عيوب تربية الأطفال بالتخويف والقهر
دعيني أسألك سؤالاً.. "كيف تربين رجلًا؟" والرجولة هنا صفة أخلاقية تعني القوة والشهامة والمروءة بعكس الصفة الخلقية التي يمكن أن تقولين عنها ذكر وأنثى. لتربين رجلًا وتصنعين من طفلك أو طفلتك صاحب شخصية قوية يجب أن تمسحي من أجندتك التربوية كلمتي التخويف والقهر تمامًا وللأبد.
كثيرًا ما أسمع عبارات عجيبة مثل "هلسعك بالمعلقة السخنة أو هحرقك بالشمعة أو هحط الشطة في بؤك"، وأرى الأم أو الأب المهدد المتوعد وقد تحول وجهه وتعابيره إلى وجه أقرب إلى شرشبيل الشرير في كارتون السنافر، هل تعرفونه؟
نعم تصوري أن مظهرك يكون في عيني الصغير كذلك الشرير لأن الغضب يتملكك وتبدأين تعاقبين ذلك الصغير على خطئه الذي في الغالب يكون خطئًا صغيرًا بعقاب أكبر وأقسى بكثير.
كلنا نخطئ والخطأ هو في الأصل سبيل التعلم لذلك لو عاملت طفلك بما يمنعه من مجرد الوقوع في الخطأ فتأكدي أنك تحرميه من التعلم ومن الشجاعة على المواجهة وتزرعين في قلبه الخوف من كل شيء.
يقول ابن خلدون: "من كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين، سطا به القهر وضيق على النفس في انبساطها، وذهب بنشاطها ودعاه إلى الكسل، وحمله على الكذب والخبث، والتظاهر بغير ما في ضميره، خوفاً من انبساط الأيدي بالقهر عليه، وعلمه المكر والخديعة لذلك، وصارت له هذه عادة وخلقاً، وفسدت معاني الإنسانية التي له من حيث الاجتماع والتمدن، وهي الحمية والمدافعة عن نفسه أو منزله، وصار عيالاً على غيره في ذلك"
كيفية التعامل مع الطفل سييء السلوك
التعامل مع الطفل السيء السلوك بشكل يومي أمر متعب ومرهق جداً للآباء والأمهات، لكن لا تقلقي فهناك حلول لتلك المشكلة، السلوك السيء «التخريبي» يتضمن: العدوانية وعدم الطاعة والتحدي والمواجهة والجدال مع الكبار، والأمثلة قد تتضمن الضرب، كسر القواعد ورفض عمل شيء يُطلب منه، تلك السلوكيات ما هي إلا مجرد مرحلة طبيعية عند الأطفال الصغار والمراهقين.. والتعامل السليم هو ما سيساعد طفلك على تخطي تلك المرحلة.
هناك علاقة مباشرة بين سلوك الطفل والأهل، فليست كل طريقة تنفع مع كل طفل، عليكِ أن تعرفي ما هو أفضل لطفلك ولعائلتك.
تخبرنا الأبحاث الحديثة.. بأن التعامل الشديد مع الأطفال لا يقلل من سوء سلوكهم، بل بالعكس قد يكون هو السبب في سوء سلوك الطفل من البداية، والتساهل الزيادة أيضاً مرتبط بالسلوك العدواني، الطريقة التي قد تكون ناجحة هي عندما يستخدم الآباء والأمهات نظام متناسق لا يحتوي على الشدة الزائدة ولا التساهل المفرط، أحد الطرق هو استخدام نظام التربية الإيجابي مع الطفل، وذلك لا يعني أن نترك الأمور لهواء الطفل، بل يعني التفاهم معه وإعطائه الأدوات اللازمة للرجوع عن سلوكه السيء.
قبل أن نبدأ في كيفية التعامل مع السلوك السيء، يجب أن نعلم أولاً لماذا يتصرف الطفل بهذا الشكل، وما هي متطلباته في تلك المرحلة من تطورة.
• لماذا يقوم الطفل بسلوك سيء؟
- الأطفال الصغار يحتاجون للتصرف خارج المسموح لعدة أسباب معظمها تدور حول لفت الانتباه، إذا كان طفلك يتصرف بسلوك سيء للفت انتباهك، يكون في أغلب الأحيان راغباً في أن تعيريه انتباهك بصورة زائدة، كبالغين نحن نأخذ السلوك الجيد كأمر طبيعي جداً، ونعلق فقط عندما يقوم الطفل بتصرف خاطئ.
- احتياجات تنموية.. عندما يصبح صغيرك 18 شهراً، يشعر بأنه يريد أن يكون مستقلاً، يبدأ في فعل أشياء بمفرده، لكنه لا يستطيع فيصاب بالإحباط بسهولة، وينتهي به الأمر بنوبة غضب أو ينهار، في تلك الحالات طفلك لا يسيء السلوك، لكنه في ذلك الوقت مشاعرة طاغية عليه ويحتاج للراحة وليس التقويم.
إليكِ بعض الوسائل التي يمكنك استخدامها اليوم للتعامل مع سلوك طفلك السيء:
- امدحي السلوك الجيد وتجاهلي السلوك السيء: امدحي طفلك حين يقوم بعمل جيد مثل أن يقوم بمساعدتك.
- إذا كان سلوك الطفل السيء متكرر، حاولي إيجاد فرص ومواقف تعلمين أنه سيقوم فيها بعمل جيد، وعندها تسمعيه المدح والإطراء على هذا السلوك الجيد.
- قد تكون أشياء بسيطة جداً مثل أن تطلبي منه أن يعطيك الكوب أو يختار قميص لارتدائه اليوم، إذا كان السلوك السيء بدافع لفت انتباهك فتجاهليه، وذلك أفضل الحلول طالما ذلك السلوك لا يؤذيه ولا يؤذي الأخرين.
- تقليلك من التعليقات السلبية وإكثارك من الإيجابية خلال اليوم سيوضح له أن هناك بديل للتصرفات السيئة.
- حددي الاختيارات: الاختيارات وسيلة جيدة للتربية، فهي تقلل من حدة الاختلاف في المواقف التي يريد أن يشعر فيها الطفل بالاستقلالية، يمكنك أن تعطيه حرية الاختيار عند انتقائه الحذاء الذي سيرتديه اليوم على سبيل المثال، أو ماذا يريد أن يأكل، لكن طريقة طرحك للاختيارات قد تغير الإجابة تماما، فسؤالك «أي حذاء تريد أن ترتدي اليوم؟»، قد يؤدي بالطفل أن يختار حذاء لا يمكنه ارتدائه لأن السماء تمطر اليوم، الأحسن أن تحددي الاختيارات لاختيارين واضحين في سؤالك.. «أيهما تريد أن تلبس اليوم، الحذاء الأخضر أم الأزرق؟».
- اشرحي العواقب واتبعيها: عرفي طفلك عواقب أفعاله، هذا لا يعني أن تهدديه بالعقاب إذا ما أخطأ، لكن اشرحي له العواقب الحقيقية لسلوكه السيء. مثال: إذا سكب اللبن أو قام بالرسم على الأرض.. اشرحي له أن ذلك يحتاج للتنظيف وأريه كيف يفعل ذلك، من المهم جداً إيضاح العواقب الحقيقية للفعل، لا تقولي لطفلك سوف أخذك للمنزل إذا لم تكف عن إلقاء الرمال، وفي النهاية لا تلتزمين بما قلتيه.
- اصرفي انتباهه واعيدي توجيهه: إذا ما أقدم طفلك على السلوك السيء أو بالفعل تصرف تصرفاً سيئاً، فإعادة التوجيه أسلوب جيد، اصرفي انتباه طفلك عن ما يفعله واعطيه بديل عنه، فإذا ما صرفتي انتباهه فقط، سيعود لما كان يفعله قبل صرف الانتباه، إعادة توجيهه بعد صرف انتباهه سيعطيه نشاط بديل توافقين عليه.
التعامل مع الطفل السيء السلوك قد يكون أمر شاق، لكن تذكري أن تكوني صبورة ومثابرة، قد يسوء تصرف طفلك قبل أن يتحسن فلا تقلقي فذلك طبيعي، مع الإصرار والتكرار سيتعلم طفلك أن يتجاوب مع السلوك الجديد، المواقف التصادمية ما هي إلا فرص لتعلم طفلك، فأنتِ تعطيه الدروس وتعلميه الأساليب الذي سيستمر عليها طيلة عمره القادم.
نصائح تربوية مهمة:
- مراعاة التوازن خلال تربية الاطفال بين الترغيب والترهيب وأن يكون الترهيب دون قهر أو تخويف شديدين وإنما مجرد تهديد بغضب أو بحرمان من شيء يحبه مثلًا
- بناء مساحة تعتمد على الحوار الهادئ والمناقشة منذ سنوات الطفل الأولى، ومنح الأبناء بعض الحرية المناسبة لعمر الطفل لاختيار ما يحب ويريد ويكره
- حاولي أن تعلّميه تحمُّل المسؤولية عن أخطائه، فبدلأ من الانفعال على الطفل الذي يحدث منه كسر كوب الماء، اطلبي منه أن يقوم بتنظيف المكان وكافئيه لفظياً، واشرحي له وجوب الإمساك الجيد للكوب.
- اكرهي الخطأ ولا تكرهي المخطئ، لذلك لا تسبي أو تعنفي أو تهيني وابتسمي وأنت تقنعيه بالخطأ.
- لا تعلميه الخوف من الفشل لأنه سيحرمه من التجربة والمحاولة ولا تتوقفي عن تربيته وتقويمه مهما تكرر خطؤه.
كيفية التعامل مع نوبات غضب اﻷطفال!
يلجأ اﻷطفال فى السنوات اﻷولى من عمرهم إلى ما يسمى «نوبات الغضب»، لتحقيق مطالبهم، فمنهم من يلقى بنفسه على اﻷرض غاضباً، ومنهم من يقوم بالصراخ بشكل هيستيرى متواصل و عدم التوقف عن الصراخ الا بالحصول على ما يريد.. كيف تتعاملين في هذا الموقف؟ خاصة إذا كان لديكِ أكثر من طفل؟
فى بداية اﻷمر.. هناك بعض المعلومات التى يجب أن تعرفيها عن هذه النوبات:
- متى تبدأ التربية: فى سن الثمانية أشهر تقريباً يبدأ معظم اﻷطفال بنطق كلمة «لا»، ويكون استخدامها أكثر من استخدام كلمة «نعم أو حاضر» بحوالى 7 مرات، لذا يجب أن تتصيدى له التصرفات الجيدة والقاء الكلمات الإيجابية «صح – جيد – ممتاز، وتحويل انتباهم للحلول، بدلاً من استخدام كلمة «لا»، فيمكن أن تستخدمى «لنحاول – لنجرب».
- تعتبر «نوبات الغضب» علامة تطور إيجابية، ﻷنها محاولة من اﻷطفال للتعبير عن أنفسهم، وأيضاً يلجأ بعض اﻷطفال لرمى أنفسهم على اﻷرض لعدم قدرتهم الحصول على مطالبهم.
- من الطبيعى أن تشعرى بالغضب أثناء مرور طفلك بهذه المرحلة، لكن من اﻷفضل واﻷكثر مساعدة له ألا تظهرى له هذه المشاعر.
- لا تستسلمى لمطالبهم، فحينها سوف يفهم أن هذا التصرف غير مقبول وسيتم تكراره.
- من المهم أن تعرفى أنه فى سن الرابعة أو الخامسة ستبدأ مهارات التواصل لديهم بالتطور، فسيلجأون ﻷساليب أخرى للتعبير عن متطلباتهم.
ينصح خبراء التربية بالتعامل مع هذه التصرفات بأساليب معينة، تعرفى عليها فى النقاط التالية:
- تجنبي التصرف بعنف مع اﻷطفال أثناء هذه الحالة، ﻷن غضبك لن يجدى نفعاً بل سيزيد اﻷمر سوء، لذا يجب الحفاظ على هدوئك.
- بعض اﻷطفال لا يفضلوا أن يلمسهم أحد أثناء غضبهم، لذا عليكِ تفهم ومعرفة متطلبات طفلك.
- يجب الانتظار حتى يهدأ الطفل للتحدث معه عما سبق، ويجب تجنب «اللوم» أثناء المحادثة، ومن المهم أن تكونى فى نفس مستوى أعينهم عند التحدث معهم.
- من الممكن أيضاً إلهاء الطفل بأنشطة شيقة وممتعة حتى يتجنب اللجوء لهذه النوبات.