منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 أعلام النساء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

أعلام النساء Empty
مُساهمةموضوع: أعلام النساء   أعلام النساء Emptyالسبت 21 مايو 2016, 8:57 pm

أعلام النساء .. العالم الإسلامي مليء بالشخصيات البارزة والتي أثرت في دنيا المسلمين بالإيجاب لا السلب، لهم جهود تذكر فتشكر شتى مجالات ونواحي الحياة وذلك خلال القرن الماضي
أمهات خالدات في التاريخ الإسلامي
خديجة يوسف




أعلام النساء Shapefdst


[size=17]إن المرأة أمًا كانت أو أختًا فهي النواة الأولي لقيام المجتمع، فلها أكبر الدور في تربية وتنشئة الأبناء، ومساعدة الزوج في الأعـمال، ولعل أروع مثال علي ذلك أمنا خديجة رضي الله عنها وأرضـاها، كانت امرأة عملاقة ولعل عظمتها ترجع إلي أنها كانت موجودة في أدوارهـا كلها، فكانت تلك التي تهتم بتجارتها رضي الله عنها، وكانت متوفرة في بيتها وأولادهـا، فنجد أنها ورَّثَت كل بنت من بناتها خصلة من خصالها الحميدة الطيبة، وكانت نعم السند لرسول الله صلي الله عليه وسلم .

ويُرجِع كثيرٌ من العلماء السببَ في تماسُك المجتمع الإسلامي، وانتصاره على الغزاة في مراحل الضعف التاريخي التي مر بها العالم الإسلامي إلى المرأة المسلمة، وتمسُّكها بدينها وعقيدتها الإسلامية، آثرت من كان لها ولد، أن يكون من أبناء الآخرة لا من أبناء الدنيا، وأن يكون من جياد الخيل وأنفسَها، وأكثرها عراقة وأصالة، لأنها بينما كانت تهز مهده بيمينها، كانت تُعد سواعده بيسارها، فلا يكن عيشه كـعيش البعير، بل إن كثيرا من كبار حاملي الدعـوة هم غرس أمهاتهم. ولمـا أغفلنا دور المرأة وتناسيناه، خرج جيلٌ مهتز الثقة بعقيدته وملامح دينه، فتارة يميل مع أهواء الغرب، وتـارة تقتلعه نزوات الشرق!
ولعل في التاريخ نماذج مشرقة من أمهاتٍ كن ذلك النبع المعطـاء فكان أولادهن ثمـار غرسهن، وصدق الذي قال: لئن كُنَّ النساء كما ذُكِرنَ *** لفُضِّلت النساء على الرجال. فهـا هو دورك بنت الإسـلام، فأقدمي.
الخنسـاء تماضر بنت عمرو بن الحـارث
عندمـا أخذ المسلمون يحشدون جندهم، ويعدون عدتهم زحـفا لمعركة القادسية، كانت الخنساء مع أبنائهـا الأربعة، تزحف مع الزاحفين للقاء الفـرس! وفي خيمةٍ من آلاف الخيام، جمعت الخنساء أولادهـا الأربعة، لتُلقي إليهم بوصيتها فقالت: "يا بني، أسلمتم طائعين، وهـاجرتم مختارين، والله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم، ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم!، وتعلمون ما أعده الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خيرٌ من الدار الفانية يقول تعالي: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]، فإذا أصبحتم غدا إن شاء الله سالمين، فاغدوا إلي عدوكم متبصرين بالله علي أعدائه منتصرين".

فلما أشرق الصبح واصطفت الكتائب وتلاقي الفريقان، أخذت تتلقي أخبار بنيها وأخبار المجاهدين، وجـاءها النبأ بالاستشهـاد، فقالت: "الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مُستقرِ رحمته".
والدة الإمام سفيان الثوري
سفيان الثوري هو فقيه العرب ومحدثهم وأمير المؤمنين في الحديث، كان وراءه أمٌ صالحة تكفلت بتربيته والإنفاق عليه فكان ثمرتهـا. يقول: لما أردت طلب العلم قلتُ: يا رب، لابد لي من معيشة، ورأيتُ العلم يذهبُ ويندثر، فقلت: أفرغ نفسي في طلبه، وسألتُ الله الكفاية (أن يكفيه أمر الرزق)، فكان من كفاية الله له أن قيَّض له أمه، التي قالت له: "يا بني، اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي".

بل والأكثر من ذلك، أنها كانت تتعهده بالنصح والوعظ لتحضه علي تحصيل العلم، فكان مما قالته له ذات مرة: "أي بني، إذا كتبت عشرة أحـرف، فانظر هل تري في نفسك زيادة في خشيتك وحلمك ووقارك، فإن لم تر ذلك، فاعلم أنها تضرك ولا تنفعك"، هكذا كانت أمه، فكان سفيان!.
أم الإمـام مالك بن أنس
يروي ابن أبي أويس عن أم مالك ابن أنس قائلا: سمعت خالي مالك بن أنس يقول: كانت أمي تلبسني الثياب، وتعممني وأنا صبي، وتوجهني إلى ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وتقول: "يا بني! ائت مجلس ربيعة؛ فتعلم مِن سمته وأدبه، قبل أن تتعلم مِن حديثه وفقهه".

أم الإمـام الشافعي
مات والد الإمام الشافعي، فكان وفاء الأم أن تجعل الابن محمد بن إدريس الشافعي إمامًا، فأخذته من غزة إلي مكة وهناك تعلم القرآن الكريم وهو ابن 7 سنوات، ثم أرسلته إلي البادية ليتعلم اللغة العربية، ثم تعلمه الفروسية والرماية فكان يضرب مائة رمية لا يُخطئ منها واحدة، لم تترك الأمور تسير حسب الظروف، وإنما قرارات تربوية، وأجازه الإمام مالك للفتوى وهو في الخامسة عشر من عمره!.

ذلك أن أمه كانت ذات ذكاء وتفقه في الدين، حتى ذكر المؤرخون أنها تقدمت هي وامرأة أخري مع رجل للإدلاء بشهادة أمام القاضي، فأراد القاضي أن يفرق بينهما، فقالت له: ليس لك ذلك، ثم ذكرت قول الله تعالي: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} [البقرة: 282]، فانصاع القاضي لقولها.
لقد أوقفت أم الإمام الشافعي ابنها بين يدها، وقالت له: "أي بني عاهدني على الصدق"، فعاهدها الشافعي أن يكون الصدق له في الحياة مسلكاً ومنهاجاً. يروي الشافعيّ لنا نشأته فيقول: "كنت يتيماً في حجر أمّي ولم يكن لها ما تعطيني للمعلّم، وقد رضي منّي أن أقوم على الصبيان إذا غاب وأخفّف عنه، وحفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت الموطّأ وأنا ابن عشر، ولما ختمت القرآن دخلت المسجد فكنت أجالس العلماء وأحفظ الحديث أو المسألة وكان منزلنا في شعب الحيف، ما كنت أجد ما أشتري به القراطيس فكنت آخذ العظم وأكتب فيه وأستوهب الظهور -أي الرسائل المكتوبة- وأكتب في ظهرها". يقول الشافعي: فعدت إلى أمي أقول لها: "يا أماه تعلمت الذل للعلم والأدب للمعلم".
أم الإمام أحمد بن حنبل
إنها صفية بنت ميمونة بنت عبد الملك، مات زوجها محمد بن حنبل شابا في الثلاثين، وهي كانت دون الثلاثين، ورغم ذلك لم ترض بالزواج، وإنما أرادت أن تملأ علي ولدها حياته حنانا وأنسا، فأهدت إلي دُنيا المؤمنين، وعالم الموحدين إمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.

والدة الإمـام البخـاري
نشأ البخاري يتيمـا في كنف أمه، لتقوم بتربيته أفضل تربية، فتتعهده بالرعاية والدعاء وتدفعه للعلم والصلاح، وترحل به في سن السادسة عشر إلي مكة للحج، ثم تتركه هناك وترجع ليطلب العلم بلسان قومه، ليرجع البخاري أمير أهل الحديث، ذلك الذي يقول عنه أستاذه: "ليس أحد أفضل منه!".

أم شيخ الإسلام أحمد بن تيمية
"والله لمثل هذا ربيتك، ولخدمة الإسلام والمسلمين نذرتك، وعلى شرائع الدين علمتك، ولا تظننَّ يا ولدي أن قربك مني أحب إليَّ من قربك من دينك وخدمتك للإسلام والمسلمين في شتّى الأمصار، بل يا ولدي إنَّ غاية رضائي عليك لا يكون إلا بقدر ما تقدمه لدينك وللمسلمين، وإني يا ولدي لن أسألك غداً أمام الله عن بعدك عني، لأني أعلم أين، وفيم أنت، ولكن يا أحمد سأسألك أمام الله وأحاسبك إن قصّرت في خدمة دين الله، وخدمة أتباعه من إخوانك المسلمين".

رسالة والدة شيخ الإسلام ابن تيمية إليه، بعد أن أرسل لها يعتذر عن إقامته بمصر، لأنه يرى ذلك أمراً ضروريا لتعليم الناس الدين. أي امرأة بقلب رجل هي؟!
إننا لو نظرنا إلي الأنفس، لوجدنا أن سريرة الإنسان تورث صاحبها عِزاً بعِزّها وذلاً بذلها، فلا تحسبن بأن تلك الكلمات وليدة اللحظة، إنما هي ثمرة لسريرة نقية، عزيزة بالله، لم نر منها إلا الصورة الأخيرة، ولو نتدبر كلماتها لعلمنا بأن ليس أكمل لـإحداهن علي الإطلاق من أن تُخلق بقلب رجل ينبض بين أضلعها، وتُعده دوماً لذلك، ولا أرقي لها ولا أثبت لها من هذا علي تحمل ما يجزع منه بنو جنسها.
فإن الحق حين يستقر بقلبها سـيورثها جرأته وثباته وشدته وشجاعته، وكأنها تكتسب منه وتستقي نفسها، فتُرزق عزم لا يفتر، وعقل لا ينضب، ولسان لا ينعقد ولا يرتبك مقاله، وقلب قوي، ونور لا ينطفئ .. فلا يهتز لها يقين .. ولا يشوش لها فكر.
ست الركب أخت الإمام ابن حجر العسقلاني
كانت قارئة كاتبة، أعجوبة في الذكاء، أثنى عليها ابن حجر، وقال: "وكانت أمي بعد أمي"، وذكر شيوخها وإجازاتها من مكة ودمشق وبعلبك ومصر، وقال: "تعلمَت الخط، وحفظت الكثير من القرآن، وأكثرتْ من مطالعة الكتب، فمهرت في ذلك جداً، وكان لها أثر حسن عليه"، قال: "وكانت بي برة، رفيقة، محسنة"، وقد رثاها بقصيدة عنها بعد موتها.

والدة عبد الرحمن الناصر
أمير المؤمنين عبد الرحمن الناصر الذي ولى الأندلس وهي ولاية تميد بالفتن، وتشرق بالدماء، فما لبثت أن قرت له وسنت لخشيته، ثم خرج في طليعة جنده، فافتتح حصناً في غزوة واحدة. ثم أمعن بعد ذلك في قلب فرنسا وتغلغل في أحشاء سويسرا، وضم أطراف إيطاليا، حتى ريض كل أولئك له، ورجف لبأسه، وبعد أن كانت قرطبة دار إمارة يذكر الخليفة العباسي على منابرها، وتمضي باسمه أحكامها، أصبحت مقر خلافة يحتكم إليها عواهل أوروبا وملوكها، ويختلف إلى معاهدها علماء الأمم وفلاسفتها.

وسر هذا كله أمه التي ربته، فقد نشأ عبد الرحمن يتيماً قتل عمه أباه، فاعتنت أمه بتربيته.
أم السلطان محمد الفاتح
كانت أم السلطان محمد الفاتح تأخذه وهو صغير وقت صلاة الفجر؛ لتريه أسوار القسطنطينية وتقول له: "أنت يا محمد تفتح هذه الأسوار اسمك محمد كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم"، والطفل الصغير يقول: "كيف يا أمي أفتح هذه المدينة الكبيرة ؟!" فتقول بحكمة: "بالقرآن والسلطان والسلاح وحب الناس". توقفت كثيرًا أمام ذلك الرد القصير الحكيم، بتلك العناصر الأربعة التي جمعتها، فـفي محاولاتنا كلها غالبا ما نركز علي جانبٍ ونهمل الباقي.

أم بديع الزمان النورسي
انظر إلى هذه الكلمات للشيخ بديع الزمان النورسي، الذي يوصف بأنه مجدد الإسلام في بلاد الأناضول في العصر الحديث، يقول بعد أن يذكر عن والدته أنها لم تكن ترضع أولادها إلا على وضوء، يقول: "أقسم بالله إن أرسخ درس أخذتُه وكأنه يتجدد عليَّ، إنما هو تلقينات أمي رحمها الله ودروسها المعنوية، حتى استقرتْ في أعماق فطرتي، وأصبحتْ كالبذور في جسدي في غضون عمري الذي يناهز الثمانين، رغم أني قد أخذت دروسًا من ثمانين ألف شخص؛ بل أرى يقينًا أن سائر الدروس إنما تبنى على تلك البذور".
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

أعلام النساء Empty
مُساهمةموضوع: رد: أعلام النساء   أعلام النساء Emptyالسبت 21 مايو 2016, 10:43 pm

شجرة الدر .. سلطانة المماليك
د. محمد عبد الحميد الرفاعي


أعلام النساء Durr%20tree



[size=18]توران شاه
تُعَدُّ وفاة الملك الصالح نجم الدين النهاية الحقيقيَّة للدولة الأيوبية، أمَّا الفترة القصيرة التي أعقبتْها، فتُعَدُّ فترة انتقاليَّة حتى آلَ الأمر إلى سلاطين المماليك، وفي هذه الفترة الانتقالية استطاعَت شجرة الدر -بمساعدة كبار القادة والأُمراء من المماليك- أن تحقِّق النصر على الفرنجة، وتَحفظ الأمور، ثم قامَت باستدعاء تُوران شاه بن السلطان من حصن "كيفا" شمالي العراق، حيث كان نائبًا عن أبيه هناك، فوصَل مصر في نفس السنة عقبمعركة المنصورة مباشرة، ولقب بالمعظم، وتوقَّع الناس الخير على يديه، ولكنَّه خيَّب ظنَّهم؛ نتيجة جْهله بشؤون السياسة والحُكم، وقد وصَفه سبط ابن الجوزي بأنه "كان سيِّئ التدبير والسلوك، ذا هوجٍ وخفَّة".

وبدلاً من أن يَحمَدَ السلطان الجديد لزوجة أبيه موقفَها وحِفظَها الملكَ من أجْله، وبدلاً من أن يُكافئ المماليك على انتصاراتهم وموقفهم الشجاع في معركة المنصورة، إذا به يقلب لهم ظهْرَ المِجَنِّ، ويُجازيهم جزاءَ سِنمَّار؛ خشية أن يزاحموه في نفوذه وسلطانه، فاتَّهم زوجة أبيه بأنها احجنت المال وأخْفَت عنه ثروة أبيه، وطالبها بتسليم ما أخفتْه، وجَفا قادة المماليك وهم أصحاب القوة الفعليَّة في البلاد، وأخَذ يحتقرهم ويتهدَّدهم، ويُرْوَى أنه كان في حال سُكْره يُخرج سيفه ويَضرب به الشموع المصفوفة أمامه، ويقول: "هكذا أفعلُ بالبحرية"، ويُسَمي كلاًّ منهم باسْمه.
مقتل توران شاه
وقرَّب توران شاه إليه بعضَ بِطانته ونُدمائه الذين أحْضرهم من حصن "كيفا"، ووزَّع عليهم الهبات والإقطاعات دون المماليك، وكانت نتيجة هذه الأعمال أنْ كاتَبَت زوجة أبيه زُعماء المماليك، واستحثَّتهم على التخلُّص منه قبل أن يغدِرَ بهم جميعًا، فاستقرَّ رأْيهم على قتْله وعلى رأْسهم بيبرس البندقداري وقلاوون الصالحي، وأقطاي وأيبك التركماني.

وعندما نزَل توران شاه فارسكور بعد فترة قصيرة من وصوله إلى مصر سنة 648هـ، اجتمَع عليه المماليك بالسيوف، فحاوَلَ الفرار والاحتماء بكِشْكٍ خشبي، فأحْرَقوه عليه، فألْقَى بنفسه في النيل والنار مشتعلة في ثيابه، محاولاً النجاةَ سباحةً، ولكنَّ سهام المماليك لاحقتْه وهو يطلب الغَوث والنجاة بنفسه، فلم يُجبه أحدٌ، ومات كما يقول المقريزي "جريحًا غريقًا مُحترقًا"، وتُرِكت جُثَّته على شاطئ النيل؛ حتى تشفَّع فيها رسول الخليفة العباسي، فسمحوا بدفْنه بعد ثلاثة أيام من مقْتله، وكانتْ مدَّة سلطنته أربعين يومًا لَم يدخل فيها القاهرة، ولَم يَجلس على سرير الملك بقلعة الجبل.
شجرة الدر سلطانة البلاد
أصبحَت السلطة في مصر والشام بعد مقتل توران شاه في أيدي المماليك، فاجتمَع رأْيهم على تنصيب زوجة أستاذهم سلطانة على البلاد، وهي من حيث الأصل والنشأة أقربُ إلى المماليك؛ كما يقول الأستاذ الدكتور سعيد عاشور؛ ولذا اعتبرَها المقريزي أُولَى سلاطين المماليك في مصر، وقال: إنها "أوَّل مَن مَلَك مصر من ملوك التُّرك المماليك".

وقد واجَهت السلطانة الجديدة عدَّة مشكلات، استطاعَت أن تجتاز بعضها، ووقفَت عاجزة أمام بعضها الآخر، فقد تمكَّنت من مواجهة خطرِ الفرنجة بعقْد معاهدة معهم، فرحَلوا عن البلاد وتعهَّدوا بعدم العودة إليها، ودفَعوا فِدْية كبيرة مقابل الإفراج عن مَلِكهم وأسْرَاهم.
ونَجَحت في إدارة البلاد إلى حدٍّ كبير، فضرَبت السِّكَّة باسْمها، وأقامَت عز الدين أبيك - أكبر المماليك الصالحيَّة ووزير زوجها - وزيرًا لها.
ولكنَّ العقبة الكَؤُود التي لَم تستطع اقتحامَها هي كونها امرأةً، فحاوَلت أن تتغلَّب على هذه المشكلة بوسائلَ شتَّى، منها: إخفاء اسْمها، واتِّخاذ ألقاب تقرِّبها من الناس، فتسمَّت بأُمِّ خليل، وهو اسم ولَدها من زوجها السلطان نجم الدين أيوب، وكان قد مات صغيرًا، لكنَّها تمسَّكت بهذه الكُنْيَة، واتَّخذت أيضًا لقبَ "الصالحية" نسبةً إلى زوجها الملك الصالح، و"المستعصميَّة" نسبةً إلى الخليفة العباسي المستعصم (640 - 656هـ)، ولكنَّ هذه المحاولات لُم تُفلح في صرْف الناس عن كونها امرأة، وبدأَت الأحوال تضطرب، وخاصة في بلاد الشام، وخرَج أُمراء الشام عن طاعتها، وتوجَّه بعضهم للهجوم على مصر، وطمَع بقايا الأيوبيين في حكم مصر، ورأوا أنَّهم أحقُّ وأوْلَى، ووصَل الملك السعيد حسن الأيوبي إلى غزة، وانقسَمت الدولة، فأصبحَت بلاد الشام في أيدي الأيوبيين، ومصر في أيدي شجرة الدر والمماليك.
ولَم يَقبل الخليفة العباسي المستعصم هذا الوضع الجديد، برغم تمسُّح شجر الدر به وتلقبها بالمستعصمية، وكتَب إلى أمراء مصر: "إنْ كان الرجال قد عدمَتْ عندكم، فأعْلِمونا حتى نسيِّرَ إليكم رجلاً"!
وظهرَت المعارضة في صفوف المماليك أنفسهم، فقد انطلَقت الألْسِنة باتِّهام شجر الدر بالتهاون في قتال الصليبيين، والتساهل في إطلاق مَلِكهم وأسْراهم.
ولَم تَجِد شجر الدر وسيلةً للخروج من هذا المأْزق سوى التنازُل عن السلطنة لأحد أمراء المماليك، وأن تَحتفظ بنفوذها الفعلي بالتزوج منه، ومشاركته في الحُكم، فقَبِلت الزواج من وزيرها وأتابك العسكر عز الدين أيبك التركماني في سنة 648 هـ بعد ثمانين يومًا من حُكمها، ومنذ ذلك الحين يبدأ التاريخ الفعلي لدولة المماليك البحرية.
المصدر: شبكة الألوكة.
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

أعلام النساء Empty
مُساهمةموضوع: رد: أعلام النساء   أعلام النساء Emptyالسبت 21 مايو 2016, 10:49 pm

كوسم سلطان .. من أشهر وأقوى نساء الدولة العثمانية
ترك برس




أعلام النساء ShapeSGFESF


[size=18]في القصر العثماني
هي "خاصكي كوسِم ماه بيكر سلطان"، واسمها الحقيقي "أناستاسيا". وُلِدت في اليونان، وتذكر بعض المصادر أنّها ولدت في البوسنة عام 999هـ / 1590م.

أرْسِلت أناستاسيا إلى إسطنبول عاصمة الدولة العثمانيةمن قبل والي البوسنة، ومع دخولها الإسلام في قصر توبكابي غيَّرت اسمها لاسم "كوسِم". وسُمِّيت باسم "ماه بيكر" بفضل حُبِّ السلطان العثماني الرابع عشر أحمد الأول (1012هـ / 1603م - 1026هـ / 1617م) لها وتزوجت منه. وهي والدة السلطان مراد الرابع والسلطان إبراهيم الأول، وهكذا بدأت حياتها الجديدة في قصر توبكابي.
كوسِم سلطان كانت من أشهر وأقوى السلطانات في تاريخ الدولة العثمانية. ولما وصلت إلى سن الخامسة عشر من عمرها أصبحت من أهم الشخصيات المفضلة عند زوجها أحمد الأول وأثرت عليه بذكائها.
السلطانة الحاكمة
ولما وصلت كوسم سلطان إلى الثامنة والعشرين من عمرها أوجدت مكانا لنفسها في السلطنة العثمانية، فكانت تدير جلسات الديوان وكان لها دور خاص في الحكم العثماني في فترة حكم ابنها مراد الرابع، وذلك بسبب توليه الحكم وهو يبلغ 11 سنة ومن ثم ابنها إبراهيم الأول، وبسبب مرضه لم يكن قادرًا على إدارة الدولة ولذلك حكمت كوسم سلطان الدولة بدلا عنه وبعيدًا عن قصر توبكابي، ولكن بعد فترة من الحكم قُتِل ابنها أيضا. كما شغلت الحكم في فترة حفيدها السلطان محمد الرابع كذلك.

أعمالها الخيرية
واشتهرت كوسم سلطان بالأعمال الخيرية بتقديم المساعدات للفقراء في جميع أنحاء الدولة العثمانية، وفي كل سنة من شهر شعبان كانت تزور السجن وتدفع الديون عن المحكومين الذين حكم عليهم بالسجن بسبب ديونهم، وتطلق سراحهم من السجن كما ساعدت المسلمين الموجودين في مكة والمدينة.

اغتيالها
كانت كوسم سلطان تقوم في كل فرصة بعزل أبنائها وأحفادها من السلطة وإدارة الدولة، فقد أرادت استبدال محمد الرابع بحفيدٍ آخر إلا أنّ السلطانة خديجة تورهان أم السلطان محمد الرابع انزعجت من ذلك، ولم تكن مطمئنة من كوسم سلطان، فلذلك أمرت باغتيالها في عام 1061هـ / 1651م، ودُفِنت كوسم سلطان بجانب قبر زوجها السلطان أحمد الأول في منطقة سلطان أحمد.







السيدة نفيسة .. كريمة الدارين

منال المغربي




أعلام النساء Nafisa7
[/size]

عابدة.. زاهدة.. قانتة لله.. مُجابة الدعوة.. اجتهدت بالعبادة حتى أكرمها الله بكرامات عديدة.. هي السيدة المكرمة الصالحة ابنة أمير المؤمنين الحسن بن زيد بن سبط النبي صل الله عليه وسلم الحسن بن علي -رضي الله عنهما-، العلويّة الحسنية، صاحبة المشهد الكبير المشهور في القاهرة. ويضيف الإمام الذهبي -رحمه الله-: "وقيل: كانت من الصالحات العوابد... ولجهلة المصريين فيها اعتقاد يتجاوز الوصف، ولا يجوز ممّا فيه من الشِّرك، ويسجدون لها، ويلتمسون منها المغفرة، وكان ذلك من دسائس دعاة العبيدية (الإسماعيلية)".
[size=18]السيدة نفيسة .. ولادتها ونشأتها
ولدت يوم الأربعاء الحادي عشر من ربيع الأول عام مائة وخمسة وأربعين هجرية (145هـ) بمكة المكرمة، وبقيت فيها حتى بلغت خمسة أعوام. أتمت حفظ القرآن الكريم وهي في الثامنة من عمرها. صَحِبها أبوها مع أمها زينب بنت الحسن إلى المدينة المنورة، فكانت تذهب إلى المسجد النبوي وتتلقى العلم من علمائه وشيوخه، حتى حصلت على لقب "نفيسة العلم" قبل أن تصل لسن الزواج، وحجّت أكثر من ثلاثين حجة أكثرها ماشية. وكان أخوها القاسم رجلاً صالحًا زاهدًا خيِّرًا، سكن نيسابور، وله بها عَقِب، منهم السيد العلوي الذي يروي عنه الحافظ البيهقي.

زواج السيدة نفيسة
تزوجت "إسحاق المؤتمن" ابن جعفر الصادق رضي الله عنه في شهر رجب سنة 161هـ، وبزواجهما اجتمع نور الحسن والحُسَين، وأصبحت السيدة نفيسة كريمة الدارَيْن، فالسّيدة نفيسة جدُّها الإمام الحسن، وإسحاق المؤتمن جدّه الإمام الحسين رضي الله عنهما. وأنجبت لإسحاق ولدًا وبنتًا هما القاسم وأم كلثوم. وكان إسحاق مشهودًا له بالصلاح.

زهد السيدة نفيسة
كانت تمضي أكثر وقتها في حرم جدّها صل الله عليه وسلم، وكانت الآخرة نصب عينيها، حتى إنها حفرت قبرها الذي دُفنت فيه بيديها، وكانت تنزل فيه وتصلي كثيرًا، وقرأت فيه المصحف مائة وتسعين مرة وهي تبكي بكاءً شديدًا.

وكان لأخيها يحيى (المتوّج) بنت واحدة اسمها (زينب) انقطعت لخدمة عمتها، تقول: خدمتُ عمّتي السيدة نفيسة أربعينَ عامًا، فما رأيتها نامَت بلَيل، ولا أفطرت إلا العيدين وأيام التشريق، فقلت لها: أمَا ترفُقِين بنفسِك؟ فقالت: كيف أرفُق بنفسي وأمامي عَقَبات لا يقطَعُهُنّ إلا الفائزون؟ وكانت تقول: كانت عمتي تحفَظ القرآن وتفسِّره، وكانت تقرأ القرآنَ وتَبكي.
السيدة نفيسة في مصر
وصلت السيدة نفيسة إلى القاهرة يوم السبت في 26 رمضان 193هـ قبل أن يقدم إليها الإمام الشافعي بخمس سنوات، واستقبلها أهل مصر بالتكبير والتهليل، وأخذوا يقبلون عليها يلتمسون منها العلم حتى ازدحم وقتها، وكادت تنشغل عما اعتادت عليه من العبادات، فخرجت على الناس قائلة: "كنتُ قد اعتزمت المقام عندكم، غير أني امرأة ضعيفة، وقد تكاثر حولي الناس فشغلوني عن أورادي، وجمع زاد معادي، وقد زاد حنيني إلى روضة جدي المصطفى".

ففزع الناس لقولها، وأبَوا عليها رحيلها، فخرج الألوف... بل المدينة كلها تتوسط لدى زوجها لتقبل البقاء بينهم، ولا تغادرهم. حتى تدخَّل والي المدينة "السَّري بن الحكم بن يوسف" فوهبها دارًا واسعة، ثم حدد يومين أسبوعيًّا يزورها الناس فيهما؛ طلبًا للعلم والنصيحة، لتتفرغ للعبادة بقية الأسبوع، فقبلت السيدة "نفيسة العلم" وساطة أهل مصر، ورضيت وبقيت بينهم.
قدر السيدة نفيسة عند الأمراء
يُروى أن أعوان أحد الأمراء قد قبضوا على رجل من العامة ليعذِّبوه، فبينما هو سائر معهم مرّ بدار السيدة نفيسة فصاح مستجيرًا بها، فدعت له بالخلاص قائلة: "حجب الله عنك أبصار الظالمين". ولما وصل الأعوان بالرجل بين يدي الأمير، قالوا له: إنه مرَّ بالسيدة نفيسة فاستجار بها وسألها الدعاء فدعت له بخلاصه، فقال الأمير: "أوَبلغ من ظلمي هذا يا رب؟ إني تائب إليك وأستغفرك". وصرف الأميرُ الرجلَ، ثم جمع ماله وتصدق ببعضه على الفقراء والمساكين.

السيدة نفيسة .. سيدة الثورة
يذكر المؤرخ أحمد بن يوسف القرماني في تاريخه أن السيدة نفيسة -رضي الله عنها- قادت ثورة الناس على ابن طولون لمّا استغاثوا بها من ظلمه، وكتبت ورقة، فلما علمت بمرور موكبه خرجت إليه، فلما رآها نزل عن فرسه، فأعطته الرقعة التي كتبتها وفيها: "ملكتم فأسرتم، وقدرتم فقهرتم، وخوّلتم ففسقتم، ورُدَّت إليكم الأرزاق فقطعتم، هذا وقد علمتم أن سهام الأسحار نفّاذة غير مخطئة، لا سيّما من قلوب أوجعتموها، وأكباد جوّعتموها، وأجساد عرّيتموها، فمحال أن يموت المظلوم ويبقى الظالم، اعملوا ما شئتم فإنَّا إلى الله متظلِّمون، وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون"!

يقول القرماني: فعدل من بعدها ابن طولون لوقته.
وصية الإمام الشافعي رضي الله عنه
لمَّا وفد الإمام الشافعي رضي الله عنه إلى مصر، توثقت صلته بالسيدة نفيسة، واعتاد أن يزورها وهو في طريقه إلى حلقات درسه في مسجد الفسطاط، وفي طريق عودته إلى داره، وكان يصلي بها التراويح في مسجدها في شهر رمضان، وكلما ذهب إليها سألها الدعاء. وأوصى أن تصلي عليه السيدة نفيسة في جنازته، فمرت الجنازة بدارها حين وفاته عام 204هـ، وصلّت عليها إنفاذًا لوصيته.

وفاة السيدة نفيسة
أصاب السيدة نفيسة المرض في شهر رجب سنة (208هـ) مائتين وثمانٍ للهجرة، وظلَّ المرض يشتَدّ ويقوَى حتى رمضان، فبلغ المرَضُ أقصَاه، وأقعدَها عن الحركة، فأحضَروا لها الطبيبَ فأمرها بالفِطر، فقالت: "واعجبًا، منذ ثلاثين سنة أسأل الله تعالى أن ألقاه وأنا صائمة، أأفطر الآن؟! هذا لا يكون". ثم راحت تقرأ بخشوع من سورة الأنعام، حتى وصلت إلى قوله تعالى: {لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 127] فغُشي عليها. تقول زينب -بنت أخيها- فضممتُها إلى صدري، فتشهدت شهادة الحق، وصعدت روحها إلى باريها في السماء.

فبكاها أهل مصر، وحزنوا لموتها حزنًا شديدًا، ولقد أراد زوجها أن ينقلها إلى البقيع عند جدّها صلى الله عليه وسلم، ولكن أهل مصر تمسّكوا بها وطلبوا منه أن يدفنها عندهم فأَبَى، ولكنه رأى في منامه الرسول صل الله عليه وسلم يأمر بذلك، فدفنها في قبرها الذي حفرته بنفسها في مصر.
وكان يومُ دفنِها يومًا مشهودًا ازدحَم فيه الناسُ ازدحامًا شديدًا .. رضي الله عن السيدة نفيسة الطاهرة الشريفة، نفيسة العلم وكريمة الدارَيْن. اللهم اجمعنا بها في جنات النعيم مع النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين وحَسُن أولئك رفيقًا. والحمد لله رب العالمين.
المصدر: شبكة الألوكة، نقلاً عن مجلة منبر الداعيات.


هاجر .. الصابرة المحتسبة
أ‌. ياسر محمود




أعلام النساء CIh12771
[/size][justify]
هناك.. في صحراء مكة القاحلة، حيث لا زرع ولا ماء، ولا أنيس ولا رفيق، تركها زوجها هي ووليدها، ثم مضى في طريق عودته، وترك لهم تمرًا وماء.
فنادته قائلة: يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي، الذي ليس فيه أنيس ولا شيء؟! فلم يلتفت إليها الزوج، وكأنه على يقين من وعد الله الذي لا يتخلف ولا يخيب.
فقالت -وكأنها أدركت أن أمرًا ما يمنع زوجها من الرد عليها-: آلله أمرك بهذا؟ فيرد الزوج: نعم.
[size=18]ثقة في عون الله
فتقول الزوجة التي آمنت بربها، وعرفت معنى اليقين بصدق وعد الله، وفهمت كيف تكون معينة لزوجها على طاعة ربها، تقول في غير تردُّد ولا قلق: "إذن لا يضيعنا". وانصرف إبراهيم -عليه السلام- وهو يدعو ربه ويقول: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ * رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ}[إبراهيم: 37، 38].

ونفد الماء والزاد، والأم لا تجد ما تروي به ظمأ طفلها، وقد جفّ لبنها فلا تجد ما ترضعه، فيتلوى الطفل جوعًا وعطشًا، ويصرخ، ويتردد في الصحراء والجبال صراخه الذي يُدمي قلب الأم الحنون.
وتسرع الأم وتصعد على جبل الصفا، لتنظر أحدًا ينقذها هي وطفلها من الهلاك، أو تجد بعض الطعام أو الشراب، ولكنها لا تجد، فتنزل مسرعة وتصعد جبل المروة، وتفعل ذلك سبع مرات حتى تمكّن منها التعب، وأوشك اليأس أن يسيطر عليها، فيبعث الله جبريل عليه السلام، فيضرب الأرض بجناحه؛ لتخرج عين ماء بجانب الصغير، فتهرول الأم نحوها وقلبها ينطلق بحمد الله على نعمته، وجعلت تأخذ من مائها، وتحاول جاهدة إنقاذ فلذة كبدها، وتقول لعين الماء: زمِّي زمي. فسُمِّيت هذه العين زمزم.
إنها هاجر، أم نبي الله إسماعيل، وزوجة خليل الرحمن إبراهيم.
وهبها ملك مصر إلى السيدة سارة زوج إبراهيم -عليه السلام- الأولى، عندما هاجرت مع زوجها إلى مصر، ولما أدركت السيدة سارة أنها كبرت في السن، ولم تنجب، وهبت هاجر لزوجها ليتزوجها، عسى الله أن يرزقه منها الولد.
وتزوج إبراهيم عليه السلام السيدة هاجر، وبدت عليها علامات الحمل، ثم وضعت إسماعيل عليه السلام، ووجدت الغيرة طريقها إلى قلب السيدة سارة، فكأنها أحست أنها فقدت المكانة التي كانت لها في قلب زوجها من قبل، فطلبت منه أن يأخذ السيدة هاجر بعيدًا عنها، فأخذها سيدنا إبراهيم عليه السلام بأمر من الله إلى صحراء مكة، ولحكمة يريدها عز وجل، وحدث ما حدث لها ولوليدها.
ومرت الأيام بطيئة ثقيلة، حتى نزل على هاجر وابنها إسماعيل بعض أناس من قبيلة "جرهم" وأرادوا البقاء في هذا المكان؛ لمّا رأوا عندها الماء، فسمحت لهم بالسكن بجانبها، ومشاركتها في الشرب من ماء زمزم، واستأنست بهم، وشبّ الطفل الرضيع بينهم، وتعلم اللغة العربية منهم.
طاعة وامتثال
ولما اشتد عود إسماعيل عليه السلام، جاء الأمر من الله تعالى لأبي الأنبياء إبراهيم -عليه السلام- بذبح ابنه إسماعيل، وها هي هاجر الصابرة المحتسبة ترى زوجها يأخذ بيد فلذة كبدها وولدها الوحيد ليذبحه، فينشط الشيطان باذلاً ما في وسعه من جهد ليحرّك مشاعر الأمومة في نفسها، ويثير ما بداخلها من أشجان وآلام، فأتاها قائلاً: أتدرين أين يذهب إبراهيم بابنك؟ قالت: لا. قال: إنه يذهب به ليذبحه. قالت: كلا، هو أرأف به من ذلك. فقال: إنه يزعم أن ربه أمره بذلك. قالت: فإن كان ربه قد أمره بذلك، فقد أحسن أن يطيع ربه.

هكذا ترد كيد الشيطان بصبر وامتثال لأمر الله تعالى، وما هي إلا أوقات قليلة ويعود إليها زوجها ليبشرها بالخير، ويسعدها بالخبر، ويريها الكبشين مذبوحين، رفع الله البلاء، وفُدي الفتى بذبح عظيم بعد ما نجحت الأسرة كلها في الاختبار.. {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} [الصافات: 103-107]. ففرحت هاجر بنجاة ابنها، وشكرت ربها وحمدته.
هذه هي هاجر أم الذبيح، وأم العرب العدنانيين، رحلت عنا بعدما تركت لنا مثالاً رائعًا للزوجة المطيعة، والأم الحانية، والمؤمنة القوية؛ فقد أخلصت النية لله تعالى، فرعاها في وحشتها، وأمّنها في غيبة زوجها، ورزقها وطفلها من حيث لا تحتسب.
المصادر:
- تفسير القرطبي.
- موسوعة الأسرة المسلمة.

المصدر: موقع رسالة المرأة.

[/size]
[/justify]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

أعلام النساء Empty
مُساهمةموضوع: رد: أعلام النساء   أعلام النساء Emptyالسبت 21 مايو 2016, 10:55 pm

نائلة بنت الفرافصة
إيمان الوزير



أعلام النساء 33577_122457054476011_100001351518334_124867_3825952_n%20%281%29


في عصر تجلت فيه شمس الإسلام باسقة.. تجوب الأصقاع وترافق الحشود المؤمنة لنشر دين الله.. تضحك فرحة مستبشرة وهي ترى أشعتها ساطعة من برقة غربًا إلى سيحون شرقًا.. والأصوات المجاهدة تنشد بالحق ليصل الصوت إلى مدينة رسول الله صل الله عليه وسلم.. فتشمخ بعزٍّ من بارئها وسيف ذي النورين يقود أمة التوحيد.. يزيدها وهجًا بنوره، ومطايا الخير الذي حمله حين سقى المسلمين من بئر رومة وجهَّز جيش العسرة.
لكن هذه الشمس الشامخة غابت في أواخر عهده، حين اعترضتها غيوم سوداء أمطرت سجيلاً على الجموع المسلمة، فاختلط الحابل بالنابل.. ولم تكن أعين يهود بعيدة عن تلك الغيمة، فقد كانوا -لعنهم الله- سببًا في إشعالها.. حين حرك ابن سبأ خيوط المؤامرة من وراء الأستار -كعادتهم- وعاث في الجموع من وراء حجاب يبطن الشرّ ويظهر الولاء.. حتى وصلت الغيوم السوداء إلى سماء مدينة رسول الله صل الله عليه وسلم، لتفرغ حمولتها في فتنة شعواء عصفت بأمة الإسلام ردحًا من الزمان.
حاول ذو النورين عثمان بن عفان -رضي الله عنه- منع غبار النقع الأسود من الالتفاف حول شمس الإسلام، لكن جموع الغوغاء من ضعاف النفوس المحاصرين لداره أبتْ إلا صب النار على الهجير.
في دار عثمان بن عفان كانت تسكن امرأة من بني كلب، أحد أشهر بطون العرب في الفصاحة والبلاغة، ولم تكن فصاحة قومها تقتصر على رجالهم بل شملت نساءهم أيضًا.. خطبها عثمان بن عفان -رضي الله عنه- فحملها أهلها له، وحين اجتمع بها رفع قلنسوته عن رأسه فظهر الصلع فيه، فقال لها: يا بنت الفرافصة، لا يهولنك ما ترين من صلعي! فإن تحته ما تحبين. فأمسكت عن الكلام.. فبادرها بقوله: إمَّا تقومي إليَّ، وإمَّا أن أقوم إليك. فقالت: أمَّا ما ذكرت من الصلع فإني من نساء أحب بعولتهن إليهن السادة الصلع، وأما قولك: إمّا أن تقومي إليَّ، وإما أن أقوم إليك، فوالله إنّ ما تجشمته من قطع الصحراء الواسعة والسفر الطويل، لأبعد مما بيني وبينك، بل أقوم إليك.
فقامت وجلست إلى جواره.. فمسح على رأسها ودعا لها بالبركة، فبوركت بفضل من الله عز وجل.. فقد جعل كرم عثمان بن عفان وحنانه في قلبها مودة ورحمة له.. تهبها المرأة المسلمة لزوجها حين يزرع الزوج نبتة الحب في قلبها.
أنجبت نائلة بنت الفرافصة لعثمان بنتًا، وقيل: بنتًا وولدًا.. وكانت له طيلة حياتها معه الزوجة المطيعة الحانية، حتى وصل الطوفان إلى المدينة قادمًا من البصرة والفسطاط، يحمل معه آلافًا من الغوغاء الذين تأبّطوا الشر بسيوفهم يريدون قتل الخليفة عثمان بن عفان.. فحاصروا بيته ونائلة معه تشد من عزيمته، وتؤنس وحدته..
حتى إذا خشي الرعاع من المحاصرين قدوم جيش من الشام لإنقاذ الخليفة المحاصر، قفزوا على داره لا يألون لبيته حرمة، ولا لصحبته مكانة، ولا لفضائله ذكرًا في نفوسهم الآثمة، فقرروا قتله وهو صائم يقرأ القرآن..! عندها أرادت نائلة بنت الفرافصة أن تمنع دخولهم إلى حرمة منزلها، فنشرت شعرها ظنًّا منها أن في قلوبهم بضعًا من إيمان وغض طرف يصون عليهم دينهم.. لكن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- منعها في قوله لها: "خذي خماركِ، فلعمري لدخولهم عليَّ أهون من حرمة شعرك"..
فلم يكن من نائلة وهي ترى السيوف تقترب من زوجها الحبيب إلا وضع يديها لتتقي السيف عن عثمان، فقطع السيف أصابعها ومضى في بطن الخليفة الراشدي الثالث.. وزوجته تحاول صدّ السيوف عن جسده حتى قُتل.
فخرجت نائلة بنت الفرافصة تجمع شعث همومها في موكب دفنه عند أطراف البقيع، حيث وارى الثرى - رضي الله عنه وأرضاه وكفاه ببطشه ما فعلته الغوغاء فيه.
لا أودُّ الخوض في حديث الفتنة الكبرى هنا رغم أنها أمّ الفتن التي انهالت على أمة الإسلام حتى يومنا هذا، ولكني أردت أن أبحث في موقف امرأة لم تكن من صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم يومًا، ولكنها نهلت من معين أحد صحابته كزوجة لعثمان بن عفان وحبيبة له.. كانت بجانبه يوم شدته، ودافعت عنه بجسدها حتى قُطعت أصابعها.. لأقف بكم أيها القراء الأعزاء أمام صورة لحب قلَّ نظيره في زماننا، بل ووفاء نادر لزوج حبيب بقي خالدًا في ذكرى نائلة بنت الفرافصة.. إذ بعد وفاة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- خطبها معاوية بن أبي سفيان فرفضته، وقالت حين سُئلت عن سبب رفضها قولاً شهيرًا: "إني رأيت الحزن يبلى كما يبلى الثوب، وإني خفت أن يبلى حزني على عثمان، فيطلع مني رجل على ما اطلع عثمان، وذلك ما لا يكون أبدًا...".
فأين نحن من نائلة بنت الفرافصة تلميذة مدرسة عثمان بن عفان، التي تعلمت فيها حب الزوج حين أحبها، فوهبته حياتها حيًّا وميتًا.. ودافعت عنه بجسدها حين داهمه الخطر؟
لن أقول في قصة نائلة بنت الفرافصة: أيتها المرأة المسلمة، أحبي زوجك ليحبك!! ولكني سأوجِّه خطابي للرجل فأقول له: يا أيها الرجل، أحبَّ زوجتك لتحبك وتعطيك ماء عينيها.
رحم الله عثمان بما أحب نائلة.. ورحم الله نائلة في إخلاصها لعثمان.
المصدر: موقع المختار الإسلامي، نقلاً عن مجلة المنار.


زينب الغزالي .. نسيبة القرن العشرين
[size=17]أ‌. ياسر محمود


أعلام النساء Zenabgazale
[/size]

ولدت زينب محمد الغزالي الجبيلي في 2 يناير 1917م بإحدى قرى محافظة الدقهلية بمصر، وكان والدها من علماء الأزهر، فرباها على حب الخير والفضيلة، وصدق الحديث، ورفض الظلم والتصدي له بسلاح الإيمان، وكان يسميها "نسيبة"؛ تيمنًا بالصحابية الجليلة نسيبة بنت كعب الأنصارية، التي اشتهرت بالجرأة والشجاعة.
ومن مظاهر هذه التربية أنه كان يصنع لها سيفًا من الخشب، ويخط لها دائرة على الأرض، ويقول لها: قفي واضربي أعداء رسول الله صل الله عليه وسلم. فكانت تقف وسط الدائرة، وتضرب يمينًا وشمالاً، من الأمام ومن الخلف، ثم يسألها: كم قتلتِ من أعداء رسول الله وأعداء الإسلام؟ فتقول: واحدًا. فيقول لها: اضربي ثانية. فتطعن الهواء، وهي تقول: اثنان، ثلاثة، أربعة.
[size=18]زينب الغزالي .. جرأة منذ الصغر
وذات مرة وهي (أي: زينب الغزالي) في سن السابعة أخطأت إحدى قريبتها من عائلة الجبيلي، وهن في فصل دراسي واحد، فعاقب ناظر المدرسة كل بنات العائلة بضربهن على أيديهن، فبكت كل البنات إلا زينب الغزالي، فإنها نظرت إلى الناظر في استهزاء بما يفعل، ثم أعطته يدها ولم تبكِ ولم تُبدِ شيئًا من الألم، فقال لها الناظر: ما هذه النظرات؟ فقالت له: كفّ عن الحديث. فاندهش الناظر من سلوكها، وحينما قابل والدها وقصّ عليه ما حدث، طلب والدها أن يسمع منها ما حدث، فقالت: فلانة هي التي أخطأت ولست أنا، ولكنه ضرب المخطئة وغير المخطئات؛ فلمَ يضربني؟

قال والدها: ولمَ نظرتِ إليه تلك النظرات التي لم ترضه؟ قالت: لأنه ظلمني يا أبي، وقد علمتني أن الظلم لا يجوز من إنسان عاقل له إدراك سليم. فقال له الناظر عند ذلك: إذن أنت الذي تعلمها الفلسفة يا شيخ غزالي! قال: نعم، أعلمها فلسفة الإسلام وأعلمها الحق الذي يرضي الإسلام ويرضي المسلمين.
زينب الغزالي وحفظ الله لها
وجمعت زينب الغزالي في دراستها بين العلوم المدرسية الحديثة والعلوم الدينية القائمة على الأخذ المباشر على يد بعض مشايخ الأزهر.

وبعد حصول زينب الغزالي على الثانوية العامة طالعت في إحدى الصحف أن الاتحاد النسائي الذي ترأسه هدى شعراوي ينظم بعثة إلى فرنسا تتكون من ثلاث طالبات، وتوجهت إلى مقر الاتحاد والتقت مع هدى شعراوي، وعلى الفور سجلتها في الجمعية وأظهرت ترحيبها بها، وراحت تقدّمها لرواد الجمعية وتطلب منها أن تخطب فيهن.
وكانت هدى شعراوي ترى فيها خليفتها في الاتحاد النسائي، وسرعان ما وجدت زينب الغزالي اسمها على رأس البعثة التي تمنتها، لكنها رأت والدها -بعد وفاته- في منامها يطلب منها عدم السفر إلى فرنسا! ويقول لها: إن الله سيعوضك في مصر خيرًا مما ستجنيه من البعثة. فقالت له: كيف؟ قال: سترين، ولكن لا تسافري؛ لأنني لست راضيًا عن سفرك. وسرعان ما عملت الرؤيا مفعولها مع زينب الغزالي، واعتذرت عن عدم الذهاب للرحلة.
زينب الغزالي .. خطيبة مفوهة
وظلت زينب الغزالي تعمل كعضو بارز في الاتحاد رغم اعتراض بعض العضوات على خطابها، الذي كان لا يخلو من نبرة إسلامية يعتبرنها بعقولهن المضللة رمزًا للرجعية والتخلف.

وظلت زينب الغزالي تردِّد شعارات هدى شعراوي، بل إنها خاضت حربًا فكريًّا ضروسًا ضد الأزهر، وظلت تدافع عن القناعات التي كانت وقتها تؤمن بها بصدق، حتى إنها تصدت ذات مرة لعشرة من مشايخ الأزهر، ولم يفلحوا في ردّها عن أيّ رأي تؤمن به.
زينب الغزالي .. عهد على نصرة الحق
وانبرى الشيخ محمد النجار لمواجهة زينب الغزالي بالحكمة والموعظة الحسنة، فاستمع إليها وهي تدافع عن هدى شعراوي وجمعيّتها، ولاحظ الشيخ قوة بيانها وفصاحتها، وانتظر حتى انتهت من حديثها، ثم تقدم منها برفق قائلاً: هل تسمحين يا ابنتي أن أحدثك عن الدعوة الإسلامية؟ فأجابت طلبه المهذب، وبدأت تستمع إليه، فرفع الشيخ يديه إلى السماء قائلاً: اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى، وبكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت أن تجعلها للإسلام، إنك على كل شيء قدير، أسألك بالقرآن أن تجعلها للإسلام، وصلِّ اللهم على سيدنا محمد. ولمحت زينب الغزالي دموع الصدق التي رافقت دعاء الشيخ، فتأثرت نفسها، وسألت الشيخ وهي تخفي دموعها: لماذا تعتقد أني لست مع الله وأنا أصلي وأصوم وأقرأ القرآن وسأحج بيت الله حين أستطيع، كما أتمنى أن أستشهد في سبيل الله؟

فقال لها الشيخ: أحسبك كذلك. واستمر يدعو لها، ثم سألها: هل ستعودين إلى هدى شعراوي بعد خروجك من هنا أم ستبقين مع الله ورسوله؟ فقالت: وأنا مع هدى الشعري أعتبر نفسي مع الله ورسوله. لكنها عاهدته على نصرة الحق، واستمرت صلتها بالشيخ الذي علّمها أمورًا كانت تجهلها، وأخرى كانت تخطئ فهمها.
نقطة تحول في حياة زينب الغزالي
وتعرضت زينب الغزالي لحادث شكل نقطة التحول في حياتها، فقد انفجر موقد الغاز بها وهي تعد الطعام بمنزلها، وطالت النار كل جسدها، وأشرفت على الموت، فأخذت تدعو الله قائلة: يا رب، إذا كان ما وقع لي عقابًا لانضمامي لجماعة هدى شعراوي، فإني قررت الاستقامة لوجهك الكريم، وإن كان غضبك عليّ لأنني ارتديت القبعة، فسأنزعها وسأرتدي حجابي، وإني أعاهدك وأبايعك يا ربي إذا عاد جسمي كما كان عليه، فسأقدم استقالتي من الاتحاد النسائي، وأؤسس جماعة لنشر الدعوة الإسلامية، وأدعو المسلمات إلى ما كان عليه الصحابيات، وأعمل من أجل الدعوة، وأجاهد في سبيلها ما استطعت.

ويتقبل الله الكلمات الصادقة، وتتنزل الرحمات، ويذهل الجميع لمعجزة الشفاء الذي كان أملاً بعيدًا قبل أن تصعد دعوات زينب الغزالي إلى السماء.
زينب الغزالي وانطلاقة الإيمان
وأوفت زينب الغزالي بعهدها لربها فور تمام شفائها، وبدأت انطلاقتها الجديدة بخمار يتوج رأسها، وإيمان يغمر قلبها، واستقالت من الاتحاد النسائي، وأسست جمعية السيدات المسلمات عام 1937م، تلك الجمعية التي ذاع صيتها، وامتدت مقراتها في كل أرجاء مصر، حتى وصل عدد فروعها إلى 199 فرعًا، وكان لها أدوار كبيرة في إعداد الواعظات، ومعالجة الفقراء، ورعاية الأيتام، والسعي في الإصلاح بين العائلات، والوساطة لدى المسئولين لتشغيل العاطلين من الشباب، وغير ذلك من الأنشطة الدعوية والاجتماعية.

زينب الغزالي ومواجهة الباطل
وحين كان طه حسين وزيرًا للمعارف، قرّر إقامة حفل غنائي بساحة مسجد أحمد بن طولون؛ تكريمًا لمستشرق فرنسي كبير جاء لزيارة القاهرة، وكان لزينب الغزالي درس في مسجد ابن طولون يحضره ما لا يقل عن خمسة آلاف سيدة، فلما علمت بذلك الحفل غضبت، وفي نهاية درسها في ذلك اليوم قالت للسيدات: هل منا من تريد أن تموت شهيدة وتدخل الجنة وتصبح ليس بينها وبين الجنة إلا اسم يُدعى الموت؟ فكل السيدات قلن: الله أكبر! أنا.. أنا.. أنا.

فقصت عليهن ما يريد طه حسين القيام به، وطلبت منهن أن يمنعن قيام هذا الحفل، فقمن بخلع الخيام المنصوبة وكل ما كان من تجهيزات للحفل، ولما جاءت الشرطة وأرادت أن تمنعهن عن ذلك بالقبض عليهن، جلست بعض السيدات على الطريق أمام المسجد وقلن: إن السيارة التي تخرج فيها زينب الغزالي ستخرج على جثثنا. فظل الموقف متأزمًا، حتى أرسل مصطفى باشا النحاس -وكان رئيسًا للوزراء- رسالة يتعهد فيها بعدم إقامة الحفل، وبالفعل لم يتم إقامته.
زينب الغزالي والتعاون على البر
بدأت زينب الغزالي صلتها بالحركة الإسلامية عام1357هـ/ 1937م، وبعد تأسيسها لمركز السيدات المسلمات بستة أشهر اقترح عليها حسن البنا أن ترأس قسم الأخوات بالحركة، لكنها رفضت في البداية بناءً على رفض أعضاء جمعيتها، لكنهن أبدين بعد ذلك التعاون والتنسيق مع الحركة.

وبعد أحداث 1948م وصدور قرار بحل الحركة الإسلامية في مصر، أرسلت برقية تبايع فيها مسئول الحركة الإسلامية على العمل للإسلام، وتعبيد نفسها لله في سبيل خدمة دعوته، وحينئذ أصبحت عضوًا مؤثرًا في الحركة الإسلامية.
زينب الغزالي .. صمود وثبات
وعندما قامت ثورة يوليو 1952م، تعاطفت زينب الغزالي معها في بدايتها، وقت أن كانت القيادة بيد اللواء محمد نجيب، وبعد ذلك تغيرت رؤيتها بعد أن رأت أن الأمور لا تسير على ما يرام، خاصة بعد أن صدرت أحكام بالإعدام على بعض العلماء.

ونظرًا لمعارضتها الشديدة للنظام في ذلك الوقت، دخلت السجون فلاقت فيها من الصلب والصعق بالكهرباء، والتهديد بهتك العرض، والتعليق في السقف، والضرب بالسياط، وإطلاق الكلاب المتوحشة، والنوم مع الفئران والحشرات، والحرمان من الطعام والشراب، والسبّ بأفحش الألفاظ... إلخ، كل ذلك وهي محتسبة وثابتة وتردد الدعاء: "اللهم اصرف عني السوء بما شئت وكيف شئت".
فألهمها الله السكينة والصبر على البلاء، حتى أفرج عنها في عام 1970م بعد تولي السادات حكم مصر.
زينب الغزالي .. نهاية الرحلة
وعندما خرجت زينب الغزالي من السجن كانت قوية صلبة، وبدأت تشارك في المؤتمرات الدولية، وسافرت عشرات الدول، وكُرمت في بلدان كثيرة، وألّفت العديد من الكتب مثل: أيام من حياتي، نحو بعث جديد، نظرات في كتاب الله، مشكلات الشباب والفتيات، إلى ابنتي.

وبعد هذا التاريخ الحافل في العمل الإسلامي النسائي رحلت زينب الغزالي يوم الأربعاء الثالث من أغسطس عام 2005م عن عمر يناهز 88 عامًا، تاركة لنا العبرة والعظة في الثبات على الحق والصمود في مواجهة الباطل.
المصدر: موقع رسالة المرأة.


عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية
منال المغربي


أعلام النساء Hh7.net_13049524311
[/size]

كتب عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد إلى أبي بكر بن محمد بالمدينة: "انظر ما كان من حديث رسول الله، أو سُنَّةٍ ماضية، أو حديث عَمْرَةَ فاكتبه؛ فإني خفت دُروسَ العلم، وذهابَ أهلِه".
فمن هي عمرة؟
[size=18]نسب عمرة الأنصارية
هي عَمْرة بنت عبد الرحمن بن سعْد بن زرارة بن عدس، الأنصاريَّة النجاريَّة المدنيَّة، الفقيهة. جدّها من أوائل الصحابة الأنصاريين، شقيق أسعد بن زرارة أحد النقباء المشهورين. أمها سالمة بنت حكيم بن هاشم بن قوالة. وأختها لأمها الصحابية أم هشام بنت حارثة بن النعمان.

ولدت عمرة في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان، حوالَي سنة 29هـ، وكانت ممن تربّين في حِجر السيدة عائشة، وتعلمت منها حديث رسول الله صل الله عليه وسلم.
زواج عمرة الأنصارية
تزوَّجت عبدَ الرحمن بن حارثة بن النعمان، فولدتْ له محمَّدًا الذي صار يُكنّى بأبي الرِّجال، وهو لَقب كان له منه نصيب.

شهادات العلماء في عمرة الأنصارية
كان لمكانة عمرة وقربها من السيدة عائشة رضي الله عنها أثر -بعد فضل الله تعالى- في تكوين ذلك المخزون العلمي الضخم للسُّنة النبوية الشريفة عندها رحمها الله تعالى؛ مما جعل كثيرًا من العلماء والأمراء يثنون عليها.

يقول الإمام الحافظ يحيى بن معين: عمرة بنت عبد الرحمن ثقة حجة.
وشهد الإمام المحدّث سفيان بن عيينة لها بالعلم فقال: أعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة: القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وعروة بن الزبير، وعَمْرة بنت عبد الرحمن.
وقال الإمام الذهبي: كانت عالمة، فقيهة، حُجّة، كثيرة العلم، وحديثها كثير في دواوين الإسلام.
سأل القاسمُ بن محمد الإمامَ الزهري: أراك تحرص على العلم، أفلا أدلك على وعائه؟ قال: بلى. قال: عليك بعمرة بنت عبد الرحمن؛ فإنها كانت في حِجر عائشة رضي الله عنها! قال الزهري: فأتيتها فوجدتها بحرًا لا ينضب.
عن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي عن أبيه: سمعت علي بن المديني، وذكر عمرة بنت عبد الرحمن، ففخّم من أمرها، وقال: عمرة أحد الثقات العلماء بعائشة، الأثبات عنها.
تلاميذ عمرة الأنصارية
روى عن عَمْرة الأئمة: البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه رحمهم الله جميعًا.

وكان من تلاميذها: عروة بن الزبير، والإمام ابن شهاب الزهري، والإمام عمرو بن دينار.
أسباب تميز عمرة الأنصارية
نشأتها العلمية: 
ترعرعت عَمْرة عند عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- التي ضمَّتها مع إخوتها وأخواتها إلى حِجْرها بعد وفاة والدهم، فنشأت في بيت التقوى والعلم؛ فلا عجب أن تقتبس من شمائلها، وأن تصبح عالمة المدينة وفقيهتها في عصرها.

ولم تتوقف عمرة في روايتها على السيدة عائشة رضي الله عنها، بل حدّثت عن أمهات المؤمنين والصحابيات، وكانت تأخذ عنهن كل صغيرة وكبيرة في السُّنَّة، منهن: السيدة أم سلمة، والصحابية أم هشام بنت حارثة الأنصارية، وحبيبة بنت سهل، وأم حبيبة، رضي الله عنهن أجمعين.
قوة حفظها: 
تعتبر عمرة من المُكْثرات في رواية الحديث؛ لما وهبها الله من حافظة قوية، وأغلب ما روت عمرة من أحاديث كان عن السيدة عائشة.

وممّا أخرجه الإمام البخاري أن يحيى بن سعيد كان يذكر حديث عَمْرة للقاسم بن محمد -وهو أحد الفقهاء السبعة- فيقول له: (أتتك -والله- بالحديث على وجهه).
السؤال للتعلم: 
- عن عمرة قالت: سألتُ عائشة: كيف كانت صلاة رسول الله؟ قالت: كان يركع فيضع يديه على ركبتيه، ويجافي بِعَضُدَيْه.

ذكاؤها:
يقول الإمام ابن إسحاق الفزاري في كتابه (السِّيَر)، وابن سعد في طبقاته: "كانتْ ذكيَّة الفؤاد، لمَّاحة، فوعتْ عن أمِّ المؤمنين كثيرًا من العِلم".

عمرة الأنصارية وحمل هم الدعوة
نقل الإمام المِزّي وابن كثير في كتابيهما ما نصه: وكتبتْ إليه -أي إلى الحسين- عمرة بنت عبد الرحمن تعظّم عليه ما يريد أن يصنع، وتأمره بالطاعة ولزوم الجماعة، وتخبره أنه إنما يُساق إلى مصرعه، وتقول:

"أشهد لَحَدَّثتني عائشة أنها سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: «يُقتل حسين بأرض بابل»؛ فلما قرأ كتابها قال: "فلا بد لي إذن مِن مصرعي"!!
وفاة عمرة الأنصارية
عندما اقتربت وفاتها قالت لأخيها، وكان لهم بستان قرب البقيع: أعطوني موضع قبري في حائط، فإني سمعت عائشة تقول: "كسر عظْم الميت ككسره حيًّا"؛ يعني في الإثم.

توفيت عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصارية وهي ابنة سبع وسبعين سنة، وقد اختلفوا في وفاتها؛ فقيل توفيت سنة ثمان وتسعين، وقيل توفيت في سنة ست ومائة. رضي الله تعالى عنها وأرضاها.
المصدر: شبكة الألوكة.


أم السعد.. قصة كفاح مع كتاب الله
قصة الإسلام


أعلام النساء Am-esadd1
[/size]


[size=17]أم السعد محمد علي نجم الشيخة الحافظة المحفظة المتقنة المعمرة، أشهر امرأة معاصرة في قراءات القرآن الكريم، فهي السيدة الوحيدة التي تخصصت في القراءات العشر، وظلت طوال نصف قرن تمنح إجازاتها في القراءات العشر.

أم السعد .. الولادة والنشأة
ولدت أم السعد في 11/7/1925م في قرية البندارية مركز تلا بمحافظة المنوفية شمال القاهرة، داهم المرض عينيها ولم تتجاوز العام الأول من عمرها، واتجه أهلها للعلاج الشعبي بالكحل والزيوت التي كانت سببًا في فقدان بصرها بالكلية، وكعادة أهل الريف مع العميان نذرها أهلها لخدمة القرآن الكريم حتى حفظت القرآن الكريم في مدرسة (حسن صبح) بالإسكندرية في الخامسة عشرة. وقد عاشت أم السعد بحارة الشمرلي بحي بحري العريق بالإسكندرية.

أم السعد.. ودورها في خدمة القرآن
أتمت أم السعد حفظ القرآن الكريم وهي في الخامسة عشرة من عمرها، وحينها ذهبت إلى الشيخة نفيسة بنت أبو العلا -شيخة أهل زمانها كما توصف- لتطلب منها تعلم القراءات العشر، فاشترطت عليها شرطًا عجيبًا وهو: ألا تتزوج أبدًا، فقد كانت ترفض بشدة تعليم البنات؛ لأنهن يتزوجن وينشغلن فيهملن القرآن الكريم.

وقد وافقت أم السعد على شرط شيختها التي كانت معروفة بصرامتها وقسوتها على السيدات ككل اللواتي لا يصلحن -في رأيها- لهذه المهمة الشريفة! ومما شجعها على ذلك أن "نفيسة" نفسها لم تتزوج رغم كثرة من طلبوها للزواج من الأكابر، وماتت وهي بكر في الثمانين، انقطاعًا للقرآن الكريم.
أتمت -أيضًا- أم السعد المهمة الشريفة وحصلت من شيختها "نفيسة" على إجازات في القراءات العشر، وهي في الثالثة والعشرين من عمرها.
تقول أم السعد عن حفظها للقرآن: "ستون عامًا من حفظ القرآن وقراءته ومراجعته جعلتني لا أنسى فيه شيئًا.. فأنا أتذكر كل آية وأعرف سورتها وجزأها وما تتشابه فيه مع غيرها، وكيفية قراءتها بكل القراءات.. أشعر أنني أحفظ القرآن كاسمي تمامًا لا أتخيل أن أنسى منه حرفًا أو أخطئ فيه.. فأنا لا أعرف أي شيء آخر غير القرآن والقراءات.. لم أدرس علمًا أو أسمع درسًا أو أحفظ شيئًا غير القرآن الكريم ومتونه في علوم القراءات والتجويد.. وغير ذلك لا أعرف شيئًا آخر".
أم السعد وقصة الزواج
تزوجت (أم السعد) أقرب تلاميذها إليها الشيخ محمد فريد نعمان الذي كان من أشهر القراء في إذاعة الإسكندرية، وهو صاحب أول إجازة تمنحها (أم السعد)، وتقول عن قصة زواجها: "لم أستطع الوفاء بالوعد الذي قطعته لشيختي "نفيسة" بعدم الزواج.. كان يقرأ عليَّ القرآن بالقراءات.. ارتحت له.. كان مثلي ضريرًا وحفظ القرآن الكريم في سنّ مبكرة.. درَّست له خمس سنوات كاملة، وحين أكمل القراءات العشر وأخذ إجازاتها طلب يدي للزواج، فقبلت".

واستمر زواجهما أربعين سنة كاملة لم تنجب فيها أولادًا.. وتعلق قائلة: "الحمد لله.. أشعر بأن الله -تعالى- يختار لي الخير دائمًا.. ربما لو أنجبت لانشغلت بالأولاد عن القرآن، وربما نسيته".
سلسة أم السعد
بينها وبين النبي أعلام النساء R_20 برواية حفص عن عاصم عن طريق الشاطبية 27 راويًا تبدأ بها وتنتهي بالنبي الأكرم الذي تلقى عن جبريل أعلام النساء U2_20، ثم إلى الله I، فهل هناك شرف أعظم من هذا الشرف!!

وقد تلقت الشيخة المسندة المعلمة المقرئة أم السعد القراءات العشر من الشاطبية والدرة عن: الشيخة نفيسة بنت أبو العلا، عن عبد العزيز علي كحيل، عن عبد الله الدسوقي، عن الشيخ علي الحدادي شيخ القراء بالديار المصرية، عن الشيخ إبراهيم العبيدي، عن شيخ الجامع الأزهر محمد بن حسن السمنودي المنير، عن علي الرميلي، عن شيخ قراء زمانه محمد بن قاسم البقري، عن شيخ قراء مصر عبد الرحمن بن شحاذة اليمني، عن علي بن غانم المقدسي، عن محمد بن إبراهيم السمديسي، عن الشهاب أحمد بن أسد الأميوطي، عن الإمام الحافظ حجة القراء محمد بن محمد بن محمد بن الجزري الشافعي مؤلف النشر والطيبة وغيرهما من المؤلفات..
عن عبد الرحمن بن أحمد البغدادي، عن شيخ القراء بمصر محمد بن أحمد الصائغ، عن علي بن شجاع الكمال الضرير صهر الإمام الشاطبي، عن الإمام أبي القاسم عن الإمام علي بن محمد بن هذيل البلنسي، عن أبي داود سليمان بن نجاح، عن الإمام أبي عمرو الداني، عن طاهر بن غلبون، عن علي بن محمد الهاشمي، عن أحمد بن سهل الأشناني، عن أبي محمد عبيد بن الصباح، عن حفص بن سليمان، عن عاصم ابن بهدلة بن أبي النجود، عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي، عن عثمان وعلي وعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت، وأخذ هؤلاء أعلام النساء Y_20 عن رسول الله أعلام النساء R_20الذي تلقى القرآن عن جبريل أعلام النساء U2_20 عن رب العزة جل شأنه.
أشهر تلاميذ أم السعد
تردد عليها لحفظ القرآن ونيل إجازات القراءات صنوف شتى من جميع الأعمار، والتخصصات، والمستويات الاجتماعية والعلمية (كبار وصغار، رجال ونساء، مهندسون، وأطباء، ومدرسون، وأساتذة جامعات وطلاب في المدارس الثانوية والجامعات... إلخ). وهي تخصص لكل طالب وقتًا، لا يتجاوز ساعة في اليوم يقرأ عليها الطالب ما يحفظه فتصحح له قراءته جزءًا جزءًا حتى يختم القرآن الكريم بإحدى القراءات، وكلما انتهى من قراءة منحته إجازة مكتوبة ومختومة بخاتمها تؤكد فيها أن هذا الطالب (خادم القرآن) قرأ عليها القرآن كاملاً صحيحًا دقيقًا، وفق القراءة التي تمنحه إجازتها.

تقول أم السعد بوجه يعلوه الرضا: "من فضل ربي أن كل من نال إجازة في القرآن في الإسكندرية بأي قراءة إما أن يكون قد حصل عليها مني مباشرة (مناولة)، أو من أحد الذين منحتهم إجازة".
وتؤكد اعتزازها بأنها السيدة الوحيدة -في حدود علمها- التي يسافر إليها القراء وحفظة القرآن؛ من أجل الحصول على (إجازة) في القراءات العشرة.
وكان أكثر ما يسعدها أن مئات الإجازات التي منحتها في القراءات العشرة يبدأ سندها (تسلسل الحفاظ) باسمها، ثم اسم شيختها المرحومة (نفيسة) ليمتد عبر مئات الحفاظ وعلماء القراءات بمن فيهم القراء العشر (عاصم، نافع أبو عمرو، حمزة، ابن كثير، الكسائي، ابن عامر، أبو جعفر، يعقوب، خلف) إلى أن ينتهي بالرسول المصطفى محمد أعلام النساء R_20.
ويروي عنها من درس على يدها أنها كانت من أرفق المعلمين بطلابها، حتى إنهم ذكروا لها ذلك ذات مرة، فقالت: إنها في صغرها عانت من شدة بعض من درّسوا لها في المدرسة، وكانت ترتاع منهم، فأخذت عهدًا على نفسها أن تتلطف مع من يحفظ معها.
وتقول عن تلاميذها: "أتذكر كل واحد منهم، هناك من أعطيته إجازة بقراءة واحدة، وهناك -وهم قليلون- من أخذوا إجازات بالقراءات العشر مختومة بختمي الخاص الذي أحتفظ به معي دائمًا، ولا أسلمه لأحد مهما كانت ثقتي فيه".
وتضيف: "بعضهم انشغل ولم يَعُد يزرني، لكن معظمهم يتصل بي أو يأتي لزيارتي والاطمئنان عليَّ بين الوقت والآخر".
ومن مشاهير من منحتهم الإجازة القارئ الطبيب "أحمد نعينع" الذي قرأ عليها وأخذ عنها، وكذلك فضيلة الشيخ "مفتاح السلطني"، والذي أجازته الشيخة في القراءات العشر وحفص من الطيبة، وكذا عدد من أساتذة وشيوخ معهد القراءات بالإسكندرية، والذين لا يعطون إجازة في حفظ القرآن إلا ويضعون اسمها في أول السند المتصل إلى النبي أعلام النساء R_20.
أم السعد ورحلتها للحجاز
أهدى إليها أحد التلاميذ هدية عبارة عن رحلة حج وعمرة واستضافة سنة كاملة في الأراضي الحجازية، وهناك منحت إجازات في القراءات المختلفة لعشرات الحفاظ من كل البلاد الإسلامية: السعودية، باكستان، السودان، فلسطين، لبنان، تشاد، أفغانستان.. وأحب إجازة منحتها لطالبة سعودية لم تتجاوز السابعة عشرة من عمرها.

وفاة أم السعد
توفيت أم السعد في فجر يوم السادس عشر من رمضان من العام 1427هـ الموافق 9/10/2006م عن عمر يناهز واحد وثمانين عامًا، وقد شيعت جنازتها من مسجد ابن خلدون بمنطقة بحري بالإسكندرية.


عائشة عبد الرحمن ( بنت الشاطئ )
قصة الإسلام

[/size]
أعلام النساء 1074_image002


ولدت في مدينة دمياط بشمال دلتا مصر في منتصف نوفمبر عام 1913م، ابنة لعالم أزهري، وحفيدة لأجداد من علماء الأزهر وروَّاده، وتفتحت مداركها على جلسات الفقه والأدب، وتعلمت وفقًا للتقاليد الصارمة لتعليم النساء وقتئذٍ في المنزل، وفي مدارس القرآن (الكُتَّاب)[1].
وقد تحدثت عن أبيها فقالت: "إلى من أعزني الله به أبًا تقيًّا زكيًّا، ومعلمًا مرشدًا، ورائدًا أمينًا ملهمًا، وإمامًا مهيبًا قدوة: فضيلة والدي العارف بالله العالم العامل: الشيخ محمد عليّ عبد الرحمن الحسيني؛ نذرني رضي الله عنه لعلوم الإسلام، ووجَّهني من المهد إلى المدرسة الإسلامية، وقاد خُطاي الأولى على الطريق السويِّ، يحصنني بمناعة تحمي فطرتي من ذرائع المسخ والتشويه"[2].
ومن المنزل حصلت على شهادة الكفاءة للمعلمات عام 1929م بترتيب الأولى على القطر المصري كله، ثم الشهادة الثانوية عام 1931م، والتحقت بجامعة القاهرة لتتخرج في كلية الآداب قسم اللغة العربية عام 1939م، ثم تنال درجة الماجستير عام 1941م، وقد تزوجت أستاذها بالجامعة الأستاذ أمين الخولي أحد قمم الفكر والثقافة في مصر حينئذٍ، وصاحب الصالون الأدبي والفكري الشهير بـ (مدرسة الأمناء)، وأنجبت منه ثلاثة أبناء وهي تواصل مسيرتها العلمية لتنال رسالة الدكتوراه عام 1950م، ويناقشها عميد الأدب العربي د. طه حسين.
لم تكن بنت الشاطئ كاتبة ومفكرة وأستاذة وباحثة فحسب، بل نموذجًا نادرًا وفريدًا للمرأة المسلمة التي حرَّرت نفسها بنفسها بالإسلام، فمن طفلة صغيرة تلهو على شاطئ النيل في دمياط شمال دلتا مصر، إلى أستاذ للتفسير والدراسات العليا في كلية الشريعة بجامعة القرويين في المغرب، وأستاذ كرسي اللغة العربية وآدابها في جامعة عين شمس بمصر، وأستاذ زائر لجامعات أم درمان عام 1967م، ولجامعة الخرطوم وجامعة الجزائر عام 1968م، ولجامعة بيروت عام 1972م، وجامعة الإمارات عام 1981م، وكلية التربية للبنات في الرياض 1975- 1983م، وتدرجت في المناصب الأكاديمية إلى أن أصبحت أستاذًا للتفسير والدراسات العليا بكلية الشريعة بجامعة القرويين بالمغرب، حيث قامت بالتدريس هناك ما يقارب العشرين عامًا.

مؤلفات بنت الشاطئ:



تركت بنت الشاطئ وراءها ما يربو على الأربعين كتابًا في الدراسات الفقهية والإسلامية والأدبية والتاريخية؛ فلها مؤلفات في الدراسات القرآنية والإسلامية أبرزها: التفسير البياني للقرآن الكريم، والقرآن وقضايا الإنسان، وتراجم سيدات بيت النبوة، وكذا تحقيق الكثير من النصوص والوثائق والمخطوطات. ولها دراسات لغوية وأدبية وتاريخية أبرزها: نص رسالة الغفران للمَعَرِّي، والخنساء الشاعرة العربية الأولى، ومقدمة في المنهج، وقيم جديدة للأدب العربي. ولها أعمال أدبية وروائية أشهرها: على الجسر، وسيرة ذاتية؛ وقد سجَّلت فيه طرفًا من سيرتها الذاتية، وسطَّرته بعد وفاة زوجها أمين الخولي بأسلوبها الأدبي الراقي تتذكر فيه صباها، وتسجِّل مشاعرها نحوه، وتنعيه في كلمات عذبة. كما شاركت في العديد من المؤتمرات الدولية في كل هذه المجالات، وقد جاوزت شهرتها أقطار الوطن العربي والإسلامي، وكانت كتاباتها موضوعًا لدراسات غربية ورسائل جامعية في الغرب، بل وفي أوزبكستان واليابان.
ولم تكتفِ بنت الشاطئ بالكتابة فحسب، بل خاضت معارك فكرية شهيرة، واتخذت مواقف حاسمة دفاعًا عن الإسلام، فخلَّفت وراءها سجلاًّ مشرفًا من السجلات الفكرية التي خاضتها بقوة؛ وكان أبرزها معركتها ضد التفسير العصري للقرآن الكريم ذَوْدًا عن التراث، ودعمها لتعليم المرأة واحترامها بمنطق إسلامي وحجة فقهية أصولية دون طنطنة نسويَّة، ومواجهتها الشهيرة للبهائيَّة في أهم ما كُتب في الموضوع من دراسات مسلِّطةً الضوء على علاقة البهائية بالصهيونية العالمية، وكذا دراساتها الرائدة عن تراجم سيدات بيت النبوة، وأبحاثها حول الحديث النبوي: تدوينه ومناهج دراسته ومصطلحاته.
ود. عائشة عبد الرحمن بجانب إسهاماتها البحثية والأكاديمية والتعليمية البارزة، وتخريج أجيال من العلماء والمفكرين من تسع دول عربية قامت بالتدريس بها، قد خرجت كذلك مبكرًا بفكرها وقلمها إلى المجال العام؛ وبدأت النشر منذ كان سنُّها 18 سنة في مجلة النهضة النسائية، ثم بعدها بعامين في جريدة الأهرام أعرق الجرائد اليومية العربية؛ ونظرًا لشدة محافظة أسرتها -آنذاك- التي لم تعتد انخراط النساء في الثقافة اختارت التوقيع باسم (بنت الشاطئ)، إشارةً لطفولتها ولهوها صغيرة على شاطئ النيل في بلدتها دمياط، وبعدها بعامين بدأت الكتابة في جريدة الأهرام فكانت ثاني امرأة تكتب بها بعد الأديبة ميّ زيادة، وظلت تكتب للأهرام حتى وفاتها، فكان لها مقال طويل أسبوعي، وكان آخر مقالاتها ما نُشر بالأهرام يوم 26 من نوفمبر 1998م بعنوان (علي بن أبى طالب كرَّم الله وجهه)، وهو استكمال لسلسلة طويلة من المقالات بدأت منذ الصيف تناولت فيها سير آل البيت ومقاتل الطالبيين، وشرعت في كتابة سلسلة مقالاتها اليومية الرمضانية كعادتها إلا أن القدر لم يمهلها لإتمامها.
وقد حظيت د. عائشة عبد الرحمن بمكانة رفيعة في أنحاء العالم العربي والإسلامي، وكرَّمتها الدول والمؤسسات الإسلامية؛ فكرّمتها مصر في عهد السادات وعهد مبارك، ونالت جائزة الملك فيصل، ونالت نياشين من دول عديدة، كما كرّمتها المؤسسات الإسلامية المختلفة بعضوية ضنَّت بها على غيرها من النساء مثل: مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة، والمجالس القومية المتخصصة، وكرَّمها ملك المغرب.
ومن تصاريف القدر أن تكون آخر زياراتها خارج مصر لحضور فعاليات جامعة الصحوة الإسلامية بالرباط بنهاية أكتوبر 1998م، ويحتفي بها طلابها الذين صاروا رُوَّادًا ومتنفذين؛ ولذا أعلنت وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية المغربية عند وفاتها عن إقامة سرادق لتقبل العزاء فيها في لفتة نادرة تعكس مكانة بنت الشاطئ من الخليج إلى المحيط. وقد فقدتها الساحة الإسلامية في مطلع ديسمبر 1998م، وودعتها مصر في جنازة مهيبة حضرها العلماء والأدباء والمثقفون الذين جاءوا من شتى الدول، ونعاها شيخ الأزهر وأمَّ صلاة الجنازة بنفسه.
لقد كانت -رحمها الله- من أعلام الأمة، جاهدت بالعلم والقلم للدفاع عن دين الله، وتُمثِّل مسيرة بنت الشاطئ في طلب العلم والكفاح من أجل الدراسة في الجامعة - في زمنٍ كان يقتصر فيه دور المرأة على المنزل - وفي البحث والكتابة في قضايا الفكر الإسلامي؛ نبراسًا لأجيال متتالية. ولا شك أن مسيرتها وإسهاماتها ستظل علامة مضيئة للمرأة المسلمة المعاصرة، ورصيدًا فكريًّا في الساحة الإسلامية[3].

المؤتمرات التي شاركت فيها:



-        مؤتمر المستشرقين الدولي - ميونيخ - 1957م.
-        المؤتمر الثقافي العربي - بغداد 1957م.
-        مؤتمر النساء الإفريقيات - أكرا - غانا - 1960م.
-        مؤتمر المعلمين العرب - الجزائر 1963م.
-        مؤتمر الأدباء العرب - بغداد 1965م.
-        مهرجان الشاعر محمد إقبال - باكستان 1969م.
-        مؤتمر الدعوة الإسلامية - طرابلس - ليبيا 1970م.
-        مؤتمر الإسلام والأسرة - جامعة الأزهر - القاهرة 1975م.

المؤلفات والدراسات الأدبية واللغوية:



-        قضية الفلاح، 1939م.
-        سيدة العزبة - رواية مصرية واقعية، 1944م.
-        الحياة الإنسانية عند أبي العلاء، 1944م.
-        رجعة فرعون - رواية واقعية مصرية، 1949م.
-        صور من حياتهن - مجموعة قصصية، 1957م.
-        سر الشاطئ - مجموعة قصصية، 1958م.
-        التفسير البياني للقرآن الكريم، 1962م.
-        الشاعرة العربية المعاصرة، 1963م.
-        أبو العلاء المَعَرِّي، 1965م.
-        على الجسر - رحلة بين الحياة والموت، 1968م.
-        قيم جديدة للأدب العربي القديم والمعاصر، 1969م.
-        مقال في الإنسان، 1969م.
-        لغتنا والحياة، 1970م.
-        مع المصطفى، 1970م.
-        مقدمة في المنهج، 1971م.
-        القرآن والتفسير العصري، 1971م.
-        مع أبي العلاء في رحلة حياته، 1972م.
-        القرآن وقضايا الإنسان، 1972م.
-        الإسرائيليات في الغزو الفكري، 1975م.
-        أرض المعجزات، 1977م.

الجوائز والأوسمة:



-        جائزة المجمع اللغوي لتحقيق النصوص، 1950م.
-        جائزة المجمع اللغوي بمصر للقصة القصيرة، 1953م.
-        الجائزة الأولى للحكومة المصرية في الدراسات الاجتماعية والريف المصري، عام 1956م.
-        وسام الكفاءة الفكرية من حضرة صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني عاهل المغرب.
-        جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، عام 1978م[4].

وفاة بنت الشاطئ:



وفي الأول من شهر ديسمبر عام 1998م رحلت عنا الدكتورة بنت الشاطئ بعد إصابتها بأزمة قلبية أدَّت إلى حدوث جلطة في القلب والمخ وهبوط حادّ بالدورة الدموية، وقد خلَّفت خلفها ثروة هائلة من الكتب والمؤلفات الأدبية التي تُعبِّر عن جهاد هذه المرأة المسلمة التي بذلت في سبيل علمها وقلمها الذي كان كالسيف البتَّار؛ لذلك ستبقى كتاباتها وذاكرتها قدوةً لمن بعدها، وعَلَمًا يشير إلى المكانة السامية التي وصلت إليها المرأة المسلمة. كذلك ستبقى ذكراها خالدةً في أذهان طلابها المنتشرين في كل بقعة من بقاع عالمنا العربي، والذين صاروا أعلامًا في الفكر والأدب، كما سيهيم طيفها حول كل طالب علمٍ تصفَّح كُتُبها أو تبنَّى أفكارها[size=15][5].

[/size]



[1] انظر موقع إسلام أون لاين، الرابط: http://www.islamonline.net/iol-arabic/dowalia/mashaheer-10.asp
[2] د. محمد سليم العوا: شخصيات ومواقف عربية ومصرية ص358.
[3] موقع إسلام أون لاين، الرابط: http://www.islamonline.net/iol-arabic/dowalia/mashaheer-10.asp
[4] انظر موقع المجلس الأعلى للثقافة http://www.scc.gov.eg/
[5] انظر هذا الرابط: http://www.angelfire.com/ok3/nesa/shati
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
أعلام النساء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» " الرجال قوّامون على النساء ..." سورة النساء اية 34
» أعلام الدول
» أعلام وأقزام في ميزان الإسلام
»  الدكتور يوسف النتشة أعلام القدس..
» أعلام إسرائيل في سماء ساو باولو.. ورسائل الوعيد إلى الرئيس لولا!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: كتب وروابات مشاهير شخصيات صنعت لها .... :: شخصيات :: شخصيات سياسيه-
انتقل الى: