خبز الطابون… لقمة مجبولة بالصحة وعبق التراث .. تقرير تلفزيوني 

خبز الطابون… لقمة مجبولة بالصحة وعبق التراث .. تقرير تلفزيوني

ما تزال قرى فلسطين المحتلة تؤثر الحفاظ على إرث وتقاليد، والكثير من العائلات لا تعرف الخبز الجاهز إلا في ما ندر، إذ لا تزال أفران “الطابون” تتصدر البيوت العتيقة، وهي “عبارة عن قالب ترابي، نصنعه من التربة الجيرية بعد خلطها بمادة التبن والماء وتعريضه لأشعة الشمس حتى يجف، ثم يطمر بعد ذلك بالرماد وروث الحيوانات الجاف (الزبل) بعد تغطيته بغطاء حديدي خاص”، وقال: “توضع داخله حجارة مكوره ملساء، وتوقد عليه النار حتى يصبح بدرجة حرارة كافية لإنضاج العجين”.
 
الطابون هو الغرفة التي تحتوي على الموقد، وهي غرفة صغيرة سقفها منخفض ومدخلها صغير للمحافظة على الحرارة في الداخل”، ولفت إلى أن “لا شيء يضاهي خبز الطابون ومن اعتاد عليه لا يمكن أن يتذوق أي خبز آخر”.
ويبقى “الطابون” صامدا وإن تراجع بفعل أنماط الحياة العصرية، وهو جزء من تراث قرانا وهويتها، وثمة أهمية للحفاظ عليها كجزء من ذاكرتنا الشعبية، بعد أن اقتصر وجوده على القليل من العائلات، وهو يرقى إلى مئات السنين، وما أمن استمراره وصموده حتى الآن تعلق الجيل القديم بخبز “الطابون” من جهة، ومحاولة البعض من الأجيال الطالعة استعادته طلبا للصحة واللقمة الطيبة من جهة ثانية.
و”الطابون” ليس مجرد فرن فحسب، فهو “قعدة” واجتماع الأهل والجيران والأصحاب والأولاد، للتسامر وتبادل الأحاديث في جو من الالفة والمحبة، وهو اقتصادي أيضا، وتقول زينب قعفراني من بلدة بدياس “أستهلك كل شهر حوالي الخمسين كيلوغراما من الطحين بسعر 50 الف ليرة، اي ما يعادل مصروف خبز الافران لبيت واحد خلال شهر، بمعدل ربطة يوميا، وهنا يظهر لنا مقدار الفرق وحجم التوفير، فضلا عن أننا نتناول لقمة طيبة ونظيفة”.
وتؤكد أن “الحطب اقل تلويثا من المازوت، ومن الناحية الصحية فإن خبز الطابون لا يحتوي موادا كيميائية مثل تلك التي تستخدم في بعض الأفران”.

https://www.youtube.com/watch?v=Fb69c7a9t2Y