جنون الطيران يتواصل: طائرة «درون» قابلة للطي.. والتحكم فيها عبر «التلويح باليد»
لندن ـ «القدس العربي»:ابتكرت شركة صينية متخصصة في صناعة الطائرات بدون طيار (درونز) أحدث الصرعات بطرحها طائرة «درون» قابلة للطي والوضع بالجيب، ويبلغ حجمها مطوية كزجاجة الماء الصغيرة التي يسهل حملها والتنقل بها من قبل أي مستخدم، أما المفاجأة فهي في سرعة الطائرة التي تصل الى 40 ميلاً في الساعة (64 كلم/ الساعة)، ما يعني أنها سريعة جداً مقارنة بمنافساتها من الطائرات بدون طيار.
وكشفت شركة (DJI) الصينية، وهي أشهر منتج للطائرات بدون طيار ذات الاستخدامات السلمية في العالم، كشفت عن طائرة جديدة قابلة للطي ويسهل حملها واصطحابها من قبل المستخدم، وأطلقت عليها اسم (Mavic Pro) ويبلغ ثمنها 999 دولاراً فقط، وهو سعر وإن كان في متناول اليد بالنسبة للكثيرين إلا أنه أعلى من أسعار الطرازات السابقة من الطائرات بدون طيار التي طرحتها الشركة في الأسواق خلال السنوات والشهور الماضية.
وبحسب التفاصيل المتعلقة بالطائرة الجديدة والتي نشرتها جريدة «ديلي ميل» البريطانية فان الطائرة الجديدة يمكن التحكم بها عن بعد بواسطة «التلويح باليد»، كما يوجد لها «ريموت كونترول» يتيح أيضاً مزيداً من التحكم بها عن بعد.
والطائرة الجديدة مزودة بكاميرا تبلغ دقتها 12 ميغابكسل، حيث تستطيع هذه الكاميرا اجراء مسح للناس على الأرض والتعرف على يد صاحبها ومن ثم الاستجابة لحركاته، على أنه يتوجب أولاً أن يلتقط صورة ليده من أجل تخزينها في ذاكرة الطائرة لتقوم بعد ذلك بالتعرف عليه والاستجابة لحركات يديه عندما يقرر أن يتحكم بها من خلال «التلويح بيده» مباشرة.
وتقول «دايلي ميل» إن الطائرة الجديدة بعد أن يتم طيها يصبح حجمها بحجم قارورة الماء التي يشتريها الشخص من البقالة خلال تجوله وتنقله من مكان لآخر، على أنها تستطيع التحليق لمسافة تصل الى 8 أميال بشكل متواصل وبدون توقف وبدون الحاجة لإعادة الشحن. وتقول الشركة المنتجة لهذا الاختراع الجديد إن الطائرة يُمكن أن يتم استخدامها في العديد من المهام، حيث تتضمن الكثير من الأدوات التي تحسن أداءها، حيث أن النظام المودع في هذه الطائرة يتضمن خمس كاميرات تصوير، إضافة الى (GPS) لتحديد مكانها وارشادها الى الطريق ومن ثم الى المكان المراد الوصول اليه، إضافة الى نظام ملاحي فعال، وأجهزة استشعار عن بُعد، و24 قطعة كمبيوترية مختلفة تجعل من الـ«درون» طائرة متناهية الذكاء. أما أجهزة الاستشعار عن بُعد فهي قادرة على اكتشاف المخاطر من مسافة تصل الى 49 قدماً، بما يجنب الطائرة مخاطر الحوادث والاصطدام في المباني أو الأجسام الطائرة.
وتؤكد الشركة المنتجة أن الطائرة الجديدة يمكن أن تطير لمدة 27 دقيقة متواصلة، كما أن سرعتها القصوى يمكن أن تصل الى 40 ميلاً في الساعة، مع الحفاظ على التوازن والاستقرار وسط رياح تصل سرعتها الى 24 ميلاً في الساعة.
ولدى الطائرة القدرة على بث فيديوهات عالية الجودة بشكل مباشر وتبلغ دقتها (HD 1080)، ومن مسافة تصل الى 4.3 ميل عن مكان صاحبها، كما يمكن التحكم بالطائرة من خلال جهاز تحكم خاص بها أو من خلال تطبيق على الهاتف النقال الذكي، إضافة الى أنها تستجيب للأوامر بمجرد التلويح باليد، إذا كان صاحبها على مسافة منها تسمح له بذلك.
ويمكن استخدام هذا النوع من الطائرات في أعمال التجسس والمراقبة والاستطلاع، فضلاً عن امكانية استخدامها في أعمال الانتاج الفلمية والسينمائية، حيث ان الجودة التي تتمتع بها الكاميرات المحمولة على هذه الطائرة لا تقل عن جودة الكاميرات التي يتم استخدامها في انتاج الأفلام والفيديوهات التلفزيونية، كما يمكن استخدامها في التغطيات الاخبارية بالنسبة للصحافيين ووكالات الأنباء، خاصة في مناسبات ضخمة أو أماكن خطرة، مثل الاشتباكات والحروب وغير ذلك.
سجلت صناعة طائرات الـ«درونز» طفرة في العالم خلال العامين الأخيرين، خاصة مع انتقال الصناعة إلى المجالات السلمية ونجاح الشركات الصينية في تصنيع الكثير من الطائرات لأغراض مختلفة وبأسعار رخيصة جداً نسبياً.
وكانت شركة صينية تدعى (EHang) قد أنتجت أول طائرة بدون طيار ذات حجم كبير نسبياً تستطيع أن تنقل الركاب في الرحلات القصيرة، وتستطيع الطائرة أن تحمل راكباً واحداً ويتم التحكم بها عن بعد.
وقالت الشركة إنها عبارة عن «تاكسي طائر» يتيح للركاب تجاوز الازدحامات والتحليق في الهواء من أجل الوصول سريعاً إلى المكان المطلوب، على أن الطائرة مروحية ويقل حجمها عن حجم السيارة الصغيرة، وبالتالي يمكن أن تهبط على أسطح البنايات أو في الساحات المحيطة بالمباني.
وتقول الشركة إن التنقل عبر هذه الطائرة أمر في غاية السهولة، حيث أن كل ما على الراكب أن يفعله هو أن يحدد الوجهة التي يريد السفر إليها، ومن ثم يطلب عبر تطبيق هاتفي الوجهة، ثم يسترخي داخل الطائرة لتقوم هي على الفور بنقله إلى الوجهة التي أمر بها.
وتتضمن قمرة الطائرة حاملاً للهاتف المحمول أو الكمبيوتر اللوحي من أجل التحكم في مسار الطائرة، وآخر يمكن للراكب أن يضع عليه كوباً من الشاي أو القهوة أو العصير لاحتسائه خلال الرحلة، إضافة إلى كرسي مريح يجلس عليه الراكب.
وفي الهند كشفت تقارير صحافية أن علماء هنودًا يعملون حالياً على تطوير طائرات بدون طيار فائقة القدرة وتحلق على ارتفاعات منخفضة لا تتعدى خمسة آلاف قدم ولفترة تحليق متصلة تصل إلى 10 ساعات.
وقالت مصادر في قطاع التصنيع العسكري الهندي إن المفاجأة هي أن الطائرات التي يتم تطويرها ستكون لها القدرة على المسح التصويري والاستهدافي لمسافة تصل إلى 150 كيلومتراً، وبذلك ستكون تلك الطائرات مفيدة في مراقبة الطرق السريعة بين الأقاليم الهندية، ومراقبة الأرصاد الجوية والأوبئة وغزو الجراد وخلافه.
وحسب المصادر فإن علماء وضباطاً وباحثين، يعكفون الآن على تطوير الطائرة الهندية الجديدة التي سيكون سعرها منافساً في الأسواق العالمية، فيما قال خبراء إن الطائرة الهندية الجديدة ستكون بمثابة «التوك توك» الطائر أسوة بمركبات الـ«توك توك» الرخيصة، التي كانت الهند أول مبتكر ومصدر لها في الأسواق العالمية.