مصادر إسرائيلية: في المواجهة المقبلة علينا إسقاط حكم حماس
وديع عواودة:
الناصرة – «القدس العربي» : في اليوم التالي لتهديد إسرائيل بتحويل لبنان إلى «دولة لاجئين» في حال نشبت حرب ثالثة على الجبهة اللبنانية نقلت وسائل إعلام عن مصادر مقربة من وزير الأمن الجديد أفيغدور ليبرمان تهديداته بتصفية سلطة حركة حماس في غزة في المواجهة المقبلة. ونقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» عن «مسؤول رفيع في الجهاز الأمني» تطرقه أمس، إلى الأوضاع في غزة، وقال إن «المواجهة مع حماس غير مستحيلة، لكن يجب ان لا نتسرع». ويضيف المسؤول أن من المرجح جدا أن يقول ليبرمان «نحن لا نبحث عن مغامرات ولكن على الجيش ان يكون مستعدا لمواجهة كهذه، وإذا وقعت يجب ان تكون المواجهة الأخيرة من ناحية سلطة حماس».
وحسب المصدر الذي تحدث إلى الصحافيين فإن «حماس هي تهديد متزايد، وكل المحاولات للنظر إلى حماس كجهة يمكن التوصل معها إلى تفاهمات، هي هراء. لافتا إلى أن هدف حماس هو تدمير إسرائيل .
ومضى المصدر في التحريض على حماس ومحاولة شيطنتها بخلاف أوساط إسرائيلية سياسية وأمنية دعت وتدعو للتفاوض مع حماس، متسائلا هل يمكن لآكل لحوم البشر ان يصبح نباتيا؟ونقلت صحيفة « يديعوت أحرونوت « عن المسؤول ذاته تطرقه لسؤال شغل الإسرائيليين بقوله إن وزير الأمن غير معني بوراثة حماس في الحكم في غزة. ولتبرير مثل هذا المخطط الذي يقتضي اجتياحا بريا لغزة وخشيت إسرائيل من القيام به حتى الآن خوفا على جنودها قال المسؤول محجوب الهوية إنه من غير المعقول أن تستمر» حرب استنزاف « مع غزة.
مع ذلك، وحسب المصدر، فإن «المشكلة الرئيسية التي تواجه إسرائيل هي الرئيس محمود عباس، زاعما أن إسرائيل قوية بالحلبة العسكرية وضعيفة بالحلبة السياسية. معتبرا أن هذه الحالة «البطن الرخوة « لإسرائيل ويتهم الرئيس عباس باستغلال ذلك لصالح الإرهاب السياسي ضدها».
ورغم كل ما تبديه السلطة الفلسطينية من مواقف معتدلة والتزامها بالتنسيق الأمني فإن الرئيس عباس بنظره ليس معنيا بالتقدم السياسي مع إسرائيل ولا يملك قوة التوقيع على اتفاق. ويتابع « من أجل التوقيع على إنهاء الصراع يحتاج أبو مازن إلى الكثير من القوة والدعم فهو لم يزر نابلس وجنين منذ ثماني سنوات فيما يواظب على زيارة باريس، لندن وبروكسل».
وللتدليل على مزاعمه أشار المصدر إلى استطلاع للرأي( لم تحدد هويته(أجري في السلطة الفلسطينية مؤخرا، ويحدد بأن 65% من الفلسطينيين يتوقعون استقالة الرئيس محمود عباس (ابو مازن).
في المقابل وبوقاحة إسرائيلية معهودة يقول انه رغم «الجمود السياسي» يجب مواصلة التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية. ويتابع مزاعمه وكأن التنسيق الأمني مصلحة للسلطة الفلسطينية فحسب بخلاف المؤسسة العسكرية التي تشيد وتثمن التنسيق الأمني «ابو مازن يفهم أنه من دون التنسيق الأمني فإنه يخاطر بسلطته. انه لا يصنع المعروف معنا. والتنسيق الأمني ليس هدية من ابو مازن لإسرائيل».
وشرع ليبرمان باتخاذ خطوات عملية ضد الرئيس عباس بوقف تصاريح الدخول لأراضي 48 لرئيس الملف الإسرائيلي في السلطة محمد المدني المقرب من الرئيس الفلسطيني. وحاولت مصادر مقربة من ليبرمان تبرير حظر دخول المدني بالزعم أنه يتدخل بالشؤون السياسية الداخلية للمواطنين العرب في إسرائيل. وبذلك يتساوق ليبرمان مع رؤية رئيسه بنيأمين نتنياهو الذي يعتبر أن الرئيس عباس بمد يده للسلام يحرجه ويكشف عن حقيقة رفضه لتسوية الصراع، وأنه أسهل بكثير لإسرائيل تحريض العالم على حماس مما على السلطة الفلسطينية.
ويتفق قائد جيش الاحتلال غادي آيزينكوت مع ليبرمان حول ما يتعلق بسوريا، لبنان وحزب الله والتعاون مع مصر والأردن، لكنه يختلف معه حول الشأن الفلسطيني ويرفض استهداف السلطة الفلسطينية ورئيسها وكأولوية أولى.
على الجبهة الشمالية تطرق المصدر الأمني إلى إمكانية وقوع مواجهة مع حزب الله الآن، وقال إن حزب الله لا يملك الآن مصلحة في مواجهة إسرائيل. وتابع «أنا لا أرى حاليا حرب لبنان الثالثة، ولا أرى اهتمام حزب الله بنا في الوقت الذي يغوص فيه حتى العنق في الحرب السورية». مع ذلك اكد المصدر الأمني أنه يمكن أحيانا أن تندلع المواجهة دون ان تكون الأطراف معنية بها.
وتطرق أيضا إلى تعزيز قوة تنظيم الدولة «داعش» في سيناء، وقال إنه يشعر بالقلق من التهديد الذي يشكله هذا التنظيم على إسرائيل، وتقلقه بشكل خاص حقيقة أنه خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، انتقل من إسرائيل إلى سيناء 61.800 إسرائيلي، بينهم 5-10% يهود. وقال: «هذا يجب ان يقلق طاقم مكافحة الإرهاب .»
ليبرمان إلى واشنطن
في سياق متصل من المقرر ان يغادر ليبرمان غدا السبت، في أول زيارة عمل له في واشنطن كوزير للأمن وسيشارك بمراسم الكشف عن أول طائرة من طراز F-35 التي يتوقع تسلم سلاح الجو الإسرائيلي لها في نهاية السنة الحالية. وستقام المراسم في مصنع انتاج الطائرات «لوكهيد مارتين» في تكساس. ومع وصول الطائرة إلى إسرائيل سيقوم سلاح الجو بتزويدها بمنظومات إسرائيلية الصنع. ومن المتوقع ان يلتقي ليبرمان خلال الزيارة مع مسؤولين كبار في البيت الابيض، من بينهم نظيره وسيكون الموضوع الرئيسي الذي سيناقشانه هو صفقة المساعدات الأمنية لإسرائيل، التي يرغب ليبرمان بإنهائها قبل نهاية فترة ولاية اوباما.
إلى ذلك، عقب ديوان نتنياهو، أمس، على معارضة الإدارة الأمريكية لزيادة المساعدات الأمنية لخطة الدفاع المضادة للصواريخ الباليستية خلال عام 2017، وقال إنه «لا يوجد أي تقليص في المساعدات الأمريكية، بل ان المساعدات الأمنية الأمريكية لمكافحة الصواريخ ستزداد».
وحسب ديوان نتنياهو فإن «المقصود هو نقاش داخلي بين الكونغرس والبيت الأبيض حول حجم الزيادة السنوية لخطة الاحتماء أمام الصواريخ. ورئيس الحكومة يعمل من أجل دمج الزيادة كبند دائم في ميزانية المساعدات».
يشار إلى أن البيت الأبيض أعلن معارضته للزيادة المالية المطلوبة(مئات ملايين الدولارات (من قبل إسرائيل للمساعدات الأمنية.
ويتهم رئيس المعسكر الصهيوني» المعارض حكومة نتنياهو بإساءة العلاقات مع الحليفة الاستراتيجية الأولى الولايات المتحدة. وتابع ساخرا بمحاضرته في مؤتمر هرتزليا للمناعة القومية أمس «الآن تحولت الولايات المتحدة بعد إيران للعدو الأكبر لحكومة اليمين في إسرائيل. كما سخر هرتسوغ من تهديدات ليبرمان للفلسطينيين، وقال إن نتنياهو يحكم منذ سنوات ولم يزعجه أحد ومع ذلك فشل بتحقيق الأمن للإسرائيليين. وتساءل مخاطبا حكومة نتنياهو لماذا يضطر المزيد من الإسرائيليين للتعرف على المقابر العسكرية من أجل بقائه السياسي؟
أبو عبيدة: القسام يد على الزناد وأخرى تخفف آلام الحصار
غزة – «القدس العربي»: أعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أن كتائب القسام الأقوى تسليحا في قطاع غزة، موجودة في كل ميدان، دفاعا عن الحقوق الفلسطينية. وكتب تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» يقول «القسام في كل ميدان، يد على الزناد ويد تخفف عن الشعب المعطاء شيئا من آلام الظلم والحصار.»وجاءت تصريحات أبو عبيدة بعد إعلان كتائب القسام في كل مناطق قطاع غزة، عن مشروع «الإنارة الآمنة»، الذي يأتي ضمن «حملة النور والوفاء» لإضاءة بيوت الفقراء في القطاع.
وقبل أيام أعلنت حركة حماس إطلاق مشرع إضاءة المنازل الفقيرة، عبر تقنية «اللد» التي تعمل من خلال بطاريات تخزن الطاقة.وتضاء هذه «اللدات» ليلا عند انقطاع التيار الكهربائي عن سكان قطاع غزة، كبديل لإضاءة الشموع التي أحدثت حرائق كثيرة في القطاع، وأدت منذ وقوع أزمة الكهرباء قبل حوالى عشر سنوات، إلى وفاة عشرات السكان، بينهم أشقاء، حيث قضى قبل حوالى الشهرين جراء حريق سببته شمعة ثلاثة أشقاء، من مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة. وكانت عائلة هؤلاء الأشقاء الثلاثة وهي من العوائل الفقيرة، قد أضاءت شمعة بهدف الإنارة من الظلام الدامس.ويعاني القطاع من أزمة كهرباء كبيرة، حيث يصل التيار الكهربائي السكان في أحسن الأحوال لثماني ساعات في اليوم مقابل مثلهم قطع، وذلك بسبب نقص إمدادات الطاقة. وتعمل محطة توليد الكهرباء بنصف طاقتها، ولا تصل كميات طاقة كافية من قبل الخطوط التي تغذي غزة من الجانب الإسرائيلي ومصر.