الريحان وفوائده
شرفها الله تعالى بالذكر مرتين في كتابه الكريم,
فقال تعالى في سورة الواقعة:
( فإما إن كان من المقربين, فروح وريحان وجنة ونعيم )
وقال الله تعالى في سورة الرحمن:
( والحب ُّ ذو العصف والريحان )
نحن نعرف الريحان كنبات عطري مميز,
لكن البعض منا قد يجهل خصائصه
الطبية الفريدة التي أشارت إليها وأكدتها الأبحاث الحديثة.
فوائد الريحان
الريحان احد النباتات العطرية وله انواع عديدة، ولكل نوع عدة اسماء. وتكاد جميع الانواع تتشابه في التركيب الكيميائي وفي التأثير الدوائي
وقد عرف الريحان بأنه كل نبت طيب الريح وكل بلد تخصه بشيء يهم شؤون حياتها وقد استعمل الريحان كتابل لعدة قرون.
يعرف الريحان علمياً باسم Ocimum basilicum وتهتم العرب بالريحان وبالأخص شبه الجزيرة العربية فقد عرفوه منذ القدم
و قد عرف في أوروبا واطلق عليه لقب "العشبة الملكية" واستعمل آنذاك كدواء له مزايا كثيرة واشتهر في بريطانيا خاصة لصفاته العطرية.
قال عنه ابن سينا "ينفع من البواسير طلاءً بعد ان يدق طازجاً او يؤخذ دهنه ويصير مرهماً فإنه نافع للنفخ العارض للمعدة".
وقيل عنه في الطب القديم، ان شمه ينفع الصداع، وهو يجلب النوم وبذره حابس للاسهال الصفراوي، ومسكن للمغص، ومقوٍ للقلب ونافع للأمراض السوداوية.
وقيل زهرته منشطة ومهضمة وهي احسن ما يوصى به لتمدد المعدة وارتخائها، ويؤخذ نقيعها. واخذ نقيع الاوراق والازهار بارداً يمنع القيئ وساخناً يمنع المغص.
أما في الطب الحديث فيعتبر من المنبهات الهاضمة ومضاد للتشنج وقد قامت شركات كبيرة في الولايات المتحدة بزراعة واستثمار انواع الرياحين حيث يستخلص زيته العطري بشكل تجاري ويصدر الى معظم بلدان العالم، كما تستخدم اوراقه طازجة او منقوعة او مغلية لعلاج كثير من الامراض.
ويوجد منه مستحضرات كثيرة تستخدم على نطاق واسع لتطبب البطن والشبع ولتنشيط الشهية ولتحسين عملية الهضم وكمدر.
وفي الطب الصيني يستخدم الريحان على نطاق واسع حيث يستخدم لمشاكل الكلى وتقرحات اللثة.
وفي الطب الهندي يستخدم الريحان لعلاج آلام الاذن والمفاصل والامراض الجلدية والملاريا.
اما زيت الريحان النقي المفصول من النبات فيستخدم في النطاق الشعبي لعلاج الجروح وآلام الروماتزم والبرد واحتقان المفاصل وآلامها والاجهاد.
كما يستخدم منقوع ورق الريحان لمنع تساقط الشعر.
ولأن الريحان او زيت الريحان يحتوي على نسبة من مركب الاستراجول فإنه ينصح بعدم استخدامه من قبل النساء الحوامل كما ينصح بعدم استخدامه من قبل الاطفال تحت سن الثانية.
يستعمل الريحان مع الغذاء كتابل جيد حيث تضاف اوراقه الى السلطات ويدخل كثيراً في عمل الحساء والسجك وتدخل اوراقه الاطعمة المطبوخة ويستعمل زيته الطيار في العطورات والمشروبات.
يستخدم الريحان في بعض مناطق الخليج العربي للزينة حيث تستعمله النساء والرجال على حد سواء وكذلك الاطفال الصغار ويهتمون بزراعته وله سوق كبير
ويستخدم لاعطاء الملابس والاثاث رائحة عطرية فواحة حيث يوضع داخل الملابس وبين ثنايا الفراش.
الريحــان في العلاج
يوجد زيت الريحان جاهزاً للاستعمال.
ولتحضير شاي الريحــان, يضاف عدد 2-3 ملاعق صغيرة من الأوراق المجففة إلى فنجان ماء مغلي, وتنقع الأوراق لمدة 10-20 دقيقة.
يستخدم شاي الريحــان بمعدل 3 فنا*** يومياً لمقاومة العدوى.. ويتميز بمذاقه
اللذيذ وعطره المحبب. ويمكن الاستفادة من فوائد الريحان بإضافته للمأكولات. وهو أمر شائع في
أمريكا والدول الأوروبية, إضافة إلى ما يكسبه للطعام من مذاق طيب.
ويستعمل منقوع الأزهار والأوراق كطارد للغازات والديدان, وهو مساعد للهضم ومزيل للمغص
المعوي. أما مغلي البذور فهو يقوي القلب ويستعمل كعلاج للديزنتاريا والإسهال المزمنة, ويستعمل
الزيت كمطيب غذائي وعطري حيث يدخل في صناعة الروائح العطرية والصابون المعطر, ويستعمل هذا
الزيت كدواء يدهن به الجسم عند الإصابة بنزلات برد, وكذلك لإزالة الكدمات وتقرحات الفم, وفي
حالات أمراض الأذن.
تطهيـر الأمعاء
أثبتت الدراسات أن زيت الريحــان له مفعول قاتل للجراثيم, والديدان الطفيلية التي تعيش في الأمعاء..
وهذا يؤكد صحة ما ذكر عن الريحــان في الطب القديم, خاصة بالنسبة لشعوب آسيا, كقاتل للديدان.
وبالإضافة إلى ذلك, تعتمد بعض شعوب آسيا حتى الآن, خاصة الفلبين, في علاج حالات السعفة ( نوع
من الالتهابات يصيب الجلد, مثل فروة الرأس, وربما الشعر والأظافر نتيجة للعدوى بالفطريات) على
عمل كمادات من زيت الريحــان.
حـب الشبـاب
تشير مجموعة من الدراسات الهندية إلى أن زيت الريحــان يقتل البكتيريا حين يستعمل للجلد.. ولذلك
يعتبر علاجاً مناسباً لحب الشباب الذي تعد العدوى البكتيرية إحدى العوامل المهمة للإصابة به. ولعلاج
حبوب الوجه المصحوبة بعدوى, كحب الشباب, يمكن دهن الحبوب بواسطة قطعة قطن تبلل في شاي
الريحــان, أو زيت الريحــان بمقدار بسيط جداً
إشارة الريحان
فقال الريحان: قد آن حضورى، وحان سرورى، فخذونى خديما، واتخذونى نديما، فرطيب خضرتى يخبر عن طيب حضرتى، وكيف تستريح روح بغير ريحان، أم كيف يطيب وقت بغير ألحان، أنا الموعود بى في الجنان، السارى بأنفاسي إلى صميم الجنان، فلونى أعدل الألوان، وكوني ألطف ما في الأكوان، فمن جنانى يستنشق نشرى النطوى في جناني، فأنا أليف الأنهار، وحليف الأزهار، وجليس السمار، وكاتم الأسرار، فإن سمعت في جنسى بالمنام، فلا تكن له من اللوام، فإنه ما نم إلا على عطره، ولا باح إلا بسره، ولا فاح إلا بنشره، باح بسره إعلاما، ونشر بنشره أعلاما، فلذلك سمى نماما، فليس من نم على نفسه كمن نم على غيره، ولا من جاد بخيره كمن عاد بضيره، فقد جرت الأحكام، وجفت الأقلام، أن النمام مذموم بين الأنام والسلام، وفي ذلك أقول:
سَائِلى عَن خَفِىّ سِرّ غَرَامى ... وَيْكَ اقصر وَخَلِّنى وَهَيامى
أَنا مُسْتودِعٌ لِسِرّ حَبِيبِى ... كَيْفَ أُبْدِى وَلَسْتُ بالنَّمَّامِ
من كتاب كشف الاسرار