ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: حقائق الأمراض السرطانية الأحد 21 فبراير 2016, 6:40 am | |
| [rtl]حقائق الأمراض السرطانية[/rtl] [rtl] [/rtl][rtl]
د. كميل موسى فرام
يمثل الحديث عن الأمراض السرطانية جرأة تقتحم مفرداتها المنعطفات الصحية التي رافقت الاكتشافات الطبية وتوضيح أسرار كثيرة لهذه الأمراض الفتاكة التي حضرت لواقعنا بمعطف بؤس يمنع علينا الاسهاب بحروف الطمأنينة وحاصرتنا بقذائفها بدروع منعت عنا شمس التفاؤل، فسيطرت شائعات سلبية كثيرة على القادم من الأيام يمكننا تلخيص محتواها بأن أمل الشفاء من هذه الأمراض اللعينة هو ضرب من الخيال وقابض الموت رابض بمسافة قريبة، تجعل من حياتنا محطات تقلبات تفتقر للاستقرار، وربما كانت التسمية بغير واقع لتفسير أسباب مجهولة لرحيل صديق أو قريب عندما نعجز عن التشخيص أو نحاول الابتعاد عن الواقع، أو أن النهاية القريبة توفر علينا عناء الشكوى. الأمراض السرطانية ببعدها الصحيح هي مجموعة متكاملة من الأمراض التي تهاجم المفاصل الصحية للكائن البشري ولا تختلف مؤسسيتها عن مجموعة الأمراض الانتانية أو الالتهابية أو البكتيرية وغيرها، وربما يجدر بنا أن نذكر أن وضعها على سلم التشخيص باحتمالات الوجود سوف يساعد على اكتشافها بهدف الشفاء منها، فهي ليست أمراض يأس كما يعتقد البعض، وهي أيضا ليست أمراض معصية على الشفاء، فالواقع عكس الشائع لأن الاكتشافات الطبية وتركيز معامل البحث المتخصصة التي تصرف بسخاء قد استطاعت ملامسة البدايات المرضية التي تمكننا من التعامل معها، فهي ليست من الصنف الذي يفرض نفسه بشكل مفاجىء على واقع التشخيص، بل تمر بمراحل متعددة وسلسلة من التغيرات النسيجية قبل أن تفصح عن نفسها بشكل علني كمهدد لصحة الانسان، وحتى عندما تشخص فهي على مراحل ودرجات ولكل منها ظروفها التشخيصية التي تمنحنا فرصة الشفاء منها. هناك العديد من الوسائل الوقائية لأي من الأمراض السرطانية التي تفتك بصحتنا فيمكن تشخيصها قبل أن تصبح واقعاً، فالافراط في التدخين مثلا بشتى أشكاله وأنواعه سوف يزيد من فرص الاصابة بسرطان اللسان، الحلق، الرئة، المبيض، عنق الرحم، وهي مجرد نتائج لدراسات صحية يجب الأخذ بها، أما أن نأخذ بنماذج فردية لأشخاص أزمنوا على التدخين من سن المراهقة دون التأثر بذلك فيعتبر وسيلة انتحار لطمس الواقع والقفز فوق بركان الهلاك الساكن بغير حق، كما أن تناول الأطعمة بدون التأكد من صلاحيتها ووسائل حفظها سوف يساهم بالاصابة بسرطانات المعدة والأمعاء والبلعوم وغيرها، كحال الفئة التي تعتمد على تناول المشروبات ذات المذاق الناتج عن إضافة مواد كيميائية بدون الحذر من مكوناتها وما قد تسببه من إضعاف مبرمج للجهاز المناعي يكون بأحد صوره فقدان السيطرة على الشيفرة الجينية التي تتحكم بالبناء الجسدي، فتصبح جزءا من الخلايا ماردة على النظام الجسدي الذي ينظم بواسطة الهرمونات العضوية، الأنزيمات، المعادن بل تنتفض لتسرق الجزء الأكبر من المواد المغذية وشعيرات الدورة الدموية على حساب الخلايا الطبيعية، ليصبح هناك خلل واضح بالوظائف الفسيولوجية. تحليل السيرة الحياتية قد يفسر للنساء فرص زيادة الاصابة بسرطان بطانة الرحم مثلا عندما يكون هناك مؤشر بزيادة نشاط وفرط عمل هرمون الاستروجين بفترات العمر المحتلفة بعيدا عن أسس المعادلة الضابطة للفعل المتمثلة بتناغم الهرمونين الأساسين بالوظيفة، فوجود فرصة لتسيد هرمون الاستروجين بفعله السحري يسعدنا في البداية ويبكينا بالنتيجة، فاستخدام الهرمونات التعويضية بدون ظوابط المتابعة أو ملزمات الاستخدام سوف يزيد من فرص المرض حيث علينا الحذر من هذه الظروف التي تتطلب رسم خطة وقائية تساعد على تشخيص التغيرات النسيجية بمراحلها البدائية الأولى التي تمكننا من القضاء على المرض بمهده. حقائق الأمراض السرطانية تعلن عن نفسها فهي أولاً واقع لا يمكن تجاهله أو انكاره، وثانياً تحت السيطرة العلاجية والطبية، وثالثاً ليست أمراض قاتلة بل يمكن الشفاء منها، ورابعاً ليست أمراض مستعصية على التشخيص والعلاج، وخامساً نالت الاهتمام الأكبر من العناية الطبية، وسادساً تحتاج لجرأة التفكير بفرصة وجودها لتشخيصها وعلاجها بهدف الشفاء منها، وسابعاً فهي تشارك بقية الفصيل المرضي بمهاجمة جميع الفئات العمرية بدون مناعة أو حصانة، وثامناً أصبحت بمرمى الهلاك بوسائل العلاج المتعددة؛ الجراحية، الكيماوية، الهرمونية، البيولوجية، الإشعاعية بل يمكن جعل العلاج بخليط منها يختلف ببداياته وترتيب سيمفونيته أو ألويته، وتاسعاً بوجود مؤشرات فرضية على حدوثها وتطورها خصوصا بالجزء الوراثي منها، وعاشرا بالتأكيد على تقبلها لفرصة الشفاء منها بجرأة وشجاعة تساعد الجهاز المناعي والنفسي بالتعامل منها، فوجود مراحل مجزأة تسمح بالتقاط المرض في مرحلة مبكرة، وحتى وجوده بمرحلة متقدمة فهناك أسس علاجية بنفس الهدف والنتيجة. الحنان الزائد الذي يولد من رحم الواقع المرضي المخلوط على المريض المصاب بمرض سرطاني يساهم بتدمير الحالة النفسية بدرجة مؤذية لأنه يخرم في صميم واقع اللفظ والخوف ليفسر بالنهاية أن هناك جزءا من الواقع يندرج تحت بند السرية عن المريض قد فرض على عائلته المحيطة بتغير اسلوب تعاملها فتسهل أمامه فرص خدمته بدرجة لم يعتاد عليها من قبل، وتساعد بفرض مناخ أسري يجعل منه الشخص الأهم بالعائلة والذي تسخر لأجله ظروف جديدة متساهلة تشعره بأنه في مرحلة اليأس والوداع والمغادرة على عالم مجهول يحرم عليه ما هو فيه الآن، ولتلخيص الحال، فإن السلوك العائلي المحيط بالمريض يساعد بتدمير الواقع الصحي بدرجة أكبر من المرض ذاته خصوصا عندما تتوافق التوصيات بانكار واقع المرض والتعامل معه بسرية ضمن مساحة ضيقة من أفراد العائلة. المؤسف أن هناك محاولات تجاهل لفرص المرض بدليل الرفض المطلق للخضوع للفحوصات التشخيصية بشتى صورها حيث أننا نفتقر لدرجة الوعي التي تؤهلنا للانخراط ببرامج الكشف المبكر عن الأمراض، أو أن الواقع المطبق منها يجرفنا بسيل البعد عن التعامل معها حتى لا نقع أسرى لعدو ساكن فينا، فالذهاب للطبيب يجب أن يكون لسبب شكوى مرضية مرت بمراحل متفرقة لم تسعف بالشفاء تبدأ من الانكار وحميدية التفسير، ثم الاستماع لنصيحة من صديق أو مريض سابق أو خبير فتوى بعينة طبية قريبة من أصل العلاج، وصولاً للجرأة بشراء علاج يعتمد على رؤوس أقلام المرض باختصاراتها، ثم حُسن التفكير بتحسن واقع الحال واختفاء الشكوى أو انخفاض درجة تأثيرها، ممزوجا بخلطة من أعشاب خزانة المنزل وحديقته، مرورا بوسائل الطب البديل التي أصبحت تعلن عن نفسها عبر صفحات التواصل الاجتماعي أو الصحف الورقية بعيدا عن عيون الرقابة والمحاسبة أو استخدام خلطات تحضر من عوادم الكيماويات بدون أسس أو ضوابط، ولن أبالغ القول بفرص الحُجب وأمثاله لاحتلال مساحة من الخطة العلاجية الوهمية المفترضة التي اقتنع البعض بسحرها، بينما الحقيقة بأن المرض اللعين يفتك ويتطور من مرحلة بدائية إلى المرحلة التالية الأصعب، حتى إذا انتهت رحلة الوهم فيصبح الذهاب للطبيب للبحث عن التشخيص والعلاج واقعا يتطلب سرعة التدخل الطبي بسحر يفوق معطيات التعامل بل يحزنني جداً بوجود مسوقين لدعايات علاجية سحرية بدول نعرف درجة تطورها وجودة منتجها وسهولة التزوير فيها، حتى أننا أصبحنا اليوم بل يحزنني جداً بوجود مسوقين لدعايات علاجية بدول نعرف درجة تطورها وجودة منتجها وسهولة التزوير فيها، حتى أننا أصبحنا اليوم؛ أطباء ومرضى ضحايا لكمية هائلة من العلاجات المزورة بحرفية التقليد؛ في الشكل واللون والطعم إلا في المكون الذي غالبا ما يكون مؤذيا ومساعدا لتدمير المرافق الصحية بعد توظيف عبارة متهالكة بالعمر والواقع بأن الغريق يتلقى بالرغوة، أمثلة عفنة يجب وأدها لأنها مجرمة بعد اثبات فشلها وتأثيرها السلبي وحضورها القوي، امتهن تسويقها فئة باعت ضمائرها وتجردت من أخلاقها وارتدت ثوب الطمع والغش. بواحدة من الدراسات العلمية الاسترالية التي نشرت بمجلة محكمة للمقارنة بين أسباب الوفاة الناتجة عن الإصابة بالأمراض السرطانية وتلك الناتجة عن الاصابة بأمراض مزمنة ضمن فئة عمرية بظروف متشابهة فقد تبين أن الورم السرطاني لم يحتل المرتبة الأولى كما كان متوقعا بل تذيل القائمة، والدراسة يُعْتمد على نتائجها شريطة توظيف الوسائل العلاجية بالوقت المناسب والتعامل مع المرض بجرأة الواقع، وتوظيف وسائل الاكتشاف المبكر حكمة ترفع شأن موظفها وتحميه، شريطة إدراك المريض لتفاصيل مرضه فإن كنا نؤمن بعدم وجود مناعة من الاصابة بالمرض فعلينا أن نؤمن أيضا أن الشفاء منه ليس معجزة وبمتناول أيدينا لو رغبنا وللحديث بقية. [/rtl] |
|