مقدمة
تحضير الأرواح عالمٌ لا بد من تناوله، في إطاره العام، باعتباره ممارسة لنوع من السحر. وهو عالم له مصطلحات محددة، وظروف تاريخية معقدة من الصعب الإلمام بكل أطرافها. ومن ثمّ فإن البحث في هذا الموضوع يمكن أن يقسّم إلى ما يلي:
أ. المصطلحات والمفاهيم.
ب. السحر وتحضير الأرواح في المجتمعات البشرية، ووظائفه الاجتماعية.
وسوف يعالج البحث هذه القضايا من خلال ما كُتب في التراث العالمي، خاصة الموسوعات العالمية، وما ورد عن تحضير الأرواح والسحر في بعض الأدبيات العربية والإسلامية.
أولاً: المصطلحات والمفاهيم
1 . المصطلحات:
ارتبط عالم السحر وتحضير الأرواح بعدد من المصطلحات والمفاهيم، وفي إيجاز نورد بعضاً منها في الآتي:
* الرُّوحاني:
جاء في لسان العرب: الرّوح: النَّفْس والجمع أرواح. والرّوح: ما يقوم به الجسد وتكون به الحياة. قال تعالى: ) وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً( (الإسراء:85).
والرُّوحانـي: (بضـم الراء) من الخلق: نحو الملائكة والجن، ممن خلق الله روحاً بغير جسد، نسبة إلى الروح والجمع روحانيون. وروي بفتح الراء (الرَّوحاني) نسبة إلى الرَّوْح وهو نسيم الريح. يريد أنهم أجسام لطيفة لا يدركها البصر. أما ذوو الأجسام فلا يقال لهم روحانيون.
* الشيطان
أطلق وصف الشيطان على كل أمر غريب عجز الناس عن إيجاد تفسير علمي أو منطقي أو واقعي له، ولهذا عرف المثل القائل: ما غريب إلا الشيطان؛ فنجد مثلاً، جزيرة الشيطان[1]، والشجرة الشيطانية، والسمكة الشيطان، وجبل الشيطان، وعقبة الشيطان، وغابة الشياطين، وأرض الشيطان، ووادي الشياطين، وبحيرة أو بركة الشيطان، ومثلث الشيطان[2]، وبرج الشياطين، وقلعة الشياطين، وزهرة الشيطان. وهناك بيوت الشياطين، ومدن الشياطين ويقصد بها الأماكن الخربة أو المهجورة، التي ساد الاعتقاد أنها مأوى للشياطين لخلوها من الناس والحياة. وفي الإسلام، فإن الشيطان قوى خفية توحي للإنسان بفعل الشر، والوسواس الخناس هو الشيطان أو من فعل فعله من الناس، قال تعالى: )قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ(،(الناس: 1-6) وقال تعالى: )وَلاَ تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ( (الأنعام: 121).
تعريف الشيطان لغة: جاء في لسان العرب: الشَّطن: الحبل، وقيل الحبل الطويل الشديد الفتل يُستقَى به، وتشد به الخيل. وشطن عنه، بَعُدَ، وشطنت الدار: بعدت. وبئر شَطَون: بعيدة القعر. وشطن عنه بَعُد، واُشطنه: أبعده. والشاطن: البعيد عن الحق. والشّطن: مصدر شطنه يشطنه شطناً: خالفه عن وجهه ونيته. والشيطان: حية لها عرف. والشاطن: الخبيث. والشيطان: كل عاتٍ متمرد من الجن والإنس. وتشيطن الرجل وشيطن إذا صار كالشيطان وفعل فعله.
ورد لفظ الشيطان في القرآن الكريم، مفرداً ومجموعاً، في ثمانية عشر موضعاً، عدا المواضع التي ذكر فيها الجنّ والجِنّة، وبها يراد "الشيطان" مفرداً ومجموعاً. ومما يلحق بالشيطان إبليس، وهو من الجن، بل "أبو الشياطين" والمحرك لهم لفتنة الناس وإغوائهم قال تعالى: )وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ( (الكهف: 50).
وقد أطلق القرآن على إبليس[3] اسم الشيطان في مواضع كثيرة، قال تعالى: )فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ( (الأعراف: 20).
وقد يُراد بالشيطان كل شرير مفسد داع للبغي والفساد من الجن والإنس؛ كما في قوله تعالى: )وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا( (الأنعام: 112).
وقد عرفت بعض المجتمعات ما يسمونه "عبادة الشيطان". وهي عبادة للأرواح الشريرة، ومن هذه المجموعات طائفة دينية برازيلية، تعبد الأرواح الشريرة الشيطانية، اعتقاداً من اتباعها أن هذه الأرواح ستلحق الضرر بأعدائهم.
وهناك، أيضاً، حركة دينية قليلة الأتباع، معادية للنصرانية، في أوروبا وفي أمريكا الشمالية أتباعها من عبدة الشيطان. وتجمع هذه الحركة في طقوسها بين عناصر من السحر وأعمال الشعوذة، ولهم عيد سنوي، يطلقون عليه "المحفل الأسود"، ينعقد في يوم 31 أكتوبر من كل عام. ويؤدون فيه شعائر مناهضة للمسيحية، ويمجدون الشيطان في صلواتهم.
وهناك جماعات أخرى من عبدة الشيطان، لهم أربعة أعياد في السنة. فيجعلون لكل فصل من فصول السنة، احتفالاً خاصاً به.
ومصطلح "عبدة الشيطان" يطلقه أتباع كل حركة أو معتقد على من يخالفون عبادتهم، عندما يعتقد أصحاب هذه الحركة أو المذهب إنهم هم وحدهم الذين يمثلون الحقيقة المطلقة أو العبادة الصحيحة الخالصة. كما أن بعض الناس يطلقون مصطلح "عبادة الشياطين" على عبادات أو طقوس قد يسيئون تفسيرها، فهناك مثلاً بعض الجماعات التي تظن أنها تقدم هدايا للشياطين لتهدئ من غضبها، فيُفسر ذلك على أنه عبادة لها.
وهناك طائفة تسمى "اليزيدية"[4] في الشرق الأوسط يعبدون "إبليس"، ويعتقدون أن إبليس عصى الله حفاظاً على كبريائه بوصفه سيد الملائكة ورئيسهم، فكيف يسجد لآدم عليه السلام؟ وقد غضب الله على إبليس وأنزله من الجنة إلى الأرض، بسبب هذه المعصية
* الشـبح
جاء في لسان العرب: الشبح: ما بدأ لك شخصه من الناس وغيرهم من الخلق والجمع أشباح وشبوح. وشبح لك الشيء: بدأ. وشبح يديه يشبحهما: مدّهما.
ووفقاً لتقاليد محضري الأرواح، فإن الشبح أو الطيف يقصد به روح الميت التي تزور الأحياء. ومع أنّ معظم الناس لا يعتقدون في وجود الأشباح، إلاّ أن الروايات عنها أو الزعم بمشاهدتها أمر شائع طوال التاريخ، خاصة خلال الحقب القديمة، والقرون الوسطى، أكثر من عصرنا الحاضر.
ويجد معظم الناس متعة في قصص الأشباح، وهناك الكثير من الأعمال الروائية والقصصية والمسرحية والسينمائية والشعرية عن الأرواح والأشباح. وفي أكثر القصص والروايات والتقارير التي يرويها الناس عن الأشباح، فإنها تظهر في صورة من صور حياة الميت، كالزيّ الذي يميزه عن الآخرين، أو في الصورة التي كفن بها ودفن، أو الصورة التي قتل فيها.
ويوصف ظهور الأشباح عادة في صورة أسطورية شفافة، تبدو في شكل ضوء أو ظل أو طيف هلامي، أو ملاءة بيضاء سابحة في الهواء، تشبه جسماً غير واضح المعالم. ويتنقل الشبح بانسياب، وكأنه سائر في الهواء وأقدامه لا تلامس الأرض، ويخترق الحجب والأبواب والنوافذ. وقد يظهر الشبح بصورة مرعبة مخيفة كهيكل عظمي. ومعظم الأشباح التي قُتلت، عندما تظهر من أجل الانتقام، إنما تظهر في مسرح الجريمة نفسه التي ارتكبت ضدها، وبالزي الذي قتلت فيه أو دفنت به. والشبح الذي يتعقب قاتله أو يطارده، تصدر عنه غالباً أصوات غريبة ومفزعة، تجعل الأبواب تفتح وحدها، أو تتحرك الأشياء والأواني من تلقاء نفسها. ومن الصور البشعة المخيفة للأشباح الانتقامية أشباح مصاصي الدماء، الذين تطلق عليهم مسميات "الوطواط مصاص الدماء". ومن أشهر الأعمال الأدبية في هذا الصدد رواية "دراكولا"[5]. وواضح أن هذه الصور والأوصاف للأشباح كلها من نسيج الخيال، ولا أساس لها من الواقع.
ومن المعتقدات الخاصة بظهور الأشباح، أن ظهورها مرتبط بأخذها للثأر، وإلحاق الضرر بمن اعتدى على صاحب الشبح أثناء حياته. فالشبح هو روح القتيل التي تطارد القاتل، وتحاول كشف سر جريمته التي تمكن من اخفائها عن الآخرين. وقد شاع هذا التفسير في الأدب ، فنجده في مسرحيتي "هاملت"[6]" Hamlet" و"مكبث"[7] "Macbeth"، وفي بعض الأعمال الأدبية الأخرى كأعمال تشارلز ديكنز[8] Charles Dickens ، إذ تظهر أشباح صديقة مسالمة.
وللأشباح صلة وثيقة بتحضير الأرواح، فهي، في معظم ما يروى عنها، تأتي من عالم الأموات دون أن يتم استدعاؤها، إلا أنها في بعض الحالات ربما استُدعيت عن طريق وسيط من محضري الأرواح.
ولا تظهر الأشباح كيفما اتفق، ولكنها تظهر في مواصفات متطابقة مع مواصفات بيئة تحضير الأرواح وظروفها. فهناك أشباح مرتبطة بالظلام والليل، أو الأضواء الباهتة أو المعتمة، وهذا هو الغالب، وتنهي زيارتها بانبثاق الفجر. بينما هناك بعض الأشباح، التي قد ترفض مغادرة المكان الذي ظهرت فيه.
وقد جعل الخوف من ظهور الأشباح، كثيراً من الشعوب تخشى عودة روح الميت. لذلك يراعون في دفن الأموات ممارسة عادات وطقوس جنائزية صارمة، حتى يضمنوا، أو يتأكدوا، أن روح الميت لن تعود لمطاردتهم إذا قصروا في تأدية هذه الطقوس أو الشعائر.
* القرين
القرين في اللغة: المصاحب. وفي الحديث: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: )مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إلاّ وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنْ الْجِنِّ. قَالُوا: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: وَإِيَّايَ إِلاّ أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ، فَأَسْلَمَ فَلا يَأْمُرُنِي إِلاّ بِخَيْرٍ( (رواه مسلم). وقال تعالى: )قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ( (ق: 27). )وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيد( (ق: 23). وقد ورد في تعاليم كثير من الأديان أن كل شخص يولد ومعه قرين، وهو روح ملازمة له. وأمّا قرناء السوء المصاحبون للسحرة، فقد يتشكلون في صور حيوانات على وجه العموم، وصورة هر أسود على وجه الخصوص. ومما يؤكد ذلك أن معتقدات بعض الشعوب، تزعُم أن هذا القرين، الذي تشكل في صورة الحيوان، إذا لحقت به جروح أو أضرار وهو في صورة الحيوان، فإن هذه الجروح ستلحق بصاحبه (وهو في الغالب ساحر)، عندما يعود إلى صورته الإنسانية.
* الجِن[9]:
بالكسر ولد الجان، وهم نوع من العالم سَمّوا بذلك لاجتنانهم (أي استتارهم) عن الأبصار، ولأنهم استجنوا من الناس فلا يرون، والجمع جنان، وهم الجِنّة. وفي التنزيل: )وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُون( (الصافات: 158).. والجن خلاف الإنس، والواحد جني، وسُميّت بذلك لأنها تخفى ولا ترى. ويُسمى من خبُث من الجن وتمرد، شيطاناً، ومن تطهر منهم فهو ملَك. وقيل: الجن بعض الروحانيين، ذلك أن الروحانيين ثلاثة أنماط: أخيار، وهم الملائكة، وأشرار، وهم الشياطين، وأوساط، أخيار وأشرار، هم الجن. وقال بعضهم: وتفسير الجن بالملائكة مردود، إذ خَلْقُ الملائكة من نور لا من نار كالجن، والملائكة معصومون لا يتناسلون، ولا يتصفون بذكورة ولا أنوثة بخلاف الجن، وفي القرآن الكريم قالت الجن: )وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا( (الجن: 14-15). والمارد: من الجن والشياطين هو العاتي الشديد المنكر.
والجن كائنات خفية لها القدرة على اتخاذ أشكال متعددة. وقد ذكر القرآن أن الله خلق الجان من نار، وفي القرآن سورة تسمى الجن، لأن محورها يدور حول الجن، تتحدث السورة عن انقسام الجن إلى مؤمنين وكفار، كما تتحدث عن استماعهم للقرآن ودخولهم في الإيمان. قال تعالى: )قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا( (الجن: 1-2).
ووجود الجن ثابت بالكتاب والسُنة واتفاق سلف الأمة، وكذلك دخول الجن في بدن الإنسان ثابت باتفاق أهل السنة، وهو أمر مشهور ومحسوس لمن تدبره في قوله تعالى واصفاً آكل الربا: )الذين يأكلون الربا لا يقومون إلاّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَس( (البقرة: 275). وقوله صل الله عليه وسلم: )إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ الإنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ( (البخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجه، وأحمد، والدارمي).
ويرى الإمام ابن تيميه[10] أن بعض الخوارق من الكشف ـ أي الإخبار بالمستقبل ـ وغيره قد تصدر من الكفار والسحرة بمؤاخاتهم للشياطين. فقد ثبت عن الدجال[11] إنه يقول للسماء امطري فتمطر، وللأرض انبتي فتنبت، وإنه يقتل واحداً ثم يحيه، وإنه يُخْرج خلفه كنوز الذهب والفضة، كما ورد في حديث الرسول صل الله عليه وسلم عن الدجال.
2. المفاهيم
* السِّحر
جاء في لسان العرب: السحر عمل تُقُرِّب فيه إلى الشيطان، وبمعونة منه، ومن السحر الأخْذَة، التي تأخذ العين، حتى يظن الإنسان أن الأمر كما يُرى، وليس الأصل على ما يرى. والسحر: الأخذة. وكل ما لَطُفَ مأخَذْه ودق، فهو سحر، والجمع أسحار، وسحور. ورجل ساحر من قوم سحرة، وسُحّار، وسَحّار من قوم سحّارين. وأصل السحر: صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره، فكأن الساحر لما أرى الباطل في صورة الحق وخيّل الشيء على غير حقيقته، قد سحر الشيء عن وجهه أي صرفه.
والعرب إنما سمت السحر سحراً لأنه يزيل الصحة إلى المرض. والسِّحر البيان في فطنة، صدقا أو كذباً، حتى يأخذ بألباب السامعين فكأنه يسحرهم.
والساحر هو الشخص الذي يتلقى قوة من أرواح شيطانية شريرة خارقة، سواء كان رجلاً أو امرأة. والسحرة أشخاص لديهم قوى روحانية، تمكنهم من تحقيق أغراضهم، وهم الذين يمارسون تحضير الأرواح، وهو عملٌ يزاوله الرجال والنساء، ولكن معظم من يزاولونه من النساء، وإِن كان أشهر من برع فيه هم من الرجال.
ويقال إن لنفوس السحرة خاصية الإطلاع على المغيبات بقوى شيطانية، قال تعالى في سورة الجن على لسانهم: )وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا( (الجن:9). والنفوس الساحرة على مراتب ثلاث:
فأولها المؤثر بالهمة فقط من غير واسطة ولا معين، وهذا هو الذي تسميه الفلاسفة "السحر". والثاني بمعين من مزاج الأفلاك أو العناصر أو خواص الأعداد، ويسمونه "الطلسمات"، وهو أضعف رتبة من الأول. والثالث تأثير في القوى المتخيلة، فيتصرف فيها بنوع من التصرف، ويلقى فيها أنواعاً من الخيالات والمحاكات مما قصده من ذلك، ثم يُنْزلها إلى الحس من الرائين بقوة نفسه، فينظر الراؤون إلى هذه الخيالات والمحاكات وكأنها موجودة وجوداً حسياً ملموساً في الخارج.
ويسمى هذا النوع عند الفلاسفة "الشعوذة"[12] أو "الشعبذة". وتكون هذه الخاصية في الساحر بالقوة (أي موجودة فيه بالفطرة)، وإنما تخرج إلى الفعل بالممارسة. ومن هذا النوع في السحر ما حكاه القرآن في قصة سيدنا موسى مع سحرة بني إسرائيل، حين خُيل إلى موسى أن حبالهم وعصيهم كأنها حيات تسعى، فكان الرد المناسب لسحرهم معجزة حقيقة تُبطل سحرهم وتكشف عجزهم. فتحولت عصا موسى إلى حية حقيقية، ليس تخيلاً أو سحراً، التهمت كل الحبال والعصى المسحورة على هيئة حيات. قال تعالى: )فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39) لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (40) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42) قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43) فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44) فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ( (الشعراء: 38-45).
ويجمع علماء المسلمين على وجود السحر وأنه لا مرية فيه، وقد نص القرآن الكريم عليه. قال الله تعالى: )وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ ( (البقرة: 102).
وقد سُحِر رسول الله، r، سحره اليهود. يقول ابن خلدون: "... وجُعل سحره في مشط ومشاقة وجُفِّ طلعةٍ، ودفن في بئر ذروان. فأنزل الله عز وجل عليه في سورة الفلق: "ومن شر النفاثات في العقد"، قالت عائشة رضى الله عنها، "كان لا يقرأ على عقدة من تلك العقد التي سحر فيها إلا انحلت..".
ويقول ابن خلدون[13] إنّ معجزات الأنبياء بإمداد من روح الله والقوى الإلهية، لذلك لا يُعارضها شيء من السحر. فوجود المعجزة يكون لصاحب الخير وفي مقاصد الخير، والتحدي بها على دعوى النبوة. وللأولياء أصحاب الكرامات تأثير أيضاً في أحوال العالم، وهو فعلٌ ليس معدوداً من جنس السحر، وإنما هو بالإمداد الإلهي، لأن طريقهم ونحلتهم من آثار النبوة.
والساحر ـ عادة ـ يأتي السحر من لدن نفسه وبقوته النفسانية، وبإمداد الشياطين في بعض الأحوال. ويكون السحر ـ غالباً ـ في أفعال الشر، مثل التفريق بين الزوجين، والإضرار بالناس مثلاً. فالساحر عند علماء المسلمين لا يصدر عنه الخير، ولا يستعمل سحره في أسباب الخير.
وعلوم السحر: هي اعتقاد بأن الغايات يمكن تحقيقها من خلال قوى روحية، يختص بها الساحر نفسه من خلال ما يؤديه من طقوس وشعائر. فالعلاقة السببية ليست بين الظواهر الطبيعية، ولكن بينها وبين الساحر، الذي يستطيع أن يتحكم في الظاهرة، من خلال أفعاله المنضبطة بإتقان شديد، سواء كانت في قول كلمات أو أداء أفعال.
وتعدُ معارف السحر والطلسمات في التراث العربي الإسلامي، علوماً (أو ممارسات) تستطيع النفوس البشرية أن تؤثر بها في عالم العناصر، سواء بغير معين من الأمور السماوية، وهو من السحر، أو بغير معين، وهو الطلسم، وهو، في علم السحر، خطوط وأعداد يزعم كاتبها أنه يربط بها روحانيات الكواكب العلوية بالطبائع السفلية، لجلب محبوب أو دفع أذى. وهو لفظ يوناني لكل ما هو غامض مبهم، كالألغاز والأحاجي. ويُقال: فكّ طلسمه أو طلاسمه: وضّحه وفسَّره. والجمع طلاسم.
يقول ابن خلدون: "السحر اتحاد روح بروح، والطلسم اتحاد روح بجسم، ومعناه عندهم ربط الطبائع العلوية السماوية بالطبائع السفلية، والطبائع العلوية هي روحانيات الكواكب، والساحر عندهم غير مُكتسب لسحره، بل هو مفطور عندهم على تلك الجِبلة المختصة بذلك النوع من التأثير. والفرق عندهم بين المعجزة والسحر، أن المعجزة قوة إلهية تبعث على النفس ذلك التأثير".
ويضيف: "ولمّا كانت هذه العلوم مهجورة عند الشرائع لما فيها من الضرر، ولِما يُشتْرط فيها من الوجهة إلى غير الله، من كوكب أو غيره، كانت كتبها كالمفقودة بين الناس، عدا ما وجد في كتب الأقدمين فيما قبل نبؤة موسى -عليه السلام- مثل النبط[14] والكلدانيين[15]. وكانت هذه العلوم في أهل بابل[16] من السريانيين والكلدانيين، وفي أهل مصر من القبط[17] وغيرهم، وكان لهم فيها التأليف والآثار ولم يترجم إلى العربية من كتبهم فيها إلا القليل، فأخذ الناس منها هذا العلم وتفننوا فيه، ووضعت بعد ذلك كتب مثل "مصاحف الكواكب السبعة" وكتاب "طمطم الهندي" في "صور الدرج والكواكب" وغيرها.
ثم ظهر بالمشرق العربي "جابر بن حيان"[18]، الذي اهتم بهذه العلوم، خاصة (الكيمياء) لأنه من توابعها. فإحالة الأجسام النوعية من صورة إلى أخرى، إنما يكون بالقوة النفسية لا بالصناعة العملية، فهو من قبيل السحر، كما كان يعتقد بعض علماء المسلمين في "الكيمياء"، ولذلك حرّموا الاشتغال بها.
وعَقِب جابر بن حيان، ظهر مسلمة بن أحمد المجريطي[19]، إمام أهل الأندلس في التعاليم والسحريات. فلخص جميع تلك الكتب، وهذّبها وجمع طرقها في كتابه الذي سماه "غاية الحكيم". ويذكر ابن خلدون أن الإمام الفخر الرازي[20] وضع كتاباً في السحر، سماه "السر المكتوم"، وكان أهل المشرق يتداولونه.
* أنواع السحر
يُقسّم بعض الدارسين السحر إلى نوعين: سحر أسود، وسحر أبيض. فالسحر الأسود هو الذي يلحق الضرر بالناس، أما السحر الأبيض فهو السحر الذي يساعدهم. ويُمارس أكثر السحر في الغالب، لإلحاق الضرر بالآخرين، لذلك فأكثره "سحر أسود". ومن أنواع السحر:
* سحر المحاكاة: لون من ممارسة السحر يُقلد فيه السّحرة نوع الفعل الذي يرغبون في حدوثه. فالمتشابه ينجم عنه شبيهه أو مثيله. فإذا أرادوا الصيد، قلدوا ذلك بنصب دُمية للحيوان المراد صيده، ثم يرمونها ويصيدونها، أي يقلدون فعل الصيد حقيقة، ويمارسونه من خلال صيد دمية الحيوان المنصوبة. وإذا أرادوا إلحاق ضرر بشخص ما، جعلوا له دمية تمثله، ومارسوا عليها ما يشاءون، كأن يجرح الساحر الدمية أو يطعنها بآلة حادة، أو بحرقها أو يدمّرها، فتنتج عن ذلك آلام مبرّحة تعاني منها الضحية المراد إيذاؤها، وقد يتسبب ذلك في موتها. كما أن الرُقى التي يرددها الساحر، قد تلحق آلاماً مبرحة بالضحية. وقد يصوّر الساحر أو يجسّد صورة الشخص المراد سَحْره بخواص أو أشياء مقابلة لِما نواه، تكون موجودة في المسحور، من أسماء وصفات مثلاً، ثم يتمتم بكلمات على تلك الصورة أو الدمية التي أقامها مقام الشخص المراد سحره، ثم ينفث الساحر من ريقه على الصورة أو الدمية مع تكرير تلك الكلمات أو الهمهمات، فتخرج منه روح خبيثة مع النفخ، توقع بالشخص المسحور ما يحاوله الساحر، كما يُعتقد. وبداهة أن كل ما يصيب الإنسان ـ من خير أو شر ـ إنما هو مقدر من عند الله، قال تعالى: )قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا( (التوبة: 51).
* سحر الرموز: يُعتقد في هذه الممارسة من السحر، أن أخذ شيء يخص الشخص المراد سحره، يُعين الساحر في التأثير على هذا الشخص. فأخذ خصلة من شعره، أو قلامات من أظافره، أو خرقة من ثوبه، قد تجعل منه أسيراً لأعمال السحرة، يلحقون به الضرر لفترة تطول أو تقصر من الزمان.
* عين الحســود: يخشى كثير من الناس العين الشريرة، خاصة عين الساحر أو العائن لأنها قادرة على جلب الضرر للضحية عند النظر إليها.وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم: )ومن شر حاسد إذا حسد( (الفلق: 5) والإصابة بالعين، كما يرى علماء المسلمين، هي تأثير من نفس عين المُعيان (الساحر بالعين)، عندما يستحسن بعينه شيئاً من الذوات أو الأحوال، ويفرط في استحسانه. وتنشأ من ذلك الاستحسان رغبة العائن في سلب ذلك الشيء مِمَن اتصف به، فيؤثر فساده. والإصابة بالعين جِبلة فطرية لدى بعض الناس، وقد يكون تأثيرها رغماً عن صاحبها، فهي ليست دائماً مما يريده الإنسان أو يقصده، كما أنها أمرٌ لا يملك أن يتحاشاه أو تمنعه نفسه عنه، وإنما هو مجبور في صدوره عنه. وهناك من يعتقد أن لبعض الناس قوة أو تأثيراً بالنظر، يحيل الأشياء إلى غير صورها أو جنسها أو نوعها. فعند نظرهم إلى الأشياء قد نجدها تتحرك، أو الناس يتساقطون، وكأنهم صرعى. وقد ورد عن أسطورة "ميدوزا" في الأساطير اليونانية، أن تأثيرها ونظرتها كانت تجمد، أو تحول كل حيّ متحرك إلى حجر، أي تسلبه روحه.
* الحــواة: يعد فعل الحواة ضربٌ من السحر، يعرف بـ "الأُخْذةُ"، التي تأخذ العين حتى يُظن الإنسان أن الأمر كما يُرى، وليس الأصل على ما يُرى. وأفعال الحواة أو "الطلسمان" يقصد بها التسلية، فقد يستطيع الحاوي أن يلتقط أوراق عملات من الهواء، أو يحول حبة واحدة من البرتقال إلى ثلاث حبات. كما أنهم قد يستطيعون قراءة ما يدور في أذهان المشاهدين من أفكار. وكل ما يفعله الحواة في غالب الأحوال، أداء حركات وحيل تصرف انتباه المشاهدين عن التركيز على موضوعات وأفعال، غير التي يريدون القيام بها حقيقة.
ولعل سحرة فرعون كانوا من الحواة حين سحروا أعين المشاهدين، قال تعالى: )قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا ءَامَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى ( (طه: 65-70). قال ابن كثير، في تفسيره، إن السحرة جعلوا في حبالهم وعصيهم مادة الزئيق، فكانت تتحرك وتضطرب وتميد حتى يُخيل للناظر أنها تسعى باختيارها.
* شعائر السحرة وطلاسمهم
عندما يمارس الساحر عمله، فإن ما يفعله من سحرٍ تصاحبه بعض الهمهمات، أو الكلمات، أو الأصوات، أو الحركات ذات الدلالات الخاصة. فإن كان يريد هطول المطر، مثلاً، رشّ الماء على الأرض مقلداً هطول المطر، مردداً كلمات وتعاويذ، وربما أدى رقصات معينة. وهذه التعاويذ السحرية قد يمثل بعضها عبادة الشيطان، أو الأرواح، أو أي قوى شريرة أخرى. وفي كثير من المجتمعات يعتقد الناس أن مفعول السّحر لن يكون مؤثراً، ما لم يردد الساحر هذه الرقى والتعاويذ، بصورة متقنة تمام الإتقان. وقد لا يكون لهذه الرقى أي معنى ظاهري، ومع ذلك يفترض أن لها قوى خارقة عندما يرددها السحرة، كقولهم "هاروش ماروش"، "شخارم بخارم"، ويُعتقد أن لمثل هذه الكلمات أو الحروف سلطانها وسحرها، وبذلك فإن الساحر عندما يرددها فكأنه يستمد من قوة اللفظ القدرة على الفعل.
وقد يردد الساحر اسم الشخص المراد إلحاق الضرر به، مصحوباً ببعض الرقى والأفعال. ولذلك توجد بعض المجتمعات التي لا يبوح فيها الأشخاص بأسمائهم الحقيقية، خوفاً من أن يلتقطها خصومهم فيسلطون عليهم السحرة.
وقد يُحيط الساحر نفسه بعدد من المحظورات، عندما يزاول سحره أو قبل مزاولته بقليل (أو طوال حياته)، كالامتناع عن تناول طعام، أو شراب معين، أو الامتناع عن المعاشرة الزوجية، قبل أداء طقوسه.
ويستخدم السحرة مجموعة من المواد المختلفة في ممارسة عملهم، مثل حجارة خاصة، أو نباتات معينة، أو مسحوق عظام أو أسنان، أو جلود حيوانات وزواحف وأسماك وطيور، أو ريشها، أو رممها كاملة، أو أجزاء منها أو من مخلفاتها، حتى عظام الموتى من الآدميين أو جماجمهم. ويعتقدون أن لهذه الأشياء قوى سحرية خارقة. وكثير من الناس قد يحملون مثل هذه الأشياء، كتمائم أو رقي حماية لأنفسهم من الأرواح الشريرة.
[1] جزيرة الشيطان: إحدى (جزر السلامة) وهو مصطلح يطلق على ثلاث جزر في المحيط الأطلسي، وهي (جزر رويـال) و(جزيرة جوزيف) و(جزيرة الشيطان)، تقع هذه الجزر الثلاث على بعد 11 كم تجاه ساحل جيانا الفرنسية ، وقد كانت جزيرة الشيطان حتى عام 1938 موطناً ينفي إليه الفرنسيون مجرميهم، يبلغ طول الجزيرة 1200 متر، وعرضها 400 متر.
[2] مثلث الشيطان (مثلث برمودا): منطقة في المحيط الأطلسي مجاورة للساحل الجنوبي الشرقي لولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية. اختفت فيها كثير من السفن والطائرات. يغطي المثلث نحو 1.140.000 كيلو متر مربع، ويحده خط وهمي يبدأ من نقطة قرب ملبورن بفلوريدا مروراً ببرمودا ثم بورتريكو لينتهي بفلوريدا مرة أخرى. اختفت في هذا المثلث أكثر من خمسين سفينة وطائرة تحت ظروف خفية، ولم يرسل إشارات الاستغاثة سوى عدد قليل من قادة هذه السفن أو الطائرات، وقلما يجد فريق الإنقاذ جثثاً أو أحياء على الرغم من استخراج أجزاء من حطام المركبات في كثير من حوادث الاختفاء.
[3] جاء في لسان العرب: الإبلاس: القنوط وقطع الرجاء من رحمة الله. يقال: أبلس الرجل من رحمة الله، أي: يئس وندم. ومنه سمي إبليس ـ وكان اسمه عزازيل ـ لأنه أَبْلِس من رحمة الله. والإبلاس: الإنكسار والحزن، يقال: أبلس فلان إذا اسكت غماً. ابن منظور، مادة: بَلَسَ.
[4] اليزيدية: فرقة دينية ضالة يتوزع أتباعها في العراق وتركيا وسورية وأرمينيا والقوقاز وأجزاء من إيران. يرى بعض المؤرخين أن اليزيدية مشتقة من النصرانية ومتأثرة بعض الشيء بالإسلام وبعض ديانات الشرق الأدنى. ويعتقد اليزيديون أن الله خلقهم على حدة وبمعزل عن سائر البشر وأنهم لا ينحدرون من آدم. وينكرون وجود الشر والإثم والجحيم والشيطان (الذي يزعمون أنه تاب وأن الله قبل توبته، وردّ إليه اعتباره بوصفه كبيراً للملائكة ومن هنا نشأ الاعتقاد بأنهم عبدة الشيطان
[5] دراكولا، رواية للكاتب الإنجليزي برام ستوكر، تعدّ من أشهر روايات عالم الأشباح على مدى العصور. أهم شخصيات الرواية، هو الكونت دراكولا من منطقة ترانسلفانيا في رومانيا، وهو رجل شرير ينتمي إلى طبقة النبلاء. هذه الشخصية شبح لميت يعود إلى الحياة، ويتجول ليلاً، ليهاجم الناس ويمتص دماءهم. نشرت الرواية عام 1897، وذاعت شهرتها في السينما حيث تحولت إلى العديد من الأفلام مثل الشبح نوسفيراتو (1922)، ودراكولا (1931
[6] هاملت (1600 ـ 1601م): مسرحية للشاعر المسرحي الإنجليزي وليم شكسبير، في هذه المسرحية يتفجّع الأمير هاملت بحرقة بالغة على فقد والده، ويبدي امتعاضه من زواج أمه للمرة الثانية من عمه كلوديوس، الذي خلف والده على العرش، ويظهر للأمير شبح والده فيخبره بأن عمه كلوديوس قتله، ويطلب من هاملت الانتقام منه. يفكر هاملت ملياً في أمر تصديق الشبح. ويقرر أن تقوم مجموعة جوالة من الممثلين بتمثيل قصة تشبه أحداثها مقتل والده، أمام كلوديوس، حيث يقود ذلك إلى انفعال الملك الشديد مما يكشف تورطه في الجريمة. ركّز شكسبير في هذه المسرحية على التناقض العميق في شخصية هاملت العقلاني والمثالي، الحائر بين متطلبات العواطف وشكوك العقل
[7] مكبث (1605م ـ 1606م): مسرحية تراجيدية للشاعر الإنجليزي وليم شكسبير، تقع في خمسة فصول، ويتميز بطلها (مكبث، بأنه يقترف الشر وهو يعلم أنه شر، ويتألم من غير أن يندم. يستهل الكاتب مسرحيته بنبوءة ثلاث ساحرات زعمن لمكبث أنه سوف يرتقي العرش، وزعمن لصديقه أن أولاده سوف يتوّجون ذات يوم أيضاً. وسرعان ما تحرض زوجة مكبث على قتل الملك دانكال فينزل عند رغبتها، ثم يتبع جريمته هذه بأخرى يقتل فيها صديقه بانكو. ويعصف الندم بزوجة مكبث فتنتحر. أما مكبث فيلقى مصرعه على يد ابن الملك دانكال
[8] تشارلز ديكنز (1812 ـ 1870م): روائي إنجليزي يمتاز أسلوبه بالدعابة البارعة والسخرية اللاذعة. صوّر جانباً من حياة الفقراء. وانتقد وسخر من كل أناني جشع غليظ القلب. من أشهر آثاره `أوليفر تويست`، `قصة مدينتين`، و`ديفيد كوبرفيلد`.
[9] جاء في لسان العرب: جنّ الشيء يجنه: ستره فكل شيء سُتر عنك فقد جُنّ عنك. وبه سمّي الجن لاستتارهم واختفائهم عن الأبصار. ومنه سمي الجنين لاستتاره في بطن أمه. ويقال: جنّ عليه الليل إذا أظلم حتى يستره بظلمته، ابن منظور، `لسان العرب`، مادة: جنن.
[10] تقي الدين أحمد بن عبدالحليم بن السلام ابن تيمية؛ (1263 ـ 1328م): فقيه عربي، حنبلي المذهب، ولد في حرّان (بتركيا)، ولمع نجمه بدمشق وفيها توفي محبوساً. كان داعية من أكبر دعاة الإصلاح في الدين وخصماً من أقوى خصوم الصوفية يلقب بمحيي السنة، وإمام المجتهدين، وشيخ الإسلام، أشهر آثاره: السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية، والفتاوى، والجمع بين النقل والعقل.
[11] الدجّال: شخص يحدث ظهوره فتنة كبرى، ورد ذكره في أخبار الأنبياء السابقين مثل نوح وسليمان وعيسى عليهم السلام، والدجال تعني الكذاب، قيل سمّي دجالاً لأنه يقطع الأرض ويمشي في أكثر نواحيها، يقال دجل الرجل إذا فعل ذلك، ويسمى أيضاً (المسيح الدجال) وسمّي مسيحاً لأن إحدى عينيه ممسوحة لا يبصر بها، وقد حذر الرسول من فتنته وأبان لهم أمره. وتذكر الأحاديث أن الله يأمر المسيح عيسى بن مريم أن يقتل الدجال.
[12] الشعوذة: فن قوامه إيهام النظارة بقدرة صاحبه على فعل كل ما هو معجز أو مستحيل. ويستعين المشعوذ على أداء حيله بخفة اليد، كما يستعين بعلم النفس وبأدوات معدّة بطريقة سرية تمكنه من القيام بألعابه وأخرى غير منظورة يستخدمها في غفلة من الجمهور.
[13] ابن خلدون، عبدالرحمن بن محمد (1332 - 1406م): مؤرخ وفيلسوف عربي، يعدّ أحد أعظم المفكرين العالميين في مختلف العصور. ولد ونشأ بتونس وارتحل إلى مصر فتولى فيها قضاء المالكية. وضع لكتابه الضخم (العِبر وديوان المبتدأ والخبر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر) مقدمة جعلت منه مؤسساً لفلسفة التاريخ ولعلم الاجتماع. وقد سمي علم الاجتماع في مقدمته هذه (علم العمران).
[14] النبط: قبائل عربية، نشأت في موقع الأراضي التي تضم حالياً المملكة الأردنية الهاشمية، مملكة تُعرف بالمملكة النبطية، وعاصمتها سَلْع أو البتراء. وقد ازدهرت هذه المملكة في الفترة الممتدة من القرن الرابع قبل الميلاد إلى القرن الأول الميلادي.
[15] الكلدانيون: شعب سامي مترحل قديم، استقر في الجزء الجنوبي من العراق حوالي (1200 - 800 ق.م)، طلعت منهم أُسرة مالكة حكمت بابل من عام 625 ق.م إلى الغزو الفارسي عام 539 ق.م. ويعد نبوخذ نصّر أعظم ملوك بابل الكلدانيين. ويعدّ الكلدانيون من أكثر الشعوب القديمة عناية بعلم الفلك وعلم التنجيم
[16] بابل: إمبراطورية قديمة ازدهرت على ضفاف الفرات ودجلة في الجزء الجنوبي من العراق منذ العام 2000 قبل الميلاد، عاصمتها بابل في وسط العراق، وأعظم ملوكها حمورابي المتوفى سنة 1750 ق.م الذي اشتهر بمجموعة القوانين المعروفة باسمه.
[17] القبط أو الأقباط: اسم يشير إلى بعض سكان مصر القديمة، وكانوا يتكلمون إحدى لهجات اللغة المصرية القديمة الغنية بالمفردات اليونانية المكتوبة بألفبائية معدلة. كما تدل كلمة أقباط على أعضاء الكنيسة الأرثوذكسية القبطية في مصر الحديثة، الذين يستخدمون اللغة القبطية في صلواتهم. ويتكلم الأقباط، كسائر المصريين اليوم، اللغة العربية. وعندما فتح العرب المسلمون مصر، عام 640م، دخل الكثير من الأقباط الإسلام.
[18] جابر بن حيان: (103 ـ 200هـ، 721 ـ 815م): جابر بن حيان بن عبدالله الكوفي، أبو موسى. كيميائي عربي، ولد بطوس في خراسان وتوفي فيها. هو أول من وصف أعمال التقطير والتبلور والتذويب والتحويل. جعل جابر التجارب العلمية شرطاً أساساً للعالم الحق لذا تصدرت التجربة منهجه العلمي. تعد كتبه أولى المؤلفات في المعارف التي نقلت إلى أوروبا وترجمت إلى اللاتينية. من مؤلفاته: أسرار الكيمياء، علم الهيئة، أصول الكيمياء
[19] المجريطي: (338 ـ 398هـ، 950 ـ 1007م) مسلمة بن أحمد بن قاسم بن عبدالله المجريطي، أبو القاسم: فيلسوف رياضي فلكي كان إمام الرياضيين بالأندلس وأوسعهم إحاطة بعلم الأفلاك. مولده ووفاته بمجريط (مدريد)، من مؤلفاته: `ثمار العدد`، `غاية الحكيم.
[20] الفخر الرازي: (544 ـ 606هـ، 1150 ـ 1210): محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي البكري، أبو عبدالله، فخر الدين الرازي، الإمام المفسر، أصله من طبرستان، ومولده في الري، وإليها نسبته. يقال له `ابن خطيب الري`، وتوفي في هراة. من كتبه: تفسير القرآن الكريم (في ثمانية مجلدات)، نهاية الإيجاز في رواية الإعجاز، السر المكتوم في مخاطبة النجوم، وله شعر بالعربية والفارسية