قبيل حلول عيد النوروز أي العام الايراني الجديد بعد أيام تضج الاسواق بالحياة، ويتسابق الجميع لتهيئة مستلزمات العيد.
العالم - مراسلون
والى جانب الاستعداد للعيد هناك بعض المستحبات يحرص الايرانيون عليها في الايام الاخيرة من السنة، بينها زيارة المقابر لقراءة الفاتحة على أرواح الاموات.
المزيد في الفيديو المرفق....
http://media.alalam.ir/uploads/org/152111931981918500.mp4ما هو عيد النوروز ولماذا تحتفل به شعوب إيران وآسيا الوسطى والقوقاز؟
النوروز أو النيروز عيد تحتفل به شعوب آسيا الوسطى والصغرى والغربية وجنوب القوقاز، ويوافق رأس السنة وفق التقويم الشمسي. والنوروز كلمة فارسية مركبة من "نو" بمعنى جديد و"روز" وتعني يوم. وقد عرب الاسم قديما وظهر في المعاجم التراثية مثل لسان العرب باسم «النيروز».
وتعود الاحتفالات بعيد النيروز إلى أكثر من 2000 سنة. وفي عام 2009 تم إدراجه في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
ويعتبر الإيرانيون حلول النيروز تزامنا مع تجدد الطبيعة مع بداية فصل الربيع رسالة لها معان إيجابية كثيرة كالتفاؤل والحب والأمل والسلام.
وهناك روايات وأساطير متعددة حول أصل عيد النيروز وسبب الاحتفال به. كما تعددت الروايات التي تحدثت عن أصل النيروز، فالأسطورة الفارسية تقول إن ملكا كان اسمه "جمشيد" أوتي سلطانا واسعا على الجن والإنس، ونقل إلى جميع ممالك حكمه على سرير ذهبي في يوم حلول الشمس في برج الحمل، فتم تقديس ذلك اليوم.
وهناك رواية فارسية أخرى تقول إن الملك الفارسي جمشيد، وكان يدعى "جم"، كان يسير في العالم وحين وصل إلى أذربيجان أمر بنصب عرش، وحين جلس عليه أشرقت الشمس وسطع نورها على تاج وعرش الملك فابتهج الناس، وقالوا: هذا يوم جديد. ولأنّ الشعاع يقال له في البهلويّة "شيد" أضيفت الكلمة إلى اسم الملك فأصبح جمشيد، وقيل إن هذا أصل الاحتفال بهذا اليوم.
وذكر الباحث في تاريخ إيران، مسعود لقمان، أن أصل النيروز يعود إلى أسطورة تتحدث عن احتفالات عمت البلاد في عهد الملك جمشيد بسبب نشره للسعادة والخير والبركة، ثم شيد مدرج جمشيد أو ما يعرف بـ"تخت جمشيد" لإقامة مراسم العيد في عهد الأخمينيين الذي ما زال قائما في مدينة شيراز.
أما الأسطورة الكردية فتقول إن ملكا "ظالما" اسمه أزدهاق أوأزيدهاك (مذكور في الشاهنامه باسم الضحاك) كان يذبح كل يوم عددا من الشباب حتى يشفى من مرضه وذلك بناء على نصيحة من كهان، فقام أحد الشباب واسمه "كاوا الحداد" برفقة آخرين بالانقلاب على الملك الظالم، وأوقدوا النيران على الجبال احتفالا بالحرية والتخلص من الاستعباد، وصادف احتفالهم دخول الشمس في برج الحمل وحلول الاعتدال الربيعي.
ويذكر كتاب الأبستاق (الكتاب المقدس لدى الديانة الزرادشتية ويعرف أيضاً باسم "أفيستا") أن الإنسان قد خلق في ذلك اليوم. ولم ينفصل الاحتفال بالنيروز عن الثقافة الإيرانية حتى بعد الإسلام.
ومن أهم الطقوس في الاحتفال بالنيروز لدى الإيرانيين خاصة إعداد مائدة خاصة تسمى «سفره ى هفت سين» أي سفرة السينات السبع توضع عليها سبعة أشياء تبدأ بحرف السين هي "سبزه" أي الخضرة.
"سركة" الخل.
"سنجد" ثمرة تشبه التمر
"سمنو" نوع من الحلوى الايرانية.
"سيب" أي التفاح.
"سير" أي الثوم.
"سماق" نوع من البهار.
وقد تعوض واحدة من هذه الأشياء بشيء آخر يبدأ بالسين مثل «سنبل» أي سنبلة إضافة إلى ذلك تحتوي المائدة في العادة على مرآة ونسخة من الكتاب المقدس لدى المجوس، وبعد الإسلام حل محله المصحف وديوان حافظ الشيرازيّ.
ويعتقد بعض المحتفلين بالنيروز أن أرواح أقاربهم ترجع إلى الأرض وتجتمع مع الأهالي في يوم عيده، لذلك يهتمون بتجهيز السفرة والمنزل لإكرام الضيوف من العالم الآخر.
وخلال هذا اليوم يحتفل الناس كذلك باللعب بالماء كرمز للتطهر وتفاؤلا بموسم زراعي ناجح.
وفي تخليدهم للمناسبة، يجتهد الإيرانيون في تغيير أثاث منازلهم وشراء ملابس وحلي جديدة، وشراء المكسرات واللحوم والحلويات الخاصة بالمناسبة.
ومن العادات الأخرى ظهور الحاج فيروز في الشوارع، ويرتدي في العادة لباسا أحمر ويصبغ وجهه بلون أسود، وبعدها يقوم بإنشاد قصائد شعبية.
كذلك تحتفل الجمهوريات التركية في أسيا الوسطى بالعيد احتفالاً ببشرى الربيع و"بداية العام الجديد" و"عيد الطبيعة".