لو سقط النظام السوري

لو سقط النظام السوري



نبيه البرجي

29 تموز 2017


«لكأنك تدخل، وانت حافي القدمين، من الباب الخلفي، الى... الف ليلة وليلة»!
ولندع اندريه ميكل يضيف، خائباً من احوالنا، «لكنك سوف تفاجأ بأن شهرزاد لم تعد سوى عجوز شمطاء ويرقص حولها العرب... عراة»!
غريب ان يعود هذا النص الى اربعة عقود مضت، وهو يصلح لاربعة قرون آتية، كما لو ان القائل ليس من يتعاطف مع العرب. حقاً ظنناه، للوهلة الاولى، لبرنارد لويس الذي تساءل، لشدة ازدرائه لنا، ما اذا كنا سقطنا من اظافر حواء لا من مكان آخر....
الآن، وقد آلت «المسألة الشرقية  1- الى الافول، وتبعثرت، قبلياً، بقايا السلطنة العثمانية، ظهرت بقوة «المسألة الشرقية  .2- نحن بقايا من في هذه اللحظة؟ وهل حقاً اننا حين دقينا على باب يعرب بن قحطان قال لنا... اذهبوا الى الجحيم!
اي خريطة الآن للقارة العربية التي لم تنشأ فيها دولة عربية واحدة لامست الزمن التكنولوجي، او ادركت ما هو المفهوم الفلسفي للديمقراطية، ودون ان تسقط في جاذبية التوتالتياريات او التيوقراطيات او الديكتاتوريات؟
كل ما في الامر اننا نعبث او نطحن عظام بعضنا البعض. من الطبيعي، وهذه هي احوالنا، ان نرى التركي، او الايراني، او الاسرائيلي (اين امبراطور الحبشة، وسليل يهوذا؟) على ظهورنا وفي عقر دارنا؟
منذ الجاهلية وحتى الآن لم نتخلّ عن منطق (ومهنة) حمالة الحطب. كلنا نضرم النيران. الآن النيران المذهبية فقط لتبقى تلك الانظمة التي لا قضية لها الا البقاء على ظهور الابل، او على ابواب الف ليلة وليلة حيث لم تعد شهرزاد اكثر من عجوز شمطاء...
لاحظنا اي ردة فعل على معركة الجرود. كما لو ان هذه ليست ارضنا ويفترض تحريرها، وكما لو ان ابطالنا (الضباط والجنود فضلاً عن ضحايا التفجيرات الهمجية) لا يدقون على صدورنا وهم يصرخون.... اين انتم؟
قلنا اكثر من مرة اننا لا ندافع عن النظام السوري، وحيث ولاة عنجر تعاملوا مع اللبنانيين كما السبايا او كما القهرمانات، وان كنا لا ننسى البتة، ليس فقط من قبيل حفظ الجميل، مؤازرة النظام لنا في اجتثاث الاحتلال الاسرائيلي...
ولكن، من باب السذاجة فقط، نتساءل عن مصير سوريا لو سقط النظام تحت الضربات العسكرية، وبيد تلك الظواهر البربرية التي تم استجلابها، بأموال عربية، من اصقاع الدنيا (وما تحت الدنيا)؟
لن نضطر للعودة الى ما قاله فلاديمير بوتين لباراك اوباما، ثم لدونالد ترامب. كان حدث ما هو اشد هولاً مما حدث في العراق الذي انتج ابا مصعب الزرقاوي قبل ان يخلفه في المهمة ابا بكر البغدادي...
لن تسقط سوريا في يد العرب، وهم اوهى من خيوط العنكبوت، وتحميهم الاساطيل حتى من قباقيب محظياتهم بل كانت بين ان تسقط في القبضة العثمانية كامتداد لاربعة قرون غابرة او ان تسقط، وفي ظل تلك الغرنيكا الطائفية، والمذهبية، والاتنية، والمناطقية، في قبضة... جهنم!
في اعماقهم، يدرك نجوم لبنانيون (وجلهم نجوم الفضائح)، ان هذا هو الواقع، ولكن ماذا يفعلون حين يكونون رهائن للكراهيات، وللاستراتيجيات (القبلية والمذهبية) اياها؟
ماذا عن ايران؟ سوريا، بأهلها وبتاريخها، عصية عن ان تكون ضاحية ايرانية، كذلك اي ارض عربية اخرى. ولكن اذا طوينا المذهبية، كوباء قاتل، ماذا يبقى في يد الانظمة سوى الهباء. انهم كرادلة الهباء...!