إدمان الإنترنت: أسبابه وأعراضه وعلاجه
في كوريا الجنوبية، فارق رجل الحياة بسبب مواصلة اللعب على الإنترنت لخمسة أيام بلا انقطاع، وطفلة رضيعة توفيت بسبب انشغال والديها بألعاب الإنترنت وإطعامها كل 12 ساعة.. والسبب إدمان الإنترنت! فما هو هذا النوع الحديث من الإدمان؟ وما هي أشكاله؟ وما هي أعراضه؟ وكيف تتم معالجته؟
ما هو الإدمان؟
أهم تعريفين للإدمان في مجال علم النفس والعلاج النفسي هما: الاعتمادية والسلوك القهري.
الاعتمادية هي أن يتكل الإنسان على شئ خارجي لتحقيق استقرار نفسي داخلي، سواء كان هذا الشئ مادة أم سلوكًا أم علاقة. وهو ما يسبب شعورًا باللذة أو الإثارة يعتمد عليه المدمن للتعامل مع ضغوط الحياة وتحقيق الاتزان النفسي، إلا أن هذا الاتزان لا يستمر طويلًا فيعود المدمن إلى ممارسة سلوكه الإدماني ويستمر في تلك الحلقة المفرغة.
السلوك القهري هو أي سلوك يشعر الإنسان أنه مقهور للقيام به. وكلما قاوم الإنسان هذا السلوك ازداد، فيدخل في حلقة مفرغة لا تنتهي.
ما هي أشكال إدمان الإنترنت؟
الاستمتاع بمقابلة أناس جدد وتبادل الأفكار من خلال غرف الدردشة ومواقع التواصل الاجتماعي أو المجتمعات الافتراضية، البحث في موضوعات تهم الفرد، التدوين، الاستخدام الجنسي، بعض مدمني الإنترنت قد يتبنون على الإنترنت شخصيات مختلفة عن شخصياتهم الحقيقية، وخاصة من يعانون من نقص الثقة بالنفس والخوف من الرفض مما يؤدي إلى مشكلات إكلينيكية كالاكتئاب والقلق.
ما هي أعراض إدمان الإنترنت؟
* أن يزداد احتياج الفرد تدريجيًا إلى تمضية وقت أطول أمام الإنترنت، وأن يقل التأثير الممتع للسلوك باستمرار ممارسته.
* يلاحظ أحيانًا ظهور رعشة في اليدين، وقد تصل الحال في بعض المدمنين إلى ممارسة حركات بأصابعهم تشبه النقر على لوحة المفاتيح.
* قلق وتوتر وانشغال شديد بالإنترنت وأحلام وخيالات عن الإنترنت.
* الجلوس أمام الإنترنت مدة أطول من المخطط لها.
* محاولات متكررة غير ناجحة لضبط أو التقليل من استخدام الإنترنت.
* القلق والتوتر عند محاولة تخفيض عدد ساعات الإنترنت أو عند وجود أي عائق للاتصال بالإنترنت، والإحساس براحة نفسية بالغة عند معاودة استخدامه.
* استخدام الإنترنت كوسيلة للهروب من المشكلات والمشاعر السلبية.
* الكذب على أفراد الأسرة، المعالج أو غيرهم بشأن استخدام الإنترنت.
* التضحية بأنشطة هامة اجتماعية ووظيفية وترفيهية، وفقدان فرص وعلاقات بسبب هذا الإدمان، والاستمرار فيه رغم ذلك.
* الانتباه من النوم فجأة والرغبة في مشاهدة ما يحدث على الإنترنت من رسائل وصلته وتعليقات...الخ.
* متاعب جسمانية وطبية بسبب استخدام الإنترنت مثل: متلازمة النفق الرسغي، جفاف العين، آلام في الظهر، صداع حاد، عدم انتظام في الأكل كالتغاضي عن بعض الوجبات، الفشل في المحافظة على الصحة العامة واضطراب النوم.
وأخيرًا، ما هو العلاج؟
يذكر الطبيب النفسي إيفان غولدبرغ 3 وسائل لمعالجة إدمان الإنترنت:
* أن يفحص الفرد نمط استخدامه المفرط للإنترنت: هل يتم ذلك يوميًا أم في نوبات منظمة؟ هل يحدث مثلًا عند التعرض لمشكلات أو الشعور بمشاعر معينة؟ ما هو مقدار الوقت الذي يقضيه على الإنترنت والأنشطة المصاحبة لاستخدامه؟
* أن يسأل نفسه عن مشكلات حياته العميقة التي يستخدم الإنترنت للهروب منها.
* أن يلتحق ببرنامج متكامل للتعافي من الإدمان مثل برنامج "الخطوات الاثنتي عشرة"
بالإضافة إلى بعض النصائح الأخرى، مثل:
* كلما كان اكتشاف الفرد للمشكلة وتدخله لحلها مبكرًا كلما كان أفضل.
* البحث عن أنشطة بديلة تحقق ما يحاول الفرد تحقيقه من خلال الإنترنت.
* تعلم طرق صحية للتعامل مع المشاعر السلبية.
* تقوية شبكة العلاقات الداعمة المحيطة بالفرد من خلال الأسرة والأصدقاء والمشاركة في الأنشطة.
* إدخال تعديلات على الروتين اليومي للفرد بما يساعد على تقليل استخدامه للإنترنت.
الرئيسية 
البوابة 
