[size=32]القباب
25- قبة الصخرة- قلب المسجد الأقصى المبارك[/size]
قبة عظيمة في قلب المسجد الأقصى المبارك, تعتبر المعلم المميز للمسجد المبارك ولمدينة القدس عموما، وتعد من أجمل ما بنى من التحف المعمارية في العالم قاطبة.
أمر بإنشائها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، بين عامي 66-86هـ / 685-705م، لإظهار عظمة الدولة الإسلامية الوليدة في ذلك الوقت، وأوكل العمل إلى المهندسين: رجاء بن حيوة البيساني، ويزيد بن سلام المقدسي، فأقاماها على أسس هندسية دقيقة ومتناسقة، على شكل مبنى مثمن الشكل، له أربعة أبواب تفتح على الجهات الأربعة، وتعلوه قبة مطلية بألواح الذهب، ارتفاعها 35م، يعلوها هلال بارتفاع 5م. ويعتقد بعض الباحثين أن بناتها خططوا لجعلها قبة للمسجد الأقصى المبارك كاملا.
وفي داخل مبنى قبة الصخرة، توجد تثمينة أخرى تقوم على دعامات وأعمدة أسطوانية، في داخلها دائرة تتوسطها الصخرة المشرفة التي تمثل أعلى جزء في هضبة بيت المقدس - هضبة موريا – التي يقوم عليها المسجد الأقصى المبارك، أرض المحشر والمنشر, كما ورد في الأثر. ويرجح أن تكون هذه الصخرة الموضع الذي عرج منه الرسول (صل الله عليه وسلم) إلى السماوات السبع. وهي صخرة طبيعية غير منتظمة الشكل، تتراوح أبعادها بين 13 و18 متراً، وارتفاعها حوالي المترين، وتوجد مغارة أسفل جزء منها تعلوها فتحة. ويحذر من تعظيمها، حيث لم يرد بذلك شرع، فلا يجوز تقبيلها أو التمسح أو التبرك بها.
أما المساحة المسقوفة المحيطة بالصخرة المشرفة، فهي مصلى مخصص حاليا لصلاة النساء في المسجد الأقصى المبارك (خاصة في صلوات الجمعة والأعياد والتراويح). ويمتد هذا المصلى ليشمل صحن الصخرة المكشوف خارج مبنى القبة بمساحة إجمالية تقرب من ثلاثة دونمات (الدونم = ألف متر مربع).
أثناء الاحتلال الصليبي للقدس والمسجد الأقصى، جرى تحويل قبة الصخرة إلى كنيسة عرفت باسم (كنيسة أقدس المقدسات) أو (معبد الرب Temple Domini)، كما أنشئ مذبح فوق الصخرة، ورفع الصليب فوق القبة، إلى أن تحررت القدس على يد صلاح الدين (رضي الله عنه) عام 583هـ - 1187م, وأمر بإعادة تذهيب القبة من الداخل.
وإذ يولي الصهاينة أهمية خاصة للصخرة المشرفة في المعبد المزعوم الذي يسعون لإقامته على حساب المسجد الأقصى المبارك، فقد تعددت اعتداءاتهم عليها، حيث تعرضت لقصف بطائراتهم خلال عدوان عام 1948م، كما اقتحموا الأقصى المبارك بأسلحتهم ودنسوا الصخرة المشرفة برفع علمهم فوقها لبعض الوقت لدى احتلال الأقصى عام 1967م.
وخلال الثمانينيات من القرن العشرين، جرت محاولات عدة لنسفها بالمتفجرات شديدة التدمير على متطرفين يهود، واقتحمها جندي يهودي، يدعي هاري جولدمان، في عام 1982م، وأطلق النار على المصلين بشكل عشوائي مما تسبب في استشهاد اثنين وإصابة أربعة من المصلين. كما تحتل شرطة الاحتلال خلوتين للعبادة تقعان شمالي صحن الصخرة بعد أن حولتهما إلى مركز لها في قلب المسجد الأقصى المبارك.
إضافة لذلك، تتواصل الحفريات والأنفاق الصهيونية حول الأقصى وتحته، وصل بعضها إلى ما تحت قبة الصخرة (الواقعة في قلب المسجد الأقصى المبارك)، بل يعتقد أنهم أقاموا فيها كنسا يهودية. ومع تعدد هذه الاعتداءات، ورغم أنها لم تنجح في التأثير على أساسات قبة الصخرة، بفضل إقامتها على أرضية مستوية في أعلى هضبة موريا التي يقوم عليها المسجد الأقصى، إلا أن الرخام الذي يحيط بالقبة من الداخل، وزخارفها الفسيفسائية من الداخل والخارج تعاني من التشقق والتآكل والتساقط. وهذا الوضع مهدد بالتفاقم بسبب الحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال الصهيونية على المسجد الأقصى المبارك ومنعها المسلمين من القيام بأية أعمال ترميم لأي من أجزائه، بما في ذلك قبة الصخرة المشرفة.
26-قبة السلسلة
إحدى قباب المسجد الأقصى المبارك، تقع علـى بعد ثلاثـة أمتـار من الباب الشرقي لقبّـة الصخرة المشرفة، في قلب المسجد الأقصى. أمر ببنائها الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان، واختلف في الحكمة من بنائها، ويرجح أنها بنيت كنموذج طورت على أساسه قبة الصخرة وكان ذلك بين عامي 65 – 68هـ / 685 - 688م، أي قبل بناء قبة الصخرة.
وكان الخليفة سليمان بن عبدالملك يجلس فيها وينظر في أمور الرعية. كما استخدمت فيما بعد مقرا للعلم والعلماء للتدريس والسماع, واستخدمت أيضاً للصّلاة والتعبّد. وفي عهد الاحتلال الصليبي للقدس، حولت إلى كنيسة عرفت بكنيسة (القديس جيمس). أما اسمها الحالي, فيقال إنها أخذته من سلسلة حديدية كانت تتدلى في وسطها, لكنه أمر لا دليل عليه.
والقبة عبارة عن مبنى صغير الحجم جميل الشكل والزينة, جدرانه مفتوحة، له أحد عشر ضلعا ومحراب واحد في جنوبه جهة القبلة، وتستند هذه الأضلاع إلى أحد عشر عموداً رخاميّاً، وفي وسطها ستة أعمدة أخرى تحمل رقبة مغلقة سـداسيّة، تعلوها القبة.
27- قبة المعراج
إحدى قباب المسجد الأقصى المبارك الواقعة فوق صحن الصخرة، إلى الشمال الغربي من قبة الصخرة بناها الأمير الاسفسهلار عز الدين، متولي القدس الشريف عام 597هـ-1201م، أي في العهد الأيوبي، مكان قبة أقدم أقيمت تخليدا لمعراج الرسول (صل الله عليه وسلم). وتم تجديدها في العهد العثماني.
والقبة عبارة عن مبنى صغير ثماني الأضلاع، جدرانه مغلقة بألواح من الرخام الأبيض، وله محراب واحد جهة الجنوب، وباب جهة الشمال، ويقوم على ثلاثين عمودا، وتعلوه قبة مغطاة بصفائح من الرصاص. وتتميز هذه القبة بوجود قبة أخرى صغيرة فوقها، بما يشبه التاج فوق رأسها.
وهي اليوم تستخدم من قبل لجنة الإعمار في المسجد الأقصى المبارك.
28 -قبة موسى
تقع هذه القبة فوق مصطبة موسى، وسط الساحات الغربية للمسجد الأقصى المبارك، بين باب السلسلة غربا، و القبة النحوية شرقا.
بناها الملك الصالح نجم الدين أيوب عام 647هـ-1249م، ليتعبد فيها الزهاد، وعرفت باسم أحد الشيوخ الذين كانوا يؤمونها، كما قيل إنها سميت بذلك تيمّناً بنبي الله موسى (عليه الصلاة والسّلام)، وهذا ما يوافق الهدي القرآني والإيمان بتكريم وتعظيم جميع الأنبياء. كما سميت سابقا قبة الشجرة، نسبة إلى شجرة نخل ضخمة كانت بجوارها. وأيضا سميت بالقبة الواسعة.
وهي عبارة عن غرفة كبيرة مربعة طولها ستّة أمتار، وعرضها ستّة أمتار، فيها ستّة شبابيك، تعلوها قبة، ولها محراب ناتئ للخارج، ومدخل شمالي, والمصطبة التي تحيط بها لها محراب آخر من جدار مرتفع.
تستخدم القبة اليوم دارا لتحفيظ القران الكريم، حيث تمّ فتح أوّل دار للقرآن الكريم في فلسطين فيها، وما زالت تخرج الأفواج من الطلبة الذين يتعلّمون أحكام التجويد فيها
29- القبة النحوية
إحدى قباب المسجد الأقصى المبارك، تقع في الطرف الجنوبي الغربي لصحن الصخرة، مقابل باب السلسلة أنشأها الملك شرف الدين أبو المنصور عيسى الأيوبي عام 604هـ - 1207م، على يد الأمير حسام الدين أبي معد قمباز، لتكون مدرسة متخصصة لتعليم العلوم اللغوية من صرف ونحو داخل المسجد الأقصى المبارك, فعرفت بالقبة النحوية، والمدرسة النحوية. أوقف لها الملك عيسى أوقافا كثيرة لتصرف عليها، حيث كان من ابرز من حرصوا على إعمار هذا المسجد الشريف، كما كان محبا للقرآن الكريم ولغته.
تتكون القبة من ثلاث غرف متصلة، تقوم قبتها الكبرى فوق الغرفة الغربية، بينما توجد قبة أخرى أقل ارتفاعا فوق الغرفة الشرقية، ولها مدخل رّئيسي يقع في واجهتها الشّمالية.
تحولت القبة النحوية إلى مكتبة في عهد الاحتلال البريطاني، وتستعمل اليوم كمقر لمحكمة الاستئناف الشرعية (جزء من المحكمة الشرعية في القدس، والتي تتبع للأردن)، واسمها الدقيق الآن: مكتب القائم بأعمال قاضي القضاة، ومن تحتها أرشيف المحكمة.
ولعل هذا الاستعمال هو ما حماها من أخطار الاحتلال، حيث إنها تشرف بشكل واضح على حائط البراق من داخل الأقصى المبارك، كما تشرف على بابي المغاربة والسلسلة. ولذلك تعتبر نقطةً ساخنةً عند وقوع اعتداءات صهيونية على المسجد الأقصى المبارك، كما حدث في انتفاضة الأقصى الأخيرة، وتحديدا في 30/6/2000م، حيث اقتحم الصهاينة الأقصى من باب السلسلة وسيطروا على القبة النحوية، ومن ثم سيطروا على الجهة الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى المبارك، وقتلوا شهيدا عند باب المغاربة من بين 5 مصلين استشهدوا برصاص الاحتلال في ذلك اليوم، فضلا عن إصابة العشرات.
30- قبة سليمان
إحدى قباب المسجد الأقصى المبارك، تقع إلى الجنوب الغربي من باب فيصل، وسط الساحات الشمالية للمسجد الأقصى المبارك. وتنسب إلى الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك, حيث يذكر بعض المؤرخين أنها من بناء الأمويين. ولكن يعتقد أن بناءها الحالي تم في العهد الأيوبي، وتحديدا عام 600هـ - 1203م، خاصة وأنها تكاد تطابق قبة المعراج الأيوبية العهد. وقد جرى ترميمها في العهد العثماني.
ويشير الباحثون إلى أنّ الأسماء التي أطلقت على بعض القباب في المسجد الأقصى المبارك جاءت تيمّناً بالأنبياء الذين صلّوا خلف الرّسول الكريم (صل الله عليه وسلّم)، في رحلة الإسراء والمعراج، فهناك قبّة موسى وقبّة النبي، وقبة سليمان، وإن لم يكن لهؤلاء الأنبياء علاقة بهذه المباني من قريب أو بعيد.
والقبة عبارة عن بناء مثمن يعتقد أنّه أنشئ للحفاظ على جزء واضح وظاهر من صخرة بيت المقدس يقع بداخله، وفوقها قبة، محمولة على أربعة وعشرين عموداً رخاميّاً، ولها محراب في جنوبها، وباب مفتوح في واجهتها الشماليّة.
استخدمت هذه القبّة كمكان للعبادة، والتأمّل، والخلوة، ثم لحفظ أوراق وسجلاّت المحكمة الشّرعيّة وسجلاّت المسجد الأقصى المبارك، ثمّ قامت دائرة الأوقاف ولجنة الإعمار بترميمها، واستخدمت مقرّاً لقسم الواعظات، وكان بها درابزين يحيط بالصخرة ويقطع القبّة، ولكنه أزيل منها حديثاً، والمبنى الآن بحاجة لترميم.
31- قبة النبي صل الله عليه وسلم
إحدى قباب المسجد الأقصى المبارك، تقع فوق صحن الصخرة إلى الشمال الغربي من قبة الصخرة بينها وبين قبة المعراج يعتقد أنها بنيت في المكان الذي صلى فيه النبي محمد (صل الله عليه وسلم) إماما بالأنبياء والملائكة ليلة الإسراء، حيث إن هناك بعض النصوص التي تشير إلى أنّ المعراج كان على يمين الصخرة، ويقول الباحثون إن هذا سبب تعدد القباب على يمين الصخرة.
يعود بناء هذه القبة، التي تسمى أيضا (قبة النبي)، إلى العهد العثماني، حيث بنيت على مرحلتين: إحداهما في عهد السلطان سليمان القانوني عام 945هـ - 1538م، حيث أقيم المحراب الذي يوجد الآن بداخلها، على ارتفاع 70سم. أما المرحلة الثانية، فكانت في عهد السلطان عبدالمجيد الثاني عام 1261هـ - 1845م حيث أنشئت القبة فوق المحراب.
تقوم القبة على ثمانية أعمدة رخامية، تعلوها ثمانية عقود مدببة، وهي مفتوحة الجوانب، ويوجد بلاط أحمر في أرضية القبة يحيط به المحراب، ومن المرجح أنه يعود إلى العهد الأموي.
32- قبة الأرواح
تقع على صحن الصخرة التي تتوسط المسجد الأقصى المبارك، وتحديدا شرقي البائكة الشمالية الغربية أمام خلوة شمالية اتخذت مكتبا لحرس الأقصى، وتبعد عنها حوالي عشرة أمتار. تعود إلى القرن العاشر الهجري – السادس عشر الميلادي, أي أن بناءها عثماني.
اختلف في سبب تسميتها، فقيل لعلها سميت بذلك استئناسا بالأحاديث التي وردت في فضـل صخرة بيت المقدس وأنّها أرض المحشر والمنشر وأنّ أرواح العباد تحشر علـيها، وقيل لعلها سميت بذلك لقربها النسبي من المغارة المعروفة باسم مغارة الأرواح، والتي ينزل إليها بدرجات من داخل قبة الخليلي المجاورة، وكل هذا لا دليل عليه.
القبة مفتوحة الجوانب، مكونة من ثمانية أعمدة رخامية تقوم عليها ثمانية عقود مدببة، وفوقها قبة واسعة، وعند قواعد أعمدتها درابزين حجري واحد يلفها، وينتهي على شكل محراب فـي اتّجاه القبلة
33- قبة الخضر
تقع هذه القبة فوق صحن قبّة الصخرة التي تتوسط المسجد الأقصى المبارك، جنوبي البائكة الشماليّة الغربية، وملاصقة لسُلَّمها. أنشئت في القرن العاشر الهجري – السادس عشر الميلادي, أي في العهد العثماني، فوق مكان قيل إن الخضر (عليه السلام) كان يؤمه ويصلى فيه, حيث يوجد تحتها مبنى عثماني واسع استخدم زاوية للذكر والدعاء والعلم والاعتكاف عرفت بزاوية/ مقام الخضر لنفس السبب, والأمران لا دليل عليهما.
وهي قبة صغيرة الحجم، محكمة البناء، لطيفة المنظر، مرفوعة على ستة أعمدة رخامية جميلة، فوقها ستة عقود حجرية مدببة، وبداخلها بلاطة حمراء على شكل محراب باتجاه القبلة
34- قبة يوسف أغا
تقع داخل المسجد الأقصى المبارك إلى الغرب من الجامع القبلي، قبالة المتحف الإسلامي (جامع المغاربة ). دعيت باسم منشئها الوالي العثماني يوسف أغا، وكان ذلك عام 1092هـ - 1681م, وهو الذي أنشأ أيضا قبة يوسف في صحن الصخرة.
وهي عبارة عن غرفة مربعة تعلوها قبة. وتستخدم اليوم مكتبا لبيع تذاكر دخول المتحف الإسلامي لزوار المسجد الأقصى من غير المسلمين، (فالمسلمون يدخلون بلا تذاكر)، وتستعمل كذلك كمكتب للاستعلامات.
35- قبة يوسف
تقع هذه القبة جنوبي صحن الصخرة الواقعة في قلب المسجد الأقصى المبارك، بين منبر برهان الدين و القبة النحوية ، بناها الوالي العثماني يوسف أغا، عام 1092هـ - 1681م.
شاع بالخطـأ أنّهـا سميت بقبّة يوسف تيمنا بنبي الله يوسف (عليه الصلاة والسلام)، وهذا محتمل، إلاّ أنّ وجود النقش الأيوبي الذي وضعه الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب في جدار مدينة القدس في هذه القبة يرجح أن يكون بناؤها بهدف حفظ هذا النقش، وذلك بعد أن أعيد بناء السور على يد العثمانيين. فيوسف المقصود هو الاسم الأول للسلطان صلاح الدين.
وهذه القبة عبارة عن بناء مربع مفتوح الجوانب باستثناء الجانب الجنوبي الذي يرتكز على الحائط الجنوبي لصحن قبّة الصخرة. وعلى هذا الحائط المغلق، وضع النقش بداخل القبّة وفوقه المحراب. والمبنى الذي يشبه المصلى الصغير تعلوه قبة محمولة على أربعة أعمدة، وهي ضحلة يعلوها هلال على النمط العثماني.
استهدفتها آلة الاحتلال الصهيونية كما استهدفت كل أجزاء المسجد الأقصى المبارك... فكلما اقتحمت قوات الاحتلال ساحة الصخرة المشرفة في قلب الأقصى، فإنهم يتمركزون عند قبة يوسف للسيطرة على الساحات التي تقع أمام الجامع القبلي(المصلى الرئيسي في الأقصى)!
36- قبة عشاق النبي صل الله عليه وسلم
تقع هذه القبة داخل المسجد الأقصى المبارك، إلى الجنوب الشرقي من باب فيصل ، ويعود إنشاؤها إلى عهد السلطان العثماني محمود الثاني، وتحديدا في سنة 1233هـ - 1817م، ولهذا تعرف أيضا باسم إيوان السلطان محمود الثاني. وأما اسمها الحالي فمصدره اعتياد بعض شيوخ الصوفية الاجتماع للذكر تحتها.
وهي عبارة عن مبنـى مربع الشكل طول ضلعه 7 أمتار، قائم على أربع دعائم ركنيّة تعلوها أربعة عقود مدببة تعلوها قبـة ضحلة. والمبنى مفتوح الجوانب، وبه محراب حجري مجوف جميل يبدو أنّه أضيف في فترة لاحقة في وسط الجهة الجنوبيّة. ويصعد إلـى صحن هذه القبة من خلال ثلاث درجات من الجهتين الغربية والشرقيّة، وأرضيتها مبلّطة بالحجر، وعلى حافتها من الجهة الشمالية عمودان نائمان يبدو أنّهما وضعا في زمن متأخّر كدربزين.
37- قبة مهد عيسى
بناء تذكاري داخل المسجد الأقصى المبارك، أنشأه المسلمون في العهد العثماني عام 1315هـ - 1898م, يقع عند منتصف درج قائم في الزاوية الجنوبية الشرقية للمصلى المرواني يوصل إلى سطح المصلى.
والبناء عبارة عن قبة صغيرة تحملها أعمدة أربعة، ومن دونها حوض حجري يسمى "مهد عيسى" وضع هناك على الأرجح في العهد العباسي أو الفاطمي، وأمامه محراب حجري كذلك. ويقال إن المسيح عيسى بن مريم (عليه الصلاة والسلام) نام في هذا المكان وهو طفل صغير، وهو أمر لا دليل عليه, ولا يعتقد به النصارى, إذ انهم لم يولوا المكان أي اهتمام قبل الفتح الإسلامي.
ويؤكد باحثون أن محراب أو مهد عيسى هو في الأصل مقصورة الخليفة، وهي حجرة من حجر دار كبيرة محصنة بالحيطان من عناصر المسجد تقام قرب المحراب.
وكان الفاطميون قد اتخذوا من هذا المحراب وهذه المقصورة مكاناً للعبادة، وأطلقوا عليـه وهماً اسم مسجد مهد عيسى.
38- قبة الشيخ الخليلي
تقع في صحن الصخرة، إلى الشمال الغربي من قبة الصخرةالمشرفة الواقعة في قلب المسجد الأقصى المبارك، تفصل بينهما قبتا النبي والمعراج. أنشئت في العهد العثماني عام 1112هـ - 1700م, وعرفت باسم شيخ صوفي كان يؤمها ويتعبد فيها, وتعرف كذلك بقبة بخ بخ، ومصلى الخضر، ومسجد النبي، وهي اليوم مكتب لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك.
والقبة عبارة عن مبنى مربّع مقام على أربعة أركان، تعلوه قبّة ضحلة على الطراز العثماني، وفي واجهاته الأربع ثماني نوافذ مستطيلة الشكل. وفي واجهة المبنى الشرقيّة باب صغير يعلوه نقش يحمل اسم وتاريخ المبنى. وبداخل هذه القبة من جهة القبلة، محراب من حجر كلسي ملكي فيه حنية حجريّة ضحلة، وتحت مبنى قبة الخليلي يوجد مبنى سفلي، يسمى كهف/ مغارة الأرواح، يتوصل إليه من خلال سلم حجري مقطوع من الصخر، وهذا الكهف قليل التهوية عديم النور لا يستعمل.
39- قبة الميزان (منبر برهان الدين)
تقع جنوبي صحن الصخرة المشرفة، ملاصقة للبائكة الجنوبية، وحيث تعرف بوائك الأقصى كذلك بالموازيين, فقد سميت هذه القبة باسم قبة الميزان لهذا السبب.
وحيث إنها في الحقيقة على شكل منبر فوقه قبة، فقد عرفت باسم أشهر هو "منبر برهان الدين"، نسبة إلى قاضي القضاة برهان الدين بن جماعة، الذي أنشأها في سنة 790هـ - 1388م، فهي مملوكية العهد.
جُدّد المنبر في عهد السلطان العثماني عبدالمجيد بن محمود الثاني، في سنة 1259هـ - 1843م، كما مر بترميم في أواخر سنة 2000م، على يد مجموعة من الطلبة الإيطاليين، وذلك عن طريق دائرة الأوقاف الإسلامية.
وكان يوجد منبر خشبي جميل في شكله ورشاقته مكان هذا المنبر، وضعه صلاح الدين (رضي الله عنه) ثم أعيد بناؤه من الحجر على النمط الهندسي الذي تشتهر به المنابر المملوكية المعروفة بنقشها وجمالها، ليصبح على مرور الأزمنة تحفة معمارية خالدة تنطق بالجمال والروعة.
يتكون مبنى المنبر المجصص بالرخام من مدخل يقوم في أعلاه عقد يرتكز على عمودين صغيرين من الرخام، ويُصعد منه إلى درجات قليلة تؤدي إلى دكة حجرية (مقعد) معدة لجلوس الخطيب، وتقوم فوق تلك الدكة قبة لطيفة صغيرة ترتكز على أعمدة رخامية جميلة الشكل, وتحت مجلس الخطيب إلى الغرب قليلا يوجد محراب صغير وجميل، بينما يوجد محراب آخر جهة الشرق نقش داخل جسم الركبة الغربية التي تحمل البائكة الجنوبية
وهذا المنبر يسميه البعض (منبر الصيف)، لأنه في ساحة مكشوفة، فيستخدم في فصل الصيف فقط عندما يكون الجو مناسباً، لإلقاء الدروس والمحاضرات. وكان يستخدم للخطابة والدعاء في الأعياد الإسلامية، وكذلك في صلوات الاستسقاء التي تقام في ساحات المسجد الأقصى المبارك, إذ لا يوجد في ساحات المسجد منبر غيره
المدارس
40- مدارس ورياض الأقصى الإسلامية
تقع هذه المدارس داخل الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك، بين بابي حطة وفيصل. أنشئت في مطلع الثمانينات من القرن العشرين. ولها فروع عديدة بعضها خارج المسجد الأقصى المبارك.
41- المدرسة البكرية (الدوادارية)
تقع على الحد الشمالي للمسجد الأقصى المبارك من الخارج إلى الشمال من مدارس ورياض الأقصى الإسلامية، وهي مدرسة كبيرة من مدارس البلدة القديمة، تمتد غربا حتى المدرسة العمرية وكانت تعرف حتى أواسط القرن العشرين باسم "المدرسة الدوادارية"، نسبة لبانيها وموقفها الأمير علم الدين سنجر الدوادار، سنة 695هـ - 1295م.
لها مبنى واسع، يتداخل مع عدة أماكن ومدارس ومنازل مجاورة.
وقد ظلت المدرسة البكرية تستعمل كمدرسة أكاديمية ابتدائية حتى مجيء الاحتلال الصهيوني حيث حول الجزء الأكبر منها إلى مدرسة للمعاقين تخضع لإدارة دائرة المعارف التابعة لبلدية القدس الصهيونية منذ عام 1967م.
42- ثانوية الأقصى الشرعية
تقع داخل الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك، بين باب الاسباط ومئذنة الأسباط. غلب عليها هذا الاسم لأنها كانت عند إنشائها في مطلع الثمانينيات من القرن العشرين ثانوية محضة, واليوم هي عبارة عن مدرسة إعدادية وثانوية لطلبة الفرع الشرعي من الذكور.
43-المدرسة الغادرية
تقع داخل الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك بين مئذنة الأسباط وباب حطة بنتها مصر خاتون زوج الأمير ناصر الدين بن دلغادر, وهو الذي أوقفها فسميت باسمه، وذلك سنة 836هـ - 1432م، في عهد السلطان المملوكي برسباي.
تم تجديدها من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية, لكن سلطات الاحتلال منعت تتمة السقف، ولا زالت بلا سقف حتى اليوم.
والحقيقة أن هذا هو حال معظم مدارس الأقصى اليوم، فالصهاينة يمنعون أعمال الترميم في مختلف أجزاء الأقصى المبارك بزعم أنه يحوي آثارا يهودية، مما أدى إلى إهمال الكثير من المدارس القديمة وإغلاقها، أو تأجيرها للسكنى، بينما تتواصل مساعٍ محمومة من قبل الأثرياء الصهاينة في مختلف أنحاء العالم لشرائها لإيجاد موضع قدم لهم في الأقصى المبارك.
44 - المدرسة الباسطية
توجد هذه المدرسة فوق مدارس ورياض الأقصى الإسلامية الواقعة داخل الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك بين بابي حطة وفيصل.
أول من اختط أساسها شيخ الإسلام شمس الدين محمد الهروي شيخ الصلاحية وناظر الحرمين في العهد المملوكي، ولكن أدركته المنية قبل عمارتها، فعمرها القاضي زين الدين عبد الباسط بن خليل الدمشقي, سنة 835هـ - 1431م, وأوقف عليها أوقافا كريمة اختص قرية صور باهر المقدسية بها، وحملت المدرسة اسمه.
كانت المدرسة الباسطية مدرسة عظيمة اشتهرت في أرجاء العالم الإسلامي، حيث خرجت العديد من العلماء ودرس فيها العديد من الحفاظ ورواة الحديث والأطباء وعلماء الفلك والرياضيات. وهي اليوم عبارة عن قسمين: واحد مأهول بجماعة من آل جار الله، والآخر يستعمل مقرا للمدرسة البكرية.
45- المدرسة الأمينية
مدرسة مؤلفة من أربعة طوابق، تقع غربي باب فيصل في السور الشمالي للمسجد الأقصى، ويحدها من الشرق الطريق الداخل إلى باب فيصل ومن الشمال طريق المجاهدين، ومن الغرب المدرسة الفارسية ومن الجنوب ساحة المسجد الأقصى المبارك.
أنشأها وأوقفها الوزير أمين الدين عبد الله بن غانم، الذي كان أحد المسؤولين في جيش الناصر بن قلاوون ويعرف بأمين الملك، فعرفت باسمه, وذلك سنة 730هـ - 1329م. جرى ترميمها في العهد العثماني.
ومن أسمائها دار الإمام، حيث درّس فيها أجداد عائلة الإمام واتخذت دارا لسكناهم.
تعتبر هذه المدرسة من أجمل المدارس المطلة على ساحات المسجد الأقصى، ومن أهمها، جعل منها المحتلون الصهاينة مكانا شبه مغلق، حيث يغلقون بابها في الفترات التي تغلق فيها أبواب المسجد الأقصى المبارك، وذلك رغم المحاولات التي جرت في الآونة الأخيرة لفتحها كمقر للدعوة والتبليغ، بعد شرائها من ورثة الشيخ محمد أسعد الإمام.
46-المدرسة الفارسية
تقع في الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك غرب المدرسة الامينية الواقعة بباب فيصل، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الأمير فارس البكي الذي أوقفها سنة 755هـ - 1353م.
وهذه المدرسة متداخلة مع المدرسة الامينية في الطابق العلوي.
47-المدرسة الملكية
تقع هذه المدرسة في الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك بين المدرسة الفارسية شرقا، والأسعردية غربا، ومدخلها مشترك مع الاسعردية.
أقيمت سنة 741هـ - 1340م, في عهد السلطان المملوكي الناصر محمد قلاوون، وأوقفها الحاج آل الملك الجوكندار، بعد بنائها بأربع سنوات. والمدرسة تحمل معظم العناصر المعمارية المميزة للعهد المملوكي، وخاصة تبادل ألوان الحجارة التي بنيت بها بين الأحمر والأبيض.
وهى عبارة عن طابقين, مأهولة حاليا على سبيل السكنى من قبل عائلة الدجاني، إذ استأجروها من دائرة الأوقاف الإسلامية.
48- المدرسة الأسعردية
هي آخر المدارس الواقعة داخل الرواق الشمالي للمسجد الأقصى على يمين السائر من جهة الشرق، بعد المدرسة الملكية فهي أقرب إلى جهة الغرب.
أوقفها مجد الدين الأسعردى سنة 770هـ - 1368م, وكان تاجرا، فعرفت باسمه.
وهذه المدرسة واسعة تتكون من طابقين يتوسطهما صحن مكشوف مربع الشكل، ويحيط بالصحن عدد من الخلاوي الصغيرة ذات المداخل المعقودة. تتميز بوجود ثلاث قباب فوقها من جهاتها الشرقية والوسطى والغربية، ولها مسجد واسع يطل نتوء محرابه الجميل على ساحات المسجد الأقصى.
قام المجلس الإسلامي الأعلى، في عهد الاحتلال البريطاني، بترميمها، ونقل إليها دار كتب المسجد الأقصى قبل أن تتحول إلى دار لسكنى آل البيطار حاليا.
49-المدرسة العمرية:
تطل على الحد الشمالي الغربي للمسجد الأقصى المبارك، وتعتبر جزءا منه. وهي مدرسة تاريخية كبيرة وواسعة تبلغ مساحتها 4 دونمات، وتتكون من ثلاثة مدارس مملوكية سابقة: المحدثية، والصبيبية، والجاولية، إضافة إلى عدد من الغرف والزوايا المختلفة التي كانت قائمة في عهود سابقة. وكانت المدرستان الأخيرتان قد استعملتا سكنا لنواب القدس، ومقرا للحكم العثماني، ثم مدرسة باسم "روضة المعارف"، ثم مقرا لشرطة الاحتلال البريطاني، ثم اتخذها المجاهدون مقراً للجهاد المقدس، ثم مقرا لقائد القدس الأردني، ثم مدرسة.
منذ احتل الصهاينة القدس والمسجد الأقصى عام 1967م، استولوا على كامل المدرسة العمرية، ووضعت تحت تصرف بلدية القدس الصهيونية. كما تم فتح بوابة لنفق ما يسمى "الحشمونائيم" –الذي يمتد بطول السور الغربي للمسجد الأقصى المبارك بداء من حائط البراق والذي افتتحه الصهاينة عام 1996م - من تحت بوابتها تماماً، وأصبحت المدرسة بذلك مركزاً لتحويل هذا النفق باتجاه الشرق حيث يوجد نفق آخر يمتد من تحتها إلى موقف السيارات في باب الاسباط كما يعتقد بوجود نفق ثالث تحت المدرسة العمرية يربطها بقبة الصخرة المشرفة (الواقعة في قلب المسجد الأقصى المبارك)، ويخشى من استخدامه للسيطرة على الصخرة المشرفة خاصة وأن اليهود يزعمون أنها "قدس الأقداس" في هيكلهم المزعوم!
فضلا عن ذلك، تستخدم شرطة الاحتلال أجزاء من المدرسة العمرية لمراقبة ما يجري في المسجد الأقصى المبارك، وأحيانا لاستهداف المصلين وإطلاق النار عليهم خاصة في أوقات الاضطرابات، في الوقت الذي تجري فيه مساعٍ صهيونية لبناء كنيس يهودي بها أيضا بعد أن وضعت ضمن مخططات تهدف إلى إقامة مواضع عبادة يهودية مؤقتة داخل الأقصى وفي محيطه القريب تمهيدا لإقامة "الهيكل" المزعوم على حسابه
[size=24]50- المدرسة المنجكية
تقع هذه المدرسة فوق باب الناظر في الرواق الغربي للمسجد الأقصى المبارك، وفوقها قبة، أنشأها الأمير يوسف الدين منجك سنة 763هـ - 1361م، أي في العهد المملوكي.
وهى عبارة عن طابقين، يصعد إليهما بدرجات.
استخدمت مقرا للمجلس الإسلامي الأعلى في عهد الاحتلال البريطاني، وهي اليوم مقر لدائرة الأوقاف الإسلامية العامة بالقدس، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، والمكلفة إدارة شئون المسجد الأقصى المبارك.
51- المدرسة العثمانية
تقع على السور الغربي للمسجد الأقصى المبارك جنوبي باب المطهرة ويرتفع البناء في طوابقه العليا إلى ما فوق باب المطهرة ويمتد جنوبا حتى يتصل بمبنى المدرسة الاشرفية أوقفتها أصفهان شاه خاتون بنت محمود العثمانية سنة 840هـ-1437م، في عهد السلطان الأشرف برسباي.
والمدرسة العثمانية عبارة عن طابقين جلهما خارج المسجد الأقصى، ومسجد المدرسة بمستوى ساحات المسجد الأقصى ويطل عليها، وقد استولى عليه اليهود وأغلقوا شباكه بالحجارة. أما المدرسة فتستخدم حاليا لسكنى العائلات المسلمة.
52- المدرسة الأشرفية
تقع في الجهة الغربية من المسجد الأقصى المبارك، بين المدرسة العثمانية شمالا ومئذنة باب السلسلة جنوبا. تسمى أيضا السلطانية, بناها الأمير حسن الظاهري عام 875هـ - 1470م, لكن البناء لم يعجب السلطان الأشرف قايتباي عندما رآه أثناء زيارته للقدس, فهدمه، وأعاد بناءه سنة 885هـ - 1480م.
والمدرسة قسمان: قسم داخل المسجد الأقصى المبارك، والآخر خارجه، والذي داخله عبارة عن طابقين: الأول كان مصلى الحنابلة في المسجد الأقصى المبارك في أصله، ويستخدم جزء منه الآن كمقر لقسم المخطوطات التابع لمكتبة المسجد الأقصى المبارك (ومقرها الرئيسي في جامع النساء)، والجزء الأكبر منه هو مقر ثانوية الأقصى الشرعية للبنات، وفيه أيضا قبر الشيخ الخليلي، وبعض الأجزاء الصغيرة التي تستخدم دوراً للسكن. أما الطابق الثاني، فمتهدم السقف، وهو مسجد المدرسة. ويرجع انهدام هذا الجزء لزلزال سنة 1346هـ - 1927م.
ومبنى المدرسة جميل البناء، حيث اشتملت عناصره على صفوف الحجارة المشهرة (الملونة باللونين الأحمر والأبيض)، وامتازت بغناها بالعناصر المعمارية والزخرفية. وصفها مجير الدين الحنبلي بأنها "الجوهرة الثالثة في المسجد الأقصى بعد قبة الصخرة وقبة الأقصى (ويقصد قبة الجامع القبلي)".
53- المدرسة التنكزية
إحدى أجمل مدارس المسجد الأقصى، تقع بين باب السلسلة شمالا و حائط البراق المحتل جنوبا، جزء منها داخل الرواق الغربي للمسجد الأقصى, وجزء خارجه.
أنشأها وأوقفها نائب الشام الأمير سيف الدين تنكز الناصري، في العهد المملوكي، سنة 729هـ - 1328م، ونسبت إليه.
وكانت مدرسة عظيمة وداراً للحديث، وفي عهد السلطان المملوكي قايتباي، اتخذت مقراً للقضاء والحكم. وفي العهد العثماني، تحولت المدرسة إلى محكمة شرعية، ومن هنا صارت تعرف باسم المحكمة، وبقيت كذلك حتى أوائل عهد الانتداب البريطاني، فاتخذها المجلس الإسلامي الأعلى دارا للسكنى، ثم عادت بعد ذلك مدرسة لتعليم الفقه الإسلامي.
في 1389هـ - 1969م، صادرتها سلطات الاحتلال الصهيوني، ثم حولتها إلى موقع عسكري لما يعرف بحرس الحدود, حيث يشرفون منها على المسجد الأقصى، ويتدخلون لملاحقة المصلين عند اندلاع المظاهرات المنددة بالاحتلال.
وبحكم موقعها الملاصق لحائط البراق السليب، جرت تحتها حفريات صهيونية عديدة تحولت إلى أنفاق يعتقد أنها تنفذ إلى ما داخل الأقصى المبارك. وتتصل هذه الحفريات معا فيما أسماه اليهود نفق "الحشمونائيم" والذي افتتح عام 1996م، ويمتد بداية من ساحة البراق المحتل جنوبا، بطول الحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك، حتى يصل إلى المدرسة العمرية شمالا، وتتفرع منه أنفاق أخرى على جانبيه.
وفي مارس 2006م، افتتح "موشيه كتساف"، رئيس الكيان المحتل كنيسا يهوديا في أحد هذه الأنفاق، يقع أسفل المدرسة التنكزية مباشرة، ملاصقا تماما للجدار الغربي للأقصى، حيث يدلف إليه اليهود من ساحة حائط البراق المحتل.
وفي سبتمبر 2006م، دشنت سلطات الاحتلال موقعاً يُعتبر الأول من نوعه في الفضاء التحتي للمسجد الأقصى، ضمن أجزاء مما يسمى نفق "الحشمونائيم"، وتحديدا أسفل حائط البراق كاملا (أي ملاصقا للمسجد الأقصى المبارك تماما)، وأسمته متحف "سلسلة/ قافلة الأجيال"، حيث يضم سبع غرف تحكي التاريخ اليهودي المزور، باستخدام عروض الصوت والضوء
أروقة المسجد الأقصى المبارك
للمسجد الأقصى المبارك رواقان يمتدان بطول السورين الشمالي والغربي للأقصى تتخللهما الأبواب العشرة المفتوحة للمسجد المبارك. وقد أنشئ الرواقان على عدة مراحل في العهدين الأيوبي والمملوكي، بغرض تسهيل المرور بين معالم الأقصى المبارك، فضلا عن وقاية المصلين والدارسين من حرارة الشمس في الصيف ومن الأمطار الغزيرة في الشتاء. ويتألف كل رواق منهما من عقود حجرية تقوم على دعامات حجرية متتابعة غطيت بسلسلة من الأقبية المتقاطعة. وقد أغلق جزء كبير من هذين الرواقين، خاصة الرواق الشمالي الذي لم يعد يتبق شيء من معالمه، بالمدارس والأبنية التي استحدثت في المسجد الأقصى في عهود متعاقبة.
للمسجد الأقصى المبارك رواقان هما:
الرواق الغربي للمسجد الأقصى المبارك
ممر مسقوف يتكون من 55 عقدا، ويمتد بطول الواجهة الغربية للمسجد الأقصى المبارك, بنى على عدة مراحل في العهد المملوكي، وتحديدا ما بين عامي 707– 737هـ/ 1307– 1336م بهدف تسهيل المرور بين كافة المعالم الموجودة في المنطقة الغربية للمسجد المبارك.
تسبب فتح سرداب أسفل المسجد الأقصى يبدأ من حائط البراق قيل إنه تم على يد المسمى حاخام المبكى، والذي عمل لأشهر بسرية تامة في حفره، وبدعم مما تسمى وزارة الأديان، في إحداث تشققات في الرواق، وسارعت دائرة الأوقاف الإسلامية إلى إغلاق السرداب بالخرسانة المسلحة.
الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك
ممر مسقوف بطول الواجهة الشمالية للمسجد الأقصى المبارك, بنى على عدة مراحل في العهدين: الأيوبي والمملوكي, وتحديدا ما بين عامي 610 – 769هـ/ 1213 – 1367م, بهدف تسهيل المرور بين كافة المعالم الموجودة في المنطقة الشمالية للمسجد. واليوم يتكون الرواق من مدارس، ولا يتبق منه أي جزء.[/size]