غابات برقش ومغارتها السياحية ...

رحلة إلى غابات برقش ومغارتها السياحية ... محمية طبيعية يزيد عمرها على مئات السنين



تعتبر غابات برقش الطبيعية التي تنبسط على مساحة زهاء 25 الف دونم في لواء الكورة وتبعد عن عمان 80 كيلو مترا وعن إربد 30 كيلو مترا وتضم اكثر من مليوني شجرة حرجية من  السنديان والبطم والزعرور والبلوط ، من اهم مواقع الجذب السياحي الداخلية في الاردن ، حيث تعتبر غابات جبل برقش الذي يمتاز بإشحار معمرة محمية طبيعية يزيد عمرها على مئات السنين . وتشهد هذه الغابات إقبالا كبيرا وحركة تنزه نشطة من المواطنين على مدار الاسبوع  إذ تتمتع برقش بجماليات طبيعية ساحرة ، وتؤوي مئات من الحيوانات والطيور والاحياء بإعداد كبيرة تزيد بحسب الدراسات والباحثين على 500 نوع . وتتميز غابات برقش بجمالها وربيعها وبيئتها وغاباتها الغنية بالتنوع الحيوي وجبالها الشاهقة وبساتينها وأوديتها الغنية  بالمياه والظلال ، ما جعلها قبلة للسياحة الداخلية حيث سجلت حضورا وزيارة خلال الشهور الثلاثة الماضية ضمن السياحة الشتوية والتنزه والمغامرة والاستجمام من قبل المواطنين زادت على 400 الف مواطن إن لم يكن اكثر . وخلال جولة «للدستور» لاحظت ان ما يميز هذه الغابات رغم كثرة زوارها، نظافة المكان بصورة عامة ، الذين باتوا يدركون اهمية الحفاظ على جمال ونظافة المكان والبيئة لهم ولغيرهم ، ولاحظت «الدستور» عائلات تجمع مخلفاتها عقب الزيارة في اكياس وتضعها في الحاويات التي خصصتها بلدية برقش لهذه الغاية . مغارة ساحرة تحفل منطقة برقش بالعديد من المكونات الطبيعية الآسرة من ضمنها مغارة رائعة بتكويناتها وتشكيلاتها الصخرية الشاهدة على عبق التاريخ .. وعند زيارتك للمنطقة ترى أن هناك اهمالا واضحا في العناية بهذه المنطقة السياحية وان المعنيين لم يستطعيوا لفت وجذب النظر اليها والترويج السياحي لها . وتقول مديرة سياحة محافظة إربد الدكتوره مشاعل الخصاونه ، ان غابات برقش من اهم مواقع السياحة الداخلية في الاردن ، نظرا لجمال الموقع والطبيعة ، مشيرا إلى ان لواء الكوره يتميز بالعديد من مواقع الجذب السياحي ، كتل « رأس برقش « والذي يرتفع حوالي 875 مترا فوق مستوى سطح البحر، ويشرف على معظم مناطق شمال الاردن وسهول حوران وجبل الشيخ وجبل الكرمل وغور بيسان ولواء جنين في فلسطين وطاحونة عوده ووادي الريان وكهف السيد المسيح . وقالت غابات برقش تحتضن مغارة «الظهر» التي تقع في منطقة الشرق من جبل برقش، وفي الجهة المقابلة لبلدة زوبيا كهف الطبيعي الذي يشبه مغارة جعيتا في لبنان بما ينحدر منه من مسلات ويتلون بالاشكال،  وهو مغارة الظهر التي يُقدر عمرها بـ4 ملايين عام، والتي تبلغ مساحتها زهاء 4 دونمات وتشهد حركة سياحة وزيارة لها غير مسبوقة منذ إكتشافها عام 2003 . وتتميز هذه المغارة بموقعها الذي يقع وسط غابات طبيعية كثيفة، وتعتبر المغارة تجويفا طبيعيا مكونا من عدة مغارات ودهاليز متصلة ببعضها البعض تكونت في الازمنة الجيولوجية الغابرة ومكوناتها كثيرة ومدهشة للغاية . رغم الاكتشاف الجزئي لمغارة برقش الا انها تعتبر من أهم المعالم الهيدروجيولوجية التي تدل على التتبع الطبقي والتركيب الجيولوجي لمنطقة شمال المملكة ، حيث تعود أهمية هذه المغارة إلى إمكانية رؤية ودراسة الطبقات الجيولوجية داخلياً وبصورة ديناميكية للمياه الجوفية. يعتبر الدخول إلى المغارة في غاية الصعوبة، نظرا لضيق مدخلها ، وهو عبارة عن شق في الصخر الكلسي بطول مترين ، ويفضي المدخل الى كوة يبلغ طولها ثلاثة امتار تنتهي بساحة شبه دائرية الشكل قطرها متران ونصف المتر ، ولا يمكن أن تواصل سيرك في المغارة المعتمة دون اضاءة . في الجانب الشمالي من المغارة يوجد نفق أنبوبي غير منتظم الشكل ، طوله حوالي 20 مترا وبالكاد يتسع لمرور شخص ، ولا يمكن عبوره إلا زحفا، وينتهي النفق بمجموعة من الكهوف والمغارات والدهاليز والسراديب والأنفاق الداخلية. يوجد داخل المغارة التي تشق طريقها عبر الصخر الكلسي خمس قاعات رئيسية عثر بداخلها على قطع فخارية ، اضافة الى العديد من الممرات والسراديب مثل ممر عين زوبيا، وفي نهاية المغارة (الكهف ) توجد عين ماء آخر ممر المتاهة إلى اليمين يؤدي إلى قاعة البركة.ويحتمل أن تكون المياه الجوفية لمغارة برقش، كما يقول خبراء اثار مصدر الماء لعين زوبيا في باطن الأرض،ويرجح أن الوادي جنوب غرب المغارة هو المخرج لهذه المياه الجوفية. قرية «الحاوي»، ويحتضن جبل برقش قرية تسمى «الحاوي»، وهي قرية أثرية واقعة جنوب جبل برقش يعود تاريخها إلى العصر المملوكي، يوجد فيها مسجد قديم وعدد من المساكن وبركة ذات أرضية صخرية ملساء لجمع مياه الأمطار لخدمة المزارعين والثروة الحيوانية ،وتطل هذه القرية على محمية الغزلان شمالا ومحمية الطيور جنوبا وسميت بالحاوي نسبة إلى شيخ قديم. ويضاف إلى ذلك وجود محمية برقش للاحياء البرية، والتي تقع في الجزء الشمالي الشرقي من جبل برقش وتبلغ مساحتها 20 الف دونم، ويعيش بداخل المحمية انواع عدة من الغزلان البرية وغزلان الأيل الأسمر (ايل داما) الخاروف الجبلي؛ حيث يبلغ عددها 500 غزال، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الطيور البرية التي تم استيراد قسم منها من دولة البحرين ومن هذه الطيور (فزنت، الحجل، الحبش، الطاووس). كهف السيد المسيح واضافت ان السياحة تتعاون مع حمعيتن سياحيتين هما جمعية كهف السيد المسيح وجمعية ابناء الكورة السياحية لترويج المنتج السياحي في لواء الكورة عامة ومنطقة برقش خاصة ، مشيرة إلى انه تم توزيع كرفانات لاستغلالها للمنتج السياحي لتوزيع المياه والعصائر وإستخدامها كبقالات صغيرة لخدمة المنطقة وبإشراف السياحة ، لافتة انه تم ايضا تعزيز هذه المواقع بإربعة وحدات صحية متنقلة لخدمة زوار المنطقة . وبينت انه يوجد في المحافظة 5 مسارات سياحية ومنها مسار برقش الذي يبلغ طوله زهاء 30 كيلو مترا ويمر بمواقع اثرية وطبيعية وتاريخية وجمالية وجبال وهضاب تزيد الزائر متعة وترويحا عن النفس ، معربة عن املها ان يتم إستحداث مسارات في المستقيل تتفرع عن المسار الام كأن يكون هناك مسارات  بيئية ودينية وتاريخية ومغامرة وغير ذلك . واكدت الخصاونه اهمية المحافظة على برقش رسميا وشعبيا كثروة وطنية وأهمية إدامة الحفاظ على البيئة والطبيعة الخلابة وتكثيف الحملات البيئية من قبل مختلف الجهات لتبقى برقش وكل مواقع الاردن السياحية بما فيها من مواقع ومقومات وميزات نسبية  قبلة وملاذا امنا للترويح عن النفس كمنتج سياحي ، مثمنة تعاون التربية وبلدية برقش والجمعيات السياحية ومؤسسات المجتمع المدني  والاندية مع السياحة لانجاح فعالياتها البيئية والسياحية ,مناشدة  الجهات المعنية والمستثمرين التوجه نحو منطقة برقش والاستثمار في الموقع لاهميته وجدواه الاقتصادية . وقالت ان وجود المحمية تشجيع علي السياحة والبيئة والاستثمار في المجالات السياحية، والمحافظة على التنوع الحيوي وتطوير الحياة الاقتصادية والاجتماعية للسكان المحليين التي هي ضمن خطط وبرامج المديرية بالتعاون مع الوزارة . وقال مدير الحراج في مديرية زراعة لواء الكوره المهندس محمد الجراح ان مساحة غابات برقش تبلغ حوالي 25 الف دونم  وهي من الغابات الطبيعية المعمرة ، لافتا إلى ان الاف الاشجار يزيد عمرها على 500 سنه ما يجعلنا نهتم ونحافظ على هذه الثروة الوطنية ،مشيرا إلى ان منطقة برقش خصص لها 11 طوافا للحفاظ على الغابات الموجودة ومنع اية إعتداءات عليها سواء بالتقطيع ا والحرائق ، مبينا ان نسبة التعديات على الغابات من قبل المواطنين في منطقة برقش اقل من 5% ،  وهذا يؤكد على وعي المواطنين وحرصهم على هذه الثروة الوطنية التي تشكل جذبا سياحيا ولا اجمل ، مشيرا ان غالبية سكان القرى المحيطة بالغابات يستخدمون الجفت في التدفئة او الاحطاب الجافة المرخص بها ،  لافتا إلى ان محطة حراج برقش تشكل بموقعها المشرف اسست من اربعينيات القرن الماضي تشكل مكانا للمراقبة الحرجية الهامة . بلدية برقش وإعتبر رئيس بلدية برقش سامح الدهون ان الحفاظ على البيئة بكافة مكوناتها  واجب وطني ومسؤولية جماعية , مبينا ان منطقة برقش وغاباتها تقع خارج التنظيم ،  غير ان البلدية وزعت العديد من الحاويات في المنطقة  وتقوم بإستمرار بجمع النفايات كي تبقى نظيفة امام الزوار وحركة التنزه التي تشهدها بصورة كبيرة خاصة هذه الايام للتمتع بالطبيعة الجميلة وربيع المنطقة ،  مؤكدا اهمية إدامة حملات التوعية والنظافة للمنطقة من قبل مختلف الجهات الرسمية والاهلية . وطالب زوار إلتقتهم «الدستور « وهم الحاج احمد مفلح ومحمد احمد القضاة والمهندس غيث درادكه والمهندس حسام شطناوي والدكتور عتبه الشياب وزارة السياحة والاثار بالعمل على الاهتمام بمغارة برقش والحفاظ عليها من العبث وإيجاد طريق مناسب للوصل إليها ،  حيث ان الطريق ترابي ولشخص واحد ,تسير بين الاشجار ،  وتعيين حارس عليها , وإستثمارها سياحيا وإقامة بعض الخدمات والمرافق  حولها بعد تأهيل محيطها  ، حيث تشكل المغارة معلما سياحيا بارزا بما تحتويه من مخاريط من الصواعد في ارضيتها ومخاريط النوازل والهوابط المدلاة من سقفها بلونها القرمزي اضافة الى لوحات جدارية طبيعية متدرجة في الالوان والاطاريف ذات جمال طبيعي نادر تشكلت عبر ملايين السنين . وتولي وزارة السياحة والآثار مغارة الظهر اهتماما كبيرا، بالتعاون مع وزارة التخطيط  ومن خلال مشروع  العمل الوطني الوطني عملت عام 2003 على تنظيف مدخل المغارة بإزالة الطمم والاتربة والحجارة المتراكمة على المدخل تمهيدا لتأهيلها لاستقبال الزوار مستقبلا وذلك بعد ان تكون البنية التحتية مكتملة.