ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: أعلام النساء السبت 21 مايو 2016, 8:57 pm | |
| أعلام النساء .. العالم الإسلامي مليء بالشخصيات البارزة والتي أثرت في دنيا المسلمين بالإيجاب لا السلب، لهم جهود تذكر فتشكر شتى مجالات ونواحي الحياة وذلك خلال القرن الماضيأمهات خالدات في التاريخ الإسلاميخديجة يوسف
[size=17]إن المرأة أمًا كانت أو أختًا فهي النواة الأولي لقيام المجتمع، فلها أكبر الدور في تربية وتنشئة الأبناء، ومساعدة الزوج في الأعـمال، ولعل أروع مثال علي ذلك أمنا خديجة رضي الله عنها وأرضـاها، كانت امرأة عملاقة ولعل عظمتها ترجع إلي أنها كانت موجودة في أدوارهـا كلها، فكانت تلك التي تهتم بتجارتها رضي الله عنها، وكانت متوفرة في بيتها وأولادهـا، فنجد أنها ورَّثَت كل بنت من بناتها خصلة من خصالها الحميدة الطيبة، وكانت نعم السند لرسول الله صلي الله عليه وسلم .ويُرجِع كثيرٌ من العلماء السببَ في تماسُك المجتمع الإسلامي، وانتصاره على الغزاة في مراحل الضعف التاريخي التي مر بها العالم الإسلامي إلى المرأة المسلمة، وتمسُّكها بدينها وعقيدتها الإسلامية، آثرت من كان لها ولد، أن يكون من أبناء الآخرة لا من أبناء الدنيا، وأن يكون من جياد الخيل وأنفسَها، وأكثرها عراقة وأصالة، لأنها بينما كانت تهز مهده بيمينها، كانت تُعد سواعده بيسارها، فلا يكن عيشه كـعيش البعير، بل إن كثيرا من كبار حاملي الدعـوة هم غرس أمهاتهم. ولمـا أغفلنا دور المرأة وتناسيناه، خرج جيلٌ مهتز الثقة بعقيدته وملامح دينه، فتارة يميل مع أهواء الغرب، وتـارة تقتلعه نزوات الشرق!ولعل في التاريخ نماذج مشرقة من أمهاتٍ كن ذلك النبع المعطـاء فكان أولادهن ثمـار غرسهن، وصدق الذي قال: لئن كُنَّ النساء كما ذُكِرنَ *** لفُضِّلت النساء على الرجال. فهـا هو دورك بنت الإسـلام، فأقدمي.الخنسـاء تماضر بنت عمرو بن الحـارث عندمـا أخذ المسلمون يحشدون جندهم، ويعدون عدتهم زحـفا لمعركة القادسية، كانت الخنساء مع أبنائهـا الأربعة، تزحف مع الزاحفين للقاء الفـرس! وفي خيمةٍ من آلاف الخيام، جمعت الخنساء أولادهـا الأربعة، لتُلقي إليهم بوصيتها فقالت: "يا بني، أسلمتم طائعين، وهـاجرتم مختارين، والله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم، ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم!، وتعلمون ما أعده الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خيرٌ من الدار الفانية يقول تعالي: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]، فإذا أصبحتم غدا إن شاء الله سالمين، فاغدوا إلي عدوكم متبصرين بالله علي أعدائه منتصرين".فلما أشرق الصبح واصطفت الكتائب وتلاقي الفريقان، أخذت تتلقي أخبار بنيها وأخبار المجاهدين، وجـاءها النبأ بالاستشهـاد، فقالت: "الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مُستقرِ رحمته".والدة الإمام سفيان الثوري سفيان الثوري هو فقيه العرب ومحدثهم وأمير المؤمنين في الحديث، كان وراءه أمٌ صالحة تكفلت بتربيته والإنفاق عليه فكان ثمرتهـا. يقول: لما أردت طلب العلم قلتُ: يا رب، لابد لي من معيشة، ورأيتُ العلم يذهبُ ويندثر، فقلت: أفرغ نفسي في طلبه، وسألتُ الله الكفاية (أن يكفيه أمر الرزق)، فكان من كفاية الله له أن قيَّض له أمه، التي قالت له: "يا بني، اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي".بل والأكثر من ذلك، أنها كانت تتعهده بالنصح والوعظ لتحضه علي تحصيل العلم، فكان مما قالته له ذات مرة: "أي بني، إذا كتبت عشرة أحـرف، فانظر هل تري في نفسك زيادة في خشيتك وحلمك ووقارك، فإن لم تر ذلك، فاعلم أنها تضرك ولا تنفعك"، هكذا كانت أمه، فكان سفيان!.أم الإمـام مالك بن أنس يروي ابن أبي أويس عن أم مالك ابن أنس قائلا: سمعت خالي مالك بن أنس يقول: كانت أمي تلبسني الثياب، وتعممني وأنا صبي، وتوجهني إلى ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وتقول: "يا بني! ائت مجلس ربيعة؛ فتعلم مِن سمته وأدبه، قبل أن تتعلم مِن حديثه وفقهه".أم الإمـام الشافعي مات والد الإمام الشافعي، فكان وفاء الأم أن تجعل الابن محمد بن إدريس الشافعي إمامًا، فأخذته من غزة إلي مكة وهناك تعلم القرآن الكريم وهو ابن 7 سنوات، ثم أرسلته إلي البادية ليتعلم اللغة العربية، ثم تعلمه الفروسية والرماية فكان يضرب مائة رمية لا يُخطئ منها واحدة، لم تترك الأمور تسير حسب الظروف، وإنما قرارات تربوية، وأجازه الإمام مالك للفتوى وهو في الخامسة عشر من عمره!.ذلك أن أمه كانت ذات ذكاء وتفقه في الدين، حتى ذكر المؤرخون أنها تقدمت هي وامرأة أخري مع رجل للإدلاء بشهادة أمام القاضي، فأراد القاضي أن يفرق بينهما، فقالت له: ليس لك ذلك، ثم ذكرت قول الله تعالي: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} [البقرة: 282]، فانصاع القاضي لقولها.لقد أوقفت أم الإمام الشافعي ابنها بين يدها، وقالت له: "أي بني عاهدني على الصدق"، فعاهدها الشافعي أن يكون الصدق له في الحياة مسلكاً ومنهاجاً. يروي الشافعيّ لنا نشأته فيقول: "كنت يتيماً في حجر أمّي ولم يكن لها ما تعطيني للمعلّم، وقد رضي منّي أن أقوم على الصبيان إذا غاب وأخفّف عنه، وحفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت الموطّأ وأنا ابن عشر، ولما ختمت القرآن دخلت المسجد فكنت أجالس العلماء وأحفظ الحديث أو المسألة وكان منزلنا في شعب الحيف، ما كنت أجد ما أشتري به القراطيس فكنت آخذ العظم وأكتب فيه وأستوهب الظهور -أي الرسائل المكتوبة- وأكتب في ظهرها". يقول الشافعي: فعدت إلى أمي أقول لها: "يا أماه تعلمت الذل للعلم والأدب للمعلم".أم الإمام أحمد بن حنبل إنها صفية بنت ميمونة بنت عبد الملك، مات زوجها محمد بن حنبل شابا في الثلاثين، وهي كانت دون الثلاثين، ورغم ذلك لم ترض بالزواج، وإنما أرادت أن تملأ علي ولدها حياته حنانا وأنسا، فأهدت إلي دُنيا المؤمنين، وعالم الموحدين إمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.والدة الإمـام البخـاري نشأ البخاري يتيمـا في كنف أمه، لتقوم بتربيته أفضل تربية، فتتعهده بالرعاية والدعاء وتدفعه للعلم والصلاح، وترحل به في سن السادسة عشر إلي مكة للحج، ثم تتركه هناك وترجع ليطلب العلم بلسان قومه، ليرجع البخاري أمير أهل الحديث، ذلك الذي يقول عنه أستاذه: "ليس أحد أفضل منه!".أم شيخ الإسلام أحمد بن تيمية "والله لمثل هذا ربيتك، ولخدمة الإسلام والمسلمين نذرتك، وعلى شرائع الدين علمتك، ولا تظننَّ يا ولدي أن قربك مني أحب إليَّ من قربك من دينك وخدمتك للإسلام والمسلمين في شتّى الأمصار، بل يا ولدي إنَّ غاية رضائي عليك لا يكون إلا بقدر ما تقدمه لدينك وللمسلمين، وإني يا ولدي لن أسألك غداً أمام الله عن بعدك عني، لأني أعلم أين، وفيم أنت، ولكن يا أحمد سأسألك أمام الله وأحاسبك إن قصّرت في خدمة دين الله، وخدمة أتباعه من إخوانك المسلمين".رسالة والدة شيخ الإسلام ابن تيمية إليه، بعد أن أرسل لها يعتذر عن إقامته بمصر، لأنه يرى ذلك أمراً ضروريا لتعليم الناس الدين. أي امرأة بقلب رجل هي؟!إننا لو نظرنا إلي الأنفس، لوجدنا أن سريرة الإنسان تورث صاحبها عِزاً بعِزّها وذلاً بذلها، فلا تحسبن بأن تلك الكلمات وليدة اللحظة، إنما هي ثمرة لسريرة نقية، عزيزة بالله، لم نر منها إلا الصورة الأخيرة، ولو نتدبر كلماتها لعلمنا بأن ليس أكمل لـإحداهن علي الإطلاق من أن تُخلق بقلب رجل ينبض بين أضلعها، وتُعده دوماً لذلك، ولا أرقي لها ولا أثبت لها من هذا علي تحمل ما يجزع منه بنو جنسها.فإن الحق حين يستقر بقلبها سـيورثها جرأته وثباته وشدته وشجاعته، وكأنها تكتسب منه وتستقي نفسها، فتُرزق عزم لا يفتر، وعقل لا ينضب، ولسان لا ينعقد ولا يرتبك مقاله، وقلب قوي، ونور لا ينطفئ .. فلا يهتز لها يقين .. ولا يشوش لها فكر.ست الركب أخت الإمام ابن حجر العسقلاني كانت قارئة كاتبة، أعجوبة في الذكاء، أثنى عليها ابن حجر، وقال: "وكانت أمي بعد أمي"، وذكر شيوخها وإجازاتها من مكة ودمشق وبعلبك ومصر، وقال: "تعلمَت الخط، وحفظت الكثير من القرآن، وأكثرتْ من مطالعة الكتب، فمهرت في ذلك جداً، وكان لها أثر حسن عليه"، قال: "وكانت بي برة، رفيقة، محسنة"، وقد رثاها بقصيدة عنها بعد موتها.والدة عبد الرحمن الناصر أمير المؤمنين عبد الرحمن الناصر الذي ولى الأندلس وهي ولاية تميد بالفتن، وتشرق بالدماء، فما لبثت أن قرت له وسنت لخشيته، ثم خرج في طليعة جنده، فافتتح حصناً في غزوة واحدة. ثم أمعن بعد ذلك في قلب فرنسا وتغلغل في أحشاء سويسرا، وضم أطراف إيطاليا، حتى ريض كل أولئك له، ورجف لبأسه، وبعد أن كانت قرطبة دار إمارة يذكر الخليفة العباسي على منابرها، وتمضي باسمه أحكامها، أصبحت مقر خلافة يحتكم إليها عواهل أوروبا وملوكها، ويختلف إلى معاهدها علماء الأمم وفلاسفتها.وسر هذا كله أمه التي ربته، فقد نشأ عبد الرحمن يتيماً قتل عمه أباه، فاعتنت أمه بتربيته.أم السلطان محمد الفاتح كانت أم السلطان محمد الفاتح تأخذه وهو صغير وقت صلاة الفجر؛ لتريه أسوار القسطنطينية وتقول له: "أنت يا محمد تفتح هذه الأسوار اسمك محمد كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم"، والطفل الصغير يقول: "كيف يا أمي أفتح هذه المدينة الكبيرة ؟!" فتقول بحكمة: "بالقرآن والسلطان والسلاح وحب الناس". توقفت كثيرًا أمام ذلك الرد القصير الحكيم، بتلك العناصر الأربعة التي جمعتها، فـفي محاولاتنا كلها غالبا ما نركز علي جانبٍ ونهمل الباقي.أم بديع الزمان النورسي انظر إلى هذه الكلمات للشيخ بديع الزمان النورسي، الذي يوصف بأنه مجدد الإسلام في بلاد الأناضول في العصر الحديث، يقول بعد أن يذكر عن والدته أنها لم تكن ترضع أولادها إلا على وضوء، يقول: "أقسم بالله إن أرسخ درس أخذتُه وكأنه يتجدد عليَّ، إنما هو تلقينات أمي رحمها الله ودروسها المعنوية، حتى استقرتْ في أعماق فطرتي، وأصبحتْ كالبذور في جسدي في غضون عمري الذي يناهز الثمانين، رغم أني قد أخذت دروسًا من ثمانين ألف شخص؛ بل أرى يقينًا أن سائر الدروس إنما تبنى على تلك البذور".[/size] |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: أعلام النساء السبت 21 مايو 2016, 10:43 pm | |
| شجرة الدر .. سلطانة المماليكد. محمد عبد الحميد الرفاعي
[size=18]توران شاه تُعَدُّ وفاة الملك الصالح نجم الدين النهاية الحقيقيَّة للدولة الأيوبية، أمَّا الفترة القصيرة التي أعقبتْها، فتُعَدُّ فترة انتقاليَّة حتى آلَ الأمر إلى سلاطين المماليك، وفي هذه الفترة الانتقالية استطاعَت شجرة الدر -بمساعدة كبار القادة والأُمراء من المماليك- أن تحقِّق النصر على الفرنجة، وتَحفظ الأمور، ثم قامَت باستدعاء تُوران شاه بن السلطان من حصن "كيفا" شمالي العراق، حيث كان نائبًا عن أبيه هناك، فوصَل مصر في نفس السنة عقبمعركة المنصورة مباشرة، ولقب بالمعظم، وتوقَّع الناس الخير على يديه، ولكنَّه خيَّب ظنَّهم؛ نتيجة جْهله بشؤون السياسة والحُكم، وقد وصَفه سبط ابن الجوزي بأنه "كان سيِّئ التدبير والسلوك، ذا هوجٍ وخفَّة".وبدلاً من أن يَحمَدَ السلطان الجديد لزوجة أبيه موقفَها وحِفظَها الملكَ من أجْله، وبدلاً من أن يُكافئ المماليك على انتصاراتهم وموقفهم الشجاع في معركة المنصورة، إذا به يقلب لهم ظهْرَ المِجَنِّ، ويُجازيهم جزاءَ سِنمَّار؛ خشية أن يزاحموه في نفوذه وسلطانه، فاتَّهم زوجة أبيه بأنها احجنت المال وأخْفَت عنه ثروة أبيه، وطالبها بتسليم ما أخفتْه، وجَفا قادة المماليك وهم أصحاب القوة الفعليَّة في البلاد، وأخَذ يحتقرهم ويتهدَّدهم، ويُرْوَى أنه كان في حال سُكْره يُخرج سيفه ويَضرب به الشموع المصفوفة أمامه، ويقول: "هكذا أفعلُ بالبحرية"، ويُسَمي كلاًّ منهم باسْمه.مقتل توران شاه وقرَّب توران شاه إليه بعضَ بِطانته ونُدمائه الذين أحْضرهم من حصن "كيفا"، ووزَّع عليهم الهبات والإقطاعات دون المماليك، وكانت نتيجة هذه الأعمال أنْ كاتَبَت زوجة أبيه زُعماء المماليك، واستحثَّتهم على التخلُّص منه قبل أن يغدِرَ بهم جميعًا، فاستقرَّ رأْيهم على قتْله وعلى رأْسهم بيبرس البندقداري وقلاوون الصالحي، وأقطاي وأيبك التركماني.وعندما نزَل توران شاه فارسكور بعد فترة قصيرة من وصوله إلى مصر سنة 648هـ، اجتمَع عليه المماليك بالسيوف، فحاوَلَ الفرار والاحتماء بكِشْكٍ خشبي، فأحْرَقوه عليه، فألْقَى بنفسه في النيل والنار مشتعلة في ثيابه، محاولاً النجاةَ سباحةً، ولكنَّ سهام المماليك لاحقتْه وهو يطلب الغَوث والنجاة بنفسه، فلم يُجبه أحدٌ، ومات كما يقول المقريزي "جريحًا غريقًا مُحترقًا"، وتُرِكت جُثَّته على شاطئ النيل؛ حتى تشفَّع فيها رسول الخليفة العباسي، فسمحوا بدفْنه بعد ثلاثة أيام من مقْتله، وكانتْ مدَّة سلطنته أربعين يومًا لَم يدخل فيها القاهرة، ولَم يَجلس على سرير الملك بقلعة الجبل.شجرة الدر سلطانة البلاد أصبحَت السلطة في مصر والشام بعد مقتل توران شاه في أيدي المماليك، فاجتمَع رأْيهم على تنصيب زوجة أستاذهم سلطانة على البلاد، وهي من حيث الأصل والنشأة أقربُ إلى المماليك؛ كما يقول الأستاذ الدكتور سعيد عاشور؛ ولذا اعتبرَها المقريزي أُولَى سلاطين المماليك في مصر، وقال: إنها "أوَّل مَن مَلَك مصر من ملوك التُّرك المماليك".وقد واجَهت السلطانة الجديدة عدَّة مشكلات، استطاعَت أن تجتاز بعضها، ووقفَت عاجزة أمام بعضها الآخر، فقد تمكَّنت من مواجهة خطرِ الفرنجة بعقْد معاهدة معهم، فرحَلوا عن البلاد وتعهَّدوا بعدم العودة إليها، ودفَعوا فِدْية كبيرة مقابل الإفراج عن مَلِكهم وأسْرَاهم.ونَجَحت في إدارة البلاد إلى حدٍّ كبير، فضرَبت السِّكَّة باسْمها، وأقامَت عز الدين أبيك - أكبر المماليك الصالحيَّة ووزير زوجها - وزيرًا لها.ولكنَّ العقبة الكَؤُود التي لَم تستطع اقتحامَها هي كونها امرأةً، فحاوَلت أن تتغلَّب على هذه المشكلة بوسائلَ شتَّى، منها: إخفاء اسْمها، واتِّخاذ ألقاب تقرِّبها من الناس، فتسمَّت بأُمِّ خليل، وهو اسم ولَدها من زوجها السلطان نجم الدين أيوب، وكان قد مات صغيرًا، لكنَّها تمسَّكت بهذه الكُنْيَة، واتَّخذت أيضًا لقبَ "الصالحية" نسبةً إلى زوجها الملك الصالح، و"المستعصميَّة" نسبةً إلى الخليفة العباسي المستعصم (640 - 656هـ)، ولكنَّ هذه المحاولات لُم تُفلح في صرْف الناس عن كونها امرأة، وبدأَت الأحوال تضطرب، وخاصة في بلاد الشام، وخرَج أُمراء الشام عن طاعتها، وتوجَّه بعضهم للهجوم على مصر، وطمَع بقايا الأيوبيين في حكم مصر، ورأوا أنَّهم أحقُّ وأوْلَى، ووصَل الملك السعيد حسن الأيوبي إلى غزة، وانقسَمت الدولة، فأصبحَت بلاد الشام في أيدي الأيوبيين، ومصر في أيدي شجرة الدر والمماليك.ولَم يَقبل الخليفة العباسي المستعصم هذا الوضع الجديد، برغم تمسُّح شجر الدر به وتلقبها بالمستعصمية، وكتَب إلى أمراء مصر: "إنْ كان الرجال قد عدمَتْ عندكم، فأعْلِمونا حتى نسيِّرَ إليكم رجلاً"!وظهرَت المعارضة في صفوف المماليك أنفسهم، فقد انطلَقت الألْسِنة باتِّهام شجر الدر بالتهاون في قتال الصليبيين، والتساهل في إطلاق مَلِكهم وأسْراهم.ولَم تَجِد شجر الدر وسيلةً للخروج من هذا المأْزق سوى التنازُل عن السلطنة لأحد أمراء المماليك، وأن تَحتفظ بنفوذها الفعلي بالتزوج منه، ومشاركته في الحُكم، فقَبِلت الزواج من وزيرها وأتابك العسكر عز الدين أيبك التركماني في سنة 648 هـ بعد ثمانين يومًا من حُكمها، ومنذ ذلك الحين يبدأ التاريخ الفعلي لدولة المماليك البحرية.المصدر: شبكة الألوكة.[/size] |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: أعلام النساء السبت 21 مايو 2016, 10:49 pm | |
| كوسم سلطان .. من أشهر وأقوى نساء الدولة العثمانيةترك برس
[size=18]في القصر العثماني هي "خاصكي كوسِم ماه بيكر سلطان"، واسمها الحقيقي "أناستاسيا". وُلِدت في اليونان، وتذكر بعض المصادر أنّها ولدت في البوسنة عام 999هـ / 1590م.أرْسِلت أناستاسيا إلى إسطنبول عاصمة الدولة العثمانيةمن قبل والي البوسنة، ومع دخولها الإسلام في قصر توبكابي غيَّرت اسمها لاسم "كوسِم". وسُمِّيت باسم "ماه بيكر" بفضل حُبِّ السلطان العثماني الرابع عشر أحمد الأول (1012هـ / 1603م - 1026هـ / 1617م) لها وتزوجت منه. وهي والدة السلطان مراد الرابع والسلطان إبراهيم الأول، وهكذا بدأت حياتها الجديدة في قصر توبكابي.كوسِم سلطان كانت من أشهر وأقوى السلطانات في تاريخ الدولة العثمانية. ولما وصلت إلى سن الخامسة عشر من عمرها أصبحت من أهم الشخصيات المفضلة عند زوجها أحمد الأول وأثرت عليه بذكائها.السلطانة الحاكمة ولما وصلت كوسم سلطان إلى الثامنة والعشرين من عمرها أوجدت مكانا لنفسها في السلطنة العثمانية، فكانت تدير جلسات الديوان وكان لها دور خاص في الحكم العثماني في فترة حكم ابنها مراد الرابع، وذلك بسبب توليه الحكم وهو يبلغ 11 سنة ومن ثم ابنها إبراهيم الأول، وبسبب مرضه لم يكن قادرًا على إدارة الدولة ولذلك حكمت كوسم سلطان الدولة بدلا عنه وبعيدًا عن قصر توبكابي، ولكن بعد فترة من الحكم قُتِل ابنها أيضا. كما شغلت الحكم في فترة حفيدها السلطان محمد الرابع كذلك.أعمالها الخيرية واشتهرت كوسم سلطان بالأعمال الخيرية بتقديم المساعدات للفقراء في جميع أنحاء الدولة العثمانية، وفي كل سنة من شهر شعبان كانت تزور السجن وتدفع الديون عن المحكومين الذين حكم عليهم بالسجن بسبب ديونهم، وتطلق سراحهم من السجن كما ساعدت المسلمين الموجودين في مكة والمدينة.اغتيالها كانت كوسم سلطان تقوم في كل فرصة بعزل أبنائها وأحفادها من السلطة وإدارة الدولة، فقد أرادت استبدال محمد الرابع بحفيدٍ آخر إلا أنّ السلطانة خديجة تورهان أم السلطان محمد الرابع انزعجت من ذلك، ولم تكن مطمئنة من كوسم سلطان، فلذلك أمرت باغتيالها في عام 1061هـ / 1651م، ودُفِنت كوسم سلطان بجانب قبر زوجها السلطان أحمد الأول في منطقة سلطان أحمد.السيدة نفيسة .. كريمة الدارينمنال المغربي
[/size] عابدة.. زاهدة.. قانتة لله.. مُجابة الدعوة.. اجتهدت بالعبادة حتى أكرمها الله بكرامات عديدة.. هي السيدة المكرمة الصالحة ابنة أمير المؤمنين الحسن بن زيد بن سبط النبي صل الله عليه وسلم الحسن بن علي -رضي الله عنهما-، العلويّة الحسنية، صاحبة المشهد الكبير المشهور في القاهرة. ويضيف الإمام الذهبي -رحمه الله-: "وقيل: كانت من الصالحات العوابد... ولجهلة المصريين فيها اعتقاد يتجاوز الوصف، ولا يجوز ممّا فيه من الشِّرك، ويسجدون لها، ويلتمسون منها المغفرة، وكان ذلك من دسائس دعاة العبيدية (الإسماعيلية)". [size=18]السيدة نفيسة .. ولادتها ونشأتها ولدت يوم الأربعاء الحادي عشر من ربيع الأول عام مائة وخمسة وأربعين هجرية (145هـ) بمكة المكرمة، وبقيت فيها حتى بلغت خمسة أعوام. أتمت حفظ القرآن الكريم وهي في الثامنة من عمرها. صَحِبها أبوها مع أمها زينب بنت الحسن إلى المدينة المنورة، فكانت تذهب إلى المسجد النبوي وتتلقى العلم من علمائه وشيوخه، حتى حصلت على لقب "نفيسة العلم" قبل أن تصل لسن الزواج، وحجّت أكثر من ثلاثين حجة أكثرها ماشية. وكان أخوها القاسم رجلاً صالحًا زاهدًا خيِّرًا، سكن نيسابور، وله بها عَقِب، منهم السيد العلوي الذي يروي عنه الحافظ البيهقي.زواج السيدة نفيسة تزوجت "إسحاق المؤتمن" ابن جعفر الصادق رضي الله عنه في شهر رجب سنة 161هـ، وبزواجهما اجتمع نور الحسن والحُسَين، وأصبحت السيدة نفيسة كريمة الدارَيْن، فالسّيدة نفيسة جدُّها الإمام الحسن، وإسحاق المؤتمن جدّه الإمام الحسين رضي الله عنهما. وأنجبت لإسحاق ولدًا وبنتًا هما القاسم وأم كلثوم. وكان إسحاق مشهودًا له بالصلاح.زهد السيدة نفيسة كانت تمضي أكثر وقتها في حرم جدّها صل الله عليه وسلم، وكانت الآخرة نصب عينيها، حتى إنها حفرت قبرها الذي دُفنت فيه بيديها، وكانت تنزل فيه وتصلي كثيرًا، وقرأت فيه المصحف مائة وتسعين مرة وهي تبكي بكاءً شديدًا.وكان لأخيها يحيى (المتوّج) بنت واحدة اسمها (زينب) انقطعت لخدمة عمتها، تقول: خدمتُ عمّتي السيدة نفيسة أربعينَ عامًا، فما رأيتها نامَت بلَيل، ولا أفطرت إلا العيدين وأيام التشريق، فقلت لها: أمَا ترفُقِين بنفسِك؟ فقالت: كيف أرفُق بنفسي وأمامي عَقَبات لا يقطَعُهُنّ إلا الفائزون؟ وكانت تقول: كانت عمتي تحفَظ القرآن وتفسِّره، وكانت تقرأ القرآنَ وتَبكي.السيدة نفيسة في مصر وصلت السيدة نفيسة إلى القاهرة يوم السبت في 26 رمضان 193هـ قبل أن يقدم إليها الإمام الشافعي بخمس سنوات، واستقبلها أهل مصر بالتكبير والتهليل، وأخذوا يقبلون عليها يلتمسون منها العلم حتى ازدحم وقتها، وكادت تنشغل عما اعتادت عليه من العبادات، فخرجت على الناس قائلة: "كنتُ قد اعتزمت المقام عندكم، غير أني امرأة ضعيفة، وقد تكاثر حولي الناس فشغلوني عن أورادي، وجمع زاد معادي، وقد زاد حنيني إلى روضة جدي المصطفى".ففزع الناس لقولها، وأبَوا عليها رحيلها، فخرج الألوف... بل المدينة كلها تتوسط لدى زوجها لتقبل البقاء بينهم، ولا تغادرهم. حتى تدخَّل والي المدينة "السَّري بن الحكم بن يوسف" فوهبها دارًا واسعة، ثم حدد يومين أسبوعيًّا يزورها الناس فيهما؛ طلبًا للعلم والنصيحة، لتتفرغ للعبادة بقية الأسبوع، فقبلت السيدة "نفيسة العلم" وساطة أهل مصر، ورضيت وبقيت بينهم.قدر السيدة نفيسة عند الأمراء يُروى أن أعوان أحد الأمراء قد قبضوا على رجل من العامة ليعذِّبوه، فبينما هو سائر معهم مرّ بدار السيدة نفيسة فصاح مستجيرًا بها، فدعت له بالخلاص قائلة: "حجب الله عنك أبصار الظالمين". ولما وصل الأعوان بالرجل بين يدي الأمير، قالوا له: إنه مرَّ بالسيدة نفيسة فاستجار بها وسألها الدعاء فدعت له بخلاصه، فقال الأمير: "أوَبلغ من ظلمي هذا يا رب؟ إني تائب إليك وأستغفرك". وصرف الأميرُ الرجلَ، ثم جمع ماله وتصدق ببعضه على الفقراء والمساكين.السيدة نفيسة .. سيدة الثورة يذكر المؤرخ أحمد بن يوسف القرماني في تاريخه أن السيدة نفيسة -رضي الله عنها- قادت ثورة الناس على ابن طولون لمّا استغاثوا بها من ظلمه، وكتبت ورقة، فلما علمت بمرور موكبه خرجت إليه، فلما رآها نزل عن فرسه، فأعطته الرقعة التي كتبتها وفيها: "ملكتم فأسرتم، وقدرتم فقهرتم، وخوّلتم ففسقتم، ورُدَّت إليكم الأرزاق فقطعتم، هذا وقد علمتم أن سهام الأسحار نفّاذة غير مخطئة، لا سيّما من قلوب أوجعتموها، وأكباد جوّعتموها، وأجساد عرّيتموها، فمحال أن يموت المظلوم ويبقى الظالم، اعملوا ما شئتم فإنَّا إلى الله متظلِّمون، وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون"!يقول القرماني: فعدل من بعدها ابن طولون لوقته.وصية الإمام الشافعي رضي الله عنه لمَّا وفد الإمام الشافعي رضي الله عنه إلى مصر، توثقت صلته بالسيدة نفيسة، واعتاد أن يزورها وهو في طريقه إلى حلقات درسه في مسجد الفسطاط، وفي طريق عودته إلى داره، وكان يصلي بها التراويح في مسجدها في شهر رمضان، وكلما ذهب إليها سألها الدعاء. وأوصى أن تصلي عليه السيدة نفيسة في جنازته، فمرت الجنازة بدارها حين وفاته عام 204هـ، وصلّت عليها إنفاذًا لوصيته.وفاة السيدة نفيسة أصاب السيدة نفيسة المرض في شهر رجب سنة (208هـ) مائتين وثمانٍ للهجرة، وظلَّ المرض يشتَدّ ويقوَى حتى رمضان، فبلغ المرَضُ أقصَاه، وأقعدَها عن الحركة، فأحضَروا لها الطبيبَ فأمرها بالفِطر، فقالت: "واعجبًا، منذ ثلاثين سنة أسأل الله تعالى أن ألقاه وأنا صائمة، أأفطر الآن؟! هذا لا يكون". ثم راحت تقرأ بخشوع من سورة الأنعام، حتى وصلت إلى قوله تعالى: {لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 127] فغُشي عليها. تقول زينب -بنت أخيها- فضممتُها إلى صدري، فتشهدت شهادة الحق، وصعدت روحها إلى باريها في السماء.فبكاها أهل مصر، وحزنوا لموتها حزنًا شديدًا، ولقد أراد زوجها أن ينقلها إلى البقيع عند جدّها صلى الله عليه وسلم، ولكن أهل مصر تمسّكوا بها وطلبوا منه أن يدفنها عندهم فأَبَى، ولكنه رأى في منامه الرسول صل الله عليه وسلم يأمر بذلك، فدفنها في قبرها الذي حفرته بنفسها في مصر.وكان يومُ دفنِها يومًا مشهودًا ازدحَم فيه الناسُ ازدحامًا شديدًا .. رضي الله عن السيدة نفيسة الطاهرة الشريفة، نفيسة العلم وكريمة الدارَيْن. اللهم اجمعنا بها في جنات النعيم مع النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين وحَسُن أولئك رفيقًا. والحمد لله رب العالمين.المصدر: شبكة الألوكة، نقلاً عن مجلة منبر الداعيات.هاجر .. الصابرة المحتسبةأ. ياسر محمود
[/size][justify] هناك.. في صحراء مكة القاحلة، حيث لا زرع ولا ماء، ولا أنيس ولا رفيق، تركها زوجها هي ووليدها، ثم مضى في طريق عودته، وترك لهم تمرًا وماء. فنادته قائلة: يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي، الذي ليس فيه أنيس ولا شيء؟! فلم يلتفت إليها الزوج، وكأنه على يقين من وعد الله الذي لا يتخلف ولا يخيب. فقالت -وكأنها أدركت أن أمرًا ما يمنع زوجها من الرد عليها-: آلله أمرك بهذا؟ فيرد الزوج: نعم. [size=18]ثقة في عون الله فتقول الزوجة التي آمنت بربها، وعرفت معنى اليقين بصدق وعد الله، وفهمت كيف تكون معينة لزوجها على طاعة ربها، تقول في غير تردُّد ولا قلق: "إذن لا يضيعنا". وانصرف إبراهيم -عليه السلام- وهو يدعو ربه ويقول: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ * رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ}[إبراهيم: 37، 38].ونفد الماء والزاد، والأم لا تجد ما تروي به ظمأ طفلها، وقد جفّ لبنها فلا تجد ما ترضعه، فيتلوى الطفل جوعًا وعطشًا، ويصرخ، ويتردد في الصحراء والجبال صراخه الذي يُدمي قلب الأم الحنون.وتسرع الأم وتصعد على جبل الصفا، لتنظر أحدًا ينقذها هي وطفلها من الهلاك، أو تجد بعض الطعام أو الشراب، ولكنها لا تجد، فتنزل مسرعة وتصعد جبل المروة، وتفعل ذلك سبع مرات حتى تمكّن منها التعب، وأوشك اليأس أن يسيطر عليها، فيبعث الله جبريل عليه السلام، فيضرب الأرض بجناحه؛ لتخرج عين ماء بجانب الصغير، فتهرول الأم نحوها وقلبها ينطلق بحمد الله على نعمته، وجعلت تأخذ من مائها، وتحاول جاهدة إنقاذ فلذة كبدها، وتقول لعين الماء: زمِّي زمي. فسُمِّيت هذه العين زمزم.إنها هاجر، أم نبي الله إسماعيل، وزوجة خليل الرحمن إبراهيم.وهبها ملك مصر إلى السيدة سارة زوج إبراهيم -عليه السلام- الأولى، عندما هاجرت مع زوجها إلى مصر، ولما أدركت السيدة سارة أنها كبرت في السن، ولم تنجب، وهبت هاجر لزوجها ليتزوجها، عسى الله أن يرزقه منها الولد.وتزوج إبراهيم عليه السلام السيدة هاجر، وبدت عليها علامات الحمل، ثم وضعت إسماعيل عليه السلام، ووجدت الغيرة طريقها إلى قلب السيدة سارة، فكأنها أحست أنها فقدت المكانة التي كانت لها في قلب زوجها من قبل، فطلبت منه أن يأخذ السيدة هاجر بعيدًا عنها، فأخذها سيدنا إبراهيم عليه السلام بأمر من الله إلى صحراء مكة، ولحكمة يريدها عز وجل، وحدث ما حدث لها ولوليدها.ومرت الأيام بطيئة ثقيلة، حتى نزل على هاجر وابنها إسماعيل بعض أناس من قبيلة "جرهم" وأرادوا البقاء في هذا المكان؛ لمّا رأوا عندها الماء، فسمحت لهم بالسكن بجانبها، ومشاركتها في الشرب من ماء زمزم، واستأنست بهم، وشبّ الطفل الرضيع بينهم، وتعلم اللغة العربية منهم.طاعة وامتثال ولما اشتد عود إسماعيل عليه السلام، جاء الأمر من الله تعالى لأبي الأنبياء إبراهيم -عليه السلام- بذبح ابنه إسماعيل، وها هي هاجر الصابرة المحتسبة ترى زوجها يأخذ بيد فلذة كبدها وولدها الوحيد ليذبحه، فينشط الشيطان باذلاً ما في وسعه من جهد ليحرّك مشاعر الأمومة في نفسها، ويثير ما بداخلها من أشجان وآلام، فأتاها قائلاً: أتدرين أين يذهب إبراهيم بابنك؟ قالت: لا. قال: إنه يذهب به ليذبحه. قالت: كلا، هو أرأف به من ذلك. فقال: إنه يزعم أن ربه أمره بذلك. قالت: فإن كان ربه قد أمره بذلك، فقد أحسن أن يطيع ربه.هكذا ترد كيد الشيطان بصبر وامتثال لأمر الله تعالى، وما هي إلا أوقات قليلة ويعود إليها زوجها ليبشرها بالخير، ويسعدها بالخبر، ويريها الكبشين مذبوحين، رفع الله البلاء، وفُدي الفتى بذبح عظيم بعد ما نجحت الأسرة كلها في الاختبار.. {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} [الصافات: 103-107]. ففرحت هاجر بنجاة ابنها، وشكرت ربها وحمدته.هذه هي هاجر أم الذبيح، وأم العرب العدنانيين، رحلت عنا بعدما تركت لنا مثالاً رائعًا للزوجة المطيعة، والأم الحانية، والمؤمنة القوية؛ فقد أخلصت النية لله تعالى، فرعاها في وحشتها، وأمّنها في غيبة زوجها، ورزقها وطفلها من حيث لا تحتسب.المصادر: - تفسير القرطبي. - موسوعة الأسرة المسلمة.المصدر: موقع رسالة المرأة.[/size] [/justify] |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: أعلام النساء السبت 21 مايو 2016, 10:55 pm | |
| |
|