حرب «قروسطية» في القرن العشرين!
منذ أيام مرت بنا الذكرى العشرون، لأبشع حرب شهدها القرن العشرون، ارتكبت بذهنية وأدوات وروحية القرون الوسطى الأوروبية، تجعل من الجرائم التي ترتكبها تنظيمات وأفرد يرفعون راية الدين، أي دين، مجرد بشاعات صغيرة، إنها الحرب الدينية المتوحشة التي شنها صرب البوسنة ضد مسلميها، أتذكرونها؟
طيلة الوقت نسمع من يقول، أن المسلمين يقتتلون فيما بينهم، وأن المسلم يقتل أخاه المسلم، ولكن ما حدث قبل عشرين عاما في قلب أوروبا، يدحض هذا الإدعاء، ويجعلنا ننظر إلى التوحش الذي نشهده الآن في غير ساحة، باعتباره ربما نوعا من العبث!
في تلك الحرب، التي شنها الصرب على مسلمي البوسنة.. استشهد 300 ألف مسلم، واغتصبت فيها 60 ألف امرأة وطفلة.. وهجّر مليون ونصف المليون!
- مذيع سي إن إن يتحدث عن ذكرى المجازر البوسنية، ويسأل (كريستيانا أمانبور) المراسلة الشهيرة:
- هل التاريخ يعيد نفسه ؟
- أمانبور من سي إن إن تعلق على ذكرى البوسنة فتقول: كانت حرباً قروسطية، قتلٌ وحصارٌ وتجويعٌ للمسلمين، وأوروبا رفضت التدخل، وقالت: حرب أهلية، وكان ذلك خرافة..!
- استمر الهولوكوست نحو 4 سنوات، هدم الصرب فيها أكثر من 800 مسجد، بعضها يعود بناؤه إلى القرن السادس عشر الميلادي..(هل تذكرون بكاء الغرب على تماثيل بوذا، وحجارة تدمر!) وأحرقوا مكتبة سراييفو التاريخية ، تدخلت الامم المتحدة فوضعت بوابين على مداخل المدن الاسلامية، مثل غوراجدة، وسربرنيتسا، وزيبا، لكنها كانت تحت الحصار والنار..
فلم تغن الحماية شيئاً، وضع الصرب آلاف المسلمين في معسكرات اعتقال، وعذبوهم، وجوعوهم، حتى أصبحوا هياكل عظمية..! ولما سئل قائد صربي : لماذا ؟ قال: إنهم لا يأكلون الخنزير!
- نشرت الغارديان أيام المجازر البوسنية، خريطة على صفحة كاملة، تظهر مواقع معسكرات اغتصاب النساء المسلمات، 17 معسكراً ضخماً بعضها داخل صربيا نفسها ..
- اغتصب الصرب الاطفال .. طفلة عمرها 4 سنوات، والدم يجري من بين ساقيها..
ونشرت الغارديان تقريراً عنها بعنوان: الطفلة التي ذنبها أنها مسلمة ..
- الجزار ملاديتش دعا قائد المسلمين في زيبا إلى اجتماع .. وأهدى إليه سيجارة ، وضحك معه قليلاً ، ثم انقض عليه وذبحه.. وفعلوا الافاعيل بزيبا وأهلها، الجريمة الاشهر كانت حصار سربرنتسا، كان الجنود الدوليون يسهرون مع الصرب، ويرقصون، وكان بعضهم يساوم المسلمة على شرفها، مقابل لقمة طعام، حاصر الصرب سربرنتسا سنتين .. لم يتوقف القصف لحظة، كان الصرب يأخذون جزءاً كبيراً من المساعدات التي تصل إلى البلدة.. ثم قرر الغرب تسليمها للذئاب: الكتيبة الهولندية التي تحمي سربرنتسا تآمرت مع الصرب، ضغطوا على المسلمين لتسليم أسلحتهم مقابل الامان..! رضخ المسلمون بعد إنهاك وعذاب.. وبعد أن أطمأن الصرب، انقضوا على سربرنتسا، فعزلوا ذكورها عن إناثها، جمعوا 12 ألفا من الذكور
( صبياناً ورجالاً ) فذبحوهم جميعاً ومثلوا بهم .. من أشكال التمثيل : كان الصربي يقف على الرجل المسلم فيحفر على وجهه وهو حي صورة الصليب الارثوذكسي (من تقرير لمجلة نيوزويك أو تايم) .. كان بعض المسلمين يتوسل إلى الصربي أن يجهز عليه من شدة ما يلقى من الالم..! أما النساء فاعتُدِيَ على شرفهن وقتل بعضهن حرقاً.. وشرد أخريات في الافاق.. استمر الذبح أياماً في سربرنتسا.. كان سقوطها في آخر تموز / يوليو 1995
- كانت الام تمسك بيد الصربي.. ترجوه ألا يذبح فلذة كبدها فيقطع يدها ثم
يجز رقبته أمام عينيها..!
بعد ذبح سربرنتسا .. دخل الجزار رادوفان كاراجتش المدينة فاتحاً وأعلن: سربرنتسا كانت دائماً صربية وعادت الان إلى أحضان الصرب، كان الصرب يغتصبون المسلمة ويحبسونها 9 أشهر حتى تضع حملها، لماذا ؟ قال صربي لصحيفة غربية: نريد أن تلد المسلمات أطفالاً صربيين!
كان الصرب يتخيرون للقتل علماء الدين وأئمة المساجد والمثقفين ورجال الاعمال، وكانوا يقيدونهم، ثم يذبحونهم، ويرمونهم في النهر..! كان الصرب إذا دخلوا بلدة بدؤوا بهدم مسجدها!
هل هذا يكفي؟
ثم يسأل من هم بلا ذاكرة: من أين جاء التوحش، والإرهاب، وكل تلك البشاعة!!