الوكالات .. ما الوكالات ؟ وما أدراك ما الوكالات ؟؟؟ …
يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ …
فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا
د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
نابلس – فلسطين
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175) وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176) إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (177) وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178) مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179)}( القرآن المجيد – سورة آل عمران ) .
وجاء في صحيح البخاري – (ج 8 / ص 309) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :” الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ” .
تنقسم الوكالات إلى عدة أنواع فتشمل : الوكالات العامة والوكالات المتخصصة والوكالات الخاصة ( الحصرية ) . وهناك وكالات فردية ووكالات جماعية ووكالات شعبية . وهناك الوكالات الجاذبة ، والوكالات الطاردة . وهناك الوكالات الشفوية والوكالات المكتوبة .
وتتعدد الوكالات في العالم حسب طبيعة عملها إلى : الوكالات السياسية ، والوكالات الأمنية ، والوكالات الاقتصادية ( التجارية ) ، والوكالات الاجتماعية والوكالات الدينية ، والوكالات الإعلامية والوكالات القانونية وسواها . وكلها وكالات ممتازة إذا استعملت الاستعمال الأمثل ، لتوفير الحياة الفضلى للناس ، إلا أنها وكالات خطيرة جدا تقض مضاجع الشعب المعذب ، إذا ارتبطت بالغريب الأجنبي ، وأكثرها قذارة الوكالة الأمنية لما تسببه من سفك الدماء والتعذيب المبرمج لإذلال وإهانة الآخرين وخاصة قيادات وكوادر وعناصر المعارضة السياسية والمنافسة الاقتصادية والنعرات والصراعات القبلية سواء في المجتمعات المتحضرة كما تسمى نفسها أو الجماعات التقليدية البدائية . وهناك وكالات طيبة مستحبة ووكالات ملوثة سيئة السمعة والصيت .
والوكيل يمثل موكله في كل شيء ، وسياسة الوكالة والتوكيل تكون بنشاطات تقوم على الزيادة دون النقصان ، فالويل لأصحاب الوكالات المتعددة التي تتنافى مع الأخلاق العامة والقيم الإنسانية والمثل العليا . ويقوم صاحب الشأن السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي بتوكيل وكلاء رئيسين ووكلاء فرعيين ووكالات هامشيين . والوكيل على اختلاف الصور والأشكال إذا لم يمثل بوليصة الوكالة بصورة جيدة كما هو مطلوب منه حسب الاتفاق ، فإن الموكل سيلغي وكالته في اقرب فرصة معينة ، زمانيا ومكانيا . ولكنه ما زال يطبق سياسة موكليه فإنه أجل الوكالة سيطول .
وغني عن القول ، إن الموكل أو صاحب الشأن هو المستفيد الأول من منح الوكالة إلى غيره ، ولا ينال الوكيل إلا الفتات القليل ماليا ومعنويا . وترمز الوكالة بغض النظر عن طبيعتها ، إلى التبعية والإلحاق بالمصدر الأول ، وهو صاحب المركز القوي ، بدرجة أقوى من الوكلاء الرئيسيين أو الفرعيين .
وتعنى الوكالة قيام شخص أو جماعة ، صغيرة أو كبيرة بتمثيل مصالح الموكلين فرادى أو جماعات قبلية وعشائرية وأحزاب سياسية أو أنظمة سياسية ، ويطلب من الوكيل تمثيل مصالح الآخرين أحسن تمثيل . وحسب التجارب التاريخية ، فإن الموكل أسهل تعاملا من الوكيل الرئيسي أو الوكيل الفرعي . وكثيرا ما يشتط الوكيل ويمارس سياسة اللف والدوران
وخير الوكالات : الوكالات البرلمانية أو المحلية ، حيث يمثل الأشخاص المنتخبون الناخبين ، في المجالس النيابية أو الشعبية والهيئات البلدية وسواها .
والويل ثم الويل ثم الويل ، لمن يوكله الأجنبي لتمثيل مصالحه وبرامجه ، بمقابل مادي أو دون مقابل مالي بالإغراء بالتنصيب في مراكز صنع القرار وما يمثله من الحصول على الجاه والمسؤولية العامة المزعومة ، وهي في حقيقتها وكالات زائفة مقموعة تأتمر بأوامر أعداء الشعب والأمة ، فتلاحق الأفراد المعارضين ، والجماعات والأحزاب المنافسة . وفي حالة عدم تنفيذ الوكيل لسياسة أسياده وآمريه الوكلاء فإن مهمته تنهى قسرا أو طوعا بالهروب من الحق والحقيقة .
وحسب الطبيعة الفطرية ، فإن الإنسان لا يوكل أحدا إلا بمن يثق فيه ، وقليل من الوكلاء من يحيد عن الخط والبرنامج المرسوم له مسبقا . الوكالة عموما تقوم على مبدأ الثقة لا الشك والتشكيك بالطرف الآخر .
الوكالة السياسية .. اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا
يقول الله الحسيب الرقيب جل ثناؤه : { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15) قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (16) يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18)}( القرآن المجيد – الحجرات ) .
على العموم ، فإن الوكالات السياسية هي وكالات تصحيحه وتخريبية في الوقت عينه ، وتنتهي بإراقة الدماء ونادرا ما تكون وكالات بيضاء . والوكالات السياسية ، تنحو باتجاهين : المنحى الايجابي ، والمنحى السلبي ، حسب طبيعة ومصلحة وثقافة اصحاب الوكالة السياسية من الحركات والفصائل والأحزاب السياسية وجماعات الضغط والمصالح ، وكلما مثلت الجماعة السياسية ، فئة كبيرة من الناس من الرأي العام المحلي ، عبر صناديق الاقتراع ، كلما مالت لتحقيق المآرب الشعبية الجماعية . وتتمثل الوكالات السياسية في تمثيل الناس في البرلمان والنقابات المهنية والعمالية ، والجمعيات والنوادي الاجتماعية والثقافية والرياضية ، وتغليب مصلحة معينة على مصالح أخرى ، حسب توجهات الناخبين ، والبرامج السياسية المطروحة على الملأ ، ووجود نظام الحساب والمراقبة الشعبية الجريئة ، بعيدا عن الخوف والوجل والقمع السياسي . وكلما تعددت الوكالات السياسية ، بتوجهات ايديولوجية وفكرية وترسخ الايمان بالتعددية السياسية والشراكة السياسية والمشاركة السياسية بالاتجاهين من الأعلى للأسفل ، ومن القاعدة للقمة ، كلما انتشرت مبادئ العدل والعدالة الشاملة بين سائر أبناء الشعب والأمة والمجتمع الإنساني .
الوكالة الأمنية .. سياسة القبضة الحديدية .. قذارة وسفالة وحقارة
يقول الله الواحد القهار جل شأنه : { وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (109) وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110) وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (111) وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (112) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113) }( القرآن المجيد – سورة النساء ) .
وأما الوكالات الأمنية فهي علاقة مبرمجة بين جماعتين متماثلتين في السياسيات الأمنية القمعية التي تجعل حياة الناس ، في إقليم معين أو منطقة جغرافية محددة ، جحيما لا يطاق لقاء دراهم بخسة معدودة لحماية جماعة معينة أو نظام سياسي محدد ، وغالبا ما يقوم الموكل صاحب الشأن بالضغط على الوكلاء الرئيسيين والفرعيين في الميادين الأمنية ، على حد سواء ، لتحقيق الغايات والمآرب العفنة التي يريدها باقل الخسائر البشرية وبأبخس التكاليف المالية . ولا يهتم الموكل للسمعة السيئة التي يجنيها الوكيل نتيجة الافراط والتفريط في أداء فعاليات الوكالة الأمنية ..
فالوكالة الأمنية رائحتها نتنة وكريهة جدا ، لما تحويه من مستنقعات آسنة من القذارة والسفالة والانحطاط والانحلال الأخلاقي والفساد ، مهما حاول البعض تزينها وتجميلها . وفي أحايين كثيرة ، ترتبط الوكالات الأمنية بالوكالات السياسية ، فتكون تابعة لها تبعية مطلقة ، ولكنهما تسيران في خطين متقابلين يسران جنبا إلى جنب ، وهدفهما واحد وهو التسلط والهيمنة ، بعيدا الأخلاق والمثل العليا .
والوكالة الأمنية في العالم في الوقت المعاصر ، وكالة سافلة سفلية ذميمة مكروهة ، حقيرة تمارس الحقارة والابتزاز ، مهما حاولت تجميل نفسها وصورتها البشعة بشتى الوسائل المستندة إلى سياسة الترغيب والترهيب ، لأنها تقوم على قواعد اجبارية قمعية ، تسير بعكس إرضاء رضى الشعب ، تحد من حرية الآخرين ، وتعتدي على حرية الرأي والتعبير ، وتتكبر وتتعالى على الناس بلا وجه حق ، وتمارس العربدة والتخريب والملاحقة والمطاردة لجمهور الشعب ، متذرعة بمبررات وذرائع واهية شتى ، بدعاوى تحقيق الأمن والأمان والاستقرار المزعوم في البلاد . فهي تزرع الحقد والبغضاء والكراهية وتبث الفرقة والتفريق في نفوس الناس وتشكيكهم ببعضهم البعض ، وتحاول ترويضهم بالحديد والنار ، ليل نهار . وتمارس الوكالة الأمنية شتى الحيل والمكائد والمؤامرات والخبث والخبائث ، وتبطن ما لا تعلن ، ونهاية الهبوط والسقوط في وحل المستنقعات الآسنة ولو بعد حين .
الوكالة الاقتصادية .. فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ
يقول الله الغني الحميد سبحانه وتعالى : { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (13) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15) فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16) إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)}( القرآن المجيد – التغابن ) .
وأما الوكالات الاقتصادية ( التجارية ) ، فهي وكالات منتشرة في العالم بصورة كبيرة جدا ، فكل مجموعة اقتصادية أو شركة عابرة للقارات أو شركة إقليمية أو محلية ، لها ماركة تجارية مسجلة باسمها ، والوكلاء التي تنتدبهم لتنفيذ سياساتها المالية لجني أضخم مبلغ مالي بأقل التكاليف الثابتة والتشغيلية الممكنة ما استطاعت إلى ذلك سبيلا . والشركة الأم ، هي الأكثر استفادة ، شهرة وجنيا للأرباح اليومية والاسبوعية والشهرية والسنوية .
والأصل في فعاليات أجنحة الاقتصاد المختلفة في البلاد ، تسهيل الحياة المعيشية للناس ، من الغذاء والماء والكساء والإيواء والدواء والكهرباء وغيرها ، من سبل العيش الكريم للناس أجمعين . ولكن ما هو كائن يختلف عما يجب أن يكون عليه الوضع الاقتصادي ، ولا هدف للكثير من الوكالات التجارية الا تحقيق الجشع والطمع بغض النظر عن أخلاقية هذه المهنة أو الصناعة أو المنتج الذي سيوزع على جمهور المستهلكين في بقعة أو عدة بقاع من العالم ، دون الالتفات في كثير من الأحيان للأديان والعادات والتقاليد المنتشرة هنا وهناك .
وبالنسبة الى الوكالات الاجتماعية ، فهي وكالات تقوم في الأساس على علاقات الدم والقرابة الاجتماعية ، كأن توكل قبيلة أو عائلة أو عشيرة لأحد أبنائها لتمثيلها أمام العائلات والجماعات الأخرى لتحقيق مصالح ومنافع تصبو لتنفيذها في مناسبة معينة أو مناسبات متعددة ، بصورة طارئة أو عادية .
الوكالة .. الإسلامية الحقيقية .. والدينية المزيفة
يقول الله العلي العظيم تبارك وتعالى : { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (38) قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (39) مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (40) إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (41) اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42)}( القرآن المجيد – الزمر ) .
وفيما يتعلق بالوكالات الدينية ، فهناك وكالات ربانية حقيقية قائمة على الرسالة الإسلامية في الأصول والمنابت . ووكالات دينية أرضية أو سماوية ربانية مزعومة ، ووكالات دينية منتهية الصلاحية ، وهي متناقضة فيما بينها ، تناقض بعضها بعضا ، حسب الطوائف الدينية ذات الأديان المتناحرة أو المذاهب المتحاربة فيما بينها ، وكل يدعي أنه الأحق بالوكالة الربانية الصحيحة ، وهذه المزاعم والإدعاءات الدينية تكثر في المناطق التي تكثر بها التعددية الطائفية واللغوية والإثنية والعنصرية . وتعتبر بعض الجماعات أنها جماعة ربانية مختارة ، لتهيمن وتبسط سيطرتها الدينية على الطوائف الأخرى دون وجه حق .
والرسالة الإسلامية ، هي القائمة على الوكالة الإلهية الصحيحة ، بين العبد وربه ، بين المؤمنين وربهم وخالقهم ، حيث يتوكل المؤمنون على الله الحي القيوم بعد الأخذ بالأسباب والمعطيات والعوامل لاجتياز الامتحانات الدنيوية والعبور باتجاه الحياة الآخرة ، لأنها خير وأبقى .
الوكالة الإعلامية .. وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ
يقول الله السميع البصير تبارك وتعالى : { مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83) فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا (84)}( القرآن المجيد – سورة النساء ) .
ومن نافلة القول ، إن الوكالات الإعلامية ، منتشرة في العالم بصورة كثيفة جدا ، ولها تأثير سريع فعال متزايد يوما بعد يوم ، على جمهور المتلقين للرسائل الاعلامية : المرئية والمسموعة والمطبوعة والانترنت . وهذه الوكالات متعددة الألوان والمشارب ، تهدف لنشر أنباء وتقارير وصور وخرائط وسواها لتوجيه الرأي العام ، وتجري عملية غسيل دماغ بصورة منتظمة ودائبة الحركة . وهذا النوع من الوكالات هو الأشد خطرا وتأثير على الإنسان في العالم ، فقد تقلب وكالات الأنباء جميعها أو جزءا منها الحقائق ، لتنفيذ سياسة إعلامية مبرمجة من صناع القرار السياسي في الأنظمة السياسية الدكتاتورية والديموقراطية على حد سواء ، ولكل وجهة هو موليها ، شرقا أو غربا ، شمالا أو جنوبا ، وفي جميع الاتجاهات والمجالات والميادين السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية والرياضية والحضارية العامة .
الوكالة القانونية .. وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا
يقول الله ذو الجلال والإكرام جل في علاه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282) }( القرآن المجيد – سورة البقرة ) .
وبشأن الوكالات القانونية ، فقد تكون وكالات حقيقية أو مزيفة جزئيا أو كليا . والغاية منها ابتزاز الآخرين بطريقة أو بأخرى ، وتحصيل منافع بطريقة تأخذ صفة الشرعية ولكنها تتغطى بثياب القانوني ، ولكنها تنسفها نسفا داخليا وخارجيا . ويمكن القول ، إن الوكالات القانونية الصحيحة هي الأكثر خدمة للإنسان في شتى بقاع العالم ، فهي وكالات تنظم الحياة القانونية للأفراد والجماعات في الوطن الواحد أو الدولة الواحدة أو البقعة الجغرافية الواحدة ، للحفاظ على حقوق الناس من الضياع والعبث ، فهي تحمي المرء من مافيات وعصابات الإجرام والفساد والإفساد في العالم .
كلمة أخيرة .. الوكالة الحقة .. وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آَذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ
يقول الله الغني الحميد عز وجل : { أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (9) قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (10) قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11) وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آَذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (12) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (14) وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (15) مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ (17) مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (18) }( القرآن المجيد – إبراهيم ) .
وورد في صحيح مسلم – (ج 12 / ص 426) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :” لَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ ” .
وإسلاميا ، لا بد من حسن التوكل على الله فهو نعم المولى ونعم النصير ونعم الوكيل . فمنه كانت البداية وإليه ستعود النهاية . والله نسال حسن الخاتمة في الحياة الدنيا الفانية للمرور لدار البقاء الخالدة . ومن الضروري الابتعاد عن الوكالات الظالمة الفاجرة على اختلاف اسمائها ومسمياتها السرية الباطنة والعلنية الظاهرة لتجنب إلحاق الأذى والضرر بالسواد الأعظم من الناس .
آملين وجود وكالات طيبة متعددة الصور والأشكال والأنواع ، والمنطلقات والبرامج الشاملة ، لخدمة الشعب والأمة والإنسانية جمعاء ، لتحقيق العدل والعدالة والمساواة بين الجميع ، ليأخذ كل ذي حق حقه ، ويؤدي واجبة المناط به في هذه الحياة الدنيا ، لسعادة الإنسان وسعادة الآخرين على الوجه الأكمل المطلوب .