فضل اهل الشام واهل اليمن
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌـﺪ :
ﻓﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﻣﻦ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﻓﻀﺎﺋﻞ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ ﻳﺼﻌﺐ ﺍﺳﺘﻘﺼﺎﺅﻩ ﻓﻲ ﻓﺘﻮﻯ ﻛﻬﺬﻩ، ﻭﻟﻜﻨﺎ ﻧﻨﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻪ، ﻓﻌﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : ﺃﺗﺎﻛﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻫﻢ ﺃﺭﻕ ﺃﻓﺌﺪﺓ ﻭﺃﻟﻴﻦ ﻗﻠﻮﺑﺎً ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻳﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺨﺮ ﻭﺍﻟﺨﻴﻼﺀ ﻓﻲ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻹﺑﻞ ﻭﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺭ ﻓﻲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻐﻨﻢ . ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ . ﻭﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺑﺎﺭﻙ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺷﺎﻣﻨﺎ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺑﺎﺭﻙ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻳﻤﻨﻨﺎ . ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ .
ﻭﻋﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﻃﻮﺑﻰ ﻟﻠﺸﺎﻡ ﻗﻠﻨﺎ ﻷﻱ ﺫﻟﻚ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ؟ ﻗﺎﻝ : ﻷﻥ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﺎﺳﻄﺔ ﺃﺟﻨﺤﺘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ . ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ . ﻭﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺣﻮﺍﻟﺔ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﺳﻴﺼﻴﺮ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻧﻮﺍ ﺟﻨﻮﺩﺍ ًﻣﺠﻨﺪﺓ ﺟﻨﺪ ﺑﺎﻟﺸﺎﻡ ﻭﺟﻨﺪ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ ﻭﺟﻨﺪ ﺑﺎﻟﻌﺮﺍﻕ . ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺣﻮﺍﻟﺔ ﺧﺮ ﻟﻲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﺇﻥ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﺎﻝ : ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﺸﺎﻡ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺧﻴﺮﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﺭﺿﻪ ﻳﺠﺘﺒﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺧﻴﺮﺗﻪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻓﺄﻣﺎ ﺇﻥ ﺃﺑﻴﺘﻢ ﻓﻌﻠﻴﻜﻢ ﺑﻴﻤﻨﻜﻢ ﻭﺍﺳﻘﻮﺍ ﻣﻦ ﻏﺪﺭﻛﻢ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻮﻛﻞ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﺸﺎﻡ ﻭﺃﻫﻠﻪ . ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ . ﻭﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺑﺎﺭﻙ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺷﺄﻣﻨﺎ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺑﺎﺭﻙ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻳﻤﻨﻨﺎ، ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻭﻓﻲ ﻧﺠﺪﻧﺎ، ﻗﺎﻝ : ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺑﺎﺭﻙ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺷﺄﻣﻨﺎ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻳﻤﻨﻨﺎ، ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻭﻓﻲ ﻧﺠﺪﻧﺎ، ﻗﺎﻝ : ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﺰﻻﺯﻝ ﻭﺍﻟﻔﺘﻦ ﻭﺑﻬﺎ ﺃﻭ ﻗﺎﻝ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺨﺮﺝ ﻗﺮﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ . ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﻗﺎﻝ : ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ ﻏﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻪ . ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ : ﺻﺤﻴﺢ .
ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﺑﻴﻨﺎ ﺃﻧﺎ ﻧﺎﺋﻢ ﺇﺫ ﺭﺃﻳﺖ ﻋﻤﻮﺩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﺣﺘﻤﻞ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺭﺃﺳﻲ، ﻓﻈﻨﻨﺖ ﺃﻧﻪ ﻣﺬﻫﻮﺏ ﺑﻪ ﻓﺄﺗﺒﻌﺘﻪ ﺑﺼﺮﻱ، ﻓﻌﻤﺪ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ، ﺃﻻ ﻭﺇﻥ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺣﻴﻦ ﺗﻘﻊ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﺑﺎﻟﺸﺎﻡ . ﺭﻭﺍﻩ
ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻬﻴﺜﻤﻲ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺃﺣﻤﺪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ . ﻭﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎﻝ : ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ : ﺗﺨﺮﺝ ﻧﺎﺭ ﻣﻦ ﻧﺤﻮ ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ - ﺃﻭ ﻣﻦ ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ - ﺗﺴﻮﻕ ﺍﻟﻨﺎﺱ . ﻗﻠﻨﺎ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻤﺎ ﺗﺄﻣﺮﻧﺎ، ﻗﺎﻝ : ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﺸﺎﻡ . ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻬﻴﺜﻤﻲ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ . ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻋﺼﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻲ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺩﻣﺸﻖ ﻭﻣﺎ ﺣﻮﻟﻪ، ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻭﻣﺎ ﺣﻮﻟﻪ، ﻻ ﻳﻀﺮﻫﻢ ﺧﺬﻻﻥ ﻣﻦ ﺧﺬﻟﻬﻢ، ﻇﺎﻫﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ . ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻬﻴﺜﻤﻲ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕ .
ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺣﻮﺍﻟﺔ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : ﺭﺃﻳﺖ ﻟﻴﻠﺔ ﺃﺳﺮﻱ ﺑﻲ ﻋﻤﻮﺩﺍً ﺃﺑﻴﺾ ﻛﺄﻧﻪ ﻟﻮﺍﺀ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻓﻘﻠﺖ ﻣﺎ ﺗﺤﻤﻠﻮﻥ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻋﻤﻮﺩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﻀﻌﻪ ﺑﺎﻟﺸﺎﻡ ﻗﺎﻝ : ﻭﺑﻴﻨﺎ ﺃﻧﺎ ﻧﺎﺋﻢ ﺭﺃﻳﺖ ﻋﻤﻮﺩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﺧﺘﻠﺲ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﻭﺳﺎﺩﺗﻲ ﻓﻈﻨﻨﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﺄﺗﺒﻌﺘﻪ ﺑﺼﺮﻱ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﻧﻮﺭ ﺳﺎﻃﻊ ﺣﺘﻰ ﻭﺿﻊ ﺑﺎﻟﺸﺎﻡ . ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ، ﻭﺃﻭﺭﺩ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺃﻳﻀﺎً ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﻭﺻﺤﺢ