فيدل كاسترو
زعيم سياسي كوبي، من أبرز رموز الثورة الشيوعية في أميركا اللاتينية. قاد ثورة مسلحة على نظام فولغنسيو باتيستا وحكم كوبا قرابة أربعة عقود.المولد والنشأة
ولد فيدل كاسترو يوم 13 أغسطس/آب 1926 في مقاطعة أورينت جنوب شرق كوبا لأب مزارع من أصل إسباني، وأم كانت خادمة لزوجة والده الأولى.
الدراسة والتكوين
تلقى تعليمه الأولي في مدارس داخلية يسوعية في سانتياغو، ثم انتقل للمدرسة الثانوية الكاثوليكية بيلين في مدينة هافانا، وتخرج من كلية الحقوق بجامعة المدينة نفسها عام 1945.
الوظائف والمسؤوليات
بعد سقوط نظام فولغنسيو باتيستا في 1 يناير/كانون الثاني 1959، أصبح كاسترو القائد العام للقوات المسلحة، وبعدها بأسابيع أدى اليمين الدستورية رئيسا لمجلس الدولة ورئيسا لوزراء كوبا حتى عام 1976، بعدها بأشهر تولى منصب رئيس الدولة حتى 19 فبراير/شباط 2008، حيث تخلى عن الرئاسة بسبب حالته الصحية المتدهورة.
التوجه الأيديولوجي
تبنى الفكر الماركسي اللينيني، ومارسه في الإصلاح الزراعي وملكية الأراضي الفلاحية وتأميم المؤسسات الصناعية والثروات المعدنية.
التجربة السياسية
بعد تخرجه من الجامعة انضم إلى حزب "أورتدوكسو" الشيوعي المناهض للفساد الحكومي في كوبا، والمنادي بالاستقلال الاقتصادي والإصلاحات الاجتماعية.
كان يعتزم الترشح في الانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها عام 1952، لكن الجنرال باتيستا أطاح بالحكومة وألغى الانتخابات وهيمن على الحكم، آمن كاسترو بعدها بضرورة الثورة المسلحة، وبدأ يكون مع شقيقه راوول في عام 1953 حركة لتحقيق ذلك.
قامت حركته بهجوم فاشل على ثكنة عسكرية تسمى مونكادا فاعتقل وحكم عليه بالسجن 15 عاما، لكن تم الإفراج عنه عام 1955 بموجب عفو سعى لتخفيف التوتر داخل البلاد.
هرب كاسترو بعد الإفراج عنه إلى
المكسيك، حيث عمل على الإعداد للحرب على نظام بتاسيتا رفقة أخيه راوول، والطبيب الأرجنتيني
أرنستو تشي غيفارا، وعاد رفقة أكثر من ثمانين مسلحا بسفينة إلى كوبا في 2 ديسمبر/كانون الأول 1956.
لكن قوات باتيستو تصدت لهم وقتلت بعضهم واعتقلت البعض الآخر فيما فر كل من كاسترو وشقيقه وغيفارا إلى سلسلة جبال سييرا مايسترا على طول الساحل الجنوبي الشرقي لكوبا، ومن هناك كون مجموعة مسلحة، وخاض حرب عصابات على حكم باتيستا.
بعد توسع حركة التمرد وتحكمها في عدد من المدن والقرى، شكل كاسترو حكومة بديلة بالموازاة مع تواصل الحملات العسكرية على حكم باتيستا حتى انهار وفر في الليلة الأخيرة من عام 1958 إلى جمهورية
الدومينيكان.
تولى كاستروا بعد ذلك منصب القائد العام للقوات المسلحة في الجيش، فيما شكل خوسيه ميرو كاردونا حكومة جديدة، وبعد أسابيع استقال ميرو، وأدى كاسترو اليمين الدستورية رئيسا للوزراء.
أمم المصانع والمزارع بقصد إنهاء هيمنة الشركات الأميركية الكبرى في البلاد، التي أزعجها توجهه للنمط الاقتصادي السوفياتي، وإقراره قانون الإصلاح الزراعي الذي أنهى الملكية الأجنبية والفردية للأراضي، وحولت المزارعين إلى مجرد موظفين حكوميين.
وفي 16 أبريل/نيسان 1961 أعلن كاستروا رسميا كوبا دولة اشتراكية، تلا ذلك اجتياح 1400 من كوبيي المنفى لخليج الخنازير بقصد إسقاط حكم كاسترو، فقتل جزء منهم وأسر الباقي.
اتهمت هافانا الولايات المتحدة بالمشاركة في العملية من خلال تدريب
وكالة الاستخبارات المركزية وتسلحيها لـ1400 كوبي، واستغل كاسترو الحادث لتشديد قبضته على الحكم وإلغاء الانتخابات.
وفي 7 فبراير/شباط 1962 فرضت الولايات المتحدة حظرا اقتصاديا كاملا على كوبا، وبالمقابل قوّت الأخيرة علاقتها مع الاتحاد السوفياتي بقبول مزيد من المساعدات الاقتصادية والعسكرية، مقابل السماح له سرا ببناء مواقع لصواريخ نووية في كوبا، أدت إلى الأزمة المعروقة بأزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 التي كادت تتسبب في حرب بين الولايات المتحدة وكوبا.
في عام 1976 انتخبت الجمعية الوطنية (البرلمان) كاسترو رئيسا للبلاد، وبات واحدا من قادة دول عدم الانحياز، رغم علاقاته القوية مع الاتحاد السوفياتي. لكن سقوط هذه الأخير اضطره لتغيير نهجه وفتح الباب جزئيا للاستثمارات الأجنبية.
تحدث عن نفسه وقال إنه كان هدفا لوكالة الاستخبارات الأميركية، ونجى من محاولات اغتيال عديدة.
بعد عام 1990 عرفت الحالة الصحية لكاسترو مراحل حرجة لكبر سنه، فاختار شقيقه راوول في 1997 نائبا له، وقبل خضوعه في يوليو/تموز 2006 لعملية جراحية لوقف نزيف المعدة والأمعاء، عين أخاه رئيسا مؤقتا للبلاد.
وفي 19 فبراير/شباط 2008 تسلم راوول رئاسة كوبا رسميا، وأقر البرلمان ذلك في الشهر نفسه بعد التدهور الكبير لصحة كاسترو
راؤول كاسترو
تاريخ ومكان الميلاد: 3 يونيو 1931 - هولغوين
المنصب - المهنة: رئيس
الدولة: كوبا
رئيس كوبا والأخ الأصغر للزعيم الثوري الكوبي فيدل كاسترو، عرف بقربه الكبير من الاتحاد السوفياتي. قاد مع أخيه وغيفارا ثورة مسلحة لإسقاط حكم باتيستا.المولد والنشأةولد راؤول كاسترو يوم 3 يونيو/حزيران عام 1931 في إقليم هولغوين الشرقي.
الدراسة والتكويندرس في سانتياغو وأكمل دراسته في الكلية اليسوعية بالعاصمة هافانا.
الوظائف والمسؤولياتتقلد راؤول مناصب عديدة بعد نجاح الثورة على نظام باتيستا في يناير/كانون الأول 1959، أبرزها القائد العام للقوات المسلحة في أكتوبر/نشرين الأول 1959، والنائب الأول لرئيس وزراء كوبا عام 1962 ثم النائب الأول لرئيس كوبا (فيدل كاسترو) عام 1972 والسكرتير الثاني للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي (PCC).
أصبح في مقام رئيس الجمهورية بعدما أجريت لشقيقه فيدل كاسترو عملية جراحية لوقف نزيف معوي في 31 يوليو 2006، وبعدها بأشهر أعلن فيدل بتاريخ 18 فبراير/شباط 2008 استقالته بعد 49 سنة من الحكم، فخلفه راوول بعد انتخابه من طرف البرلمان بتاريخ 24 فبراير/شباط 2008.
التوجه الأيديولوجيتبنى الفكر الشيوعي منذ شبابه لكنه أبدى نوعا من البراغماتية أثناء توليه الحكم دون أن يخرج عن النهج العام لسلفه.
التجربة السياسيةسبق راؤول أخاه فيدل كاسترو للانضمام إلى حركة الشباب الشيوعية قبل الثورة وكوّن علاقات قوية مع الاتحاد السوفياتي، في حين لم يقتنع فيدل بالاشتراكية إلا عام 1961.
شارك وهو ابن 22 سنة في العمل المسلح مع الثوار ضد نظام باتيستا وكان من ضمن مهاجمي ثكنة مونكادا في 26 يوليو/تموز1953، لكنهم اعتقلوا، وبعد الإفراج هرب مع أخيه فيدل إلى
المكسيك حيث التقيا الطبيب الأرجنتيني الشيوعي
ارنستو تشي غيفارا.
ومن هناك أعدوا لثورة مسلحة لإسقاط باتيستا وعادوا رفقة أكثر من 80 شخصا إلى كوبا في نوفمبر/تشرين الثاني 1956، وبدأوا ثورة جديدة انتهت بهروب الرئيس باتيستا في الليلة الأخيرة من عام 1958.
ظل وفيا لأخيه متواريا خلفه طيلة فترة حكمه (49 عاما)، وكان أكثر تشددا من كاسترو في الشهور الأولى للثورة، فأبعد لفترة من الزمن عن دائرة الضوء. عينه فيدل كاستروا خليفة له على رأس مجلس الحزب الشيوعي في أكتوبر/تشرين الأول 1997.
كان مبعوث أخيه إلى الاتحاد السوفياتي بحكم علاقاته القوية به، و تلقى في يوليو/تموز 1962 وعدا بالحصول على صواريخ سوفياتية، مما فجر أزمة الصواريخ الأميركية السوفياتية في أكتوبر/تشرين الأول 1962.
كان له دور كبير في إدارة عدد من الملفات منها النشاط العسكري لكوبا في
إثيوبيا وأنغولا في السبعينيات، وملف المعركة القضائية لإعادة الطفل إليان غونزالس من فلوريدا بالولايات المتحدة إلى وطنه كوبا عام 2000.
أبدى براغماتية واضحة لما صرح في مقابلة نادرة مع التلفاز الرسمي في بداية عام 2001 ، عندما طالب الولايات المتحدة بالتصالح مع كوبا في حياة فيدل كاسترو، لكنه عمليا كان متأثرا بالنموذج الاقتصادي والسياسي الصيني.
في يوليو/ تموز 2013 أعلن راؤول كاسترو بمناسبة مرور 60 عاما على الثورة الكوبية، أن بلاده ستعرف انتقالا تدريجيا للسلطة إلى الجيل الجديد، وقال "حان الوقت لتسليم مقاليد الثورة إلى الجيل الجديد الذين نثق في أنه سيحافظ على علم الاشتراكية خفاقا".
في خطوة تاريخية، تصافح راؤول كاسترو مع الرئيس الأميركي
باراك أوباما لأول مرة في افتتاح قمة الأميركيتين ب
بنما في أبريل/نيسان 2015 بمشاركة كوبا حينها للمرة الأولى من أكثر من 60 عاما.