بي دي أس تهديد جدي لإسرائيل!
<< الأحد، 29 مايو/أيار، 2016
حلمي الأسمر
عشت 35 سنة من العصر الذهبي في أمريكا، والآن أنتهى هذا العصر، إنهم يحفرون الأنفاق تحتنا، كما يفعلون في غزة، هكذا تحدث بروفسور صهيوني في أمريكا، هذا ما فعلته «حركة مقاطعة إسرائيل» البي دي أس (BDS) إنها ثورة من نوع آخر، لا يكاد يتحدث عنها أحد في الوطن العربي، حيث الهرولة الرسمية باتجاه تقبيل أعتاب المحتل، ونيل رضاه، ومغازلته، بل عقد التحالفات السرية والعلنية معه!
الغرب يخلع «إسرائيل» ويتبرأ منها، شعبيا على الأقل الآن، في الجامعات والشركات الكبرى..
شاهدت أخيرا، سلسلة حلقات من برنامج «جولة في الصحافة العبرية» للصحفي والكاتب الفلسطيني الدكتور ناصر اللحام، وأصبت بما يشبه الدوار، اللحام يترجم حرفيا سلسلة حلقات بثتها القناة العاشرة في التلفزيون العبري، وكلها تتحدث عن مدى العداء الذي يجده اليهودي، وخاصة الإسرائيلي، في الولايات المتحدة، في الماضي كان اليهودي يتباهى بارتداء قبعة المتدينين، اليوم يخفيها، ويشطب من سيرته الذاتية كل ما يشي بأنه يهودي، هذا انقلاب ليس له مثيل، دكتورة في الخلايا الجذعية تحمل جنسية دولة الكيان، أخفت اسم كوهين من اسمها، لأنهم –كما تقول- حين يعلمون أنها يهودية يبتعدون عنها كأنها مصابة بالجرب، ولا يعينها أحد في أي جامعة، «إسرائيل» في هذه الجامعات دولة فصل عنصري، خطأ تاريخي يجب إصلاحه، بلد نازي، عصابة من القتلة، كل هذا يرد على ألسنة يهود، وإسرائيليين، حركة البي دي أس، تقلب كل شيء في أمريكا.
من يشاهد تلك الحلقات يدرك ببساطة أننا أمام عصر جديد، قد يستغرق عددا قليلا من السنوات، كي يطرد الغرب الرسمي «إسرائيل» من «جنته»، لا تكاد اليوم تجد طالبا في جامعة أمريكية أو غربية، لا يحمل مشاعر عداء عميقة تجاه اليهود وإسرائيل، وفي غضون سنوات قليلة، سيكون هؤلاء الطلبة قادة في بلادهم، وعندها، سيتغير ميزان القوى في المحافل الدولية ضد الكيان، هذا ليس كلامي، ولا رؤيتي، ولا امنياتي، بل هي رؤية إستشرافية لقادة يهود في جامعات أمريكا، يفخرون بأنهم يضعون الكوفية الفلسطينية بدلا من القبعة اليهودية!
الكلام كثير ومؤثر، وكلما شاهدت حلقة جديدة من تلك الحلقات، أدركت أكثر مدى الأثر الذي فعلته حركة مقاطعة الكيان في العالم، شركات كبرى من الصين إلى الولايات المتحدة، مرورا بأوروبا، بدأت تفك عراها مع الشركات الصهيونية، ووفق تحقيقات القناة العاشرة العبرية، فإن كبريات الشركات الإسرائيلية تصمت ولا تتحدث عن هذا الأمر، شأنها شأن البنت التي تعرضت للاغتصاب، وتخجل من أن تبوح أو تشكو مما حصل معها، على حد تعبير القناة!
العالم يتغير من حولنا، واليوم الذي ستعلن فيها دولة القتلة والمجرمين، دولة مارقة خارجة عن قوانين الإنسانية، بات أقرب كثيرا مما توقعت، شاهدوا تلك الحلقات المذهلة، وستصدقون ما أقول لكم!
حركة بي دي إس(بالإنجليزية: BDS) هي اختصار لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (بالإنجليزية: Boycott, Divestment and Sanctions Movement) (المعروفة بالاختصار BDS) تشير إلى الحملة الدولية الاقتصادية والتي بدأت في 9 يوليو 2005 بنداء من 171 منظمة فلسطينية غير حكومية، «... للمقاطعة، وسحب الاستثمارات وتطبيق العقوبات ضد إسرائيل حتى تنصاع للقانون الدولي والمبادئ العربية لحقوق الإنسان» الأهداف الثلاثة المعلنة للحملة هي :
انهاء «الاحتلال الإسرائيلي واستعماره لكل الأراضي العربية»، فضلا عن «تفكيك الجدار العازل، الاعتراف الإسرائيلي بالحقوق الأساسية «للفلسطينيين المواطنين العرب في إسرائيل بالمساواة الكاملة»، وقيام إسرائيل باحترام وحماية وتعزيز «حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم كما هو منصوص عليه في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.»