ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: التلمود تاريخه و تعاليمه . الثلاثاء 19 أبريل 2016, 12:01 pm | |
| التلمود تاريخه و تعاليمه .1- ما هو التلمود؟هو أحد أهمّ الكتب الدينيّة و أقدسها عند اليهود .و هو النتاج الأساسي للشريعة الشفويّة ، أي تفسير الحاخامات للشريعة المكتوبة (التوراة ).ويضمّ سجلّا لنقاش الحاخامات حول الشريعة اليهوديّة و الأخلاق و العادات و الأساطير و القَصص ، التي يعدّها التراث اليهودي مؤصّلة بالتواتر الشفوي .و هو مصدر أساسي للتشريع و الأعراف ، و للتواريخ الواقعيّة و المواعظ الأخلاقيّة .2- مم يتألّف التلمود؟يتألّف التلمود من مكوّنين رئيسيين : المشناه و الجمارا.3- ما هي المشناه ؟هي أوّل مجموعة مكتوبة من الشريعة الشفويّة للدين اليهودي .4- ما هي الجمارا ؟هي نقاش حول المشناه علماَ أنّ مصطلحي التلمود و الجمارا يردان عادة بالتوازي .و التلمود يتوسّع في نصوص التوراة الباكرة عموما و في المشناه بوجه الخصوص ، و هو أساس القواعد التالية للشريعة اليهوديّة كلّها ، و للكثير من الأدب الحاخامي .5-كيف يتمّ الإشارة كلاميّا للتلمود و ما سبب التسميات ؟تجري الإشارة في العادة إلى التلمود بعبارة "شاس ש"ס " وهي اختصار حروفيّ للتسمية العبريّة ( ششّاه سداريم ) و تعني المباحث الستّة .واسم التلمود مشتقّ من الجذر العبري (لامد עבור רב ) الذي يعني : درس و تعلّم . كما في عبارة (تلمود توراه ) أي : (دراسة الشريعة) . و هذا يتقارض مع العربيّة : تلميذ ، تلمذه .6-كيف يتعامل اليهود مع التلمود؟يعدّ اليهود التلمود كتاباً مقدّساً ، وأنّ كلام علمائه كان ( يوحي به الروح القُدُس ) : (روح هقّدِش רוח הקודש ) على أساس أنّ الشريعة الشفاهيّة مساوية في المنزلة للشريعة المكتوبة .7-على ماذا تدور أو تحتوي الموضوعات الأساسيّة للتلمود؟التلمود مصنّف للأحكام الشرعيّة أو مجموعة القوانين الفقهيّة اليهوديّة حول :- المواضيع القانونيّة : (هلخاه ).- و الوعظيّة : (هَجَداه ).وتتّضح الخاصيّة الجيولوجيّة في التلمود ، فهو يضمّ داخله و جهات نظر شتّى متغايرة تماما ، إذ أنّه عبارة عن موسوعة تتضمّن الدين و الشريعة و التأمّلات الغيبيّة و التاريخ و الآداب و العلوم الطبيعيّة .كما يتضمّن فضلاً عن ذلك فصولاً في الزراعة و فلاحة البساتين و الصناعة و المهن،و التجارة و الرّبا و الضرائب و قوانين الملكيّة و الرقّ و الميراث ،و أسرار الأعداد و الفلك و التنجيم و القصص الشعبيّ ، بل و يغطّي مختلف جوانب حياة اليهوديّ الخاصّة .أي أنّه كتاب جامع مانع بشكل يكاد لا يدع للفرد اليهوديّ حريّة الاختيار في أيّ وجه من وجود النشاط في حياته العامّة أو الخاصّة – إن هو أراد تطبيق ما جاء فيه .بعض المصطلحات المفيدة : فقهاء اليهود : حاخامات . التناخ : لفظة أوائليّة (تَ ، نَ ، خَ ) وتعني اللفظ أو مختصر اللفظ العبري الذي يشير للتوراة . المدراش : (מדרש )هي سلسلة مجموعة من التعليقات القديمة على كل أجزاء التناخ بتنظيم وتقسيم مختلفين من مجموعة إلى أخرى. فكل جزء من كتاب في المدراش يمكن أن يكون قصيرا جدا وبعضه يصل في القصر إلى كلمات قليلة أو جملة واحدة ويوجد بعض من أجزاء من المدراش في التلمود.
معلّمي المشناه : تنائيم . الشرّاح : أمورائيم . و المفسّرين : صبورائيم . و الفقهاء : جاءونيم . نشوء التلمود و تطوّره
8- كيف ، و على يد من بدأ تدوين الدين \ التراث اليهودي؟
كان أوّل تدوين فعلي للتّراث الديني اليهودي في القرن الخامس قبل الميلاد ، على يد عزرا الكاتب (عزرا هسّوفير ) ، الذي يعدّه اليهود واحداً من أنبيائهم (الأخرونيم) أي التالين . وله في العهد القديم سفر خاص به ، ورد فيه لقبه ( عزرا الكاهن الكاتب ،كاتب كلام وصايا الربّ ) . و على ذلك ، ما كان "عزرا" مجرّد المدوّن الأوّل لأسفار اليهود ، بل و المؤسس الفعلي لليهوديّة الباكرة المستندة إلى"التوراة" (كتاب العهد ) (سيِفِر هَبريت ) .
9- كيف ومن استمرّ بالتدوين و الجمع بعد عزرا الكاتب و كيف تطوّرت الشريعة اليهوديّة؟ بعد عزرا ، قام بمتابعة التدوين طائفة من الكَتَبَة ( أو كتبة الشريعة ) عُرفوا بالعبريّة باسم (سوفريم ) ، فجمعوا أسفار التوراة و شرحوها ، وربطوا بها التراث المرويّ شفاهيّاً ، و راحوا يتناقلونه كشرح متواتر . و على امتداد 300 سنة ، قاموا باستنباط أحكام التوراة و تكييفها حتّى أضحت شريعة تفاعليّة ، كما أنّهم سنّوا طائفة من الشرائع اصطُلح على تسميتها " كلام السوفريم " . بنهاية هذه المرحلة ، كانت اليهوديّة " الربّانيّة !" ..أو الحاخامية قد تأسست بشكل واضح . ثمّ ، في بداية القرن الثاني قبل الميلاد ، تألّفت هيئة قضائيّة برئاسة الـ" زوجوت " أي " المثاني" من حكماء الدّين – وصارت بمثابة سلطة هلخائيّة (تشريعيّة ) . ومن هؤلاء المثاني ظهر خمسة أجيال بين حوالي عام 150-30 ق.م ، قام أوّل جيل منهم بوضع ( الإسلوب المشنائي ) في تداول الشريعة الشفاهيّة .
10-متى تمّ تدوين المشناه ؟ و على يد من ؟ لم يتمّ تدوين المشناه في الواقع إلّا في القرنين الثاني و الثالث ، على يد الجيل الأخير من : الزوجوت : هلّيل و شمّاي ، في عصر التنائيم (معلّمي المشناه ) أواخر القرن الأوّل ق.م .
11-بماذا تميّزت هذه الفترة ؟ تميّزت هذه الفترة بمحاولات متكررة لجمع مواد المدراش و المشناه المبعثرة ، فتمّ جمع المشناه بأكملها في مدرستيّ هلّيل و شمّاي مطلع القرن الثالث الميلادي ، وتابعها حاخامات أُخر مثل ( يوحنّان بن زاكاي ) في مدرسة (بيّبِنه ) ، والرّابي عَقيبا الذي جمع مواد متميّزة من المدراش و المشناه و الهجداه .
12- كيف و متى تمّ إقرار المجموعة التشريعيّة للمشناه ؟
بعد قيام الثورة اليهوديّة ضدّ الرومان بقيادة شِمعون باركوخبا 135-132 ، تمّ إحياء السّنهدرين ( المحكمة التشريعيّة العليا ) ، فأقرّ رئيسها يهوداه هَنّاسي ( الرئيس ) المجموعة التشريعيّة التامّة للمشناه ، و هي التي يضمّها التلمود اليوم . و لم يتمّ آنذاك إضافة مواد من المدراش أو الهجداه ،ثمّ شرع تلامذته يضيفون (البرايتوت : أي المواد الدخيلة ، و منها التوسفتا أي التذييل ) ، بينما تمّ جمع المدراشيم في مصنّفات مستقلّة . و خلال الثلاثة قرون التالية ، قام الأمورائيم بإضافة الجمارا (الفلسطينيّة و البابليّة ) ، حتّى اكتمل جمع التلمود بصورة عامّة في القرن السادس الميلادي .
تركيب التلمود و وظائفه
13-بماذا تؤمن اليهوديّة الأرثوذوكسيّة ؟ تؤمن اليهوديّة الأرثوذوكسيّة بأنّ كتب (تنخ) أي ( أسفار التّوراة ، أسفار الأنبياء ، و أسفار التأريخ ) كانت تتنزّل جنباً إلى جنب مع تراث شفهيّ ما يزال حيّاً .
14- على هذا ،كيف يتعامل اليهود مع التلمود و التوراة؟ إنّ التوراة כתבי הקודש(الشريعة أو التوجيه ) هي الشريعة المكتوبة . بينما تختصّ الشريعة الشفاهيّة بتطبيقاتها و تأويل معانيها اللفظيّة ، و يؤلّف التلمود إلى أتمّ حدّ الجمع المؤصّل و المسند لهذه الشريعة الشفاهيّة . و من خلال ذلك فله أكبر الأثر على العقيدة و الفكر اليهوديّين .و رغم أنّه ليس قاعدة شرعيّة رسميّة ، فهو يمثّل الأساس لجميع القواعد التالية للشريعة اليهوديّة ، و لذا فله أكبر الأثر دوما في أحكام الهلخاه و الممارسات الدينيّة اليهوديّة .
15- ما هي طريقة تصنيف أو تبويب التلمود؟ التلمود مرتّب بحسب محتوياته وفق مباحث و مقالات ، و إن كان بالمفهوم العام مقسوما إلى قسمين : مشناه و جمارا . كما أن ثمّة تمييزا بين الهلخاه ( المواد المعيّاريّة المختصّة بالتشريع ) و الهجداه : (المواد غير المعيّاريّة.)
IV المشناه و الجمارا
16- متى بدأ تدوين الشريعة اليهوديّة الشفاهيّة ؟ كان البدء بتدوين الشريعة اليهوديّة الشفاهيّة إثر خراب الهيكل عام 7 م ، فتمّ تحريرها على يد الرّابي يهوداه هنّاسي ، فيما سُمّي المشناه في عام 200 للميلاد . و لقد تمّ اعتماد كتابة التراث الشفاهي بغية الحفاظ عليه ، عندما لاح تماما أنّ المجتمع اليهودي و علومه كانت عرضة للفناء المحتوم . و يُعرف حاخامو المشناه باسم تنائيم (مفردها : تنا ) ، و جرت العادة إيراد عديد من التعاليم الواردة في المشناه تحت اسم أحد هؤلاء التّنائيم .
17-ماذا حدث ، فيما تلا من قرون ، للتلمود ؟ خلال القرون الثلاثة التالية جرى على المشناه تحليل و نقاش في فلسطين و بابل (حيث التجمّعات اليهوديّة الكبيرة ). ويعرف هذا التحليل باسم الجمارا ، و يشار إلى حاخامي الجمارا باسم (الشرّاح ، أمورائيم ،مفردها أمورا ). و تحليل الأمورائيم يرتكز على إيضاح آراء و أقوال و وجهات نظر التنائيم .
18- كخلاصة ، ما هو جوهر تكوين التلمود؟ خلاصة الأمر أن المشناه و الجمارا معا تؤلّفان متن التلمود . و على ذلك فإنّ التلمود هو عبارة عن جمع بين متن جوهريّ هو المشناه ، أو التنقيح ( من الفعل شاناه أي ثنّى ، راجع ) و من التحليل و التذييل اللاحق ، أي الجمارا التي تعني : التكملة ( من الفعل جَمَر الذي يعني في العربيّة : أتمّ ، و في الآراميّة يعني الفعل : درس) .
|
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: التلمود تاريخه و تعاليمه . الثلاثاء 19 أبريل 2016, 12:14 pm | |
| مباحث التلمود و مقالاته . 19- مما تتألّف المشناه ؟تتألّف المشناه من ستّة مباحث (سِداريم ، مفردها سدر أي سلك) . و كلّ واحد من هذه المباحث يتألّف من 7 إلى 12 مقالة ، تدعى مسّيختوت (مفردها مسّيخت). و كلّ مسيّخت تنقسم بدورها إلى أجزاء أصغر تدعى المشنايوت (مفردها مشناه ) . ويلاحظ في التلمود أنّه ليس لجميع مقالات المشناه نصّ جمارا . و فوق ذلك فإنّ ترتيب المقالات في التلمود يختلف في بعض الحالات عنه في المشناه .
20-ماذا يعطينا تفصيل المشناه \السداريم؟يتضّح عند مراجعة كل سدر بمفرده أنّها مختصّة بـ:
1-سِدِر زِراعيم (البذور) 11 مسّيخت :و هو يبحث في الصلوات و العبادة ، ثم الأعشار و التشريعات الزرّاعيّة .
2-سِدر موعيد : ( الفصول ) 12 مسّيخت : يختصّ بالأعياد عند اليهود و أحكام يوم شبّات و التقاليد الخاصّة به .
3-سدر نشيم : (النساء ) 7 مسّيخت : يختصّ بقوانين الزواج و الطلاق ،حلف اليمين و النذور و الوصايا .
4-سدر نزيقين : (العقوبات ) 10 مسّيخت : يشتمل على التشريع المدني و الجزائي ، و طريقة عمل المحاكم و تحليف الأيمان .
5-سدر قداشيم : (المقدّسات ) 11 مسّيخت يبحث شعائر التضحية و الهيكل و أحكام الصوم .
6-سدر طهروت : (الطهارة ) 12 مسّيخت : يختصّ بأحكام الطهارة الشعائريّة .الفحوى و الأسلوب
21- ماذا تتضمّن المشناه في الأساس ؟ تتضمّن المشناه آراءً فقهيّة محسومة ، و كثيرا ما تضم خلافات في وجهات النظر بين التنائيم و بها القليل من الحوار .
22- و ماذا تتضمّن الجمارا؟ الجمارا هي على النقيض من ذلك ، تُطرح بشكل سجال جدلي بين اثنين من الحاخاميم متناقضين في الرأي ( ومرارا ما يكونان مغفليّ الهويّة ، وربّما حتّى كانا خيالييّن ) يُصطلح على تسميتهما (مكشان ) (السائل ) ، و "ترتسان " : المجيب . وهذه السجالات تشكّل الكتل البنائيّة للجمارا .
23-ما اسم الفقرة الواحدة من الجمارا ؟ اسم الفقرة الواحدة من الجمارا : سوجياه ، أي المسألة ،جمعها سوجيوت .
24-مما تتألّف السوجياه ؟ تتألف السوجياه عادة من توسّع تفصيلي للمشناه مبيّن بالبراهين . و في كلّ سوجياه يمكن لكلّ مشارك أن يذكر برهانا توراتيّا أو مشنائيّا أو أمورائيّا لبناء دعم منطقي لرأيه .
25-ماذا يتأتّى أو ماذا يظهر عن ذلك؟ من خلال عمل ذلك ( إيراد البراهين-سؤال 24) ، تظهر من خلال الجمارا نقاط خلاف لفظيّة ما بين التنائيم و الأمورائيم (غالبا تتم نسبة رأي ما إلى حاخام ثبت سالف بمقدار ما يمكنه الردّ على السؤال ).
26- بماذا تقارن الآراء المشنائيّة ؟ تتمّ مقارنة الآراء المشنائيّة بمقاطع من التوسفتا ( أي الملحق و التذييل ) و هي مصدر مواز للهلخاه من عصر المشناه ، و من المدراش الهلخائي ( أي المخيلتا و السِّفرا و السِّفره )* .
27- ماهو المصطلح الذي يطلق على هذه المصادر ؟ جميع هذه المصادر غير المشنائيّة يصطلح على تسميتها بالبرايتوت (مفردها برايتاه ) و تعني حرفيّا بالآراميّة المواد الدخيلة . و نادرا ما يتمّ حسم السجالات و إقفالها رسميّا . و في العديد من الأمثلة تحسم الكلمة النهائية القانون العملي ، رغم أنّ هنالك العديد من الاستثناءات لهذه القاعدة .
28 – ماذا عن اللغة المستعملة في التلمود ؟ إن الواسطة اللغويّة لمتن التلمود تختلف بشكل واسع حسب المقطع ، فمقاطع المشناه و الإلماعات المنقولة من متن التوراة ترد باللغة العبريّة القديمة ، بينما ترد مقاطع الجمارا بالآراميّة**.
*: التسميات معقّدة ، فالتلمود رغم قدمه يبقى جديدا على اللغة العربيّة . أمّا المخيلتا (المعيار ) فهي شرح مدراشي على سفر الخروج لشمعون بن يوحاي . و السِّفرا : (بالآراميّة كتاب ) شرح على سفر اللاويين . و السّفره : بالجمع الآرامي : شرح لسفري العدد و التثنية .
** : بحث هوفمان 2004 و هو أفضل مرجع حول المواد اللغوية في التلمود.
|
|