وللأقصى ربٌ يحميه
د. موسـى الكـيـلاني
يحقُ لابناء القدس ان يذرفوا الدموع, فقد نأى بنفسه عنهم الصديق بعد ان دهمهم العدو. بعد أيام,ستطوف ساحات المسجد الاقصى مظاهرة مليونية, دعت اليها لجنة الاحتفال بيوم العرش, وسيشارك بها ثلاثمائة الف من المستوطنين القاطنين في القدس وضواحيها, كما سيقودها عدد من قادة المستوطنات في الضفة الغربية من غلاة المتشددين, وعددهم ثلاثمائة وخمسون الفاً, والقصد من ذلك العرض للقوة, اثبات ان التقاسم الزمني للمسجد الاقصى المبارك حقيقة موضوعية يمكن نجاحها كما سبق ان نجحت قبل سنوات فكرة التقاسم الزمني للحرم الابراهيمي الشريف، والتي ما كان ليُكتب لها النجاح آنذالك, لولا التقاعس العربي, ولولا التخاذل الاسلامي.
لقد ناشدت مؤسسة القدس الدولية زعماء العرب ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتزم اقتراف جريمته الكبرى هذا الاسبوع في قبة الصخرة المشرفة, مصلى رسول الله صل الله عليه وسلم ومعراجه الى السماوات العلى, ليفرض الامر الواقع الجديد بضرورة التقاسم الزمني لمواقيت الصلاة, تمهيداً للتقاسم البنياني, بإقامة الدعائم الاولى للهيكل الثالث في رحاب الساحات الفسيحة ما بين المسجدين.
لم نسمع من يجيب النداء من لجنة القدس ولم تكترث منظمة القمة الاسلامية للاصغاء لصوت الاستغاثة, فالكل مشغولٌ بما يجري في سوريا.
يرمز عيد العرش او المظلة او السكوت الى النصر والبطولة للشعب اليهودي بعد مرحلة التيه في صحراء سيناء لمدة اربعين عاماً إثر خروجهم من مصر, حيث كانوا يضعون سعف النخيل على بيوتهم او خيامهم المتنقلة في اشبه ما يكون «عريشة» الحصادين الفلسطينيين.
ومن طقوس الاحتفال بالعيد هذا العام التوجه بطوفان بشري او «نفرة» الى مسجد قبة الصخرة المشرفة والطواف حوله واداء التراتيل التوراتية, ثم إقامة الذكرى الاهم للمناسبة اليهودية داخل المسجد الاقصى المبارك وذلك بارتداء لباس الكهنة وتقديم الاضحية والطواف حول «البيت الهيكل».
وقد ذكر المفكر الفلسطيني احمد محمد ياسين انه قد ﺧﺮﺟﺖ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﺗﻨﺎﺩﻱ ﺑﻌﻴﺪ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻟﺘﻄﻬﻴﺮ ﺟﺒﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ!وقام ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﺎﺧﺎﻣﺎﺕ ﻣﺜﻞ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺒﻮﻡ ﻭﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺍﺭﻳﻴﻞ ﻳﺠﺪﺩﻭﻥ ﺩﻋﻮﺓ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻃﻘﻮﺱ ﺍﻟﺘﻄﻬﻴﺮ ﺩﺍﺧﻞ ﺟﺒﻞ ﺍﻟﻬﻴﻜﻞ «ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻷﻗﺼﻰ» ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻴﺪ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺣﺎﺧﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺑﺎﺗﻮﺍ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻟﺒﺲ ﺛﻴﺎﺏ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﻃﻘﻮﺱ ﺍﻟﺘﻄﻬﻴﺮ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺻﺤﻦ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ كما.ﺳﻴﻘﻮﻡ ﺍﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﺑﺤﺞ ﺟﻤﺎﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻫﻮ ﻳﺸﻬﺪ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﺳﺮﻳﻌﺎ ﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺗﻘﺴﻴﻤﻪ،وقد وافق الكنيست على قانون ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺟﺒﻞ ﺍﻟﻤﻌﺒﺪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺃﻋﻴﺎﺩﻫﻢ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺗﻤﻬﻴﺪﺍ ﻟﺠﻌﻞ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻷﻗﺼﻰ مشتركاً، ﻓﻤﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﻭﺍﺳﺘﻐﻼﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺠﺔ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﺑﺸﻘﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻗﺪ ﻗﻄﻌﺖ ﺷﻮﻃﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﺟﺪﺍ ﻓﻲ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﺯﻣﺎﻧﻴﺎ ﻭﻣﻜﺎﻧﻴﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ والمسلمين.