ما هو النظام الاشتراكي
عندما تذكر الإشتراكية والنظام الإشتراكي أمامي ، على الفور يتبادر إلى ذهني المناضل العالمي الشهير ( أرنستو تشي جيفارا ) , وكل المباديء السامية التي حملها على عاتقه ، وناضل ومات من أجلها ، تاركاً وراء ظهره الحياة برغدها ، والتي كانت مهيأة له بطولها وعرضها ، ولكنه آثر إلا النضال من أجل حرية الشعوب البائسة وتحررهم من أطماع الساسة الذين لطالما نهبوا البلاد وخيراتها ، واستعبدوا شعوبها .
ولمعرفة المزيد عن هذا النظام ومبادئه أتطرق أولاً إلى تعريف النظام الإشتراكي : وهو نظام تنتهجه وتتبنى مبادئه الدولة للتنمية الشاملة ، ويقوم على أساس مراقبة الدولة للنشاط الإقتصادي والتدخل فيه ، للحدّ من الإستغلال الرأسمالي لمقدرات البلاد ، التي تعمل على توفيرها للعامة ، وتركّز الثروة في أيدي عدد محدود من الأفراد ، وتوفير فرص العمل للمواطنين .
ازداد تأثير الفكر الشيوعي مع ازدياد حدة الأزمةِ الإقتصاديةِ العظمى ، والتي شهدتها المجتمعات الرأسمالية ( والتي تحتكر موارد البلاد في أيدي فئة أو طبقة محدودة دون العامة من الشعب ) ، خلال الفترة من 1929 - 1933 م ، حيث عانت تلك المجتمعات من ازدياد عدد البطالة والركود والفقر الشديدين .
و تتمحور أو تبنى فكرة النظام الإشتراكي ، على ضرورة الملكيّةِ العامة لوسائل الإنتاج , وتدخل الدولة لتحقيق هدفين رئيسيين ، هما :
1. كفاية الإنتاج .
2. عدالة التوزيع .
و يمتازالنظام الإشتراكي بثلاث سمات رئيسية ، و هي :
أولاً : الملكيةِ العامة ( الشعب بكافة طبقاته ) لوسائل الإنتاج :حيث يؤمن الفكر الإشتراكي أنّ التملك الفردي - كتركز الثروة في أيدي الفئة الحاكمة - هي الوسيلة التي يتم من خلالها إستعباد العامةِ و إستغلالهم مقابل عوائد زهيدة ، لا تكفي قوت يومهم ، ومن هنا ينصّ النظام الإشتراكي على عدم السماح للأفراد بتملك وسائل الإنتاج ، وأن تكون تلك الوسائل ( ملكيّة عامة ) للمجتمع كافةً ، وليست حكراً على أفراد معينين ك ( الطبقة الحاكمة ) .
ثانياً :التخطيط :ويقوم هذا النظام على وجود ( جهاز مركزي للتخطيط ) ، حيث يقوم بوضع الخطط وتحديد الأهداف التي تهدف إلى الرقي بالمجتمع وتحقيق الإكتفاء للشعب ، بتوفير العمل والسلع للجميع ، وتلتزم جميع المنشآت على العمل على تحقيقها خلال فترة زمنيّةٍ محددة مدروسة بدقة ، وذلك للتوفيق بين الموارد والإحتياجات ، وتحقيق الأهداف المنشودة للرقي والتنمية والقضاء على الفقر والبطالة قدر الإمكان .
ثالثاً : توفبر ما يلزم لإشباع الحاجات الإجتماعيّة :يقوم النظام الشيوعي بدراسةٍ شاملة وعامة لحاجات المجتمع من السلع والخدمات المختلفة ، والموارد المتاحة لتوفير تلك السلع و الخدمات ، وكميّة و الإستثمارات التي يمكن القيام بهاو كيفية تطبيقها على أكمل وجه ، لتأمين إحتياجات المجتمع من السلع والخدمات , وتوفيرها قدر الإمكان .
وكما أن هنالك ميزات للنظام ، بكل تأكيد لا يخلو أي أمر أو نظام موضوع من العيوب ، بالنسبة للعيوب التي تهدد إستمرارية النظام الإشتراكي فهي :
1. هشاشة الحوافز الفرديّة وضعفها.
2. القوانين الصارمة و المركزيّة المتشدِّدة .
3. البيروقراطيّة والتعقيدات الإداريّة .
أمّا العقبة الرئيسيّة و المشكلة الأساسيّة في تطبيق النظام الإشتراكي ومبادئه ، ترجع إلى إهمال العوامل ( الديالكتيكيّة ) في توضيح و تفسير طريقة الإنتاج الإشتراكي ، أو التطبيق غير الواعي للأسباب أو غيرالمدروس بدقة عالية ، وخاصّة في مرحلة النمو و التطور التاريخي لقوى الإنتاج .
وبما أنّ الرأسماليّة تقف عائقاً وتشكل عقبة أمام نمو القوى الإنتاجيّة ، فقد تطورت ( الإشتراكيّة العلميّة ) من هذه المتناقضات للرأسماليّة ، والتغلب عليها لا يتم إلاّ بإلغائها ، وأن تحل بدل علاقات الإنتاج الرأسمالي ، علاقات الإنتاج الإشتراكي .
ومن هنا يتضح لنا أن الجوهر الأساسي للإشتراكيّة ( إقتصادي بحت ) ، ويتعلق بالملكيّة ووسائل الإنتاج ، وسوء توزيعها واحتكارها من قبل الرأسماليين ، واتخاذ قرارات إستخدام هذه الوسائل ، وكيفية توزيع الناتج القومي المحقق من هذا الإستعمال بشكل عادل .
وبرغم المزايا العادلة التي أُسس عليها النظام الإشتراكي ، إلاّ أن التطبيق العملي العلمي لهذا النظام قد أظهر العيوب ، التي كانت تمس جوهر النظام وعمقه وأساسه ، مما أدى إلى فشلل تطبيقه و إنهيار عدد من الدول الإشتراكيّة ( كالإتحاد السوفييتي ) ، وانكماشها ، وتأثر عدد كبير بالنظريات الأخرى ، ( كالرأسماليّة العصريّة ) .
وأخيراً ، بالرغم من العيوب التي أدت إلى إنكماش الدول الإشتراكيّةِ وانهيار بعضها ، إلا أن المبادئ السّامية التي أُسس عليها هذا النظام ، والذي سأطلق عليه (( نظام لنصرة الكادحين الفقراء في الأرض )) ، تجعلني أُمجد تلك الأهداف ، وأحترم كل من يسعى لتطبيقها ، والعمل على دراسة عيوبها للوصول إلى نتائج إيجابيّة في معالجة تلك العيوب ، للحدّ من تقدم الرأسماليّة التي غزت العالم ، ليزداد الأفراد والدول الغنية ثراءً، على حساب دولٍ وشعوب يطرق الموت أبوابها لشدة الجوع والفقر .
المراجع :
- المستشار القانوني الإلكتروني .