مضادات الله والشعوب والإنسان! حرب الجنس والمثلية وتفكيك الأديان..
الهولوكست الأمريكي الأعظم
لشعوب العالم!
المهندس خالد شحام
في اليومين الماضيين نشرت المواقع الصحفية خبرا منقولا حول تصريحات لمستشار مفتي مصر الدكتور مجدي
عاشور يقول فيها الآتي حول العلاقات بين الشباب والشابات خارج إطار الزواج: «ما هي آليات الصحوبية؟ ممكن
تكون زميلتك ولكن حافظ عليها كأختك ولا تؤذها في مشاعرها أو ترتكب شيئا محرما معها، ولا حرمة فيها في إطار
الأمور الشرعية».
طبعا مثل هذه التصريحات لم تمر مرور الكرام وتحولت سريعا إلى عاصفة من الجدل بين المؤيدين والمعارضين ،
و بغض النظر عن طبيعة النوايا وطبيعة التفسيرالحقيقي لكلام الرجل إلا أننا جميعا نشهد ونسمع مسلسلا من نوع
خاص متقطع الحلقات ومتعدد مواقع البث ، مرة يأتي من الأردن ومرة من مصر ومرة من دول الخليج ومرة من
ممثل واخرى من رجل دين وثالثة من كاتب أو مفكر وطيلة السنتين الماضيتين ، في هذا المسلسل نتفاجىء
بتصريحات ووجهات نظر تبدو جريئة وجديدة الطرح وترمي بسهم ما حيال الموروث الثقافي والديني تحديدا وفي
ظاهرها الحداثة والتكيف والمرونة وفي باطنها شيء ما يبعث على التفكير وعدم الشعور بالراحة حيالها ، السؤال
الذي يبدو هاما هنا: ماذا لو كانت مثل التصريحات والومضات المتقطعة جزءا من مسلسل الوخزات المتواصل بحق
الدين الإسلامي والنهج الحياتي الإسلامي الذي يلعب على امتداد الساحة العربية تحديدا منذ إطلاق مصطلح (الديانة
الإبراهيمية)؟
شاهدنا وسمعنا وقرأنا تعليقات وتغريدات من مسؤولين حكوميين ومراجع رسمية عليا تلقي بين الحين والاخر
وخزات مستغربة تبدو أن لا محل لها من الإعراب ولكن بعد قليل من انتظار تتضح السلسلة وتنقلب العشوائية إلى
نمط منتظم الإيقاع، عندما يصرح أحد كبار المسؤولين مثلا بأن الأضاحي في عيد الأضحى تمثل عادة رجعية متخلفة
، فهذا شيء مستغرب ، وعندما يطلق أحدهم تذمره من صوت الآذان ويطالب بوضع أصوات مطربين للآذان فهذا
شيء مستغرب، عندما يقوم داعية إسلامي بوسم الإسلام بالارهاب ومباركة اليهود والتقرب منهم فهذا شيء
مستغرب ، عندما تصدر مرجعيات دينية وتروج للحج عن بعد من خلال شاشة تفاعلية فهذا شيء مستغرب، عندما
تقيم دول عربية حفل الحانوكا لمن قتلوا وسرقوا بلاد العرب فهذا شيء مستغرب أكثر ، عندما تصبح حقوق
الشاذين جنسيا حاضرا ونائبا في كل مناسبة وكل حديث عن الدولة المدنية وبمناسبة أو دون مناسبة فقد بطل
الاستغراب وظهر ما تحت الماء ونحن أمام حالة تعرية وانتزاع وهجمة على معايير وثوابت الأمة وهجمة على
المجتمعات العربية الإسلامية وعليكم أن تتوقعوا المزيد من حلقات هذا المسلسل .
هنالك على ما يظهر تكريس قسري لثقافة الإنحلال الغربي بمسوغات دينية مائعة غير مؤطرة الحواف تبيح وتحرم
بنفس الوقت ، تزغزغ وتصفع بنفس الوقت ، تكفر و ترتدي العمامة المقدسة بنفس الوقت ! هذا هو ما يعرف
بمراوغة الثعالب واستقلاب الباطل وتدوير حواف الحقائق ليسهل ايلاجها في رحم العقل ! ونحن أمام حدث لا يقل
خطورة عن اغتيال العقل العربي الاجتماعي وإجراء عملية غسيل بالصابون المعطر لعقول الشعوب العربية ووعيها
التاريخي ، طبعا كل هذا المسلسل يجري في ظل تحضير لإنقلاب سياسي ضخم يطال المنطقة عن بكرة أبيها
ويتضمن في داخله بيع الوطن العربي بما فيه وتقديمه على طبق من رزمع المن والسلوى لأصحاب السبت ! هل هذا
المسلسل من الوخزات هو دعاية إلهائية وتشتيتية عن مسلسل التسليم الكبير واستقطاب تضليلي للرأي العربي
الحالم ؟ أم أنه جزء لا يتجزأ من المعركة الشمولية على العقل العربي الإسلامي والأرض العربية ومصيرها
ومستقبلها وما يخطط لها ؟
الحقيقة المرة التي لا مهرب منها تتمثل في أن الأمرين متوازيان! وما يحدث على هو على مستوى أعمق من مجرد
آراء وتصريحات تنطوي على التحلل والتمييع للنهج الإسلامي الذي تعيشه شعوب المنطقة العربية تحديدا.
في عالم البشر الممتد عبر التاريخ تمت صناعة أشكال مختلفة من الحروب المعلنة والخفية التقليدية وغير التقليدية،
هذه الحروب هي نتائج طبيعية وحتمية لتصادم الثقافات و لصراع البشر على الثروات والأراضي الصالحة للزراعة
ومصادر المياه والمعادن وغيرها واطماع البشر التي تتطور وتتخذ صورا جديدة لكل حقبة، تعريف الحرب التقليدية
التي تتواجه فيها الجيوش تفرع وتشعب مع الزمن بحكم تطور وسائل التأثير البعيد و تغير مع الزمن ولم تعد تعني
المواجهة العسكرية فحسب ، أصبح من الممكن أن تشن حربا بلا ضجيج ولا انفجارات ولا دماء ، حروب ناعمة
هادئة مستفردة تعني أن تحقق غاياتك وجدول أهدافك ضد الطرف الذي تحاربه مستغلا أية وسائط او وسائل ظاهرة
او خفية ، قصيرة أو طويلة المدة هذه الحروب تعبث من خلالها بعقل وتوجهات المستهدف وتتحكم به ضمن حيز
رغباته وإرادته الكاملة وتسوقه إلى حتفه وابتلاعه دون أن يدري، من أبرز هذه الحروب ما يعرف بالحرب الجنسية
وإطلاق الوحش المختبىء داخل الجسد البشري ليأكل نفسه ومن حوله ومجتمعه ثم مصيره ومستقبله !
الحديث عن الحرب الجنسية حديث مطول ولكن يمكن القول بأن الإنطلاق الفعلي لهذا الحدث بدأ من خلال إطلاق
النظرية العلمية التي خلقت لتسوغ وتمنح الأكذوبة البعد الإلزامي والتنفيذي لها وهذه جرت على يد العالم اليهودي
سيجموند فرويد في أوائل القرن التاسع عشر عندما أطلق نظريته المشهورة حول الغريزة الجنسية في البشر وأنها
المبرر الأساسي والذهني للسلوك الإنساني وترتب عليها حكمه وتوصياته بأن كبت هذه الغريزة ومحاربتها هو
شيء من الضرر وعدم الصحة ولا بد من تحرير الغرائز الجنسية وعدم محاربتها كما كان سابقا ، وبما أن الغرب
هو اول من تبنى هذه النظرية فقد كانت أوروبا والولايات المتحدة هي التي افتتحت هذا الجحيم ليستولي على كل
الحياة الغربية ويصبح معلما من معالمها بدءا من فترة ستينيات القرن الماضي تحديدا ، ولهذا السبب تم التركيز
على أن التعري هو ثقافة جديدة متحررة وفن سابع وسادس وألغيت قوانين الإجهاض وتم منح التراخيص لدور
الدعارة والانحلال ونشأت المجموعات المثلية الجنس وحصلت صناعة السينما الإباحية على حقوق النشر والتوزيع
والبيع القانوني وتحولت وسائط الإعلام تدريجيا إلى مروج كبير لهذا الحدث التاريخي ، قفزت هذه الصناعة قفزتها
التاريخية بدخول تلفاز الكيبل ثم الفضائيات ثم تقنيات الاتصال الخلوي والانترنت وتحولت هذه الحرب الخفية إلى
سلاح رئيسي وأساسي في عالم اليوم ، وأصبح الحصول على المواد الإباحية أسهل من شربة ماء ، وصار لزاما
وجود جرعات مركزة او مخففة من هذه الحرب في كل مادة إعلامية أو مادة مصورة حتى تحولت إلى إدمان مقيم
في أرواح الشعوب من فقيرها إلى غنيها ، في المشهد الخلفي لهذه الحرب لا أحد يرى ما يحدث ولا ما هي النتائج
ولا التبعيات ، المهم هو الجرعة الجنسية اليومية التي اصبحت ابرا يحقنها عالم اليوم في عقله أكثر مما تفعله
المخدرات والمسكرات ، في الحروب التقليدية والعسكرية هنالك خسائر في الأرواح والأموال والأرض والسيادة
الوطنية ولكن في الحرب الجنسية فلا توجد أي من هذه الخسائر ، الخسائر المستترة الأكثر خطورة هي فقدان
السيادة العقلية والذاتية وبيوت محطمة وأســر وعائلات مفككة واطفال يتامى بحضرة الوالدين وملقون في خرابات
الزمان وعزلة الفقدان ، سيدات ورجال مصابون بالكآبة والسفلس والايدز وشبان شابوا قبل أوانهم وماتوا من
الشعور بالضياع والتصحر الروحي وجفاف ماء الحياة والظمأ حتى الموت ، عطش شديد من الرحمة وخدران
الشعور بالوجودية ، فقدان السيادة على الروح والعقل والجسد والتحول إلى نوع من القوارض التي تعيش في
مجاري الجنس من خلال الاختيار الطوعي الذي يصبح قسريا بعد ذلك ، هذه هي خسائر الحرب الجنسية التي
يشنونها على عالم اليوم وعالم العرب تحديدا والذي يهمنا ، الحرب الجنسية كانت ولا زالت تتطلب عقد حرب خفية
ضد شيء مهم ، كيان آخر كي تتمكن من النيل من المجتمعات والتغلغل في وعي الأفراد ، حربها السرية كانت أولا
وقبل أي شيء على الأديان ، الأديان سائرا عن غيرها دون ريب لأنها حائط الحماية الوحيد الذي كان يحمي
المجتمعات من هذه الحرب التي لا ترحم ولم يسلم من شرها الطفل والصبية والرجل والمرأة !
السؤال الأول الذي يطرأ في أذهان الكثيرين ، لماذا الحرب الجنسية ؟ لماذا هي حرب وما غاياتها الفعلية ؟
إنها حرب لأن فيها كاسب وفيها خاسر ولأن أذكى أشكال الحروب هي التي تشنها على خصمك وهو لا يعلم أصلا أنه
يواجه حربا فلا تستفز أسلحته ومعنوياته ، إنها حرب تخترق الكيان البشري دون أدنى مقاومة لأنه يعتقد أنه ظفر
بما لديه وغنم بما يبتلع أذكى أشكال الحروب تلك التي يشعر فيها خصمك بالمتعة والنعم والتسلية وتجلب له السعادة
القشرية ولا يظنك أبدا في حالة عداء معه ، إنه يستمتع وهو يفقد نفسه ! هذا هو بالضبط حالنا اليوم مع الحروب
الثقافية والفكرية والمعيشية التي نعاصرها في العالم والمنطقة العربية والحرب الجنسية تحديدا ، أرجو الاشارة إلى
أن العالم العربي ليس الوحيد في هذا الصدد فكل العالم يتعرض لنوعيات ودرجات من هذه الحروب قديما وحديثا
وحتى مستقبلا ولكن شعوب الغرب سقطت منذ زمن طويل وغرقت دون امل بالنجـــاة ، لماذا الحرب الجنسية ؟ :-
أولا: إن الحرب الجنسية هي حرب اقتصادية بالدرجة الأولى هدفها الكسب وتحقيق الوفرة المالية من خلال
الاستثمار في الدناءة البشرية وما يشتق منها من تبعيات طويلة ، الإنسان الملتزم دينيا والذي يتمتع بمعاملات عالية
من الأخلاق والانضباط لا يفيد ولا يناسب معايير المجتمعات العالمية المعاصرة التي صنعتها المافيات التي تحكم هذا
الكوكب ، هذا الشكل لا يتناول الكحول ولا يبيح لنفسه الرذيلة ولا يتعاطاها ولا يطرق أبوابها ولا ينفق شيئا من
ماله حيال كل أبوابها ، ربما مثل هذا المرء لا يدخن ولا يمارس السياحة ولا السفر للهو مثل هذا الكيان لا يشكل أي
مصدر للدخل في المنظومة الجنسية ولا يمكن الاستفادة من وجوده ، المطلوب إذا هو نقله من الحالة الأولى الى
الحالة الثانية والتي تجعله يقضي وقته وماله وذهنه مشغولا بالمزيد والمزيد من هذا الادمان الذي لا ينقطع ويرفد
أرصدة امبراطوريات الرذيلة دون علمه ويشغل شركة الاتصالات وشركة الانترنت ومطاعم الوجبات السريعة
ويشتري منتجات الآفلام والمسلسلات ويتفاعل مع الدعايات والأسواق والهدايا والمتطلبات الثانوية لعالم الجنس ،
إن كل عامل وكل عاملة وكل منتج ومستهلك ومشارك في سوق الجنس من البائع حتى المستهلك يمثل جزءا من
القيمة السوقية للحرب الجنسية وجزءا من الأسهم والنقد العامل في هذا القطاع الذي تبلغ مبيعاته السنوية تريليونات
الدولارات ، لهذا السبب كانت أوروبا والولايات المتحدة هي المجتمعات الأولى التي كانت ضحية تجارة الجنس
وجرى تحوير وتغيير عادات المجتمع بأكمله ليتناسب مع سوق الجنس وبضاعته ومشتقاتها وتكريس هذا النمط
كأسلوب حياة يميز المجتمعات غير الدينية ، من يقارن طبيعة ثقافة المجتمعات الغربية وطريقة عيش ولباس المرأة
كمثال في مطلع القرن العشرين والتاسع عشر سيجد ثقافة محافظة وأكثر احتشاما وأكثر حياءا .
ثانيا: إن الحرب الجنسية تمثل وسيلة تحكم وسيطرة فكرية ونفسية على قطاعات المجتمع وكافة طبقاته وخاصة
فئات الشباب لصالح الطبقات الحاكمة والمهيمنة ، الطبيعة ترفض الفراغ وإذا انسحب النور حل محله الظلام ، من
الأساليب التاريخية الاشتغال على محور الجنس كنهج تدجيني وإلهاء وتعبئة فراغية لعقول ونفوس ومتطلبات
الأجيال لأنه اذا لم يمتلىء بذلك المحتوى فالبديل ستكون ثقافات ومعتقدات ربما لا تحمد عقباها وإنشغال بمقارعة
ومناكفة نهج الحكم ، كان ولا يزال من أسباب سقوط باريس في غزو هتلر لفرنسا في الحرب العالمية الثانية طبيعة
الثقافة الجنسية السائدة في اوساط المجتمع والشباب الفرنسي حيث الانحلال والمثلية والعلاقات المفتوحة التي تفكك
كل عزيمة وتضعف معتقدات المرء ، لم يتمكن هتلر من بناء جيوشه إلا بمحاربة مراكز البغاء وبؤر الترويج للجنس
، إن هذا الشيء في عصرنا الحالي يمثل المخدرات الاشباعية التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من شبكات الحقن
الفكري من خلال شبكة الانترنت والخلويات والفضائيات والدراما والدعايات واستغلال هذه الوسائط لضمان وصول
المشاهدين إلى ذروة الإدمان بحيث يصعب على المشاهد في وقتنا الحالي تقبل وجود محتوى مرئي دون أن يكون
للجنس نصيبا منه ، كثيرون ممن يرتعون ويرعون في صفحات تيك توك يصارحون جهارة بأنهم يبحثون عن
المحتوى الايمائي الايحائي أو المباشر للجنس وبالتالي تحول هذا المجتمع إلى فئة الروبوت المبرمج سلفا على
نوعية محددة من المحتوى التي تدمر وتفسد عقله ونفسه وحياته ومسيرة صعوده ، إن الحرب الجنسية هي وسيلة
هيمنة وكبح وتأطير لقدرات الأجيال النفسية وطبيعة توجهاتها وما يملأ حياتها ، إنها الماتريكس الحقيقية التي يعيش
فيها الجيل الحالي دون أن يشعر وهي ليست خيالا ولا وهما ، ومن خلالها سيخسر هذا الجيل بلاده وأرضه وثرواته
ومستقبله وهو يستمتع !
ثالثا: تمثل الحرب الجنسية وسيلة ردع وتدمير اجتماعي بشري وتصفية عرقية بعيدة المدى تضعها القوى العظمى
كخطط وقائية ومستقبلية لضمان بقائها ، خطط التصفية العرقية والإبادة العلمية البيولوجية هي نهج ثابت لدى
الغرب بالعموم والولايات المتحدة بالخصوص ، من يطلع على الخطط الأمريكية القديمة والنهج الدائم الذي تعمل به
مثل هذه الدولة يفهم طبيعة الروح اللإنسانية التي تقيم في عقول ونفوس مخططي السياسة الأمريكية ، في كتاب (
الحرب العرقية ) لمؤلفه الدكتور منير العكش يشير الباحث إلى بيانات رسمية على درجة عالية من الخطورة
ومعلومات تشكل صدمة لوعي القارىء العربي حيال منهجيات الولايات المتحدة في إدارة هذا العالم ، في العام
1974 قدم المجرم هنري كيسنجر خطة حكومية لقطع نسل ثلاثة عشر دولة خلال ربع قرن من الزمان كإجراء
وقائي لبقاء الولايات المتحدة وديمومة هيمنتها ومنها المكسيك وبنغلاديش وباكستان وتركيا واندونيسيا وغيرها ،
وينقل الباحث عن مستشار الرئيس أوباما في قوله بأنه لا بد لأمريكا من السيطرة على خصوبة البشر من خلال
طعامهم وشرابهم وانماط حياتهم ، ويؤكد الباحث من خلال هذا الكتاب بان هذا النهج ليس جديدا ولا شيئا خارجا عن
المألوف في سياسات الولايات المتحدة ففي العام 1904 كمثال قدمت مؤسسة أندرو كارنيجي ملك الصناعات
الفولاذية والذي كان مولعا ومفتونا بقصة العرق المتفوق الأمريكي دعما غير محدود لانشاء جهاز استخبارات
سرية اسمه ( ديوان سجلات تحسين النسل ) ومهمته تتمثل في تحديد الأعراق وتشخيص قوتها وحالاتها
وسجلاتها لفصل اصحاب البقاء من اصحاب الفناء وتولى هذا الجهاز مهمة إخصاء وتعقيم ثلاثة عشر مليون مقيم
في أمريكيا من أصول مهمشة في ثلاثين ولاية أمريكية من خلال خطط ظاهرها خطط بيئية وعلمية وصحية ،
والقسم التالي من وظيفة هذا الجهاز كانت تتكفل بقطع النسل لدول الأعداء والكيانات البشرية التي تهدد الوجود
الأمريكي خارج القارة الأمريكية، خطة الأمريكان في هذا الصدد ترجمت إلى حروب وإبادة عرقية منذ رمي أول
قنبلتين نوويتين على اليابان والخطط الصحية والتنموية والدقيق والمعونات الأمريكية وانتهاءا بمسرح العصر
الحالي مع كل الحروب الاجرامية التي افتعلتها الولايات المتحدة في القرنين وقتلت من خلالها ملايين البشر تحت
مسوغات علمية وسياسية ( الارهاب ) وحاليا تحت مسمى جديد اسمه وباء كورونا والتالي تحت مسمى فاعل
وطويل المدى اسمه الحرب الجنسية التي ستهلك الحرث والنسل وتفسد نقاء المجتمعات وتساهم من خلال عوامل
المثلية والافساد الجنسي من احباط فكرة الزواج والأسرة والغاء فكرة الزواج الطبيعي في المجتمعات وبالتالي
سيطرة مطلقة على هذا العالم.
في عصرنا الحالي لدينا مصطلح حاضر يضع معالم وشكل العالم الذي نعيشه ونتقبله ، هذا المصطلح يسمى حاليا (
الشرعية الدولية ) وهذه الشرعية الدولية وكما يبدو تماما حلت محل الله في حياة البشر ورسمت لهم الكتيب
الأرضي للتعليمات كبديل للكتب السماوية المنزلة بين أيدي الرسل وبإسم الله ! في عالم اليوم الشرعية الدولية تقرر
أن العطلة الرسمية مثلا هي يوما السبت والأحد وليست الجمعة ولذلك سوف نتحضر ونفعل ما يمليه علينا الصالح
العام في إدارة شؤون أسواقنا واقتصادنا وحلنا وترحالنا في عالم اليوم الشرعية الدولية تقرر أن الربا هو نظام مالي
بنكي اقتصادي لا يمكن العيش بدونه ولا كيان للإقتصاد العالمي بدونه ولا يمكن للعالم أن يتحضر ويتقدم ويصنع
ويزرع ولذلك علينا أن نتطور ونحتضن ونعزز مكانة البنوك الربوية ونجعلها الأساس وندوس ما نزل به الإسلام من
محاربة الربا ومصاصي دماء البشر الربويين في عالم اليوم تقول الشرعية الدولية بأن العلاقات الجنسية المفتوحة
هي متطلب عصري ومتطابق مع نظريات سيجموند فرويد السيكولوجية والتي أشارت إلى أن الكبت الجنسي حرام
ولا يتوافق مع معايير الإنسان المعاصر وبالتالي فعليكم وضع الارشادات الدينية الاسلامية والمسيحية التي تقضي
بصون النسل والأسرة والمجتمع داخل صندوق الرجعية لأنها لم تعد تناسب هذا المستوى من الرفاه في عالم اليوم
تقول الشرعية الدولية بان القوانين تقرها الأغلبية والديموقراطية وصناديق الاقتراع ولا مكان لله في هذه المجالس
ولا لأي من أديانه وتعاليمه التي عفى عنها الزمن وطوتها تقنيات البشر ومستوى الرفاه الذي صنعوه في القرن
الحادي والعشرين في عالم اليوم تقول الشرعية الدولية بأن المثلية هي خاصية وراثية طبيعية كما بينت الأبحاث ولا
حرج في تقبلها وتعميمها ولا مانع من أن تكون هذه الأبحاث مفبركة ومفصلة حسب طلب الشرعية الدولية
واتركونا من الدين وما قال الله وما قال رسوله واتركونا من قصة قوم لوط ومدينة بومباي الايطالية وبركان فيزوف
!
كما تلاحظون تماما فإن المستهدف بكله وجزئه في كل نصوص الشرعية الدولية هو دين الإسلام الذي يثير الحكة
في جلد الكثيرين بمجرد سماعه ، وهذا الكلام ليس مزاحا ولا هو من باب الايمان بالمؤامرة ولا من الباب الخلفي
للدماغ ، إنها وقائع لا ريب فيها، عقيدة الإسلام وأفكاره حول الربا والعلاقات المفتوحة والمثلية والاجهاض وتعدد
الزوجات وحرمة الدماء والأموال هو المستهدف الرئيسي لأنه هو العائق الرئيسي أمام الشرعية الدولية اياها والتي
ستتحور في اسمها قريبا جدا لتكون تحت اسم العالم الجديد أو النظام العالمي الجديد وتاليا ستحمل اسما من قبيل
الألهة الأرضية …….المحارب المباشر في قلب كل هذه الحروب هو الله وشرع الله وبالتالي فنحن أمام حكم
الشيطان بناره ودخانه مهما بدا غير ذلك!
تلعب المثلية الجنسية مكانة رأس الحربة في الحرب على الله وشرعه والمجتمعات البشرية قاطبة لأنها تجمع كل
المعاصي والآثام والخطايا والكوارث في رأس واحد ، إنها المعصية المطلقة ! ما الغاية من سيل الإنحلال الجنسي
وفتح آفاق العلاقات الجنسية المتعددة للفرد الواحد داخل المجتمعات العربية التي ظلت محافظة طيلة كل هذه
السنين؟ ما الغاية من إقناع الشاب أو اليافع بأن بإمكانه أن يلعب دور المرأة والرجل في آن واحد؟ ما هي نوعية
الكيان الإنساني الذي سينتج من هذه الفعلة؟ ما نوع الصمود والثقة والإيمان التي يمكن أن تتولد في نفس هكذا
إنسان يحتار بين كونه الزوج او الزوجة ؟ كيف يمكن لشخص كهذا أن يذهب لمعركة تحتاج العقيدة والصلابة
والايمان؟ هل يمكن ان يوجد الإيمان بالله في هكذا نفوس ترتكب المعصية وتجاهر بالحرب على الخالق ؟ هل يمكن
أن لهذا الفرد أن يفكر بعلاقة بينه وبين الله وهو يشن الحرب على تعاليمه ورسالاته؟ هل يمكن ان لهذا الكيان
البشري الجديد الذي يريدون انتاجه أن يتمكن من الايمان بالعائلة والأسرة والصلات البشرية الحقيقية والطبيعية ؟ ما
هو نوع المجتمع الذين يريدون إنتاجه من صلب المجتمعات العربية؟ ما نوعية البشر التي يساق إلى إنتاجها في
مصانع الشذوذ الجنسي والإنحراف عن خلق الله ؟ أليست هذه مضادات الله وإعتلاء فوق برج التحدي المصنوع من
خلال كتيب الشيطان بنفسه؟
إن هؤلاء إلا جند الشيطان! وإن هؤلاء إلا يعلنون الحرب على الله والأديان والفطرة التي فطر الناس عليها ويحلون
العالم في دار الهلاك ! إن هؤلاء إلا أرذل وأسف وأحط خلق الله !
في شرع المسلمين والدول التي تدعي الإسلام لا يوجد شيء اسمه الشرعية الدولية ولا القوانين المقرة بالتوصيت
واعداد المؤيدين والمعارضين ولا قوانين الأمم المتحدة ، هنالك قوانين الله التي لا مبدل ولا معقب لها ولا عليها ،
إنها قوانين خالق الخلق ومدرك الكون ومبدع السموات والأرض وأي خروج عنها إنما هو ظلم لا يضاهيه ظلم ولا
يكافئه إلا عذاب النار ، من الواضح اليوم أن هنالك قوة ما أو جهة ما أو عصبة ما لها عقيدة مستمدة من أحكام
الشيطان بنفسه دون حجاب بينهم وهذه الجماعة تمكنت من هضم وصهر جميع المعتقدات والأديان والثقافات
البشرية وابتلعتها في شربة واحدة أو هكذا يبدو إلا عقيدة واحدة تبدو عصية على الهضم والابتلاع لأنها دائما تقف
في البلعوم وهي عقيدة الاسلام لذلك يجب تفكيكها ويجب تشذيب حوافها ليمكن ابتلاعها في نفس البوتقة ، من
يشاهد ويتامل في مجريات هذا العالم ويدرس المنحنى التصاعدي لتفكيك المجتمعات وإطلاق الحرب الجنسية على
الشعوب والأفراد يرى بسهولة من خلال الشاشة الشفافة للمسار أن الحرب على الإسلام وتعاليمه واضحة ولا ريب
فيها، هل تعتقدون أن اتفاقية مثل اتفاقية سيداو منحت المرأة حقوقا أو صانت مكانتها في المجتمعات العربية؟
إنها خدعة جنسية لا غير مهما بدا لكم غير ذلك هدفها تسليع جسد المراة وتعميمه على الكل هل تعتقدون أن إباحة
حقوق الإجهاض أو منح الأم حق تسجيل المولود باسمها دون الأب هو حرية وتحرر وراحة بال للمراة ؟ إنها
حرب جنسية عليها وإعادة تدوير لجسدها بلا حدود !
هل تعتقدون أن قوانين حماية المثلية وتجريم انكارها هو ديموقراطية وحريات ومنح حقوق لفئات من البشر ؟ إنها
زراعة متعمدة لآليات الفتك بالأسرة والإنسان والمجتمع وخلق الإنسان المريض بالمطلق هل تعتقدون أن اجراءات
وبروتوكولات كورونا في الوقاية التي تقضي بالتباعد وإغلاق دور العبادة ومنع الصلوات جاءت من فراغ ؟ إنها
نفس النهج ونفس اللاعب ولكن البعض يرفض رؤية ذلك هذه هي معالم الحرب على الله ورسوله وعلى كل فرد
مهما كانت ديانته أو معتقده والتاريخ لا يكذب ولا هو بالأساطير التي تروى للتسلية .
بات واضحا الان أن هنالك رسما ما لصورة عالم اليوم ، ربما نحن نحاول أن نحزر الصيغة الأولية منها أو النتائج
المرسومة لها ، نحن امام محاولات لصناعة مجتمعات عربية توازي وتكافىء النهج الغربي وإذابة قوة التعاليم
الإسلامية والعربية في القالب الجديد لعالم بلا رحمة متفكك لا قيمة فيه للإنسان ! قيمته هي مجرد متعة ومتاع زائل
محكوم بما تحس به الأعضاء وبما تستفزه من هرمونات النشوة واللذة التي لا شبع منها إلا بذوبان قوة الجســد
وتحوله إلى مسخ يحتقر ذاته وإنسانيته ، كل هذا بهدف ابتلاع الأرض والإنسان العربي ببلاده وما فيها .
نحن أمام عصابة ما سموها بما شئتم هذه العصابة تريد أن تصنع الكوكب بما عليه كما تشاء وكيفما تشاء وتقرر
ما المصير وما سيحدث وما يجب أن يبقى وما يجب أن ينتهي ، هذا ما يحدث بالضبط سادتي ! خديعة كورونا هي
صنيعتهم ! وخديعة المتحورات هي صنيعتهم وإجبار هذا العالم وهذه الشعوب على إقحام المثلية الجنسية وإباحة
العلاقات هي أيضا مطلبهم ورغباتهم لوضع إنسان القرن الحالي تحت رحمتهم وتحت جبروتهم وعبوديتهم .
في تصفيات آخر هذا الزمان لا تخطىء النبؤات لأنها هي قصة الحياة ، وأنا لا القي عليكم مواعظ دينية ولكننا نرى
أن المشهد الدرامي لدول الأرض تخضع اليوم بالتمام والكمال لشيطان واحد يسوق البشر الى حتوفهم ، في قصة
الهولوكوست إياها يدعي اليهود بأن هتلر قد أقدم على ابادة الملايين منهم ومن يتجرأ وينكر هذه المزاعم فهو
معرض عالميا لمشاكل قد تفضي به الى الحبس، في الحقيقة أن التاريخ البشري يحفل بهولوكوست في كل رحلة
من عمر البشرية وتتزعم فيه بلد ما عنوان الابادة ، في فترة من التاريخ كان لبلجيكيا هولكوست خاص بها حيال
الأفارقة المساكين وفي فترة ما كانت البرتغال صاحبة هولوكوست من نوع خاص حيال سكان القارة الجنوبية وفي
افتتاحية من الزمان كانت أمريكيا زعيمة العالم في طروحات الهولكوست الدموية حيث أقدمت على عمل النسخة
الخاصة بها فقتلت وذبحت وفتكت بما يزيد عن مائة مليون هندي أحمر وأبادت أكثر من 90% من هذه الأمة في
عصرنا الحالي يقيم بني صهيون الهولوكسوت الخاص بهم بحق الشعب الفلسطيني وبحق الشعوب العربية قاطبة
اما الهولوكوست الأكبر الجديد الذي يحضر للعالم فهو سيكون الأضخم في المقياس على الآطلاق خلال العقد القادم
وربما من قبل ، كل المعطيات الأولية تشير أننا أمام مرحلة من الزمان حيث التحضير لإبادة كبرى وما مساقات
الحرب الجنسية إلا جزء لا يتجزأ من رحلة الشقاء الإنساني والطريق لتدشين هذا الحدث .
دائما هنالك قالب من الإجابة يحكي أحسن الكلام وأحسن الإجابات لهكذا مواقف ، يقول تعالى
(وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنصَرُونَ ، وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ
الْمَقْبُوحِينَ ) هذا هو بالضبط الوصف الدقيق لهؤلاء الذين يريدون إضلال الشعوب وهذا هو حال قادة هذا الزمان
من العرب وغير العرب الذين يؤمنون بالشيطان وحلفه ويؤكدون أنهم من جنده ، هذا هو وصف الفئة الشيطانية
التي تريد تكريس حرب الجنس وحرب المثلية على البشر وعقائدهم وفطرتهم التي فطرهم الله عليها ، هذا هو
مصيرهم في الدنيا والآخرة وإن شاء الله أنهم مهزومون وإن جند الله هم الغالبون !