ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75783 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رسالة من تحت اللحاف! الجمعة 25 مارس 2016, 3:34 am | |
|
رسالة من تحت اللحاف! قال لي، أنه كل ليلة، حينما يغطي رأسه باللحاف، في فراش الزوجية، تتقاطر على رأسه ملفات اليوم كله، وأشدها مضاضة على نفسه، وحرقة في صدره، قصة غيرة امرأته الجنونية، حد تحويل حياته إلى قطعة من جحيم.. وقال أيضا، أنه بعد نامت شريكة العمر، أضاء هاتفه الخلوي، تحت اللحاف، وبدأ يخط لي هذه الرسالة، بعيدا عن العيون، حيث لا يستطيع أن يخلو لنفسه، أو بالأحرى، لا يصفو كدره، إلا حينما يضع رأسه على المخدة، وها هو يبدأ بكتابة رسالته الغريبة.. فيقول.. أخي الكريم.. على الرغم من معرفة زوجتي إنني إنسان مخلص لها إلى حد الهبل، ومتفان في خدمة مؤسسة الزواج على نحو استثنائي، إذ كثيرا ما أدخل المطبخ ليس لمساعدتها في الطبخ فحسب، بل للقيام بالمهمة كلها، أعني إعداد الطعام، وتنظيم المائدة، وجلي الصحون، وعلى الرغم من حرصي المدهش على السخرية الكاذبة(!) من جميلات الشاشة الجهنمية، وإبداء «تقززي!» المُدعى الدائم من مشاهد العُري و»الابتذال» الجنسي المغلف بالفن والإبداع، على الشاشة الفضية، التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، والظهور بمظهر المتشاغل اللامبالي في حضرة امرأة بالغة الفتنة، والمبالغة في تقمص دور المنهك في عملية سياقة السيارة لدى عبورنا منطقة يتبختر بها «رف» من النساء الحسان،، وتعمد إبداء اهمالي المقصود لظهور مفاجىء لنموذج مجسد للفتنة الطاغية، والإمعان في بذل التذمر الدائم من فساد الأخلاق، وعدم «الحشمة!» وشيوع الفحش على أنواعه وتعبيراته المختلفة الصارخة: في الصوت والصورة و»التقصع» والتفنن في عرض التضاريس والإنحناءات، وعلى الرغم من تمسكي المبالغ فيه بخطاب عقلاني محايد يشيع في لغتي الموجهة للجنس الآخر خاصة إذا كان الحوار في حضرة زوجتي، وعلى الرغم من تيقن شريكتي الأبدية، ليس فقط من عفتي واستقامتي وعزوفي عن الاقتراب من غيرها من النساء، بل - أيضا - من عدم قدرتي وعجزي عن «خيانتها»، إلا أنها لم تستطع ان تمنع نفسها من الغيرة عليّ، وتلون وجهها امتقاعا وانفعالا، كلما شاهدت نون النسوة في أي مشهد في حياتي، دون اعتبار لأي من اجتهاداتي الممعنة بالطهر والتعفف والعزوف عن النساء كلهن، بمن في ذلك هي ذاتها أحيانا! أخي: أرجوك أرشدني إلى وصفة سحرية، توقف أو تبطىء من تدفق «نبع» الغيرة المتجدد في حياة زوجتي، والتي تكاد تحيل كل حواراتنا إلى نقار ومشادات وصراخ أحيانا، فقد فشلت كل وسائلي في مد جسور التفاهم مع هذا الكائن المسمى «زوجة»، فهي تتعامل مع «وثيقة» الزواج باعتبارها سند ملكية، تبيح لها التصرف بي على النحو الذي تريد، دون مراعاة لمشاعري كشريك وليس كموظف في «دائرتها»، فجميع تصرفاتها تؤكد أنها تمتلك حق الانتفاع «الحصري» بي، كممول لمعيشتها ومتعتها، وخدمة «شمات الهوا» الخاصة بها، وكمسؤول مباشر عن التسرية عنها، وتبديد ضجرها، والتواصل مع من تحب من الأهل والجيران والاصدقاء، والأنكى من كل ذلك، يتعين علي أن أتصرف كمستخدم مخلص حد التفاني في الخدمة، دون أن أبدي أي مشاعر أو إيماءات ذكورية في حضرة أي أنثى، حتى ولو كانت من جنس غير بشري! أخي الكريم: في ظل هذه الغيرة الطاغية، التي تجعلني دائما وأبدا في دائرة الإتهام، بدأت جديا بدراسة فكرة إمكانية تحقيق شكوك شريكة العمر فعلا، وعلى الأرض، فما دمت متهما زورا وبهتانا بما ليس بي، وأعاقب على ما لا أرتكب من خطايا، فلم لا يكون هذا العقاب على فعل حقيقي، هذا طبعا إن استطعت أن أقترف هذا المحظور والمحذور! انتهت الرسالة، ولعل في الفقرة الأخيرة، الجواب على كل ما ورد أعلاه، وكم أتمنى أن تقرأ هذه الرسالة، صاحبة هذه القصة لعلها تردعها، عما هي فيه، سلوك قد يودي بها وبصاحب الشأن إلى الهلاك!
|
|