المبحث الثالث
نقاط الاتفاق بين الإسلام والنصرانية واليهودية
أولاً: الله: هو الإله الذي لا إله إلا هو
في الوصية الأولى لموسى وبني إسرائيل: "أنا الرب إلهك. لا يكن لك آلهة أخرى أمامي. لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً ولا صورة ما. لا تسجد لهن ولا تعبدهن. لأني أنا الرب إلهك إله غيور" (سفر الخروج 20: 2 ـ 5).
وفى الوحي إلى أشعياء: "قبلي لم يصور إله وبعدي لا يكون. إني أنا الرب وليس غيري مُخلص أنا الأول وأنا الآخر ولا إله غيري… أنا الله وليس آخر" (43: 10، 44: 6، 45: 22).
وفى أقوال المسيح وتعاليمه: "وهذه هي الحياة الأبدية: أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته" (إنجيل يوحنا 17: 3).
"كيف تقدرون أن تؤمنوا وأنتم تقبلون مجداً بعضكم من بعض. والمجد الذي من الإله الواحد لستم تطلبونه" (إنجيل يوحنا 5: 44).
"جاء واحد من الكتبة وسمعهم يتحاورون، فلما رأى أنه أجابهم حسناً، سأله: أي وصية هي أول الكل؟ فأجابه يسوع: إن أول كل الوصايا هي:
اسمع يا إسرائيل: الرب إلهنا رب واحد. وتحب الرب إلهك من كل قلبك.. هذه هي الوصية الأولى. وثانية مثلها هي تحب قريبك كنفسك.. فقال له الكاتب: جيد يا معلم. بالحق قلت لأن الله واحد وليس آخر سواه.. فلما رآه يسوع أنه أجاب بعقل قال له: لست بعيداً عن ملكوت الله" (إنجيل مرقس 12: 28 ـ )4".
وفي رسائل تلاميذه: "أنت تؤمن أن الله واحد. حسنا تفعل والشياطين يؤمنون ويقشعرون. ولكن هل تريد أن تعلم أيها الإنسان الباطل أن الإيمان بدون أعمال ميت" (رسالة يعقوب 2: 19 ـ 20).
وهذا موافقة لما جاء به القرآن الكريم: ]وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُون[ (سورة الأنبياء: الآية 25). ]إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا[ (سورة طه: الآية 98). ]قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً[ (سورة الكهف: الآية 110).
ليس كمثله شيء على الإطلاق:
"ليس مثل الله.. الإله القديم" (سفر التثنية 33: 26).
"بمن تشبهون الله وأي شبه تعادلون به ؟!…. بمن تشبهونني وتسوونني وتمثلونني لنتشابه؟!" (سفر أشعياء 40: 18، 46:50).
"الله لم يره أحد قط" (إنجيل يوحنا 1: 18).
"الذي لم يره أحد من الناس، ولا يقدر أن يراه" (الرسالة الثانية إلى تيموثاوس6:16).
وهذا ما يقرره القرآن الكريم في أكمل صورة وأوضح برهان:
]لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[ (سورة الشورى: الآية 11).
]لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ[ (سورة الأنعام: الآية 103).
هو الحي الذي لا يموت أبداً:
"أنا أنا هو وليس إله معي. أنا أُميت وأحيى.. حي أنا إلى الأبد" (سفر التثنية 32: 39 ـ 40).
"الذي وحده له عدم الموت" (الرسالة الثانية إلى تيموثاوس 6: 16).
وهو يوافق القرآن الكريم:
]وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا[ (سورة الفرقان: الآية 58).
]اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ[ (سورة آل عمران: الآية 2).
]هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ[ (سورة غافر: الآية 65).
ثانياً: الأنبياء
هم عباد الله المكرمون، اختصهم برحمته، وجعل منهم حملة رسالاته إلى الناس، و]اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ[ (سورة الأنعام: الآية 124).
1. نوح u
"كان نوح رجلاً باراً كاملاً في أجياله. وسار نوح مع الله.. وقال الرب لنوح اخل أنت وجميع بنيك إلى الفلك. لأني إياك رأيت باراً لدي في هذا الجيل" (سفر التكوين 6: 9، 7: 1).
وفى القرآن الكريم تتجلى صورة الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه: ]وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ(75) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ[ (سورة الصافات: الآيتان 75، 76). ]سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ(79) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ(80) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ[ (سورة الصافات: الآيات 79 -81). ]ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا[ (سورة الإسراء: الآية 3). ]يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا ءَالَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ[ (سورة سبأ: الآية 13).
2. موسى u
"أما الرجل موسى فكان حليماً جداً أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض. وأما عبدي موسى فليس هكذا بل هو أمين في كل بيتي" (سفر العدد 12: 3، 5 ـ 7).
وفي محكم التنزيل، يقول الله تبارك وتعالى: ]قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا ءَاتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ[ (سورة الأعراف: الآية 144). ]وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا[ (سورة النساء: الآية 164). ]سَلامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ(120) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ(121) إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ[ (سورة الصافات: الآيات 120-122).
3. يحيى بن زكريا u أو يوحنا المعمدان
"قال له الملاك: لا تخف يا زكريا لأن طلبتك قد سمعت، وامرأتك اليصابات ستلد ابنا وتسميه يوحنا. لأنه يكون عظيما أمام الرب، وخمراً ومسكراً لا يشرب. ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس. ويرد كثيرين من بني إسرائيل إلى الرب إلههم. ويتقدم أمامه بروح إيليا" (إنجيل لوقا 1: 11 ـ 17).
فلقد كان يوحنا هو الذي عمد المسيح في ماء الأردن. "ولما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع أيضا. وإذا كان يصلي انفتحت السماء ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة.
ولما ابتدأ يسوع (دعوته) كان له ثلاثين سنة" (إنجيل لوقا 3: 21 ـ 22).
ويصف القرآن يحيى عليه السلام في قوله تعالى:
]يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَءاتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا(12) وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا(13) وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا[ (سورة مريم: الآيات 12 ـ 14).
4. المسيح عيسى بن مريم u
حرّف أهل الكتاب في أوصاف عيسى عليه السلام، فجعلوه الرب، وابن الرب، كما حرَّفوا في أوصاف أمه السيدة مريم، وجعلوها إلهة، وقد وصف الله مريم: ]وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ(42) يَامَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ[ (سورة آل عمران: الآيتان 42، 43).
ووصف عيسى u بقوله: ]إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ(45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ(46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ(47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ(48) وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ[ (سورة آل عمران: الآيات 45 - 49).
وكان ميلاد المسيح u خارقة ومعجزة من معجزات الله تبارك وتعالى: ]إنّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ ءاَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَاٍب، ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ[ (سورة آل عمران: الآية 59).
ورسل الله وأنبياؤه درجات متفاوتة، وإن حظوا جميعاً بنعمة اصطفاء الله لهم وتفضيلهم جميعا على غيرهم من سائر البشر.
]تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَءاتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ ءامَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيد[ُ (سورة البقرة: الآية 253).
إن المسلم يعلم يقيناً أن المسيح u جاء رسولاً من الله إلى بنى إسرائيل، وأنه من أولي العزم من الرسل، وهو أولاً وأخيراً عبد من عباد الله المكرمين. ولهذا يؤمن المسلم بكل قول يضع المسيح في موضعه الصحيح هذا، ولا يتعداه، بأن يجعله إلهاً أو ابن إله. ومن أمثلة ذلك:
أ. وحين أحيا الميت الابن الوحيد لأمه الأرملة ـ وهي معجزة كبرى ـ هتف الجميع بأنه نبي عظيم. فعندما "تقدم ولمس النعش فوق الحاملين. فقال أيها الشاب لك أقول قم. فجلس الميت وابتدأ يتكلم فدفعه إلى أمه. فأخذ الجميع خوف ومجدوا لله قائلين: قد قام فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه" (إنجيل 7: 14).
ب. ولقد شهد تلاميذ المسيح أنه عبد الله ورسوله ولا شيء أكثر من هذا. فها هو متى يقرر في إنجيله (12: 17 ـ 21) "إن المسيح حين جاء، صدقت فيه نبوءة أشعيا (الإصحاح 42) التي يقول مطلعها: "هو ذا عبدي الذي أعضده.. وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم".
ج. وكذلك شهد بطرس ويوحنا وبقية التلاميذ أن المسيح كان عبداً لله.
د. "هب لعبيدك أن يعلنوا كلمتك.. باسطاً يدك ليجرى الشفاء والآيات والأعاجيب باسم عبدك القدوس يسوع" (سفر أعمال الرسل 4: 24 ـ 30).
هـ. وما كان المسيح في عقيدة بطرس إلا إنساناً كان الله معه ـ وليس حالاً فيه كما زعم بعضهم ـ ومن ثم صنع الله بيده كل تلك المعجزات. فذلك كان إعلان بطرس في كل مناسبة: "أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال: يسوع الناصرى رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم تعلمون" (سفر أعمال الرسل 2: 22).
تلك هي عقيدة المسلم في أنبياء الله ورسله وأنهم ليسوا إلا عبادًا مكرمين.
ثالثاً: من تعاليم الحياة اليومية
1. تحريم لحم الخنزير
"كلم الرب موسى وهارون قائلا لهما.. هذه هي الحيوانات التي لا تأكلونها الخنزير.. هو نجس لكم. من لحمها لا تأكلوا وجثتها لا تلمسوا" (سفر اللاويين 11: 1-8 ).
"وأما الذين يأكلون لحم الخنزير فلهم العذاب والهلاك: "الرب بالنار يعاقب وبسيفه على كل بشر.. الذين يقسون ويطهرون أنفسهم في الجناب. (سفر أشعيا 66: 16-18).
وفي القرآن: ]حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ[ (سورة المائدة: الآية 3).
2. تحريم الخمر والتنديد بشاربها
"كلم الرب هارون قائلا: خمراً ومسكراً لا تشرب أنت وبنوك معك، عند دخولك إلى خيمة الاجتماع، لكي لا تموتوا. فرضاً دهر يا في أجيالكم. وللتمييز بين المقدس والمحلل وبين النجس والطاهر ولتعليم بنى إسرائيل جميع الفرائض التي كلمهم الرب بها بيد موسى" (سفر اللاويين 10: 8 ـ 11).
"الخمر مستهزئة. السكر عجاج. ومن يترنح بهما فليس بحكيم" (سفر الأمثال 20:1).
"لمن الويل، لمن الشقاوة، لمن المخاصمات، لمن الكرب، لمن الجروح بلا سبب، لمن ازمهرار العينين: للذين يدمنون الخمر، الذين يدخلون في طلب الشراب الممزوج. لا تنظر إلى الخمر، إذا احمرت في الكأس وساغت مرقرقة. في الآخر تلسع وتلدغ كالأفعوان" (سفر الأمثال 23: 29 ـ 32).
وفى الإنجيل كان من علامات الطهر، والأفضلية عند الله، ليحيى بن زكريا (يوحنا المعمدان) أنه: "خمراً ومسكراً لا يشرب" (إنجيل لوقا 1: 15).
"الجسد يشتهى ضد الروح.. وأعمال الجسد ظاهرة التي هي: زنى، عهارة، نجاسة، دعارة، عبادة الأوثان.. قتل، سكر.. إن الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله" (الرسالة إلى غلاطية 5: 17-21).
وفى الإسلام لُعنت الخمر، واعتبر شربها إثماً كبيراً يقام الحد على شاربها. يقول الله في القرآن: ]يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ[ (سورة المائدة: الآيتان 90، 91).
3. مراعاة الأدب والحياء في اللباس
ففي اليهودية: "لا يكن متاع رجل على امرأة، ولا يلبس رجل ثوب امرأة، لأن كل من يعمل ذلك مكروه لدى الرب إلهك" (سفر التثنية 22 5).
وفى المسيحية: "النساء يزين ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع وتعقل، لا بضفائر أو ذهب أو لآلئ أو ملابس كثيرة الثمن" (الرسالة الأولى إلى تيموثاوس 2:9).
"كل امرأة تصلي، ورأسها غير مغطى، فتشين رأسها؛ لأنها والمحلوقة شىء واحد بعينه. إذ المرأة إن كانت لا تتغطى فليقص شعرها" (الرسالة الأولى إلى كورنثوس 11: 5 ـ 6).
"أيتها النساء: كن خاضعات لرجالكن.. ولا تكن زينتكن الزينة الخارجية من ضفر الشعر والتحلي بالذهب ولبس الثياب" (الرسالة الأولى لبطرس 3: 1-3).
ويقول الله في القرآن مخاطباً كل الناس: ]يَا بَنِي ءادَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ ءايَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ(26) يَا بَنِي ءادَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ[ (سورة الأعراف: الآيتان 26، 27).
]يَا بَنِي ءادَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ(31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ(32) قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ[ (سورة الأعراف: الآيات 31 ـ 33).
]قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ(30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءابَائِهِنَّ أَوْ ءابَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[ (سورة النور: الآيتان 30، 31).
4. تشديد العقوبة على جريمة الزنى
هناك اتفاق تام بين اليهودية والمسيحية والإسلام على تشديد العقوبة على جريمة الزنى وعلى كل الممارسات الجنسية الخاطئة، مع تفاوت بينها في درجات الشدة.
ففي اليهودية: "إذا زنى رجل مع امرأة.. فإنه يُقتل الزاني والزانية. وإذا اتخذ رجل امرأة وأمها فذلك رذيلة. بالنار يحرقونه وإياهما لكي لا يكون رذيلة بينكم.
"إذا اضطجع رجل مع امرأة طامث، وكشف عورتها، عرى ينبوعها وكشفت هي ينبوع دمها، يقطعان كلاهما من شعبهما" ـ (سفر اللاوتيين 20: 10 ـ 18).
وفى المسيحية: "قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن. وأما أنا فأقول لكم: إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه. فإن كانت عينك اليمنى تعثرك، فأقلعها، وألقها عنك. لأنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك، ولا يلقى جسدك كله في جهنم. وإن كانت يدك اليمنى تعثرك فاقطعها وألقها عنك، لأنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم" (إنجيل متى 5 ـ 27 ـ 30).
"لا زناة، ولا عبدة أوثان.. ولا مضاجعو ذكور.. ولا سكيرون.. يرثون ملكوت الله" (1) (كورنثوس 6: 9 ـ 10).
وعقاب الزناة في هذه الحياة، هو ما قررته شريعة موسى أي القتل رجماً. فذلك ما قرره المسيح في قوله لمن آمن به من بنى إسرائيل، ولمن لم يؤمن به: "خاطب يسوع الجموع وتلاميذه قائلا: على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون. فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه. ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا؛ لأنهم يقولون ولا يفعلون" (إنجيل متى 23: 1 ـ 3).
وأما قصة المرأة الزانية، التي انفرد بها إنجيل يوحنا وقال فيها: "قدم إليه الكتبة والفريسيون امرأة أمسكت وهي تزني في ذات الفعل. وموسى في الناموس أوصانا أن مثل هذه ترجم. فماذا تقول أنت؟ قال لهم: من كان منكم بلا خطية فليرمها أولا بحجر.. فلما سمعوا خرجوا واحداً واحداً.. فلما انتصب يسوع، ولم ينظر أحداً سوى المرأة، قال لها يا امرأة أين هم أولئك المشتكون عليك؟ أما أدانك أحد. فقالت لا أحد يا سيدي. فقال لها يسوع ولا أنا أدينك. اذهبي ولا تخطئ" (إنجيل يوحنا 8: 3 ـ 11).
فلا وجود لها في أقدم نسخ إنجيل يوحنا، ولكنها أضيفت إليه فيما بعد.
وفي الإسلام، يعد الزنى من الكبائر، ومن الخطايا التي تورد صاحبها الهلاك، إلا أن يتوب. فالحق يقول: ]وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا ءاخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا(68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا(69) إِلا مَنْ تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا[ (سورة الفرقان: الآيات 68 - 70).
ولقد تحددت العقوبة في الدنيا كالآتي: إذا كان الخاطئ أعزب فالعقوبة هي الجلد: ]الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (سورة النور: الآية 2).
وإذا كان الخاطئ محصناً ـ أي متزوج ـ فالعقوبة هي الرجم، وهي عقوبة قررتها السنة النبوية. فقد ثبت أن رسول الله r رجم ماعز الأسلمي والمرأة الغامدية، بناء على اعتراف كل منهما ومجيئه إلى رسول الله r يطلب التطهير من خطيئته.
رابعاً: البعث والجزاء في الآخرة
عقيدة البعث والجزاء في الآخرة ـ أو يوم الحساب ـ في اليهودية غير محددة المعالم. فقد سقطت من أسفار موسى الخمسة وما تلاها من أسفار. ولم تبدأ الإشارة إليها إلا بعد موسى بأكثر من خمسة قرون، في مثل هذه الأقوال:
"يُفنى كل جند السماوات، وتلتف السماوات كدرج، وكل جندها ينتثر كانتثار الورق من الكرمة" (سفر أشعيا 34: 4).
"كثيرون من الراقدين في تراب يستيقظون: هؤلاء إلى الحياة الأبدية، وهؤلاء إلى العار للازدراء الأبدي" (سفر دانيال 12: 2).
ولقد استمرت عقيدة إنكار البعث والحساب سائدة، بين قطاعات كبيرة من بني إسرائيل، حتى أنه بعد أن جاء المسيح، كان من خصومه الأقوياء طائفة تسمى الصدوقيون، يصفهم الإنجيل بقوله: "الذين يقولون ليس قيامة" (إنجيل متى 22: 23). ويقول فيهم سفر أعمال الرسل أن: "الصدوقيين يقولون أنه ليس قيامة ولا ملاك ولا روح، وأما الفريسيون فيقرون بكل ذلك" ( 23:
.
وقد أكد المسيح، على عقيدة البعث والحساب، وبيّن أنه في الآخرة سيمضى الناس فريقين: "هؤلاء إلى عذاب أبدى، والأبرار إلى حياة أبدية" (إنجيل متى 35: 46).
ثم ذكر المسيح شيئاً من عذاب الآخرة فقال: "إن أعثرتك يدك فاقطعها، خير لك أن تدخل الحياة أقطع من أن تكون لك يدان وتمضى إلى جهنم، إلى النار التي لا تطفأ، حيث دودهم لا يموت والنار لا تطفأ.. وإن أعثرتك عيناك فاقلعهما. خير لك أن تدخل ملكوت الله أعور من أن تكون لك عينان وتطرح في جهنم النار. حيث دودهم لا يموت والنار لا تطفأ" (إنجيل مرقس 9: 43 ـ 48).
وكذلك ذكر المسيح شيئاً من نعيم الآخرة؛ فبين أن فيها خمراً وطعاماً وشراباً ومنازل وأهلاً، أضعاف ما كان في الدنيا: فقد قال لتلاميذه في العشاء الأخير بعد أن: "أخذ الكأس وشكر وأعطاهم فشربوا منها كلهم. وقال لهم: الحق أقول لكم إني لا أشرب بعد من نتاج الكرمة إلى ذلك اليوم حينما أشربه جديداً في ملكوت الله" (إنجيل مرقس 14: 23 ـ 25).
ولقد وعد المسيح الذين اتبعوه، وتحملوا المشاق والآلام من أجله، أن تكون لهم في الآخرة مائة ضعف من البيوت والنساء والأولاد وغيره. فقد قال له بطرس: "ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك فماذا يكون لنا؟ فقال لهم يسوع: الحق أقول لكم..كل من ترك بيوتاً أو أخوة أو أخوات أو أماً أو امرأة أو أولاداً أو حقولاً من أجل أسمى. يأخذ مائة ضعف ويرث الحياة الأبدية" (إنجيل متى 19: 27 ـ 29).
وقال المسيح أن في الآخرة: "منازل كثيرة، وإلا فإني كنت قد قلت لكم أن أمضى لأعد لكم مكاناً" (إنجيل يوحنا 14: 2).
وقال لتلاميذه أيضاً في العشاء الأخير: "أنتم الذين ثبتوا معي في تجاربي أن أجعل لكم ملكوتاً لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي، وتجلسوا على كراسي تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر" (إنجيل لوقا 22: 18 ـ 30).
أمّا حديث القرآن عن الجنة والنار فيأخذ بالألباب ويشوق النفوس إلى نعيم الجنة ويخوفهم من عذاب النار: ]مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ ءاسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ[ (سورة محمد: الآية 15).
]يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ(68) الَّذِينَ ءامَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ(69) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ(70) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(71) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ(72) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ(73) إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (74) لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ(75) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ(76) وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ(77) لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ[ (سورة الزخرف: الآيات 68- 78).
]إِنَّ الَّذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا(107) خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلا[ (سورة الكهف: الآيتان 107، 108). ]لَهُمْ مَا يَشَاءونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ[ (سورة ق: الآية 35).