|
| فقه الاعتكاف .. | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| | | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: فقه الاعتكاف .. الخميس 09 يونيو 2016, 11:10 am | |
| |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: فقه الاعتكاف .. الخميس 09 يونيو 2016, 11:11 am | |
| اعتكاف العشر الأواخر من رمضانتعريف الاعتكاف:هو في اللغة: الحَبس, والمكث, واللُّزوم.وفي الشَّرع: المكث في المسجد من شخص مخصوص بصفة مخصوصة, ويسمى الاعتكاف جوارًا[1].وعَرَّفَه بعض العلماء بقوله: فمعنى الاعتكاف وحقيقته: قطع العلائق عن الخلائق للاتصال بخدمة الخالق[2].التَّعاريف تختلف بحسب منهج المُعَرف, فالتَّعريف الأول نَظَر إلى حد الاعتكاف الشرعي, ليُخرج به ما ينافيه من مُبطلات ومكروهات. والتَّعريف الثاني نَظَر إلى ثَمَرة الاعتكاف التي لا تحصل إلاَّ بقطع القلب عمَّا سوى الله, وهذه حقيقة الاعتكاف عند ذَوي البصائر؛ لأنَّه لا يُؤتي ثماره إلاَّ بتَحَقُّق تلك الحقيقة؛ فاعتكاف الصَّالحين انقطاع عن الخلق, وأنس بالله, ونسيان للشَّهَوات والرَّغبات الطبعيَّة. ولَعَلَّ هذا هو السر في امتناع النبي عن مثل ذلك, فقد كان يشدُّ مئزره, وذلك كناية عن الإقلال منَ الطَّعام والشَّراب والجماع.وكُلَّما قويت المعرفة بالله والمحبة له والأنس به، أورثتْ صاحبها الانقطاع إلى الله تعالى بالكُليَّة على كل حال.كان داود الطَّائي يقول في ليله: هَمُّك عطل عليَّ الهموم، وحالف بيني وبين السهاد, وشوقي إلى النَّظَر إليك أوثق مني اللذات، وحال بيني وبين الشهوات.وكان بعضهم لا يزال منفردًا في بيته خاليًا بربه. فقيل له: أما تستوحش؟ قال: كيف أستوحش وهو يقول: أنا جليس مَن ذَكَرني.أَوْحَشَتْنِي خَلَوَاتـي *** بِكَ مِنْ كُلِّ أَنِيسِيوَتَفَـرَّدتُ فَعَايـنْ *** تُكَ بِالْغَيْبِ جَلِيسي[3]قال الإمام البخاري: باب الاعتكاف في العشر الأواخر, والاعتكاف في المساجد كلها؛ لقوله تعالى: {وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [البقرة: 187][4].عن عثمان بن عطاء عن أبيه قال: إنَّ مثل المعتكف مثل المُحْرم ألقى نفسه بين يدَي الرحمن، فقال: والله لا أبرح حتى ترحمني[5].عن عائشة -رضيَ الله عنها- قالت: "كان النَّبيُّ إذا دخل العشر شدَّ مئزره, وأحيا ليله, وأيقظ أهله"[6].وعن عائشة -رضيَ الله عنها- قالت: "كان رسول الله إذا دخل العشْرُ أحيا اللَّيل, وأيقظ أهله, وجدَّ وشدَّ المئزر"[7].قالت عائشة رضي الله عنها: "كان رسول الله يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره"[8].عن علي بن أبي طالب -رضيَ الله عنه- قال: "كان رسول الله يوقظ أهله في العشر الأواخر من شهر رمضان, وكل صغير وكبير يطيق الصلاة"[9].عن عائشة -رضي الله عنها- زوج النَّبي : "أنَّ النَّبي كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتَّى توفَّاه الله, ثم اعتكف أزواجه من بعده"[10].عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: "أنَّ رسولَ الله كان يعتكف في العشر الأوسط من رمضان, فاعتكف عامًا حتَّى إذا كان ليلة إحدى وعشرين -وهي اللَّيلة التي يخرج من صبيحتها من اعتكافه- قال: "من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر, وقد أريت هذه الليلة ثم أنسيتها, وقد رأيتني أسجد في ماء وطين من صبيحتها, فالتمسوها في العشر الأواخر, والتمسوها في كل وتر". فمطرت السَّماء تلك الليلة وكان المسجد على عريش, فَوَكَفَ المسجد فبصرت عيناي رسولَ الله على جبهته أثر الماء والطين من صبح إحدى وعشرين[11].عن عائشة -رضي الله عنها- زوج النَّبي قالت: "وإن كان رسول الله ليُدْخِل عليَّ رأسه وهو في المسجد فأرَجِّلُه, وكان لا يدخل البيت إلاَّ لحاجة إذا كان معتكفًا"[12].عن عُيَيْنة بن عبدالرحمن عن أبيه قال: "كان أبو بكر يُصَلي في رمضان كصلاته في سائر السنة, فإذا دخلت العشر اجتهد"[13].اعتكاف النساء:عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان النَّبيُّ يعتكف في العشر الأواخر من رمضان, فكنتُ أضرب له خباءً فيُصَلِّي الصبح ثم يدخله, فاستأذنت حفصة عائشةَ أن تضرب خباء، فأذنتْ لها فضربت خباء, فلما رأته زينب بنت جحش ضربت خباء آخر، فلمَّا أصبح النَّبي رأى الأخبية فقال: "ما هذا؟" فأُخبر, فقال النبي : "آلبر تُردن بهن؟" فترك الاعتكاف ذلك الشهر، ثم اعتكف عشرًا من شوال"[14].عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "اعتكفتْ مع رسول الله امرأةٌ من أزواجه مستحاضة, فكانت ترى الحمرة والصفرة, فربَّما وضعنا الطست تحتها وهي تصلي"[15].المصدر: شبكة الألوكة.روابط ذات صلة:- أحكام الاعتكاف- الاعتكاف سنة ثابتة- ملخص أحكام الاعتكاف- الاعتكاف وحلاوة الخلوة- الاعتكاف وتربية الذات- سر الاعتكاف ومقصوده- الاعتكاف سؤال وجواب- اعتكاف المرأة في المساجد- أفكار تساعد على نجاح الاعتكاف [1] "النووي على مسلم" 8/ 66، وانظر "تحفة الأحوذي" 3/420.[2] لطائف المعارف 289.[3] لطائف المعارف 289، بتصرف يسير.[4] صحيح البخاري 2/713.[5] شُعب الإيمان للبيهقي برقم3970.[6] رواه البخاري برقم 1920، باب العمل في العشر الأواخر من رمضان. قال ابن حجر في "الفتح" 4/269: "وصَرَّحَ به في حديث علي عند بن أبي شيبة والبيهقي من طريق عاصم بن ضمرة عنه قوله: (شد مئزره)؛ أي اعتزال النساء، وبذلك جزم عبد الرزاق عن الثوري واستشهد بقول الشاعر:قَوْمٌ إِذَا حَارَبُوا شَدُّوا مَآزِرَهُمْ *** عَنِ النِّسَاءِ وَلَوْ بَاتَتْ بِأَطْهَارِوذكر ابن أبي شيبة عن أبي بكر بن عَيَّاش نحوه، وقال الخَطَّابي: (يحتمل أن يريد به الجد في العبادة؛ كما يقال: شددت لهذا الأمر مئزري: أي تشمرت له، ويحتمل أن يراد التَّشمير والاعتزال معًا، ويحتمل أن يرادَ الحقيقة والمجاز، كمن يقول: طويل النجاد: لطويل القامة، وهو طويل النجاد حقيقة، فيكون المراد شد مئزره حقيقة فلم يحله، واعتزل النساء وشمر للعبادة). قلت: وقد وقع في رواية عاصم بن ضمرة المذكورة: (شد مئزره واعتزل النساء)، فعطفه بالواو فيتقوى الاحتمال الأول.قوله: (وأحيا ليله)؛ أي سهره فأحياه بالطاعة، وأحيا نفسه بسهره فيه؛ لأن النوم أخو الموت، وأضافه إلى الليل اتساعًا؛ لأن القائم إذا حيي باليقظة أحيا ليله بحياته، وهو نحو قوله: (لا تجعلوا بيوتكم قبورًا)؛ أي لا تناموا فتكونوا كالأموات فتكون بيوتكم كالقبور. قوله: (وأيقظ أهله)؛ أي للصلاة". انتهى.[7] رواه مسلم برقم 1174، باب الاجتهاد في العشر الأواخر من شهر رمضان.[8] رواه مسلم برقم 1175، باب الاجتهاد في العشر الأواخر من شهر رمضان.[9] رواه الطبراني في "الأوسط" برقم 7425، وقال: لم يروِ هذا الحديث عن أبي إسحاق عن هانئ إلا أبو مريم تفرَّد به إسماعيل بن عمرو وحديث هبيرة عن الثوري وشعبة وغيرهما.[10] رواه البخاري برقم 1922، باب الاعتكاف في العشر الأواخر، والاعتكاف في المساجد كلها لقوله تعالى: "وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ" (البقرة: 187)، ورواه مسلم برقم 1172، باب اعتكاف العشر الأواخر من رمضان.[11] رواه البخاري برقم 1923، باب الاعتكاف في العشر الأواخر.[12] رواه البخاري برقم 1925، باب لا يدخل البيت إلا لحاجة.[13] مصنف ابن أبي شيبة برقم 9574، من كان يجتهد إذا دخل العشر الأواخر من رمضان.[14] رواه البخاري برقم 1928، باب اعتكاف النساء، ومسلم برقم 1172، باب متى يدخل من أراد الاعتكاف في معتكفه.[15] رواه البخاري برقم 1932، باب اعتكاف المستحاضة. |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: فقه الاعتكاف .. الخميس 09 يونيو 2016, 11:13 am | |
| |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: فقه الاعتكاف .. الخميس 09 يونيو 2016, 11:14 am | |
| الاعتكاف الذى نريدد. عمرو الشيخ
ما أجمل أن يخلو الإنسان إلى نفسه, ويخلص من زحمة الحياة وشواغلها الصغيرة، وتسبح روحه مع روح الوجود!ما أجمل الانقطاع عن غبش الحياة اليومية وسفسافها، والاتصال بالله, وتلقي فيضه ونوره, والأنس بالوحدة معه والخلوة إليه, وترتيل القرآن والكون ساكن واستقبال إشعاعاته وإيحاءاته وإيقاعاته في الليل الساجي!اكتشف الشهيد سيد قطب -رحمه الله- هذه الحقيقة فقال: لا بد لأي روح يراد لها أن تؤثر في واقع الحياة البشرية فتحولها وجهة أخرى.. لا بد لهذه الروح من خلوة وعزلة بعض الوقت, وانقطاع عن شواغل الأرض, وضجة الحياة, وهموم الناس الصغيرة التي تشغل الحياة.لا بد من فترة للتأمل والتدبر والتعامل مع الكون الكبير وحقائقه الطليقة؛ فالاستغراق في واقع الحياة يجعل النفس تألفه وتستنيم له, فلا تحاول تغييره. أما الانخلاع منه فترة, والانعزال عنه, والحياة في طلاقة كاملة من أسر الواقع الصغير, ومن الشواغل التافهة فهو الذي يؤهل الروح الكبير لرؤية ما هو أكبر, ويدربه على الشعور بتكامل ذاته بدون حاجة إلى عرف الناس, والاستمداد من مصدر آخر غير هذا العرف الشائع!إن هذه الخلوة هي الزاد لاحتمال العبء الباهظ والجهد المرير الذي ينتظر من يدعو بهذه الدعوة الطاهرة في كل جيل!وينير القلب في الطريق الشاق الطويل, ويعصمه من وسوسة الشيطان, ومن التيه في الظلمات الحافة بهذا الطريق المنير.فما هي هذه الخلوة؟! إنها الاعتكاف!!!تلك السُّنَّة التي تعجب الزهري -رحمه الله- ممن تركها فقال: عجبًا للمسلمين! كيف تركوا الاعتكاف مع أن النبي ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل.فما هو الاعتكاف الذي نريد ؟!- والاعتكاف الذي نريد هو اعتكاف الروح والجسد إلى جوار الرب الكريم المنان في خلوة مشروعة تتخلص النفس فيها من أوضار المتاع الفاني, واللذة العاجلة, وتبحر الروح في الملكوت الطاهر؛ طالبة القرب من الحبيب مالك الملك ملتمسة لنفحاته المباركات.- الاعتكاف الذي نريد هو الخلوة الصادقة مع الله تفكرًا في آلائه ومننه وفضائله, واعترافًا بربوبيته وإلهيته وعظمته, وإقرارًا بكل حقوقه, وثناء عليه بكل جميل ومحمود.- الاعتكاف الذي نريد قيام وذكر وقراءة قرآن, وإحياء لساعات الليل بكل طيب وصالح من قول وعمل.- الاعتكاف الذي نريد فرصة للخلوة الفكرية التي يستطيع بها الداعية أن يحكم على مساره ويُقيم إنجازاته:هل ما زال يسير وفق الخطوة المرسومة إلى الهدف المحدد، أم مَالَ عنه؟ وما نسبة الميل؟ وهل تراه يحتاج إلى تعديل المسار أم مراجعة الهدف وإعادة صياغته؟إن فترة الخلوة الروحية في الاعتكاف عظيمة لتحقيق الخلوة الفكرية؛ إذ تكون النفس أقرب إلى التجرد من حظوظ النفس وأوْلى بمحاكاة المثالية التي تلفظ العادة الدارجة, ولكونها محطة توقف عن العمل يسهل استئنافه بعدها وفق الشكل الجديد الأسلم.- الاعتكاف الذي نريد ليس هو الاعتكاف الذي يجعل المساجد مهاجع للنائمين, وعناوين للمتزاورين, وموائد للآكلين, وحلقات للتعارف وفضول الكلام، كما يقول الدكتور العريفي.- إن الاعتكاف الذي نريد هو ذلك الذي ينقل المرء إلى مشابهة حياة السلف الصالح في كل همسة ولفتة.- إنه الاعتكاف الذي تسيل فيه دموع الخاشعين المتدبرين, وترفع فيه أكف الضارعين المتبتلين, ويسعى فيه صاحبه جاهدًا لئلاّ تضيع منه لحظة واحدة في هذه الأيام في غير طاعة.- إنه الاعتكاف الذي يحقق مفهوم التربية الذاتية لمشابهة المحسنين، يستغله المرء ليصل إلى مرتبة عالية, فيكون لسانه رطبًا من ذكر الله تعالى, ويستعرض كتاب الله تلاوة وتأملاً وتفسيرًا, ويصل إلى المراتب العليا في المحافظة على الصلاة تبكيرًا وخشوعًا, ويألف مكابدة قيام الليل تلذذًا وخشية.الآن وقد علمت الاعتكاف الذي نريد، تعال معي وكن مع ابن القيم وهو يكشف لنا بعض أسرار الاعتكاف، فيقول:لما كان صلاحُ القلبِ واستقامتُه على طريقِ سَيرِه إلى الله تعالى مُتوقِّفًا على جَمعِيَّتِه على الله تعالى, وكان فضولُ الطعامِ والشرابِ وفضولُ المخالَطة وفضولُ الكلام, وفضولُ المنام مما يزيدُه شَعثًا, ويُشتِّته في كلِّ وادٍ, ويَقطعُه عن سيرِه إلى الله تعالى, أو يُضعفه أو يُعوِّقه ويُوقِفُه؛ اقتضَت رحمةُ العزيزِ الرحيمِ بعبادِه أنْ شَرعَ لهم من الصومِ ما يُذهبُ فُضولَ الطعامِ والشرابِ.. وشرعَ لهم الاعتكافَ الذي مقصودُه وروحُه عُكوفُ القلبِ على الله تعالى..فيصيرُ أُنسُه بالله بدلاً عن أُنسِه بالخلق, فيُعِدُّه بذلك لأنسِه به يومَ الوحشة في القبور, حين لا أنيسَ له ولا ما يفرحُ به سواه؛ فهذا مقصودُ الاعتكاف الأعظم. ولما كان هذا المقصودُ إنما يتم مع الصوم؛ شرعَ لهم الاعتكاف في أفضلِ أيام الصوم, وهو العشر الأخير من رمضان.وفي الاعتكاف الذي نريد ندعوك أن: 1- تتلذذ بذكر الله:قال مالك بن دينار رحمه الله: ما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله عز وجل، فليس شيء من الأعمال أقل مئونة منه ولا أعظم لذة, وأكثر فرحة وابتهاجًا للقلب.لأن للذكر في الاعتكاف حلاوته, وللصلاة فيه خشوعها, وللمناجاة فيه شفافيتها. وإنها لتسكب في القلب أنسًا وراحة وشفافية ونورًا. فعلى العاقل أن يجعل من اعتكافه فرصة لتقوية علاقته بكتاب الله -تعالى- قراءة وتدبرًا وخشوعًا وفهمًا. 2- تتقلل من الطعام:فإن قلة الطعام توجب رقة القلب وانكسار النفس وضعف الهوى والغضب, كما أنها تطلق المرء من قيود الكسل والدعة والخمول.فهي فرصة لك لتُربي نفسك على التقلل والتزهد في أصناف المطعومات، وتجاهد نفسك عن الاستغناء عن كثير مما اعتدته, قال لقمان لابنه: يا بني، إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة، وخرست الحكمة، وقعدت الأعضاء عن العبادة. وقال عمر رضي الله عنه: من كثر أكله لم يجد لذكر الله لذة. 3- تعد كلامك من عملك:فالاعتكاف فرصة ليتحرر المرء من فضول كلام, وكثرة هزل, فقد كتب عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- إلى بعض أصحابه: أما بعد، فإنه من أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير, ومن عدَّ كلامه من عمله قلّ كلامه إلا فيما ينفعه والسلام. وجاء عن الحسن أنه قال: أدركت أقوامًا كان أحدهم أشحّ على عمره منه على درهمه.إذن فلا بد من أن يشغل الإنسان نفسه في خلوته هذه بمادة تحقق له هذه الأهداف.. والأفضل أن تكون هذه المادة هي التأمل في ذاته.من أنا؟ كيف جئت لهذه الدنيا؟ لماذا؟ هل لدي هدف؟ هل أسعى لأجل تحقيقه؟ هل هو نبيل؟ ربما أرحل فجأة، ماذا صنعت في عمري الذي مضى؟ ماذا جنيت من الملاذ التي تمتعت بها؟أتأمل في المتعة التي ذهبت لذاتها وبقيت مغارمها, والطاعات التي ذهبت أتعابها وبقي ثوابها.. أتأمل في هذا كله، وأتساءل بصدق مع الذات وتوبة:لماذا لم أستكثر من الطاعات خلال عمري؟ وأنظر, وإذا.. ما زال بالعمر بقية تستنهضني لضرورة الشعور بالمبادرة الفورية لانتهاز الفرصة.. وهكذا أعاهد نفسي, بل أعاهد الله أن لا أضيع الثمالة الباقية من العمر.. وأن أسارع بالغراس.وقبل أن نختم تذكر -أخى الحبيب- أنه عندما نبتعد عن ذواتنا الحقيقية لمسافات بعيدة جدًّا تدفعنا فيها الدنيا دفعًا فنسقط وقد صرنا مرضى بمشاغلها مرهقين بملذاتها.. حينها يصبح الاعتكاف عظيمًا وعذبًا لأقصى حد.وما أجمل أن نختم ونحن نهمس في أذنك!أخى الحبيب.. ارحل عن الضجيج لمدة معينة يوميًّا.. ارتمِ ساجدًا عند خالقك مستشعرًا عجزك وذُلّك.. متأملاً في عظمته وضعفك.. اغسل همومك بدعائك ودموعك.. وانضم لقافلة المعتكفين.. أولئك الذين اعتكفوا الاعتكاف الذي نريد.المصدر: موقع صيد الفوائد. |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: فقه الاعتكاف .. الخميس 09 يونيو 2016, 11:15 am | |
| |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: فقه الاعتكاف .. الخميس 09 يونيو 2016, 11:18 am | |
| |
| | | | فقه الاعتكاف .. | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |