضها واسعة.

فقال : وما غراس الجنة ؟ قال : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . وفي رواية : أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر .

وعنده قوم جلوس بيض الوجوه أمثال القراطيس ، وقوم في ألوانهم شيء فدخلوا نهراً فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء ، ثم دخلوا نهراً فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء ، ثم دخلوا نهراً ثالثاً فاغتسلوا فيه وقد خلصت ألوانهم ، فصارت مثل ألوان أصحابهم ، فجاءوا فجلسوا إلى أصحابهم ، فقال : يا جبريل من هؤلاء البيض الوجوه ، ومن هؤلاء الذين في ألوانهم شيء ، وما هذه الأنهار التي دخلوها فاغتسلوا فيها ؟

فقال : أما هؤلاء البيض الوجوه ، فقوم لم يلبسوا إيمانهم بظلم ، و أما هؤلاء الذين في ألوانهم شيء ، فقوم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً فتابوا فتاب الله عليهم ..

وأما هذه الأنهار : فأولها رحمة الله ، والثاني نعمة الله ، والثالث وسقاهم ربهم شراباً طهوراً . وقيل : هذا مكانك ومكان أمتك ، وإذا هو بأمته شطرين ، شطرعليهم ثياب كأنها القراطيس وشطر عليهم ثياب رمد، فدخل البيت المعمور ودخل معه الذين عليهم الثياب البيض ، وحجب الآخرون الذين عليهم الثياب الرمد ، وهم على خير فصلى ومن معه من المؤمنين في البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه إلى يوم القيامة ، وأنه بحذاء الكعبة ، لو خر منه حجر، لخر عليها آخر ما عليهم .

وفي رواية : أنه عرضت عليه الآنية الثلاثة المتقدمة ، فأخذ اللبن فصوب جبريل فعله كما تقدم .

وقال كما في رواية : هذه الفطرة التي أنت عليها وأمتك ، وفي حديث عن الطبراني بسند صحيح : مررت ليلة أسري بي على الملأ الأعلى ، فإذا جبريل كالحلس البالي من خشية الله ..


بقية السماوات

وفي السماء الثانية :

ثم صعدا إلى السماء الثانية ، فاستفتح جبريل ، فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال محمد ، قيل : أوقد أُرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحبا به وأهلاً ، حيّاه الله من أخ ومن خليفة ، فنعم الأخ ونعم الخليفة ، ونعم المجئ جاء ، ففُتح لهما .

فلما خلصا ؛ إذا هو بابني الخالة عيسى ابن مريم ويحيى زكريا ، شبيه أحدهما بصاحبه بثيابهما وشعرهما ، ومعهما نفر من قومهما ، وإذا عيسى عليه الصلاة والسلام جعدٌ ( المقصود جعد البدن ، أي ليس بالطويل بل المتوسط ) مربوع يميل إلى الحمرة والبياض ، سبط الرأس كأنما خرج من ديماس ، أي : حمَّام ، شبَّهه بعروة بن مسعود الثقفي .

فسلّم عليهما النبي صل الله عليه وسلم ، فردَّا عليه السلام ، ثم قالا : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ودعوا به بخير .

وفي السماء الثالثة :

ثم صعدا إلى السماء الثالثة ، فاستفتح جبريل ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : أوقد أُرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحبا به وأهلاً ، حيّاه الله من أخ ومن خليفة ، فنعم الأخ ونعم الخليفة ، ونعم المجئ جاء ، ففُتح لهما .

فلما خلصا ؛ إذا هو بيوسف عليه السلام ومعه نفر من قومه ، فسلم عليه فرد عليه السلام ، ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ودعا له بخير ، وإذا هذ قد أُعطي شطر الحُسن .

وفي رواية : أحسن ما خلق الله ، قد فضل الناس بالحسن كالقمر ليلة البدرعلى سائر الكواكب ، قال : من هذا يا جبريل ؟ ، قال : أخوك يوسف .

وفي السماء الرابعة :

ثم صعدا إلى السماء الرابعة ، فاستفتح جبريل ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : أوقد أُرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحبا به وأهلاً ، حيّاه الله من أخ ومن خليفة ، فنعم الأخ ونعم الخليفة ، ونعم المجئ جاء ، ففُتح لهما .

فلما خلصا ؛ إذا هو بإدريس عليه الصلاة والسلام قد رفعه الله مكاناً عليًّا ، فسلّم عليه فرد عليه السلام ، ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ثم دعا له بخير .

وفي السماء الخامسة :

ثم صعدا إلى السماء الخامسة ، فاستفتح جبريل ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : أوقد أُرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحبا به وأهلاً ، حيّاه الله من أخٍ ومن خليفةٍ ، فنعم الأخُ ونعم الخليفةُ ، ونعم المجئ جاء ، ففُتح لهما .

فلما خلصا ؛ فإذا هو بهارون عليه السلام ، ونصف لحيته بيضاء ونصفها سوداء ، تكاد تضربه إلى سُرَّته من طولها ، وحوله قوم من بني إسرائيل وهو يقُصُّ عليهم ، فسلم عليه فرد عليه السلام ، ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ثم دعا له بخير .

فقال : من هذا ياجبريل ؟ قال : هذا الرّجل المحبب في قومه ؛ هارون بن عمران عليه السلام .

وفي السماء السادسة :

ثم صعدا إلى السماء السادسة ، فاستفتح جبريل ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : أوقد أُرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحبا به وأهلاً ، حيّاه الله من أخٍ ومن خليفةٍ ، فنعم الأخُ ونعم الخليفةُ ، ونعم المجئ جاء ، ففُتح لهما .

فجعل يمر بالنبي والنبيين معهم الرهط ، والنبي والنبيين معهم القوم ، والنبي والنبيين ليس معهم أحد . ثم مر بسواد عظيم سد الأفُق ، فقال : من هذا الجمع ؟ قيل : موسى وقومه ، ولكن ارفع رأسك ، فإذا هو بسواد عظيم قد سد الأفق من ذا الجانب ومن ذا الجانب ، فقيل له : هؤلاء أمتك ، وسوى هؤلاء سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب .

فلما خلصا ؛ فإذا هو بموسى بن عمران عليه السلام ، رجل آدم طُوال ( أي بياضه يميل إلى الحمرة ) ، كأنه من رجال شنوءة ( قبيلة من اليمن شأنهم الطول والأدمة ) ، كثيرالشعر لو كان عليه قميصان لنفذ شعرهُ دونهما ، فسلم عليه النبي صل الله عليه وسلم فرد عليه السلام .

ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ثم دعا له بخير ، وقال : يزعُمُ الناس أني أكرم بني آدم على الله من هذا ، بل هو أكرم على الله مني .

فلمًّا جاوزه النبي صل الله عليه وسلم بكى ، فقيل له : ما يبكيك ؟ قال : أبكي لأن غلاماً بُعث من بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخل الجنة من أمتي ، يزعم بني إسرائيل أني أكرم بني آدم على الله ، وهذا رجل من بني آدم خلفني في دُنيا وأنا في أُخرى ، فلو أنه في نفسه لم أُبال ، ولكن معه أمته.



ورأى أهل النار بأشكالهم وهم يعذبون ومنهم :

الزناة وهم يعذبون :

مضى صل الله عليه وسلم هنيهة فإذا هو بأخونة عليها لحم مشرح ليس يقربه أحد ، وإذا بأخونة عليها لحم قد أروح وأنتن ، عنده ناس يأكلون منها .

فقال : يا جبريل من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء من أمتك يتركون الحلال ويأتون الحرام .

وفي لفظ : فإذا أقوام على مائدة عليها لحم مشوي كأحسن ما رؤي من اللحم ، وإذا حوله جيف ، فجعلوا يقبلون على الجيف يأكلون منها ويدعون اللحم .

فقال : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال :هؤلاء الزناة ، يحلون ما حرم الله عليهم ويتركون ما أحل الله له.

ثم رأى آكلوا الربا وهم يعذبون :

ثم مضى هنيهة ؛ فإذا هو بأقوام بطونهم أمثال البيوت ، فيها الحيات ترى من خارج بطونهم ، كلما نهض أحدهم خر يقول : اللهم لاتقم الساعة ، وهم على سابلة آل فرعون ، فتجيء السابلة فتطؤهم ، فسمعتهم يضجون إلى الله تعالى .

فقال : ياجبريل من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء من أمتك الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس .

ثم رأى آكلوا أموال اليتامى وهم يعذبون :

ثم مضى هنيهة ؛ فإذا هو بأقوام مشافرهم كمشافرالإبل ، فتفتح أفواههم ويلقمون حجراً .

وفي رواية : يجعل في أفواههم صخر من جهنم ، ثم يخرج من أسافلهم ، فسمعتهم يضجون إلى الله تعالى .

فقال : يا جبريل من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما ، إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا .

ثم رأى الزانيات وهم يعذبون :

ثم مضى هنيهة ؛ فإذا هو بنساء معلقات بثديهن ونساء منكسات بأرجلهن ، فسمعتهن يضججن إلى الله تعالى .

فقال : من هؤلاء ياجبريل ؟ قال : هؤلاء اللاتي يزنين ويقتلن أولادهن .

ثم رأى الهمّازون اللمّازون وهم يعذبون :

ثم مضى هنيهة ؛ فإذا هو بأقوام يُقطع من جنوبهم اللحم فيلقمون ، فيقال لأحدهم : كُل كمَا كنت تأكل لحم أخيك .

فقال : ياجبريل من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الهمّازَون من أمتك اللمًّازون


وفي المعراج

ثم أُتى بالمعراج الذي تعرج عليه أرواح بني آدم ، فلم تر الخلائق أحسن منه ، له مرقاة من فضة ، ومرقاة من ذهب ، وهو من جنة الفردوس مُنضّد باللؤلؤ ، عن يمينه ملائكة ، وعن يساره ملائكة ، فصعد هو وجبريل حتى انتهيا إلى باب من أبواب السماء الدنيا يقال له : باب الحفظة ، وعليه ملك يقال له إسماعيل ، وهو صاحب سماء الدنيا يسكن الهواء لم يصعد إلى السماء قط ، ولم يهبط إلى الأرض قط إلا يوم مات النبي صل الله عليه وسلم، وبين يديه سبعون ألف ملك ، مع كل ملك جُندٌ من الملائكة سبعون ألف ملك ..

السماء الدنيا ( باب الحفظة )

فاستفتح جبريل باب السماء ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد أُرسل إليه ؟ وفي رواية : بُعث إليه ؟

قال : نعم ، قيل: مرحبا به وأهلاً ، حيَّاه الله من أخ ومن خليفةٍ ، فنعم الأخ ، ونعم الخليفةُ ، ونعم المجئُ جاء ، ففتح لهما.

فلما خلصا ؛ فإذا فيها آدم عليه السلام وهو أبو البشر كهيئته يوم خلقه الله تعالى على صورته ، تُعرض عليه أرواح الأنبياء وذريته المؤمنين فيقول : روح طيبة ونفس طيبة ، اجعلوها في عليين ، ثم تُعرض عليه أرواح ذريته الكفار : فيقول : روح خبيثة ونفس خبيثة ، اجعلوها في سجين .

ورأى عن يمينه أسودةً وباباً يخرجُ منه ريحٌ طيبة ، وعن شماله أسودةً وباباً يخرج منه خبيثة منتنة ، فإذا نظر قبل يمينه ضحك واستبشر ، وإذا نظر قبل شماله حزن وبكى ، فسلم عليه النبي صل الله عليه وسلم ، فرد عليه الصلاة والسلام ، ثم قال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح .

فقال النبي صل الله عليه وسلم : من هذا يا جبريل ؟

قال : هذا أبوك آدم ، وهذه الأسودة نسم بنيه ، فأهل اليمين منهم أهل الجنة ، وأهل الشمال منهم أهل النار، فإذا نظر قبل يمينه ضحك واستبشر ، وإذا نظر قبل شماله بكى وحزن ، فسلم عليه النبي صل الله عليه وسلم فرد عليه السلام ، ثم قال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ..

وهذا الباب الذي عن يمينه باب الجنة ، إذا نظر من يدخله من ذريته ضحك واستبشر، والباب الذي عن شماله باب جهنم ، إذا نظر من يدخله من ذريته بكى وحزن ..



في المسجد الأقصى

وسار حتى أتى مدينة بيت المقدس ودخلها من بابها اليماني ، ثم نزل عن البُراق ورَبَطَه بباب المسجد بالحلقة التي كانت تربُطُه بها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .

وفي رواية : أن جبريل أتى الصخرة فوضع أُصبعه فيها فخرقها وشد بها البراق ودخل المسجد من باب تميل فيه الشمس والقمر ، ثم صلى هو وجبريل ، كل واحد ركعتين ، فلم يلبث إلا يسيراً حتى اجتمع ناس كثير ، فعرف النبي النبيين من بين قائم وراكع وساجد .

ثم أذن مؤذن وأقيمت الصلاة ، فقاموا صفوفاً ينتظرون من يؤمهم ، فأخذ جبريل بيده صل الله عليه وسلم فقدمه ، فصلى بهم ركعتين ..

وعن كعب رضي الله عنه : فأذن جبريل ونزلت الملائكة من السماء ، وحشر الله جميع المرسلين والأنبياء ، فصلى النبي صل الله عليه وسلم بالملائكة والمرسلين ، فلما انصرف قال جبريل : يا محمد ، أتدري من صلى خلفك ؟ قال : لا ، قال : كل نبي بعثه الله تعالى .

( زاد الشامي ) : وفي حديث أبي هريرة عند الحاكم وصححه والبيهقي : فلقي أرواح الأنبياء عليهم السلام فأثنوا على ربهم .

فقال إبراهيم عليه السلام : الحمد لله الذي اتخذني خليلاً وأعطاني مُلكاً عظيماً ، وجعلني أمًّةً قانتاً يؤتم بي ، وأنقذني من النار وجعلها عليَّ برداً وسلاماً .

ثم إن موسى عليه الصلاة والسلام أثنى على ربه تبارك وتعالى فقال : الحمد لله الذي كلمني تكليماً ، وجعل هلاك فرعون ونجاة بني إسرائيل على يديَّ ، وجعل من أمتي قوماً يهدون بالحق وبه يعدلون .

ثم إن داود عليه الصلاة والسلام أثنى على ربه فقال : الحمد لله الذي جعل لي ملكاً عظيماً وألان لي الحديد ، ***َّر لي الجبال يُسبحن والطير ، وأعطاني الحكمة وفصل الخطاب .

ثم إن سليمان عليه الصلاة والسلام أثنى على ربه فقال : الحمد لله الذي سخر لي الرياح ، ***ر لي الشياطين يعملون لي ما شئتُ من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات ، علمني منطق الطير ، وآتاني من كل شئ فضلاً ، ***ر لي جنود الشياطين والطير ، وفضلني على كثير من عباده المؤمنين ، وآتاني ملكاً عظيماً لا ينبغي لأحد من بعدي ، وجعل ملكي طيباً ليس فيه حساب ولا عقاب .

ثم إن عيسى ابن مريم عليه السلام أثنى على ربه تبارك وتعالى فقال : الحمد لله الذي جعلني كلمته وجعل مثلي مثل آدم خلقه من تراب ، ثم قال له كن فيكون ، وعلمني الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ، وجعلني أُبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله ، ورفعني وطهرني وأعاذني وأمي من الشيطان الرجيم ، فلم يكن للشيطان علينا سبيل .

ثم أثنى كل نبي من الأنبياء عليهم السلام على ربه بثناء جميل ..

فقال النبي صل الله عليه وسلم : كلكم أثنى على ربه وأنا مُثنٍ علي ربي ، ثم شرع يقول : الحمد لله الذي أرسلني رحمة للعالمين وكافةً للناس بشيراً ونذيراً ، وأنزل عليَّ القرآن فيه تبيانٌ لكل شئ ، وجعل أمتي خير أمةٍ أُخرجت للناس ، وجعل أمتي وسطاً وجعل أمتي هم الأولون والآخرون ، وشرح لي صدري ، ووضع عني وزري ، ورفع لي ذكري ، وجعلني فاتحاً خاتماً .

فقال إبراهيم عليه السلام : بهذا فضلكم محمد ، ( زاد الشامي ) : ثم تذاكروا أمر الساعة ..

فردوا أمرهم إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، فقال: لا علم لي بها ..

فردوا أمرهم إلى موسى عليه السلام ، فقال : لا علم لي بها ..

فردوا أمرهم إلى عيسى عليه السلام فقال : أمَّا وجبتها ( وقوعها ) فلا يعلمها إلا الله ، وفيما عَهِد لي أنَّ الدّجّال خارج ومعي قضيبان فإذا رآني ذاب كما يذوب الرصاص ، فيهلكُهُ الله تعالى إذا رآني ، حتى أنَّ الحجر ليقول : يا مسلم ، إنَّ تحتي كافراً فتعال فاقتله ، فيهلكهم الله تعالى ، ثم يرجع الناس إلى بلادهم وأوطانهم ، فعند ذلك يخرج يأجوج ومأجوج وهم من كل حدبٍ ينسلون فيطأون بلادهم لا يأتون على شئ إلا أهلكوه ، ولا يمرون على ماء إلا شربوه ، حتى يرجع الناس يشكونهم إليّ فأدعو الله تعالى عليهم فيهلكهم ويميتهم حتى تجوى الأرض من ريحهم ، فينزل الله المطر فيجرف أجسادهم حتى يقذفهم في البحر ، ففيما عهد إليَّ ربي أنَّ ذلك إذا كان كذلك أن الساعة كالحامل المُتم لا يدري أهلها متى تفجؤهم بولادتها ليلاً أو نهاراً ..

وأخذ النبي صل الله عليه وسلم من العطش أشد ما أخذه ، فجاءه جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن فاختار اللبن ، فقال له جبريل : اخترت الفطرة ، ولو شربت الخمر لغوت أمتك ولم يتبعك منهم إلا القليل ..

وفي رواية : أن الآنية كانت ثلاثة والثالث في ماء ، وأن جبريل عليه السلام قال له : لو شربت الماء لغرقت أمتك ..

وفي رواية : أن أحد الآنية الثلاثة التي عُرضت عليه كان فيها عسل بدل الماء ، وأنه رأى عن يسار الصخرة الحور العين . فسلم عليهن فرددن عليه السلام ، وسألهن فأجبنه بما تقر به العين ..


في الطريق إلى المسجد الأقصى ..

الحادثة الأولى ( عفريت الجن ) :

وبينما هو يسير على البراق ، إذ رأى عفريتاً من الجن يطلبه بشعلة من نار كلما التفت رآه . فقال له جبريل : ألا أعلمك كلمات تقولهن إذا قلتهن طفئت شعلته وخر لفيه ؟

فقال رسول الله صل الله عليه وسلم : بلى ، فقال جبريل : قل : أعوذ بوجه الله الكريم ، وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر ما يعرج فيها ، ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها ، ومن فتن الليل والنهار ، ومن طوارق الليل والنهار ، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن ، فانكب لفيه وطفئت شعلته .

الحادثة الثانية ( المجاهدون ) :

فساروا حتى أتوا على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم ، كلما حصدوا عاد كما كان ، فقال : يا جبريل ، ماهذا ؟ فقال : هؤلاء المجاهدون في سبيل الله تعالى ، تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف ، وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه ..

الحادثة الثالثة ( ماشطة فرعون ):

ووجد ريحاً طيبة فقال : يا جبريل ، ما هذه الرائحة ؟ قال : هذه رائحة ماشطة بنت فرعون وأولادها .

بينما هي تمشط بنت فرعون إذ سقط المشط فقال : بسم الله تعس فرعون ، فقالت ابنة فرعون : أولك رب غير أبي ؟ فقالت : نعم ، قالت : أفأخبر بذلك أبي ؟ قالت : نعم ، فأخبرته فدعاها فقال : أولك رب غيري ؟ قالت : نعم ربي وربك الله .

وكان للمرأة ابنان وزوج ، فأرسل إليهم فراود المرأة وزوجها أن يرجعا عن دينهما فأبيا ، فقال : إني قاتلكما ، قالت : إحساناً منك إلينا عن قتلتنا أن تجعلنا في بيت واحد فتدفننا في جميعاً ، قال ذاك لك بما لك علينا من الحق ..

فأمر ببقرة من نحاس فأُحميت ثم أمر بها لتُلقي فيها هي وأولادها ، فالقوا واحداً حتى بلغوا أصغر رضيع فيهم ، فقال : يا أماه ، قعي ولا تتقاعسي فإنك على الحق ، فألقيت هي وأولادها ، قلت : وتكلم في المهد أربعة وهم صغار : هذا وشاهد يوسف ، وصاحب جريج ، وعيسى ابن مريم ..

الحادثة الرابعة ( تارك الصلاة ) :

ثم أتى على قوم تُرضخُ رُؤُوسُهُم كلما رُضِخَت عادت كما كانت ولا يفترعنهم من ذلك شئ ، فقال : ياجبريل ، من هؤلاء ؟ قال : الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة المكتوبة ..

الحادثة الخامسة ( مانعي الزكاة ) :

ثم أتى على قوم على أقبالهم رقاع وعلى أدبارهم رقاع يسرحون كما تسرح الإبل والغنم ويأكلون الضريع والزقوم ورضف جهنم وحجارتها فقال : من هؤلاء ياجبريل ؟ قال : هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم وما ظلمهم الله شيئاً .

الحادثة السادسة ( الزناة ) :

ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم نضيج في قدور ، ولحم آخر نئ خبيث ، فجعلوا يأكلون من النئ الخبيث ويدعون النضيج الطيب ، فقال : ماهذا ياجبريل ؟ قال : هذا الرجل من أمتك تكون عنده المرأة الحلال الطيبة فيأتي امرأة خبيثة فيبيت عندها حتى يصبح ، والمرأة تقوم من عند زوجها حلالاً طيباً فتأتي رجلاً خبيثاً فتبيت معه حتى تصبح ..

الحادثة السابعة ( قاطع الطريق ) :

ثم أتى على خشبة على الطريق لا يمر بها ثوب ولا شئ إلا خرقته ، فقال : ماهذا يا جبريل ؟ قال : هذا مثل أقوام من أمتك يقعدون على الطريق فيقطعونه ، وتلا (( وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ))(الأعراف: من الآية86) ..

الحادثة الثامنة ( آكل الربا ) :

ورأى رجلاً يسبح في نهر من دم يُلقم الحجارة ، فقال : ماهذا ياجبريل ؟ قال هذا مثل آكل الربا .

الحادثة التاسعة ( خائني الأمانات ) :

ثم أتى على رجل قد جمع حزمة حطب لا يستطيع حملها وهو يزيد عليها ، فقال : ماهذا ياجبريل ؟ قال : هذا الرجل من أمتك تكون عنده أمانات الناس لا يقدر على أدائها ، ويريد أن يتحمل عليها.

الحادثة العاشرة ( خطباء الفتنة ) :

وأتى على قوم تُقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد ، كلما قرضت عادت كما كانت لا يفتر عنهم ، فقال : من هؤلاء ياجبريل ؟ قال : هؤلاء خطباء الفتنة خطباء أمتك يقولون ما لا يفعلون.

الحادثة الحادية عشر ( الغيبة ) :

ومر بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم فقال : من هؤلاء ياجبريل ؟ ، قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم .

الحادثة الثانية عشر ( شر الكلام ) :

وأتى على حجر صغير يخرج منه ثور عظيم ، فجعل الثور يريد أن يرجع من حيث خرج فلا يستطيع ، فقال : ماهذا يا جبريل ؟ قال : هذا الرجل من أمتك يتكلم بالكلمة العظيمة ثم يندم عليها فلا يستطيع أن يردها ..

الحادثة الثالثة عشر ( الجنة ) :

( زاد الشامي ) : وأتى إلى واد فوجد ريحاً طيبة باردة وريح المسك وسمع صوتاً فقال : يا جبريل ماهذا ؟ قال : هذا صوت الجنة تقول : يا رب آتني ما وعدتني فقد كثرت غرفي واستبرقي وحريري وسندسي ، وعبقريي ولؤلؤي ، ومرجاني ، وفضتي ، وذهبي ، وأكوابي وصحافي ، وأباريقي ومراكيبي وعسلي ومائي ، ولبني وخمري ..

قال : لكِ كُل مُسلم ومسلمة ، ومؤمن ومؤمنة ، ومن آمن بي وبرسلي وعمل صالحاً ولم يشرك بي ، ولم يتخذ من دوني أنداداً ، ومن خشيني فهو آمن ، ومن سألني أعطيته ، ومن أقرضني جزيته ، ومن توكل عليَّ كفيته ، إني أنا الله لا إله إلا أنا لا أخلف الميعاد ، وقد أفلح المؤمنون فتبارك الله أحسن الخالقين ، قالت : قد رضيت ..

الحادثة الرابعة عشر ( جهنم ) :

وأتى إلى واد فسمع صوتاً منكراً ووجد ريحاً منتنه فقال : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا صوت جهنم تقول: يا رب آتني ما وعدتني فقد كثرت سلاسلي وأغلالي ، وسعيري وحميمي ، وضريعي وغساقي وعذابي ، وقد بعد قعري واشتد حري ، فآتني ماوعدتني ، فقال : لك كل مشترك ومشركة ، وكافر وكافرة ، وخبيث وخبيثة ، وكل جبار لا يؤمن بيوم الحساب .

الحادثة الخامسة عشر ( الدجال ) :

ورأى الدجال في صورته رؤيا عين لا رؤيا منام ، فقيل : يا رسول الله كيف صورته ؟ قال : فيلمانياً ( الفيلم العظيم الجثة ) ، وهو أقمر هجان ( شديد البياض ) إحدى عينيه قائمة كأنها كوكب دري ، كأن شعره أغصان شجرة ، شبَّهه بعبد العزى بن قطن .

الحادثة السادسة عشر ( داعي اليهود ):

ورأى عمودًا أبيض كأنه لؤلؤ تحمله الملائكة ، فقال : ما تحملون ؟ قالوا : عمود الإسلام ، أُمرنا أن نضعه بالشام ، وبينما هو يسير إذ دعاه داع عن يمينه ، يا محمد ! انظرني أسألك ، فلم يجبه ، فقال : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا داعي اليهود ، أما إنك لو أجبته لتهودت أمتك .

الحادثة السابعة عشر ( داعي النصارى) :

فبينما هو يسير إذ دعاه داع عن شماله ، يا محمد ! انظرني أسألك ، فلم يجبه ، فقال : ماهذا يا جبريل ؟ قال : هذا داعي النصارى ، أما إنك لو أجبته لتنصرت أمتك .

الحادثة الثامنة عشر ( ذم الدنيا ) :

وبينما هو يسير إذ هو بإمرأة حاسرة عن ذراعيها وعليها من كل زينة خلقها الله تعالى ، فقالت : يا محمد ! انظرني أسألك ، فلم يلتفت إليها ، فقال : من هذه يا جبريل ؟ قال : تلك الدنيا ، أما إنك لو أجبتها لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة .

الحادثة التاسعة عشر ( إبليس الملعون ):

وبينما هو يسير إذ هو بشيخ يدعوه منتحياً عن الطريق ، يقول : هَلُمَّ يا محمد . فقال جبريل : بل سر يا محمد ، فقال : من هذا يا جبريل ؟ قال : هذا عدو الله إبليس ، أراد أن تميل إليه .

الحادثة العشرون ( عُمر الدنيا ):

وسار فإذا هو بعجوز على جانب الطريق فقالت : يا محمد ! انظرني أسألك ، فلم يلتفت إليها ، فقال : من هذه يا جبريل ؟ قال : إنه لم يبق من عمر الدنيا إلا ما بقي من عمر هذه العجوز .

الحادثة الحادية والعشرون (السلام على الأنبياء):

( زاد الشامي ) : وبينما هو يسير إذ لقيه خلقٌ من خلق الله ، فقالوا : السلام عليك يا آخر ، السلام عليك يا حاشر ، فقال له جبريل : اردد السلام ، فردَّ ، ثم لقيهم الثانية فقالوا له مثل ذلك ، ثم لقيهم الثالثة فقالوا مثل ذلك . فقال : من هؤلاء يا جبريل ؟ ، قال : إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام ..

الحادثة الثانية والعشرون ( وصية موسى ):

ومر على موسى عليه السلام وهو يصلي في قبره عند الكثيب الأحمر ، طوال سبط آدم كأنه من رجال شنوءة وهو يقول برفع صوته : أكرمته وفضلته ، فسلم عليه فرد عليه السلام ، وقال : من هذا معك يا جبريل ؟ قال : هذا أحمد .

فقال : مرحبا بالنبي العربي الذي نصح لأمته ، ودعا له بالبركة ، وقال : سل لأمتك اليسر ..

فساروا ، فقال : يا جبريل من هذا ؟ قال : هذا موسى بن عمران ، قال : من يعاتب ؟ قال : يُعاتب ربه ، قال : ويرفع صوته على ربه ؟! قال جبريل : إن الله تعالى قد عرف له حدَّته .

الحادثة الثالثة والعشرون ( وصية إبراهيم ):

ومر على شجرة كأن ثمرها السرح تحتها شيخ وعياله ، فرأى مصابيح وضوءاً ، فقال : من هذا يا جبريل ؟ قال : أبوك إبراهيم ، فسلم عليه ، فرد عليه السلام ، وقال : من هذا يا جبريل ؟ قال : هذا ابنك أحمد . فقال : مرحبا بالنبي العربي الأمي الذي بلَّغ رسالة ربه ، ونصح لأمته . يا بني إنك لاق ربك الليلة ، وإن أمتك آخر الأمم وأضعفها ، فإن استطعت أن تكون حاجتك أو جُلُّها في أمتك فافعل ، ودعا له بالبركة ..

الحادثة الرابعة والعشرون ( النار ):

فسار حتى أتى الوادي الذي بالمدينة – يعني بيت المقدس – فإذا جهنم تنكشف عن مثل الزرابي ( البسط ) ، فقيل له : يا رسول الله ، كيف وجدتها ؟ قال : مثل الحمة – أو الحمم - .




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الإسراء والمعراج  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإسراء والمعراج    الإسراء والمعراج  Emptyالسبت 27 أبريل 2013, 2:25 am




معجزة الإسراء والمعراج … كما وردت في كتب الصحاح

بقلم فضيلة الشيخ / محمد عبدالله الخطيب

وهي قمة التكريم لرسول الله صل الله عليه وسلم

روى الإمام أحمد وغيره: فعن رجل من باهلة: أنه أتي النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، أنا الرجل الذي جئتك عام الأول، فقال: فما غيَّرك وقد كنت حسن الهيئة؟ قال: ما أكلت طعامًا إلا بليل منذ فارقتك، فقال رسول الله -صل الله عليه وسلم-: "لِمَ عذبْت نفسك؟" ثم قال: صم شهر الصبر، ويومًا من كل شهر. قال: زدني، فإن بي قوة. قال: صم يومين. قال. زدني. قال: صم من الحُرُم واترك. صم من الحُرُم واترك. صم من الحُرُم واترك، وقال بأصابعه الثلاثة فضمها، ثم أرسلها". رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والبيهقي بسند جيد.

ومن هنا يظهر ما يعتقده بعض العامة من فضائل شهر رجب عن غيره حتى اتخذه بعضهم موسماً يقيمون فيه حفلات دينية للعبادة والذكرى، لا أساس لها، فالإسلام لا يعرف لشهر رجب سوى أنه ظرف لمعجزة الإسلام الكبرى الإسراء والمعراج التي كانت في السابع والعشرين من رجب، وأنه أحد الأشهر الأربعة الحُرم التي قرر الله حُرمتها في شرعه القديم واستمرت كذلك في الإسلام وفيه نزل قوله تعالى في سورة التوبة: ?إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُم? التوبة: 36

كما نتناول بالتفصيل في هذه المناسبة قصة الإسراء والمعراج كما وردت في كتب الصحاح. مع بيان العبرة والدروس المستفادة من كل موقف فنقول بعون الله:

لقد كانت رحلة الإسراء والمعراج إعلاناً عالمياً بين أهل الأرض جميعاً وأهل السماء، بأن خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم نبي القبلتين وإمام المشرقين والمغربين ووارث الأنبياء قبله، وقدوة الأجيال بعده صل الله عليه وسلم.

جاء في صحيح مسلم عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتيت بالبراق، وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل، يضع حافره عند منتهى طرفه فركبته، حتى أتيت بيت المقدس قال: فربطته بالحلقة التي يربط به الأنبياء، قال ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت، فجائني جبريل عليه السلام: بإناء من خمر وإناء من لبن، فاخترت اللبن، فقال جبريل – عليه السلام: اخترت الفطرة، ثم عرج بنا إلى السماء، فاستفتح جبريل، فقيل من أنت؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه. فَفُتح لنا، فإذا أنا بآدم فرحب بي ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء الثانية، فاستفتح جبريل، عليه السلام، فقيل من أنت؟ قال: جبريل. قيل: ومن منعك؟ قال: محمد. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه فَفُتح لنا، فإذا أنا بابني الخالة عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا، صلوات الله عليهما – فرحبا ودعوا لي بخير، ثم عرج بي على السماء الثالثة، فاستفتح جبريل. عليه السلام فقيل من أنت؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه. فَفُتح لنا فإذا أنا بيوسف صلى الله عليه وسلم – إذا هو قد أعطى شَطر الحسن، فرحب ودعا لي بخير، ثم عرج بي على السماء الرابعة، فاستفتح جبريل – عليه السلام – فقيل من أنت؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه فَفُتح لنا، فإذا أنا بإدريس فرحب ودعا لي بخير، قال الله – عز وجل: ?وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا? مريم: 57 ثم عرج بي إلى السماء الخامسة، فاستفتح جبريل – عليه السلام – فقيل من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم: قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه. فَفُتح لنا، فإذا أنا بهارون صلى الله عليه وسلم فرحب ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل عليه السلام – فقيل من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه. فَفُتح لنا، فإذا أنا بموسى صلى الله عليه وسلم – فرحب ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل عليه السلام فقيل من هذا؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه فَفُتح لنا، فإذا أنا بإبراهيم صلى الله عليه وسلم مسنداً ظهره إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه، ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى، وإذا ورقها كآذان الفيلة، وإذا ثمرها كالقلال. قال فلما غشيها من أمر الله ما غشى تغيرت، فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها، من حسنها، فأوحى الله إليّ ما أوحى، ففرض عليّ خمسين صلاة في كل يوم وليلة، فنزلت إلى موسى صلى الله عليه وسلم فقال: ما فرض ربك على أمتك؟ قلت: خمسين صلاة قال: ارجع على ربك فأسأله التخفيف فإن أمتك لا يطيقون ذلك، فإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم قال: فرجعت ربي، فقلت يا رب خفف على أمتي، فحط عني خمسة، فرجعت إلى موسى فقلت: حط عني خمسا قال: إن أمتك لا يطيقون ذلك، فأرجع إلى ربك فاسأله التخفيف قال: فلم أزل أرجع بين ربي تبارك وتعالى – وبين موسى عليه السلام – حتى قال يا محمد إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر، فذلك خمسون صلاة، ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كتبت له عشرا، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا فإن عملها كتبت سيئة واحدة قال، فنزلت حتى انتهيت إلى موسى عليه السلام فأخبرته، فقال: ارجع إلى ربك فأسأله التخفيف. فقال رسول الله صل الله عليه وسلم فقلت: قد رجعت إلى ربي حتى استحيت منه[1]

1- قراءة للحدث في ظل العلم الحديث:

وقد اشتملت هذه القصة من خوارق العادة على ما يدهش سامعه فضلاً عمن شاهده، فقد جرت العادة بأن من شق بطنه، وأخرج قلبه يموت لا محالة ومع ذلك فلم يؤثر فيه ذلك ضرراً ولا وجعاً فضلاً عن غير ذلك.

والعلم الحديث في تقدمه يجعل الكثير مما كان يستبعده السلف الصالح، رضوان الله عليهم ممكنا، لأنهم بحكم العادة وبقدر ما أوتوا من العلم كانوا يحكمون باستحالة الشيء.

فمثلاً شق الصدر، واستخراج القلب دون موت صاحبه مستحيل.

والسير من مكة إلى بيت المقدس في ساعة من ليل مستحيل..

ولكننا في عصرنا هذا، والذي أوتينا فيه حظاً من العلم لم يعد ذلك من المستحيلات، بل صار من الممكنات التي أصبحت في مقدور الإنسان في ظل المركبة الحديثة.. الطائرة والصاروخ والتي هي من صنع الإنسان، ألا يقدر من هو بكل شيء عليم، وعلى كل شيء قدير على أن يسري بنبيه في ساعة من ليل: ?سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِه? الإسراء:1

حكمة الإسراء إلى المسجد الأقصى:

والحكمة في العروج من المسجد الأقصى دون أن يكون العروج مباشرة من المسجد الحرام، حتى يجمع النبي صل الله عليه وسلم في تلك الليلة بين رؤية القبلتين، أو لأن بيت المقدس كان هجرة غالب الأنبياء قبله، فحصل له الرحيل إليه في الجملة ليجمع بين أشتات الفضائل،، أو لأنه محل الحشر، وغالب ما اتفق له في تلك الليلة يناسب الأحوال الأخروية، فكان المعراج منه أليق بذلك، أو للتفاؤل بحصول أنواع التقديس له حسا ومعنى أو ليجتمع بالأنبياء جملة[2]

وقال ابن أبي جمرة: الحكمة في الإسراء إلى بيت المقدس قبل العروج إلى السماء أردة إظهار الحق لمعاندة من يريد إخماده، لأنه لو عرج به من مكة إلى السماء، لم يجد لمعاندة العداء سبيلا إلى البيان والإيضاح، فلما ذكر أنه أسرى به إلى بيت المقدس، سألوه عن تعريفات جزئيات من بيت المقدس كانوا رأوها، وعلموا أنه لم يكن رآها قبل ذلك، فلما أخبرهم بها حصل التحقيق بصدقه فيما ذكر من الإسراء إلى بيت المقدس في ليلة، وإذا صح خبره في ذلك لزم تصديقه في بقية ما ذكره،، فكان ذلك زيادة في إيمان المؤمن، وزيادة في شقاء الجاحد والمعاند[3]

وقد حدث بالفعل، فحينما رجع النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرهم عن رحلته، طلبوا منه أن يصف لهم المسجد الأقصى،، فعن جابر بن عبدالله – رضي الله عنه – أنه سمع رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: " لما كذبتني قريش قمت في الحجر، فجلي الله لي بيت المقدس، فطفقت أخبرهم عن آياته – وأنا أنظر إليه"[4].

وفي رواية: "… فقال رجل من القوم: يا محمد، هل مررت بإبل لنا في مكان كذا وكذا؟ قال: "نعم، والله قد وجدتهم قد ضلوا بعير لهم فهم في طلبه" قال: هل مررت بإبل لبني فلان؟ قال: نعم" وجدتهم في مكان كذا وكذا، وقد انكسرت لهم ناقة حمراء، فوجدتهم وعندهم قصعة من ماء فشربت ما فيها" قالوا فأخبرنا عن عدتها وما فيها من الرعاء؟ قال: "قد كنت عن عدتها مشغولا" فقام وأتى بالإبل فعدها، وعلم ما فيها من الرعاء، ثم أتى قريشاً فقال لهم: ، وسألتموني عن إبل بني فلان، فهي كذا وكذا، وفيها من الرعاء فلان وفلان، وسألتموني عن إبل بني فلان، فهي كذا وكذا، وفيها من الرعاء ابن أبي قحافة، وفلان وفلان، وهي مصبحتكم الغداة الثنية"[5]

وللمسلم أن يقرأ هذه النصوص في ظل التطور العلمي الحديث الذي جعل من الكرة الأرضية كلها قرية صغيرة، تتناقل الحدث على أي جزء منها لحظة وقوعه، بالصوت والصورة، وكأن الرائي والمشاهد بينهم، هذا لم يتحقق للإنسان إلا في القرن الحالي..

فماذا يقول المسلم حين يعلم أن نبيه – صل الله عليه وسلم – منذ أربعة عشر قرناً نقل إليه المكان، وأخذ ينظر إليه ويقدم وصفا تفصيليا له، ففي بعض الروايات: "فرفعه الله لي أنظر إليه، ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به"[6]

وهذا أبلغ في المعجزة، ولا استحالة فيه، فقد أحضر عرش بلقيس في طرفة عين لسليمان…

ولعل هذا يجعلنا ندرك عجز العلم الحاضر رغم تقدمه وارتقائه، وصدق الحق تبارك وتعالى – في قوله: ?وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلا? الإسراء: 85.

4- المسجد الأقصى حل وملك للمسلمين بلا منازع:

نضيف إلى ما سبق من الحكمة من الإسراء إلى بيت المقدس:

كأن الله يعلم أن الصراع حول هذه البقعة المباركة من الأرض سيدور رحاه في قابل الزمن، وأن كل أمة ستدعي أحقيتها بملكية هذه الأرض وأحقيتها في الاستيلاء والسيطرة عليها، لأن نبيهم وطأ تلك الأرض بقدميه ونزل فيها، وبذلك يكون جزء من عقيدتهم وبنص من كتبهم،، لا يتأتى لهم التخلي عن شر من تلك الأرض…

والتاريخ شاهد ناطق بصحة وصدق ما ذهبنا إليه…

ألا ترى إلى توالي الحروب الصليبية تترا للعودة إلى تلك الديار التي شهدت مولد المسيح…

ألا ترى تدفق شراذم اليهود من كل حدب وصوب ليقيموا دولتهم حول هيكل سليمان.

وهاتان هما الديانتان اللتان لهما بقية من كتاب محرف تستند إليه..

ووسط هذا الصراع يحسم الإسلام المعركة على تلك البقعة المباركة بسند من ?وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيد? فصلت: 41-42.

فيقول الله تعالى: ?سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير? الإسراء:1.

وبسند آخر من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم – والأحاديث الصحيحة في ذلك كثيرة، ثم أليس المسلم الحق بتلك البقعة المباركة، التي أمر كل مسلم على ظهر الأرض بأن يشد إليها الرجال، ويحج إليها، كما يشد الرحال إلى المسجد الحرام والمسجد النبوي، فعن أبي هريرة رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صل الله عليه وسلم – ومسجد الأقصى"[7]

وفي رواية: "إنما يسافر إلى ثلاثة مساجد: مسجد الكعبة، ومسجدي ومسجد إيلياء"[8]

إن هذا يوجب على كل المسلمين أن تكون هذه المنطقة تحت يد المسلمين وفي حوزتهم حتى يكون طريق المسجد الأقصى آمنة، ومفتوحة أمامهم، يشدون الرحال إليه، ولا يصدهم عنه أحد…

وإذا كان لهؤلاء في تلك الديار مقدسات يعظمونها ويحجون إليها، فإن الإسلام يحترمها، ويحافظ عليها، فإن الإسلام هو الدين الوحيد الذي تعيش في كنفه بقية الأديان دون إكراه لها على غير ما تعتقد، لأنه يقر بها، ويسمح لأصحابها بأداء شعائرهم.

أما غير الإسلام فإنه لا يرى إلا نفسه، ومن ثم يسحق كل من خالفه، وصدق ربنا حيث قال: ?وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَاب? البقرة:113.

وقال تعالى: ?وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِين? البقرة: 145.

وفي إسرائه إلى المسجد الأقصى وإمامته للأنبياء إعلان لتسليم القيادة لهذه الأمة، وإذا كان أنبياؤهم قد اتبعوا نبياً وصلوا من خلفه، فعلى أتباعهم لو كانوا صادقين في إيمانهم بأنبيائهم، وإتباعهم لهم أن يتبعوا هذا النبي، ويأتموا به لاسيما وأن كتبهم التي بين أيديهم قد بشرت به: ?وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَد? يوسف: 6.

كما أنهم يعرفون النبي حق المعرفة، كما يعرفون أبناءهم: ?الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُون? البقرة: 146.

4- استخلاصات للسلف من الحديث:

وفي ربط البراق الأخذ بالاحتياط في الأمور، وتعاطي الأسباب، وأن ذلك لا يقدح في التوكل، إذا كان الاعتماد على الله تعالى[9]

وفيه استحباب لقاء أهل الفضل بالبشر والترحيب والكلام الحسن والدعاء لهم وإن كانوا أفضل من الداعي.

وفيه جواز مدح الإنسان في وجهه، إذا أمن عليه الإعجاب وغيره من أسباب الفتنة.

وفيه استدلال على جواز الاستناد إلى القبلة وتحويل الظهر إليها، حيث وصف النبي صل الله عليه وسلم – إبراهيم عليه السلام بأنه كان مسنداً ظهره إلى البيت المعمور.

وفيه دليل على علو منزلة نبينا صل الله عليه وسلم وارتفاع درجته وإبانة فضله، حيث ارتفع فوق ما منازل سائر الأنبياء، صلوات الله وسلامه عليهم – وبلغ حيث بلغ من ملكوت السماوات[10]

5- حكمة شق الصدر:

وقال ابن أبي جمرة: الحكمة في شق قلبه – مع القدرة على أن يمتلئ قلبه إيماناً وحكمة بغير شق – الزيادة في قوة اليقين، لأنه أعطى برؤية شق بطنه، وعدم تأثره بذلك ما أمن معه من جميع المخاوف العادية، فلذلك كان أشجع الناس وأعلاهم حالاً ومقالاً: ولذلك وصف بقوله تعالى: ? مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى? النجم: 17.

وكان شق الصدر في الطفولة وعند البعثة وعند الإسراء ولكل منها حكمة…

فالأول كما عند مسلم من حديث أنس: "فأخرج علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك.." وكان هذا في زمن الطفولية فنشأ على أكمل الأحوال من العصمة من الشيطان…

ثم وقع شق الصدر عند البعث زيادة في إكرامه ليتلقى ما يوحي إليه بقلب قوي في أكمل الأحوال من التطهير.

ثم وقع شق الصدر عند البعث زيادة في إكرامه ليتلقى ما يوحى إليه بقلب قوي في أكمل الأحوال من التطهر.

ثم وقع شق الصدر عند إرادة العروج إلى السماء ليتأهب للمناجاة، ويحتمل أن تكون الحكمة في هذا الغسل لتقع المبالغة في الإسباغ بحصول المرة الثالثة كما تقرر في شرعه صل الله عليه وسلم[11]

6- النيل والفرات:

وفي هذا الحديث أن أصل النيل والفرات من الجنة، وأنهما يخرجان من أصل سدرة المنتهى، ثم يسيران حيث شاء الله، ثم ينزلان إلى الأرض، ثم، يسيران فيها، ثم يخرجان منها، وهذا لا يمنعه العقل، وقد شهد به ظاهر الخبر فليعتمد واستل به على فضيلة ماء النيل والفرات، لكونه منبعهما من الجنة.

وقيل: إنما أطلق على هذه الأنهار أنها من الجنة تشبيها لها بأنهار الجنة لما فيها من شدة العذوبة والحسن والبركة، والأول أولى، والله أعلم[12]

وفي الحديث أن للسماء أبواباً حقيقية، وحفظة موكلين بها.

وفيه إثبات الاستئذان، وأنه ينبغي لمن يستأذن أن يقول أنا فلان، ولا يقتصر على أنا، لأنه ينافي مطلوب الاستفهام، وأن المار يسلم على القاعد، وإن كان المار أفضل من القاعد.

وفيه استحباب تلقي أهل الفضل بالبشر والترحيب والثناء والدعاء، وجواز مدح الإنسان المأمون عليه الافتتان في وجهه.

وفي جواز الاستناد إلى القبلة بالظهر وغيره مأخوذاً من استناد إبراهيم على البيت المعمور، وهو كالكعبة في أنه قبلة من كل جهة.

وفيه فضل السير بالليل على السير بالنهار لما وقع من الإسراء بالليل، وذلك كانت أكثر عبادته – صلى الله عليه وسلم – بالليل، وكان أكثر سفره – صلى الله عليه وسلم بالليل، وقال، صل الله عليه وسلم: "عليكم بالدلجة فإن الأرض تطوى بالليل"[13]

وفيه أن التجربة أقوى في تحصيل المطلوب من المعرفة الكثيرة، يستفاد ذلك من قول موسى عليه السلام للنبي صل الله عليه وسلم: أنه عالج الناس قبله وجربهم، ويستفاد منه تحكيم العادة، والتنبيه بالأعلى على الأدنى، لأن من سلف من الأمم كانوا أقوى أبداناً من هذه الأمة، وقد قال موسى في كلامه إنه عالجهم على أقل من ذلك فما وافقوه"[14]

قال الخطابي في تعليقه على قوله صل الله عليه وسلم حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام – هو صوت ما تكتبه الملائكة من أقضية الله تعالى ووحيه وما ينسخونه من اللوح المحفوظ، أو ما شاء الله تعالى من ذلك أن يكتب ويرفع لما أراده من أمره وتدبيره.

قال القاضي: في هذا حجة لمذهب أهل السنة في الإيمان بصحة كتابة الوحي والمقادير في كتب الله تعالى من اللوح المحفوظ، وما شاء بالأقلام التي هو تعالى يعلم كيفيتها على ما جاءت به الآيات من كتاب الله تعالى والأحاديث الصحيحة، وأن ما جاء من ذلك على ظاهره، لكن كيفية ذلك وصورته وجنسه مما لا يعلمه إلا الله تعالى، أو من أطلعه على شيء من ذلك من ملائكته ورسله، وما يتأول هذا، ويحيله عن ظاهره إلا ضعيف النظر والإيمان، إذ جاءت به الشريعة المطهرة، ودلائل العقول لا تحيله، والله تعالى يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد حكمة من الله تعالى، وإظهاراً لما يشاء من غيبه لمن يشاء من ملائكته وسائر خلقه، وإلا فهو غني عن الكتب والاستذكار سبحانه وتعالى[15].

إن الأحداث تجري والأيام تتابع فهل تحقق شيء من أمالنا؟ ورغم الظلام الدامس والليل الطويل والافتراء والتأمر من جانب الصهاينة وغيرهم على الأمة فإن المتأمل يرى عن بعد لمعات في الظلام تنبئ قرب الفجر الصادق.

هناك إشارات صادقة ما تخيب أبداً بإذن الله وإرهاصات تتابع والأحداث وحدها تحول المسلمين إلى اليقظة بعد نوم طويل استمر أزماناً وقروناً، واليوم وضح الرؤية والوعي الصحيح لدى هذه الأمة في شتى بقاع الأرض بعد أن أيقظتها ضربات العدو واقتراب الخطر فتحركت أو بدأت الحركة في كل مكان وبدأ الإحساس بالضياع والالتفاف حول هذا الحق وكل عمل صالح لن يضيع بإذن الله ونصر الله لا يستطيع مخلوق أن يرده والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الإسراء والمعراج  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإسراء والمعراج    الإسراء والمعراج  Emptyالسبت 27 أبريل 2013, 2:27 am




الإمــام الـشــعـراوي يـــصــف حــادثــة الإســـراء والمعــراج ...

" سبحان الذي أسرى بعبده ليلا ً من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصى الذي باركنا
حوله "
صدق الله العظيم
الاسراء والمعراج تلك المناسبة العظيمه
والتي أسرى بها الله عزوجل بسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
من مكه إلى المسجد الأقصى ليصلي بالانبياء
ثم عرج به من المسجد الأقصى إلي السماء
وكعادة أي مناسبة ..
تجد الشعراء يتحدثون فيها
ولكن اليوم أنقل لكم قصيدة ليست لشاعر متخصص
إنما هى لعالم إسلامي جليل وكبير
إنه الإمام الشعراوي رحمة الله عليه
والتي وصف بها رحلة الاسراء والمعراج بالتفصيل

بعد أن بدأ بالحديث عن سيدنا محمد صل الله عليه وسلم
وعن نسبه الشريف وعن حياته عليه أفضل الصلوات والتسليم

ياليلة "المعراج " والإسراء-------- وحي الجلال وفتنة الشعراء
الدهر أجمع أنت سر نواله-------- وبما أتاك الله ذات رواء
فلك العلا دارت عليه شموسة --------والشمس واحدة من الانشاء
من ذا الذي يحطى بما استعصى على-------- "موسى وعيسى صاحب الإحياء
لله عذراء تفيض نضارة!! -------- من ذا الذي يحظى بتي العذراء؟
لا غرو إن كانت كعاب "محمد"--------إن العظيم يكون للعظماء
ياليلة في الدهر جل مقامها-------- نور عليك يفوق نور ذكاء
ياليلة فيها الفضائل انعت-------- لنبينا ذي الرتبة العلياء
يا ليلة صارت لأمة "أحمد"-------- عيداً تجدده يد العظماء
ياليلة قصي حديثاً شائقاً--------عما علمت فأنت أصدق راء
يا ليلة قصي حديث "محمد" --------فستبترين جهالة الجهلاء
قصي بربك ما عملت وما الذي --------قد حازه ذو العزة القعساء؟
قصي بربك لا تضني -------- فالبخل ممقوت لدى الكرماء
قصي حديث رسولنا خير الملا --------قصي علينا أطيب الأنباء
هل في سكوتك لي مجيب ناطق--------يحنو على مستوكف الأنباء
إن كنت تبغين الدلال فإنني--------صب أحن إليك كالورقاء
أو كنت تبغين انقباض وصالنا --------أعلى المشرف تعزز الهيفاء؟
فصلي برغم الحاسدين وخبري --------فالخبر منك يزيل كل عناء
تلبية وعطف
رقت ولبت وانحنت طرباً معي--------قد أمطرتني سحرها ودوائي
قالت وقد دارت بكأس شمولها--------كف النداء فذاك خير بداء :
يا من تنادي . ما أقول وقد بدا؟ --------"إسراؤه"و"عروجه" بجلاء
المنكرون لما يقول "محمد"-------- لاشك فيهم خلة السفهاء
لكن سأكر نبذة مما جرى-------- فاسمع فإن الخير في لإصغاء
منة الله على سيدنا محمد صل الله عليه وسلم
الله فضله على كل الورى-------- أهداه خير العقل والاراء
هو سيد الثقلين "طه" "المصطفى"--------"يس" أكمل من على البطحاء
نسبه الشريف
هو شبل "عبد الله" في أقوامه--------هو سبط "مطلب" حيا الصحراء
هو زهرة من آل "هاشم" نفحها --------نور الهدى هو دعوة استجداء
"مضر" نضارة خلقه ثم اصطفى--------منها "كنانته" بلا إزجاء
ثم اصطفى منها "قريشاً" واصطفى الـ-------- هادي ن فأشرق صفوة الآباء
فهو الخيار من الخيار من الملا --------قاصي المفاخر أيما إقصاء
حكمة رسالته
لما رأى رب الخلائق أنهم-------- ضلوا الطريق أتى بخير دواء
أهدى بك الدنيا لتصلح أهلها--------يا رافع الفقراء والبؤساء
أرسلت في الدنيا نبياً صادقاً-------- فأنرت داجيها بخير ضياء
بك يا رسول الله ياعلم الهدى--------قد أشرقت شمس على الغبراء
همته صل الله عليه وسلم
قد كان سيف البغي سل بهمة --------لكن عدلك فك كل بلاء
طهرت أرض الله من أوضارها --------ورفعت قيمتها على الجوزاء
وطدت إيماناً بها ومهابة--------لله في قلب وفي أحشاء
لك معجزات يا "محمد" سطرت--------رفعت مقامك فوق كل لواء
ميلاده وإرهاصاته
وضعتك أمك كاملاً ومكملا-------- فبهرت كون الله بالأضواء
"إيوان كسري"شق يوم بزوغه--------"نار بفارس" أخمدت للرائي
قد طمت أصنام "مكة" بعدما--------كانت إله الجاحد المتنائي
يتمه صل الله عليه وسلم
نعم اليتيم كلؤلؤ في يتمه-------- واليتم كونك فاقد النظراء
كلأتك عين الله دون أبوة-------- وأمومة تحنو ودون ثراء
"وإذا العناية لاحظتك عيونها--------نم فالمخاوف" عنك في إغضاء
رضاعه صل الله عليه وسلم
ندبوا نساء الحي حين رضاعه --------فنفرن عنه نفار الاستهزاء
جاءت "حليمة" والعجيفة تمتطي--------مذ أرضعت صارت من السعداء
فاقت جميع المرضعات نبالة--------وقد استعارت منه كل رواء
حالته قبل البعثة
في مهده الايمان كان خليلة-------- وكذا الشباب ذريعة الإغواء
قد كان والبدع استطال شواظها --------يشدو بذكر الله "حراء"
ظهرت بوادره أمين عشيرة-------- كانت تضمن به على الأمناء
ماضي العزيمة حزفة وديانة--------ساس الرعايا بعد رعي "الشاء"
تنبؤ الأخبار به
قد شاع في الاصقاع طيب ذكره --------وتضوعت رياه في الانحاء
وتنبأ " الاخبار "هذا "أحمد" --------بشرى من الإنجيل"بعد بلاء
زواجه بخديجة
سادت نبالته فتم قرانه--------"بخديجة"عن رغبة وصفاء
اصطفاؤه ونزول الوحي
لما أتيت الاربعين أتيتهم-------- تهدي قطين البر والدأماء
"جبريل" روح الله وحي رسوله--------أدلى له في الغار" بالانباء
ضم النبي إليه ضمة وامقٍ-------- قال اقرأن ياسيد القراء
قد أحجم "الهادي"فقال مكرراً--------بأسم الإله: اقرأ وعم برضاء
قد قال رغباً : زملوني، دثروا --------وأتى ابن"نوفل"مؤذناً برجاء
بشرى؛ فهذا المرتجى في كتبنا --------ورسولنا في آخر الآناء
دعوته إلى الاسلام
ودعا النبي إلى الحقيقة مرهفاً--------ماض مضاء الصعدة السماء
قد صدق "المحمود"قلب سعيدهم--------ونأى كذبة ذوو الأهواء
موقف الاعراب منه
وتجهم " الاعراب" مما قد اتى--------وتفرقت عنه نهى الكبراء
لولا التعصب في القبيلة ديدن--------لشفوا غليلهم بسكب دماء
حكمة اضطهادهم له
خافوا رواج دعاية تقضي على--------"عزاهمو"و"اللات" أي قضاء
خافوا كساد متاجرٍ إن أذعنوا--------وتمسكوا برذيلة الايذاء
عزيمة النبي صل الله عليه وسلم
لم تثن من عزم النبي فعالهم--------أو كان في التسفيه ذا استحياء
والحق منصور وإن يك معدماً--------والزور مقهور على الجوزاء
دعوة النبي في مأربة عمه
جمعت شباب بني الجزيرة حفلة--------فدعا إلى الأخرى بخير نداء
يا"قوم"إني قد أتيت بخيري الـ--------دنيا مع الاخرى بخير جزاء
فاغتاظ جالهلم : لذاك جمعتنا؟--------تبت يداك . تجيء بالنكراء؟
لم يغضب "الهادي" فرد إلهه--------(تبت يدا) ذي الفعلة الشنعاء
وإذا أسئت من امرئ وتركته--------فالله مقتص من الاعداء
موقف الاعراب إزاء عزيمة النبي
لما رأى "الأعراب" أن "محمداً"--------سيظل يدعو رغم كل بلاء
عرجوا إلى حامي النبي و"عمه"--------ناداه: أن دع جالب الغوغاء
فأجابه: والله لو وهبوا إلى-------- "النيرين"لما تركت دعائي
قالوا : تروم "الملك" أم تبغي علا--------فتسود فينا مالك الغبراء
أو كان ما بك يا"محمد" "قومنا"--------رأيا نداويه بخير دواء
فأجابهم: ما بي مقالة "رهفكم"--------لكنه عهد وذاك وفائي
هجرته صل الله عليه وسلم
ورأى النبي ببطن "يثرب" أمة--------خرجت إليه بخيرة النصراء
فسترى إليها مع "أبي بكر" سرى--------فيه تجلت آية الإيفاء
قد كان ساعده وطرع يمينه-------- ورفيقه في الليلة الليلاء
ترحيب المدينة بمقدمه
قالوا له : ولصحبه "يا مرحباً"--------"أهلا بكم" يا بلسم الأدواء
قد أكرموه باتباع شريعة--------وقروه فيهم أيما إقراء
قد كانت الأنصار خدن مهاجر --------شركاء في السراء والضراء
بسطوا على الأقوام راية دينه --------واستعذبوا خطراً بلا غلواء
كيف انتشر الإسلام
بالسيف حيناً والهوادة تارة-------- والحلم أخرى دون أي رياء
لله لا لنفوسهم قد أخلصوا-------- قد سربلوا الإسلام بالسيراء
عظمته وقلبه لنظم العالم
أنت العظيم من المناحي كلها--------يامنقذ المعمورة السجواء
"سلماً"و " حرباً حكمة وسياسة"--------"نبلاً" جمعت بأبهج الأزياء
صيرت أصقاع"الجزيرة"بعدما--------كانت كما الجرداء كالغناء
جذام شرك للمهيمن غاضبٍ--------لكن له يغتر بالإغضاء
صيرت أمر الناس فيما بينهم--------شورى بلا قصر على الأكفاء
وقلبت : فرداً ما ينىء "عرمرماً"--------في الارض فتاك وفي الاجواء
يا"أحمد" الإنعام إنك أسوتي--------ومناط عزي يا ذرى العلياء
معجزة القرآن
قد أنزل المولى عليه "قرانه"-------- يرمي بعي أفصح الفصحاء
سجدت له اللسن المقاول بعدما--------يتخبطون تخبط العشواء
نسوه للبشر افتراء منهمو--------هل تبصر العينان بالأقدام؟
قال غلإله ائتوا به من مثله-------- فتقهقروا بظهروهم لوراء
قد عاضوه ببدةٍ وخرافة -------- أين "الثريا" من ثرى الغبراء؟
معجزاته صل الله عليه وسلم
"المعجزات" له طويل حصرها --------وبعيدة الأطراف كالبيداء
معجزة الإسراء
ياحبذا "إسراؤه" و"عروجه"--------من"مكة" !"البيت" إلى "الزرقاء"
اشتاق "طه" "المصطفى" لمليكه -------- يا حبذا المشتاق للعلياء
قد قال يا"جبريل" بلغ خالقي --------أني أود بأن أكون الرئي
أرجو المثول أمامه حتى أرى --------ذاتاً فهيئني تفز بشيائي
ذهب "الأمين" إلى الإله مخبراً--------والله يعلم كل شيءٍ ناء
قال الإله الضيف عندي "أحمد"--------أحضر أيا "جبريل" تي الأضواء
الأرض شرفها ضياء "محمد"--------فامثل به حتى يزور سمائي
بدء الإسراء
ذهب الأمين وميكئيل" صحبة --------أخذا "رسول الله"للإسراء
قد يمما بئراً"لزمزم" نابعاً-------- ليظهرا قلبا له بالماء
ذهبا فشقا صدره بمروءةٍ--------غسلاه ، غسلك أنظف الأشياء
ملاه إيماناً وعلماً راسخاً--------قد أثلجاه بحكمة الحكماء
خلاهُ توا "كالنطاسي" بارعاً--------لكن هما "نطس" بغير دواء
البراق
ختماه ختماً للنبوة محكماً-------- وأتى "البراق" "لأحمد" بولاء
لا بالمذكر والمؤنث مسرج-------- خير المطايا مركب السعداء
هو جامع من كل حسنٍ خلقة--------متوسط في الخفض والإعلاء
رجلاه ، بل ويداه عند ضرورة --------قصرت وطالت ساقها برضاء
وخطاه في قطع الفلاة كلحظه--------ولحاظه استولت على أرجاء
ركب النبي
ركب الرسول عليه جل مقامه--------ومشى البراق بمشية الخيلاء
ساروا الأقصى ينار بركبهم-------- كالشمس فوق القبة الزرقاء
قطعوا الفيافي والقفار كطرفة-------- للعين أو كإشارة اليمان
رأوا العجائب في الطريق بأسرها--------صلوا سوياً عند "طور سناء"
"المسجد الأقصى" رأوا فتهللوا --------نزل النبي ببابه بمضاء
أخذ البراق الوحي جبريل العلا--------لو كان في الصخرة الصماء
دخول المسجد والصلاة فيه
دخل "النبي البيت" بدراً ساطعاً--------فأعاره نوراً يراهُ النائي
صلى الملامك خلف أحمدهم على--------دين "الخليل" وأعلنوا بدعاء
رسلا يلي ضرباً سقوه ظامئاً--------ورووه من هذا بديل الماء
وقد أنتهى الغسراء مقطوعاً به --------وعروجه بالجسم ذاك الجائي
معراجه صل الله عليه وسلم
جاءوا بمراة من الذهب الذي--------هو عسجد يرمي عيون الرائي
صعد "النبي" إلى السماء مبكراً --------"جبريل" "ميكائيل" كالعشراء
ساروا بقدرته كأن طريقهم--------جسر عريض مريم بقضاء
ولوج السماء الأولى
لما أتوا "أولى" السماوات العلا--------قرع "الأمين" لبابها بمضاء
قال "الموكل"بالسماء مخاطباً--------"جبريل "هذا قائد الاضواء
من معك يا جبريل"؟ قال :"محمد"--------نور الهداية صادق الانباء
سأل الموكل هل حظى برسالة--------فأجابه: مهدى إلى الغبراء
فتح الموكل بالسماء فإذا به--------أصل الخليقة دوحة الاباء
نوران قد لمعا على أرجائها--------وترى"السماء" تزينت ببهاء
وأراه "أدم" كل شيء فوقها--------متهللاً بفضيلة شماء
السماء الثانية
صعد "النبي" لما يليها شاكراً--------لله من نعم وخير عطاء
جبريل يقرع بابها مستأذناً--------رد الموكل سائلاً بوفاء
من معك يا جبريل ؟ قال محمد--------خير البرية "أحمد" الوجهاء
فتح السماء مرحباً"بمحمدٍ"--------عيسى كذا يحيى من الشهداء
قد قابلاهُ بكل بشر واضح--------"يامرحبا" بالقادم الوضاء
دعيا له بالخير خالص دعوة --------وكذا يكون الحب للنبهاء
السماء الثالثة
صعد" النبي" مع الأمين إلي العلا ------وصلا "الثالثة بغير عناء
جبريل يقرع بابها بولوجه--------مرحاً فقال "موكل"بسماء
من معك يا "جبريل"؟ قال:"محمد"--------قطب الوجود و"أحمد" النبلاء
فتح السماء مرحباً"بمحمد"--------فإذا "بيوسف" فاتن الحسناء
حياه خير تحية ممزوجة--------حبا وذلك أعظم الآلاء
السماء الرابعة
وصلا الرابعة" السماوات العلا--------"جبريل"يقرعها بخير نداء
من معك يا "جبريل"؟ قال" محمد"--------ضيف العلا ومنور الادجاء
فتح"الموكل" بالسما، فإذا به--------"إدريس" قوم صادق الأنباء
فدعا لهبالخير حتى المرتقى--------صعدا "الخامسة" بغير تناء
السماء الخامسة
قرع "الأمين" لبابها مستأذناً--------قال "الوكل" من بباب سمائي؟
فأجابه :"جبريل" فافتح بابها --------سأل "الموكل" قائد النبلاء
من معك يا "جبريل"؟ قال "محمد"--------مستأصل الاشتراك باالأبراء
فتح "الموكل" السماء ، فإذا به --------"هارون" ذو اللحية البيضاء
السماء السابعة
صعدا"لسابعة" السماوات العلا --------حتى أتوها جيئة الأنواء
قرع "الأمين" لبابها مستأذنا--------سأل الذي فيها بكل حياء
من معك يا "جبريل"؟ قال:"محمد"--------تاج الفخار و"مصطفى" الأسماء
فتح "الموكل"مسرعً ومرحباً--------فإذا "خليل الله"جاللقاء
وأراه "أمته" ؛ أراه مقامها--------في جنة "الأخرى"بغير خفاء
وأراه شيئاً غاب عني وصفه--------وأراه مأوى محتد الأكفاء
ورأى "النبي" عجائباً في طيها --------للكافرين به وللأعداء
سدرة المنتهى
وصلا إلى : المعمور، ثم لسدرة الـ--------ـمنتهى عن صادق الإيحاء
موقف جبريل
وهنا ترى "جبريل" ذا متأخراً --------عن سيره فرنا له بنداء
أكذاك يترك كل خل خله--------عند الشدائد؟ لاتكن متنائي
فأجابه هذا مقامي يا "أخي"--------وسأحرقن إذا تركت بقائي
لكن تقدم للعلا في مأمن--------والله إنك أرفع الأشياء
طريق النبي صل الله عليه وسلم
حجب "لطه المصطفى" قد فتحت--------فاجتازها في مأمن ورخاء
قد زج في بحر من النور الذي--------هو نور وجه الله خير ضياء
رؤية الله وكلامه
ورأى الإله بغير كيف رؤية--------بالعين فاقطع مرية الجهلاء
ودنا من "المحمود" جل جلاله--------قال: التحية خالق الأرجاء
قال: السلام عليك يا خير الملا --------أهلاً بمطلوبي وعز سمائي
نعمة الله عليه:
أبدى له كل الفضائل ساقياً--------كأس المحبة "أحمداً" بصفاء
غمس "النبي" ببحر ماء جلاله --------ووقاره وسقاه بالصهباء
فرض الصلاة
فرض"الإله" على "النبي" لأمةٍ --------خمسين فرضاً واجبي الأداء
حظي انبي محمد بإلهه--------وقد أنثنى المحفوف بالآلاء
وإذا بموسى قال: كم فرضاً لكم؟ --------فأجابه: خمسون للأداء
أرجع فسله كي يخفف ربكم--------فرضاً فأنتم أضعف الأبناء
رجع النبي إلى الإله مكرراً--------أبقي لنا خمساً بخير جزاء
نزل النبي وقد تحلى بالعلا--------وآتى بخير شريعةٍ سمحاء
والسرفي تزويد موسى أحمدا--------كي يستريح محمد النبلاء
ركب النبي مفاخراً ببراقه--------جبريل سار به بغير ثناء
وصف العير
نظرا "لعير" في الطريق فإذ به--------هو من قريش قد رنا بنداء
قالوا: لذلك صوت "طه أحمد" --------والله خصصهم من الشهداء
عرف "النبي" صفات عيرهمو لكي--------بجلي قلوبهمو من الاصداء
موقف قريش من خبره
ذهب "النبي" إلى مقر مقامه--------ومكانه بحرارة البرحاء
لما بدا فلق الصباح بنوره--------وأتى أبو جهل أبو الجهلاء
قص النبي عليه خبراً صادقاً--------فأتاه بالآباء والابناء
حقاً " أبو جهل " له الجهل انتمى--------جهل المعارض ذاك أفحش داء
قد كذبوه سوى "ابي بكر" فقد --------وافاه بالتصديق والغصغاء
حجتهم على أنفسهم
قد لقبوك "أمينهم" يا مصطفى --------مذ كنت طفلاً صادق الأنباء
فعلام قاموا ينقضون ككلامهم؟ --------عجباً يجيء البرء بالأشفاء؟
استشهاد النبي بغيرهم
قالوا : بعيد أن يكون مقاله--------فأجابهم: يأتيكمو نصرائي
يأتيكمو"عير" لكم هو ناظري--------فسلوه يخبركم بتي الأنباء
تأخير غروب الشمس لتأخر العير من معياده
جلسوا لمقدم"عيرهم" فتأخرت--------والشمس قد حانت إلى الإخفاء
فدعا "النبي" إلى "الإله" فردها --------حتى أتى "عير لهم بولاء
قالوا : رأينا ركبه ليلاً سرى--------قطعوا لسان الزور للجهلاء
حسم تعجيزه
قالوا له :صف يا "محمد" ما رأت--------عيناك في بيت" بالاستزراء
خجل "النبي" إذا "بجبريل" أتى--------بالبيت بين "يديه" كاللألاء
وصف النبي "البيت"وصفاً جامعاً--------فأصاب كل حقيقة بجلاء
لا ينظر "البيت المقدس" غيره --------عجباً لمعجزة دليل براء
كيف كان الإسراء والمعراج؟
قالوا: بأنك كنت في سنة الكرى--------وسريت ثم عرجت في إغفاء
قد كنت يقظاناً بجسمك سارياً --------لكن رجعت بسرعة الوجناء
رد على المنكر
إن كان هذا يستحيل وجوده--------فلغير "أحمد" سيد الغبراء
إن لكم يكن "إسراؤه" وعروجه"--------منهن أغرب ما حظي ببهاء
فاذعن بمعجزة تخص "بأحمد"--------نور البسيطة دوحة الزهراء
وقد انتهى "معراجه" فلتؤمنوا --------ولتقبلوه مرتباً ببنائي







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الإسراء والمعراج
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإسراء والمعراج
»  الإسراء والمعراج
» الاسراء والمعراج
» رحلة الإسراء والمعراج
» الإسراء والمعراج .. دروس وعبر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: الدين والحياة :: السيرة النبوية الشريفة-
انتقل الى: