ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى السبت 21 مايو 2016, 10:04 pm | |
| رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصىد. راغب السرجاني
[size=18]العتمة .. وقت الانتقال: بدأت مراسم رحلة الإسراء بعد عملية شقِّ الصدر مباشرة، وكان هذا في جوف الليل، حيث روى البيهقي عن شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ بإسناد صحيح قَالَ: "قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ أُسْرِيَ بِكَ؟" قَالَ: "صَلَّيْتُ لأَصْحَابِي صَلاَةَ الْعَتَمَةِ بِمَكَّةَ مُعْتَمًّا، وَأَتَانِي جِبْرِيلُ عليه السلام.." [1]. والمفترض أن صلاة العتمة هي صلاة العشاء؛ ولكن حيث إن صلاة العشاء كما نعرفها لم تكن قد فُرِضت بعدُ؛ حيث إنها ستُفرض في رحلة المعراج كما هو مشهور، فإنَّ المقصود هنا من صلاة العتمة هو الركعتان اللتان يصليهما المسلمون في المساء؛ حيث كانت صلاة الفرض قبل الإسراء والمعراج عبارة عن ركعتين بالصباح وركعتين بالمساء، ولقد سُمِّي الإسراء بذلك لأن السرى هو السير ليلاً، وقد صرَّح بذلك ربُّ العالمين في القرآن الكريم فقال: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً..} [الإسراء: 1]، وأضاف كلمة "ليلاً" للدلالة على أن السرى حدث في جزء من الليل، وليس في كامل الليلة، وهذا أبلغ في الإعجاز.البراق .. وسيلة الانتقال: بدأت عملية الإسراء، وهي الانتقال من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى ببيت المقدس بتوفير وسيلة الانتقال، وهي دابَّة ليست من دوابِّ الأرض اسمها البُرَاق! روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: "أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ، وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ، وَدُونَ الْبَغْلِ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ". قَالَ: "فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ"[2].وفي رواية للترمذي عنْ أَنَسٍ رضي الله عنه "أَنَّ النَّبِيَّ صل الله عليه وسلم أُتِيَ بِالبُرَاقِ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ مُلْجَمًا مُسْرَجًا، فَاسْتَصْعَبَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: أَبِمُحَمَّدٍ تَفْعَلُ هَذَا؟ فَمَا رَكِبَكَ أَحَدٌ أَكْرَمُ عَلَى اللهِ مِنْهُ. قَالَ: فَارْفَضَّ[3] عَرَقًا"[4]. وعند البيهقي عن شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه بإِسْنَادٍ صَحِيح قَالَ: "وَأَتَانِي جِبْرِيلُ عليه السلام بِدَابَّةٍ بَيْضَاءَ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، فَقَالَ: ارْكَبْ فَاسْتَصْعَبَتْ عَلَيَّ، فَدَارَهَا بِأُذُنِهَا، ثُمَّ حَمَلَنِي عَلَيْهَا"[5].وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عند البيهقي في الدلائل، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عند ابن اسحاق قال: "فَإِذَا أَنَا بِدَابَّةٍ أَدْنَى، شَبِيهَةً بِدَوَابِّكُمْ هَذِهِ، بِغَالِكُمْ هَذِهِ، مُضْطَرِبُ الأُذُنَيْنِ، يُقَالُ لَهُ: الْبُرَاقُ، وَكَانَتِ الأَنْبِيَاءُ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ تَرْكَبُهُ قَبْلِي"[6]. وفي مسند الحارث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صل الله عليه وسلم قَالَ: "أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ مُضْطَرِبُ الأُذُنَيْنِ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ فَرَكِبْتُهُ"[7].ومن هذه الروايات نرى أن جبريل عليه السلام جاء النبي صلى الله عليه وسلم بدابَّة بيضاء، وهي أكبر من الحمار وأصغر من البغل، والواقع أن الفرق ليس كبيرًا في الحجم بين الحمار والبغل، ومع ذلك ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم هذا التقدير ليُؤَكِّد أنه يصف دابَّة معينة رآها وركبها، فليس هنا مجال لافتراض أن الأمر كان مجرَّد رؤيا، وقد وصفه كما في رواية الحارث- بأنه مضطرب الأذنين؛ أي أن الأذنين ممشوقتان طويلتان بلا لحم كثير، كما وصف موقفًا غريبًا حدث له عند الركوب، وهو أن الدابَّة نفرت واستصعب ركوبها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتدخَّل جبريل عليه السلام ليسوس الدابَّة، فأمسك بأذنها -أو فدارها كما تقول الرواية- ثم خاطبها خطاب العقلاء، فقال لها: "أَبِمُحَمَّدٍ تَفْعَلُ هَذَا؟ فَمَا رَكِبَكَ أَحَدٌ أَكْرَمُ عَلَى اللهِ مِنْهُ". فسال عرق الدابة خجلاً ورهبة، فهي دابة تفهم الكلمات ومعانيها، ولعلَّ سبب نفورها في البداية أنها لم تُرْكَب منذ عدَّة قرون؛ حيث إنها خاصة بالأنبياء، وقد فَصَل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيسى عليه السلام ستة قرون كاملة، وفي هذا الكلام من جبريل عليه السلام تطمين منه لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مُقبلٌ على رحلة تكريمية، وقد أرسل له الكريم سبحانه سيد الملائكة جبريل مع هذه الدابَّة العجيبة. ثم وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم سرعة الدابَّة الفائقة فوَضَّح أنها تضع قدمها عند منتهى بصرها، والله أعلم بحِدَّة بصرها! ورسول الله صلى الله عليه وسلم هنا يصف السرعة الحقيقية للدابَّة، كما أنه يُمهِّد السامع نفسيًّا لاستيعاب رحلة الإسراء العجيبة إلى بيت المقدس؛ خاصة أنها لم تكن رحلة مباشرة، إنما تَوَقَّف رسول الله صل الله عليه وسلم في عدَّة أماكن كما سنُبيِّن إن شاء الله.أما تسمية الدابَّة بالْبُرَاقُ فقد يكون مُشْتَقًّا مِنَ الْبَرِيقِ لأنه صلى الله عليه وسلم ذكر أن لَوْنه أَبْيَض، أَوْ مِنَ الْبَرْقِ لأَنَّهُ صل الله عليه وسلم وَصَفَهُ بِسُرْعَةِ السَّيْرِ، أَوْ مِنْ قَوْلِهِمْ شَاةٌ بَرْقَاءُ إِذَا كَانَ خِلاَلَ صُوفِهَا الأَبْيَضِ طَاقَاتٌ سُودٌ، وَلاَ يُنَافِيهِ وَصْفُهُ فِي الْحَدِيثِ بِأَنَّ الْبُرَاقَ أَبْيَضُ لأَنَّ الْبَرْقَاءَ مِنَ الْغَنَمِ مَعْدُودَةٌ فِي الْبَيَاضِ[8].الأماكن التي صلى فيها رسول الله في رحلة الإسراء: انطلق البراق برسول الله صلى الله عليه وسلم في اتجاه بيت المقدس؛ ولكنه تَوَقَّف عدَّة مرات ليصلي الرسول صلى الله عليه وسلم في عدَّة أماكن في طريقه. قال رسول الله صل الله عليه وسلم: "فَانْطَلَقَتْ تَهْوِي بِنَا: يَقَعُ حَافِرُهَا حَيْثُ أَدْرَكَ طَرْفُهَا، حَتَّى بَلَغْنَا أَرْضًا ذَاتَ نَخْلٍ فَأَنْزَلَنِي، فَقَالَ: صَلِّ. فَصَلَّيْتُ، ثُمَّ رَكِبْنَا فَقَالَ: أَتَدْرِي أَيْنَ صَلَّيْتَ؟ قُلْتُ: اللهُ أَعْلَمُ. قَالَ: صَلَّيْتَ بِيَثْرِبَ، صَلَّيْتَ بِطَيْبَةَ. فَانْطَلَقَتْ تَهْوِي بِنَا يَقَعُ حَافِرُهَا حَيْثُ أَدْرَكَ طَرْفُهَا، ثُمَّ بَلَغْنَا أَرْضًا فَقَالَ: انْزِلْ. فَنَزَلْتُ، ثُمَّ قَالَ: صَلِّ. فَصَلَّيْتُ، ثُمَّ رَكِبْنَا، فَقَالَ: أَتَدْرِي أَيْنَ صَلَّيْتَ؟ قُلْتُ: اللهُ أَعْلَمُ. قَالَ: صَلَّيْتَ بِمَدْيَنَ، صَلَّيْتَ عِنْدَ شَجَرَةِ مُوسَى عليه السلام. ثُمَّ انْطَلَقَتْ تَهْوِي بِنَا يَقَعُ حَافِرُهَا حَيْثُ أَدْرَكَ طَرْفُهَا، ثُمَّ بَلَغْنَا أَرْضًا بَدَتْ لَنَا قُصُورٌ، فَقَالَ: انْزِلْ. فَنَزَلْتُ، فَقَالَ: صَلِّ. فَصَلَّيْتُ، ثُمَّ رَكِبْنَا، قَالَ: أَتَدْرِي أَيْنَ صَلَّيْتَ؟ قُلْتُ: اللهُ أَعْلَمُ. قَالَ: صَلَّيْتَ بِبَيْتِ لَحْمٍ، حَيْثُ وُلِدَ عِيسَى عليه السلام المسيح ابن مَرْيَمَ، ثُمَّ انْطَلَقَ بِي حَتَّى دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ مِنْ بَابِهَا الْيَمَانِيِّ فَأَتَى قِبْلَةَ الْمَسْجِدِ فَرَبَطَ بِهِ دَابَّتَهُ"[9].لقد صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم في عدَّة أماكن شهدت -أو ستشهد- أحداثًا مهمَّة في تاريخ الإنسانية؛ فقد صلَّى في يثرب حيث سيُهاجر بعد قليل، وحيث ستقام الدولة الأولى للإسلام، وصلَّى عند شجرة موسى عليه السلام في مدين، وهي الشجرة التي جاء ذكرها في كتاب الله في قوله تعالى: {فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 24]، وعند هذه الشجرة تلَّقى موسى عليه السلام البشرى بالأمان في رحلة هجرته منمصر إلى مدين، وهو موقف سعيدٌ يشرح صدر مَنْ يسمعه، فكيف بالصلاة عندها! ولنضع في اعتبارنا أن رسول الله صل الله عليه وسلم سيهاجر من مكة بعد حوالي ثلاث سنوات من هذه الرحلة، فكأنَّ هذه الزيارة تذكير له بحفظ الله تعالى لأنبيائه وأوليائه، ثم صلَّى ببيت لحم؛ حيث شهدت هذه البقعة معجزة ميلاد عيسى عليه السلام دون أب؛ وذلك إشارة إلى قدرة الله العزيز الحكيم، كما أنه المكان الذي شهد كلام عيسى عليه السلام في المهد؛ ليُنقذ الله بذلك أُمَّه مريم عليها السلام من اتهامات بني إسرائيل الباطلة.وفي مشهد مؤثِّر مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم -كما جاء في رواية مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه- على قبر موسى عليه السلام، قال رسول الله صل الله عليه وسلم: "أَتَيْتُ -وَفِي رِوَايَةِ هَدَّابٍ: مَرَرْتُ- عَلَى مُوسَى لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عِنْدَ الْكَثِيبِ الأَحْمَرِ، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ"[10].وحدَّدت رواية للبخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه مكان هذا القبر بشكل أكبر؛ وذلك عندما نقل رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب موسى عند موته، فقال: "فَسَأَلَ -أي موسى- اللهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنَ الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ". قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: "فَلَوْ كُنْتُ ثَمَّ لأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ، إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ، عِنْدَ الكَثِيبِ الأَحْمَرِ"[11].فالقبر على هذا الوصف في أرض سيناء المصرية، في شمالها الشرقي؛ وذلك على حدود الأرض المقدسة فلسطين، وكان موسى عليه السلام يشتاق إلى تنفيذ أمر ربِّه بدخول الأرض المقدسة، إلا أن قومه خذلوه، فكتب اللهُ عليهم التيه في سيناء أربعين سنة كاملة؛ قال تعالى: {قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [المائدة: 26]، فلما جاء موعد موت موسى عليه السلام طلب من الله أن يُدنيه من الأرض التي يحبُّ، فأجاب الله دعاءه، وهو تذكير لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأُمَّته بعاقبة التخاذل عن أمر الله؛ ومن هنا فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم التذكير لأُمَّته بأمر الأرض المقدَّسة، وتحقيق ما تخلَّف بنو إسرائيل عن فعله؛ وقد بشَّر أن فتح بيت المقدس سيكون قريبًا، فقد روى عوف بن مالك، قال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ تبوك وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، فَقَالَ: "اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ..."[12]. فأشار إلى أن فتح بيت المقدس سيكون قريبًا من موته صل الله عليه وسلم؛ فليحْذَر المسلمون أن يُكَرِّروا خطيئة بني إسرائيل.الوصول إلى بيت المقدس والصلاة بالمسجد الأقصى: ثم انتهى الرسول صلى الله عليه وسلم وجبريل عليه السلام إلى بيت المقدس، فأحدث جبريل ثقبًا في الصخرة بإصبعه وربط بها البراق، قال بُرَيْدَةُ رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَمَّا كَانَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي انْتَهَيْتُ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَخَرَقَ جِبْرِيلُ الصَّخْرَةَ بِإِصْبَعِهِ وَشَدَّ بِهَا الْبُرَاقَ"[13]. ثم دخل الرسول صلى الله عليه وسلم المسجد الأقصى وصلى فيه، وجاء في رواية البيهقي: "ثُمَّ انْطَلَقَ بِي حَتَّى دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ مِنْ بَابِهَا الْيَمَانِيِّ فَأَتَى قِبْلَةَ الْمَسْجِدِ فَرَبَطَ بِهِ دَابَّتَهُ وَدَخَلْنَا الْمَسْجِدَ مِنْ بَابٍ فِيهِ تَمِيلُ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ، فَصَلَّيْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ حَيْثُ شَاءَ اللهُ". وفي رواية مسلم: "فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الأَنْبِيَاءُ". قَالَ: "ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ"[14]. في هذه الرواية الأخيرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه صلَّى ركعتين؛ ولكنه لم يذكر تفاصيل توحي أنه صلَّى بالأنبياء في هذا التوقيت؛ بل على العكس يُوحي السياق أنه صلَّى منفردًا، وهذا يجعلني أميل مع الرأي القائل أنه صلَّى بالأنبياء عند عودته من العروج إلى السماء، وليس قبله، ويُؤَكِّد هذا أنه قد ثبت أن رسول الله صل الله عليه وسلم لم يكن يعرف شكل الأنبياء عندما قابلهم في السموات، فغلب على الظنِّ أنه صلَّى بهم بعد عودته من رحلة السماء.رسول الله يختار اللبن: ثم بعد ذلك جاء جبريل عليه السلام للرسول صلى الله عليه وسلم بقدحين من خمر ولبن، أو لبن وعسل، فاختار اللبن، وكان الخير في ذلك الاختيار. قال أبو هريرة رضي الله عته: "أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ بِإِيلِيَاءَ بِقَدَحَيْنِ مِنْ خَمْرٍ وَلَبَنٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمَا فَأَخَذَ اللَّبَنَ، قَالَ جِبْرِيلُ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَاكَ لِلْفِطْرَةِ، لَوْ أَخَذْتَ الخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ"[15]. ولنلاحظ هنا أن الخمر لم تكن قد حُرِّمت بعدُ؛ لكنها كانت دومًا شيئًا مذمومًا في الجاهلية والإسلام؛ لأنها تُذهب بالعقل، وتخدش المروءة؛ ولذلك كان رسول الله صل الله عليه وسلم لا يشربها أبدًا حتى قبل بعثته الشريفة، ومن هنا كان اختياره للبن أمرًا فطريًّا.وفي رواية البيهقي تأتي بعض التفاصيل الجديدة؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم: "وَأَخَذَنِي مِنَ الْعَطَشِ أَشَدُّ مَا أَخَذَنِي، فَأُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ فِي أَحَدِهِمَا لَبَنٌ، وَفِي الآخَرِ عَسَلٌ، أُرْسِلَ إِلَيَّ بِهِمَا جَمِيعًا، فَعَدَلْتُ بَيْنَهُمَا ثُمَّ هَدَانِي اللهُ عز وجل فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَشَرِبْتُ، حَتَّى قَرَعْتُ بِهِ جَبِينِي[16]، وَبَيْنَ يَدَيَّ شَيْخٌ مُتَّكِئٌ عَلَى مَثْرَاةٍ لَهُ[17]، فَقَالَ: أَخَذَ صَاحِبُكَ الْفِطْرَةَ إِنَّهُ لَيُهْدَى"[18]. والعسل غذاء عظيم؛ لكنه ليس كاللبن، فالله تعالى اختار للإنسان الذي يأتي إلى هذا العالم الجديد أن يبدأ رحلته على الأرض بشرب اللبن! فأجرى هذا اللبن في ثدي الأم، وحثَّ المسلمين على جعل هذا الغذاء لمدَّة عامين كاملين؛ قال تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} [البقرة: 233]، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه: "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ.."[19]. وصار اللبن أحد الأمور التي شرعها الله للحفاظ على هذه الفطرة، هذا بالإضافة إلى أننا قلَّما نجد بيتًا في العالم لا يستعمل اللبن بشكل دائم ومستمرٍّ؛ سواء في صورته الأصلية السائلة أو كأحد منتجاته التي لا تُحصى الآن، هذا بخلاف العسل الذي يُستعمل على نطاق محدود إذا قورن باللبن، وليس فيه الغذاء المتكامل الذي في اللبن، ومن هنا كان اختيار اللبن هو اختيار الفطرة السليمة كما جاءت التعليقات من جبريل عليه السلام، أو ممن قدَّم اللبن لرسول الله صل الله عليه وسلم، ولا يخفى علينا أن هذا كله كان بتوفيق الله وهدايته له، وقد صرَّح بذلك الشيخ الذي ذُكِر في رواية البيهقي، فقال: "إِنَّهُ لَيُهْدَى".ثم تبدأ رحلة السماء، وقد جاء في رواية مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه ما يُؤَكِّد أن العروج إلى السماء كان في ليلة الإسراء نفسها؛ حيث قال رسول الله صل الله عليه وسلم واصفًا موقف شرب اللبن وما تبعه: "ثُمَّ خَرَجْتُ فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ عليه السلام بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ، وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ، فَقَالَ جِبْرِيلُ عليه السلام: اخْتَرْتَ الْفِطْرَةَ، ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ.."[20]. فهذا سياق يُرَتِّب الأحداث ترتيبًا واضحًا؛ حيث يجعل العروج إلى السماء بعد الخروج من المسجد الأقصى وشرب اللبن.[/size]
[size] [1] البيهقي: دلائل النبوة 2/355، وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح. والطبراني: المعجم الكبير (7158)، والبزار: البحر الزخار 8/411. [2] مسلم: كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله صل الله عليه وسلم إلى السماوات وفرض، (162)، وأحمد (12527). [3] ارفضَّ: جرى وسال. [4] الترمذي: كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة بني إسرائيل (3131)، وقال: حديث حسن. وصحح إسناده الألباني، انظر: صحيح سنن الترمذي، 3/267. [5] البيهقي: دلائل النبوة 2/355، وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح. [6] البيهقي: دلائل النبوة 2/390، وابن عساكر: تاريخ دمشق 3/510، وضعفه الألباني، انظر: السلسلة الضعيفة (6203). وفي لفظ ابن إسحاق: "أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صل الله عليه وسلم بِالْبُرَاقِ -وَهِيَ الدَّابَّةُ الَّتِي كَانَتْ تُحْمَلُ عَلَيْهَا الْأَنْبِيَاءُ قَبْلَهُ، تَضَعُ حَافِرَهَا فِي مُنْتَهَى طَرْفِهَا- فَحُمِلَ عَلَيْهَا". ابن هشام: السيرة النبوية 1/397. [7] مسند الحارث: بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث 1/171، ومعجم أبي يعلى الموصلي ص43، وابن حجر العسقلاني: المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية 17/279. [8] ابن حجر: فتح الباري 7/206. [9] البيهقي: دلائل النبوة 2/355، وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح. والطبراني: المعجم الكبير (7158)، والبزار: البحر الزخار 8/411. [10] مسلم: كتاب الفضائل، باب من فضائل موسى عليه السلام، (2375)، وأحمد (12526). [11] البخاري: كتاب الجنائز، باب من أحب الدفن ليلاً في الأرض المقدسة أو نحوها، (1274)، ومسلم: كتاب الفضائل، باب من فضائل موسى عليه السلام، (2372)،. [12] البخاري: أبواب الجزية والموادعة، باب ما يحذر من الغدر، (3005)، واللفظ له، وابن ماجه (4042)، وأحمد (24017). [13] الترمذي: كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة بني إسرائيل (3132)، وقال: حديث حسن. وابن حبان (47)، واللفظ له، والحاكم (3370)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، وصححه الألباني، انظر: صحيح سنن الترمذي، 3/267، والتعليقات الحسان 1/174. [14] مسلم: كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله صل الله عليه وسلم إلى السماوات وفرض الصلوات، (162). [15] البخاري: كتاب التفسير، سورة بني إسرائيل الإسراء، (4432)، ومسلم: كتاب الأشربة، باب جواز شرب اللبن، (168). [16] قرعت به جبيني: قرع القدح جبينه أي ضربه؛ يعني شرب جميع ما فيه. ابن منظور: لسان العرب، 8/262. [17] وفي رواية: "وَبَيْن يَدَيَّ شَيْخٌ مُتَّكِئٌ عَلَى مِنْبَرٍ لَهُ". الطبراني: مسند الشاميين (1894)، والسيوطي: الخصائص الكبرى 1/263، وعند ابن كثير بلفظ: "وَبَيْنَ يَدَيَّ شَيْخٌ مُتَّكِئٍ عَلَى مَثْوَاةٍ لَهُ". ابن كثير: تفسير القرآن العظيم 5/27، وعند الطبري: "وَبَيْنَ يَدَيَّ شَيْخٌ مُتَّكِئٍ عَلَى مُتَّكَأٍ لَهُ". انظر: الطبري: تهذيب الآثار مسند ابن عباس 1/450، وعلَّق الألباني على لفظ: "مثواة" قائلاً: "كذا الأصل، ولعله بمعنى المنزل؛ وفي الخصائص والدر: منبر. وسقط من المجمع". انظر: الألباني: الإسراء والمعراج وذكر أحاديثهما وتخريجها وبيان صحيحها ص67. [18] البيهقي: دلائل النبوة 2/355، وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح. والطبراني: المعجم الكبير (7158)، والبزار: البحر الزخار 8/411. [19] البخاري: كتاب الجنائز، باب ما قيل في أولاد المشركين، (1319)، ومسلم: كتاب القدر، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة وحكم موت أطفال الكفار وأطفال، (2658). [20] مسلم: كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله صل الله عليه وسلم إلى السماوات وفرض الصلوات، (162).[/size] |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى السبت 21 مايو 2016, 10:05 pm | |
| تاريخ وتوقيت رحلة الإسراء والمعراجد. راغب السرجاني
اختلف العلماء في تحديد توقيت رحلةالإسراء والمعراج؛ وهم في ذلك على أقوال عدَّة: ذكر ابن عساكر وغيره أحاديث الإسراء في أوائل البعثة[size=15][1].وأما ابن اسحاق فذكر أن الرحلة كانت بعد البعثة بنحوٍ من عشر سنين[2].وَرَوَى الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ موسى بن عقبة، عَنِ الزهريأَنَّهُ قَالَ: أُسَرِي بِرَسُولِ اللهِ صل الله عليه وسلم قَبْلَ خُرُوجِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ بِسَنَةٍ. قَالَ: وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عروة بن الزبير[3]. وَعَلَى قَوْلِ الزُّهْرِيِّ وَعُرْوَةَ يَكُونُ فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ[4].وروى الْحَاكِمِ، عَنِ الأَصَمِّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ نَصْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ. أَنَّهُ قَالَ: فُرِضَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صل الله عليه وسلم الْخَمْسُ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ لَيْلَةَ أُسَرِيَ بِهِ، قَبْلَ مُهَاجَرِهِ بِسِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا[5]. فَعَلَى قَوْلِ السُّدِّيِّ يَكُونُ الإِسْرَاءُ فِي شَهْرِ ذِي الْقِعْدَةِ.قال ابن كثير: وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مِينَاء، عَنْ جَابِرٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ، قَالاَ: وُلِدَ رَسُولُ اللهِ صل الله عليه وسلم عَامَ الْفِيلِ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ الثَّانِيَ عَشَرَ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ، وَفِيه بُعِثَ، وَفِيه عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ، وَفِيهِ هَاجَرَ، وَفِيهِ مَاتَ. فِيهِ انْقِطَاعٌ. وَقَدِ اخْتَارَهُ الْحَافِظُ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سُرُورٍ الْمَقْدِسِيُّ فِي سِيرَتِهِ[6].وذكر ابن كثير -أيضًا- أن الحافظ عبد الغني بن سرور المقدسي قد أَوْرَدَ كذلك حَدِيثًا لاَ يَصِحُّ سَنَدُهُ، أَنَّ الإِسْرَاءَ كَانَ لَيْلَةَ السَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ رَجَبٍ[7].والذي أميل إليه هو ما أثبتُّه في هذا الموضع من أن الإسراء والمعراج كانا بعد عودة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف مباشرة، أي في شهر ذي القعدة أو ذي الحجة من العام العاشر من البعثة، لأن هناك أحداثًا مترتِّبة عليه ستأتي بعد هذا التوقيت كما سيتضح لنا في سياق القصة؛ منها قراءة سورة النجم في الكعبة، ومنها هجرة الحبشة الثانية، ومنها دعاء الرسول صل الله عليه وسلم بالقحط على قريش عندما استعصت عليه، وهذا كله سنتناوله بالتفصيل إن شاء الله لاحقًا.[/size]
[size] [1] ذكر ابن عساكر "باب إخبار الأحبار بنبوته والرهبان وما يذكر من أمره عن العلماء والكهان"، ثم ذكر "باب تطهير قلبه من الغل وإنقاء جوفه بالشق والغسل"، ثم ذكر "باب ذكر عروجه إلى السماء واجتماعه بجماعة من الأنبياء". ابن عساكر: تاريخ دمشق 3/480، وما بعدها. وذكرها الطبري كذلك بعد ذكره لابتداء الوحي، وذكر أحاديث الإسراء والمعراج، وقال قبلها: ثم كان أول شيء فرض الله تعالى من شرائع الإسلام عليه بعد الإقرار بالتوحيد والبراءة من الأوثان والأصنام وخلع الأنداد الصلاة- فيما ذكر. انظر الطبري: تاريخ الرسل والملوك 2/307، وقال ابن عبد البر: قال أبو بكر محمد بن علي (بن القاسم) الذهبي في تاريخه: ثم أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى بيت المقدس وعرج به إلى السماء بعد مبعثه بثمانية عشر شهرًا. قال أبو عمر: لا أعلم أحدًا من أهل السير قال ما حكاه الذهبي، ولم يُسند قوله إلى أحد ممن يضاف إليه هذا العلم منهم، ولا رفعه إلى مَنْ يحتج به عليهم. انظر: التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد 8/48. وقال أيضًا: الوقاصي عن ابن شهاب فقال: أسري به بعد مبعثه بخمس سنين. انظر: التمهيد 8/51، 52. وقال ابن بطال: وقول الزهري أولى من قول الذهبي... ورواية الوقاصي أولى من رواية موسى بن عقبة؛ لأنهم لا يختلفون أن خديجة صلت معه بعد فرض الصلاة عليه، وتوفيت قبل الهجرة بأعوام... فهذا يدل أن الإسراء كان قبل الهجرة بأعوام؛ لأن خديجة قيل: إنها توفيت قبل الهجرة بخمس سنين، وقيل: بثلاث. انظر: ابن بطال: شرح صحيح البخاري 2/6، 7، وهذا -في رأيي- مردود عليه، لأن خديجة لم تصلِ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس، إنما صلت معه صلاة الغداة والعشي فقط، وهذه مفروضة -كما بينَّا قبل ذلك- من أوائل أيام البعثة. وقال القسطلاني: وعن الزهري أنه كان بعد المبعث بخمس سنين، ورجحه القرطبي والنووي. انظر: القسطلاني: إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري 6/203، قال النووي: وقال الزهري: كان ذلك بعد مبعثه صلى الله عليه وسلم بخمس سنين. وقال ابن إسحاق: أُسري به صل الله عليه وسلم وقد فشا الإسلام بمكة والقبائل. وأشبه هذه الأقوال قول الزهري وابن إسحاق. انظر: النووي: المنهاج 2/209. [2] ذكر ابن هشام عن ابن إسحاق قصة الإسراء والمعراج في موضع قبل موت أبي طالب وخديجة ل، ولم يذكر تاريخ القصة. قال ابن هشام: حدثنا زياد بن عبد الله البكائي، عن محمد بن إسحاق المطلبي، قال: ثم أسري برسول الله صل الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وهو بيت المقدس من إيلياء، وقد فشا الإسلام بمكة في قريش، وفي القبائل كلها. انظر: ابن هشام: السيرة النبوية 1/396- 408. وقال ابن كثير: وأما ابن إسحاق فذكرها في هذا الموطن بعد البعثة بنحو من عشر سنين. انظر: ابن كثير: البداية والنهاية 3/135. وهذا يعني أن اختيار ابن كثير هو العام العاشر من البعثة. [3] البيهقي: دلائل النبوة 2/354، 355، وقال ابن عبد البر: وقال أبو إسحاق الحربي: فلما كانت ليلة سبع وعشرين من ربيع الأول قبل الهجرة بسنة أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم... وروى همام عن قتادة قال: كانوا يصلون إلى بيت المقدس ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة، وبعد ما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرًا. وهكذا قال في الإسراء: إنه كان قبل الهجرة بسنة. وهو قول موسى بن عقبة... قال أبو عمر -أي ابن عبد البر-: هكذا قال موسى بن عقبة عن ابن شهاب أن الإسراء كان قبل الهجرة بسنة. قال أبو عمر: وذلك بعد مبعثه بسبع سنين أو باثنتي عشرة سنة على حسب اختلافهم في مقامه بمكة بعد مبعثه... وروى يونس عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة ل قالت: توفيت خديجة قبل أن تفرض الصلاة. قال ابن شهاب: وذلك بعد مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بسبعة أعوام... انظر: التمهيد 8/49-52، وقال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي، قال: حدثني أسامة بن زيد الليثي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. قال: وحدثني موسى بن يعقوب الزمعي، عن أبيه، عن جده، عن أم سلمة ل. قال موسى: وحدثني أبو الأسود، عن عروة، عن عائشة ل. قال محمد بن عمر: وحدثني إسحاق بن حازم، عن وهب بن كيسان، عن أبي مرة مولى عقيل، عن أم هانئ ابنة أبي طالب. وحدثني عبد الله بن جعفر، عن زكرياء بن عمرو، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس ب. وغيرهم أيضًا قد حدثني، دخل حديث بعضهم في حديث بعض، قالوا: أسري برسول الله صل الله عليه وسلم ليلة سبع عشرة من شهر ربيع الأول قبل الهجرة بسنة، من شعب أبي طالب إلى بيت المقدس. انظر: الطبقات الكبرى 1/166. وقال الصالحي: واختلفوا في أي سنة كان، فجزم جمع بأنه كان قبل الهجرة بسنة، وجرى عليه الإمام النووي، وبالغ ابن حزم فنقل فيه الإجماع. سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد 3/65. [4] انظر: ابن كثير: البداية والنهاية 3/135، وقال القسطلاني: وذهب الأكثرون إلى أنه كان في ربيع الأول قبل الهجرة بسنة. انظر: القسطلاني: إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري 6/203، وقال ابن الجوزي: فمن قال: لِسَنة. فيكون ذلك في ربيع الأول. انظر: الوفا بتعريف فضائل المصطفى ص162. [5] ابن إسحاق: السير والمغازي ص297، والبيهقي: دلائل النبوة 2/355، وقال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي سبرة، وغيره من رجاله، قالوا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل ربه أن يريه الجنة والنار، فلما كان ليلة السبت لسبع عشرة خلت من شهر رمضان قبل الهجرة بثمانية عشر شهرًا ورسول الله صلى الله عليه وسلم نائم في بيته ظهرًا، أتاه جبريل وميكائيل فقالا: انطلق إلى ما سألت الله. فانطلقا به إلى ما بين المقام وزمزم، فأتي بالمعراج. انظر: الطبقات الكبرى 1/166، وذكر ابن الجوزي الإسراء والمعراج في حوادث سنة اثنتي عشرة من النبوة، وقال: قال الواقدي: كان المسرى في ليلة السبت لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان في السنة الثانية عشرة من النبوة، قبل الهجرة بثمانية عشر شهرًا. وروي عن أشياخ أخر قالوا: أسري برسول الله صل الله عليه وسلم ليلة سبعة عشر من ربيع الأول، قبل الهجرة بسنة. انظر: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم 3/25، 26. وقال أيضًا: وهذا قول ابن عباس وعائشة، وسمعتُ شيخنا أبا الفضل بن ناصر يقول: قال قوم: كان الإسراء قبل الهجرة بسنة. وقال آخرون: قبل الهجرة بستة أشهر. فمن قال: لِسَنة. فيكون ذلك في ربيع الأول، ومن قال: لثمانية أشهر. فيكون ذلك في رجب، ومن قال: لستة أشهر. فيكون ذلك في رمضان. قلت (ابن الجوزي): وقد كان في ليلة سبع وعشرين من رجب. انظر: ابن الجوزي: الوفا بتعريف فضائل المصطفى ص162. [6] ابن كثير: البداية والنهاية 3/135. [7] ابن كثير: البداية والنهاية 3/135، وانظر: ابن الجوزي: الوفا بتعريف فضائل المصطفى ص162، وقال الصالحي: واختلفوا في أي الشهور كان الإسراء؛ فجزم ابن الأثير وجمع منهم النووي في فتاويه كما في النسخ المعتمدة، بأنه كان في ربيع الأول، قال النووي: "ليلة سبع وعشرين". وجرى عليه جمع، وهكذا عن الفتاوى الإسنوي في المهمات، والأَذْرَعي في التوسط، والزركشي في الخادم، والدميري في حياة الحيوان، وغيرهم. وكذا رأيته في عدة نسخ من الفتاوى وفي بعض النسخ من شرح مسلم كذلك، وفي أكثرها ربيع الآخر كما في نسخ الفتاوى. ونقله ابن دحية في الابتهاج، والحافظ في الفتح، وجمع عن الحربي. والذي نقله عنه ابن دحية في كتابيه: التنوير والمعراج الصغير، وأبو شامة في الباعث، والحافظ في فضائل رجب، ربيع الأول. وقيل: كان في رجب. وجزم به النووي في الروضة تبعًا للرافعي، وقيل: في رمضان. وقيل: في شوال. انظر: سبل الهدى والرشاد 3/65.[/size] |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى السبت 21 مايو 2016, 10:09 pm | |
| |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى السبت 21 مايو 2016, 10:10 pm | |
| |
|