منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 أجواء الاعتكاف بالمسجد الأقصى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

أجواء الاعتكاف بالمسجد الأقصى Empty
مُساهمةموضوع: أجواء الاعتكاف بالمسجد الأقصى   أجواء الاعتكاف بالمسجد الأقصى Emptyالسبت 06 أبريل 2024, 12:23 am

 تشهد ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان في المسجد الأقصى بالقدس المحتلة إقبالا متزايدا على الاعتكاف، وتتوزع خيام المعتكفين في ساحاته وفي كل منها معتكف فرغ نفسه للعبادة.
وفي السنوات الأخيرة تزايد توجه شباب القدس والداخل الفلسطيني للاعتكاف، وبعدد أقل من الضفة الغربية نظرا للقيود الإسرائيلية.
يتحدث الشاب لبيب عودة، وهو طالب طب في إحدى الجامعات الأردنية، للجزيرة نت عن تجربته في الاعتكاف بالمسجد للعام الخامس على التوالي، مضيفا أنه كل عام يزدادا ارتباطا بالمسجد عن العام الذي سبقه رغم إجراءات الاحتلال.
يقول عودة إن أجواء الاعتكاف بالأقصى ذات طعم خاص، مشيرا إلى أنه إضافة للعبادات هناك جلسات شبابية طوال ليالي الاعتكاف.




الاعتكاف.. شروطه ومبطلاته

الاعتكاف لغة: لزوم الشيء وحبس النفس عليه، أما المقصود بالاعتكاف في اصطلاح الشرع هو: "المكث في المسجد بنية التقرب إلى الله سبحانه وتعالى".
حِكمته وحُكمه
الحكمة من تشريع الاعتكاف أمور كثيرة يلخصها أنه، شـُرع للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالتفرغ لعبادته وذكره وتسبيحه واستغفاره وقراءة القرآن، وبالانقطاع عن الناس والتخفف من الشواغل لأجل ذلك التقرب تزكية للنفس وتنقية للقلب.

أما حُكم الاعتكاف فهو "سنة" بإجماع أهل العلم، ويرى بعض المذاهب الفقهية أنه "سنة مؤكدة" في العشر الأواخر من رمضان. لكن يجب الاعتكاف إذا كان منذورا.
والدليل على سنيته قول الله تعالى: "وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ" (سورة البقرة، الآية: 187)، وقوله: "أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ"(سورة البقرة، 125).
وقد اعتكف الرسول صل الله عليه وسلم كما ثبت عنه في أحاديث صحيحة بعضها رواه البخاري ومسلم، ومن بعده اعتكفت زوجاته أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وبعض أصحابه رضي الله عنهم.
واتفق جمهور العلماء على أن الاعتكاف يُسنّ في كل وقت في رمضان أو غيره، وأفضله في رمضان وآكده ما كان في العشر الأواخر منه. ولا حد لأقله من حيث مدته عند بعض العلماء، ويرى آخرون أن أقله يوم أو يوم وليلة (24 ساعة).
ويُستحب للمعتكف الاشتغال بما يتقرب به إلى الله تعالى كالصلاة والاستغفار والذكر وقراءة القرآن والتسبيح، وتعليم القرآن الكريم والحديث النبوي وتدريس العلم. وكذلك اجتناب ما لا يعنيه من كل قول أو فعل يشغله عن اعتكافه.
شروطه ومبطلاته
يصح الاعتكاف من كل إنسان مسلم عاقل بالغ أو مميز سواء أكان ذكرا أو أنثى، ويجب أن يكون المعتكف طاهرا من الحدث الأكبر (الجنابة)، وأن يكون الاعتكاف في مسجد تقام فيه الصلاة للآيتين المتقدمتين، وأفضله ما كان في المساجد الثلاثة المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس.

ويصح الاعتكاف من غير صوم عند أكثر العلماء لأنه مستحب عندهم لا واجب؛ والأوْلى بالمعتكف أن يصوم أو يعتكف في وقت الصيام (رمضان مثلا). ويجوز للمعتكف التنظف والتعطر والتزين في الملبس والمظهر.
ويبطل الاعتكاف بحصول أحد الأمور التالية:
1- الجماع إذا كان مرتكبه عامدا عالما ذاكرا لقول الله تعالى: "وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ" (سورة البقرة، الآية: 187).

2- الخروج من المسجد، ولا يبطله الخروج لقضاء حاجة دورة المياه، أو للوضوء والاغتسال الواجب، أو للأكل والشرب إن لم يستطع إحضاره إلا بالخروج، أو لعلاج من مرض شديد.
3- الحيض والنفاس بالنسبة للمرأة عند أكثر العلماء.







فضل العشر الأواخر من رمضان
تبدأ الليالي العشر الأواخر من رمضان من ليلة الحادي والعشرين منه، وتنتهي بخروج رمضان سواء أكان ناقصا (29 يوما) أو تاما (30 يوما)، فإن نقص الشهر فهي تسع ليال.
فضلها ومكانتها
العشر الأواخر من رمضان لها مزايا تفضلها على غيرها من ليالي العام، وذلك أنها الليالي التي كان رسول الله صل الله عليه وسلم يحييها كلها بالعبادة، وفيها ليلة القدر التي هي "خير من ألف شهر".

فقد كان النبي صل الله عليه وسلم يخص العشر الأواخر بعناية واجتهاد كبيرين، ويجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها من العبادة والحرص على فعل الخير.
ففي الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: "كَانَ النبي صل الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ". و"شد مئزره" كناية عن اعتزال النساء، و"أَحْيَا لَيْلَهُ" معناه استغرقه بالسهر في العبادة صلاة وتلاوة.
فيستحب للمسلم أن يحقق في هذه العشر مفهوم العبودية لله عز وجل في حياته العامة والخاصة، وأن يركز على تزكية نفسه وإصلاح قلبه والتزود بالخيرات.
أعمال العشر
تـُشـْرع للمسلم في العشر الأواخر من رمضان طائفة من أعمال البر، من أهمها:
1- تحري ليلة القدر: ليلة القدر هي أعظم ليالي العام لقوله تعالى إنها "خير من ألف شهر" (أي نحو 84 عاما)، ومن عظيم فضل العشر الأواخر من رمضان أنها فيها. فلو قُدّر للمؤمن أن يصادف ليلة القدر متعبدا لله مخلصا له الدين لكانت وحدها خيرا له من عبادة حياته كاملة.

2- الاعتكاف: وهو عبادة من أجل الأعمال الصالحات المستحبة في العشر الأواخر، فقد صح عن النبي صل الله عليه وسلم أنه "كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ".
3- تلاوة القرآن: فرمضان هو شهر القرآن والإكثار من قراءته بتدبر وخشوع، قال تعالى: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان", فينبغي استغلال أوقاته لا سيما عشره الأخيرة في التفرغ لمدارسته ومذاكرته. وقد كان النبي صل الله عليه وسلم يدارسه جبريل عليه السلام القرآن في كل يوم من أيام رمضان.
4- الإنفاق في سبيل الله: فيستحب الإكثار من الصدقة في رمضان عامة وفي العشر الأواخر منه خاصة في غير سرف ولا خيلاء، إذ ثبت عن النبي صل الله عليه وسلم أنه "كان أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَد مَا يَكُونُ في رَمَضَانَ".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

أجواء الاعتكاف بالمسجد الأقصى Empty
مُساهمةموضوع: رد: أجواء الاعتكاف بالمسجد الأقصى   أجواء الاعتكاف بالمسجد الأقصى Emptyالسبت 06 أبريل 2024, 12:50 am

أجواء الاعتكاف بالمسجد الأقصى 20220401_2_52922055_75414979

ليلة القدر إذا كانت مبهمة، اجتهد طالبها في ابتغائها في جميع محال رجائها، فكان أكثر للعبادة، بخلاف ما إذا علموا عينها



ليلة القدر.. فضلها وعلاماتها وكيفية إحيائها


إنها ليلة الفرقان والغفران والتوبة والرحمة والبركة والعتق من النار، وليلة سلام للمؤمنين من كل خوف. إنها ليلة هي أعظم الليالي قدرا ومنزلة عند الخالق جل في علاه. ليلة القدر التي أنزل فيها القرآن من اللوح المحفوظ إلى مكان في سماء الأرض يسمى بيت العزة، ثم من بيت العزة صار ينزل به جبريل على سيدنا رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه متفرقا بالقياس للحوادث والمسببات، وأول ما نزل منه كان في غد ليلة القدر خمس آيات من سورة العلق. ولا تحصى فضائل ليلة القدر بدءا بنزول القرآن ووصولا لما جاء فضل قيام تلك الليلة وما فيها من بركة ورحمة ومغفرة وأجر عظيم، وقد وزن ربنا تبارك وتعالى تلك الليلة بألف شهر في ثوابها وفضلها ومكانتها وعظيم وقعها في حياة المؤمنين.
وإن من فضائل شهر رمضان وجوائزه العظام: تضمنه لليلة القدر، وهي ليلة عظيمة القدر، ضاعف الله فيها أجر العمل الصالح لهذه الأمة أضعافا كثيرة. فقد تنزل القرآن في هذه الليلة، بقوله سبحانه وتعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر* وما أدراك ما ليلة القدر} [القدر: 1، 2]. وقال الله جل وعلا: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين} [الدخان: 3].
اقتباس :
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: وصفها الله سبحانه بأنها مباركة؛ لكثرة خيرها وبركتها وفضلها، ومن بركتها أن القرآن أنزل فيها.

شرح سورة القدر

قوله تعالى: "إنا أنزلناه" أي القرآن، لأن القرآن الكريم أنزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على النبي الكريم صل الله عليه وسلم. واختصت ليلة القدر بهذا الحدث التاريخي العظيم في أمتنا، فهي ليلة مباركة وعظيمة لكثرة خيرها وبركتها وفضلها. إذ وصفها الله سبحانه وتعالى بأنها يفرق فيها كل أمر حكيم، أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة ما هو كائن من أمر الله تعالى في تلك السنة من الأرزاق والآجال، والخير والشر وغير ذلك من أوامر الله المحكمة المتقنة، التي ليس فيها لا نقص ولا خلل ولا باطل. وعن" "في ليلة القدر" قال ابن الجوزي: وفي تسميتها بليلة القدر خمسة أقوال:
  • أحدها: أنها ليلة عظيمة. يقال: لفلان قدر. قال الزهري؟ ويشهد له: "وما قدروا الله حق قدره". (سورة الزمر: 67).
  • الثاني: أنه الضيق. أي هي ليلة تضيق فيها الأرض عن الملائكة الذين ينزلون. قال الخليل بن أحمد، ويشهد له: "ومن قدر عليه رزقه". (الطلاق: 7).
  • الثالث: أن القدر الحكم، كأن الأشياء تقدر فيها، قال ابن قتيبة.
  • الرابع: أن من لم يكن له قدر صار بمراعاتها ذا قدر. قال أبو بكر الوراق.
  • الخامس: لأن نزل فيها كتاب ذو قدر، وينزل فيها رحمة ذات قدر، وملائكة ذوو قدر، حكاه شيخنا علي بن عبيد الله. ن هذه الليبلة.

قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: وصفها الله سبحانه بأنها مباركة؛ لكثرة خيرها وبركتها وفضلها، ومن بركتها أن القرآن أنزل فيها، وهذه الليلة هي في شهر رمضان المبارك ليست في غيره من الأشهر، قال الله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} [البقرة: 185]، ثم قال تعالى لشان ليلة القدر التي اختصها بإنزال القرآن العظيم فيها: "وما أدراك ما ليلة القدر"؛ فهذا على سبيل التعظيم لها، والتشويق إلى خبرها.  ثم قال: "ليلة القدر خير من ألف شهر"؛ فقيامها والعمل فيها خير من قيام ألف شهر من هذا الزمان، وهي أفضل من عبادة كل تلك المدة. وعند قوله تعالى: "تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر"؛ هذا يدل على كثرة الرحمة والبركة فيها، فإن الملائكة ينزلون مع تنزل البركة والرحمة، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن، ويحيطون بحلق الذكر، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق تعظيما له. والمقصود بالروح هنا جبريل عليه السلام.
"سلام هي حتى مطلع الفجر"؛ أي السلام في الآية أنه لا يحدث فيها داء، ولا يرسل فيها شيطان، وهي ليلة كل ما فيها أمن وبركة وعافية، فهي ليلة سلام للمؤمنين من كل مخوف، ولكثرة من يعتق فيها من النار ويسلم من عذاباتها. وفي قوله: "حتى مطلع الفجر"؛ أي أن ليلة القدر تنتهي بطلوع الفجر لانتهاء عمل الليل به. فإذا: ليلة القدر نقطة بداية في حياة المسلم لا نقطة عابرة، ويجب أن تكون نقطة تحول في حياته لا أن تكون مجرد حدث طقسي معين، ففضل هذه الليلة يعدل الكثير عند الباري تبارك وتعالى.
اقتباس :
الملائكة تتنزل في ليلة القدر وهم لا ينزلون إلا بالخير والبركة والرحمة والعتق من النار.

فضائل ليلة القدر

سميت الليلة بهذا الاسم؛ لأن الله تعالى يقدر فيها الأرزاق والآجال، وحوادث العالم كلها، فيكتب فيها الأحياء والأموات، والناجون والهالكون، والسعداء والأشقياء، والعزيز والذليل، وكل ما أراده الله تعالى في تلك السنة، ثم يدفع ذلك إلى الملائكة لتتمثله، كما قال تعالى: "فيها يفرق كل أمر حكيم". وهو التقدير السنوي، والتقدير الخاص، أما التقدير العام فهو متقدم على خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة كما صحت بقوله الأحاديث.
وبعد قراءة سورة القدر وشروحها وقيمة تلك الليلة في ميزان الله تبارك وتعالى، نخلص لإيراد الفضائل التي اختصت بها تلك الليلة العظيمة، وهي:
[list="box-sizing: border-box; color: rgb(0, 0, 0); font-family: Al-Jazeera, \"Helvetica Neue", Helvetica, Arial, sans-serif; background-color: rgb(255, 255, 255);"][*]تنزل القرآن فيها، وهي المعجزة الخالدة للنبي صل الله عليه وسلم.
[*]ليلة كثيرة البركة والرحمة.
[*]هذه الليلة تقدر فيها الآجال والأرزاق وحوادث الليل والنهار.
[*]إن العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر.
[*]الملائكة تتنزل فيها وهم لا ينزلون إلا بالخير والبركة والرحمة والعتق من النار.
[*]أنها سلام من الآفات والعقوبات.
[*]من قامها غفر له ما تقدم من ذنبه، كما قال النبي صل الله عليه وسلم" من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" متفق عليه.
[/list]
اقتباس :
أسلم القول هو أن ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان، وأنها تنتقل في ليالي العشر، فمن قام ليالي العشر كلها وأحياها وبالعبادة أصاب ليلة القدر يقينا.

تحديد ليلة القدر

اختلف العلماء في تحديد ليلة القدر، وذلك على أكثر من أربعين قولا ورأيا، ذكرها الحافظ ابن حجر في فتح الباري، وهذه الأقوال بعضها مرجوح، وبعضها شاذ، وبعضها باطل. وقد أكد جمهور العلماء أنها في العشر الأواخر من شهر رمضان، واختلفوا أي ليالي العشر أرجح على أقوال كثيرة منها، فقول الصحابة والتابعين في ليلة ثلاث وعشرون، وقول الشافعية بأنها في ليلة إحدى وعشرون وغيرهم عدد ليال أخرى في العشر الأخير.
لكن أسلم القول هو أن ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان، وأنها تنتقل في ليالي العشر، فمن قام ليالي العشر كلها وأحياها وبالعبادة أصاب ليلة القدر يقينا. وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية "ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان، هكذا صح عن النبي صل الله عليه وسلم، وتكون في الوتر منها". وهنا ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح: "أرجح الأقوال إنها في الوتر من العشر الأخير، وأنها تنتقل". ونظرا لاختلاف المطالع والبلدان في تحديد بداية الصوم، فإنها تطلب في الأشفاع من العشر الأواخر كما تطلب في الأوتار، لأن الليلة قد تكون وترا في بلد، وتكون شفعا في بلد آخر. وكذلك الوتر له اعتباران: اعتبار بما مضى، واعتبار بما بقي، فإذا كان الشهر تاما فالأوتار باعتبار ما بقي هي ليالي الشفع.
وعلى هذا إذا كان الشهر ثلاثين، يكون ذلك ليال الأشفاع، وتكون الاثنين وعشرين تاسعة تبقى، وليلة أربع وعشرين سابعة تبقى، وهكذا فسره أبو سعيد الخدري في الحديث الصحيح.. وإذا كان الشهر تسعا وعشرين كان التاريخ بالباقي كالتاريخ بالماضي. وإذا كان الأمر هكذا، فينبغي أن يتحراها المؤمن في العشر الأواخر جميعه.
اقتباس :
من علامات ليلة القدر الطمأنينة والسكينة التي تنزل بها الملائكة، فيحس الإنسان بطمأنينة القلب، ويجد من انشراح الصدر ولذة العبادة في هذه الليلة ما لا يجده في غيره.

علامات ليلة القدر

أخفى الله تعالى بيان هذه الليلة الفضيلة عن عباده لحكم، ربما يكون أبرزها أن يجتهد العباد في تحريها في كل الليالي العشر، ولا يقتصر اجتهادهم على ليلة واحدة بعينها ومع أن ليلة القدر أخفيت عن الأمة، ولكن جاء فيها بعض العلامات التي يظن من خلالها أنها ليلة القدر، وهذا فيه أعظم بشارة لمن اجتهد فيها بالعبادة أنه وافق فيها هذه الليلة العظيمة، والأمر يكون على الظن، ولا ينبغي أن يجزم المؤمن بليلة بعينها أنها ليلة القدر، ولكن يظن الظن الراجح، ويأمل فيها خيرا أن يكون قبل فيها سعيه وعمله.
لليلة القدر علامات يراها من شاء الله من عباده في كل سنة من رمضان، لأن الأحاديث وأخبار الصالحين ورواياتهم تظاهرت عليها فمنها:

[list="box-sizing: border-box; color: rgb(0, 0, 0); font-family: Al-Jazeera, \"Helvetica Neue", Helvetica, Arial, sans-serif; background-color: rgb(255, 255, 255);"][*]أن يكون الجو معتدلا والريح ساكنة، فعن ابن عباس قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «ليلة القدر ليلة سمحة، طلقة، لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء».
[*]الطمأنينة والسكينة التي تنزل بها الملائكة، فيحس الإنسان بطمأنينة القلب، ويجد من انشراح الصدر ولذة العبادة في هذه الليلة ما لا يجده في غيره.
[*]قد يراها الإنسان في منامه، كما حصل لبعض الصحابة.
[/list]
ومن العلامات ما يكون لاحقا مثل:
[list="box-sizing: border-box; color: rgb(0, 0, 0); font-family: Al-Jazeera, \"Helvetica Neue", Helvetica, Arial, sans-serif; background-color: rgb(255, 255, 255);"][*]أن تطلع الشمس في صبيحتها صافية لا شعاع لها، فعن أبي بن كعب أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: «صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها، كأنها طست، حتى ترتفع» (صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، 2/ 149)
[*]ومنها ما ورد من قول ابن مسعود رضي الله عنه (أن الشمس تطلع كل يوم بين قرني شيطان إلا صبيحة ليلة القدر) (الموسوعة الفقهية الكويتية، 35/ 367)
[/list]
وهناك علامات ذكرها بعض أهل العلم ولا أصل لها ولم يصح عن النبي صل الله عليه وسلم فيها شيء، منها:
  • أن الأشجار تسقط حتى تصل الأرض ثم تعود إلى أوضاعها.
  • أن ماء البحر ليلتها يصبح عذبا.
  • أن الكلاب لا تنبح فيها.
  • أن الملائكة تنزل وتسلم على المسلمين.

فكل هذا وغيره مما لا أصل له ولم يثبت عن النبي صل الله عليه وسلم، حتى وإن ذكره بعض أهل العلم. (قبسات من هدي النبي في رمضان، ص52)
اقتباس :
قال ابن كثير: {فتلاحى فلان وفلان فرفعت} فيه استئناس لما يقال: إن المماراة تقطع الفائدة والعلم النافع كما جاء في الحدي: إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه

بل هو خير لكم

عن عبادة بن الصامت قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال صل الله عليه وسلم: خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان فرفعت، وعسى أن يكون خيرا لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة". رواه البخاري، وقال ابن كثير: "فتلاحى فلان وفلان فرفعت" فيه استئناس لما يقال: إن المماراة تقطع الفائدة والعلم النافع كما جاء في الحدي: "إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه" رواه أحمد، وقول ابن كثير: "وعسى أن يكون خيرا لكم، يعني عدم تعيينها لكم، فإنها إذا كانت مبهمة، اجتهد طلابها في ابتغائها في جميع محال رجائها، فكان أكثر للعبادة، بخلاف ما إذا علموا عينها، فإنها كانت الهمم تتقاصر على قيامها فقط، وإنها اقتضت الحكمة إيهامها، لتعم العبادة جميع الشهر في ابتغائها، ويكون الاجتهاد في العشر الأخير أكثر. وقال ابن الجوزي: "والحكمة من إخفائها: أن يتحقق الاجتهاد الطالب، كما أخفيت ساعة الليل، وساعة الجمعة.
اقتباس :
قال ابن الجوزي: وقد كان السلف يتأهبون لها، فكان لتميم الداري حلة بألف درهم يلبسها في الليلة التي يرجى أنها ليلة القدر.

كيفية إحياء ليلة القدر

قال ابن رجب: وأما العمل في ليلة القدر، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه: من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" متفق عليه. وقيامها إنما هو إحياؤها بالتهجد فيها والصلاة. وقد أمر عائشة بالدعاء فيها. وأما العمل والعبادة في ليلة القدر، فقد كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يتهجد في ليالي رمضان، ويقرأ قراءة مرتلة، لا يمر فيها رحمة إلا سأل، ولا بآية فيها عذاب إلا تعوذ، فيجمع بين الصلاة والقراءة والدعاء والتفكر، وهذه أفضل الأعمال وأكملها في ليالي العشر وغيرها والله أعلم. وقال الشعبي في ليلة القدر ليليها كنهارها. وقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صل الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا ليله، وأيقظ أهله، وشد المئزر" متفق عليه. وشد المئزر كناية عن اعتزاله النساء واجتهاده في العبادة.
وقال ابن الجوزي: "وقد كان السلف يتأهبون لها، فكان لتميم الداري حلة بألف درهم يلبسها في الليلة التي يرجى أنها ليلة القدر. وكان ثابت وحميد يغتسلان ويتطيبان ويلبسان أحسن ثيابهما، ويطبيان مساجدها في الليلة التي ترجى فيها ليلة القدر. وقد قال النبي الكريم: "إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم". رواه ابن ماجه.
اقتباس :
الحكمة في تخصيص هذه الليلة بسؤال العفو؛ ذلك لأن العبد يسير إلى الله سبحانه بين مشاهدة منته عليه، ونعمه وحقوقه، وبين رؤية عيب نفسه وعمله وتفريطه وإضاعته، فهو يعلم أن ربه لو عذبه أشد العذاب لكان قد عدل فيه.

دعاء ليلة القدر

يقول ابن كثير: والمستحب الإكثار من الدعاء في جميع الأوقات، وفي شهر رمضان أكثر، وفي العشر الأخير منه، ثم في أوتاره أكثر، والمستحب أن يكثر من هذا الدعاء: "اللهم أنك عفو تحب العفو فاعف عني". وسؤال العفو في ليلة القدر بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر؛ لأن العارفين يجتهدون في الأعمال، ثم لا يرون لأنفسهم عملا صالحا، ولا حالا ولا مقالا، فيرجعون إلى سؤال العفو كحال المذنب المقصر. وهذا الدعاء يجعلنا نقف عدة وقفات ونستخلص منها العبر وهي:
الحكمة في تخصيص هذه الليلة بسؤال العفو؛ ذلك لأن العبد يسير إلى الله سبحانه بين مشاهدة منته عليه، ونعمه وحقوقه، وبين رؤية عيب نفسه وعمله وتفريطه وإضاعته، فهو يعلم أن ربه لو عذبه أشد العذاب لكان قد عدل فيه، ولهذا كان في حديث سيد الاستغفار: "أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي"، فلا يرى نفسه إلا مقصرا مذنبا، ولا يرى ربه إلا محسنا".الدعاء بهذا اللفظ يتضمن أدبا من آداب الدعاء المهمة: وهو الثناء على الله تعالى بما هو أهله، وبما يناسب مطلوب الداعي؛ أي تمجيد وثناء العبد على ربه، والآخر: سؤال من العبد لربه.استشعار حسن الظن بالله تبارك وتعالى: فيعمر قلب المؤمن بالرجاء.حاجة العبد وفقره إلى عفو الله تعالى.يسر الإسلام: وتسري دلائل هذا التيسير وأماراته في جميع مناحي التشريع، ومنها أدعية الوحيين، حتى قالت عائشة: "كان رسول الله صل الله عليه وسلم يستحب الجوامع من الدعاء، ويدع ما سوى ذلك".
في نهاية حديثنا وتبحرنا في فضائل وعظيم قدر ليلة القدر نختم بأبيات شعرية تتناسب وسياق قولنا:
يا رب عبدك قد أتاك .. وقد أساء وقد هفا
يكفيه منك حياؤه .. من سوء ما قد أسلفا
حمل الذنوب على .. الذنوب الموبقات وأسرفا
وقد استجار بذيل عفوك .. من عقابك ملحفا
رب اعف عنه وعافه .. فلأنت أولى من عفا
 

المراجع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
أجواء الاعتكاف بالمسجد الأقصى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فقه الاعتكاف ..
» الاعتكاف
» أجواء رمضان من حول العالم
» إحياء ليلة القدر.. وسنة الاعتكاف
» رحلة في أجواء ‫رمضان حول العالم (صور)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: الدين والحياة :: رمضان كريم-
انتقل الى: