المعجزة الأبدية .. من رب العالمين للرسول الكريم
في ليلة الإسراء والمعراج
وليد سليمان
يحتفي مئات الملايين من المسلمين في أنحاء العالم ومنهم في بلدنا الاردن بهذه الذكرى السنوية الخالدة والمباركة .. تلك الرحلة العجيبة لسيد الخلق رسولنا محمد النبي الأمي الصادق والأمين , صاحب رسالة الحق والعدل والإنسانية - الإسلام - « وإنك لعلى خُلقٍ عظيم « .
فالإسراء : هي الرحلة الأرضية التي قام بها الرسول محمد صل الله عليه وسلم .. تلك الرحلة الخارقة للعادة !! التي تخرج عن قدرة البشر وتمت بقدرة الله من المسجد الحرام في مكة , إلى المسجد الأقصى في القدس والوصول إليه بسرعة تفوق قدرة العقل البشرى على الاستيعاب !! .
قال تعالى : ( سبحان الذي أسرى بعيده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ).
أما المعراج : فهو الرحلة السماوية التي تابعها الرسول من مكان المسجد الإقصى في القدس بالارتفاع والارتقاء من عالم الأرض إلى عالم السماء، حيث سدرة المنتهى، ثم الرجوع بعد ذلك إلى المسجد الحرام ..حيث يقول الله تعالى: ( وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ) .
نور و روحانية و بهاء
و كان للإسراء والمعراج في شعر أمير الشعراء أحمد شوقي حبٌ غامر وصفحات كثيرة .. حيث أطلق الشاعر عنان خياله يتلمس أسرار الإسراء والمعراج، ويستشرف معانيهما، وبما يليق بسمو مكانة المسرى به – الرسول محمد صلوات الله عليه - في هذه المعجزة التي تعدت الحدود الزمانية والمكانية و اخترقت نواميسهما يقول شعراً :
يا أيها المسرى به ليلاً إلى
ما لا تنال الشمس والجوزاء.
ويؤكد الناقد ابراهيم العمرعن شوقي ومشاعره في قصائده عن الاسراء والمعراج : إنها رحلة إلى ما لا تنال الشمس والجوزاء .. فهل يتقبل أولئك الذين لم يدخل الإيمان قلوبهم مثل هذه المعجزة الكبرى !؟ و كيف يصدق الماديون مثل هذا الاختراق إلى ما وراء الطبيعة !؟ لذلك كثرت التساؤلات، هل كان الإسراء بالروح؟ أم بالجسد؟ أم بهما معا؟ وتفتتح عبقرية شوقي محلقا بعد ذلك في معاني الإسراء والمعراج :
يتساءلون وأنت أطهر هيكل
بالروح أو بالهيكل الإسراء!
بهما سموت مطهرين كلاهما
نور .. و روحانية .. وبهاء.
فالإسراء بهما إذن، من الله على حبيبه ومصطفاه صل الله عليه وسلم، ومعجزة من خالق الكون القادر سبحانه. و شوقي أشار الى ذلك بشعره قائلاً :
فضل عليك لذي الجلال ومنةٌ
والله يفعل ما يرى ويشاء
تغشى الغيوب من العوالم كلما
طويت سماء قلدتك سماء .
فمن سماء تحتفِ به إلى سماء ينتقل في تلك الغيوب، ليكون نورا مشعا في تلك العوالم البعيدة:
في كل منطقة حواشي نورها
نون وأنت النقطة الزهراء
أنت الجمال بها وأنت المجتلى
والكف والمرآة والحسناء
إنه خيال شوقي الذي يختزل الجمال ومصدره في مرآته العاكسة في شخص محبوبه صل الله عليه وسلم، وهو يخترق المسافات والأزمان كسهم نوراني ليستقر في النزل المهيأ له في حظيرة القدس :
الله هيأ من حظيرة قدسه
نزلاً لذاتك لم يجزه علاء
ويستعرض في النهاية المكانة العلية، والمنزلة السنية التي وصل إليها النبي المختار عليه الصلاة والسلام، دون غيره من الأنبياء الكرام عليهم صلوات الله :
العرش تحتك سدة وقوائما
ومناكب الروح الأمين وطاء
والرسل دون العرش لم يؤذن لهم
حاشا لغيرك موعد ولقاء .
وفي أبيات شعرية أخرى يشير احمد شوقي الى أجواء الاحتفاء العظيم بقدوم الرسول الى القدس ثم صعوده السماء قائلاً :
أسـرى بك الله ليلاً إذ ملائكه
والرسل في المسجد الأقصى على قـدم
لمـا خطرت به التفوا بسيدهم
كالشهـب بالبدر أو كالجنـد بالعـلـم
صلـى وراءك منهم كل ذي خطر
جبـت السموات أو ما فوقهن بهم
ركوبه لـك من عز ومن شـرف
مشيئـة الخالق الباري وصنعـتـه
وقدرة الله فوق الـشـك والتـهـم
حتـى بلغـت سماء لا يطار لهـا
علـى جناح ولا يسعى علـى قـدم .
الحكمة من الرحلة !
وقد جاءت رحلة الإسراء والمعراج وهو ما زال في مكة قبل الهجرة النبوية تسرية عن الرسول (ص) فقد أراد الله تعالى أن يخفف عنه عناء ما لاقى ، وأن يطمئنه .. فقد ضاقت الأرض برسول الله عليه الصلاة و السلام نظراً لما لاقاه من تكذيب و مقاومة من المشركين ، و بعد أن فقد عمه أبا طالب الذي كان يؤنسه و يؤازره ، و فقد زوجته خديجة التي كانت نعم الزوج .
فقد ظلت رعاية الله قائمة له ، و كرمه الله تعالى بقدرة إلهية و آنسه بحادثة الإسراء و المعراج ، حيث أتى جبريل عليه السلام ليصحب الرسول عليه الصلاة و السلام في رحلة الإسراء و المعراج .
و الإسراء والمعراج كان بالروح والجسد ، وهذا ما ذهب اليه معظم السلف .
وعن سبب الاسراء بالنبى صلى الله عليه وسلم الى بيت المقدس قبل ان يعرج به الى السماء قيل : لأن الله تعالى كان يعلم أن كفار قريش كانوا يكذبونه فيما يخبرهم به من أخبار السماوات فأراد أن يخبرهم من الأرض التي قد بلغوها وعاينوها.. وعلموا أن النبي صل الله عليه وسلم لم يدخل بيت المقدس قط فلما أخبرهم بأخبار بيت المقدس على ما هو عليه لم يمكنهم أن يكذبوه في أخبار السماء بعد أن صدقوا أخبار الأرض.
ركوب البراق !
بينما كان الرسول صل الله عليه وسلم نائماً بجوار الكعبة أو بيته ذات ليلة أتاه جبريل بدابة بيضاء أكبر من الحمار وأقل من الحصان إنها البراق وهو الوسيلة التي نقلته في رحلته الأرضية من مكة إلى القدس.
وقد كانت البراق دابة يركبها الأنبياء قبل رسول الله صل الله عليه وسلم.
وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم البراق فكان سيره غاية في السرعة والانسياب فلا اضطراب ولا قلقلة في سيره, مما أشعر الرسول صل الله عليه وسلم بالراحة والاطمئنان, فكأنه مستقر على فراش ساكن .
وقد ذكر أنه كان من سرعته ما يثير العجب حتى أنه يضع حافره في كل خطوة عند منتهى البصر, وكان دائما مستوي السير فلا يعلو ولا يهبط. ولم يكن البراق الشيء العجيب الوحيد, بل ما شاهده الرسول صل الله عليه وسلم يعد معجزات متعددة واحدة تلو الأخرى.
أما جبريل عليه السلام فكان يسير بجناحيه إلى جانب البراق مؤنسا ورفيقا للرسول صل الله عليه وسلم, كانت وجهتهما بيت المقدس حيث يوجد المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله.
في المسجد الأقصى
وعند وصولهم المسجد الاقصى في بيت المقدس نزل الرسول محمد عليه الصلاة والسلام هناك , , وربط البراق بحلقة باب المسجد – حائط البراق - وصلى بالأنبياء إماماً .
ثم عرج به تلك الليلة من بيت المقدس إلى السماء الدنيا , فاستفتح له جبريل , ففتح له , فرأى هنالك آدم أبا البشر , فسلم عليه , فرحب به , ورد عليه السلام , وأقر بنبوته , وأراه الله أرواح الشهداء عن يمينه , وأرواح الأشقياء عن يساره .
ثم عرج به إلى السماء الثانية , فاستفتح له , فرأى فيها يحيى بن زكريا وعيسى بن مريم , فلقيهما وسلم عليهما , فردا عليه , ورحبا به , وأقرا بنبوته.
ثم عرج به إلى السماء الثالثة , فرأى فيها يوسف , فسلم عليه , فرد عليه ورحب به , وأقر بنبوته .
ثم عرج به إلى السماء الرابعة , فرأى فيها إدريس , فسلم عليه , ورحب به , وأقر بنبوته.
ثم عرج به إلى السماء الخامسة , فرأى فيها هارون بن عمران , فسلم عليه , ورحب به , وأقر بنبوته .
ثم عرج به إلى السماء السادسة , فلقى فيها موسى بن عمران , فسلم عليه ورحب به , وأقر بنبوته ،فلما جاوزه بكى موسى , فقيل له : ما يبكيك ؟ فقال : أبكى لأن غلاماً بعث من بعدى يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتى .
ثم عرج به إلى السماء السابعة , فلقى فيها إبراهيم عليه السلام , فسلم عليه ورحب به , وأقر بنبوته .
ثم رفع إلى سدرة المنتهى , ثم رفع له البيت المعمور حتى كان قاب قوسين أو أدنى من وجهه الكريم , فأوحى إلى عبده ما أوحى , وفرض عليه خمسين صلاة , فرجع حتى مر على موسى , فقال له بم أمرك ؟ قال بخمسين صلاة , قال : إن أمتك لا تطيق ذلك , ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك , فلم يزل يتردد بين موسى وبين الله عز وجل , حتى جعلهما خمساً , فأمره موسى بالرجوع وسؤال التخفيف , فقال : قد استحيت من ربى .
وكان فى كل سماء يرى من المشاهد ما سوف يؤول اليه الناس بعد الحساب ! فكانت مشاهد للحياة الآخرة أخبر بها رب السماء نبيه محمد فى معجزة خاصة به ..ثمّ عاد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى مكّة .
في ليلة واحدة !
وفي صباح اليوم التّالي اجتمع الرّسول الكريم بقبيلة قريش وأخبرهم بما حدث معه، فقال أكثر النّاس: إنّ هذا القول لا يصدّق أفيذهب محمّدٌ ويرجع إلى مكّه في ليلة واحدة؟! وارتدّ العديد ممّن كان قد أسلم ! .
وذهب النّاس إلى أبي بكر، فقالوا له: يا أبا بكر إنّ صاحبك محمّد يزعم أنّه قد جاء من بيت المقدس وصلّى فيه ورجع إلى مكّة، فقال لهم أبو بكر: إنّكم تكذبون على رسول الله، فقالوا: بلى، ها هو الرّسول في المسجد يحدّث الناس بما حدث معه .
فقال أبو بكر: والله لئن كان قال هذا الكلام لقد صدق، فما العجب من ذلك فوالله إنّه ليخبرني أنّ الخبر يأتيه من الله من السّماء إلى الأرض في ساعةٍ من ليلٍ أو نهار فأصدّقه، فهذا أبعد ممّا تعجبون منه.
وأقبل أبو بكر إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا رسول الله، أحدّثت القوم أنّك كنت في بيت المقدس هذه الليلة؟ قال الرّسول: نعم، قال: يا رسول الله، صف لي ذلك المسجد، وأخذ الرّسول يصف ويحدّث أبا بكر عن بيت المقدس، فقال له أبو بكر: أشهد أنّك رسول الله، وكان يكرّرها كلّما وصف له شيئاً رآه .
دروس وعبر
لما كان الإسراء وكذلك المعراج خرقًا لأمور طبيعيَّة ألفها الناس، فقد كانوا يذهبون من مكة إلى الشام في شهر ويعودون في شهر، لكن رسول الله (ص) ذهب وعاد وعرج به إلى السموات العلا، وكل هذا في ليلة واحدة ، فكان هذا شيئًا مذهلاً، أي أنه كان امتحانًا واختبارًا للناس جميعًا، وخاصة الذين آمنوا بالرسالة الجديدة، فصدَّق أقوياء الإيمان وكذَّب ضعاف الإيمان.
وهكذا تكون صفوف المسلمين ممحصة ويكون المسلمون الذين يُعِدُّهم الله للهجرة أشخاصًا أتقياء أقوياء، لهم عزائم متينة وإرادة صلبة؛ لأن الهجرة تحتاج لأناس تتوفر لديهم هذه الصفات.
و لقد كان الصعود من بيت المقدس ولم يكن من مكة، ذا دلالات، منها الأمر بنشر الإسلام وتوسعة إطاره؛ وذلك لأنه الدين الخاتم الشامل الجامع الذي ارتضاه الله للناس كافة على اختلاف أجناسهم، وألوانهم، وشعوبهم، ولغاتهم.
ويعتبر فرض الصلاة بهيئتها المعروفة وعددها وأوقاتها اليوميَّة المعروفة على المسلمين في رحلة المعراج دليلاً على أن الصلاة صلة بين العبد وربه، وهي معراجه الذي يعرج عليه إلى الله بروحه، وأنها الوقت الذي يناجي العبد فيه ربه، ويبث إليه ما يرنو إليه. فالصلاة إذن عماد الدين؛ من تركها وأهملها فكأنه هدم دينه وأضاعه.
وإن القدرة الإلهية التي خلقت هذا الكون الكبير، لن تعجز عن حمل بشر إلى عالم السماء، وإعادته إلى الأرض، في رحلة ربانية معجزة لا يدري كيفيتها بشر.
والإسراء آية من آيات الله تعالى التي لا تُعَدُّ ولا تحصى، وهو انتقال عجيب بالقياس إلى مألوف البشر؛ ولهذا فقد أثار كفار قريش حوله جدلاً طويلاً، وتساؤلات كثيرة.
ولا يخفى على كل ذي بصيرة أن الله تعالى واضع نظام هذا الكون وقوانينه، وأن من وضع قوانين التنفس والجاذبية والحركة والانتقال والسرعة وغير ذلك، قادر على استبدالها بغيرها عندما يريد ذلك.
من فلسطين إلى أمريكا !
وقد تناقلت وسائل الإعلام في العام (2012 ) ما أثاره الباحث الفلسطيني عزام المسلمي المقيم بغزة الجدل منذ سنوات بنظرياته العلمية التي تعتبر ثورة علمية هائلة في حال نجاح العلماء بتطبيقها .
وكانت وكالة الفضاء الامريكية “ناسا” اهتمت بدورها بنظريته وأرسلت له السفير الامريكي شخصيا كي ينقله الى القدس حيث سافر الى امريكا ومكث فترة ودخل وكالة الفضاء الامريكية , التي اختبرت نظريته واكد ان حادثة الاسراء والمعراج صحيحة علميا .. وان نقل عرش بلقيس من اليمن الى قصر النبي سليمان بواسطة عفريت من الجن صحيحة علميا ايضا.
وهذه احدى جوانب الثورة العلمية التي تعكف على احداثها وكالة الفضاء الامريكية بنقل المسافر خلال ثوان.
العالم الفلسطيني “عزام المسلمي” قال ”في العام 1996 وضعت أسس نظريتي الجديدة (النسبية الجديدة) مستندا علي تناقضات موجودة في الفيزياء بين نظرية الكم والنظرية النسبية لآينشتاين.
وقد توصلت حينها بناء علي معادلات النظرية النسبية الجديدة علي انه يمكن قياس سرعات الاجسام المادية إلي سرعات تفوق سرعة الضوء.
في حين أن نسبية أينشتاين تمنع ذلك ! وتؤكد أنه لا يمكن لأي جسيم مادي أن تقيس سرعته أسرع من سرعة الضوء.
إن تفسيري لأسرع من الضوء , يستند على مفهوم جديد في الفيزياء وهو مفهوم (تقليص الزمن) ومعني هذا المفهوم أن الاطار الذي يسير فيه الجسم أسرع من الضوء بالنسبة لنا .. تكون الاحداث تحدث في هذا الاطار بشكل أسرع .. إذا حدثت نفس الاحداث في إطارنا . ومن ثم تكون حركة الساعات أسرع من حركة ساعاتنا.
فمثلا لو أن حدثاً يحدث في زمن (ز) في إطارنا حسب ساعتنا فإن نفس الحدث في إطار آخر حسب شروط فيزيائية معينة يحدث في زمن (ز’) حسب ساعتنا حيث أن (ز’) يكون أقل من (ز).
وما يحدد نسبة التقليص في الزمن فيزيائيا حسب نظريتي (معامل لورنتز) هو الفرق في طاقة الفراغ , ما بين إطارنا والاطار الاخر الذي تحدث فيه الاحداث بالنسبة لنا.
فقد تكلمت النظرية النسبية لآينشتاين عن (تمدد الزمن ).. إلا أن نظريتي الجديدة تتكلم عن تمدد الزمن كما في نسبية أينشتاين وكذلك (تقلص الزمن) .
ومفهوم تقلص الزمن هو مفهوم جديد في الفيزياء الحديثة , وضعته نظريتي النسبية الجديدة وتم اثباته تجريبيا في مختبرات الفيزياء علي مستوي الجسيمات الذرية والنووية الصغيرة , من خلال ظاهرة النفق الكمي والتشابك الكمي .
في هذا المفهوم لو أن تفاعل كيميائي يحتاج إلي زمن 100 عام حسب زمننا حتي يتم , ونعرف نتيجة هذا التفاعل , فإنه لو وضعنا هذا التفاعل في فراغ تكون طاقتة سلبية , فإن هذا التفاعل يمكن أن يتم في هذا الفراغ السالب الطاقة في زمن يساوي أجزاء من الثانية حسب زمننا , ومن ثم نعرف نتيجة التفاعل.
فالمدة الزمنية التي مرت على هذا التفاعل في داخل الفراغ السالب الطاقة هي 100 عام حسب ساعة في داخل الفراغ .. إلا أن المائة عام حسب ساعة في زمننا يقابلها أجزاء من الثانية .. وذلك يعتمد علي سالبية طاقة الفراغ.
إن تطبيق هذه النظرية على مستوي الاجسام الكبيرة ليست مستحيلة بل هي ممكنة , وما يؤكد ذلك النتائج الحديثة المستقاة من حركة الاجرام في الفضاء الخارجي , فهناك أجرام قيست سرعتها بأسرع من الضوء !!!! وان تفسير ذلك يعتمد علي نظريتي وهو نفس التفسير الذي يفسر ما يحدث في العالم الصغير النووي والذري .. فإن كانت الاجرام الكبيرة تسير بسرعات تفوق سرعة الضوء فأنه يمكن تطبيق نفس النظرية علي حركة السيارت والقطارات والطائرات.
وإن تحول المادة إلى طاقة ، ثم عودة الطاقة إلى المادة ، هو أمر معلوم الآن بالكشوف العلمية الحديثة ، وهو وإن كان أمرا نظريا، فإنه مستحيل التنفيذ عمليا .
إذن : فإذا قلنا بتحول جسد الرسول صل الله عليه وسلم – وهو مادة – إلى ضوء – وهو طاقة – أو ما هو أعلى من الضوء ، حتى يخترق آفاق الكون وما بعد الكون في ساعات قليلة بحسابنا البشري ، فإننا بذلك نكون قد قدمنا اقتراحاً لتقريب مفهوم الحدث ، وإن كنا لا نجزم بما نقترحه . ولعل مما يدل على قصر مدة الرحلة بجانبيها – الإسراء والمعراج – هو ما رواه الرسول بعد عودته لأم هانيء – ابنة عمه – وما رواه لكل الناس بعد ذلك ، ومن هذه الرواية أنه صلى العشاء مع أصحابه ، ثم عاد وظهر وقت الفجر فصلى الفجر معهم !.
وهذا مدخل ندخل منه إلى موضوع ” المعراج ” ، وهو الصعود (أو آلة الصعود) من سطح الأرض إلى طبقات الجو العليا ، إلى حيث الاختراق والنفاذ من أقطار الأرض وغيرها من الكواكب والنجوم ، إلى حيث لا يعلم الإنسان حتى الآن .